أحدهما غير الآخر ، وإلا
فلو كانا شيئاً واحداً لما عطف ثواب الآخرة على ثواب الدنيا كما جاء ذلك في الآية
الثانية حيث قال سبحانه :
(
فآتاهُم
اللهَ ثوابَ الدّنيا وحُسنَ ثوابِ الآخرةِ
) .
ولو أراد وحدة الثواب لأخبر بأن المحسن
يجازي بالثواب من دون تفصيل ، ويبقى الثواب على إطلاقه ليشمل كلا الثوابين : الدنيوي
والأخروي.
وقد يقال في بيان الفرق بين الثوابين : أن
ثواب الدنيا ما يعود إلى الرزق ، وعدم الابتلاء بالحاجة إلى الغير ، وحسن السمعة
بين الناس ، ومنح المحسن العمر الطويل ، وما شاكل من القضايا التي يكون النفع فيها
واصلاً إلى المحسنين في هذه الحياة.
وأما ثواب الآخرة : فهو الجنة والنعيم
الدائم.
النقطة
الثالثة : الأمر بالإحسان مضافاً إلى محبة الله
للمحسن وقد جاء ذلك في الآية الثالثة في قوله تعالى :
(
وأحسِنُوا
أن الله يحبُ المحسنينَ ).
وكما جاء في آية أخرى قال فيه سبحانه :
(
إنّ اللهَ
يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ ) .
ولو لم نقل بأن الأمر في هذه الآية يدل على
الوجوب الإلزامي بالعمل بالإحسان إلى الآخرين فلا أقل من القول بشدة مجبوبيته له
سبحانه.
__________________