(المقدمة الخامسة : في مكان المصلّي)
وهو عرفا : موضعه ، أي محلّه الذي يستقرّ عليه حال تشاغله بأفعال الصلاة من القيام والقعود والركوع والسجود وغيرها.
ولكنّ المراد به في المقام ما يعمّ الفضاء الذي يشغله المصلّي ، كما لعلّه هو معناه لغة بمقتضى وضعه الأصلي.
وربما فسّر في عرف الفقهاء بتفاسير لا تسلم عن الخدشة.
والأولى تفسير ما أرادوه بالمكان في المقام بما أشرنا إليه من معناه اللغوي ، أي محلّ وجوده قرارا وفضاء.
وكيف كان فلا يترتّب على شرح مفهومه عرفا أو لغة أو اصطلاحا فائدة مهمّة ؛ لأنّ الأحكام اللاحقة له ـ التي يقع البحث عنها في هذا المبحث ـ بأسرها معلّقة ـ بحسب أدلّتها ـ على موضوعات لا تتوقّف معرفة شيء منها على صدق مفهوم المكان.