مقتضى طبيعة أجزاء كلّ عنصر أن تضامّت وتلاصقت وتشابهت في الكيفيّة.
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً) يعني : الماء الّذي خمّر به طينة آدم. أو جعله جزءا من مادّة البشر ، لتجتمع وتسلس وتقبل الأشكال والهيئات بسهولة. أو النطفة.
(فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) أي : قسّمه قسمين : ذوي نسب ، أي : ذكورا ينسب إليهم. وذوات صهر ، أي : إناثا يصاهر بهنّ ، ويحصل منهنّ الختونة (١) ، كقوله تعالى : (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) (٢).
وقيل : النسب : الّذي لا يحلّ نكاحه. والصهر : النسب الّذي يحل نكاحه ، كبنات العمّ والخال.
وقال ابن سيرين : نزلت في النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، زوّج فاطمة عليهاالسلام عليّا عليهالسلام ، فهو ابن عمّه وزوج ابنته ، فكان نسبا وصهرا.
(وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) على ما أراد ، حيث خلق من مادّة ـ أي : نطفة ـ واحدة بشرا ذا أعضاء مختلفة ، وطباع متباعدة ، وجعله قسمين متقابلين ، وربّما يخلق من نطفة واحدة توأمين مختلفين.
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً (٥٥) وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (٥٦) قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (٥٧) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً (٥٨))
__________________
(١) الختونة مصدر : ختنه ، أي : تزوّج إليه وصاهره. والختن : زوج الابنة.
(٢) القيامة : ٣٩.