.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
الموجودة سابقا» (١) وبهذا البيان يندفع شبهة عدم اليقين بالحدوث كما تندفع شبهة مثبتية الأصل.
وما أفاده (قده) لا يخلو من غموض ، وذلك لانتفاء الحالة السابقة المتيقنة.
وقياس اتصاف الآنات المتجددة بالليلية مثلا على نفس عنوان الليل مع الفارق ، لصدق استمرار الموجود الوحدانيّ حقيقة أو عرفا على الليل بمجرد استتار القرص أو ذهاب الحمرة إلى آن تحقق النهار ، فيجري الاستصحاب عند الشك في الغاية ، لأنه بقاء ما حدث. وهذا بخلاف إجراء الأصل في الليل بمفاد كان الناقصة ، لأن المتيقن هو وصف جزء الليل أعني ليلية الساعة السابقة ، وهذه الساعة الماضية الموصوفة بكونها ليلا جزء الموجود الوحدانيّ أعني الليل ، ولا ريب في امتناع صيرورة الجزء كلّا بإلغاء خصوصيته ، والساعة الفعلية المشكوكة ليليتها لو كانت ليلا لكانت قطعة أخرى من الليل ، وهي متصفة بأنها الساعة الخامسة منه مثلا ، والاتصاف وان كان متجددا بتجدد الآنات والأكوان ، إلّا أن المفروض اتصاف كل قطعة منها بوصف ، والمتيقن هو وصف جزء خاص ، والمشكوك وصف جزء آخر ، ومن المعلوم امتناع تسرية وصف جزء إلى جزء آخر.
وبعبارة أخرى : المقصود بالاستصحاب إثبات ليلية هذه الساعة المشكوكة ليليتها ، فلا يقين بذات الليل المستمر إلى زمان الشك ، وإلّا لم يقع شك فيه ، وإنما تعلق اليقين بليلية ساعة سابقة قد تصرّمت ، وجرّ هذا الوصف إلى الساعة الحالية التي هي قطعة أخرى من الليل ـ على فرض كونها ليلا ـ لا يوجب اتصاف هذه الساعة بكونها ليلا ، لأنه استصحاب وصف جزء لإثبات ذلك الوصف لجزء آخر ، وهو من أقوى الأصول المثبتة.
وما أفاده من الملازمة بين استصحاب الزمان بمفاد كان التامة والناقصة قد عرفت عدم تماميته ، لأنه بمفاد كان التامة قد اجتمعت أركانه فيه من اليقين بحدوث
__________________
(١) نهاية الأفكار ، ٤ ـ ١٤٩