جازمة ، فتكون غير مختصة بالفعل ، فتدخل بذلك على الاسم والفعل سواء ، ويكون ما بعدها إما جملة اسمية ، وإما جملة فعلية.
أما (إذا) فإن العامل فيها عند الجمهور إنما هو فعل جواب الشرط ، أو ما يدل عليه ، وهى مضافة إلى ما يليها. إذن (إذا) واجبة الإضافة إلى الجملة. ومثالها قوله تعالى : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) [النصر : ١ ـ ٣](١). وقوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) [الانشقاق : ١]. ومنه قول الفرزدق :
إذا باهلىّ تحته حنظلية |
|
له ولد منها فذاك المذرع (٢) |
ثانيهما : أن تكون ظرفية دون تضمن معنى الشرط :
نحو قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) [الليل : ١] ، (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) [النجم : ١]. يجعلون الماضى بعدها فى معنى المستقبل.
__________________
(١) (إذا) اسم شرط غير جازم لما يستقبل من الزمان مبنى فى محل نصب ، مضاف إلى ما بعده ، والعامل فيه مقدر بالتسبيح. (جاء) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح. (نصر) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الفعلية فى محل جر بالإضافة. (الفتح) معطوف على نصر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
(رأيت) جملة فعلية معطوفة على جملة الشرط فى محل جر. (يدخلون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال (فى دين) شبه جملة متعلقة بالدخول. (أفواجا) حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة. (فسبح) الفاء واقعة فى جواب الشرط ، لا محل لها من الإعراب ، سبح : فعل أمر مبنى على السكون ، وفاعله مستتر تقديره : (أنت) ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب. (إنه كان توابا) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير الغائب اسم إن مبنى فى محل نصب ، كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى ، واسمه ضمير مستتر تقديره : (هو) ، توابا : خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وجملة (كان) فى محل رفع ، خبر (إن).
(٢) (باهلى) جمهور النحاة يرون أنه فاعل بفعل محذوف ، يفسره العامل فى تحته وهو الاستقرار ، ولكنى أرى أنه مبتدأ خبره الجملة الاسمية (له ولد) ، أما الجملة (تحته حنظلة) فهى فى محل رفع صفة لباهلى.
(فذاك المذرع) الفاء واقعة فى جواب الشرط ، (ذاك المذرع) جملة اسمية لا محل لها من الإعراب ؛ لأنها جواب شرط لأداة غير جازمة.