ومنها :
٣٤ ـ أخرج أحمد في المسند (١) (٤ / ٧٥) ، وأبو نعيم في الحلية (١ / ٥٨) من طريقين : أحدهما عن عبد الله بن جعفر ، عن يونس بن حبيب ، عن أبي داود. والآخر : عن فاروق الخطّابي ، عن أبي مسلم الكجي ، عن حجّاج بن نصر (٢) ـ أبي محمد البصري ـ قالا : حدّثنا سكن بن المغيرة الأموي ـ البصري مولى آل عثمان ـ ، عن الوليد بن أبي هشام البصري ، عن فرقد بن أبي طلحة ، عن عبد الرحمن بن أبي خباب (٣) السلمي البصري ، قال : خطب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فحثّ على جيش العسرة ، فقال عثمان : عليّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها. قال : ثمّ حثّ ، فقال عثمان : عليّ مائة أخرى بأحلاسها وأقتابها قال : ثمّ حثّ فقال عثمان : عليّ مائة أخرى بأحلاسها وأقتابها. فرأيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول بيده يحرّكها : ما على عثمان ما عمل بعد هذا.
قال الأميني : هلاّ مخبر يخبرني عن هذا الصحابيّ البصريّ الذي لا يُعرف إلاّ بحديثه هذا ، ولا يعلم من تاريخ حياته شيء غير اختلاقه هذه الرواية ، ولا يروي عن النبيّ الأعظم إلاّ هذه الخطبة المزعومة كما صرّح به ابن عبد البرّ في الاستيعاب (٤) وابن حجر في الإصابة (٥) ، ولم يسمعها صحابيّ قطّ غيره منه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثمّ يخبرني ذلك المخبر عمّن انتهى إليه الإسناد أنّ فرقد بن طلحة من هو؟ ومتى ولد؟ وأين وأنّى كان؟ وما المعروف من ترجمته؟ فكأنّي به وهو يجيبني بما قاله علي ابن المديني : لا أعرفه (٦).
__________________
(١) مسند أحمد : ٥ / ٢٨ ح ١٦٢٥٥.
(٢) كذا في النسخ والصحيح : نصير ، بضم النون مصغراً. (المؤلف)
(٣) كذا في النسخ والصحيح : عبد الرحمن بن خباب. (المؤلف)
(٤) الاستيعاب : القسم الثاني / ٨٣٠ رقم ١٤٠٣.
(٥) الإصابة : ٢ / ٣٩٦ رقم ٥١١٠.
(٦) تهذيب التهذيب : ٧ / ٢٦٤ [٨ / ٢٣٧]. (المؤلف)