ولنلحظ التركيب : أثنيت عليك إذ اجتهدت. أضيفت الجملة (اجتهدت) إلى ظرف الزمان (إذ) المتعلق بالثناء.
فإذا قدمنا الجملة التى أضيفت إلى الظرف فإن التركيب يصبح : اجتهدت فأثنيت عليك ، حيث تحولت العلاقة بين الجملتين من علاقة تعلق زمنى إلى علاقة عطف وتتابع.
فإذا أردت أن تظهر العلاقة أو التعلق الزمنى مرة أخرى ؛ فإنه يكون على التركيب المذكور : اجتهدت فأثنيت عليك حينئذ ، وكأن (حين) تعطى معنى التعلق الزمنى ، و (إذ) تعطى معنى العوض عن الجملة المذكورة أولا (اجتهدت) ، ونونت بالكسر لتدلّ على هذا العوض. ومع ملاحظة أن كلا من الظرفين يصلح للإضافة إلى الجملة المحذوفة ، حيث يمكن القول : فأثنيت عليك حين اجتهدت. وإذ اجتهدت ، ومثل حين : وقت ، ساعة ... إلخ ، ولكن اختيرت (إذ) حيث اختصاصها بنوع هذه الإضافة. ولنلحظ قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ) [الروم : ١٤] فإننا نجد أن (يوم) فى (يومئذ) بدل من (يوم) فى (يوم تقوم) ، فأبدل من الجملة المضاف إلى (يوم) الأولى (إذ) ، بما يدل على أن (إذ) تعطى معنى العوض عن الجملة المحذوفة.
ومثل ذلك :
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ) [الجاثية : ٢٧]
(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً) [طه : ١٠٢].
(يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ) [الفرقان : ٢٢].
(يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) [الانفطار : ١٩]
(يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ) [النازعات : ٦ ـ ٨].