التبيان في إعراب القرآن

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]

التبيان في إعراب القرآن

المؤلف:

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: بيت الأفكار الدوليّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٧

٩٢ ـ (كِسَفاً) : يقرأ بفتح السين ، وهو جمع كسفة ، مثل قربة وقرب. وبسكونها. وفيه وجهان :

أحدهما ـ هو مخفّف من المفتوحة ، أو مثل سدرة وسدر.

والثاني ـ هو واحد على فعل بمعنى مفعول ، وانتصابه على الحال من السماء ، ولم يؤنثه لأنّ تأنيث السماء غير حقيقي ؛ أو لأنّ السماء بمعنى السّقف.

والكاف في (كَما) صفة لمصدر محذوف ؛ أي إسقاط مثل مزعومك.

و (قَبِيلاً) : حال من الملائكة ، أو من الله والملائكة.

٩٣ ـ (نَقْرَؤُهُ) : صفة لكتاب ، أو حال من المجرور.

(قُلْ) : على الأمر ، وقال على الحكاية عنه.

٩٤ ـ (أَنْ يُؤْمِنُوا) : مفعول منع. و (أَنْ قالُوا) : فاعله.

٩٥ ـ (يَمْشُونَ) : صفة للملائكة.

و (مُطْمَئِنِّينَ) : حال من ضمير الفاعل.

٩٧ ـ (عَلى وُجُوهِهِمْ) : حال. و (عُمْياً) :

حال أخرى ، إما بدل من الأولى ، وإمّا حال من الضمير في الجار. (مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ) : يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون حالا مقدّرة.

(كُلَّما خَبَتْ ...) : الجملة إلى آخر الآية حال من جهنّم ، والعامل فيها معنى المأوى. ويجوز أن تكون مستأنفة.

٩٨ ـ (ذلِكَ) : مبتدأ. و (جَزاؤُهُمْ) : خبره ، و (بِأَنَّهُمْ) يتعلّق بجزاء.

وقيل : (ذلِكَ) خبر مبتدأ محذوف ؛ أي الأمر ذلك. وجزاؤهم مبتدأ ، وبأنهم الخبر.

ويجوز أن يكون جزاؤهم بدلا ، أو بيانا ؛ وبأنّهم خبر ذلك.

١٠٠ ـ (لَوْ أَنْتُمْ) : في موضع رفع بأنه فاعل لفعل محذوف ؛ وليس بمبتدأ ، لأن «لو» تقتضي الفعل كما تقتضيه إن الشرطية ؛ والتقدير : لو تملكون ، فلما حذف الفعل صار الضمير المتّصل منفصلا. و (تَمْلِكُونَ) الظاهرة : تفسير للمحذوف.

(لَأَمْسَكْتُمْ) : مفعوله محذوف ؛ أي أمسكتم الأموال.

وقيل : هو لازم بمعنى بخلتم.

(خَشْيَةَ) : مفعول له ، أو مصدر في موضع الحال.

١٠١ ـ (بَيِّناتٍ) : صفة لآيات ، أو لتسع.

(إِذْ جاءَهُمْ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هو مفعول به باسأل على المعنى ؛ لأنّ المعنى : اذكر لبنى إسرائيل إذ جاءهم.

وقيل : التقدير : اذكر إذ جاءهم ، وهى غير ما قدرت به اسأل.

والثاني ـ هو ظرف ، وفي العامل فيه أوجه :

أحدها : آتينا.

والثاني : قلنا مضمرة ؛ أي فقلنا له : سل.

والثالث : قل. تقديره : قل لخصمك سل بني إسرائيل ؛ والمراد به فرعون ؛ أي قل يا موسى ؛ وكان الوجه أن يقول : إذ جئتهم ؛ فرجع من الخطاب إلى الغيبة.

١٠٢ ـ (لَقَدْ عَلِمْتَ) ـ بالفتح على الخطاب ؛ أي علمت ذلك ، ولكنك عاندت. وبالضم ؛ أي أنا غير شاك فيما جئت به.

(بَصائِرَ) : حال من هؤلاء ، وجاءت بعد إلّا ، وهى حال مما قبلها لما ذكرنا في هود عند قوله : (وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ).

١٠٤ ـ (لَفِيفاً) : حال بمعنى جميعا.

وقيل : هو مصدر كالنّذير والنّكير ؛ أي مجتمعين.

٢٤١

١٠٥ ـ (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ) ؛ أي وبسبب إقامة الحقّ ؛ فتكون الباء متعلقة بأنزلنا.

ويجوز أن يكون حالا ، أي وأنزلناه ومعه الحقّ ، أو وفيه الحقّ.

ويجوز أن يكون حالا من الفاعل ؛ أي أنزلنا ومعنا الحقّ.

(وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) : فيه الوجهان الأولان دون الثالث ؛ لأنه ليس فيه ضمير لغير القرآن.

١٠٦ ـ (وَقُرْآناً) ؛ أي وآتيناك قرآنا ، دلّ على ذلك : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ) ؛ أو أرسلناك ؛ فعلى هذا (فَرَقْناهُ) في موضع نصب على الوصف ؛ ويجوز أن يكون التقدير : وفرقنا قرآنا ؛ وفرقناه تفسير لا موضع له ، وفرّقنا ؛ أي في أزمنة ؛ وبالتخفيف ؛ أي شرحناه.

(عَلى مُكْثٍ) : في موضع الحال ؛ أي متمكثا. والمكث ـ بالضم والفتح : لغتان ، وقد قرئ بهما ، وفيه لغة أخرى : كسر الميم.

١٠٧ ـ (لِلْأَذْقانِ) : فيه ثلاثة أوجه :

أحدها ـ هي حال تقديره : ساجدين للأذقان.

والثاني ـ هي متعلقة بيخرّون ، واللام على بابها ؛ أي مزلّون للأذقان. والثالث ـ هي بمعنى «على» ؛ فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من «يبكون» ، و «يبكون» حال.

١٠٩ ـ وفاعل (وَيَزِيدُهُمْ) القرآن ، أو المتلوّ ، أو البكاء ، أو السجود.

١١٠ ـ (أَيًّا ما) : أيّا منصوب ب (تَدْعُوا). وتدعوا مجزوم بأيا ، وهى شرط. فأما «ما» فزائدة للتوكيد.

وقيل : هي شرطية ، كرّرت لما اختلف اللفظان.

١١١ ـ (مِنَ الذُّلِ) ؛ أي من أجل الذّل.

سورة الكهف

٢ ـ (قَيِّماً) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هو حال من الكتاب ، وهو مؤخّر عن موضعه ؛ أي أنزل الكتاب قيّما ؛ قالوا : وفيه ضعف ؛ لأنه يلزم منه التفريق بين بعض الصلة وبعض ؛ لأن قوله تعالى : (وَلَمْ) معطوف على أنزل.

وقيل : قيّما حال ، (وَلَمْ يَجْعَلْ) : حال أخرى.

والوجه الثاني ـ أن (قَيِّماً) منصوب بفعل محذوف ؛ تقديره : جعله قيّما ؛ فهو حال أيضا.

وقيل : هو حال أيضا من الهاء في (وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ) ، والحال مؤكّدة ، وقيل منتقلة.

(لِيُنْذِرَ) ؛ أي لينذر العباد ، أو لينذركم.

(مِنْ لَدُنْهُ) : يقرأ بفتح اللام وضمّ الدال وسكون النون وهي لغة. ويقرأ بفتح اللام وضمّ الدال وكسر النون. ومنهم من يختلس ضمّة الدال ، ومنهم من يختلس كسرة النون.

٣ ـ (ماكِثِينَ) : حال من المجرور في (لَهُمْ) ؛ والعامل فيها الاستقرار.

وقيل : هو صفة لأجر ، والعائد الهاء في «فيه».

٥ ـ (كَبُرَتْ) : الجمهور على ضمّ الباء ، وقد أسكنت تخفيفا.

و (كَلِمَةً) : تمييز. والفاعل مضمر ؛ أي كبرت مقالتهم. وفي (تَخْرُجُ) : وجهان :

أحدهما ـ هو في موضع نصب صفة لكلمة.

والثاني ـ في موضع رفع ؛ تقديره : كلمة كلمة تخرج ، لأن كبر بمعنى بئس ؛ فالمحذوف هو المخصوص بالذم.

و (كَذِباً) : مفعول (يَقُولُونَ) ، أو صفة لمصدر محذوف ؛ أي قولا كذبا.

٦ ـ و (أَسَفاً) : مصدر في موضع الحال من الضمير في (باخِعٌ).

وقيل : هو مفعول له.

والجمهور على (إِنْ لَمْ) ـ بالكسر ، على الشرط ؛ ويقرأ بالفتح ؛ أي ، لأن لا يؤمنوا.

٧ ـ (زِينَةً) : مفعول ثان على أنّ جعل بمعنى صيّر ، أو مفعول له ، أو حال على أن جعل بمعنى خلق.

٩ ـ (أَمْ حَسِبْتَ) : تقديره : بل أحسبت.

(وَالرَّقِيمِ) : بمعنى المرقوم ، على قول من جعله كتابا.

و (عَجَباً) : خبر كان. و (مِنْ آياتِنا) : حال منه.

ويجوز أن يكونا خبرين. ويجوز أن يكون عجبا حالا من الضمير في الجار.

١٠ ـ (إِذْ) : ظرف لعجبا. ويجوز أن يكون التقدير : اذكر إذ.

١١ ـ (سِنِينَ) : ظرف لضربنا ، وهو بمعنى أنمناهم.

و (عَدَداً) : صفة لسنين ؛ أي معدودة ؛ أو ذوات عدد.

وقيل : مصدر ؛ أي تعدّ عددّا.

١٢ ـ (أَيُّ الْحِزْبَيْنِ) : مبتدأ. و (أَحْصى) : الخبر ، وموضع الجملة نصب بنعلم ، وفي «أحصى» وجهان :

أحدهما ـ هو فعل ماض ، و (أَمَداً) : مفعوله ، ولما لبثوا : نعت له قدّم عليه فصار حالا ، أو مفعولا له ؛ أي لأجل لبثهم.

وقيل : اللام زائدة ؛ وما بمعنى الذي ، وأمدا مفعول لبثوا ، وهو خطأ. وإنما الوجه أن يكون تمييزا ؛ والتقدير : لما لبثوه.

والوجه الثاني ـ هو اسم ، وأمدا منصوب بفعل دلّ عليه الاسم ؛ وجاء أحصى على حذف الزيادة ، كما جاء : هو أعطى للمال ، وأولى بالخير.

٢٤٢

١٤ ـ (شَطَطاً) : مفعول به ، أو يكون التقدير : قولا شططا.

١٥ ـ (هؤُلاءِ) : مبتدأ ، و (قَوْمُنَا) : عطف بيان ، و (اتَّخَذُوا) الخبر.

١٦ ـ (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ) : «إذ» ظرف لفعل محذوف ؛ أي وقال بعضهم لبعض.

(وَما يَعْبُدُونَ) : في «ما» ثلاثة أوجه :

أحدها ـ هي اسم بمعنى الذي ؛ و (إِلَّا اللهَ) :

مستثنى من «ما» ، أو من العائد المحذوف.

والثاني ـ هي مصدرية ، والتقدير : اعتزلتموهم وعبادتهم إلا عبادة الله.

والثالث ـ أنها حرف نفي ، فيخرج في الاستثناء وجهان : أحدهما : هو منقطع.

والثاني ـ هو متّصل ؛ والتقدير : وإذ اعتزلتموهم إلّا عبادة الله ، أو وما يعبدون إلا الله ؛ فقد كانوا يعبدون الله مع الأصنام ، أو كان منهم من يعبد الله.

(مِرْفَقاً) : يقرأ بكسر الميم وفتح الفاء لأنه يرتفق به ؛ فهو كالمنقول المستعمل مثل المبرد والمنخل.

ويقرأ بالعكس ، وهو مصدر ، أي ارتفاقا.

وفيه لغة ثلاثة ، وهي فتحهما ، وهو مصدر أيضا مثل المضرب والمنزع.

١٧ ـ تزاور : يقرأ بتشديد الزاي ، وأصله تتزاور ، فقلبت الثانية زايا وأدغمت.

ويقرأ بالتخفيف على حذف الثانية. ويقرأ بتشديد الراء مثل تحمرّ ، ويقرأ بألف بعد الواو ، مثل : تحمارّ. ويقرأ بهمزة مكسورة بين الواو والراء ، مثل تطمئن.

و (ذاتَ الْيَمِينِ) : ظرف لتزاور.

١٨ ـ (وَنُقَلِّبُهُمْ) : المشهور أنه فعل منسوب إلى الله عزوجل.

ويقرأ بتاء وضمّ اللام وفتح الباء ، وهو منصوب بفعل دلّ عليه الكلام ، أي ونرى تقلّبهم.

و (باسِطٌ) : خبر المبتدأ ، و (ذِراعَيْهِ) : منصوب به ، وإنما عمل اسم الفاعل هنا وإن كان للماضي ، لأنه حال محكية.

(لَوِ اطَّلَعْتَ) : بكسر الواو على الأصل ، وبالضم ليكون من جنس الواو.

(فِراراً) : مصدر ، لأنّ وليت بمعنى فررت.

ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال ، وأن يكون مفعولا له.

(وَلَمُلِئْتَ) ـ بالتخفيف. ويقرأ بالتشديد على التكثير. و (رُعْباً) : مفعول ثان. وقيل : تمييز.

١٩ ـ (وَكَذلِكَ) : في موضع نصب ؛ أي وبعثناهم كما قصصنا عليك.

و (كَمْ) : ظرف. و (بِوَرِقِكُمْ) : في موضع الحال ؛ والأصل فتح الواو وكسر الراء ، وقد قرئ به ، وبإظهار القاف على الأصل ، وبإدغامها لقرب مخرجها من الكاف ؛ واختير الإدغام لكثرة الحركات والكسرة.

ويقرأ بإسكان الراء على التخفيف ، وبإسكانها وكسر الواو على نقل الكسرة إليها ، كما يقال فخذ وفخذ.

(أَيُّها أَزْكى) : الجملة في موضع نصب ، والفعل معلّق عن العمل في اللفظ.

و (طَعاماً) : تمييز.

٢١ ـ (إِذْ يَتَنازَعُونَ) : «إذ» ظرف ليعلموا ، أو لأعثرنا ، ويضعف أن يعمل فيه الوعد ؛ لأنه قد أخبر عنه.

ويحتمل أن يعمل فيه معنى (حَقٌّ).

(بُنْياناً) : مفعول ، وهو جمع بنيانة ، وقيل : هو مصدر.

٢٢ ـ (ثَلاثَةٌ) : يقرأ شاذّا بتشديد التاء على أنه سكّن الثاء وقلبها تاء وأدغمها في تاء التأنيث ، كما تقول ابعث تلك.

٢٤٣

و (رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ) : رابعهم مبتدأ ؛ وكلبهم : خبره. ولا يعمل اسم الفاعل هنا لأنه ماض. والجملة صفة لثلاثة ، وليست حالا ؛ إذ لا عامل لها ؛ لأنّ التقدير : هم ثلاثة ، و «هم» لا يعمل ، ولا يصحّ أن يقدّر هؤلاء ، لأنها إشارة إلى حاضر ، ولم يشيروا إلى حاضر. ولو كانت الواو هنا وفي الجملة التي بعدها لجاز ، كما جاز في الجملة الأخيرة ؛ لأنّ الجملة إذا وقعت صفة لنكرة جاز أن تدخلها الواو. وهذا هو الصحيح في إدخال الواو في (ثامِنُهُمْ).

وقيل : دخلت لتدلّ على أنّ ما بعدها مستأنف حقّ ، وليس من جنس المقول برجم الظنون.

وقد قيل فيها غير هذا ، وليس بشيء.

و (رَجْماً) : مصدر ؛ أي يرجمون رجما.

٢٤ ـ (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) : في المستثنى منه ثلاثة أوجه :

أحدها ـ هو من النهى ؛ والمعنى : لا تقولنّ أفعل غدا إلا أن يؤذن لك في القول.

والثاني ـ هو من فاعل ؛ أي لا تقولنّ إنى فاعل غدا حتى تقرن به قول إن شاء الله.

والثالث ـ أنه منقطع.

وموضع (أَنْ يَشاءَ اللهُ) نصب على وجهين :

أحدهما ـ على الاستثناء ، والتقدير : لا تقولنّ ذلك في وقت ، إلا وقت أن يشاء الله ؛ أي يأذن ؛ فحذف الوقت ، وهو مراد.

والثاني ـ هو حال ، والتقدير : لا تقولنّ افعل غدا إلا قائلا إن شاء الله ، فحذف القول. وهو كثير.

وجعل قوله : «أن يشاء» في معنى إن شاء ؛ وهو ممّا حمل على المعنى.

وقيل : التقدير : إلا بأن يشاء الله ؛ أي متلبّسا بقول إن شاء الله.

٢٥ ـ (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) : يقرأ بتنوين مائة ، و «سنين» ـ على هذا : بدل من ثلاث.

وأجاز قوم أن تكون بدلا من مائة ؛ لأنّ مائة في معنى مئات.

ويقرأ بالإضافة ؛ وهو ضعيف في الاستعمال ؛ لأنّ مائة تضاف إلى المفرد ، ولكنه حمله على الأصل ؛ إذ الأصل أضافه العدد إلى الجمع ، ويقوّي ذلك أنّ علامة الجمع هنا جبر لما دخل السّنة من الحذف ؛ فكأنها تتمّة الواحد.

(تِسْعاً) : مفعول (ازْدَادُوا) ، وزاد متعدّ إلى اثنين ، فإذا بني على افتعل تعدّى إلى واحد.

٢٦ ـ (أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ) : الهاء تعود على الله عزوجل ، وموضعها رفع ؛ لأن التقدير : أبصر الله ، والباء زائدة ، وهكذا في فعل التعجّب الذي هو على لفظ الأمر.

وقال بعضهم : الفاعل مضمر ؛ والتقدير : أوقع أيها المخاطب إبصارا بأمر الكهف ، فهو أمر حقيقة.

(وَلا يُشْرِكُ) : يقرأ بالياء وضمّ الكاف على الخبر عن الله. وبالتاء على النهى ؛ أي أيها المخاطب.

٢٨ ـ (وَاصْبِرْ) : هو متعدّ ؛ لأن معناه احبس ، و (بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ). قد ذكرا في الأنعام.

(وَلا تَعْدُ عَيْناكَ) : الجمهور على نسبة الفعل إلى العينين. وقرأ الحسن : تعدّ عينيك ـ بالتشديد والتخفيف ؛ أي لا تصرفهما.

(أَغْفَلْنا) : الجمهور على إسكان اللام ، و (قَلْبَهُ) بالنصب ؛ أي أغفلنا عقوبة له ، أو وجدناه غافلا.

ويقرأ بفتح اللام ، و «قلبه» بالرفع ، وفيه وجهان :

أحدهما ـ وجدنا قبله معرضين عنه.

والثاني ـ أهمل أمرنا عن تذكّرنا.

٢٩ ـ (يَشْوِي الْوُجُوهَ) : يجوز أن يكون نعتا لماء ، وأن يكون حالا من المهل ، وأن يكون حالا من الضمير في «الكاف» ، أو في الجار.

(وَساءَتْ) : أي ساءت النار.

٢٤٤

(مُرْتَفَقاً) : أي متكأ ، أو معناه المنزل.

٣٠ ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) : في خبر إنّ ثلاثة أوجه :

أحدها ـ (أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ) ، وما بينهما معترض مسدّد.

والثاني ـ تقديره : لا نضيع أجر من أحسن عملا منهم ، فحذف العائد للعلم به.

والثالث ـ أن قوله تعالى : (مَنْ أَحْسَنَ) عامّ ، فيدخل فيه الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ويغني ذلك عن ضمير ، كما أغنى دخول زيد تحت الرجل في باب نعم عن ضمير. يعود عليه.

وعلى هذين الوجهين قد جعل خبر إن الجملة التي فيها إنّ.

٣١ ـ (مِنْ أَساوِرَ) : يجوز أن تكون «من» زائدة على قول الأخفش ويدلّ عليه قوله : (وَحُلُّوا أَساوِرَ).

ويجوز أن تكون غير زائدة ؛ أي شيئا من أساور ؛ فتكون لبيان الجنس ، أو للتبعيض.

و (مِنْ ذَهَبٍ) : «من» فيه لبيان الجنس ، أو للتبعيض ؛ وموضعها جرّ نعتا لأساور ؛ ويجوز أن تتعلق بيحلّون.

وأساور : جمع أسورة ، وأسورة جمع سوار ، وقيل : هو جمع أسوار.

(مُتَّكِئِينَ) : حال إما من الضمير في تحتهم ، أو من الضمير في يحلّون ، أو يلبسون.

والسندس : جمع سندسة. وإستبرق : جمع إستبرقة ، وقيل هما جنسان.

٣٢ ـ (مَثَلاً رَجُلَيْنِ) : التقدير : مثلا مثل رجلين.

و (جَعَلْنا) : تفسير المثل ، فلا موضع له.

ويجوز أن يكون موضعه نصبا نعتا لرجلين ؛ كقولك : مررت برجلين جعل لأحدهما جنة.

٣٣ ـ (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ) : مبتدأ ، و (آتَتْ) خبره ، وأفرد الضمير حملا على لفظ كلتا.

(وَفَجَّرْنا) ـ بالتخفيف ، والتشديد.

و (خِلالَهُما) : ظرف ، والثّمر ـ بضمتين : جمع ثمار ، فهو جمع الجمع ، مثل كتاب وكتب.

ويجوز تسكين الميم تخفيفا.

ويقرأ : «ثمرا» جمع ثمرة.

٣٥ ـ (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ) : إنّما أفرد ، ولم يقل جنّتيه ، لأنهما جميعا ملكه ؛ فصارا كالشيء الواحد. وقيل : اكتفاء بالواحدة عن الثنتين ؛ كما يكتفى بالواحد عن الجمع ، وهو كقول الهذلي : والعين بعدهم كأنّ حداقها سملت بشوك فهي عور تدمع

٣٦ ـ (خَيْراً مِنْها) : يقرأ على الإفراد ، والضمير لجنّته. وعلى التثنية ، والضمير للجنّتين.

٣٨ ـ (لكِنَّا هُوَ) : الأصل لكن أنا ، فألقيت حركة الهمزة على النون ، وقيل حذفت حذفا ، وأدغمت النون في النون.

والجيّد حذف الألف في الوصل وإثباتها في الوقف ؛ لأنّ أنا كذلك ، والألف فيه زائدة لبيان الحركة.

ويقرأ بإثباتها في الحالين. وأنا مبتدأ ، و (هُوَ) مبتدأ ثان ، و (اللهُ) : مبتدأ ثالث ؛ و (رَبِّي) الخبر ، والياء عائدة على المبتدأ الأول.

ولا يجوز أن تكون لكن المشددة العاملة نصبا ، إذ لو كان كذلك لم يقع بعدها هو ، لأنه ضمير مرفوع ؛ ويجوز أن يكون اسم الله بدلا من هو.

٣٩ ـ (ما شاءَ اللهُ) : في «ما» وجهان :

أحدهما ـ هي بمعنى الذي ، وهو مبتدأ والخبر محذوف ؛ أو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي الأمر ما شاء الله.

والثاني ـ هي شرطية في موضع نصب ب يشاء ، والجواب محذوف ؛ أي ما شاء الله كان.

(إِلَّا بِاللهِ) : في موضع رفع خبره.

(أَنَا) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هي فاصلة بين المفعولين.

والثاني ـ هي توكيد للمفعول الأول ، فموضعها نصب.

ويقرأ «أقلّ» ـ بالرفع على أن يكون أنا مبتدأ ، وأقل خبره ، والجملة في موضع المفعول الثاني.

٤٠ ـ (حُسْباناً) : هو جمع حسبانة.

٤١ ـ و (غَوْراً) : مصدر بمعنى الفاعل ؛ أي غائرا.

وقيل التقدير : ذا غور.

٤٢ ـ (يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ) : هذا هو المشهور.

ويقرأ «تقلّب» ؛ أي تتقلب كفّاه بالرفع.

(عَلى ما أَنْفَقَ) : يجوز أن يتعلق بيقلّب ، وأن يكون حالا ؛ أي متحسّرا على ما أنفق فيها ؛ أي في عمارتها.

(وَيَقُولُ) : يجوز أن يكون حالا من الضمير في «يقلب» ، وأن يكون معطوفا على «يقلب».

٤٣ ـ (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ) : يقرأ بالتاء والياء ، وهما ظاهران.

(يَنْصُرُونَهُ) : محمول على المعنى ، لأنّ الفئة ناس ، ولو كان «تنصره» لكان على اللفظ.

٤٤ ـ (هُنالِكَ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هو ظرف ، والعامل فيه معنى الاستقرار في «لله». و (الْوَلايَةُ) : مبتدأ ، و (لِلَّهِ) : الخبر.

والثاني ـ هنالك خبر الولاية ؛ والولاية مرفوعة ، ولله يتعلّق بالظرف ، أو بالعامل في الظرف ، أو بالولاية.

ويجوز أن يكون حالا من الولاية فيتعلّق بمحذوف.

والولاية ـ بالكسر والفتح : لغتان. وقيل : الكسر في الإمارة ، والفتح في النصرة.

٢٤٥

و (الْحَقِ) ـ بالرفع : صفة الولاية ، أو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هي الحق ، أو هو الحق.

ويجوز أن يكون مبتدأ ، و (هُوَ خَيْرٌ) خبره.

ويقرأ بالجر نعتا لله تعالى.

٤٥ ـ (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا) : يجوز أن تجعل «اضرب» بمعنى اذكر ، فيتعدّى إلى واحد ، فعلى هذا يكون (كَماءٍ أَنْزَلْناهُ) خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هو كماء. وأن يكون بمعنى صيّر ، فيكون «كماء» مفعولا ثانيا.

(فَاخْتَلَطَ بِهِ) : قد ذكر في يونس.

(تَذْرُوهُ) : هو من ذرت الريح تذرو ذروا ؛ أي فرقت.

ويقال : ذرت تذري ، وقد قرئ به. ويقال :

أذرت تذرى ، كقولك : أذريته عن فرسه ؛ إذا ألقيته عنها ، وقرئ به أيضا.

٤٧ ـ (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ) ؛ أي واذكر يوم.

وقيل : هو معطوف على عند ربّك ؛ أي الصالحات خير عند الله ، وخير يوم نسيّر.

وفي «نسير» قراءات كلها ظاهرة.

(وَتَرَى) : الخطاب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقيل لكل إنسان. و (بارِزَةً) : حال.

(وَحَشَرْناهُمْ) : في موضع الحال ، و «قد» مرادة ؛ أي وقد حشرناهم.

٤٨ ـ (صَفًّا) : حال بمعنى مصطفّين ؛ أي مصفوفين.

والتقدير : يقال لهم (لَقَدْ جِئْتُمُونا) ؛ أو مفعولا لهم ؛ فيكون حالا أيضا.

و (بَلْ) : هاهنا للخروج من قصّة إلى قصة.

٤٩ ـ (لا يُغادِرُ) : في موضع الحال من الكتاب.

٥٠ ـ (وَإِذْ قُلْنا) ؛ أي واذكر.

(إِلَّا إِبْلِيسَ) : استثناء من غير الجنس ، وقيل من الجنس.

و (كانَ مِنَ الْجِنِ) : في موضع الحال ، و «قد» معه مرادة.

(فَفَسَقَ) : إنما أدخل الفاء ؛ لأنّ المعنى إلا إبليس امتنع ففسق.

(بِئْسَ) : اسمها مضمر فيها. والمخصوص بالذمّ محذوف ؛ أي بئس البدل هو وذريته.

و (لِلظَّالِمِينَ) : حال من (بَدَلاً). وقيل : يتعلّق ببئس.

٥١ ـ (ما أَشْهَدْتُهُمْ) ؛ أي إبليس وذريته. ويقرأ أشهدناهم.

(عَضُداً) : يقرأ بفتح العين وضمّ الضاد ، وبفتح العين وضمّها مع سكون الضاد ، والأصل هو الأول ، والثاني تخفيف ، وفى الثالث نقل : ولم يجمع ؛ لأنّ الجمع في حكم الواحد ؛ إذ كان المعنى أن جميع المضلّين لا يصلح أن ينزلوا في الاعتضاد بهم منزلة الواحد.

ويجوز أن يكون اكتفي بالواحد عن الجمع.

٥٢ ـ (وَيَوْمَ يَقُولُ) ؛ أي واذكر يوم يقول. ويقرأ بالنون والياء.

و (بَيْنَهُمْ) : ظرف. وقيل : هو مفعول به ؛ أي وصيّرنا وصلهم إهلاكا لهم.

و (الموبق) : مكان ، وإن شئت كان مصدرا ؛ يقال : وبق يبق وبوقا وموبقا ، ووبق يوبق وبقا.

٥٣ ـ (مَصْرِفاً) ؛ أي انصرافا.

ويجوز أن يكون مكانا ؛ أي لم يجدوا مكانا ينصرف إليه عنها. والله أعلم.

٥٤ ـ (مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) ؛ أي ضربنا لهم مثلا من كلّ جنس من الأمثال ؛ والمفعول محذوف ؛ أو يخرّج على قول الأخفش أن تكون من زائدة.

(أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) : فيه وجهان :

أحدهما ـ أنّ شيئا هنا في معنى مجادل ؛ لأن أفعل يضاف إلى ما هو بعض له ، وتمييزه جدلا يقتضي أن يكون الأكثر مجادلا ، وهذا من وضع العامّ موضع الخاص.

والثاني ـ أنّ في الكلام محذوفا ، تقديره : وكان جدال الإنسان أكثر شيء ، ثم ميّزه.

٥٥ ـ (أَنْ يُؤْمِنُوا) : مفعول منع ، و (أَنْ تَأْتِيَهُمْ) : فاعله ؛ وفيه حذف مضاف ؛ أي إلا طلب أو انتظار أن تأتيهم.

٥٦ ـ (وَما أُنْذِرُوا) : «ما» : بمعنى الذي ، والعائد محذوف ، و «هزوا» : مفعول ثان.

ويجوز أن تكون «ما» مصدرية.

٥٧ ـ (أَنْ يَفْقَهُوهُ) ؛ أي كراهية أن يفقهوه.

٥٨ ـ (لَوْ يُؤاخِذُهُمْ) : مضارع محكي به الحال ؛ وقيل : هو بمعنى الماضي.

والموعد هنا يصلح للمكان والمصدر.

و «الموئل» : مفعل ، من وأل يئل إذا لجأ ، ويصلح لهما أيضا.

٥٩ ـ (وَتِلْكَ) : مبتدأ. و (أَهْلَكْناهُمْ) : الخبر.

ويجوز أن يكون «تلك» في موضع نصب بفعل مقدّر يفسّره المذكور.

و (لِمَهْلِكِهِمْ) : مفعل بضم الميم ، وفتح اللام ، وفيه وجهان :

أحدهما ـ هو مصدر بمعنى الإهلاك ، مثل المدخل.

والثاني ـ هو مفعول ؛ أي لمن أهلك ، أو لما أهلك منها.

ويقرأ بفتحهما ؛ وهو مصدر هلك يهلك.

ويقرأ بفتح الميم وكسر اللام ، وهو مصدر أيضا ؛ ويجوز أن يكون زمانا ؛ وهو مضاف إلى الفعل ؛ ويجوز أن يكون إلى المفعول على لغة من قال هلكته أهلكه ، والموعد زمان.

٢٤٦

٦٠ ـ (وَإِذْ قالَ) : أي واذكر.

(لا أَبْرَحُ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هي الناقصة ، وفي اسمها وخبرها وجهان : أحدهما : خبرها محذوف ؛ أي لا أبرح أسير. والثاني : الخبر (حَتَّى أَبْلُغَ) ؛ والتقدير : لا أبرح سيري ؛ ثم حذف الاسم ، وجعل ضمير المتكلم عوضا منه ، فأسند الفعل إلى المتكلم.

والوجه الآخر ـ هي التامّة ؛ والمفعول محذوف ؛ أي لا أفارق السير حتى أبلغ ؛ كقولك : لا أبرح المكان ؛ أي لا أفارقه.

(أَوْ أَمْضِيَ) : في «أو» وجهان :

أحدهما ـ هي لأحد الشيئين ؛ أي أسير حتى يقع إما بلوغ المجمع ، أو مضيّ الحقب.

والثاني ـ أنها بمعنى إلا أن ؛ أي إلا أن أمضي زمانا أتيقّن معه فوات مجمع البحرين.

والمجمع : ظرف. ويقرأ بكسر الميم الثانية حملا على المغرب والمطلع.

٦١ ـ (سَبِيلَهُ) : الهاء تعود على الحوت.

(فِي الْبَحْرِ) : يجوز أن يتعلّق باتخذ ، وان يكون حالا من السبيل ، أو من (سَرَباً).

٦٣ ـ (أَنْ أَذْكُرَهُ) : في موضع نصب بدلا من الهاء في أنسانيه ؛ أي ما أنساني ذكره ، وكسر الهاء وضمّها جائزان. وقد قرئ بهما.

(عَجَباً) : مفعول ثان لاتخذ. وقيل : هو مصدر ؛ أي قال موسى عجبا ؛ فعلى هذا يكون المفعول الثاني لاتخذ في (الْبَحْرِ).

٦٤ ـ نبغي : الجيّد إثبات الياء. وقد قرئ بحذفها على التشبيه بالفواصل ؛ وسهّل ذلك أنّ الياء لا تضمّ هاهنا.

(قَصَصاً) : مصدر (فَارْتَدَّا) على المعنى.

وقيل : هو مصدر فعل محذوف ، أي يقصان قصصا.

وقيل : هو في موضع الحال ؛ أي مقتصّين ، و «علما» : مفعول به ولو كان مصدرا لكان تعليما.

٦٦ ـ (عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ) : هو في موضع الحال ؛ أي أتبعك بأذلالي ، والكاف صاحب الحال.

و (رُشْداً) : مفعول تعلّمن.

ولا يجوز أن يكون مفعول (عُلِّمْتَ) ؛ لأنّه لا عائد إذن على الذي ؛ وليس بحال من العائد المحذوف ؛ لأنّ المعنى على ذلك يبعد.

والرّشد والرّشد لغتان ، وقد قرئ بهما.

٦٨ ـ (خُبْراً) : مصدر ؛ لأنّ تحيط بمعنى تخبر.

٧٠ ـ (تَسْئَلْنِي) : يقرأ بسكون اللام وتخفيف النون وإثبات الياء وبفتح اللام وتشديد النون ، ونون الوقاية محذوفة. ويجوز أن تكون النون الخفيفة دخلت على نون الوقاية.

ويقرأ بفتح النون وتشديدها.

٧١ ـ (لِتُغْرِقَ أَهْلَها) : يقرأ بالتاء على الخطاب مشدّدا ومخففا ، وبالياء وتسمية الفاعل.

٧٣ ـ (عُسْراً) : هو مفعول ثان لترهق ؛ لأنّ المعنى لا تولني أو تغشنى.

٧٤ ـ (بِغَيْرِ نَفْسٍ) : الباء تتعلق بقتلت ؛ أي قتلته بلا سبب.

ويجوز أن يتعلق بمحذوف ؛ أي قتلا بغير نفس. وأن تكون في موضع الحال ؛ أي قتلته ظالما أو مظلوما.

والنّكر والنّكر لغتان قد قرئ بهما. و (شَيْئاً) : مفعول ؛ أي أتيت شيئا منكرا.

ويجوز أن يكون مصدرا ، أي مجيئا منكرا.

٧٦ ـ (مِنْ لَدُنِّي) : يقرأ بتشديد النون ، والاسم لدن ، والنون الثانية وقاية ، وبتخفيفها ، وفيه وجهان :

٢٤٧

أحدهما ـ هو كذلك ، إلا أنه حذف نون الوقاية ، كما قالوا : قدني وقدي.

والثاني ـ أصله لد ، وهي لغة فيها ، والنون للوقاية.

و (عُذْراً) : مفعول به ، كقولك : بلغت الغرض.

٧٧ ـ (اسْتَطْعَما أَهْلَها) : هو جواب إذا ، وأعاد ذكر الأهل توكيدا.

(أَنْ يَنْقَضَ) : بالضاد المعجمة المشدّدة من غير ألف ؛ وهو من السقوط ، شبّه بانقضاض الطائر.

ويقرأ بالتخفيف على ما لم يسمّ فاعله من النّقض.

ويقرأ بالألف والتشديد مثل يحمارّ.

ويقرأ كذلك بغير تشديد ، وهو من قولك : انقاض البناء ؛ إذا تهدّم ؛ وهو ينفعل.

ويقرأ بالضاد مشدّدة من قولك : انقاضّت السن ، إذا انكسرت.

(لَاتَّخَذْتَ) : يقرأ بكسر الخاء مخفّفة ، وهو من تخذ يتخذ ، إذا عمل شيئا.

ويقرأ بالتشديد وفتح الخاء ، وفيه وجهان :

أحدهما ـ هو افتعل من تخذه.

والثاني ـ أنه من الأخذ ؛ وأصله ايتخذ ، فأبدلت الياء تاء وأدغمت ، وأصل الياء الهمزة.

٧٨ ـ (فِراقُ بَيْنِي) : الجمهور على الإضافة ؛ أي تفريق وصلنا.

ويقرأ بالتنوين ، و «بين» منصوب على الظرف.

٧٩ ـ (غَصْباً) : مفعول له ، أو مصدر في موضع الحال ، أو مصدر أخذ من معناه.

٨٠ ـ (مُؤْمِنَيْنِ) : خبر كان. ويقرأ شاذّا بالألف ، على أنّ في كان ضمير الغلام أو الشأن ، والجملة بعدها خبرها.

٨١ ـ (زَكاةً) : تمييز ، والعامل (خَيْراً مِنْهُ).

و (رُحْماً) : كذلك. والتسكين والضّمّ لغتان.

٨٢ ـ (رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) : مفعول له ، أو موضع الحال.

٨٣ ـ (مِنْهُ ذِكْراً) ؛ أي من إخباره ، فحذف المضاف.

٨٤ ـ (مَكَّنَّا لَهُ) : المفعول محذوف ؛ أي أمره.

٨٥ ـ (فَأَتْبَعَ) : يروى بوصل الهمزة والتشديد ، و (سَبَباً) : مفعوله. ويقرأ بقطع الهمزة والتخفيف ، وهو متعدّ إلى اثنين ؛ أي أتبع سببا سببا.

٨٦ ـ (حَمِئَةٍ) : يقرأ بالهمز من غير ألف ، وهو من حمئت البئر تحمأ إذا صارت فيها حمأة ، وهو الطّين الأسود ؛ ويجوز تخفيف الهمزة. ويقرأ بالألف من غير همز ، وهو مخفّف من المهموز أيضا ؛ ويجوز أن يكون من حمى الماء إذا اشتد حرّه ؛ كقوله تعالى : (ناراً حامِيَةً).

(إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ) : «أن» في موضع رفع بالابتداء ، والخبر محذوف ؛ أي إمّا العذاب واقع منك بهم.

وقيل : هو خبر ؛ أي إما هو أن تعذب ، أو إما الجزاء أن تعذب. وقيل : هو في موضع نصب ؛ أي إما توقع أن تعذب ، أو تفعل.

(حُسْناً) : أي أمرا ذا حسن.

٨٨ ـ (جَزاءً الْحُسْنى) : يقرأ بالرفع والإضافة ، وهو مبتدأ ، أو مرفوع بالظرف ، والتقدير : فله جزاء الخصلة الحسنى.

ويقرأ بالرفع والتنوين ، والحسنى بدل ، أو خبر مبتدأ محذوف.

ويقرأ بالنصب والتنوين ؛ أي فله الحسنى جزاء ؛ فهو مصدر في موضع الحال ، أي مجزيّا بها.

وقيل : هو مصدر على المعنى ؛ أي يجزى بها جزاء. وقيل : تمييز.

ويقرأ بالنصب من غير تنوين ؛ وهو مثل النون إلا أنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين.

٢٤٨

(مِنْ أَمْرِنا يُسْراً) : أي شيئا ذا يسر.

٩٠ ـ (مَطْلِعَ الشَّمْسِ) : يجوز أن يكون مكانا ، وأن يكون مصدرا ، والمضاف محذوف ؛ أي مكان طلوع الشمس.

٩١ ـ (كَذلِكَ) ؛ أي الأمر كذلك.

ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف.

٩٣ ـ (بَيْنَ السَّدَّيْنِ) : «بين» هاهنا مفعول به.

والسّدّ ـ بالفتح : مصدر سد ، وهو بمعنى المسدود. وبالضم اسم للمسدود. وقيل : المضموم ما كان من خلق الله ، والمفتوح ما كان من صنعة الآدمي.

وقيل : هما لغتان بمعنى واحد ؛ وقد قرئ بهما.

٩٤ ـ (يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ) : هما اسمان أعجميان لم ينصرفا للعجمة والتعريف ؛ ويجوز همزهما وترك همزهما. وقيل : هما عربيان ، فيأجوج يفعول مثل يربوع ، ومأجوج مفعول مثل معقول ، وكلاهما من أجّ الظليم إذا أسرع ، أو من أجّت النار إذا التهبت ، ولم ينصرفا للتعريف والتأنيث.

والخرج : يقرأ بغير ألف ، مصدر خرج ، والمراد به الأجر.

وقيل : هو بمعنى مخرج. والخراج ـ بالألف ، وهو بمعنى الأجر أيضا. وقيل : هو المال المضروب على الأرض أو الرقاب.

٩٥ ـ (ما مَكَّنِّي فِيهِ) : يقرأ بالتشديد على الإدغام ، وبالإظهار على الأصل.

و «ما» بمعنى الذي ، وهو مبتدأ و (خَيْرٌ) خبره.

(بِقُوَّةٍ) ؛ أي برجال ذي ، أو ذوي قوة ، أو بمتقوّى به.

والّردم بمعنى المردوم به ، أو الرادم.

٩٦ ـ (آتُونِي) : يقرأ بقطع الهمزة والمد ؛ أي أعطوني. وبوصلها ؛ أي جيئوني. والتقدير : بزبر الحديد. أو هو بمعنى أحضروا ؛ لأن جاء وحضر متقاربان.

و (الصَّدَفَيْنِ) : يقرأ بضمتين ، وبضم الأول وإسكان الثاني ، وبفتحتين ، وبفتح الأول وإسكان الثاني ، وبفتح الأول وضم الثاني ؛ وكلها لغات.

والصّدف : جانب الجبل.

(قِطْراً) : مفعول «آتوني» ، ومفعول أفرغ محذوف ؛ أي أفرغه. وقال الكوفيون : هو مفعول افرغ ، ومفعول الأول محذوف.

٩٧ ـ (فَمَا اسْطاعُوا) : يقرأ بتخفيف التاء ؛ أي استطاعوا ، وحذف التاء تخفيفا.

ويقرأ بتشديدها ، وهو بعيد لما فيه من الجمع بين الساكنين.

٩٨ ـ (دَكَّاءَ) ، ودكا : قد ذكر في الأعراف.

١٠١ ـ (الَّذِينَ كانَتْ) : في موضع جر صفة للكافرين ؛ أو نصب بإضمار أعني ، أو رفع بإضمارهم.

١٠٢ ـ (أَفَحَسِبَ) : يقرأ بكسر السين على أنه فعل.

(أَنْ يَتَّخِذُوا) : سدّ مسدّ المفعولين.

ويقرأ بسكون السين ورفع الباء على الابتداء ؛ والخبر أن يتخذوا.

١٠٣ ـ (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ) : يقرأ بالإظهار على الأصل ، وبالإدغام لقرب مخرج الحرفين.

(أَعْمالاً) : تمييز ، وجاز جمعه ، لأنه منصوب عن أسماء الفاعلين.

١٠٥ ـ (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ) : يقرأ بالنون والياء ؛ وهو ظاهر.

ويقرأ «يقوم». والفاعل مضمر ؛ أي فلا يقوم عملهم ، أو سعيهم ، أو صنيعهم.

و (وَزْناً) ؛ تمييز ، أو حال.

١٠٦ ـ (ذلِكَ) : أي الأمر ذلك ، وما بعده مبتدأ وخبر.

ويجوز أن يكون «ذلك» مبتدأ ، و (جَزاؤُهُمْ) مبتدأ ثان ، و (جَهَنَّمُ) خبره ، والجملة خبر الأول ، والعائد محذوف ؛ أي جزاؤهم به.

ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ ، وجزاؤهم بدلا أو عطف بيان ، وجهنم الخبر.

ويجوز أن تكون جهنم بدلا من جزاء ، أو خبر ابتداء محذوف ؛ أي هو جهنّم. و (بِما كَفَرُوا) : خبر ذلك ؛ ولا يجوز أن تتعلّق الباء بجزاؤهم للفصل بينهما بجهنم.

(وَاتَّخَذُوا) : يجوز أن يكون معطوفا على كفروا ، وأن يكون مستأنفا.

١٠٧ ـ (نُزُلاً) : يجوز أن يكون حالا من جنّات. و (لَهُمْ) الخبر. وأن يكون «نزلا» خبر كان. و «لهم» يتعلق بكان ، أو بالخبر ، أو على التّبيين.

١٠٨ ـ (لا يَبْغُونَ) : حال من الضمير في (خالِدِينَ). والحول : مصدر بمعنى التحوّل.

١٠٩ ـ (مَدَداً) : هو تمييز ، ومدادا ـ بالألف ـ مثله في المعنى.

١١٠ ـ (أَنَّما إِلهُكُمْ) : أنّ هاهنا مصدرية ، ولا يمنع ذلك من دخول «ما» الكافة عليها.

و (بِعِبادَةِ رَبِّهِ) ؛ أي في عبادة ربه.

ويجوز أن تكون على بابها ؛ أي بسبب عبادة ربّه ؛ والله أعلم.

سورة مريم

قد ذكّرنا الكلام على الحروف المقطعة في أول البقرة فليتأمل من ثمّ.

١ ـ (كهيعص) : يقرأ بإخفاء النون عند الصاد لمقاربتها إياها واشتراكهما في الفهم.

٢٤٩

ويقرأ بإظهارها ؛ لأنّ الحروف المقطعة يقصد تمييز بعضها عن بعض إيذانا بأنها مقطّعة ؛ ولذلك وقف بعضهم على كل حرف منها وقفة يسيرة ، وإظهار النون يؤذن بذلك.

٢ ـ (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ) : في ارتفاعه ثلاثة أوجه :

أحدها ـ هو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هذا ذكر.

والثاني ـ هو مبتدأ والخبر محذوف ؛ أي فيما يتلى عليك ذكر.

والثالث ـ هو خبر الحروف المقطعة ، ذكره الفرّاء ، وفيه بعد ؛ لأنّ الخبر هو المبتدأ في المعنى ؛ وليس في الحروف المقطعة ذكر الرحمة ، ولا في ذكر الرحمة معناها.

و «ذكر» : مصدر مصاف إلى المفعول ، والتقدير : هذا ذكر ربّك رحمة عبده.

وقيل : هو مضاف إلى الفاعل على الاتساع.

والمعنى : هذا إن ذكرت رحمة ربك ؛ فعلى الأول ينتصب عبده برحمة ، وعلى الثاني بذكر.

ويقرأ في الشاذ «ذكر» على الفعل الماضي ، ورحمة مفعول ، وعبده فاعل.

و (زَكَرِيَّا) : بدل على الوجهين من عبده. ويقرأ بتشديد الكاف ورحمة وعبده بالنصب ؛ أي هذا القرآن ذكّر النبيّ عليه الصلاة والسلام ، أو الأمّة.

٣ ـ و (إِذْ) : ظرف للرحمة ، أو لذكر.

٤ ـ (شَيْباً) : نصب على التمييز.

وقيل : هو مصدر في موضع الحال.

وقيل : هو منصوب على المصدر من معنى (اشْتَعَلَ) ؛ لأن معناه شاب.

و (بِدُعائِكَ) : مصدر مضاف إلى المفعول ؛ أي بدعائي إيّاك.

٥ ـ (خِفْتُ الْمَوالِيَ) : فيه حذف مضاف ؛ أي عدم الموالي ، أو جور الموالي.

ويقرأ : خفّت ـ بالتشديد وسكون التاء ، والموالي فاعل ؛ أي نقص عددهم.

والجمهور على المدّ وإثبات الياء في (وَرائِي).

ويقرأ بالقصر وفتح الياء ، وهو من قصر الممدود.

٦ ـ (يَرِثُنِي) : يقرأ بالجزم فيهما على الجواب ؛ أي إن يهب يرث ، وبالرفع فيهما على الصفة لوليّ ، وهو أقوى من الأولى ؛ لأنه سأل وليّا هذه صفته ، والجزم لا يحصل بهذا المعنى.

وقرئ شاذا يرثني وارث على أنه اسم فاعل.

و (رَضِيًّا) : أي مرضيا. وقيل راضيا ؛ ولام الكلمة واو ، وقد تقدّم.

٧ ـ و (سَمِيًّا) : فعيل بمعنى مساميا ، ولام الكلمة واو ، من سما يسمو.

٨ ـ (عِتِيًّا) : أصله عتوّ على فعول ، مثل قعود وجلوس ، إلا أنّهم استثقلوا توالي الضّمتين.

والواوين ، فكسروا التاء ، فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ، ثم قلبت الواو التي هي لام ياء لسبق الاولى بالسكون.

ومنهم من يكسر العين اتباعا.

ويقرأ بفتحها ، على أنها مصدر على فعيل ، وكذلك بكيّ وصليّ ؛ وهو منصوب ببلغت ؛ أي بلغت العتيّ من الكبر ؛ أي من أجل الكبر ؛ ويجوز أن تكون حالا من عتىّ ، وأن تتعلّق ببلغت.

وقيل : «من» زائدة ، و «عتيا» مصدر مؤكد ، أو تمييز ، أو مصدر في موضع الحال من الفاعل.

٩ ـ (قالَ كَذلِكَ) : أي الأمر كذلك.

وقيل : هو في موضع نصب ، أي أفعل مثل ما طلبت ، وهو كناية عن مطلوبه.

١٠ ـ (سَوِيًّا) : حال من الفاعل في (تُكَلِّمَ).

١١ ـ (أَنْ سَبِّحُوا) : يجوز أن تكون مصدرية ، وأن تكون بمعنى أي.

١٢ ـ و (بِقُوَّةٍ) : مفعول ، أو حال.

١٣ ـ (وَحَناناً) : معطوف على (الْحُكْمَ) ؛ أي وهبنا له تحنّنا. وقيل : هو مصدر.

١٤ ـ (وَبَرًّا) ؛ أي وجعلناه برّا. وقيل : هو معطوف على خبر كان.

١٦ ـ (إِذِ انْتَبَذَتْ) : في «إذ» أربعة أوجه :

أحدها ـ أنها ظرف ، والعامل فيه محذوف ، تقديره : واذكر خبر مريم إذ انتبذت.

والثاني ـ أن تكون حالا من المضاف المحذوف.

والثالث ـ أن يكون منصوبا بفعل محذوف ؛ أي وبيّن إذ انتبذت ؛ فهو على كلام آخر ، كما قال سيبويه في قوله تعالى : (انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ) ، وهو في الظرف أقوى ، وإن كان مفعولا به.

والرابع ـ أن يكون بدلا من مريم بدل الاشتمال ؛ لأن الأحيان تشتمل على الجثث ، ذكره الزمخشري ؛ وهو بعيد ؛ لأنّ الزمان إذا لم يكن حالا من الجثّة ؛ ولا خبرا عنها ، ولا وصفا لها ، لم يكن بدلا منها.

وقيل : «إذ» بمعنى أن المصدرية ؛ كقولك : لا أكرمك إذ لم تكرمني ؛ أي لأنك لم تكرمني ؛ فعلى هذا يصحّ بدل الاشتمال ؛ أي : واذكر مريم انتباذها.

و (مَكاناً) : ظرف. وقيل : مفعول به على المعنى إذ أتت مكانا.

١٧ ـ (بَشَراً سَوِيًّا) : حال.

١٩ ـ (لِأَهَبَ) : يقرأ بالهمز ، وفيه وجهان :

أحدهما ـ أنّ الفاعل الله تعالى ، والتقدير : قال لأهب لك.

والثاني ـ الفاعل جبريل عليه‌السلام ، وأضاف الفعل إليه لأنه سبب فيه.

ويقرأ بالياء ، وفيه وجهان :

أحدهما ـ أن أصلها الهمزة قلبت ياء للكسر قبلها تخفيفا.

٢٥٠

والثاني ـ ليهب الله.

٢٠ ـ (بَغِيًّا) : لام الكلمة ياء ، يقال : بغت تبغي ، وفي وزنه وجهان :

أحدها ـ هو فعول ، فلما اجتمعت الواو والياء قلبت الواو ياء وأدغمت وكسرت الغين اتباعا ، ولذلك لم تلحق تاء التأنيث ، كما لم تلحق في : امرأة صبور ، وشكور.

والثاني ـ هو فعيل بمعنى فاعل ، ولم تلحق التاء أيضا للمبالغة.

وقيل : لم تلحق ؛ لأنّه على النسب ، مثل طالق وحائض.

٢١ ـ (كَذلِكِ) ؛ أي الأمر كذلك.

وقيل : التقدير : قال ربّك مثل ذلك. و (هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ) : مستأنف على هذا القول.

(وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ) ؛ أي ولنجعله آية للناس خلقناه من غير أب. وقيل التقدير : نهبه لك ولنجعله.

(وَكانَ أَمْراً) : أي وكان خلقه أمرا.

٢٢ ـ (فَانْتَبَذَتْ بِهِ) : الجار والمجرور حال ؛ أي فانتبذت وهو معها.

٢٣ ـ (فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ) : الأصل جاءها ، ثم عدّي بالهمزة إلى مفعول ثان ، واستعمل بمعنى ألجأها.

ويقرأ بغير همز على فاعلها ، وهو من المفاجأة ، وترك الهمزة الأخيرة تخفيفا.

والمخاض ـ بالفتح : وجع الولادة.

ويقرأ بالكسر ، وهما لغتان.

وقيل : الفتح اسم للمصدر مثل السلام والعطاء ، والكسر مصدر مثل القتال ، وجاء على فعال مثل الطّراق والعقاب.

(يا لَيْتَنِي) : قد ذكر في النساء.

(نَسْياً) ـ بالكسر ، وهو بمعنى المنسيّ.

وبالفتح ؛ أي شيئا حقيرا ، وهو قريب من معنى الأول.

ويقرأ بفتح النون وهمزة بعد السين ؛ وهو من نسأت اللبن إذا خلطت به ماء كثيرا ؛ وهو في معنى الأول أيضا.

و (مَنْسِيًّا) ـ بالفتح ؛ والكسر على الإتباع شاذّ مثل المعيرة.

٢٤ ـ (مِنْ تَحْتِها) : يقرأ بفتح الميم ، وهو فاعل نادى ، والمراد به عيسى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ أي من تحت ذيلها. وقيل : المراد من دونها.

وقيل : المراد به جبريل عليه‌السلام ، وهو تحتها في المكان ، كما تقول : داري دارك.

ويقرأ بكسر الميم ، والفاعل مضمر في الفعل ، وهو عيسى ، أو جبريل صلوات الله عليهما ، والجارّ على هذا حال أو ظرف.

و (أَلَّا) : مصدرية ، أو بمعنى أي.

٢٥ ـ (بِجِذْعِ النَّخْلَةِ) : الباء زائدة ؛ أي أميلي إليك.

وقيل : هي محمولة على المعنى ، والتقدير : هزّي الثمرة بالجذع ؛ أي انقضي.

وقيل : التقدير : وهزّي إليك رطبا جنيّا كائنا بجذع النخلة ؛ فالباء على هذا حال.

(تُساقِطْ) : يقرأ على تسعة أوجه : بالتاء والتشديد ، والأصل تتساقط ، وهو أحد الأوجه.

والثالث بالياء والتشديد ، والأصل يتساقط ، فأدغمت التاء في السين.

والرابع بالتاء والتخفيف على حذف الثانية ، والفاعل على هذه الأوجه النخلة. وقيل : الثمرة لدلالة الكلام عليها.

والخامس بالتاء والتخفيف وضمّ القاف.

والسادس كذلك إلا أنه بالياء ، والفاعل الجذع أو الثمر.

والسابع «تساقط» ـ بتاء مضمومة وبالألف وكسر القاف.

والثامن كذلك إلا أنه بالياء.

والتاسع «تسقط» ـ بتاء مضمومة وكسر القاف من غير ألف ، وأظنّ أنه يقرأ كذلك بالياء.

و (رُطَباً) : فيه أربعة أوجه :

أحدها ـ هو حال موطّئة ، وصاحب الحال الضمير في الفعل.

والثاني ـ هو مفعول به لتساقط.

والثالث ـ هو مفعول هزّي.

والرابع ـ هو تمييز. وتفصيل هذه الأوجه يتبيّن بالنظر في القراءات ، فيحمل كلّ منها على ما يليق به.

و (جَنِيًّا) : بمعنى مجنيّ. وقيل : هو بمعنى فاعل ؛ أي طريا.

٢٦ ـ (وَقَرِّي) : يقرأ بفتح القاف والماضي منه : قررت يا عين ـ بكسر الراء ، والكسر قراءة شاذة ، وهي لغة شاذّة ، والماضي قررت يا عين بفتح الراء.

و (عَيْناً) : تميز.

و (تَرَيِنَ) : أصله ترايين مثل ترغبين ؛ فالهمزة عين الفاعل ، والياء لامه ، وهو مبنيّ هنا من أجل نون التوكيد مثل لتضربن ، فألقيت حركة الهمزة على الراء ؛ وحذفت اللام للبناء كما تحذف في الجزم ، وبقيت ياء الضمير ، وحرّكت لسكونها وسكون النون بعدها ، فوزنه تفينّ ، وهمزة هذا الفعل تحذف في المضارع أبدا.

ويقرأ ترين ـ بإسكان الياء وتخفيف النون على أنه لم يجزم بإمّا ، وهو بعيد.

و (مِنَ الْبَشَرِ) : حال من (أَحَداً) ، أو مفعول به.

٢٧ ـ (فَأَتَتْ بِهِ) : الجار والمجرور حال ؛ وكذلك (تَحْمِلُهُ) ؛ وصاحب الحال مريم.

٢٥١

ويجوز أن يجعل «تحمله» حالا من ضمير عيسى عليه‌السلام.

و (جِئْتِ) ؛ أي فعلت ؛ فيكون (شَيْئاً) مفعولا.

ويجوز أن يكون مصدرا ؛ أي مجيئا عظيما.

٢٩ ـ (مَنْ كانَ) : كان زائدة ؛ أي من هو في المهد.

و (صَبِيًّا) : حال من الضمير في الجارّ ، والضمير المنفصل المقدّر كان متصلا بكان.

وقيل : كان الزائدة لا يستتر فيها ضمير ؛ فعلى هذا لا تحتاج إلى تقدير هو ؛ بل يكون الظّرف صلة من.

وقيل : ليست زائدة ؛ بل هي كقوله : (وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً). وقد ذكر.

وقيل : هي بمعنى صار.

وقيل : هي التامة ، و «من» بمعنى الذي.

وقيل : شرطية ، وجوابها كيف.

٣٢ ـ (وَبَرًّا) : معطوف على (مُبارَكاً).

ويقرأ في الشاذ ـ بكسر الباء والراء ، وهو معطوف على الصلاة.

ويقرأ بكسر الباء وفتح الراء ، أي وألزمني برا ، أو جعلتني ذا برّ ، فحذف المضاف ، أو وصفه بالمصدر.

٣٣ ـ (وَالسَّلامُ) : إنما جاءت هذه بالألف واللام ؛ لأن التي في قصة يحيى عليه‌السلام نكرة ؛ فكان المراد بالثاني الأول ، كقوله تعالى : (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً ، فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ). وقيل : النكرة والمعرفة في مثل هذا سواء.

و (يَوْمَ وُلِدْتُ) : ظرف ، والعامل فيه الخبر الذي هو (عَلَيَّ) ، ولا يعمل فيه السلام للفصل بينهما بالخبر.

٣٤ ـ (ذلِكَ) : مبتدأ ، وعيسى خبره.

و (ابْنُ مَرْيَمَ) : نعت ، أو خبر ثان.

و (قَوْلَ الْحَقِ) : كذلك.

وقيل : هو خبر مبتدأ محذوف.

وقيل : عيسى عليه‌السلام بدل ، أو عطف بيان ، و «قول الحق» الخبر.

ويقرأ : قول الحق ـ بالنصب على المصدر ؛ أي أقول قول الحق.

وقيل : هو حال من عيسى.

وقيل : التقدير : أعني قول الحق.

ويقرأ : قال الحق ، والقال اسم للمصدر ، مثل القيل ، وحكي قول الحق ـ بضم القاف مثل الرّوح ؛ وهي لغة فيه.

٣٦ ـ (وَإِنَّ اللهَ) : بفتح الهمزة ؛ وفيه وجهان :

أحدهما ـ هو معطوف على قوله : بالصلاة ؛ أي وأوصاني بأنّ الله ربّى.

والثاني ـ هو متعلق بما بعده ؛ والتقدير : لأنّ الله ربي وربكم فاعبدوه ؛ أي لوحدانيته أطيعوه.

ويقرأ بالكسر على الاستئناف.

٣٨ ـ (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) : لفظه لفظ الأمر ومعناه التعجّب. و «بهم» : في موضع رفع ؛ كقولك : أحسن بزيد ؛ أي أحسن زيد. وحكي عن الزجاج أنه أمر حقيقة ، والجارّ والمجرور نصب ، والفاعل مضمر ؛ فهو ضمير المتكلم ؛ كأنّ المتكلم يقول لنفسه : أوقع به سمعا أو مدحا.

و (الْيَوْمَ) : ظرف ، والعامل فيه الظرف الذي بعده.

٣٩ ـ (إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ) : «إذ» بدل من يوم ، أو ظرف للحسرة ؛ وهو مصدر فيه الألف واللام ، وقد عمل.

٤٢ ـ (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ) : في «إذ» وجهان :

أحدهما ـ هي مثل (إِذِ انْتَبَذَتْ) في أوجهها ، وقد فصل بينهما بقوله : (إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا).

والثاني ـ أن «إذ» ظرف ، والعامل فيه صدّيقا نبيا ، أو معناه.

٢٥٢

٤٦ ـ (أَراغِبٌ أَنْتَ) : مبتدأ ، وأنت فاعله ، وأغنى عن الخبر ؛ وجاز الابتداء بالنكرة لاعتمادها على الهمزة.

و (مَلِيًّا) : ظرف ؛ أي دهرا طويلا.

وقيل : هو نعت لمصدر محذوف.

٤٩ ـ (وَكُلًّا جَعَلْنا) : هو منصوب بجعلنا.

٥٢ ـ (نَجِيًّا) : هو حال. و (هارُونَ) بدل ، و (نَبِيًّا) حال.

٥٧ ـ (مَكاناً عَلِيًّا) : ظرف.

٥٨ ـ (مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ) : هو بدل من (النَّبِيِّينَ) ، بإعادة الجار.

و (سُجَّداً) : حال مقدّرة ؛ لأنهم غير سجود في حال خرورهم.

(وَبُكِيًّا) : قد ذكر.

٥٩ ـ و (غَيًّا) : أصله غوى ، فأدغمت الواو في الياء.

٦١ ـ (جَنَّاتِ عَدْنٍ) : من كسر التاء أبدله من (الْجَنَّةَ) في الآية قبلها ، ومن رفع فهو خبر مبتدأ محذوف.

(إِنَّهُ) : الهاء ضمير اسم الله تعالى ؛ ويجوز أن تكون ضمير الشأن ؛ فعلى الأول يجوز ألّا يكون في كان ضمير ، وأن يكون فيه ضمير. و (وَعْدُهُ) : بدل منه بدل الاشتمال.

و (مَأْتِيًّا) : على بابه ، لأنّ ما تأتيه فهو يأتيك.

وقيل : المراد بالوعد الجنة ؛ أي كان موعده مأتيا.

وقيل : مفعول هنا بمعنى فاعل ، وقد ذكر مثله في سبحان.

٦٤ ـ (وَما نَتَنَزَّلُ) ؛ أي : وتقول الملائكة.

٦٥ ـ (رَبُّ السَّماواتِ) : خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ والخبر (فَاعْبُدْهُ) على رأى الأخفش في جواز زيادة الفاء.

٦٦ ـ (أَإِذا) : العامل فيها فعل دلّ عليه الكلام ؛ أي أأبعث إذا ؛ ولا يجوز أن يعمل فيها (أُخْرَجُ) ؛ لأنّ ما بعد اللام وسوف لا يعمل فيما قبلها مثل إن.

٦٧ ـ (يَذْكُرُ) : بالتشديد ؛ أي يتذكر ، وبالتخفيف منه أيضا ، أو من الذّكر باللسان.

٦٨ ـ (جِثِيًّا) : قد ذكر في عتّيا وبكيّا.

وأصله جثو ، مصدرا كان أو جمعا.

٦٩ ـ (أَيُّهُمْ أَشَدُّ) : يقرأ بالنصب شاذّا ، والعامل فيه لننزعنّ ، وهي بمعنى الذي.

ويقرأ بالضم. وفيه قولان :

أحدهما ـ أنها ضمّة بناء ، وهو مذهب سيبويه ؛ وهي بمعنى الذي ؛ وإنما بنيت هاهنا لأنّ أصلها البناء ، لأنها بمنزلة الذي.

«وأيّ» من الموصولات إلّا أنها أعربت حملا على كلّ أو بعض ، فإذا وصلت بجملة تامة بقيت على الإعراب ، وإذا حذف العائد عليها بنيت لمخالفتها بقية الموصولات ، فرجعت إلى حقّها من البناء بخروجها عن نظائرها ، وموضعها نصب بننزع.

والقول الثاني ـ هي ضمة الإعراب. وفيه خمسة أقوال :

أحدها ـ أنها مبتدأ وأشدّ خبره ؛ وهو على الحكاية ، والتقدير : لننزعنّ من كل شيعة الفريق الذي يقال أيهم ؛ فهو على هذا استفهام ، وهو قول الخليل.

والثاني ـ كذلك في كونه مبتدأ وخبرا واستفهاما ، إلّا أنّ موضع الجملة نصب بننزعنّ ، وهو فعل معلّق عن العمل ، ومعناه التمييز ؛ فهو قريب من معنى العلم الذي يجوز تعليقه ، كقولك : علمت أيهم في الدار ، وهو قول يونس.

٢٥٣

والثالث ـ أن الجملة مستأنفة ، وأيّ استفهام ، ومن زائدة : أي لننزعن كل شيعة ، وهو قول الأخفش والكسائي ، وهما يجيزان زيادة «من» في الواجب.

والرابع ـ أنّ «أيهم» مرفوع بشيعة ؛ لأن معناه تشيع ، والتقدير : لننزعنّ من كل فريق يشيع أيهم ، وهو على هذا بمعنى الذي ، وهو قول المبرد.

والخامس ـ أن «ننزع» علّقت عن العمل ؛ لأن معنى الكلام معنى الشرط ، والشرط لا يعمل فيما قبله ، والتقدير لننزعنهم تشيّعوا أو لم يتشيعوا ، أو لم يتشيعوا ، أو إن تشيّعوا ، ومثله لأضربنّ أيهم غضب ؛ أي إن غضبوا أو لم يغضبوا ، وهو قول يحيى عن الفراء ، وهو أبعدها عن الصواب.

٧١ ـ (وَإِنْ مِنْكُمْ) ؛ أي وما أحد منكم ، فحذف الموصوف.

وقيل : التقدير : وما منكم إلا من هو واردها ، وقد تقدّم نظائرها.

٧٣ ـ (مَقاماً) : يقرأ بالفتح ، وفيه وجهان :

أحدهما ـ هو موضع الإقامة.

والثاني ـ هو مصدر كالإقامة.

وبالضم ، وفيه الوجهان.

ولام النديّ واو ؛ يقال : ندوتهم ؛ أي أتيت ناديهم ، وجلست في النادي ، ومصدره النّدو.

٧٤ ـ (وَكَمْ) : منصوب ب (أَهْلَكْنا). و (هُمْ أَحْسَنُ) : صفة لكم.

(وَرِءْياً) : يقرأ بهمزة ساكنة بعد الراء ، وهو من الرؤية ؛ أي أحسن منظرا.

ويقرأ بتشديد الياء من غير همز ، وفيه وجهان :

أحدهما ـ أنه قلب الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ثم أدغم.

والثاني ـ أن تكون من الرّيّ ، ضدّ العطش ؛ لأنّه يوجب حسن البشرة.

ويقرأ : ريئا ـ بهمزة بعد ياء ساكنة ، وهو مقلوب ؛ يقال في رأى أرى.

ويقرأ بياء خفيفة من غير همز ؛ ووجهها أنه نقل حركة الهمزة إلى الياء وحذفها.

ويقرأ بالزاي والتشديد ؛ أي أحسن زينة ، وأصله من زوى يزوي ؛ لأنّ المتزيّن يجمع ما يحسّنه.

٧٥ ـ (قُلْ مَنْ كانَ) : هي شرطيّة ، والأمر جوابها ، والأمر هنا بمعنى الخبر ؛ أي فليمدن له ، والأمر أبلغ لما يتضمنه من اللزوم.

و (حَتَّى) : تحكي ما بعدها هاهنا ، وليست متعلّقة بفعل.

(إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ) : كلا هما بدل مما يوعدون.

(فَسَيَعْلَمُونَ) : جواب إذا.

(مَنْ هُوَ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هي بمعنى الذي ، و (هُوَ شَرٌّ) : صلتها. وموضع «من» نصب بيعلمون.

والثاني ـ هي استفهام ، وهو فصل وليست مبتدأ.

٧٦ ـ (وَيَزِيدُ) : معطوف على معنى فليمدد ؛ أي فيمد ويزيد.

٧٧ ـ (وَوَلَداً) : يقرأ بفتح الواو واللام وهو واحد. وقيل : يكون جمعا أيضا.

ويقرأ بضم الواو وسكون اللام ؛ وهو جمع ولد ، مثل أسد وأسد. وقيل : يكون واحدا أيضا ، وهي لغة ، والكسر لغة أخرى.

٧٨ ـ (أَطَّلَعَ) : الهمزة همزة استفهام ؛ لأنها مقابلة لأم ، وهمزة الوصل محذوفة لقيام همزة الاستفهام مقامها.

ويقرأ بالكسر على أنها همزة وصل ، وحرف الاستفهام محذوف لدلالة أم عليه.

٧٩ ـ (كَلَّا) : يقرأ بفتح الكاف من غير تنوين ، وهي حرف معناه الزجر عن قول منكر يتقدمها. وقيل : هي بمعنى حقّا.

ويقرأ بالتنوين ، وفيه وجهان :

أحدهما ـ هي مصدر كلّ ؛ أي أعيا ؛ أي كلّوا في دعواهم وانقطعوا.

والثاني ـ هي بمعنى الثقل ؛ أي حملوا كلا.

ويقرأ بضم الكاف والتنوين ؛ وهو حال ؛ أي سيكفرون جميعا ؛ وفيه بعد.

٨٢ ـ (بِعِبادَتِهِمْ) : المصدر مضاف إلى الفاعل ؛ أي سيكفر المشركون بعبادتهم الأصنام.

وقيل : هو مضاف إلى المفعول ؛ أي سيكفر المشركون بعبادة الأصنام.

وقيل : سيكفر الشياطين بعبادة المشركين إياهم.

و (ضِدًّا) : واحد في معنى الجمع. والمعنى أنّ جميعهم في حكم واحد ؛ لأنهم متّفقون على الإضلال.

(مَنْ هُوَ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هي بمعنى الذي ، و (هُوَ شَرٌّ) : صلتها.

وموضع «من» نصب بيعلمون.

٨٠ ـ (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ) : في «ما» وجهان :

أحدهما ـ هو بدل من الهاء ؛ وهي بدل الاشتمال : أي نرث قوله.

والثاني ـ هو مفعول به ؛ أي نرث منه قوله.

٨٥ ـ (يَوْمَ نَحْشُرُ) : العامل فيه (لا يَمْلِكُونَ). وقيل : (نَعُدُّ لَهُمْ). وقيل تقديره : اذكر.

و (وَفْداً) : جمع وافد ، مثل راكب وركب ، وصاحب وصحب.

والورد : اسم لجمع وارد.

وقيل : هو بمعنى وارد ، والورد : العطاش.

وقيل : هو محذوف من وراد ، وهو بعيد.

٨٧ ـ (لا يَمْلِكُونَ) : حال.

(إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ) : في موضع نصب على الاستثناء المنقطع.

وقيل : هو متّصل على أن يكون الضمير في «يملكون» للمتقين والمجرمين.

وقيل : هو في موضع رفع بدلا من الضمير في «يملكون».

٢٥٤

٨٩ ـ (شَيْئاً إِدًّا) : الجمهور على كسر الهمزة ؛ وهو العظيم.

ويقرأ شاذّا بفتحها على أنه مصدر أدّ يؤدّ ، إذا جاءك بداهية ؛ أي شيئا ذا أدّ ، وجعله نفس الداهية على التعظيم.

٩٠ ـ (يَتَفَطَّرْنَ) : يقرأ بالياء والنون ، وهو مطاوع فطر بالتخفيف.

ويقرأ بالتاء والتشديد ، وهو مطاوع فطّر بالتشديد ، وهو هنا أشبه بالمعنى.

و (هَدًّا) : مصدر على المعنى ؛ لأنّ تخر بمعنى تهدّ. وقيل : هو حال.

٩١ ـ (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ) : فيه ثلاثة أوجه :

أحدها ـ هو في موضع نصب ، لأنه مفعول له.

والثاني ـ في موضع جرّ على تقدير اللام.

والثالث ـ في موضع رفع ؛ أي الموجب لذلك دعاؤهم.

٩٣ ـ (مَنْ) : نكرة موصوفة ؛ و (فِي السَّماواتِ) : صفتها ، و (إِلَّا آتِي) : خبر كل ، ووحّد «آتي» حملا على لفظ كلّ ، وقد جمع في موضع آخر حملا على معناها ، ومن الإفراد : (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ).

٩٧ ـ (بِلِسانِكَ) : قيل الباء بمعنى على.

وقيل : هي على أصلها ؛ أي أنزلناه بلغتك ، فيكون حالا.

سورة طه

١ ـ (طه) : قد ذكر الكلام عليها في القول الذي جعلت فيه حروفا مقطعة. وقيل : معناه يا رجل ؛ فيكون منادى. وقيل «طا» فعل أمر ، وأصله بالهمز ، ولكن أبدل من الهمزة ألفا ، و «ها» ضمير الأرض.

ويقرأ طه ، وفي الهاء وجهان :

أحدهما ـ أنها بدل من الهمزة ، كما أبدلت في أرقت ، فقيل هرقت.

والثاني ـ أنه أبدل من الهمزة ألفا ، ثم حذفها للبناء ، وألحقها هاء السكت.

٣ ـ (إِلَّا تَذْكِرَةً) : هو استثناء منقطع ؛ أي لكن أنزلناه تذكرة ؛ أي للتذكرة.

وقيل : هو مصدر ؛ أي لكن ذكّرنا به تذكرة ؛ ولا يجوز أن يكون مفعولا له لأنزلنا المذكور ؛ لأنها قد تعدّت إلى مفعول له ، وهو (لِتَشْقى) ؛ فلا تتعدّى إلى آخر من جنسه ، ولا يصحّ أن يعمل فيها (لِتَشْقى) لفساد المعنى. وقيل : تذكرة مصدر في موضع الحال.

٤ ـ (تَنْزِيلاً) : هو مصدر ؛ أي أنزلناه تنزيلا.

وقيل : هو مفعول يخشى ، و «من» متعلقة به.

و (الْعُلى) : جمع العليا.

٦ ـ (لَهُ ما فِي السَّماواتِ) : مبتدأ وخبره ؛ أو تكون «ما» مرفوعة بالظرف.

وقال بعض الغلاة : «ما» فاعل استوى ؛ وهو بعيد. ثم هو غير نافع له في التأويل ؛ إذ يبقى قوله : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ) كلاما تاما ، ومنه هرب ، وفي الآية تأويلات أخر لا يدفعها الإعراب.

٧ ـ (وَأَخْفى) : يجوز أن يكون فعلا ومفعوله محذوف ؛ أي وأخفى السرّ.

عن الخلق. ويجوز أن يكون اسما ؛ أي وأخفى منه.

١٠ ـ (إِذْ رَأى) : «إذ» ظرف ل (حَدِيثُ) ، أو مفعول به ؛ أي اذكر.

(لِأَهْلِهِ) : بكسر الهاء وضمّها ؛ وقد ذكر.

ومن ضمّ أتبعه ما بعده.

و (مِنْها) : يجوز أن يتعلّق بآتيكم ، أو حالا من «قبس».

والجيّد في (هُدىً) هنا أن يكتب بالألف ، ولا تمال ؛ لأنّ الألف بدل من التنوين في القول المحقّق ؛ وقد أمالها قوم ؛ وفيه ثلاثة أوجه :

أحدها ـ أن يكون شبّه ألف التنوين بلام الكلمة ؛ إذ اللفظ بهما في المقصور واحد.

والثاني ـ أن تكون لام الكلمة ، ولم تبدل من التنوين شيئا في النصب ، كما جاء : وآخذ من كلّ حيّ عصم.

والثالث ـ أن تكون على ما رأى من وقف في الأحوال الثلاثة من غير إبدال.

١١ ـ (نُودِيَ) : المفعول القائم مقام الفاعل مضمر ؛ أي نودي موسى. وقيل : هو المصدر ؛ أي نودي النداء ، وما بعده مفسّر له. و (يا مُوسى) : لا يقوم مقام الفاعل ؛ لأنه جملة.

١٢ ـ (إِنِّي) : يقرأ بالكسر ؛ أي فقال : إني ، أو لأن النداء. قول. وبالفتح ؛ أي نودي بأني ؛ كما تقول ناديته باسمه.

و (أَنَا) : مبتدأ ، أو توكيد ، أو فصل.

(طُوىً) : يقرأ بالضم والتنوين ، وهو اسم علم للوادي ، وهو بدل منه. ويجوز أن يكون رفعا ، أي هو طوى.

ويقرأ بغير تنوين على أنه معرفة مؤنث اسم للبقعة.

وقيل : هو معدول ، وإن لم يعرف لفظ المعدول عنه ، فكأن أصله طاوي ؛ فهو في ذلك كجمع وكتع.

ويقرأ بالكسر على أنه مثل عنب في الأسماء ، وعدا وسوى في الصّفات.

١٣ ـ (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ) : على لفظ الإفراد ، وهو أشبه بما قبله.

ويقرأ : وأنّا اخترناك ، على الجمع ، والتقدير :

لأنا اخترناك فاستمع ، فاللام تتعلق باستمع ؛ ويجوز أن يكون معطوفا على أني ؛ أي بأني أنا ربّك ، وبأنا اخترناك.

١٤ ـ (لِذِكْرِي) : اللام تتعلق بأقم ، والتقدير عند ذكرك إياي ، فالمصدر مضاف إلى المفعول. وقيل إلى الفاعل ؛ أي لذكري إياك ، أو إياها.

٢٥٥

١٥ ـ (أُخْفِيها) ـ بضم الهمزة ؛ وفيه وجهان :

أحدهما ـ أسترها ؛ أي من نفسي ؛ لأنه لم يطلع عليها مخلوقا.

والثاني ـ أظهرها ؛ قيل : هو من الأضداد.

وقيل : الهمزة للسلب ؛ أي أزيل خفاءها.

ويقرأ بفتح الهمزة ، ومعناها أظهرها ، يقال : خفيت الشيء ، أي أظهرته.

(لِتُجْزى) : اللام تتعلق بأخفيها. وقيل : بأتية ؛ ولذلك وقف عليها بعضهم وقفة يسيرة إيذانا بانفصالها عن «أخفيها».

وقيل : لفظه لفظ كي ، وتقديره : القسم ؛ أي لتجزينّ ، وما مصدرية.

وقيل : بمعنى الذي ؛ أي تسعى فيه.

١٦ ـ (فَتَرْدى) : يجوز أن يكون نصبا على جواب النّهي ، ورفعا ؛ أي فإذا أنت تردى.

١٧ ـ (وَما تِلْكَ) : «ما» مبتدأ ، و «تلك» خبره ، وهو بمعنى هذه.

و (بِيَمِينِكَ) : حال يعمل فيها معنى الإشارة.

وقيل : هو بمعنى الذي ؛ فيكون بيمينك صفة لها.

١٨ ـ (عَصايَ) : الوجه فتح الياء لالتقاء الساكنين. ويقرأ بالكسر ؛ وهو ضعيف ، لاستثقاله على الياء.

ويقرأ عصيّ ، وقد ذكر نظيره في البقرة.

و (أَتَوَكَّؤُا) : وما بعده مستأنف. وقيل : موضعه حال من الياء ، أو من العصاء.

وقيل : هو خبر «هي» ، وعصاي مفعول لفعل محذوف.

وقيل : هي خبر.

و «أتوكّا» خبر آخر.

(وَأَهُشُ) ـ بالشين المعجمة ؛ أي أقوم بها على الغنم ، أو أهول ؛ ونحو ذلك.

ويقرأ بكسر الهاء ؛ أي أكسر بها على غنمي عاديتها ، من قولك : هششت الخبز ؛ إذا كسرته بعد يبسه.

ويقرأ بضمّ الهاء وسين غير معجمة ؛ من قولك : هسّ الغنم يهسّها ؛ إذا ساقها. وعدّي بعلى ؛ لأن معناه أقوم بها ، أو أهول.

و (أُخْرى) : على تأنيث الجمع ، ولو قال أخر لكان على الّلفظ.

٢٠ ـ (تَسْعى) : يجوز أن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون حالا.

و «إذا» للمفاجأة ظرف مكان ، فالعامل فيها «تسعى» ، أو محذوف. وقد ذكر ذلك.

٢١ ـ (سِيرَتَهَا الْأُولى) : هو بدل من ضمير المفعول بدل الاشتمال ؛ لأن معنى سيرتها صفتها ، أو طريقتها.

ويجوز أن يكون ظرفا ؛ أي في طريقتها.

وقيل : التقدير إلى سيرتها.

٢٢ ـ و (بَيْضاءَ) : حال.

و (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) : يجوز أن يتعلّق يتخرج ، وأن يكون صفة لبيضاء ، أو حالا من الضمير في «بيضاء».

و (آيَةً) : حال أخرى بدل من الأولى ، أو حال من الضمير في بيضاء ؛ أي تبيضّ آية ، أو حال من الضمير في الجار. وقيل : منصوبة بفعل محذوف ؛ أي وجعلناها آية ، أو أتيناك آية.

٢٣ ـ و (لِنُرِيَكَ) : متعلق بهذا المحذوف ؛ ويجوز أن يتعلّق بما دلّ عليه آية ؛ أي دللنا بها لنريك.

ولا يتعلّق بنفس آية ؛ لأنها قد وصفت.

و (الْكُبْرى) : صفة لآيات ، وحكمها حكم مآرب. ولو قال الكبر لجاز ؛ ويجوز أن تكون الكبرى نصبا ب «نريك» ، و (مِنْ آياتِنَا) حال منها ؛ أي لنريك الآية الكبرى من آياتنا.

٢٦ ـ (وَيَسِّرْ لِي) : يقال : يسّرت له كذا ، ومنه هذه الآية ، ويسّرته لكذا ؛ ومنه قوله تعالى : (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى).

٢٧ ـ و (مِنْ لِسانِي) : يجوز أن يتعلّق بالحلل ، وأن يكون وصفا لعقدة.

٢٩ ـ (وَزِيراً) : الواو أصل ، لأنه من الوزر والموازرة.

وقيل : هي بدل من الهمزة ؛ لأن الوزير يشد أزر الموازر ، وهو قليل. وفعيل هنا بمعنى المفاعل ، كالعشير والخليط.

وفي مفعولي (اجْعَلْ) ثلاثة أوجه :

أحدها ـ أنّهما وزير ، وهارون ، ولكن قدم المفعول الثاني ؛ فعلى هذا يجوز أن يتعلّق (لِي) باجعل ، وأن يكون حالا من وزير.

والثاني ـ أن يكون «وزيرا» مفعولا أول ، و «لي» الثاني ؛ وهارون بدل ، أو عطف بيان ، وأخي كذلك.

والثالث ـ أن يكون المفعول الثاني من أهلي ، ولي تبيين مثل قوله : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) ، وهارون أخي على ما تقدم ؛ ويجوز أن ينتصب هارون بفعل محذوف ؛ أي اضمم إليّ هارون.

٣١ ـ (اشْدُدْ) : يقرأ بقطع الهمزة.

٣٢ ـ (وَأَشْرِكْهُ) ـ بضمّ الهمزة ، وجزمها على جواب الدعاء ، والفعل مسند إلى موسى ، ويقرآن على لفظ الأمر.

٣٣ ـ (كَثِيراً) : أي تسبيحا كثيرا ، أو وقتا كثيرا.

والسّؤال والسّؤل بمعنى المفعول مثل الأكل بمعنى المأكول.

٣٨ ـ (إِذْ أَوْحَيْنا) : هو ظرف لمننّا.

٣٩ ـ (أَنِ اقْذِفِيهِ) : يجوز أن تكون «أن» مصدرية بدلا من (ما يُوحى) ، أو على تقدير : هو أن اقذفيه ؛ ويجوز أن تكون بمعنى : أي.

٢٥٦

(فَلْيُلْقِهِ) : أمر للغائب.

و (مِنِّي) : تتعلّق بألقيت ؛ ويجوز أن تكون نعتا لمحبة.

(وَلِتُصْنَعَ) : أي لتحبّ ولتصنع.

ويقرأ على لفظ الأمر ؛ أي ليصنعك غيرك بأمري.

ويقرأ بكسر اللام وفتح التاء والعين ؛ أي لتفعل ما آمرك بمرأى مني.

(إِذْ تَمْشِي) : يجوز أن يتعلّق بأحد الفعلين ، وأن يكون بدلا من إذ الأولى. لأن مشي أخته كان منّة عليه ؛ وأن يكون التقدير : اذكر إذ تمشي.

و (فُتُوناً) : مصدر مثل القعود ؛ ويجوز أن يكون جمعا ، تقديره : بفتون كثيرة ، أي بأمور تختبر بها.

و (عَلى قَدَرٍ) : حال ؛ أي موافقا لما قدر لك.

٤٥ ـ (أَنْ يَفْرُطَ) : الجمهور على فتح الياء وضمّ الراء ؛ فيجوز أن يكون التقدير : أن يفرط علينا منه قول ؛ فأضمر القول لدلالة الحال عليه ، كما تقول : فرط مني قول. وأن يكون الفاعل ضمير فرعون ، كما كان في (يَطْغى).

٤٩ ـ (فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى) : أي وهارون ، فحذف للعلم به.

ويجوز أن يكون طلب الإخبار من موسى وحده ؛ إذ كان هو الأصل ؛ ولذلك قال : (قالَ رَبُّنَا الَّذِي).

٥٠ ـ و (خَلْقَهُ) : مفعول أول ، و (كُلَّ شَيْءٍ) ثان ؛ أي أعطى مخلوقه كلّ شيء.

وقيل : هو على وجهه ، والمعنى أعطى كلّ شيء مخلوق خلقه ؛ أي هو الذي ابتدعه.

ويقرأ «خلقه» على الفعل ؛ والمفعول الثاني محذوف للعلم به.

٥٢ ـ (عِلْمُها) : مبتدأ ، وفي الخبر عدة أوجه :

أحدها ـ (عِنْدَ رَبِّي) ، و (فِي كِتابٍ) على هذا معمول الخبر ، أو خبر ثان ، أو حال من الضمير في «عند».

والثاني ـ أن يكون الخبر في كتاب ، وعند حال ، والعامل فيها الظّرف الذي بعدها على قول الأخفش.

وقيل : يكون حالا من المضاف إليه في «علمها». وقيل : يكون ظرفا للظرف الثاني. وقيل : هو ظرف للعلم.

والثالث ـ أن يكون الظرفان خبرا واحدا ، مثل هذا حلوّ حامض ، ولا يجوز أن يكون «في كتاب» متعلقا بعلمها ، و «عند» الخبر ؛ لأن المصدر لا يعمل فيما بعد خبره.

(لا يَضِلُ) : في موضع جرّ صفة لكتاب ، وفي التقدير وجهان :

أحدهما ـ لا يضلّ ربّي عن حفظه.

والثاني ـ لا يضلّ الكتاب ربي ؛ أي عنه ؛ فيكون «ربي» مفعولا. ويقرأ بضم الياء ؛ أي [لا] يضلّ أحد ربي عن علمه.

ويجوز أن يكون ربي فاعلا ؛ أي لا يجد الكتاب ضالا ؛ أي ضائعا ؛ كقوله تعالى : (ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ).

ومفعول «ينسى» محذوف ؛ أي ولا ينساه.

ويقرأ بضم الياء ؛ أي لا ينسى أحد ربى ؛ أو لا ينسى الكتاب.

٥٣ ـ (مَهْداً) : هو مصدر وصف به ؛ ويجوز أن يكون التقدير : ذات مهد.

ويقرأ مهادا مثل فراش ؛ ويجوز أن يكون جمع مهد.

(شَتَّى) : جمع شتيت ، مثل مريض ومرضى ، وهو صفة لأزواج ، أو لنبات.

٥٤ ـ و (النُّهى) : جمع نهية. وقيل : هو مفرد.

٥٨ ـ (بِسِحْرٍ مِثْلِهِ) : يجوز أن يتعلّق بلنأتينّك ، وأن يكون حالا من الفاعلين.

(فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً) : هو هاهنا مصدر ؛ لقوله تعالى : (لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً) ؛ أي في مكان.

٢٥٧

و (سُوىً) ـ بالكسر : صفة شاذّة ، مثله قوم عدا.

ويقرأ بالضم ، وهو أكثر في الصفات ، ومعناه وسط ، ويجوز أن يكون (مَكاناً) مفعولا ثانيا لا جعل ، وموعدا على هذا مكان أيضا ؛ ولا ينتصب بموعد ؛ لأنه مصدر قد وصف.

وقد قرئ : سوى ـ بغير تنوين ، على إجراء الوصل مجرى الوقف.

٥٩ ـ (قالَ مَوْعِدُكُمْ) : هو مبتدأ ، و (يَوْمُ الزِّينَةِ) ـ بالرفع : الخبر. فإن جعلت موعدا زمانا كان الثاني هو الأول ، وإن جعلت موعدا مصدرا كان التقدير : وقت موعدكم يوم الزينة.

ويقرأ «يوم» بالنصب على أن يكون «موعد» مصدرا ، والظرف خبر عنه ؛ أي موعدكم واقع يوم الزينة ، وهو مصدر في معنى المفعول.

(وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ) : معطوف ، والتقدير : ويوم أن يحشر الناس ؛ فيكون في موضع جر ؛ ويجوز أن يكون في موضع رفع ؛ أي موعدكم أن يحشر الناس.

ويقرأ : تحشر على تسمية الفاعل ؛ أي فرعون ، والناس نصب.

٦١ ـ (فَيُسْحِتَكُمْ) : يقرأ بفتح الياء وضمّها ، والماضي سحت وأسحت ، وانتصب على جواب النهى.

٦٣ ـ إن هذين : يقرأ بتشديد إن ، وبالياء في هذين ؛ وهي علامة النصب.

ويقرأ «إنّ» ـ بالتشديد ، وهذان بالألف ؛ وفيه أوجه :

أحدها ـ أنها بمعنى نعم ، وما بعدها مبتدأ وخبر.

والثاني ـ إن فيها ضمير الشأن محذوفا ، وما بعدها مبتدأ وخبر أيضا.

وكلا الوجهين ضعيف من أجل اللام التي في الخبر ؛ وإنما يجئ مثل ذلك في ضرورة الشعر.

وقال الزجاج : التقدير : لهما ساحران ، فحذف المبتدأ.

والثالث ـ أن الألف هنا علامة التثنية في كل حال.

وهي لغة لبني الحارث ؛ وقيل : لكنانة.

ويقرأ «إن» بالتخفيف ، وقيل : هي مخففة من الثقيلة ، وهو ضعيف أيضا.

وقيل : هي بمعنى ما ، واللام بمعنى إلا ، وقد تقدّم نظائره.

(وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ) : أي يذهبا طريقكم ؛ فالباء معدّية ، كما أن الهمزة معدّية.

٦٤ ـ (فَأَجْمِعُوا) : يقرأ بوصل الهمزة وفتح الميم ، وهو من الجمع الذي هو ضدّ التفريق ؛ ويدلّ عليه قوله تعالى : (فَجَمَعَ كَيْدَهُ). والكيد : بمعنى ما يكاد به.

ويقرأ : بقطع الهمزة وكسر الميم ، وهو لغة في جمع ؛ قاله الأخفش.

وقيل : التقدير : على كيدكم.

و (صَفًّا) : حال ؛ أي مصطفين. وقيل : مفعول به ؛ أي اقصدوا صفّ أعدائكم.

٦٥ ـ (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ) : قد ذكر في الأعراف.

٦٦ ـ (فَإِذا) : هي للمفاجأة.

و (حِبالُهُمْ) : مبتدأ ، والخبر إذا ؛ فعلى هذا (يُخَيَّلُ) حال ، وإن شئت كان «يخيل» الخبر.

و «يخيل» ـ بالياء على أنه مسند إلى السعي ؛ أي يخيل إليهم سعيها ؛ ويجوز أن يكون مسندا إلى ضمير الحبال ؛ وذكّر لأنّ التأنيث غير حقيقي ، أو يكون على تقدير يخيل الملقى.

و (أَنَّها تَسْعى) : بدل منه بدل الاشتمال.

ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال ؛ أي تخيل الحبال ذات سعي.

ومن قرأ بالتاء ففيه ضمير الحبال ، و (أَنَّها تَسْعى) بدل منه.

وقيل : هو في موضع نصب ؛ أي يخيّل إليهم بأنها ذات سعي.

ويقرأ بفتح التاء وكسر الياء ؛ أي تخيّل الحبال إليهم سعيها.

٦٩ ـ (تَلْقَفْ) : يقرأ بالجزم على الجواب ، والفاعل ضمير «ما» ، وأنّث لأنه أراد العصا.

ويجوز أن يكون ضمير موسى عليه‌السلام ؛ ونسب ذلك إليه ، لأنه يكون بتسبّبه.

ويقرأ بضمّ الفاء على أنه حال من العصا ؛ أو من موسى ؛ وهي حال مقدّرة ، وتشديد القاف وتخفيفها قراءتان بمعنى.

وأما تشديد التاء فعلى تقدير : نتلقف ؛ وقد ذكر مثله في مواضع.

(إِنَّما صَنَعُوا) : من قرأ «كيد» بالرفع ففي «ما» وجهان :

أحدهما ـ هي بمعنى الذي ، والعائد محذوف.

والثاني ـ مصدرية.

ويقرأ بالنصب على أن تكون «ما» كافّة وإضافة (كَيْدُ) إلى (ساحِرٍ) إضافة المصدر إلى الفاعل.

وقرئ كيد سحر ؛ وهو إضافة الجنس إلى النوع.

٧١ ـ (فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) : في هنا على بابها ؛ لأنّ الجذع مكان للمصلوب ومحتو عليه.

وقيل : هي بمعنى على.

٧٢ ـ (وَالَّذِي فَطَرَنا) : في موضع جر ؛ أي : وعلى الذي.

وقيل : هو قسم.

(ما أَنْتَ قاضٍ) : في «ما» وجهان :

أحدهما ـ هي بمعنى الذي أي افعل الذي أنت عازم عليه.

والثاني ـ هي زمانية ؛ أي اقض أمرك مدة ما أنت قاض.

(هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا) : هو منصوب بتقضي ، و «ما» كافة ؛ أي تقضى أمور الحياة الدنيا.

٢٥٨

ويجوز أن يكون ظرفا ، والمفعول محذوف.

فإن كان قرئ بالرفع فهو خبر إنّ.

٧٣ ـ (وَما أَكْرَهْتَنا) : في «ما» وجهان :

أحدهما ـ هي بمعنى الذي معطوفة على الخطايا.

وقيل : في موضع رفع على الابتداء ، والخبر محذوف ؛ أي وما أكرهتنا عليه مسقط أو محطوط.

و (مِنَ السِّحْرِ) : حال من «ما» ، أو من الهاء.

والثاني ـ هي نافية ، وفي الكلام تقديم ، تقديره : ليغفر لنا خطايانا من السحر ولم تكرهنا عليه.

٧٤ ـ (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ) : الضمير هو الشأن والقصة.

٧٦ ـ (جَنَّاتُ عَدْنٍ) : هي بدل من الدرجات ؛ ولا يجوز أن يكون التقدير : هي جنات ؛ لأن (خالِدِينَ فِيها) حال ؛ وعلى هذا التقدير لا يكون في الكلام ما يعمل في الحال ، وعلى الأول يكون العامل في الحال الاستقرار ، أو معنى الإشارة.

٧٧ ـ (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً) : التقدير : موضع طريق ؛ فهو مفعول به على الظاهر ، ونظيره قوله تعالى : (أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ). وهو مثل ضربت زيدا ؛ وقيل : ضرب هنا بمعنى جعل وشرع ، مثل قولهم : ضربت له بسهم.

و (يَبَساً) ـ بفتح الباء : مصدر ؛ أي ذات يبس ، أو أنه وصفها بالمصدر مبالغة. وأما اليبس بسكون الباء فصفة بمعنى اليابس.

(لا تَخافُ) : في الرفع ثلاثة أوجه :

أحدها ـ هو مستأنف.

والثاني ـ هو حال من الضمير في «اضرب».

والثالث ـ هو صفة للطريق ، والعائد محذوف ؛ أي ولا يخاف فيه.

ويقرأ بالجزم على النّهي ، أو على جواب الأمر.

وأما (لا تَخْشى) فعلى القراءة الأولى هو مرفوع مثل المعطوف عليه. ويجوز أن يكون التقدير : وأنت لا تخشى.

وعلى قراءة الجزم هو حال ؛ أي : وأنت لا تخشى. ويجوز أن يكون التقدير : فاضرب لهم غير خاش.

وقيل : الألف في تقدير الجزم ، شبّهت بالحروف الصّحاح. وقيل : نشأت لإشباع الفتحة ليتوافق رؤوس الآي.

٧٨ ـ (بِجُنُودِهِ) : هو في موضع الحال ؛ والمفعول الثاني محذوف ؛ أي فأتبعهم فرعون عقابه ومعه جنوده.

وقيل : أتبع بمعنى اتبع ؛ فتكون الباء معدّية.

٨٠ ـ (جانِبَ الطُّورِ) : هو مفعول به ؛ أي إتيان جانب الطور ، ولا يكون ظرفا ، لأنه مخصوص.

٨١ ـ (فَيَحِلَ) : هو جواب النهى. وقيل : هو معطوف ؛ فيكون نهيا أيضا ؛ كقولهم : لا تمددها فتشقّها.

(وَمَنْ يَحْلِلْ) : بضم اللام ؛ أي ينزل ؛ كقوله تعالى : (أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ).

وبالكسر بمعنى يجب ؛ كقوله : (وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ).

٨٣ ـ (وَما أَعْجَلَكَ) : «ما» استفهام : مبتدأ ، و «أعجلك» الخبر.

٨٤ ـ (هُمْ) : مبتدأ ، و (أُولاءِ) بمعنى الذين. (عَلى أَثَرِي) : صلته ؛ وقد ذكر ذلك مستقصى في قوله : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ).

٨٦ ـ (وَعْداً حَسَناً) : يجوز أن يكون مصدرا مؤكّدا ، أو أن يكون مفعولا به بمعنى الموعود.

٨٧ ـ (بِمَلْكِنا) : يقرأ بكسر الميم وفتحها وضمّها ، وفيه وجهان :

أحدهما ـ أنها لغات ، والجميع مصدر بمعنى القدرة.

والثاني ـ أنّ الضمّ مصدر «ملك» ، يقال : ملك بيّن الملك والفتح بمعنى المملوك ؛ أي بإصلاح ما يملك. والكسر مصدر مالك ، وقد يكون بمعنى المملوك أيضا ؛ وإذا جعل مصدرا كان مضافا إلى الفاعل ، والمفعول محذوف ؛ أي بملكنا أمرنا ، أو الصواب ، أو الخطأ.

(حُمِّلْنا) : بالتخفيف. ويقرأ بالتشديد على ما لم يسمّ فاعله ؛ أي حملنا قومنا. (فَكَذلِكَ) : صفة لمصدر محذوف ؛ أي إلقاء مثل ذلك.

وفاعل «نسي» موسى عليه‌السلام ، وهو حكاية عن قومه.

وقيل : الفاعل ضمير السامريّ.

٨٩ ـ (أَلَّا يَرْجِعُ) : أن مخفّفة من الثقيلة ، و «لا» كالعوض من اسمها المحذوف.

وقد قرئ «يرجع» ـ بالنصب على أن تكون أن الناصبة ؛ وهو ضعيف ؛ لأن «يرجع» من أفعال اليقين ، وقد ذكرنا ذلك في قوله : (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ).

٩٣ ـ (أَلَّا تَتَّبِعَنِ) : لا زائدة ، مثل قوله : (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ). وقد ذكر.

٩٤ ـ و (يَا بْنَ أُمَ) : قد ذكر في الأعراف.

(لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي) : المعنى لا تأخذني بلحيتي ؛ فلذلك دخلت الباء ، وفتح اللام لغة ، وقد قرئ بهما.

٩٦ ـ (بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا) : يتعدّى بحرف جر ؛ فإن جئت بالهمز تعدّى بنفسه ؛ كفرح ، وأفرحته. ويبصروا بالياء على الغيبة ، يعنى قوم موسى. وبالتاء على الخطاب ، والمخاطب موسى وحده ؛ ولكن جمع الضمير ؛ لأنّ قومه تبع له.

٢٥٩

وقرئ بصرت ـ بكسر الصاد ، وتبصّروا بفتحها ؛ وهي لغة.

(فَقَبَضْتُ) ـ بالضاد بملء الكف ، وبالصاد بأطراف الأصابع ، وقد قرئ به.

و (قَبْضَةً) : مصدر بالضاد والصاد ؛ ويجوز أن تكون بمعنى المقبوض ؛ فتكون مفعولا به.

ويقرأ قبضة ـ بضم القاف ؛ وهي بمعنى المقبوض.

٩٧ ـ (لا مِساسَ) : يقرأ بكسر الميم وفتح السين ، وهو مصدر ماسّه ؛ أي لا أمسّك ولا تمسني.

ويقرأ بفتح الميم وكسر السين وهو اسم للفعل ؛ أي لا تمسني. وقيل : هو اسم للخبر ؛ أي لا يكون بيننا مماسّة.

(لَنْ تُخْلَفَهُ) : بضم التاء وكسر اللام ؛ أي لا تجده مخلفا ، مثل أحمدته وأحببته.

وقيل : المعنى سيصل إليك ؛ فكأنه يفي به.

ويقرأ بضمّ التاء وفتح اللام ، على ما لم يسمّ فاعله.

ويقرأ بالنون وكسر اللام ؛ أي لن نخلفكه ، فحذف المفعول الأول.

(ظَلْتَ) : يقرأ بفتح الظاء وكسرها ، وهما لغتان ؛ والأصل ظللت ـ بكسر اللام الأولى ، فحذفت ونقلت كسرتها إلى الظاء. ومن فتح لم ينقل.

(لَنُحَرِّقَنَّهُ) : بالتشديد ؛ من تحريق النار.

وقيل : هو من حرق ناب البعير ؛ إذا وقع بعضه على بعض ، والمعنى لنبردنه ، وشدّد للتكثير.

ويقرأ بضمّ الراء والتخفيف ، وهي لغة في حرق ناب البعير.

(لَنَنْسِفَنَّهُ) ـ بكسر السين وضمها ؛ وهما لغتان قد قرئ بهما.

٩٨ ـ (وَسِعَ) : يقرأ بكسر السين والتخفيف.

و (عِلْماً) : تمييز ؛ أي وسع علمه كلّ شيء.

ويقرأ بالتشديد والفتح ، وهو يتعدى إلى مفعولين ، والمعنى أعطى كلّ شيء علما.

وفيه وجه آخر ؛ وهو أن يكون بمعنى عظم خلق كل شيء عظيم ، كالأرض والسماء ، أو هو بمعنى بسط ، فيكون علما تمييزا.

٩٩ ـ (كَذلِكَ) : صفة لمصدر محذوف ؛ أي قصصا كذلك ؛ أي نقصّ نبأ من أنباء.

١٠١ ـ (خالِدِينَ) : حال من الضمير في (يَحْمِلُ) ، وحمل الضمير الأول على لفظ «من» فوحّد ، و «خالدين» على المعنى فجمع. و (حِمْلاً) : تمييز لاسم ساء ، وساء مثل بئس ؛ والتقدير : وساء الحمل حملا ، ولا ينبغي أن يكون التقدير : وساء الوزير ؛ لأن المميز ينبغي أن يكون من لفظ اسم بئس.

١٠٢ ـ (يُنْفَخُ) ـ بالياء على ما لم يسمّ فاعله ، وبالنون والياء على تسمية الفاعل.

و (زُرْقاً) : حال.

١٠٣ ـ و (يَتَخافَتُونَ) : حال أخرى بدل من الأولى ، أو حال من الضمير في زرقا.

١٠٦ ـ (فَيَذَرُها) : الضمير للأرض ؛ ولم يجر لها ذكر ، ولكن الجبال تدلّ عليها.

و (قاعاً) : حال.

١٠٧ ـ و (لا تَرى) : مستأنف ؛ ويجوز أن يكون حالا أيضا ، أو صفة للحال.

١٠٨ ـ (لا عِوَجَ لَهُ) : يجوز أن يكون حالا من الدّاعي ، وأن يكون مستأنفا.

١٠٩ ـ (إِلَّا مَنْ أَذِنَ) : «من» في موضع نصب ب «تنفع».

وقيل : في موضع رفع ؛ أي إلا شفاعة من أذن ؛ فهو بدل.

١١١ ـ (وَقَدْ خابَ) : يجوز أن يكون حالا ، وأن يكون مستأنفا.

٢٦٠