جمهور النحاة يرى أنها حرف مصدرى ينوب عن لفظ : زمان أو مدة ، فإذا قلت : أقابلك ما طلعت الشمس ، أى : زمان طلوع الشمس ، لا أفارقك ما قام الليل والنهار ، أى : مدة دوام الليل والنهار ، وعلى الرغم من هذه النيابة فإنهم يجعلونها حرفا ؛ لأنه لا يعود عليها ضمير من صلتها.
أما بعض الكوفيين والأخفش فإنهم يجعلونها اسما. وإذا جعلتها حرفا ظرفيا فلا محلّ لها من الإعراب ، أما إذا جعلتها اسما ظرفيا فإنها تكون فى محلّ نصب ، ومع التقديرين فهى تعطى مدلول الزمان.
ومن أمثلتها قول الشاعر :
أجارتنا إن الخطوب تنوب |
|
وإنى مقيم ما أقام عسيب |
أى : مدة قيام عسيب.
ويجعلون من ذلك قوله تعالى : (يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ) [هود : ٢٠] أى : مدة استطاعتهم السمع ، ومدة كونهم مبصرين (١) ، فتكون فى محل نصب على الظرفية.
ويكون من (ما) الوقتية التى تقدر بمصدر نائب عن ظرف الزمان يقدر بـ (مدة) (ما) التى يجب أن تسبق (دام) ؛ كى يكون فعلا ناقصا ناسخا.
من ذلك قوله تعالى : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) [هود : ١٠٨] ، حيث التقدير : مدة دوام ... فـ (ما) ظرفية وقتية.
ومنه قوله تعالى : (قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها)
__________________
(١) فى (ما) هنا أوجه أخرى ، وهى :
أ ـ أن تكون نافية.
ب ـ أن تكون مصدرية منصوبة على إسقاط الخافض ، إلى جانب ما ذكرناه من مصدريتها ودلالتها على الظرفية.
ج ـ أن تكون اسما موصولا فى محل نصب على حذف حرف الجر. والتقدير : بالذى كانوا ... ينظر : الدر المصون ٤ ـ ٨٧.