على نفر في المسجد ، قال : فتخلّلتهم حتى قمت عليهم فإذا عليّ بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقّاص ، قال : فلم يكن ذلك بأسرع من أن جاء عثمان يمشي فقال : أهاهنا عليّ؟ قالوا : نعم. قال أهاهنا طلحة؟ قالوا : نعم. قال : أهاهنا سعد؟ قالوا : نعم. قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلاّ هو أتعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له فابتعته فأتيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقلت : إنّي قد ابتعته ، فقال : اجعله في مسجدنا وأجره لك؟ قالوا : نعم. قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلاّ هو أتعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من يبتاع بئر رومة ، فابتعتها بكذا وكذا فأتيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقلت : إنّي قد ابتعتها يعني بئر رومة ـ فقال : اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك؟ قالوا : نعم. قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلاّ هو أتعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة فقال : من يجهّز هؤلاء غفر الله له ، فجهّزتهم حتى ما يفقدون خطاماً ولا عقالاً؟ قالوا : اللهمّ نعم. قال اللهمّ اشهد ، اللهمّ اشهد ، اللهمّ اشهد. ثمّ انصرف. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٦ / ١٦٧) بالإسناد المذكور.
قال الأميني : زعم البصريّون جند المرأة أنّهم يسعهم تدارك تجمهر صلحاء البصرة على عثمان بتسطير أمثال هذه الأفائك المفتعلة ، وحسبوا أنّهم يبرّرون ساحة الرجل من تلكم الهنات الموبقة التي سجّلها له التاريخ ، ذاهلين عن أنّ صحّة هذه الأساطير تزيد عليه وبالاً ، فبعد ما سمع أعاظم الصحابة حجاجه هذا ، وقرعت سمعهم تلكم المناشدات وما أصاخوا إليها ، وما زحزحوا عمّا كانوا عليه من خذلانه إلى التأليب عليه إلى الوقيعة فيه بكلّ ما يوهنه ويُزريه إلى قتله إلى كسر أضالعه إلى رمي جنازته إلى دفنه في مقابر اليهود ، وبعد ما أصرّت الأُمّة على مقته مجمعة على النقمة عليه وهي لا تجتمع على الخطأ كما يحسبون ، لم يبق للرجل أيّ قيمة في سوق الاعتبار وإن اختلقت يد الافتعال له ألف أُسطورة.
وتحصّل ممّا قدّمناه أنّ الأجور المذكورة على تقدير الصحّة كانت مرتّبة على