جميع هذا يحكم على التاء فيه بالزيادة ، ولا يحتاج في ذلك إلى دليل ، لوضوح كونها زائدة فيه.
وأمّا القسم الذي يحكم عليه بالأصالة ، ولا يكون زائدا إلّا بدليل ، فما عدا ذلك.
وإنّما قضينا على التاء بالأصالة ، فيما عدا ذلك ، لكثرة تبيّن أصالة التاء فيما يعرف له اشتقاق أو تصريف ، نحو : «توءم» ـ فإنّ تاءه أصليّة لأنّك تقول في الجمع : تؤام.
و «تؤام» : «فعال» فتاؤه أصل ـ وأمثال ذلك ويقلّ وجودها زائدة فيما عرف له اشتقاق أو تصريف. فلمّا كان كذلك حمل ما جهل أصله على الكثير ، فقضي على تائه بالأصالة.
فمما جاءت التاء زائدة أولا «تألب» ، و «ترتب» (١) ، و «تدرأ» (٢) ، و «تجفاف» (٣) ، و «تعضوض» (٤) ، و «تمثال» و «تبيان» ، و «تلقاء» ، و «تضراب» (٥) و «تهواء» (٦) من الليل» ، و «تمساح» للكذّاب ، و «تمراد» لبيت الحمام ، و «رجل تقوالة».
فالدليل ، على زيادتها في «تألب» اسم الحمار ، أنّه مأخوذ من قولك : ألب الحمار أتنه يألبها ، إذا طردها. وكذلك «ترتب» : «تفعل» من الشيء الرّاتب. و «تدرأ» من درأت ، أي : دفعت. وأيضا فإنّه لا يمكن جعل التاء في «ترتب» و «تدرأ» أصلا ، لأنّه ليس في كلامهم «فعلل».
وكذلك «تتفل» (٧) تاؤه زائدة ، لأنّها لو كانت أصليّة لكان وزن الكلمة «فعللا» ، وذلك بناء غير موجود في كلامهم. ومن قال «تتفل» بضمّ التاء فهي عنده أيضا زائدة ، لثبوت زيادتها في لغة من فتح التاء.
وكذلك «تجفاف» و «تعضوض» و «تبيان» و «تلقاء» و «تمساح» و «تقوالة» و «ناقة تضراب» ، هي مشتقّة من : الجفوف والعضّ والبيان واللّقاء والمسح والضّراب والقوال.
و «تمراد» (٨) لأنّه من «مارد» أي : طويل.
ومنه «قصر مارد». و «تهواء من الليل» من قولهم «مرّ هويّ (٩) من الليل». وكذلك التاء في «تنبال» زائدة ، لأنّ «التّنبال» هو القصير ، و «النّبل» هم القصار ، فيكون «التّنبال» منه.
وقد ذهب إلى ذلك بعض أهل اللغة.
وزيدت آخرا في «سنبتة» ، بدليل قولهم :
__________________
(١) الترتب : الشيء الثابت.
(٢) التدرأ : الدفع والدرء.
(٣) التجفاف : ما جلّل الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح.
(٤) التعضوض : تمر أسود.
(٥) التضراب : الناقة التي ضربها الفحل.
(٦) التهواء : القطعة.
(٧) التتفل : ولد الثعلب.
(٨) التمراد : بيت الحمام.
(٩) الهويّ : القسم.