المقدور المحتّم؟ ولما ذا كان يحاذر بطش معاوية به على مقتل عثمان لمّا أراد أمير المؤمنين عليهالسلام أن يرسله إلى الشام.
راجع مصادر هذه كلّها فيما مرّ من صفحات هذا الجزء.
٧ ـ وأخرج (١) (ص ١٢٨) بالإسناد الشعيبي :
قالوا : فلمّا بويع الناس السابق (٢) فقدم بالسلامة فأخبرهم من الموسم أنّهم يريدون جميعاً المصريّين وأشياعهم ، وأنّهم يريدون أن يجمعوا ذلك إلى حجّهم ، فلمّا أتاهم ذلك مع ما بلغهم من نفور أهل الأمصار أعلقهم الشيطان وقالوا : لا يخرجنا ممّا وقعنا فيه إلاّ قتل هذا الرجل ، فيشتغل بذلك الناس عنّا ، ولم يبق خصلة يرجون بها النجاة إلاّ قتله ، فراموا الباب فمنعهم من ذلك الحسن وابن الزبير ومحمد بن طلحة ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص ومن كان من أبناء الصحابة أقام معهم ، واجتلدوا فناداهم عثمان : الله الله أنتم في حلٍّ من نصرتي ، فأبوا ، ففتح الباب وخرج ومعه الترس والسيف لينهنههم ، فلمّا رأوه أدبر البصريّون وركبهم هؤلاء ونهنههم فتراجعوا وعظم على الفريقين ، وأقسم على الصحابة ليدخلُنّ فأبوا أن ينصرفوا ، فدخلوا فأغلق الباب دون المصريّين ، وقد كان المغيرة بن الأخنس بن شريق فيمن حجّ ثمّ تعجّل في نفر حجّوا معه ، فأدرك عثمان قبل أن يُقتل وشهد المناوشة ودخل الدار فيمن دخل وجلس على الباب من داخل ، وقال : ما عذرنا عند الله إن تركناك ونحن نستطيع ألاّ ندعهم حتى نموت؟ فاتّخذ عثمان تلك الأيّام القرآن نحباً يصلّي وعنده المصحف فإذا أعيا جلس فقرأ فيه ، وكانوا يرون القراءة في المصحف من العبادة ، وكان القوم الذين كفكفهم بينه وبين الباب ، فلمّا بقي المصريّون لا يمنعهم أحد من الباب ولا يقدرون على الدخول جاءوا بنار فأحرقوا الباب والسقيفة ، فتأجّج
__________________
(١) تاريخ الأُمم والملوك : ٤ / ٣٨٧ حوداث سنة ٣٥ ه.
(٢) كذا في الطبعة المعتمدة لدى المؤلف ، وفي الطبعة المعتمدة لدينا : فلما بويع الناس جاء السابق.