هذا الباب ، وزيادة السجود تغتفر في المأموم إذا سجد قبل إمامه. ونَقَل عن الشيخ جواز الاعتماد على كتاب حفص (١).
ولو سجد مع الإمام والحال هذه من غير نيّة الأُولى ولا الثانية ، فقولان أيضاً أوضحهما : الصحّة ؛ حملاً للإطلاق على ما في ذمّته ، فإنّه لا يجب لكلّ فعل من أفعال الصلاة نيّة وإن كان المصلّي مسبوقاً ، وإنّما يعتبر للمجموع النيّة أوّلها.
واختار المصنّف البطلان محتجّاً بأنّ أفعال المأموم تابعة لإمامه ، فالإطلاق ينصرف إلى ما نواه الإمام ، وقد نوى الثانية ، فينصرف فعل المأموم إليه (٢).
ويردّه : أنّ وجوب المتابعة لا يصيّر المنويّ للإمام منويّاً للمأموم كما في كلّ مسبوق ، ولا يصرف فعله عمّا في ذمّته ، والأصل يقتضي الصحّة ، وقد تضمّنت الرواية اطّراح السجود هنا أيضاً ، كما يطرح لو نوى به الثانية ، والقائل بهما واحد.
(ويستحبّ أن يكون الخطيب بليغاً) بمعنى جمعه بين الفصاحة التي هي عبارة عن خلوص الكلام من ضعف التأليف وتنافر الكلمات والتعقيد ، وعن كونها غريبةً وحشيّة وبين البلاغة ، وهي القدرة على تأليف الكلام المطابق لمقتضى الحال من التخويف والإنذار وغيرهما بحيث يبلغ به كنه المطلوب من غير إخلال ولا إملال.
وإنّما استحبّ ذلك ؛ لكون الكلام حينئذٍ يكون له أثر بيّن في القلوب ، وذلك أمر مطلوب.
وأن يكون (مواظباً على الفرائض) محافظاً عليها في أوائل أوقاتها متّصفاً بما يأمر به ، مجانباً عمّا ينهى عنه ليكون لوَعْظه موقع في النفوس.
(والمباكرة إلى المسجد) للإمام وغيره.
روى عبد الله بن سنان عن الصادق عليهالسلام «إنّ الجنان لتزخرف وتزيّن يوم الجمعة لمن أتاها ، وإنّكم تتسابقون إلى الجنّة على قدر سبقكم إلى الجمعة» (٣).
وروى محمّد بن مسلم عن الباقر عليهالسلام : «تجلس الملائكة يوم الجمعة على باب المسجد
__________________
(١) الذكرى ٤ : ١٢٧ ١٢٨ ؛ وانظر : الفهرست : ١١٣ / ٢٤٨.
(٢) نهاية الإحكام ٢ : ٢٨.
(٣) الكافي ٣ : ٤١٥ / ٩ ؛ التهذيب ٣ : ٣ ٤ / ٦.