الجوانب الإعرابية فى التركيبين الأول والثانى :
سمة هذين التركيبين من حيث الجانب الإعرابى أن يلى (مذ ومنذ) اسم مرفوع معرفة غير معدودة ، أو نكرة معدودة ، أو معرفة محدودة تدل على قدر معين من الزمان. حينئذ يعرب كلّ من (مذ ومنذ) والاسم المرفوع بعدهما على الأوجه الآتية :
أ ـ أن يكونا مبتدأين ، خبرهما ما بعدهما من مرفوع ، وهو ما ذهب إليه المبرد وابن السراج والفارسى.
ويكون تقدير : مذ يوم الأحد ، ومذ يومان : أول الأمد يوم الأحد ، والأمد يومان. أى : أول أمد الفعل ... ، وأمد الفعل .. وأنت ترى أن كلا منهما فى التقدير مبتدأ ، خبره الاسم المرفوع بعده. ويكون التركيب كلامين ، ثانيهما مستأنف ، حيث الأول جملة (ما رأيته) ، أو غير ذلك ، والثانى جملة (مذ). وهذا هو الرأى الأرجح.
وإن كان يردّ بلزوم الابتداء بنكرة بلا مسوغ ، أو معرفة بلا تعريف معتاد.
ب ـ أن يكونا خبرين مقدمين ، والاسم المرفوع بعدهما مبتدأ مؤخر. وهو ما ذهب إليه الأخفش والزجاج والزجاجى وطائفة من البصريين.
وهذا الوجه مبنى على أنهما ظرفان مبنيان ، فيكون كل منهما شبه جملة فى محل رفع ، خبر مقدم ، ويكون التقدير فى ما رأيته مذ يومان : بينى وبينه يومان ، أى : بينى وبين لقائه يومان ، أو : بينى وبين انقطاع رؤيته يومان ، وقد وصفوا هذا الرأى بأنه ضعيف (١) أو : فيه تعسف (٢). فالأول لذلك أظهر (٣).
ويكون التركيب كلامين مثل ما فسّر به الوجه الأول.
__________________
(١) ينظر : شرح ألفية ابن معطى للموصلى ١ ـ ٣٨٣.
(٢) ينظر : مغنى اللبيب ١ ـ ٣٦٧.
(٣) شرح المفصل لابن يعيش ٤ ـ ٩٥.