بغرضهم من الاستماع حين هم مستمعون إليك مضمرون له ، وحين هم ذووا نجوى يتناجون به في أمرك.
قيل : يعني بهم أبا جهل وزمعة بن الأسود وعمرو بن هشام وخويطب بن عبد العزّى ، اجتمعوا وتشاوروا في أمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال أبو جهل : هو مجنون. وقال زمعة : هو شاعر. وقال خويطب : هو كاهن. ثمّ أتوا الوليد بن المغيرة وعرضوا عليه ذلك ، فقال : هو ساحر.
ونجوى مصدر. ويحتمل أن يكون جمع نجيّ.
(إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) مقدّر بـ : أذكر ، أو بدل من «إذ هم نجوى» على وضع «الظالمون» موضع الضمير ، للدلالة على أن تناجيهم بقوله هذا ظلم. والمسحور هو الّذي سحر فزال عقله. وقيل : الّذي له سحر ، وهو الرئة ، أي : إلّا رجلا يتنفّس ويأكل ويشرب مثلكم.
(انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (٤٨) وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (٤٩) قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً (٥٠) أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً (٥١) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً (٥٢))