ظهور الأخبار الخاصّة الواردة في باب زيارات الأئمّة عليهمالسلام ـ التي تقدّم (١) بعضها ـ في عدم الكراهة بالنسبة إلى قبور المعصومين ، بل استحبابه ؛ لما في بعضها (٢) من بيان ما يترتّب عليه من الأجر والثواب ، وفي بعضها الأمر بجعل القبر بين يديه (٣) ، وفي آخر أمامه (٤) ، فيشكل مع ذلك الالتزام بالكراهة فيها أيضا كما نسب (٥) إلى المشهور ، فضلا عن الحرمة ، كما هو ظاهر الصحيحة التي هي صريحة في كون قبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أصلا في هذا الحكم.
اللهمّ إلّا أن ينزّل الأخبار الخاصّة الواردة في باب الزيارات على إرادة الثواب على أصل الفعل ، وأنّ المراد بالخلف أو جعل القبر بين يديه أو أمامه ما يقابل التقدّم عليه أو مع التساوي أيضا ، لا خصوص ما يحاذي القبر الشريف ، فلا ينافي ذلك كراهة اتّخاذه قبلة بمعنى مرجوحيّته بالإضافة إلى ما لو صلّى في ناحية منه من عند رأسه أو رجليه ، كما يؤيّد ذلك بل يشهد له رواية أبي اليسع ـ المنقولة عن الأمالي (٦) ـ قال : سأل رجل أبا عبد الله عليهالسلام وأنا أسمع ، قال : إذا أتيت قبر الحسين عليهالسلام أجعله قبلة إذا صلّيت؟ قال : «تنحّ هكذا ناحية» (٧).
__________________
(١) في ص ١٣٠ و ١٣١.
(٢) تقدّم تخريجه في ص ١٣١ ، الهامش (٢).
(٣) الكافي ٤ : ٥٧٨ / ٤ ، الوسائل ، الباب ٦٩ من أبواب المزار وما يناسبه ، ح ١.
(٤) تقدّم تخريجه في ص ١٣٠ ، الهامش (١).
(٥) الناسب هو البحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ٢٢٤.
(٦) نقلها عن الأمالي البحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ٢١٨ ، ولم نجدها فيها ، وهي موجودة في كامل الزيارات.
(٧) كامل الزيارات : ٤٢٥ (الباب ٨٠) ح ٢ ، الوسائل ، الباب ٦٩ من أبواب المزار وما يناسبه ، ح ٦.