التبيان في إعراب القرآن

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]

التبيان في إعراب القرآن

المؤلف:

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: بيت الأفكار الدوليّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٧

ويقرأ بفتح الياء وتشديد الصاد وكسرها مع فتح الخاء وكسرها مع فتح الياء وكسرها ، وقد ذكر تعليل ذلك في قوله : (يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ).

(عَنْ تِلْكُمَا) : وقد ذكرنا أصل «تلك».

والإشارة إلى الشجرة ، وهي واحدة ، والمخاطب اثنان ؛ فلذلك ثنى حرف الخطاب.

٢٥ ـ (وَمِنْها تُخْرَجُونَ) : الواو في الأصل تعطف هذه الأفعال بعضها على بعض ، ولكن فصل بينهما بالظرف لأنه عطف جملة على جملة.

و «تخرجون» ـ بضم التاء وفتحها ، والمعنى فيها مفهوم.

٢٦ ـ (وَرِيشاً) : هو جمع ريشة. ويقرأ «رياشا» ؛ وفيه وجهان :

أحدهما ـ هو جمع واحده ريش ، مثل ريح ورياح.

والثاني ـ أنه اسم للجمع مثل اللباس.

(وَلِباسُ التَّقْوى) : يقرأ بالنصب عطفا على ريشا.

فإن قيل : كيف ينزل اللباس والريش؟

قيل : لما كان الريش واللباس ينبتان بالمطر ، والمطر ينزل جعل ما هو المسبب بمنزلة السبب.

ويقرأ بالرفع على الابتداء.

و (ذلِكَ) : مبتدأ و (خَيْرٌ) : خبره ، والجملة خبر لباس.

ويجوز أن يكون «ذلك» نعتا للباس ؛ أي المذكور ، والمشار إليه.

وأن يكون بدلا منه ، أو عطف بيان : و «خير» الخبر.

وقيل : لباس التقوى خبر مبتدأ محذوف ؛ تقديره : وسائر عوراتكم لباس التقوى ، أو على العكس ؛ أي ولباس التقوى ساتر عوراتكم.

وفي الكلام حذف مضاف ؛ أي ولباس أهل التقوى.

وقيل المعنى : ولباس الاتقاء الذي يتقى به النّظر ، فلا حذف إذا.

٢٧ ـ (لا يَفْتِنَنَّكُمُ) : النهي في اللفظ للشيطان. والمعنى : لا تتّبعوا الشيطان فيفتنكم.

(كَما أَخْرَجَ) ؛ أي فتنة كفتنة أبويكم بالإخراج.

(يَنْزِعُ عَنْهُما) : الجملة في موضع الحال إن شئت من ضمير الفاعل في اخرج ، وإن شئت من الأبوين ؛ لأنّ فيه ضميرين لهما.

و «ينزع» : حكاية أمر قد وقع ؛ لأنّ نزع اللباس عنهما كان قبل الإخراج.

فإن قيل : الشيطان لم ينزع عنهما اللباس.

قيل : لكنه تسبّب ، فنسب الإخراج والنّزع إليه.

(هُوَ وَقَبِيلُهُ) : هو توكيد لضمير الفاعل ليحسن العطف عليه.

٢٩ ـ (وَأَقِيمُوا) :

في تقدير الكلام وجهان :

أحدهما ـ هو معطوف على موضع «القسط» على المعنى ؛ أي أمر ربّي ، فقال : أقسطوا وأقيموا.

والثاني ـ في الكلام حذف تقديره : فاقبلوا وأقيموا.

و (الدِّينَ) : منصوب بمخلصين ؛ ولا يجوز هنا فتح اللام في (مُخْلِصِينَ) ؛ لأنّ ذكر المفعول يمنع من أن لا يسمّى الفاعل.

(كَما) : الكاف نعت لمصدر محذوف ؛ أي (تَعُودُونَ) عودا كبدئكم.

٣٠ ـ (فَرِيقاً هَدى) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هو منصوب بهدى ، (وَفَرِيقاً) الثاني منصوب بفعل محذوف ، تقديره : وأضلّ فريقا ، وما بعده تفسير للمحذوف. والكلام كله حال من الضمير في «تعودون» ، «وقد» مع الفعل مرادة ، تقديره : تعودون قد هدى فريقا وأضلّ فريقا.

والوجه الثاني ـ أنّ «فريقا» في الموضعين حال ، و «هدى» وصف للأول ، و (حَقَّ عَلَيْهِمُ) وصف للثاني. والتقدير تعودون فريقين. وقرأ به أبيّ.

ولم تلحق تاء التأنيث ب «حق» للفصل ، أو لأن التأنيث غير حقيقي.

٣١ ـ (عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) : ظرف ل (اتَّخَذُوا) ، وليس بحال للزينة ؛ لأنّ إحداها يكون قبل ذلك.

وفي الكلام حذف تقديره : عند قصد كلّ مسجد.

٣٢ ـ (قُلْ هِيَ) : هي مبتدأ ، وفي الخبر ستة أوجه : أحدها ـ (خالِصَةً) ، على قراءة من رفّع ؛ فعلى هذا تكون اللام متعلقة بخالصة ؛ أي هي خالصة لمن آمن في الدنيا ، و (يَوْمَ الْقِيامَةِ) ظرف لخالصة ، ولم يمتنع تعلّق الظّرفين بها ؛ لأنّ اللام للتبيين. ويوم ظرف محض ، و (فِي) متعلقة بآمنوا.

والثاني ـ أن يكون الخبر للذين ، وخالصة خبر ثان ، و «في» متعلقة بآمنوا.

والثالث ـ أن يكون الخبر للذين ، وفي الحياة معمول الظّرف الذي هو اللام ؛ أي يستقرّ للذين آمنوا في الحياة الدنيا ، وخالصة خبر ثان.

والرابع ـ أن يكون الخبر في الحياة الدنيا ، وللذين متعلّقة بخالصة.

والخامس ـ أن تكون اللام حالا من الظرف بعدها على قول الأخفش.

والسادس ـ أن تكون خالصة نصبا على الحال على قراءة من نصب ، والعامل فيها للذين ، أو في الحياة الدنيا إذا جعلته خبرا ، أو حالا. والتقدير : هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا في حال خلوصها له يوم القيامة ؛ أي إن الزينة يشاركون فيها في الدنيا وتخلص لهم في الآخرة.

ولا يجوز أن تعمل في «خالصة» زينة الله ؛ لأنه قد وصفها بقوله التي ، والمصدر إذا وصف لا يعمل. ولا قوله (أَخْرَجَ) ، لأجل الفصل الذي بينهما ، وهو قوله : قل.

١٦١

وأجاز أبو علي أن يعمل فيها (حَرَّمَ) ؛ وهو بعيد لأجل الفصل أيضا.

(كَذلِكَ نُفَصِّلُ) : قد ذكرنا إعراب نظيره في البقرة والأنعام.

٣٣ ـ (ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) : بدلان من الفواحش.

و (بِغَيْرِ الْحَقِ) متعلق بالبغي.

وقيل : حال هو من الضمير الذي في المصدر ؛ إذ التقدير : وإن تبغوا بغير الحق. وعند هؤلاء يكون في المصدر ضمير.

٣٤ ـ (جاءَ أَجَلُهُمْ) : هو مفرد في موضع الجمع.

وقرأ ابن سيرين : آجالهم ـ على الأصل ؛ لأنّ لكل واحد منهم أجلا.

٣٥ ـ (يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ) : يجوز أن يكون في موضع رفع صفة لرسل ، وأن يكون حالا من رسل ، أو من الضمير في الظرف.

٣٧ ـ (مِنَ الْكِتابِ) : حال من نصيبهم.

٣٨ ـ (مِنْ قَبْلِكُمْ) : يجوز أن يكون ظرفا ل (خَلَتْ) ، وأن يكون صفة لأمم و (مِنَ الْجِنِ) : حال من الضمير في خلت : أو صفة أخرى لأمم. و (فِي النَّارِ) : متعلق بادخلوا. ويجوز أن يكون صفة لأمم ، أو ظرفا لخلت.

(ادَّارَكُوا) : يقرأ بتشديد الدال وألف بعدها ؛ وأصلها تداركوا ، فأبدلت التاء دالا ، وأسكنت ليصحّ إدغامها ، ثم أجلبت لها همزة الوصل ليصحّ النطق بالساكن.

ويقرأ كذلك إلا أنه بغير ألف بعد الدال ، ووزنه على هذا افتعلوا ، فالتاء هنا بعد الدال مثل اقتتلوا.

وقرئ في الشاذ «تداركوا» على الأصل ؛ أي أدرك بعضهم بعضا.

وقرئ «إذا اداركوا» بقطع الهمزة عما قبلها وكسرها على نيّة الوقف على ما قبلها والابتداء بها.

وقرئ «إذا ادّاركوا» بألف واحدة ساكنة والدال بعدها مشددة ، وهو جمع بين ساكنين ، وجاز ذلك لما كان الثاني مدغما ، كما قالوا : دابّة وشابّة ، وجاز في المنفصل كما جاز في المتصل ، وقد قال بعضهم : اثنا عشر ـ بإثبات الألف وسكون العين ، وستراه في موضعه إن شاء الله تعالى.

و (جَمِيعاً) : حال.

(ضِعْفاً) : صفة العذاب ، وهو بمعنى مضعف ، أو مضاعف. و (مِنَ النَّارِ) : صفة أخرى ؛ ويجوز أن يكون حالا.

(لِكُلٍّ ضِعْفٌ) ؛ أي لكلّ عذاب ضعف من النار ، فحذف لدلالة الأول عليه.

(وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ) : بالتاء على الخطاب ، وبالياء على الغيبة.

٤٠ ـ (لا تُفَتَّحُ) : يقرأ بالتاء ؛ ويجوز في التاء الثانية التخفيف والتشديد للتكثير.

ويقرأ بالياء ؛ لأنّ تأنيث الأبواب غير حقيقي ، وللفصل أيضا.

(الْجَمَلُ) : يقرأ بفتح الجيم ، وهو الجمل المعروف.

ويقرأ في الشاذ بسكون الميم ؛ والأحسن أن يكون لغة ؛ لأن تخفيف المفتوح ضعيف.

ويقرأ بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها ، وهو الحبل الغليظ ، وهو جمع مثل صوّم وقوّم.

ويقرأ بضم الجيم والميم مع التخفيف ، وهو جمع مثل أسد وأسد.

ويقرأ كذلك إلا أنّ الميم ساكنة ؛ وذلك على تخفيف المضموم.

(سَمِّ الْخِياطِ) : بفتح السين وضمّها لغتان.

١٦٢

(وَكَذلِكَ) : في موضع نصب ب (نَجْزِي) على أنه وصف لمصدر محذوف.

٤١ ـ (غَواشٍ) : هو جمع غاشية ، وفي التنوين هنا ثلاثة أوجه :

أحدها ـ أنه تنوين الصّرف ؛ وذلك أنهم حذفوا الياء من «غواشي» فنقص بناؤها عن بناء مساجد ، وصارت مثل سلام ؛ فلذلك صرفت.

والثاني ـ أنه عوض من حركة الياء المحذوفة.

والثالث ـ أنه عوض من حركة الياء المستحقّة ، ولما حذفت الحركة وعوّض عنها التنوين حذفت الياء لالتقاء الساكنين.

وفي هذه المسألة كلام طويل يضيق هذا الكتاب عنه.

٤٢ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا) : مبتدأ ، وفي الخبر وجهان :

أحدهما ـ (لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) ؛ والتقدير : منهم ، فحذف العائد كما حذف في قوله :

(وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).

والثاني ـ أنّ الخبر (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ) ، و (لا نُكَلِّفُ) معترض بينهما.

٤٣ ـ (مِنْ غِلٍ) : هو حال من «ما».

(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ) : الجملة في موضع الحال من الضمير المجرور بالإضافة ، والعامل فيها معنى الإضافة.

(هَدانا لِهذا) : قد ذكرناه في الفاتحة.

(وَما كُنَّا) : الواو للحال. ويجوز أن تكون مستأنفة.

ويقرأ بحذف الواو على الاستئناف.

و (لِنَهْتَدِيَ) : قد ذكرنا إعراب مثله في قوله تعالى : (ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ).

(أَنْ هَدانَا) : هما في تأويل المصدر ، وموضعه رفع بالابتداء ؛ لأن الاسم الواقع بعد «لولا» هذه كذلك ، وجواب لولا محذوف دلّ عليه ما قبله ؛ تقديره : لولا أن هدانا الله ما كنا لنهتدي. وبهذا حسنت القراءة بحذف الواو.

(أَنْ تِلْكُمُ) : في أن وجهان :

أحدهما ـ هي بمعنى أي ، ولا موضع لها ؛ وهي تفسير للنداء.

والثاني ـ أنها مخفّفة من الثقيلة ، واسمها محذوف ، والجملة بعدها خبرها ، أي ونودوا أنه تلكم الجنة ، والهاء ضمير الشأن ، وموضع الكلام كله نصب بنودوا ، وجرّ على تقديره بأنه.

(أُورِثْتُمُوها) : يقرأ بالإظهار على الأصل ، وبالإدغام لمشاركة التاء في الهمس وقربها منها في المخرج ، وموضع الجملة نصب على الحال من الجنة ، والعامل فيها ما في «تلك» من معنى الإشارة ؛ ولا يجوز أن يكون حالا من «تلك» لوجهين :

أحدهما ـ أنه فصل بينهما بالخبر.

والثاني ـ أن «تلك» مبتدأ ، والابتداء لا يعمل في الحال.

ويجوز أن تكون الجنة نعتا لتلكم ، أو بدلا ، وأورثتموها الخبر.

ولا يجوز أن تكون الجملة حالا من الكاف والميم ؛ لأنّ الكاف حرف للخطاب ، وصاحب الحال لا يكون حرفا ؛ ولأنّ الحال تكون بعد تمام الكلام ؛ والكلام لا يتمّ بتلكم.

٤٤ ـ (أَنْ قَدْ وَجَدْنا) : «أن» يجوز أن تكون بمعنى أي ، وأن تكون مخففة.

(حَقًّا) : يجوز أن تكون حالا ، وأن تكون مفعولا ثانيا ، ويكون «وجدنا» بمعنى علمنا.

(ما وَعَدَ رَبُّكُمْ) : حذف المفعول من «وعد» الثانية ؛ فيجوز أن يكون التقدير : وعدكم ، وحذفه لدلالة الأوّل عليه.

ويجوز أن يكون التقدير : ما وعد الفريقين ؛ يعني نعيمنا وعذابكم.

ويجوز أن يكون التقدير : ما وعدنا ؛ ويقوّي ذلك أن ما عليه أصحاب النار شرّ ، والمستعمل فيه أوعد ، ووعد يستعمل في الخير أكثر.

(نَعَمْ) : حرف يجاب به عن الاستفهام في إثبات المستفهم عنه ، ونونها وعينها مفتوحتان.

ويقرأ بكسر العين ، وهي لغة ؛ ويجوز كسرهما جميعا على الإتباع.

(بَيْنَهُمْ) : يجوز أن يكون ظرفا لأذّن ، وأن يكون صفة لمؤذّن. (أَنْ لَعْنَةُ اللهِ) : يقرأ بفتح الهمزة وتخفيف النون ، وهي مخفّفة ؛ اي بأنه لعنه الله.

ويجوز أن تكون بمعنى أي ؛ لأنّ الأذان قول.

ويقرأ بتشديد النون ونصب اللعنة ، وهو ظاهر.

وقرى في الشاذ بكسر الهمزة : أي فقال : إن لعنة الله.

٤٥ ـ (الَّذِينَ يَصُدُّونَ) : يجوز أن يكون جرّا ونصبا ورفعا.

٤٦ ـ (وَنادَوْا) : الضمير يعود على رجال.

(أَنْ سَلامٌ) : أي أنه سلام ، ويجوز أن تكون بمعنى أي.

(لَمْ يَدْخُلُوها) : أي لم يدخل أصحاب الجنة الجنة بعد.

(وَهُمْ يَطْمَعُونَ) ؛ في دخولها ؛ أي نادوهم في هذه الحال ، ولا موضع لقوله : (وَهُمْ يَطْمَعُونَ) على هذا.

وقيل : المعنى أنهم نادوهم بعد أن دخلوا ، ولكنهم دخولها وهم لا يطمعون فيها ، فتكون الجملة على هذا حالا.

٤٧ ـ (تِلْقاءَ) : هو في الأصل مصدر ، وليس في المصادر تفعال ـ بكسر التاء ـ إلا تلقاء وتبيان ، وإنما يجئ ذلك في الأسماء نحو : التّمثال ، والتّمساح ، والتّقصار. وانتصاب تلقاء هاهنا على الظرف ؛ أي ناحية أصحاب النار.

١٦٣

٤٨ ـ (ما أَغْنى) : يجوز أن تكون «ما» نافية ، وأن تكون استفهاما.

٤٩ ـ (لا يَنالُهُمُ) : تقديره : أقسمتم عليهم بأن لا ينالهم ؛ ف «لا ينالهم» هو المحلوف عليه.

(ادْخُلُوا) : تقديره : فالتفتوا إلى أصحاب الجنة ، فقالوا : ادخلوا.

ويقرأ في الشاذ «ادخلوا» ـ على الاستئناف ، وذلك يقال بعد دخولهم.

(لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ) : إذا قرئ ادخلوا على الأمر كانت الجملة حالا ؛ أي ادخلوا آمنين.

وإذا قرئ على الخبر كان رجوعا من الغيبة إلى الخطاب.

٥٠ ـ (أَنْ أَفِيضُوا) : يجوز أن تكون «أن» مصدرية وتفسيرية.

و (مِنَ الْماءِ) : تقديره شيئا من الماء.

(أَوْ مِمَّا) : قيل «أو» بمعنى الواو واحتجّ لذلك بقوله : (حَرَّمَهُما) وقيل : هي على بابها ؛ وحرّمهما على المعنى ، فيكون ، فيه حذف ؛ أي كلّا منهما ، أو كليهما.

٥١ ـ (الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ) : يجوز أن يكون جرّا ، ونصبا ، ورفعا.

و (لَهْواً) : مفعول ثان ، والتفسير : ملهوا به ، وملعوبا به. ويجوز أن يكون صيّروا عادتهم ؛ لأن الدين قد جاء بمعنى العادة.

٥٢ ـ (عَلى عِلْمٍ) : يجوز أن يكون فصّلناه مشتملا على علم ؛ فيكون حالا من الهاء.

ويجوز أن يكون حالا من الفاعل ؛ أي فصّلناه عالمين ؛ أي على علم منّا.

(هُدىً وَرَحْمَةً) : حالان ؛ أي هذا هدى وذا رحمة.

وقرئ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف.

٥٣ ـ (يَوْمَ يَأْتِي) : هو ظرف ل (يَقُولُ).

(فَيَشْفَعُوا لَنا) : هو منصوب على جواب الاستفهام.

(أَوْ نُرَدُّ) : المشهور الرّفع ، وهو معطوف على موضع من شفعاء ، تقديره : أو هل نردّ.

(فَنَعْمَلَ) : على جواب الاستفهام أيضا.

ويقرأ برفعهما : أي فهل نعمل ، وهو داخل في الاستفهام.

ويقرآن بالنصب على جواب الاستفهام.

٥٤ ـ (يُغْشِي اللَّيْلَ) : في موضعه وجهان :

أحدهما ـ هو حال من الضمير في (خَلَقَ) ، وخبر (إِنَّ) على هذا : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ).

والثاني ـ أنه مستأنف.

ويغشي ـ بالتخفيف وضمّ الياء ، وهو من أغشى ، ويتعدّى إلى مفعولين ؛ أي يغشي الله الليل النهار.

ويقرأ «يغشّى» ـ بالتشديد ، والمعنى واحد.

ويقرأ «يغشى» ـ بفتح الياء والتخفيف ، والليل فاعله.

(يَطْلُبُهُ) : حال من الليل أو من النهار.

و (حَثِيثاً) : حال من الليل ؛ لأنه الفاعل.

ويجوز أن يكون من النهار ، فيكون التقدير : يطلب الليل النهار محثوثا ، وأن يكون صفة لمصدر محذوف ؛ أي طلبا حثيثا. (وَالشَّمْسَ) : يقرأ بالنصب ، والتقدير وخلق الشمس. ومن رفع استأنف.

٥٥ ـ (وَخُفْيَةً) : يقرأ بضم الخاء وكسرها ، وهما لغتان ، والمصدران حالان.

ويجوز أن يكون مفعولا له ، ومثله : (خَوْفاً وَطَمَعاً).

٥٦ ـ (قَرِيبٌ) : إنما لم تؤنّث لأنه أراد المطر.

وقيل : إنّ الرحمة والترحّم بمعنى.

وقيل : هو على النسب ؛ أي ذات قرب ، كما يقال : امرأة طالق.

وقيل : هو فعيل بمعنى مفعول ، كما قالوا لحية دهين ، وكفّ خضيب.

وقيل : أراد المكان ؛ أي إن مكان رحمة الله قريب.

وقيل : فرّق بالحذف بين القريب من النّسب وبين القريب من غيره.

٥٧ ـ (بُشْراً) : يقرأ بالنون والشين مضمومتين ، وهو جمع. وفي واحدة وجهان :

أحدهما ـ نشور مثل صبور وصبر ؛ فعلى هذا يجوز أن يكون فعول بمعنى فاعل ؛ أي ينشر الأرض.

ويجوز أن يكون بمعنى مفعول ؛ كركوب ؛ أي منشورة بعد الطيّ ، أو منشّرة ؛ أي محياة من قولك ؛ أنشر الله الميت فهو منشر.

ويجوز أن يكون جمع ناشر ، مثل نازل ونزل.

ويقرأ بضمّ النون وإسكان الشين على تخفيف المضموم.

ويقرأ : «نشرا» ـ بفتح النون وإسكان الشين ، وهو مصدر نشر بعد الطيّ ، أو من قولك : أنشر الله الميت فنشر ؛ أي عاش ، ونصبه على الحال ؛ أي ناشرة ، أو ذات نشر ، كما تقول : جاء ركضا ؛ أي راكضا.

ويقرأ : «بشرا» ـ بالباء وضمّتين ، وهو جمع بشير ، مثل قليب وقلب.

ويقرأ كذلك إلا أنه بسكون الشين على التخفيف ، ومثله في المعنى : (يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ).

ويقرأ : «بشرى» مثل حبلى ؛ أي ذات بشارة.

ويقرأ : «بشرا» ـ بفتح الباء وسكون الشين ، وهو مصدر بشرته ، إذا بشّرته.

(سَحاباً) : جمع سحابة ، ولذلك وصفها بالجمع.

(لِبَلَدٍ) : أي لإحياء بلد.

١٦٤

(بِهِ الْماءَ) : الهاء ضمير «البلد» ، أو ضمير السحاب ، أو ضمير الريح ؛ وكذلك الهاء في (بِهِ) الثانية.

٥٨ ـ (يَخْرُجُ نَباتُهُ) : يقرأ بفتح الياء وضمّ الراء ورفع النبات.

ويقرأ كذلك إلا أنه يضمّ الياء على ما لم يسم فاعله.

ويقرأ بضم الياء وكسر الراء ونصب النبات ؛ أي فيخرج الله أو الماء.

(بِإِذْنِ رَبِّهِ) : متعلّق بيخرج.

(إِلَّا نَكِداً) ـ بفتح النون وكسر الكاف ، وهو حال.

ويقرأ بفتحهما على أنه مصدر ؛ أي ذا نكد.

ويقرأ بفتح النون وسكون الكاف ، وهو مصدر أيضا ، وهو لغة.

ويقرأ : «يخرج» ـ بضم الياء وكسر الراء ، ونكدا مفعوله.

٥٩ ـ (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) : من زائدة ، وإله مبتدأ ، ولكم الخبر.

وقيل : الخبر محذوف ؛ أي ما لكم من إله في الوجود ؛ ولكم : تخصيص وتبيين. وغيره ـ بالرفع فيه وجهان :

أحدهما ـ هو صفة «لإله» على الموضع.

والثاني ـ هو بدل من الموضع ، مثل : لا إله إلا الله.

ويقرأ بالنصب على الاستثناء. وبالجر صفة على اللفظ.

(عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) : وصف اليوم بالعظم ، والمراد عظم ما فيه.

٦٠ ـ (مِنْ قَوْمِهِ) : حال من الملأ.

و (نراك) : من رؤية العين ؛ فيكون (فِي ضَلالٍ) حالا.

ويجوز أن تكون من رؤية القلب ؛ فيكون مفعولا ثانيا.

٦٢ ـ (أُبَلِّغُكُمْ) : يجوز أن يكون مستأنفا ؛ وأن يكون صفة لرسول على المعنى ؛ لأنّ الرسول هو الضمير في (لكِنِّي) ، ولو كان «يبلغكم» لجاز ؛ لأنه يعود على لفظ رسول.

ويجوز أن يكون حالا ، والعامل فيه الجار من قوله : (مِنْ رَبِّ).

(وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ) : بمعنى أعرف ؛ فيتعدّى إلى مفعول واحد ، وهو «ما» ؛ وهي بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة. ومن الله : فيه وجهان :

أحدهما ـ هو متعلق بأعلم ؛ أي ابتداء علمي من عند الله.

والثاني ـ أن يكون حالا من «ما» ، أو من العائد المحذوف.

٦٣ ـ (مِنْ رَبِّكُمْ) : يجوز أن يكون صفة لذكر ، وأن يتعلّق بجاءكم.

(عَلى رَجُلٍ) : يجوز أن يكون حالا ؛ أي نازلا على رجل ؛ وأن يكون متعلقا بجاءكم على المعنى ؛ لأنه في معنى نزل إليكم. وفي الكلام حذف مضاف ؛ أي على قلب رجل ، أو لسان رجل.

٦٤ ـ (فِي الْفُلْكِ) : هو حال من (الَّذِينَ) ، أو من الضمير المرفوع في معه.

والأصل في (عَمِينَ) : عميين ، فسكنت الأولى وحذفت.

٦٥ ـ (هُوداً) : بدل من أخاهم ، وأخاهم منصوب بفعل محذوف ؛ أي وأرسلنا إلى عاد ، وكذلك أوائل القصص التي بعدها.

٦٨ ـ (ناصِحٌ أَمِينٌ) : هو فعيل بمعنى مفعول.

٦٩ ـ (فِي الْخَلْقِ) : يجوز أن يكون حالا من (بَصْطَةً) ، وأن يكون متعلقا بزادكم.

١٦٥

والآلاء : جمع ، وفي واحدها ثلاث لغات : إلى ـ بكسر الهمزة وألف واحدة بعد اللام ، وبفتح الهمزة كذلك ؛ وبكسر الهمزة وسكون اللام وياء بعدها.

٧٠ ـ (وَحْدَهُ) : هو مصدر محذوف الزوائد. وفي موضعه وجهان :

أحدهما ـ هو مصدر في موضع الحال من الله ؛ أي لنعبد الله مفردا وموحّدا.

وقال بعضهم : هو حال من الفاعلين ؛ أي موحّدين له.

والثاني ـ أنه ظرف ؛ أي لنعبد الله على حالة ؛ قال يونس ؛ وأصل هذا المصدر الإيحاد ، من قولك : أوحدته ، فحذفت الهمزة والألف ، وهما الزائدان.

٧١ ـ (مِنْ رَبِّكُمْ) : يجوز أن يكون حالا من (رِجْسٌ) ، وأن يتعلّق بوقع.

(فِي أَسْماءٍ) : أي ذوي أسماء ، أو مسمّيات.

٧٣ ـ (آيَةً) : حال من الناقة ، والعامل فيها معنى ما في (هذِهِ) من التنبيه والإشارة.

ويجوز أن يعمل في آية (لَكُمْ).

ويجوز أن يكون «لكم» حالا من آية.

ويجوز أن يكون ناقة الله بدلا من هذه ، أو عطف بيان ، ولكم الخبر ؛ وجاز أن يكون آية حالا ؛ لأنها بمعنى «علامة ، ودليلا». (تَأْكُلْ) : جواب الأمر.

(فَيَأْخُذَكُمْ) : جواب النهي.

وقرئ بالرفع ، وموضعه حال.

٧٤ ـ (مِنْ سُهُولِها) : يجوز أن يكون حالا من (قُصُوراً) ، ومفعولا ثانيا لتتّخذون ، وأن يتعلّق بتتخذون لا على أن (تَتَّخِذُونَ) يتعدّى إلى مفعولين ؛ بل إلى واحد.

و «من» لابتداء غاية الاتخاذ.

(وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ أنه بمعنى تتخذون ؛ فيكون (بُيُوتاً) مفعولا ثانيا.

والثاني ـ أن يكون التقدير من الجبال على ما جاء في الآية الأخرى ؛ فيكون بيوتا المفعول ، ومن الجبال على ما ذكرنا في قوله : من سهولها.

٧٥ ـ (لِمَنْ آمَنَ) : هو بدل من قوله :

(لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) ، بإعادة الجار ؛ كقولك : مررت بزيد بأخيك.

٧٨ ـ (فَأَصْبَحُوا) : يجوز ـ أن تكون التامة ، ويكون (جاثِمِينَ) حالا ، وأن تكون الناقصة ، وجاثمين الخبر. وفي دارهم متعلّق ب «جاثمين».

٨٠ ـ (وَلُوطاً) ؛ أي وأرسلنا لوطا ، أو واذكر لوطا.

و (إِذْ) : على التقدير الأول ظرف ، وعلى الثاني يكون ظرفا لمحذوف تقديره : واذكر رسالة لوط إذ ...

(ما سَبَقَكُمْ بِها) : في موضع الحال من الفاحشة ، أو من الفاعل في (أَتَأْتُونَ) ؛ تقديره مبتدئين.

٨١ ـ (إِنَّكُمْ) : يقرأ بهمزتين على الاستفهام ، ويجوز تخفيف الثانية وتليينها ، وهو جعلها بين الياء والألف. ويقرأ بهمزة واحدة على الخبر.

(شَهْوَةً) : مفعول من أجله ، أو مصدر في موضع الحال.

(مِنْ دُونِ النِّساءِ) : صفة لرجال ؛ أي منفردين عن النساء.

(بَلْ أَنْتُمْ) : بل هنا للخروج من قصّة إلى قصة.

وقيل : هو إضراب عن محذوف ، تقديره : ما عدلتم ، بل أنتم مسرفون.

٨٢ ـ (وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) : يقرأ بالنصب والرفع ، وقد ذكر في آل عمران ، وفي الأنعام.

٨٤ ـ (مَطَراً) : هو مفعول أمطرنا ، والمطر هنا الحجارة ، كما جاء في الآية الأخرى : (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً).

١٦٦

٨٥ ـ (وَلا تَبْخَسُوا) : هو متعد إلى مفعولين ، وهما (النَّاسَ) و (أَشْياءَهُمْ).

وتقول : بخست زيدا حقّه ؛ أي نقصته إيّاه.

٨٦ ـ (تُوعِدُونَ) : حال من الضمير في تقعدوا.

(مَنْ آمَنَ) : مفعول تصدّون ، لا مفعول توعدون ؛ إذ لو كان مفعول الأول لكان تصدّونهم.

(وَتَبْغُونَها) : حال ، وقد ذكرناها في قوله تعالى : (يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ...) ـ في آل عمران.

٨٨ ـ (أَوَلَوْ كُنَّا كارِهِينَ) ؛ أي ولو كرهنا تعيدوننا.

و «لو» هنا بمعنى : إن ، لأنّه للمستقبل.

ويجوز أن تكون على أصلها ، ويكون المعنى إن كارهين في هذه الحال.

٨٩ ـ (قَدِ افْتَرَيْنا) : هو بمعنى المستقبل ؛ لأنه لم يقع ، وإنما سدّ مسدّ جواب (إِنْ عُدْنا) ؛ وساغ دخول «قد» هاهنا لأنهم قد نزّلوا الافتراء عند العود منزلة الواقع ، فقرنوه بقد ، وكأنّ المعنى قد افترينا إن هممنا بالعود.

(إِلَّا أَنْ يَشاءَ) : المصدر في موضع نصب على الاستثناء ؛ والتقدير : إلا وقت أن يشاء الله.

وقيل : هو استثناء منقطع. وقيل : إلا في حال مشيئة الله.

و (عِلْماً) : قد ذكر في الأنعام.

٩٠ ـ (إِذاً لَخاسِرُونَ) : «إذا» هنا متوسطة بين اسم إن وخبرها ، وهي حرف معناه الجواب ، ويعمل في الفعل بشروط مخصوصة ، وليس ذا موضعها.

٩٢ ـ (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً) : لك فيه ثلاثة أوجه :

أحدها ـ هو مبتدأ ، وفي الخبر وجهان :

أحدهما : (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا) ، وما بعده جملة أخرى ، أو بدل من الضمير في يعنوا ، أو نصب بإضمار أعني.

والثاني : أن الخبر (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا) ، و (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا) على هذا حال من الضمير في كذّبوا.

والوجه الثاني ـ أن يكون صفة لقوله : (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ).

والثالث : أن يكون بدلا منه ، وعلى الوجهين يكون «كأن لم» حالا.

٩٥ ـ (حَتَّى عَفَوْا) اي إلى أن عفوا ؛ أي كثروا.

(فَأَخَذْناهُمْ) : هو معطوف على عفوا.

٩٨ ـ (أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى) : يقرأ بفتح الواو على أنها واو العطف دخلت عليه همزة الاستفهام. ويقرأ بسكونها ؛ وهي لأحد الشيئين. والمعنى : أفأمنوا إتيان العذاب ضحى ، أو أمنوا أن يأتيهم ليلا؟

و (بَياتاً) : حال من (بَأْسُنا) ؛ أي مستخفيا باغتيالهم ليلا.

٩٩ ـ (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ) : الفاء هنا للتنبيه على تعقيب العذاب أمن مكر الله.

١٠٠ ـ (أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ) : يقرأ بالياء ، وفاعله (أَنْ لَوْ نَشاءُ) ؛ وأن مخفّفة من الثقيلة ؛ أي أو لم يبين لهم علمهم بمشيئتنا.

ويقرأ بالنون ، و (أَنْ لَوْ نَشاءُ) مفعوله ؛ وقيل : فاعل يهدي ضمير اسم الله تعالى.

(فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) : الفاء لتعقيب عدم السّمع بعد الطبع على القلب من غير فصل.

١٠١ ـ (نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها) : هو مثل قوله : (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ). وقد ذكر في آل عمران ، ومثل قوله تعالى (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها) ، وقد ذكر في البقرة.

١٠٢ ـ (لِأَكْثَرِهِمْ) : هو حال من (عَهْدٍ).

ومن زائدة ؛ أي ما وجدنا عهدا لأكثرهم.

(وَإِنْ وَجَدْنا) : مخفّفة من الثقيلة ، واسمها محذوف ؛ أي : وإنا وجدنا. واللام في (لَفاسِقِينَ) لازمة لها لتفصل بين «إن» المخففة وبين «إن» بمعنى «ما».

١٦٧

وقال الكوفيون : من الثقيلة «إن» بمعنى «ما» ، وقد ذكر في البقرة عند قوله : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً).

١٠٣ ـ (كَيْفَ كانَ) : كيف في موضع نصب خبر كان. (عاقِبَةُ) : اسمها ، والجملة في موضع نصب ب (فَانْظُرْ).

١٠٥ ـ (حَقِيقٌ) : هو مبتدأ ، وخبره (أَنْ لا أَقُولَ) على قراءة من شدّد الياء في «عليّ» ، وعليّ متعلق بحقيق. والجيّد أن يكون «أن لا» فاعل حقيق ، لأنه ناب عن : يحقّ على.

ويقرأ : على ألّا ، والمعنى : واجب بأن لا أقول.

وحقيق هاهنا على الصحيح صفة لرسول ، أو خبر ثان ، كما تقول : أنا حقيق بكذا ؛ أي أحقّ.

وقيل : المعنى على قراءة من شدّد الياء أن يكون حقيق صفة لرسول ، وما بعده مبتدأ وخبر ؛ أي على قول الحق.

١٠٧ ـ (فَإِذا هِيَ) : «إذا» للمفاجأة ، وهي مكان ، وما بعدها مبتدأ ، و (ثُعْبانٌ) خبره.

وقيل : هي ظرف زمان ، وقد أشبعنا القول فيهما فيما تقدم.

١١٠ ـ (فَما ذا تَأْمُرُونَ) : هو مثل قوله : (ما ذا يُنْفِقُونَ). وقد ذكر في البقرة.

وفي المعنى وجهان : أحدهما ـ أنه من تمام الحكاية عن قول الملأ.

والثاني ـ أنه مستأنف من قول فرعون ؛ تقديره : فقال : ماذا تأمرون ، ويدلّ عليه ما بعده ، وهو قوله : (قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ).

١١١ ـ و «ارجئه» : يقرأ بالهمزة وضمّ الهاء من غير إشباع وهو الجيد ؛ وبالإشباع وهو ضعيف ؛ لأن الهاء خفيّة ؛ فكأن الواو التي بعدها تتلو الهمزة ؛ وهو قريب من الجمع بين ساكنين ، ومن هنا ضعف قولهم : عليه مال ، بالإشباع.

ويقرأ بكسر الهاء مع الهمز ؛ وهو ضعيف ؛ لأنّ الهمز حرف صحيح ساكن ؛ فليس قبل الهاء ما يقتضي الكسر. ووجهه أنه أتبع الهاء كسرة الجيم ، والحاجز غير حصين.

ويقرأ من غير همز : من ارجيت ـ بالياء ، ثم منهم من يكسر الهاء ويشبعها ، ومنهم من لا يشبعها ، ومنهم من يسكّنها ، وقد بيّنا ذلك في (يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ).

١١٢ ـ (بِكُلِّ ساحِرٍ) : يقرأ بألف بعد السين ، وألف بعد الحاء مع التشديد ، وهو الكثير.

١١٣ ـ (إِنَّ لَنا) : يقرأ بهمزتين على الاستفهام ، والتحقيق ، والتليين على ما تقدم ، وبهمزة واحدة على الخبر.

١١٥ ـ (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ) : في موضع أن والفعل وجهان :

أحدهما ـ رفع ؛ أي أمرنا إمّا الإلقاء.

والثاني ـ نصب ؛ أي إمّا أن تفعل الإلقاء.

١١٦ ـ (وَاسْتَرْهَبُوهُمْ) ؛ أي طلبوا إرهابهم.

وقيل هو بمعنى أرهبوهم ، مثل قرّ ، واستقرّ.

١١٧ ـ (أَنْ أَلْقِ) : يجوز أن تكون أن المصدرية ، وأن تكون بمعنى أي.

(فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ) : يقرأ بفتح اللام وتشديد القاف مع تخفيف التاء مثل تكلم.

ويقرأ : «تلقف» بتشديد القاف أيضا ، والأصل تتلقّف ، فأدغمت الأولى في الثانية ووصلت بما قبلها ، فأغنى عن همزة الوصل.

ويقرأ بسكون اللام وفتح القاف ، وماضيه لقف مثل علم.

١٢١ ـ (قالُوا آمَنَّا) : يجوز أن يكون حالا ؛ أي فانقلبوا صاغرين قد قالوا. ويجوز أن يكون مستأنفا.

١٢٢ ـ (رَبِّ مُوسى) : بدل مما قبله.

١٢٣ ـ (قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ) : تقرأ بهمزتين على الاستفهام ومنهم يحقّق الثانية ، ومنهم من يخفّفها ، والفصل بينهما بألف بعيد ؛ لأنه يصير في التقدير كأربع ألفات.

١٦٨

ويقرأ بهمزة واحدة على لفظ الخبر ، فيجوز أن يكون خبرا في المعنى ، وأن يكون حذف همزة الاستفهام.

وقرئ : «فرعون وآمنتم» ، بجعل الهمزة الأولى واوا لانضمام ما قبلها.

١٢٦ ـ (وَما تَنْقِمُ) : يقرأ بكسر القاف وفتحها. وقد ذكر في المائدة.

١٢٧ ـ (وَيَذَرَكَ) : الجمهور على فتح الراء عطفا على ليفسدوا ، وسكّنها بعضهم على التخفيف ، وضمّها بعضهم ؛ أي وهو يذرك.

ويقرأ «وإلهتك» مثل العبادة والزّيارة ، وهي العبادة.

١٢٨ ـ (يُورِثُها) : يجوز أن يكون مستأنفا. وأن يكون حالا من «الله».

١٣٠ ـ (بِالسِّنِينَ) : الأصل في سنة سنهة ، فلامها هاء ؛ لقولهم : عاملته مسانهة. وقيل : لامها واو ؛ لقولهم سنوات. وأكثر العرب تجعلها كالزيدون ، ومنهم من يجعل النون حرف الإعراب ، وكسرت سينها إيذانا بأنها جمعت على غير القياس.

(مِنَ الثَّمَراتِ) : متعلق بنقص ، والمعنى : وبتنقّص الثمرات.

١٣١ ـ (يَطَّيَّرُوا) ؛ أي يتطيّروا.

وقرئ شاذا «تطيّروا» ـ على لفظ الماضي.

(طائِرُهُمْ) : على لفظ الواحد.

ويقرأ طيرهم ، وقد ذكر مثله في آل عمران.

١٣٢ ـ (مَهْما) : فيها ثلاثة أقوال :

أحدها ـ أنّ «مه» بمعنى اكفف و «ما» اسم للشرط ، كقوله : (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ).

والثاني ـ أن أصل «مه» ما الشرطية زيدت عليها ما ، كما زيدت في قوله : (إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ) ، ثم أبدلت الألف الأولى هاء لئلا تتوالى كلمتان بلفظ واحد.

والثالث ـ أنها بأسرها كلمة واحدة غير مركبة ، وموضع الاسم على الأقوال كلها نصب ب (تَأْتِنا).

والهاء في (بِهِ) تعود على ذلك الاسم.

١٣٣ ـ (الطُّوفانَ) : قيل هو مصدر. وقيل هو جمع طوفانة ، وهو الماء المغرق الكثير.

(وَالْجَرادَ) : جمع جرادة ، الذكر والأنثى سواء.

(وَالْقُمَّلَ) : يقرأ بالتشديد والتخفيف مع فتح القاف وسكون الميم. قيل : هما لغتان. وقيل : هما القمل المعروف في الثياب ونحوها ، والمشدّد يكون في الطعام. (آياتٍ) : حال من الأشياء المذكورة.

١٣٤ ـ (بِما عَهِدَ عِنْدَكَ) : يجوز أن تتعلّق الباء بادع ؛ أي بالشيء الذي علّمك الله الدعاء به ، ويجوز أن تكون الباء للقسم.

١٣٥ ـ (إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ) : هم مبتدأ ، وينكثون الخبر. وإذا للمفاجأة ، وقد تقدّم ذكرها.

١٣٧ ـ (وَأَوْرَثْنَا) : يتعدّى إلى مفعولين ، فالأول (الْقَوْمَ). و (الَّذِينَ كانُوا) نعت. وفي المفعول الثاني ثلاثة أوجه :

أحدها ـ (مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا) ؛ والمراد أرض الشام ، أو مصر.

و (الَّتِي بارَكْنا) على هذا فيه وجهان :

أحدهما : هو صفة المشارق والمغارب.

والثاني : صفة الأرض ، وفيه ضعف ؛ لأنّ فيه العطف على الموصوف قبل الصفة.

والقول الثاني ـ أنّ المفعول الثاني لأورثنا «التي باركنا» ؛ أي الأرض التي باركنا ؛ فعلى هذا في المشارق والمغارب وجهان :

أحدهما : هو ظرف ليستضعفون.

والثاني : أنّ تقديره : يستضعفون في مشارق الأرض ومغاربها ، فلما حذف الحرف وصل الفعل بنفسه فنصب.

والقول الثالث ـ أنّ التي باركنا صفة على ما تقدّم ، والمفعول الثاني محذوف تقديره : الأرض ، أو الملك.

(ما كانَ يَصْنَعُ) : «ما» بمعنى الذي ، وفي اسم كان وجهان :

أحدهما ـ هو ضمير «ما» ، وخبرها يصنع فرعون ، والعائد محذوف ؛ أي يصنعه.

والثاني ـ أنّ اسم كان فرعون ؛ وفي يصنع ضمير فاعل. وهذا ضعيف ؛ لأنّ يصنع يصلح أن يعمل في فرعون ؛ فلا يقدّر تأخيره ، كما لا يقدّر تأخير الفعل في قولك : قام زيد. وقيل : «ما» مصدرية وكان زائدة. وقيل :

ليست زائدة ، ولكن كان الناقصة لا تفصل بين «ما» وبين صلتها. وقد ذكرنا ذلك في قوله : (بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) ؛ وعلى هذا القول تحتاج كان إلى اسم ، ويضعف أن يكون اسمها ضمير الشّأن ، لأنّ الجملة التي بعدها صلة «ما» ؛ فلا تصلح للتفسير ، فلا يحصل بها الإيضاح وتمام الاسم ؛ لأنّ المفسر يجب أن يكون مستقبلا ، فتدعو الحاجة إلى أن تجعل فرعون اسم كان ، وفي «يصنع» ضمير يعود عليه.

و (يَعْرِشُونَ) ـ بضم الراء وكسرها لغتان ، وكذلك (يَعْكُفُونَ) ، وقد قرئ بهما فيهما.

١٣٨ ـ (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ) : الباء هنا معدّية كالهمزة والتشديد ؛ أي أجزنا بني إسرائيل البحر وجوزّنا.

(كَما لَهُمْ آلِهَةٌ) : في «ما» ثلاثة أوجه :

أحدها ـ هي مصدرية ، والجملة بعدها صلة لها ، وحسّن ذلك أنّ الظرف مقدّر بالفعل.

والثاني ـ أن «ما» بمعنى الذي ، والعائد محذوف ، وآلهة بدل منه ؛ تقديره : كالذي هو لهم ، والكاف وما عملت فيه صفة لإله ؛ أي إلها مماثلا للذي لهم.

١٦٩

والوجه الثالث ـ أن تكون «ما» كافّة للكاف ؛ إذ من حكم الكاف أن تدخل على المفرد ، فلما أريد دخولها على الجملة كفّت بما.

١٣٩ ـ (ما هُمْ فِيهِ) : يجوز أن تكون «ما» مرفوعة بمتبّر ؛ لأنه قوي بوقوعه خبرا. وأن تكون «ما» مبتدأ ، ومتبّر خبر مقدّم.

١٤٠ ـ (أَغَيْرَ اللهِ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هو مفعول أبغيكم ، والتقدير : أبغي لكم ؛ فحذف اللام. (إِلهاً) : تمييز.

والثاني ـ أنّ «إلها» مفعول أبغيكم ، وغير الله صفة له قدّمت عليه فصارت حالا.

(وَهُوَ فَضَّلَكُمْ) : يجوز أن يكون حالا ، وأن يكون مستأنفا.

١٤٢ ـ (ثَلاثِينَ لَيْلَةً) : هو مفعول ثان لواعدنا ، وفيه حذف مضاف ، تقديره : إتيان ثلاثين ، أو تمام ثلاثين.

(أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) : حال ، تقديرها : فتمّ ميقات ربّه كاملا.

وقيل : هو مفعول «تمّ» ؛ لأنّ معناه بلغ ؛ فهو كقولهم : بلغت أرضك جريبين.

و (هارُونَ) : بدل ، أو عطف بيان. ولو قرئ بالرفع لكان نداء ، أو خبر مبتدأ محذوف.

١٤٣ ـ (جَعَلَهُ دَكًّا) : أي صيّره ؛ فهو متعدّ إلى اثنين ؛ فمن قرأ «دكّا» جعله مصدرا بمعنى المدكوك. وقيل تقديره : ذا دكّ.

ومن قرأ بالمد جعله مثله أرض دكّاء ، أو ناقة دكّاء ؛ وهي التي لا سنام لها.

و (صَعِقاً) : حال مقارنة.

١٤٥ ـ (سَأُرِيكُمْ) : قرى في الشاذ بواو بعد الهمزة ، وهي ناشئة عن الإشباع ؛ وفيها بعد.

١٤٦ ـ (سَبِيلَ الرُّشْدِ) : يقرأ بضم الراء وسكون الشين وبفتحهما ، وسبيل الرشاد بالألف ، والمعنى واحد.

١٤٧ ـ (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا) : مبتدأ ، وخبره (حَبِطَتْ). ويجوز أن يكون الخبر (هَلْ يُجْزَوْنَ) ؛ وحبطت حال من ضمير الفاعل في كذبوا ، و «قد» مرادة.

١٤٨ ـ (مِنْ حُلِيِّهِمْ) : يقرأ بفتح الحاء وسكون اللام وتخفيف الياء ، وهو واحد.

ويقرأ بضم الحاء وكسر اللام وتشديد الياء ، وهو جمع ، أصله حلوى ، فقلبت الواو ياء ، وأدغمت في الياء الأخرى ، ثم كسرت اللام اتباعا لها.

ويقرأ بكسر الحاء واللام والتشديد على أن يكون أتبع الكسر الكسر. (عِجْلاً) : مفعول اتخذ.

و (جَسَداً) : نعت ، أو بدل ، أو بيان من حليهم.

ويجوز أن يكون صفة لعجل قدّم فصار حالا ؛ وأن يكون متعلقا باتخذ ، والمفعول الثاني محذوف ؛ أي إلها.

١٤٩ ـ (سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ) : الجارّ والمجرور قائم مقام الفاعل ، والتقدير : سقط الندم في أيديهم.

١٥٠ ـ (غَضْبانَ) : حال من موسى.

و (أَسِفاً) : حال آخر بدل من التي قبلها.

ويجوز أن يكون حالا من الضمير الذي في غضبان.

(يَجُرُّهُ إِلَيْهِ) : يجوز أن يكون حالا من موسى ، وأن يكون حالا من الرأس ، ويضعف أن يكون حالا من أخيه.

(قالَ ابْنَ أُمَ) : يقرأ بكسر الميم ، والكسرة تدلّ على الياء المحذوفة ، وبفتحها ؛ وفيه وجهان :

أحدهما ـ أنّ الألف محذوفة ، وأصل الألف الياء ، وفتحت الميم قبلها ، فانقلبت ألفا ، وبقيت الفتحة تدلّ عليها ، كما قالوا : يا بنت عما.

والوجه الثاني ـ أن يكون جعل ابن والأم بمنزلة خمسة عشر ، وبناهما على الفتح.

١٧٠

(فَلا تُشْمِتْ) : الجمهور على ضمّ التاء وكسر الميم ، و (الْأَعْداءَ) : مفعوله.

وقرئ بفتح التاء والميم ، والأعداء فاعله ، والنّهي في اللفظ للأعداء ، وفي المعنى لغيرهم ، وهو موسى ؛ كما تقول : لا أرينك هاهنا.

وقرئ بفتح التاء والميم ونصب الأعداء ؛ والتقدير : لا تشمت أنت بي فتشمت بي الأعداء ، فحذف الفعل.

١٥٣ ـ (وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ) : مبتدأ ، والخبر (إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) ، والعائد محذوف ؛ أي غفور لهم ، أو رحيم بهم.

١٥٤ ـ (وَفِي نُسْخَتِها هُدىً) : الجملة حال من الألواح.

(لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) : في اللام ثلاثة أوجه :

أحدها ـ هي بمعنى من أجل ربّهم ؛ فمفعول يرهبون على هذا محذوف ؛ أي يرهبون عقابه.

والثاني ـ هي متعلّقة بفعل محذوف ، تقديره : وللذين هم يخشعون لربهم.

والثالث ـ هي زائدة ، وحسن ذلك لما تأخّر الفعل.

١٥٥ ـ (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ) : اختار يتعدّى إلى مفعولين ، أحدهما بحرف الجر وقد حذف هاهنا ، والتقدير : من قومه. ولا يجوز أن يكون (سَبْعِينَ) بدلا عند الأكثرين ، لأنّ المبدل منه في نيّة الطرح ، والاختيار لا بدّ له من مختار ومختار منه ، والبدل يسقط المختار منه. وأرى أنّ البدل جائز على ضعف ، ويكون التقدير سبعين رجلا منهم.

(أَتُهْلِكُنا) : قيل : هو استفهام ؛ أي أتعمّنا بالإهلاك.

وقيل : معناه النفي : أي ما تهلك من لم يذنب.

و (مِنَّا) : حال من السفهاء.

(تُضِلُّ بِها) : يجوز أن يكون مستأنفا.

ويجوز أن يكون حالا من الكاف في (فِتْنَتُكَ) ؛ إذ ليس هنا ما يصلح أن يعمل في الحال.

١٥٦ ـ (هُدْنا) : المشهور ضمّ الهاء ، وهو من هاد يهود ، إذا تاب.

وقرئ بكسرها ، وهو من هاد يهيد ، إذا تحرك أو حرك ؛ أي حرّكنا إليك نفوسنا.

(مَنْ أَشاءُ) : المشهور في القراءة الشين ، وقرئ بالسين والفتح ، وهو فعل ماض ؛ أي أعاقب المسيء.

١٥٧ ـ (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ) : في «الذين» ثلاثة أوجه : أحدها ـ هو جرّ على أنه صفة للذين يتقون ، أو بدل منه.

والثاني ـ نصب على إضمار أعنى.

والثالث ـ رفع ؛ أي هم الذين يتبعون.

ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر (يَأْمُرُهُمْ) ؛ أو (أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

(الْأُمِّيَ) : المشهور ضمّ الهمزة ، وهو منسوب إلى الأم ، وقد ذكر في البقرة.

وقرئ بفتحها ؛ وفيه وجهان :

أحدهما ـ أنه من تغيير النسبة ، كما قالوا أموي.

والثاني ـ هو منسوب إلى الأم ، وهو القصد ؛ أي الذي هو على القصد والسداد.

(يَجِدُونَهُ) ؛ أي يجدون اسمه ، و (مَكْتُوباً) : حال ، و (عِنْدَهُمْ) : ظرف لمكتوب ، أو ليجدون.

(يَأْمُرُهُمْ) : يجوز أن يكون خبرا للذين ؛ وقد ذكر.

ويجوز أن يكون مستأنفا ، أو أن يكون حالا من النبي ، أو من الضمير في «مكتوب».

(إِصْرَهُمْ) : الجمهور على الإفراد ، وهو جنس.

١٧١

ويقرأ أصارهم ، على الجمع ؛ لاختلاف أنواع الثقل الذي كان عليهم ، ولذلك جمع الأغلال.

(وَعَزَّرُوهُ) ـ بالتشديد والتخفيف ، وقد ذكر في المائدة.

١٥٨ ـ (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ) : في موضع نصب بإضمار أعني ، أو في موضع رفع على إضمار هو ، ويبعد أن يكون صفة لله ، أو بدلا منه ؛ لما فيه من الفصل بينهما بإليكم وحاله ، وهو متعلّق برسول.

١٦٠ ـ (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ أن قطّعنا بمعنى صيّرنا ، فيكون «اثنتي عشرة» مفعولا ثانيا.

والثاني ـ أن يكون حالا ؛ أي فرّقناهم فرقا.

و (عَشْرَةَ) ـ بسكون الشين وكسرها وفتحها لغات قد قرئ بها.

و (أَسْباطاً) : بدل من اثنتي عشرة ، لا تمييز ؛ لأنه جمع.

و (أُمَماً) : نعت لأسباط ، أو بدل بعد بدل ، وأنّث اثنتي عشرة ؛ لأنّ التقدير : اثنتي عشرة أمّة.

(أَنِ اضْرِبْ) : يجوز أن تكون مصدرية ؛ وأن تكون بمعنى أي.

١٦١ ـ (حِطَّةٌ) : هو مثل الذي في البقرة. و (نَغْفِرْ لَكُمْ) : قد ذكر في البقرة ما يدلّ على ما هاهنا.

١٦٣ ـ (عَنِ الْقَرْيَةِ) : أي عن خبر القرية.

وهذا المحذوف هو الناصب للظّرف الذي هو قوله : (إِذْ يَعْدُونَ).

وقيل : هو ظرف لحاضرة ؛ وجوّز ذلك أنها كانت موجودة في ذلك الوقت ثم خربت.

ويعدون ؛ خفيف ؛ ويقرأ بالتشديد والفتح ، والأصل يعتدون ، وقد ذكر نظيره في «يخصف.

(إِذْ تَأْتِيهِمْ) : ظرف ل «يعدون».

(حِيتانُهُمْ) : جمع حوت ، أبدلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.

(شُرَّعاً) : حال من الحيتان.

(وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ) : ظرف لقوله : (لا تَأْتِيهِمْ).

١٦٤ ـ (مَعْذِرَةً) : يقرأ بالرفع ، أي موعظتنا معذرة. وبالنصب على المفعول له ؛ أي وعظنا للمعذرة.

وقيل : هو مصدر ؛ أي نعتذر معذرة.

١٦٥ ـ (بِعَذابٍ بَئِيسٍ) : يقرأ بفتح الباء وكسر الهمزة وياء ساكنة بعدها. وفيه وجهان : أحدهما ـ هو نعت للعذاب ، مثل شديد.

والثاني ـ هو مصدر ، مثل النذير ، والتقدير : بعذاب ذي بأس ؛ أي ذي شدّة.

ويقرأ كذلك إلا أنه بتخفيف الهمزة وتقريبها من الياء.

ويقرأ بفتح الباء وهمزة مكسورة لا ياء بعدها.

وفيه وجهان :

أحدهما ـ هو صفة ، مثل قلق وحنق.

والثاني ـ هو منقول من بئس الموضوعة للذم إلى الوصف.

ويقرأ كذلك إلا أنه بكسر الباء اتباعا.

ويقرأ بكسر الباء وسكون الهمزة ، وأصلها فتح الباء وكسر الهمزة ، فكسر الباء اتباعا ؛ وسكن الهمزة تخفيفا.

ويقرأ كذلك إلا أنّ مكان الهمزة ياء ساكنة ، وذلك تخفيف ، كما تقول في ذئب ذيب.

ويقرأ بفتح الباء وكسر الياء ، وأصلها همزة مكسورة أبدلت ياء.

ويقرأ بياءين على فيعال.

ويقرأ «بيس» ـ بفتح الباء والياء من غير همز ؛ وأصله ياء ساكنة وهمزة مفتوحة ؛ إلا أنّ حركة الهمزة ألقيت على الياء ، ولم تقلب الياء ألفا لأنّ حركتها عارضة.

ويقرأ «بيأس» مثل ضيغم.

١٧٢

ويقرأ بفتح الباء وكسر الياء وتشديدها ، مثل سيد وميت ؛ وهو ضعيف ؛ إذ ليس في الكلام مثله من الهمزة.

ويقرأ «بأيس» ـ بفتح الباء وسكون الهمزة وفتح الياء ، وهو بعيد إذ ليس في الكلام فعيل.

ويقرأ كذلك إلا أنه بكسر الباء ، مثل عثير وحذيم.

١٦٧ ـ (تَأَذَّنَ) : هو بمعنى أذّن ؛ أي أعلم.

(إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) : يتعلق بتأذّن ، أو يبعث ؛ وهو الأوجه ؛ ولا يتعلق ب (يَسُومُهُمْ) ؛ لأن الصلة أو الصفة لا تعمل فيما قبلها.

١٦٨ ـ (وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً) : مفعول ثان. أو حال.

(مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ) : صفة لأمم ، أو بدل منه.

و (دُونَ ذلِكَ) : ظرف ، أو خبر على ما ذكرنا في قوله : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ).

١٦٩ ـ (وَرِثُوا الْكِتابَ) : نعت لخلف.

(يَأْخُذُونَ) : حال من الضمير في ورثوا.

(وَدَرَسُوا) : معطوف على (وَرِثُوا). وقوله : (أَلَمْ يُؤْخَذْ) معترض بينهما.

ويقرأ : ادّارسوا ، وهو مثل : ادّاركوا فيها. وقد ذكر.

١٧٠ ـ (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ) : مبتدأ ، والخبر (إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) ، والتقدير : منهم. وإن شئت قلت : إنه وضع الظاهر موضع المضمر ؛ أي لا نضيع أجرهم.

وإن شئت قلت لما كان الصالحون جنسا والمبتدأ واحدا منه استغنيت عن ضمير.

ويمسّكون ـ بالتشديد ، والماضي منه مسّك.

ويقرأ بالتخفيف من أمسك ؛ ومعنى القراءتين تمسك بالكتاب ؛ أي عمل به والكتاب جنس.

١٧١ ـ (وَإِذْ نَتَقْنَا) : أي أذكر إذ ...

و (فَوْقَهُمْ) : ظرف لنتقنا ، أو حال من الجبل غير مؤكدة ؛ لأن رفع الجبل فوقهم تخصيص له ببعض جهات العلوّ.

(كَأَنَّهُ) : الجملة حال من الجبل أيضا.

(وَظَنُّوا) : مستأنف. ويجوز أن يكون معطوفا على نتقنا ؛ فيكون موضعه جرّا ؛ ويجوز أن يكون حالا ، «وقد» معه مرادة.

(خُذُوا ما آتَيْناكُمْ) : قد ذكر في البقرة.

١٧٢ ـ (وَإِذْ أَخَذَ) : أي واذكر.

(مِنْ ظُهُورِهِمْ) : بدل من بني آدم ؛ أي من ظهور بني آدم ، وأعاد حرف الجرّ مع البدل ، وهو بدل الاشتمال.

(أَنْ تَقُولُوا) : بالياء والتاء ، وهو مفعول له ؛ أي مخافة أن تقولوا ، وكذلك : (أَوْ تَقُولُوا ...).

١٧٦ ـ (إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ) : الكلام كلّه حال من الكلب ، تقديره : يشبه الكلب لاهثا في كل حال.

١٧٧ ـ (ساءَ) : هو بمعنى بئس ، وفاعله مضمر ؛ أي ساء المثل.

و (مَثَلاً) : مفسّر (الْقَوْمُ) ؛ أي مثل القوم ؛ لا بد من هذا التقدير ؛ لأنّ المخصوص بالذم من جنس فاعل بئس ، والفاعل المثل ، والقوم ليس من جنس المثل ؛ فلزم أن يكون التقدير مثل القوم ، فحذفه ، وأقام القوم مقامه.

١٧٩ ـ (لِجَهَنَّمَ) : يجوز أن يتعلّق بذرأنا ؛ وأن يتعلّق بمحذوف على أن يكون حالا من (كَثِيراً) ؛ أي كثيرا لجهنّم.

و (مِنَ الْجِنِ) : نعت لكثير.

(لَهُمْ قُلُوبٌ) : نعت لكثير أيضا.

١٨٠ ـ (الْأَسْماءُ الْحُسْنى) : الحسنى صفة مفردة لموصوف مجموع ؛ وأنّث لتأنيث الجمع.

(يُلْحِدُونَ) : يقرأ بضم الياء وكسر الحاء ، وماضيه ألحد ؛ وبفتح الياء والحاء وماضيه لحد ؛ وهما لغتان.

١٨١ ـ (وَمِمَّنْ خَلَقْنا) : نكرة موصوفة ، أو بمعنى الذي.

١٧٣

١٨٢ ـ (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا) : مبتدأ ، و (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) : الخبر.

ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف فسّره المذكور ؛ أي سنستدرج الذين.

١٨٣ ـ (وَأُمْلِي) : خبر مبتدأ محذوف ؛ أي وأنا أملي. ويجوز أن يكون معطوفا على نستدرج ، وأن يكون مستأنفا.

١٨٤ ـ (ما بِصاحِبِهِمْ) : في «ما» وجهان :

أحدهما ـ نافية ، وفي الكلام حذف ، تقديره : أو لم يتفكروا في قولهم به جنّة.

والثاني ـ أنها استفهام ؛ أي أو لم يتفكروا أي شيء بصاحبهم من الجنون مع انتظام أقواله وأفعاله.

وقيل : هي بمعنى الذي ؛ وعلى هذا يكون الكلام خرج عن زعمهم.

١٨٥ ـ (وَأَنْ عَسى) : يجوز أن تكون المخفّفة من الثقيلة ، وأن تكون مصدرية ؛ وعلى كلا الوجهين هي في موضع جرّ عطفا على ملكوت.

و (أَنْ يَكُونَ) : فاعل عسى ، وأما اسم يكون فمضمر فيها ، وهو ضمير الشان.

و (قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ) : في موضع نصب خبر كان. والهاء في (بَعْدَهُ) ضمير القرآن.

١٨٦ ـ (فَلا هادِيَ) : في موضع جزم على جواب الشرط.

(وَيَذَرُهُمْ) : بالرفع على الاستئناف ، وبالجزم عطفا على موضع : «فلا هادى».

وقيل : سكنت لتوالي الحركات.

١٨٧ ـ (أَيَّانَ) : اسم مبنيّ لتضمّنه حرف الاستفهام بمعنى متى ، وهو خبر ل (مُرْساها). والجملة في موضع جرّ بدلا من الساعة ، تقديره : يسألونك عن زمان حلول الساعة.

و (مُرْساها) : مفعل من أرسى ، وهو مصدر مثل المدخل والمخرج ، بمعنى الإدخال والإخراج ؛ أي متى أرساها.

(إِنَّما عِلْمُها) : المصدر مضاف إلى المفعول ، وهو مبتدأ ؛ و (عِنْدَ) : الخبر.

(ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ) ؛ أي ثقلت على أهل السموات والأرض ؛ أي تثقل عند وجودها.

وقيل التقدير : ثقل علمها على أهل السموات.

(حَفِيٌّ عَنْها) : فيه وجهان :

أحدهما ـ تقديره : يسألونك عنها كأنك حفيّ ، أي معنىّ بطلبها ؛ فقدّم وأخّر.

والثاني ـ أنّ «عن» بمعنى الباء ؛ أي حفيّ بها ، و (كَأَنَّكَ) حال من المفعول.

وحفيّ بمعنى محفوّ. ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى فاعل.

١٨٨ ـ (لِنَفْسِي) : يتعلّق بأملك ، أو حال من نفع.

(إِلَّا ما شاءَ اللهُ) : استثناء من الجنس.

(لِقَوْمٍ) : يتعلّق ببشير عند البصريين ، وبنذير عند الكوفيين.

١٨٩ ـ (فَمَرَّتْ بِهِ) : يقرأ بتشديد الراء من المرور. ومارت ـ بالألف وتخفيف الراء من المور ، وهو الذهاب والمجيء.

١٩٠ ـ (جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ) : يقرأ بالمدّ على الجمع ؛ وشركا ـ بكسر الشين وسكون الراء والتنوين ، وفيه وجهان :

أحدهما ـ تقديره : جعلا لغيره شركا ؛ أي نصيبا.

والثاني ـ جعلا له ذا شرك ؛ فحذف في الموضعين المضاف.

١٩٣ ـ (أَدَعَوْتُمُوهُمْ) : قد ذكر في قوله : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ).

و (أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) : جملة اسمية في موضع الفعلية ، والتقدير : أدعوتموهم أم صمتّم؟

١٩٤ ـ (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ) : الجمهور على تشديد النون ، و (عِبادٌ) خبر إن.

و (أَمْثالُكُمْ) : نعت له والعائد محذوف ؛ أي تدعونهم.

ويقرأ «عبادا» ، وهو حال من العائد المحذوف ، و «أمثالكم» الخبر.

ويقرأ (إِنَ) بالتخفيف ، وهي بمعنى «ما» ، وعبادا خبرها.

وأمثالكم : يقرأ بالنصب نعتا لعبادا. وقد قرئ أيضا «أمثالكم» ـ بالرفع على أن يكون «عبادا» حالا من العائد المحذوف ، وأمثالكم الخبر ، وإن بمعنى «ما» لا تعمل عند سيبويه وتعمل عند المبرد.

١٩٥ ـ (قُلِ ادْعُوا) : يقرأ بضم اللام وكسرها ، وقد ذكرنا ذلك في قوله : (فَمَنِ اضْطُرَّ).

١٩٦ ـ (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ) : الجمهور على تشديد الياء الأولى وفتح الثانية ، وهو الأصل.

ويقرأ بحذف الثانية في اللفظ لسكونها وسكون ما بعدها.

ويقرأ بفتح الياء الأولى ولا ياء بعدها ؛ وحذف الثانية من اللفظ تخفيفا.

٢٠١ ـ طيف : يقرأ بتخفيف الياء. وفيه وجهان :

أحدهما ـ أصله طيّف ، مثل ميّت ، فخفّف.

والثاني ـ أنه مصدر طاف يطيف ، إذا أحاط بالشيء. وقيل : هو مصدر يطوف ، قلبت الواو ياء وإن كانت ساكنة ، كما قلبت في أيد ؛ وهو بعيد.

ويقرأ طائف ، على فاعل.

١٧٤

٢٠٢ ـ (يَمُدُّونَهُمْ) : بفتح الياء وضمّ الميم من مدّ يمد ، مثل قوله : (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ).

ويقرأ بضمّ الباء وكسر الميم ، من أمده إمدادا.

(فِي الغَيِ) : يجوز أن يتعلق بالفعل المذكور ؛ ويجوز أن يكون حالا من ضمير المفعول ، أو من ضمير الفاعل.

٢٠٤ ـ (فَاسْتَمِعُوا لَهُ) : يجوز أن تكون اللام بمعنى لله ؛ أي لأجله ؛ ويجوز أن تكون زائدة ؛ أي فاستمعوه ، ويجوز أن تكون بمعنى إلى.

٢٠٥ ـ (تَضَرُّعاً وَخِيفَةً) : مصدران في موضع الحال.

وقيل : هو مصدر لفعل من غير المذكور ؛ بل من معناه.

(وَدُونَ الْجَهْرِ) : معطوف على تضرّع ، والتقدير : مقتصدين.

(بِالْغُدُوِّ) : متعلق باذكر.

(وَالْآصالِ) : جمع الجمع ؛ لأن الواحد أصيل ، وفعيل لا يجمع على أفعال ؛ بل على فعل ، ثم فعل على أفعال ، والأصل أصيل ، وأصل ، ثم آصال.

ويقرأ شاذا : والإيصال ـ بكسر الهمزة وياء بعدها ، وهو مصدر آصلنا إذا دخلنا في الأصيل.

سورة الأنفال

١ ـ (عَنِ الْأَنْفالِ) : الجمهور على إظهار النون.

ويقرأ بإدغامها في اللام ، وقد ذكر في قوله : (عَنِ الْأَهِلَّةِ).

و (ذاتَ بَيْنِكُمْ) : قد ذكر في آل عمران عند قوله : (بِذاتِ الصُّدُورِ).

٢ ـ (وَجِلَتْ) : مستقبله توجل ـ بفتح التاء وسكون الواو ، وهي اللغة الجيدة ؛ ومنهم من يقلب الواو ألفا تخفيفا ، ومنهم من يقلبها ياء بعد كسر التاء ، وهو على لغة من كسر حرف المضارعة ، وانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ؛ ومنهم من يفتح التاء مع سكون الياء ، فتركّب من اللغتين لغة ثالثة ، فيفتح الأول على اللغة الفاشية ، وتقلب الواو ياء على الأخرى.

(وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) : يجوز أن تكون الجملة حالا من ضمير المفعول في (زادَتْهُمْ) ، ويجوز أن يكون مستأنفا.

٤ ـ (حَقًّا) : قد ذكر مثله في النساء.

و (عِنْدَ رَبِّهِمْ) : ظرف ، والعامل فيه الاستقرار ؛ ويجوز أن يكون العامل فيه درجات ؛ لأن المراد به الأجور.

٥ ـ (كَما أَخْرَجَكَ) : في موضع الكاف أوجه :

أحدها ـ أنها صفة لمصدر محذوف ، ثمّ في ذلك المصدر أوجه : تقديره : ثابتة لله ثبوتا كما أخرجك.

والثاني ـ وأصلحوا ذات بينكم إصلاحا كما أخرجك ، وفي هذا رجوع من خطاب الجمع إلى خطاب الواحد.

والثالث ـ تقديره : وأطيعوا الله طاعة كما أخرجك ، والمعنى : طاعة محقّقة.

والرابع ـ تقديره : يتوكلون توكّلا كما أخرجك.

والخامس ـ هو صفة لحق ، تقديره : أولئك هم المؤمنون حقّا مثل ما أخرجك.

والسادس ـ تقديره : يجادلونك جدالا كما أخرجك.

والسابع ـ تقديره : وهم كارهون كراهية كما أخرجك ؛ أي ككراهيتهم ، أو كراهيتك لإخراجك.

وقد ذهب قوم إلى أن الكاف بمعنى الواو التي للقسم ، وهو بعيد.

و «ما» مصدرية ، و (بِالْحَقِّ) حال ، وقد ذكر نظائره.

(وَإِنَّ فَرِيقاً) : الواو هنا واو الحال.

١٧٥

٧ ـ (وَإِذْ يَعِدُكُمُ) : إذ في موضع نصب ؛ أي واذكروا ؛ والجمهور على ضم الدال ؛ ومنهم من يسكّنها تخفيفا لتوالى الحركات.

و (إِحْدَى) : مفعول ثان.

و (أَنَّها لَكُمْ) : في موضع نصب بدلا من إحدى بدل الاشتمال ، والتقدير : وإذ يعدكم الله ملكة إحدى الطائفتين.

٩ ـ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ) : يجوز أن يكون بدلا من «إذ» الأولى ، وأن يكون التقدير : اذكروا ؛ ويجوز أن يكون ظرفا لتودّون.

(بِأَلْفٍ) : الجمهور على إفراد لفظة الألف.

ويقرأ بألف على أفعل مثل أفلس ، وهو معنى قوله : (بِخَمْسَةِ آلافٍ).

(مُرْدِفِينَ) : يقرأ بضمّ الميم وكسر الدال وإسكان الراء ، وفعله أردف ، والمفعول محذوف ؛ أي مردفين أمثالهم.

ويقرأ بفتح الدال على ما لم يسمّ فاعله ؛ أي أردفوا بأمثالهم.

ويجوز أن يكون المردفون من جاء بعد الأوائل ، أي جعلوا ردفا للأوائل. ويقرأ بضمّ الميم وكسر الدال وتشديدها ، وعلى هذا في الراء ثلاثة أوجه : الفتح وأصلها مرتدفين ، فنقلت حركة التاء إلى الراء ، وأبدلت دالا ليصحّ إدغامها في الدال ، وكان تغيير التاء أولى لأنها مهموسة والدال مجهورة ؛ وتغيير الضعيف إلى القويّ أولى.

والثاني ـ كسر الراء على إتباعها لكسرة الدال ، أو على الأصل في التقاء الساكنين.

والثالث ـ الضمّ اتباعا لضمّة الميم.

ويقرأ بكسر الميم والراء على إتباع الميم راء.

وقيل من قرأ بفتح الراء وتشديد الدال فهو من ردّف بتضعيف العين للتكثير ، أو أن التشديد بدل من الهمزة كأفرجته. وفرّجته.

١٠ ـ (وَما جَعَلَهُ اللهُ) : الهاء هنا مثل الهاء التي في آل عمران.

١١ ـ (إِذْ يُغَشِّيكُمُ) : «إذ» مثل (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ) ؛ ويجوز أن يكون ظرفا لما دلّ عليه (عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

ويقرأ : «يغشاكم» ـ بالتخفيف والألف.

و (النُّعاسَ) فاعله.

ويقرأ بضمّ الياء وكسر الشين وياء بعدها ، والنعاس بالنصب ؛ أي يغشيكم الله النعاس.

ويقرأ كذلك إلا أنه بتشديد الشين.

و (أَمَنَةً) : مذكور في آل عمران.

(ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ) : الجمهور على المدّ ، والجار والمجرور صفة له.

ويقرأ شاذّا بالقصر ، وهي بمعنى الذي.

(رِجْزَ الشَّيْطانِ) : الجمهور على الزاي ، ويراد به هنا الوسواس. وجاز أن يسمى رجزا ؛ لأنه سبب للرجز ، وهو العذاب. وقرئ بالسين ، وأصل الرجس الشيء القذر ؛ فجعل ما يقضي إلى العذاب رجسا استقذارا له.

١٢ ـ (فَوْقَ الْأَعْناقِ) : هو ظرف لا ضربوا ، وفوق العنق الرّأس.

وقيل : هو مفعول به. وقيل : فوق : زائدة.

(مِنْهُمْ) : حال من (كُلَّ بَنانٍ) ؛ أي كلّ بنان كائنا منهم.

ويضعف أن يكون حالا من بنان ؛ إذ فيه تقديم حال المضاف إليه على المضاف.

١٣ ـ (ذلِكَ) : أي الأمر. وقيل : ذلك مبتدأ.

و (بِأَنَّهُمْ) : الخبر ؛ أي ذلك مستحق بشقاقهم.

(وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ) : إنما لم يدغم ؛ لأنّ القاف الثانية ساكنة في الأصل وحركتها هنا لالتقاء الساكنين ؛ فهي غير معتدّ بها.

١٤ ـ (ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ) ؛ أي الأمر ذلكم ، أو ذلكم واقع ، أو مستحقّ.

ويجوز أن يكون في موضع نصب ؛ أي ذوقوا ذلكم ، وجعل الفعل الذي بعده مفسّرا له.

والأحسن أن يكون التقدير : باشروا ذلكم فذوقوه ؛ لتكون الفاء عاطفة.

(وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ) ؛ أي والأمر أنّ للكافرين.

١٥ ـ (زَحْفاً) : مصدر في موضع الحال.

وقيل : هو مصدر للحال المحذوفة ؛ أي تزحفون زحفا.

و (الْأَدْبارَ) : مفعول ثان لتولّوهم.

١٦ ـ (مُتَحَرِّفاً) ، (أَوْ مُتَحَيِّزاً) : حالان من ضمير الفعل في يولّهم.

١٨ ـ (ذلِكُمْ) ؛ أي الأمر ذلكم ؛ (وَ) الأمر (أَنَّ اللهَ مُوهِنُ) ـ بتشديد الهاء وتخفيفها ، وبالإضافة والتنوين ؛ وهو ظاهر.

١٩ ـ (وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) : يقرأ بالكسر على الاستئناف ، وبالفتح على تقدير : والأمر أنّ الله مع المؤمنين.

٢٢ ـ (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُ) : إنما جمع الصمّ وهو خبر «شرّ» ؛ لأنّ شرّا هنا يراد به الكثرة ، فجمع الخبر على المعنى ، ولو قال الأصم لكان الإفراد على اللّفظ ؛ والمعنى على الجمع.

١٧٦

٢٥ ـ (لا تُصِيبَنَ) :

فيها ثلاثة أوجه :

أحدها ـ أنه مستأنف ، وهو جواب قسم محذوف ؛ أي والله لا تصيبنّ الّذين ظلموا خاصة ، بل تعمّ.

والثاني ـ أنه نهي ، والكلام محمول على المعنى ؛ كما تقول : لا أرينّك هاهنا ؛ أي لا تكن هاهنا ، فإن من يكون هاهنا أراه.

وكذلك المعنى هنا ؛ إذ المعنى : لا تدخلوا في الفتنة ، فإن من يدخل فيها تنزل به عقوبة عامة.

والثالث ـ أنه جواب الأمر ، وأكّد بالنون مبالغة ، وهو ضعيف ، لأنّ جواب الشرط متردّد ، فلا يليق به التوكيد.

وقرئ في الشاذ : «لتصيبنّ» ـ بغير ألف قال ابن جني : الأشبه أن تكون الألف محذوفة كما حذفت في أم والله. وقيل في قراءة الجماعة : إنّ الجملة صفة لفتنة ، ودخلت النون على المنفي في القسم على الشذوذ.

٢٦ ـ (تَخافُونَ) : يجوز أن يكون في موضع رفع صفة كالذي قبله ؛ أي خائفون.

ويجوز أن يكون حالا من الضمير في (مُسْتَضْعَفُونَ).

٢٧ ـ (وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ) : يجوز أن يكون مجزوما عطفا على الفعل الأول ، وأن يكون نصبا على الجواب بالواو.

٣٠ ـ (وَإِذْ يَمْكُرُ) : هو معطوف على : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ ...).

٣٢ ـ (هُوَ الْحَقَ) : القراءة المشهورة بالنصب ، «وهو» هاهنا فصل.

ويقرأ بالرفع على أنّ «هو» مبتدأ ، و «الحقّ» خبره ، والجملة خبر كان.

و (مِنْ عِنْدِكَ) : حال من معنى الحق ؛ أي الثابت من عندك.

(مِنَ السَّماءِ) : يجوز أن يتعلّق بأمطر ، وأن يكون صفة لحجارة.

٣٤ ـ (أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ) ؛ أي في أن لا يعذبهم ؛ فهو في موضع نصب ، أو جرّ على الاختلاف. وقيل هو حال ؛ وهو بعيد ؛ لأن «أن» تخلّص الفعل للاستقبال.

١٧٧

٣٥ ـ (وَما كانَ صَلاتُهُمْ) : الجمهور على رفع الصلاة ونصب المكاء ، وهو ظاهر.

وقرأ الأعمش بالعكس ؛ وهي ضعيفة ، ووجهها : أنّ المكاء والصلاة مصدران ، والمصدر جنس ، ومعرفة الجنس قريبة من نكرته ، ونكرته قريبة من معرفته ألا ترى أنه لا فرق بين خرجت فإذا الأسد ، أو فإذا أسد ؛ ويقوّي ذلك أنّ الكلام قد دخله النّفي والإثبات ، وقد يحسن في ذلك ما لا يحسن في الإثبات المحض ؛ ألا ترى أنه لا يحسن : كان رجل خيرا منك ، ويحسن ما كان رجل إلا خيرا منك؟

وهمزة المكاء مبدلة من واو ، لقولهم : مكا يمكو.

والأصل في التصدية ؛ تصددة ؛ لأنه من الصد ؛ فأبدلت الدال الأخيرة ياء لثقل التضعيف.

وقيل : هي أصل ، وهو من الصّدى الذي هو الصوت.

٣٧ ـ (لِيَمِيزَ) : يقرأ بالتشديد والتخفيف ، وقد ذكر في آل عمران.

و (بَعْضَهُ) : بدل من الخبيث بدل البعض ؛ أي بعض الخبيث على بعض.

(وَيَجْعَلَ) هنا متعدّية إلى مفعول بنفسها ، وإلى الثاني بحرف الجر. وقيل : الجار والمجرور حال ، تقديره : ويجعل بعض الخبيث عاليا على بعض.

٤٠ ـ (نِعْمَ الْمَوْلى) : المخصوص بالمدح محذوف ؛ أي نعم المولى الله سبحانه.

٤١ ـ (أَنَّما غَنِمْتُمْ) : «ما» : بمعنى الذي ، والعائد محذوف.

و (مِنْ شَيْءٍ) : حال من العائد المحذوف ، تقديره : ما غنمتموه قليلا أو كثيرا.

(فَأَنَّ لِلَّهِ) : يقرأ بفتح الهمزة. وفي الفاء وجهان :

أحدهما ـ أنها دخلت في خبر «الذي» لما في الذي من معنى المجازاة ، و «أن» وما عملت فيه في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : فالحكم أنّ لله خمسه.

والثاني ـ أنّ الفاء زائدة ، و «أن» بدل من الأولى.

وقيل : «ما» مصدرية ، والمصدر بمعنى المفعول ؛ أي واعلموا أن غنيمتكم ؛ أي مغنومكم.

ويقرأ بكسر الهمزة في «إن» الثانية على أن تكون «إن» وما عملت فيه مبتدأ وخبرا في موضع خبر الأولى.

والخمس ـ بضم الميم وسكونها لغتان قد قرئ بهما.

(يَوْمَ الْفُرْقانِ) : ظرف لأنزلنا ، أو لآمنتم.

(يَوْمَ الْتَقَى) : بدل من يوم الأوّل.

ويجوز أن يكون ظرفا للفرقان ؛ لأنه مصدر بمعنى التّفريق.

٤٢ ـ (إِذْ أَنْتُمْ) : «إذ» بدل من يوم أيضا.

ويجوز أن يكون التقدير : اذكروا إذ أنتم.

ويجوز أن يكون ظرفا لقدير.

والعدوة ـ بالضم والكسر لغتان قد قرئ بهما.

(الْقُصْوى) ـ بالواو ، وهي خارجة على الأصل ، وأصلها من الواو. وقياس الاستعمال أن تكون القصيا ؛ لأنه صفة كالدنيا والعليا ، وفعلى إذا كانت صفة قلبت واوها ياء فرقا بين الاسم والصفة. (وَالرَّكْبُ) : جمع راكب في المعنى ، وليس بجمع في اللفظ ؛ ولذلك تقول في التصغير : ركيب ، كما تقول فريخ.

و (أَسْفَلَ مِنْكُمْ) : ظرف ؛ أي والرّكب في مكان أسفل منكم ؛ أي أشدّ تسفّلا ، والجملة حال من الظرف الذي قبله.

ويجوز أن تكون في موضع رفع عطفا على أنتم ؛ أي وإذ الركب أسفل منكم.

(لِيَقْضِيَ اللهُ) : أي فعل ذلك ليقضي.

(لِيَهْلِكَ) : يجوز أن يكون بدلا من ليقضي بإعادة الحرف ، وأن يكون متعلقا بيقضي ، أو ب (مَفْعُولاً).

(مَنْ هَلَكَ) : الماضي هنا بمعنى المستقبل.

ويجوز أن يكون المعنى ؛ ليهلك بعذاب الآخرة من هلك في الدنيا منهم بالقتل.

(مَنْ حَيَ) : يقرأ بتشديد الياء وهو الأصل ؛ لأنّ الحرفين متماثلان متحركان ؛ فهو مثل شدّ ومدّ ، ومنه قول عبيد :

عيوا بأمرهم كما

عيت ببيضتها الحمامه

ويقرأ بالإظهار ؛ وفيه وجهان :

أحدهما ـ أنّ الماضي حمل على المستقبل وهو يحيا ، فكما لم يدغم في المستقبل لم يدغم في الماضي ، وليس كذلك شدّ ومدّ ؛ فإنه يدغم فيهما جميعا.

والوجه الثاني ـ أنّ حركة الحرفين مختلفة ؛ فالأولى مكسورة والثانية مفتوحة ، واختلاف الحركتين كاختلاف الحرفين ؛ ولذلك أجازوا في الاختيار : لححت عينه ؛ وضبب البلد ، إذا كثر ضبّه.

ويقوّي ذلك أنّ الحركة الثانية عارضة ؛ فكأنّ الياء الثانية ساكنة ، ولو سكنت لم يلزم الإدغام ؛ وكذلك إذا كانت في تقدير الساكن ، والياءان أصل ، وليست الثانية بدلا من واو ، فأمّا الحيوان فالواو فيه بدل من الياء ، وأما الحواء فليس من لفظ الحيّة ، بل من حوى يحوي ، إذا جمع.

و (عَنْ بَيِّنَةٍ) : في الموضعين يتعلّق بالفعل الأول.

٤٣ ـ (إِذْ يُرِيكَهُمُ) : أي اذكروا ؛ ويجوز أن يكون ظرفا لعليم.

٤٦ ـ (فَتَفْشَلُوا) : في موضع نصب على جواب النهي ، وكذلك (وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ).

١٧٨

ويجوز أن يكون «فتفشلوا» جزما عطفا على النهى ، ولذلك قرئ «ويذهب ريحكم».

٤٧ ـ (بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ) : مفعول من أجله ، أو مصدر في موضع الحال.

(وَيَصُدُّونَ) : معطوف على معنى المصدر.

٤٨ ـ (لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ) : «غالب» هنا مبنيّة. ولكم : في موضع رفع خبر لا ، واليوم معمول الخبر.

و (مِنَ النَّاسِ) : حال من الضمير في «لكم».

ولا يجوز أن يكون اليوم منصوبا بغالب. ولا «من الناس» حالا من الضمير في غالب ، لأن اسم «لا» إذا عمل فيما بعده لا يجوز بناؤه.

والألف في «جار» بدل من واو ؛ لقولك جاورته.

و (عَلى عَقِبَيْهِ) : حال.

٤٩ ـ (إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ) ؛ أي اذكروا.

ويجوز أن يكون ظرفا لزيّن ، أو لفعل من الأفعال المذكورة في الآية مما يصحّ به المعنى.

٥٠ ـ (يَتَوَفَّى) : يقرأ بالياء ، وفي الفاعل وجهان :

أحدهما ـ (الْمَلائِكَةُ) ، ولم يؤنّث للفصل بينهما ، ولأنّ تأنيث الملائكة غير حقيقي ؛ فعل هذا يكون (يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ) حالا من الملائكة ، أو حالا من الذين كفروا ؛ لأنّ فيها ضميرا يعود عليهما.

والثاني ـ أن يكون الفاعل مضمرا ؛ أي إذ يتوفى الله ؛ والملائكة على هذا مبتدأ ، و «يضربون» الخبر ، والجملة حال ، ولم يحتج إلى الواو لأجل الضمير ؛ أي يتوفاهم والملائكة يضربون وجوههم.

ويقرأ بالتاء ، والفاعل الملائكة.

٥٢ ـ (كَدَأْبِ) : قد ذكر في آل فرعون ما يصحّ منه إعراب هذا الموضع.

٥٣ ـ (وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) : يقرأ بفتح الهمزة ، تقديره : ذلك بأنّ الله لم يك مغيّرا وبأنّ الله سميع.

ويقرأ بكسرها على الاستئناف.

٥٦ ـ (الَّذِينَ عاهَدْتَ) : يجوز أن يكون بدلا من الذين الأولى ، وأن يكون خبرا مبتدأ محذوف ؛ أي هم الذين.

ويجوز أن يكون نصبا على إضمار أعنى.

و (مِنْهُمْ) : حال من العائد المحذوف.

٥٧ ـ (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ) : إذا أكّدت إن الشرطية ب «ما» أكد فعل الشرط بالنون ليتناسب المعنى. (فَشَرِّدْ بِهِمْ) : الجمهور على الدال ، وهو الأصل.

وقرأ الأعمش بالذال ، وهو بدل من الدال ، كما قالوا : خراديل وخراذيل.

وقيل : هو مقلوب من شذر بمعنى فرّق ، ومنه قولهم : تفرّقوا شذر مذر.

ويجوز أن تكون من شذر في مقاله إذا أكثر فيه ، وكل ذلك تعسّف بعيد.

٥٨ ـ (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ) : أي عهدهم. فحذف المفعول.

و (عَلى سَواءٍ) : حال.

٥٩ ـ (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ) : يقرأ بالتاء على الخطاب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والمفعول الثاني (سَبَقُوا).

ويقرأ بالياء : وفي الفاعل وجهان :

أحدهما ـ هو مضمر ؛ أي لا يحسبن من خلفهم ، أو لا يحسبن أحد ، فالإعراب على هذا كإعراب القراءة الأولى.

والثاني ـ أنّ الفاعل (الَّذِينَ كَفَرُوا) ، والمفعول الثاني سبقوا ، والأوّل محذوف ؛ أي أنفسهم.

وقيل : التقدير : أن سبقوا ، وأن هنا مصدرية مخففة من الثقيلة ، حكى عن الفرّاء ، وهو بعيد ، لأن «أن» المصدرية موصولة ، وحذف الموصول ضعيف في القياس شاذ في الاستعمال.

١٧٩

(إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ) : أي لا تحسبوا ذلك لهذا. والثاني أنه متعلق بتحسب ، إما مفعول ، أو بدل من «سبقوا» ، وعلى كلا الوجهين تكون «لا» زائدة. وهو ضعيف لوجهين : أحدهما ـ زيادة لا.

والثاني ـ أنّ مفعول حسبت إذا كان جملة وكان مفعولا ثانيا كانت فيه إن مكسورة ؛ لأنه موضع مبتدأ وخبر.

٦٠ ـ (مِنْ قُوَّةٍ) : هو في موضع الحال من (مَا) ، أو من العائد المحذوف في (اسْتَطَعْتُمْ).

(تُرْهِبُونَ بِهِ) : في موضع الحال من الفاعل في (أَعِدُّوا) ، أو من المفعول ؛ لأنّ في الجملة ضميرين يعودان إليهما.

٦١ ـ (لِلسَّلْمِ) : يجوز أن تكون اللام بمعنى إلى ؛ لأنّ جنح بمعنى مال ؛ ويجوز أن تكون معدّية للفعل بنفسها ، وأن تكون بمعنى من أجل.

والسّلم ـ بكسر السين وفتحها : لغتان ، وقد قرئ بهما وهي مؤنثة ، ولذلك قال : (فَاجْنَحْ لَها).

٦٤ ـ (حَسْبُكَ اللهُ) : مبتدأ وخبر. وقال قوم : حسبك مبتدأ ، والله فاعله ؛ أي يكفيك الله.

(وَمَنِ اتَّبَعَكَ) : في «من» ثلاثة أوجه :

أحدها ـ جرّ عطفا على الكاف في حسبك ؛ وهذا لا يجوز عند البصريين ؛ لأنّ العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار لا يجوز.

والثاني ـ موضعه نصب بفعل محذوف دلّ عليه الكلام ؛ تقديره : ويكفي من اتّبعك.

والثالث ـ موضعه رفع على ثلاثة أوجه :

أحدها : هو معطوف على اسم الله ، فيكون خبرا آخر ؛ كقولك : القائمان زيد وعمر ، ولم يثنّ حسبك ، لأنه مصدر.

وقال قوم : هذا ضعيف ؛ لأنّ الواو للجمع ، ولم يحسن هاهنا كما لم يحسن في قولهم : ما شاء الله وشئت ، و «ثمّ» هنا أولى.

والثاني : أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : وحسبك من اتّبعك. [لم يذكر العكبريّ الوجه الثالث].

٦٥ ـ (إِنْ يَكُنْ) : يجوز أن تكون التامة ، فيكون الفاعل (عِشْرُونَ) ، و (مِنْكُمْ) : حال منها ، أو متعلقة بيكون.

ويجوز أن تكون الناقصة ، فيكون عشرون اسمها ، ومنكم الخبر.

٦٧ ـ (أَسْرى) : فيه قراءات قد ذكرت في البقرة.

(وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) : الجمهور على نصب الآخرة على الظاهر. وقرئ شاذا بالجر ، تقديره : والله يريد عرض الآخرة ، فحذف المضاف وبقي عمله ، كما قال بعضهم :

أكلّ امرئ تحسبين امرا

ونار توقد باللّيل نارا

أي : وكلّ نار.

٦٨ ـ (لَوْ لا كِتابٌ) : كتاب مبتدأ ، و (سَبَقَ) : صفة. و (مِنَ اللهِ) يجوز أن يكون صفة أيضا ، وأن يكون متعلقا بسبق ، والخبر محذوف : أي تدارككم.

٦٩ ـ (حَلالاً طَيِّباً) : قد ذكر في البقرة.

٧١ ـ (خِيانَتَكَ) : مصدر خان يخون ، وأصل الياء الواو ، فقلبت لانكسار ما قبلها ووقوع الألف بعدها.

٧٢ ـ (مِنْ وَلايَتِهِمْ) : يقرأ بفتح الواو وكسرها ، وهما لغتان.

وقيل : هي بالكسر : الإمارة ، وبالفتح : من موالاة النّصرة.

٧٣ ـ (إِلَّا تَفْعَلُوهُ) : الهاء تعود على النصر.

وقيل على الولاء والتأمّر.

٧٥ ـ (فِي كِتابِ اللهِ) : في موضع نصب بأولي ؛ أي يثبت ذلك في كتاب الله.

١٨٠