يقول مؤلّف هذه الرسالة الأحقر أحمد بن صالح بن سالم بن طوق : إن أراد رحمهالله تعالى بهذا التقسيم الرباعيّ فصول السنة على اصطلاح الفلكيّين من جعل الحمل والثور والجوزاء لفصل الربيع ، والسرطان والأسد والسنبلة للصيف ، والميزان والعقرب والقوس للخريف ، والجدي والدلو والحوت للشتاء ، فلا يتمّ تقسيمه هذا للمنازل إلّا على الأرصاد القديمة مع الحكم بسكون المكوكب ، وأمّا على الأرصاد الجديدة والحكم بحركة المكوكب حركة بطيئة في كلّ سبعين سنة شمسيّة درجة ، فتتأخّر المنازل إلى الشرق بدرجة على ما وجدناه في التقويم المستخرج من التقاويم والزيجات المعتمدة كزيج ألغ بيك : وغيره. ومقتضاه في عامنا هذا وهو سنة ثلاث وأربعين بعد المائتين والألف من هجرة سيّد الخلق صلىاللهعليهوآله : أن للحمل من المنازل ثلاثاً : الفَرغ المقدّم ، والفَرغ المؤخّر ، والرشا. وعلى هذا فقس ؛ فإن البرج في المشهور هو جزء من اثني عشر جزءاً من المعدّل.
وإن أراد رحمهالله بهذا التقسيم على اصطلاح الفلّاحين ، فهو غير بعيد من الصواب ، لكنه بحسب الغالب في أصقاع دون أصقاع ؛ فإن الفصول الأربعة عندهم تختلف باختلاف شدّة الحرّ والبرد وزمني الاعتدالين ، وهذا يختلف باختلاف الأصقاع ، بل باختلاف السنين.
قال قسطوس الحكيم : ( فصول السنة عند جميع الناس أربعة : أوّلها الربيع ثمّ الصيف ، ثمّ الخريف ، ثمّ الشتاء. واختلفوا في مقادير الفصول وحدودها ، فذهبت طائفة إلى أن زمان الربيع شهران ، وكذا الخريف ، وكلّ من الشتاء والصيف أربعة أشهر. واعتمدوا على أن زماني الحرّ والبرد أطول من زماني الاعتدال وذلك محسوس. وذهبت طائفة إلى أن هذه الفصول ليس لها حدّ معلوم في الطول والقصر ، بل يختلف في البلاد بحسب اختلافها في العرض ، فمن البلاد ما يقصر فيها زمان الخريف ويطول الربيع ، ومنها ما هو على العكس ، ومنها ما يقصر فيها زمن الشتاء ويطول الصيف ، وهذا كلّه موجود بالمشاهدة. وذهب أهل النجوم إلى أن فصول