قاعدة ـ [٣٠]
متعلقات الأحكام (١) قسمان :
أحدهما : ما هو مقصود بالذات ، وهو المتضمن للمصالح والمفاسد في نفسه.
والثاني : ما هو وسيلة وطريق إلى المصلحة والمفسدة.
وحكم الوسائل في الأحكام الخمسة حكم المقاصد ، وتتفاوت في الفضائل بحسب المقاصد ، فكلما كان أفضل كانت الوسيلة إليه أفضل.
وقد مدح الله تعالى على الوسائل كما مدح على المقاصد بالذات ، قال الله تعالى (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ ، وَلا نَصَبٌ ، وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفّارَ ، وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً ، إِلّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ) (٢). فمدح على الظمأ والمخمصة كما مدح على النيل من العدو ، وإن لم يكن الظمأ والمخمصة بقصد المكلف ، لأنه إنما حصل بحسب وسيلته إلى الجهاد الّذي هو وسيلة إلى إعزاز الدين ، وإعلاء كلمة الله تعالى ، اللذين هما وسيلتان إلى رضوان الرب تبارك وتعالى (٣).
__________________
(١) في (ك) : الحكم
(٢) التوبة : ١٢٠.
(٣) انظر في هذه القاعدة : القرافي ـ الفروق : ٢ ـ ٣٣ ، وابن عبد السلام ـ قواعد الأحكام : ١ ـ ١٢٤ ـ ١٢٥.