وفي موثّق سماعة : «وافتح لي أبواب فضلك» (١).
(وتعاهد النعل) وهو استعلام حاله عند باب المسجد احتياطاً للطهارة ، فربما كان فيه نجاسة.
ولقول النبي صلىاللهعليهوآله : «تعاهدوا نعالكم عند أبواب مساجدكم» (٢).
وفي حكم النعل ما يصحب الإنسان من مظنّات النجاسة ، كالعصا.
قال في الصحاح : التعهّد : التحفّظ بالشيء وتجديد العهد به. وتعهّدت فلاناً وتعهّدت ضيعتي ، وهو أفصح من قولك : تعاهدته ؛ لأنّ التعاهد إنّما يكون بين اثنين (٣). انتهى.
والمصنّف تبع في التعاهد الرواية.
(وإعادة المستهدم) بكسر الدال ، وهو المشرف على الانهدام ، فإنّه في معنى عمارتها.
(وكنسها) وهو جمع كناستها بضمّ الكاف ، وهي القمامة ، وإخراجها منها وخصوصاً يوم الخميس وليلة الجمعة ؛ لرواية عبد الحميد عن الكاظم عليهالسلام قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : مَنْ كنس المسجد يوم الخميس وليلة الجمعة فأخرج [منه] من التراب ما يذرّ في العين غفر الله له» (٤).
والظاهر أنّ الواو العاطفة هنا بمعنى «أو» فيكفي في حصول الفضيلة كنسها في أحد الوقتين بقرينة قوله : «فأخرج من التراب ما يذرّ في العين» لبُعْد انقسام هذا القدر عليهما ، وأصالة عدم التقدير ، وكون المقصود الحثّ على أصل الفعل لا على تكريره.
ويمكن كونها للجمع ، فيتوقّف حصول الثواب المعيّن وهو المغفرة عليهما وإن كان مطلق الكنس موجباً للثواب في الجملة. وتقدير القلّة بكون التراب يذرّ في العين مبالغة في المحافظة على كنسها وإن كانت نظيفةً وعلى فعل ما تيسّر وإن لم يستوعبها مع صدق اسم الكنس ، فإنّ الله يقبل العمل الكثير والقليل.
(والإسراج فيها) ليلاً ؛ لقول النبيّ : «مَنْ أسرج في مسجد من مساجد الله سراجاً لم تزل الملائكة وحَمَلة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوء من
__________________
(١) التهذيب ٣ : ٢٦٣ / ٧٤٤.
(٢) التهذيب ٣ : ٢٥٥ ٢٥٦ / ٧٠٩.
(٣) الصحاح ٢ : ٥١٦ ، «ع ه د».
(٤) التهذيب ٣ : ٢٥٤ ٢٥٥ / ٧٠٣ ، وما بين المعقوفين من المصدر.