على اعتقادهم (١).
والكلّ متقارب.
ودعاء المستضعفين على ما رواه الفضيل بن يسار عن أبي جعفر «وإن كان منافقاً مستضعفاً فكبّر وقُلْ : اللهمّ اغفر للذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم» (٢).
وفي هذا الخبر دلالة على أنّ المنافق هو المخالف مطلقاً ؛ لوصفه له بكونه قد يكون مستضعفاً ، فكيف يختصّ بالناصب!؟ وعلى أنّ المستضعف لا بدّ أن يكون مخالفاً ، فيقرب حينئذٍ تفسير ابن إدريس ، كما سقط قول بعضهم : إنّ المراد به مَنْ لا يعرف دلائل اعتقاد الحقّ وإن اعتقده (٣) ، فإنّ الظاهر كون هذا القسم مؤمناً وإن لم يعرف الدليل التفصيلي.
(وأن يحشره مع مَنْ يتولاه ، إن جهله) بأن لا يعلم إيمانه ولا ضدّه ، كالغريب الذي لا يعرف.
والظاهر أنّ معرفة بلده التي يعلم إيمان أهلها أجمع كافٍ في إلحاقه بهم.
ودعاء المجهول ما رواه أبو المقدام ، قال : سمعت أبا جعفر يقول على جنازة لقوم من جيرته : «اللهمّ إنّك خلقت هذه النفوس وأنت تميتها وأنت تحييها وأنت أعلم بسرائرها وعلانيتها منّا ومستقرّها ومستودعها ، اللهمّ وهذا عبدك ولا أعلم منه شرّاً وأنت أعلم به وقد جئناك شافعين له بعد موته ، فإن كان مستوجباً فشفّعنا فيه ، واحشره مع مَنْ كان يتولاه» (٤).
وروى الحلبي عن الصادق عليهالسلام في المجهول «اللهمّ إن كان يحبّ الخير وأهله فاغفر له وارحمه وتجاوز عنه» (٥).
(وأن يجعله له ولأبويه فرطاً إن كان طفلاً) لما رواه زيد بن علي عن آبائه عن عليّ ««اللهمّ اجعله لأبويه ولنا سلفاً وفرطاً وأجراً» (٦).
__________________
(١) السرائر ١ : ٨٤.
(٢) الكافي ٣ : ١٨٧ / ٢ ؛ التهذيب ٣ : ١٩٦ / ٤٥٠.
(٣) انظر : جامع المقاصد ١ : ٤٢٥.
(٤) الكافي ٣ : ١٨٨ / ٦ ؛ التهذيب ٣ : ١٩٦ / ٤٥١.
(٥) الكافي ٣ : ١٨٧ / ٣.
(٦) التهذيب ٣ : ١٩٥ ١٩٦ / ٤٤٩.