التبيان في إعراب القرآن

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]

التبيان في إعراب القرآن

المؤلف:

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: بيت الأفكار الدوليّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٧

١١٢ ـ (فَلا يَخافُ) : هو جواب الشرط ، فمن رفع استأنف ، ومن جزم فعلى النّهي.

١١٣ ـ (وَكَذلِكَ) : الكاف نعت لمصدر محذوف ؛ أي إنزالا مثل ذلك.

(وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ) : أي وعيدا من الوعيد ، وهو جنس ، وعلى قول الأخفش «من» زائدة.

١١٤ ـ (يُقْضى) : على ما لم يسمّ فاعله.

و (وَحْيُهُ) : مرفوع به. وبالنون وفتح الياء ، ووحيه نصب.

١١٥ ـ (لَهُ عَزْماً) : يجوز أن يكون مفعول «نجد» بمعنى نعلم. وأن يكون عزما مفعول نجد ، ويكون بمعنى نصب.

و «له» : إما حال من عزم ، أو متعلق بنجد.

١١٦ ـ (أَبى) : قد ذكر في البقرة.

١١٧ ـ (فَتَشْقى) : أفرد بعد التثنية لتتوافق رؤوس الآي ، مع أنّ المعنى صحيح ؛ لأنّ آدم عليه‌السلام هو المكتسب ، وكان أكثر بكاء على الخطيئة منها.

١١٩ ـ (وَأَنَّكَ) : يقرأ بفتح الهمزة عطفا على موضع (أَلَّا تَجُوعَ) ، وجاز أن تقع «أن» المفتوحة معمولة لأنّ لمّا فصل بينهما ، والتقدير : أنّ لك الشبع والرّيّ والكنّ.

ويقرأ بالكسر على الاستئناف ، أو العطف على «إن» الأولى.

١٢٠ ـ (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ) : عدّي وسوس بإلى ، لأنه بمعنى أسرّ ؛ وعدّاه في موضع آخر باللام ؛ لأنه بمعنى ذكر له ، أو يكون بمعنى لأجله.

١٢١ ـ (فَغَوى) : الجمهور على الألف ، وهو بمعنى فسد وهلك.

وقرئ شاذّا بالياء وكسر الواو ، وهو من غوي.

الفصيل إذا بشم على اللبن وليست بشيء.

١٢٤ ـ (ضَنْكاً) : الجمهور على التنوين ، وأن الألف في الوقف مبدلة منه ، والضّنك : الضيق.

ويقرأ ضنكى ، على مثال سكرى.

(وَنَحْشُرُهُ) : يقرأ بضمّ الراء على الاستئناف ، ويسكونها إمّا لتوالى الحركات ، أو أنه مجزوم حملا على موضع جواب الشرط ؛ وهو قوله : (فَإِنَّ لَهُ).

و (أَعْمى) : حال.

١٢٦ ـ (كَذلِكَ) : في موضع نصب ؛ أي حشرنا مثل ذلك ، أو فعلنا مثل ذلك ، أو إتيانا مثل ذلك ، أو جزاء مثل إعراضك ، أو نسيانا.

١٢٨ ـ (يَهْدِ لَهُمْ) : في فاعله وجهان :

أحدهما ـ ضمير اسم الله تعالى ؛ أي ألم يبين الله لهم ، وعلّق «بين» هنا ؛ إذ كانت بمعنى أعلم ، كما علقه في قوله تعالى : (وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ).

والثاني ـ أن يكون الفاعل ما دلّ عليه أهلكنا ؛ أي إهلاكنا ، والجملة مفسّرة له. ويقرأ بالنون.

و (كَمْ) : في موضع نصب ب (أَهْلَكْنا) ؛ أي كم قرنا أهلكنا ؛ وقد استوفينا ذلك في : (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ).

(يَمْشُونَ) : حال من الضمير المجرور في «لهم» ؛ أي ألم يبن للمشركين في حال مشيهم في مساكن من أهلك من الكفار.

وقيل : هو حال من المفعول في أهلكنا ؛ أي أهلكناهم في حال غفلتهم.

١٢٩ ـ (وَأَجَلٌ مُسَمًّى) : هو معطوف على (كَلِمَةٌ) ؛ أي ولولا أجل مسمّى لكان العذاب لازما.

واللزام مصدر في موضع اسم الفاعل. ويجوز أن يكون جمع لازم ، مثل قائم وقيام.

١٣٠ ـ (وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ) : هو في موضع نصب ب (سَبِّحْ) الثانية.

(وَأَطْرافَ) : محمول على الموضع ، أو معطوف على قبل.

ووضع الجمع موضع التثنية ؛ لأن النهار له طرفان ، وقد جاء في قوله : (أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ).

وقيل : لما كان النهار جنسا جمع الأطراف.

وقيل : أراد بالأطراف الساعات ؛ كما قال تعالى : (وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ).

(لَعَلَّكَ تَرْضى) : وترضى ؛ وهما ظاهران.

١٣١ ـ (زَهْرَةَ) : في نصبه أوجه :

أحدها ـ أن يكون منصوبا بفعل محذوف دلّ عليه (مَتَّعْنا) ؛ أي جعلنا لهم زهرة. والثاني ـ أن يكون بدلا من موضع (بِهِ).

والثالث ـ أن يكون بدلا من أزواج ، والتقدير : ذوي زهرة ، فحذف المضاف.

ويجوز أن يكون جعل الأزواج زهرة على المبالغة ؛ ولا يجوز أن يكون صفة لأنه معرفة ، وأزواجا نكرة.

والرابع ـ أن يكون على الذم ؛ أي أذمّ ، أو أعني.

والخامس ـ أن يكون بدلا من «ما» ، اختاره بعضهم. وقال آخرون : لا يجوز ؛ لأنّ قوله تعالى : (لِنَفْتِنَهُمْ) من صلة متّعنا ؛ فيلزم منه الفصل بين الصلة والموصول بالأجنبي.

والسادس ـ أن يكون حالا من الهاء ، أو من «ما» ، وحذف التنوين لالتقاء الساكنين ، وجرّ الحياة على البدل من «ما» ، اختاره مكي ، وفيه نظر.

والسابع ـ أنه تمييز لما أو للهاء في به ؛ حكي عن الفراء ؛ وهو غلط لأنه معرفة.

١٣٢ ـ (وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى) ؛ أي لذوي التقوى ، وقد دلّ على ذلك قوله : (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).

١٣٣ ـ (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ) : يقرأ بالتاء على لفظ البينة ، وبالياء على معنى البيان.

٢٦١

وقرئ «بيّنة» ـ بالتنوين ، و «ما» بدل منها ، أو خبر مبتدأ محذوف ، وحكي عن بعضهم بالنصب والتنوين على أن يكون الفاعل «ما» ، وبينة حال مقدمة.

و (الصُّحُفِ) : بالتحريك والإسكان.

١٣٤ ـ (فَنَتَّبِعَ) : جواب الاستفهام.

و (نَذِلَّ وَنَخْزى) : على تسمية الفاعل ، وترك تسميته.

١٣٥ ـ (مَنْ أَصْحابُ) : «من» مبتدأ ، و «أصحاب» خبر ، والجملة في موضع نصب ، ولا تكون «من» بمعنى الذي ؛ إذ لا عائد عليها ، وقد حكي ذلك عن الفراء.

(الصِّراطِ السَّوِيِ) : فيه خمس قراءات :

الأولى ـ على فعيل. أي المستوي.

والثانية ـ السّواء ؛ أي الوسط.

والثالثة ـ السّوء ـ بفتح السين ـ بمعنى الشر.

والرابعة ـ السّوأى ، وهو تأنيث الأسوأ ؛ وأنّث على معنى الصراط أي الطريقة ؛ كقوله تعالى : (اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ).

والخامسة ـ السّويّ ـ على تصغير السّوء.

(وَمَنِ اهْتَدى) : بمعنى الذي ، وفيه عطف الخبر على الاستفهام ، وفيه تقوية قول الفراء. ويجوز أن يكون من في موضع جرّ ؛ أي وأصحاب من اهتدى ؛ يعنى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ويجوز أن يكون استفهاما كالأول.

سورة الأنبياء

١ ـ (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) : هم مبتدأ ، و (مُعْرِضُونَ) الخبر ، (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) : ويجوز أن يكون حالا من الضمير في معرضون ؛ أي أعرضوا غافلين.

ويجوز أن يكون خبرا ثانيا.

٢ ـ (مُحْدَثٍ) : محمول على لفظ ذكر ، ولو رفع على موضع (مِنْ ذِكْرٍ) جاز.

و (مِنْ رَبِّهِمْ) : يجوز أن يتعلّق بيأتيهم ، وأن يكون صفة لذكر ، وأن يتعلّق بمحدث. وأن يكون حالا من الضمير في «محدث».

٣ ـ (لاهِيَةً) : هو حال من الضمير في (يَلْعَبُونَ) ؛ ويجوز أن يكون حالا من الواو في (اسْتَمَعُوهُ).

(الَّذِينَ ظَلَمُوا) : في موضعه ثلاثة أوجه :

أحدها ـ الرفع ، وفيه أربعة أوجه : أحدها : أن يكون بدلا من الواو في (أَسَرُّوا). والثاني : أن يكون فاعلا ، والواو حرف للجمع ، لا اسم.

والثالث : أن يكون مبتدأ والخبر (هَلْ هذا) ؛ والتقدير : يقولون هل هذا.

والرابع : أن يكون خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هم الذين ظلموا.

والوجه الثاني ـ أن يكون خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هم الذين ظلموا.

والوجه الثاني ـ أن يكون منصوبا على إضمار أعنى.

والثالث ـ أن يكون مجرورا صفة للناس.

٤ ـ (قالَ رَبِّي) : يقرأ : قل على الأمر ، وقال على الخبر.

(فِي السَّماءِ) : حال من القول ، أو حال من الفاعل في (يَعْلَمُ) ؛ وفيه ضعف ؛ ويجوز أن يتعلق بيعلم.

٥ ـ (أَضْغاثُ أَحْلامٍ) : أي هذا أضغاث.

(كَما أُرْسِلَ) : أي إتيانا مثل إرسال الأوّلين.

٦ ـ و (أَهْلَكْناها) : صفة لقرية إما على اللفظ أو على الموضع.

٧ ـ ويوحى ـ بالياء ، و «إليهم» : قائم مقام الفاعل. ونوحي ـ بالنون ، والمفعول محذوف ؛ أي الأمر والنهي.

٨ ـ (جَسَداً) : هو مفرد في موضع الجمع ، والمضاف محذوف ؛ أي ذوي أجساد. و (لا يَأْكُلُونَ) : صفة لأجساد.

٢٦٢

و (جَعَلْناهُمْ) : يجوز أن يكون متعديا إلى اثنين ، وأن يتعدّى إلى واحدة ، فيكون (جَسَداً) حالا ، و (لا يَأْكُلُونَ) حالا أخرى.

١٠ ـ (فِيهِ ذِكْرُكُمْ) : الجملة صفة لكتاب.

و «ذكركم» مضاف إلى المفعول ؛ أي ذكرنا إياكم.

ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل ؛ أي ما ذكرتم من الشرك وتكذيب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ فيكون المفعول محذوفا.

١١ ـ و (كَمْ) : في موضع نصب ب (قَصَمْنا).

و (كانَتْ ظالِمَةً) : صفة لقرية.

١٢ ـ (إِذا هُمْ) للمفاجأة ، فهم مبتدأ ، و (يَرْكُضُونَ) الخبر ؛ وإذا ظرف للخبر.

١٥ ـ (تِلْكَ دَعْواهُمْ) : تلك في موضع رفع اسم زالت ، ودعواهم الخبر ؛ ويجوز العكس ، والدّعوى قولهم : (يا وَيْلَنا).

و (حَصِيداً) : مفعول ثان ؛ والتقدير : مثل حصيد ؛ فلذلك لم يجمع ، كما لا يجمع «مثل» المقدر.

و (خامِدِينَ) : بمنزلة : هذا حلو حامض ؛ ويجوز أن يكون صفة لحصيد.

١٦ ـ و (لاعِبِينَ) : حال من الفاعل في خلقنا.

١٧ ـ و (إِنْ كُنَّا) : بمعنى ما كنّا. وقيل : هي شرط.

١٨ ـ (فَيَدْمَغُهُ) : قرئ شاذا بالنصب ، وهو بعيد ، والحمل فيه على المعنى ؛ أي بالحق فالدّمغ.

(مِمَّا تَصِفُونَ) : حال ؛ أي ولكم الويل واقعا.

و «ما» بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة ، أو مصدرية.

١٩ ـ (وَمَنْ عِنْدَهُ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ أن تكون «من» معطوفة على «من» الأولى ، والأولى مبتدأ ، وله الخبر ؛ أو هي مرفوعة بالظّرف ؛ فعلى هذا (لا يَسْتَكْبِرُونَ) حال ؛ إما من «من» الأولى ، أو الثانية على قول من رفع بالظرف ، أو من الضمير في الظّرف الذي هو الخبر ، أو من الضمير في عنده.

والوجه الثاني ـ أن تكون من الثانية مبتدأ ، ولا يستكبرون الخبر.

٢٠ ـ (يُسَبِّحُونَ) : يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون حالا من ضمير الفاعل قبلها.

و (لا يَفْتُرُونَ) : حال من ضمير الفاعل في «يسبّحون».

٢١ ـ (مِنَ الْأَرْضِ) : هو صفة لآلهة ؛ أو متعلّق باتّخذوا ، على معنى ابتداء غاية الاتخاذ.

٢٢ ـ (إِلَّا اللهُ) : الرفع على أن «إلا» صفة بمعنى غير ؛ ولا يجوز أن يكون بدلا ؛ لأنّ المعنى يصير إلى قولك : لو كان فيهما الله لفسدتا ؛ ألا ترى أنك لو قلت : ما جاءني قومك إلا زيد على البدل لكان المعنى : جاءني زيد وحده.

وقيل : يمتنع البدل ، لأن ما قبلها إيجاب ؛ ولا يجوز النّصب على الاستثناء لوجهين :

أحدهما ـ أنه فاسد في المعنى ؛ وذلك أنك إذا قلت : لو جاءني القوم إلّا زيدا لقتلتهم ـ كان معناه أنّ القتل امتنع لكون زيد مع القوم ؛ فلو نصبت في الآية لكان المعنى : إنّ فساد السموات والأرض امتنع لوجود الله تعالى مع الآلهة ، وفي ذلك إثبات إله مع الله.

وإذا رفعت على الوصف لا يلزم مثل ذلك ؛ لأنّ المعنى لو كان فيهما غير الله لفسدتا.

والوجه الثاني ـ أنّ آلهة هنا نكرة ؛ والجمع إذا كان نكرة لم يستثن منه عند جماعة من المحقّقين ؛ لأنه لا عموم له بحيث يدخل فيه المستثنى لولا الاستثناء.

٢٤ ـ (ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ) : الجمهور على الإضافة.

وقرئ بالتنوين على أن تكون «من» في موضع نصب بالمصدر.

ويجوز أن تكون في موضع رفع على إقامة المصدر مقام ما لم يسمّ فاعله.

ويقرأ كذلك إلا أنه بكسر الميم. والتقدير : هذا ذكر من كتاب معي ، ومن كتاب قبلي ، ونحو ذلك ، فحذف الموصوف.

(الْحَقَ) : الجمهور على النصب بالفعل قبله.

وقرئ بالرفع على تقدير حذف مبتدأ.

٢٦ ـ (بَلْ عِبادٌ) : أي هم عباد.

(مُكْرَمُونَ) ـ بالتخفيف والتشديد.

٢٧ ـ و (لا يَسْبِقُونَهُ) : صفة في موضع رفع.

٢٩ ـ (فَذلِكَ) : في موضع رفع بالإبتداء. وقيل في موضع نصب بفعل دلّ عليه (نَجْزِيهِ) ؛ والجملة جواب الشرط.

و (كَذلِكَ) : في موضع نصب ب (نَجْزِي) ؛ أي جزاء مثل ذلك.

٣٠ ـ (أَوَلَمْ) : يقرأ بالواو وبحذفها ، وقد ذكر نظيره في البقرة عند قوله تعالى : (وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ).

(كانَتا) : الضمير يعود على الجنسين.

و (رَتْقاً) ـ بسكون التاء ؛ أي ذاتي رتق ، أو مرتوقتين ، كالخلق بمعنى المخلوق.

ويقرأ بفتحها ، وهو بمعنى المرتوق ، كالقبض والنّقض.

(وَجَعَلْنا) ؛ أي وخلقنا ، والمفعول (كُلَّ شَيْءٍ) ، و (حَيٍ) صفة ، و «من» لابتداء الغاية.

ويجوز أن يكون صفة لكل تقدّم عليه فصار حالا. ويجوز أن تكون جعل بمعنى صيّر ؛ فيكون (مِنَ الْماءِ) مفعولا ثانيا.

ويقرأ «حيّا» على أن يكون صفة لكل ، أو مفعولا ثانيا.

٣١ ـ (أَنْ تَمِيدَ) : أي مخافة أن تميد ، أو لئلا تميد.

٢٦٣

و (فِجاجاً) : حال من «سبل». وقيل : سبلا بدل ؛ أي سبلا «فجاجا» ، كما جاء في الآية الأخرى.

٣٣ ـ (كُلٌ) ؛ أي كلّ واحد منهما أو منها ، ويعود إلى الليل والنهار والشمس والقمر.

و (يَسْبَحُونَ) : خبر كلّ على المعنى ؛ لأنّ كلّ واحد منها إذا سبح فكلّها تسبح. وقيل : يسبحون على هذا الوجه حال ، والخبر : (فِي فَلَكٍ).

وقيل : التقدير : كلها ، والخبر (يَسْبَحُونَ) ، وأتى بضمير الجمع على معنى كل ، وذكّره كضمير من يعقل لأنه وصفها بالسباحة ، وهي من صفات من يعقل.

٣٤ ـ (أَفَإِنْ مِتَ) : قد ذكر في قوله تعالى : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ).

٣٥ ـ (فِتْنَةً) : مصدر مفعول له ؛ أو في موضع الحال ؛ أي فاتنين ، أو على المصدر بمعنى نبلوكم ؛ أي نفتنكم بهما فتنة.

٣٦ ـ (إِلَّا هُزُواً) : أي مهزوّا به ، وهو مفعول ثان ، وأعاد ذكرهم توكيدا.

٣٧ ـ (مِنْ عَجَلٍ) : في موضع نصب بخلق على المجاز ، كما تقول : خلق من طين.

وقيل : هو حال ؛ أي عجلا. وجواب (لَوْ) محذوف. و (حِينَ) مفعول به لا ظرف. و (بَغْتَةً) : مصدر في موضع الحال.

٤٢ ـ (مِنَ الرَّحْمنِ) : أي من أمر الرحمن ، فهو في موضع نصب بيكلؤكم ؛ ونظيره : (يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ).

٤٣ ـ (لا يَسْتَطِيعُونَ) : هو مستأنف.

٤٤ ـ (نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) : قد ذكر في الرعد.

٤٥ ـ (وَلا يَسْمَعُ) : فيه قراءات وجوهها ظاهرة.

و (إِذا) : منصوبة بيسمع ، أو بالدعاء ؛ فعلى هذا القول يكون المصدر المعرّف بالألف واللام عاملا بنفسه.

٤٦ ـ (مِنْ عَذابِ) : صفة لنفحة ، أو في موضع نصب بمسّتهم.

٤٧ ـ (الْقِسْطَ) : إنما أفرد ، وهو صفة لجمع ، لأنه مصدر وصف به. وإن شئت قلت : التقدير ذوات القسط.

(لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) : أي لأجله. وقيل : هي بمعنى في.

و (شَيْئاً) : بمعنى المصدر.

و (مِثْقالَ) : بالنصب على أنه خبر كان ؛ أي وإن كان الظلم أو العمل. ويقرأ بالرفع على أن تكون كان تامة.

و (مِنْ خَرْدَلٍ) : صفة لحبّة ، أو لمثقال.

و (أَتَيْنا) : بالقصر : جئنا. ويقرأ بالمد بمعنى جازينا بها ؛ فهو يقرب من معنى أعطينا ؛ لأنّ الجزاء إعطاء ؛ وليس منقولا من أتينا ؛ لأن ذلك لم ينقل عنهم.

٤٨ ـ (وَضِياءً) : قيل : دخلت الواو على الصفة ، كما تقول : مررت بزيد الكريم والعالم ؛ فعلى هذا يكون حالا ؛ أي الفرقان مضيئا.

وقيل : هي عاطفة ؛ أي آتيناه ثلاثة أشياء : الفرقان ، والضياء ، والذّكر.

٤٩ ـ (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ) : في موضع جرّ على الصفة ، أو نصب بإضمار أعني ، أو رفع على إضمار (هُمْ) ؛ و (بِالْغَيْبِ) : حال.

٥٢ ـ (إِذْ قالَ) : إذ ظرف لعالمين ، أو لرشده ، أو لآتينا.

ويجوز أن يكون بدلا من موضع (مِنْ قَبْلُ).

ويجوز أن ينتصب بإضمار أعني ، أو بإضمار اذكر.

(لَها عاكِفُونَ) : قيل : اللام بمعنى على ، كقوله (لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ).

٢٦٤

وقيل : هي على بابها ؛ إذ المعنى لها عابدون.

وقيل : أفادت معنى الاختصاص.

٥٦ ـ (عَلى ذلِكُمْ) : لا يجوز أن يتعلق «بالشّاهدين» ؛ لما يلزم من تقديم الصلة على الموصول ، فيكون على التّبيين. وقد ذكر في مواضع.

٥٨ ـ (جُذاذاً) : يقرأ بالضم والفتح والكسر ؛ وهي لغات. وقيل : الضم على أنّ واحده جذاذة ؛ والكسر على أنّ واحده جذاذة ـ بالكسر ، والفتح على المصدر كالحصاد ؛ والتقدير : ذوي جذاذ.

ويقرأ بضمّ الجيم من غير ألف ، وواحده جذّه ، كقبة وقبب.

ويقرأ كذلك إلا أنّه بضمّ الذال الأولى ، وواحده جذيذ ، كقليب وقلب.

٥٩ ـ (مَنْ فَعَلَ هذا) : يجوز أن يكون «من» استفهاما ؛ فيكون «إنّه» استئنافا.

ويجوز أن يكون بمعنى الذي ؛ فيكون «إنه» وما بعده الخبر.

٦٠ ـ (يَذْكُرُهُمْ) : مفعول ثان لسمعنا ، ولا يكون ذلك إلّا مسموعا ؛ كقولك : سمعت زيدا يقول كذا ؛ والمعنى : سمعت قول زيد.

و (يُقالُ) : صفة ؛ ويجوز أن يكون حالا.

وفي ارتفاع (إِبْراهِيمُ) عليه‌السلام ثلاثة أوجه : أحدها ـ هو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هو ، أو هذا. وقيل : هو مبتدأ والخبر محذوف ؛ أي إبراهيم فاعل ذلك ، والجملة محكيّة.

والثاني ـ هو منادى مفرد فضمّته بناء.

والثالث ـ هو مفعول يقال ؛ لأنّ المعنى يذكر إبراهيم في تسميته ؛ فالمراد الاسم لا المسمّى.

٦١ ـ (عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ) : في موضع الحال ؛ أي على رؤيتهم ؛ أي ظاهرا لهم.

٦٣ ـ (بَلْ فَعَلَهُ) : الفاعل (كَبِيرُهُمْ).

(هذا) : وصف ، أو بدل. وقيل : الوقف على «فعله» ، والفاعل محذوف ؛ أي فعله من فعله ؛ وهذا بعيد ؛ لأن حذف الفاعل لا يسوغ.

٦٥ ـ (عَلى رُؤُسِهِمْ) : متعلقة بنكسوا.

ويجوز أن يكون حالا ، فيتعلّق بمحذوف.

(ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ) : الجملة تسدّ مسدّ مفعولى علمت ؛ كقوله : (وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ).

٦٦ ـ و (شَيْئاً) : في موضع المصدر ؛ أي نفعا.

٦٧ ـ (أُفٍّ لَكُمْ) : قد ذكر في سبحان.

٦٩ ـ (بَرْداً) ؛ أي ذات برد.

و (عَلى) : يتعلق بسلام ، أو هي صفة له.

٧٢ ـ (نافِلَةً) : حال من يعقوب.

وقيل : هو مصدر ، كالعاقبة والعافية ، والعامل فيه معنى وهبنا.

(وَكُلًّا) : المفعول الأول ل جعلنا.

٧٣ ـ (وَإِقامَ الصَّلاةِ) : الأصل فيه إقامة ، وهي عوض من حذف إحدى الألفين ، وجعل المضاف إليه بدلا من الهاء.

٧٤ ـ (وَلُوطاً) ؛ أي وآتينا لوطا.

و (آتَيْناهُ) : مفسّر للمحذوف ، ومثله : ونوحا وداود وسليمان وأيوب وما بعده من أسماء الأنبياء عليهم‌السلام.

ويحتمل أن يكون التقدير : واذكر لوطا ؛ والتقدير : واذكر خبر لوط ؛ والخبر المحذوف هو العامل في «إذ». والله أعلم.

٧٧ ـ (وَنَصَرْناهُ) ؛ أي منعناه من أذاهم.

وقيل : من بمعنى على.

٧٨ ـ و (إِذْ نَفَشَتْ) : ظرف ليحكمان.

و (لِحُكْمِهِمْ) : يعنى الذين اختصموا في الحرث. وقيل : الضمير لهم ، ولداود ، وسليمان.

وقيل : هو لداود وسليمان خاصّة ، وجمع لأن الاثنين جمع.

٢٦٥

٧٩ ـ (مَعَ داوُدَ الْجِبالَ) : العامل في «مع» (يُسَبِّحْنَ) ؛ وهو نظير قوله تعالى : (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ).

ويسبّحن : حال من الجبال.

(وَالطَّيْرَ) : معطوف على الجبال. وقيل : هي بمعنى مع.

ويقرأ شاذّا بالرفع عطفا على الضمير في يسبّحن.

وقيل : التقدير : والطير كذلك.

٨٠ ـ (لَكُمْ) : يجوز أن يكون وصفا للبوس ، وأن يتعلّق بعلمنا ، أو بصنعة.

(لِتُحْصِنَكُمْ) : يجوز أن يكون بدلا من لكم ، بإعادة الجار ؛ ويجوز أن يتعلّق بعلمنا ؛ أي لأجل تحصينكم.

ويحصنكم ـ بالياء على أنّ الفاعل الله عزوجل ، أو داود عليه‌السلام ، أو الصنع ، أو التّعليم ، أو الّلبوس ؛ وبالتاء ؛ أي الصنعة ، أو الدروع. وبالنون لله تعالى على التعظيم.

ويقرأ بالتشديد والتخفيف.

٨١ ـ و (الرِّيحَ) : نصب على تقدير : وسخّرنا لسليمان ؛ ودلّ عليه وسخرنا الأولى.

ويقرأ بالرفع على الاستئناف.

و (عاصِفَةً) : حال ، و (تَجْرِي) : حال أخرى ؛ إما بدلا من عاصفة ، أو من الضمير فيها.

٨٢ ـ (مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ) : «من» في موضع نصب عطفا على الرياح ، أو رفع على الاستئناف ، وهي نكرة موصوفة ، والضمير عائد على معناها. و (دُونَ ذلِكَ) : صفة لعمل.

٨٤ ـ (رَحْمَةً) ؛ و (ذِكْرى) : مفعول له ؛ ويجوز أن ينتصب على المصدر ؛ أي : ورحمناه.

٨٧ ـ و (مُغاضِباً) : حال.

٨٨ ـ (نُنْجِي) : الجمهور على الجمع بين النونين وتخفيف الجيم. ويقرأ بنون واحدة وتشديد الجيم ، وفيه ثلاثة أوجه :

أحدها ـ أنه فعل ماض ، وسكن الياء إيثارا للتخفيف ، والقائم مقام الفاعل المصدر ؛ أي نجي النجاء. وهو ضعيف من وجهين : أحدهما : تسكين آخر الماضي. والثاني : إقامة المصدر مقام الفاعل مع وجود المفعول الصحيح.

والوجه الثاني ـ أنه فعل مستقبل قلبت منه النون الثانية جيما وأدغمت ؛ وهو ضعيف أيضا.

والثالث ـ أنّ أصله ننجي ـ بفتح النون الثانية ، ولكنها حذفت كما حذفت التاء الثانية في «تظاهرون» ؛ وهذا ضعيف أيضا لوجهين : أحدهما : أنّ النون الثانية أصل وهي فاء الكلمة ، فحذفها يبعد جدا. والثاني : أنّ حركتها غير حركة النون الأولى ، فلا يستثقل الجمع بينهما بخلاف تظاهرون ؛ ألا ترى أنك لو قلت تتحامى المظالم لم يسغ حذف التاء الثانية.

٩٠ ـ (رَغَباً وَرَهَباً) : مفعول له ، أو مصدر في موضع الحال ؛ أو مصدر على المعنى.

٩١ ـ (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ) : أي : واذكر التي.

ويجوز أن يكون في موضع رفع ؛ أي : وفيما يتلى عليك خبر التي.

و (فِيها) : يعود على مريم.

و (آيَةً) : مفعول ثان. وفي الإفراد وجهان :

أحدهما ـ أن مريم وابنها عليهما‌السلام جميعا آية واحدة ؛ لأن العجب منهما كمل.

والثاني ـ أنّ تقديره : وجعلناها آية وابنها كذلك ، فآية مفعول المعطوف عليه. وقيل : المحذوف هو الأول ؛ وآية الذكور للابن.

٩٢ ـ (أُمَّتُكُمْ) ـ بالرفع : على أنه خبر إنّ ؛ وبالنصب على أنه بدل ، أو عطف بيان.

و (أُمَّةً) ـ بالنصب : حال ، والرفع بدل من أمتكم ؛ أو خبر مبتدأ محذوف.

٩٣ ـ (وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ) ؛ أي في أمرهم ؛ أي تفرّقوا. وقيل : عدّي تقطعوا بنفسه ؛ لأنه بمعنى قطّعوا ؛ أي فرقوا. وقيل : هو تمييز ؛ أي تقطع أمرهم.

٩٤ ـ و (لَهُ) : أي للسعي. وقيل : يعود على من.

٩٥ ـ (وَحَرامٌ) : يقرأ بالألف. وبكسر الحاء وسكون الراء من غير ألف ، وبفتح الحاء وكسر الراء من غير ألف. وهو في ذلك كلّه مرفوع بالابتداء ؛ وفي الخبر وجهان :

٢٦٦

أحدهما ـ هو (أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ). و «لا» زائدة ؛ أي ممتنع رجوعهم إلى الدنيا.

وقيل : ليست زائدة ؛ أي ممتنع عدم رجوعهم عن معصيتهم.

والجيّد أن يكون «أنهم» فاعلا سدّ مسدّ الخبر.

والثاني ـ الخبر محذوف ، تقديره : توبتهم ، أو رجاء بعثهم ، إذا جعلت «لا» زائدة.

وقيل : حرام خبر مبتدأ محذوف ؛ أي ذلك الذي ذكرناه من العمل الصالح حرام ؛ وحرام وحرم ، لغتان مثل حلال وحلّ ، ومن فتح الحاء وكسر الراء كان اسم فاعل من حرم ؛ أي امتنع مثل فلق ، ومنه : يقول لا غائب مالي ولا حرم أي ممتنع.

ويقرأ «حرم» على أنه فعل بكسر الراء وضمّها ، وأنهم بالفتح على أنها مصدرية ، وبالكسر على الاستئناف.

٩٦ ـ و (حَتَّى) : متعلقة في المعنى بحرام ؛ أي يستمر الامتناع إلى هذا الوقت ، ولا عمل لها في «إذا».

ويقرأ «من كل جدث» ـ بالجيم والثاء ، وهو بمعنى الحدب.

و (يَنْسِلُونَ) ـ بكسر السين وضمّها لغتان ، وجواب إذا : (فَإِذا هِيَ). وقيل : جوابها قالوا يا ويلنا. وقيل : واقترب ، والواو زائدة.

٩٧ ـ (فَإِذا هِيَ) : «إذا» للمفاجأة ، وهي مكان ، والعامل فيها (شاخِصَةٌ) ، وهى ضمير القصة.

و (أَبْصارُ الَّذِينَ) : مبتدأ ، وشاخصة خبره.

(يا وَيْلَنا) : في موضع نصب بقالوا المقدّر.

ويجوز أن يكون التقدير : يقولون ؛ فيكون حالا.

٩٨ ـ (حَصَبُ جَهَنَّمَ) : يقرأ بفتح الصاد ، وهو ما توقد به ، وبسكونها وهو مصدر حصبتها : أو قدتها ؛ فيكون بمعنى المحصوب.

ويقرأ بالضاد ـ محرّكة وساكنة ، وبالطاء ؛ وهو بمعنى.

(أَنْتُمْ لَها) : يجوز أن يكون بدلا من حصب جهنم ، وأن يكون مستأنفا ، وأن يكون حالا من جهنّم.

١٠١ ـ (مِنَّا) : يجوز أن يتعلق بسبقت ، وأن يكون حالا من الحسنى.

١٠٢ ـ و (لا يَسْمَعُونَ) : يجوز أن يكون بدلا من (مُبْعَدُونَ) ، وأن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون حالا من الضمير في «مبعدون».

١٠٣ ـ (هذا يَوْمُكُمُ) ؛ أي يقولون.

١٠٤ ـ يوم تطوى : يجوز أن يكون بدلا من العائد المحذوف من قوله : توعدون ؛ أو على إضمار أعني ؛ أو ظرفا للايحزنهم ، أو بإضمار اذكر.

ونطوي ـ بالنون ـ على التعظيم ، وبالياء على الغيبة ، وبالتاء وترك تسمية الفاعل.

و (السَّماءَ) ـ بالرّفع. والتقدير ؛ طيّا كطيّ ، وهو مصدر مضاف إلى المفعول إن قلنا السجلّ القرطاس.

وقيل : هو اسم ملك أو كاتب ، فيكون مضافا إلى الفاعل.

ويقرأ بكسر السين والجيم وتشديد اللام.

ويقرأ كذلك إلا أنه بتخفيف اللام.

ويقرأ بفتح السّين وسكون الجيم وتخفيف اللام ، وبضمّ السين والجيم مخفّفا ومشدّدا ؛ وهي لغات فيه واللام في (لِلْكُتُبِ) زائدة. وقيل : هي بمعنى على. وقيل تتعلق بطيّ. والله أعلم.

(كَما بَدَأْنا) : الكاف نعت لمصدر محذوف ؛ أي نعيده عودا مثل بدئه.

وفي نصب «أوّل» وجهان :

أحدهما ـ هو منصوب ببدأنا ؛ أي خلقنا أوّل خلق.

والثاني ـ هو حال من الهاء في نعيده. والمعنى أوّل خلقه.

(وَعْداً) : مصدر ؛ أي وعدنا ذلك وعدا.

١٠٥ ـ (مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) : يجوز أن يتعلّق بكتبنا ، وأن يكون ظرفا للزّبور ؛ لأنّ الزبور بمعنى المزبور ؛ أي المكتوب.

٢٦٧

١٠٧ ـ (إِلَّا رَحْمَةً) : هو مفعول له ؛ ويجوز أن يكون حالا ؛ أي ذا رحمة ، كما قال تعالى : (وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا) ؛ ويجوز أن يكون بمعنى راحم.

١٠٨ ـ (يُوحى إِلَيَّ أَنَّما) : «أن» مصدرية ، و «ما» الكافة لا تمنع من ذلك ، والتقدير : يوحى إليّ وحدانية إلهي.

(فَهَلْ أَنْتُمْ) : هل هاهنا على لفظ الاستفهام ، والمعنى على التحريض ؛ أي فهل أنتم مسلمون بعد هذا ، فهو للمستقبل.

١٠٩ ـ (عَلى سَواءٍ) : حال من المفعول والفاعل ؛ أي مستوين في العلم بما أعلمتكم به.

(وَإِنْ أَدْرِي) : بإسكان الياء ، وهو على الأصل ، وقد حكي في الشاذ فتحها ؛ قال أبو الفتح : هو غلط ؛ لأنّ «إن» بمعنى ما.

وقال غيره : ألقيت حركة الهمزة على الياء ، فتحرّكت وبقيت الهمزة ساكنة ، فأبدلت ألفا لانفتاح ما قبلها ، ثم أبدلت همزة متحركة ؛ لأنها في حكم المبتدأ بها ، والابتداء بالساكن محال.

و (أَقَرِيبٌ) : مبتدأ ، و (ما تُوعَدُونَ) : فاعل له ، لأنه قد اعتمد على الهمزة ؛ ويخرّج على قول البصريين أن يرتفع ببعيد ، لأنه أقرب إليه.

١١٠ ـ و (مِنَ الْقَوْلِ) : حال من الجهر ؛ أي المجهور من القول.

١١٢ ـ (قالَ رَبِ) : يقرأ على لفظ الأمر ، وعلى لفظ الماضي. و (احْكُمْ) على الأمر.

ويقرأ : ربّي احكم ، على الابتداء والخبر.

و (تَصِفُونَ) : بالتاء والياء ، وهو ظاهر ، والله أعلم.

سورة الحج

١ ـ (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ) : الزلزلة : مصدر يجوز أن يكون من الفعل اللازم ، أي تزلزل الساعة شيء ، وأن يكون متعدّيا ، أي إن زلزال الساعة الناس ؛ فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل في الوجهين ؛ ويجوز أن يكون المصدر مضافا إلى الظّرف.

٢ ـ (يَوْمَ تَرَوْنَها) : هو منصوب ب (تَذْهَلُ) ؛ ويجوز أن يكون بدلا من الساعة على قول من بناه ، أو ظرف لعظيم ، أو على إضمار اذكر ؛ فعلى هذه الوجوه يكون «تذهل» حالا من ضمير المفعول ، والعائد محذوف ؛ أي تذهل فيها ولا يجوز أن يكون ظرفا للزلزلة ؛ لأنه مصدر قد أخبر عنه.

والمرضعة : جاء على الفعل ، ولو جاء على النسب لقال مرضع.

و (ما) : بمعنى من ، ويجوز أن تكون مصدرية.

(وَتَرَى النَّاسَ) : الجمهور على الخطاب وتسمية الفاعل.

ويقرأ بضمّ التاء ؛ أي وترى أنت أيها المخاطب ، أو يا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ويقرأ كذلك إلا أنه برفع الناس ، والتأنيث على معنى الجماعة.

ويقرأ بالياء ؛ أي ويرى الناس ؛ أي يبصرون.

و (سُكارى) : حال من الأوجه كلّها ؛ والضمّ والفتح فيه لغتان قد قرئ بهما ، وسكرى مثل مرضى الواحد سكران ، أو سكر ، مثل زمن وزمنى.

ويقرأ سكرى مثل حبلى ؛ قيل هو محذوف من سكارى ؛ وقيل هو واحد مثل حبلى ؛ كأنه قال : ترى الأمة سكرى.

٣ ـ (مَنْ يُجادِلُ) : هي نكرة موصوفة.

و (بِغَيْرِ عِلْمٍ) : في موضع المفعول ، أو حال.

٤ ـ (أَنَّهُ) هي وما عملت فيه في موضع رفع بكتب. ويقرأ كتب ـ بالفتح ؛ أي كتب الله ، فيكون في موضع نصب.

و (مَنْ تَوَلَّاهُ) : في موضع رفع بالابتداء.

و «من» شرط ، وجوابه (فَأَنَّهُ) ؛ ويجوز أن يكون بمعنى الذي ، و «فأنه» الخبر ، ودخلت فيه الفاء لما في الذي من معني المجازاة ، وفتحت أن الثانية ، لأنّ التقدير : فشأنه أنه ، أو فله أنه ، وفيها كلام آخر قد ذكرنا مثله في (أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللهَ).

وقرئ بالكسر فيها حملا على معنى : قيل له.

٥ ـ (مِنَ الْبَعْثِ) : في موضع جرّ صفة لريب ؛ أو متعلق بريب.

وقرأ الحسن البعث ـ بفتح العين ، وهي لغة.

(وَنُقِرُّ) : الجمهور على الضم على الاستئناف ؛ إذ ليس المعنى : خلقناكم لنقر.

وقرئ بالنصب على أن يكون معطوفا في اللفظ. والمعنى مختلف ؛ لأنّ اللام في لنبيّن للتعليل ، واللام المقدّرة مع نقرّ للصيرورة.

وقرئ بفتح النون وضمّ القاف والراء ؛ أي نسكن.

و (طِفْلاً) : حال ، وهو واحد في معنى الجمع.

وقيل التقدير : نخرج كلّ واحد منكم طفلا ، كما قال تعالى : (فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً) ؛ أي كلّ واحد منهم.

وقيل : هو مصدر في الأصل ؛ فلذلك لم يجمع.

(مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً) : قد ذكر في النحل.

(وَرَبَتْ) : بغير همز ، من ربا يربو ؛ إذا زاد.

وقرئ بالهمز ؛ وهو من ربأ للقوم ، وهو الرّبيئة ، إذا ارتفع على موضع عال لينظر لهم ؛ فالمعنى. ارتفعت.

(وَأَنْبَتَتْ) ؛ أي أشياء ، أو ألوانا ، أو من كلّ زوج بهيج زوجا ؛ فالمفعول محذوف. وعند الأخفش من زائدة.

٦ ـ (ذلِكَ) مبتدأ ، و (بِأَنَّ اللهَ) الخبر.

وقيل : المبتدأ محذوف ؛ أي الأمر ذلك.

وقيل : في موضع نصب ؛ أي فعلنا ذلك.

٨ ـ (بِغَيْرِ عِلْمٍ) : حال من الفاعل في (يُجادِلُ).

٩ ـ و (ثانِيَ عِطْفِهِ) : حال أيضا ؛ والإضافة غير محضة ؛ أي معرضا.

(لِيُضِلَ) : يجوز أن يتعلّق بثاني ، وبيجادل.

(لَهُ فِي الدُّنْيا) : يجوز أن تكون حالا مقدرة ، وأن تكون مقارنة ؛ أي مستحقّا. ويجوز أن يكون مستأنفا.

١١ ـ (عَلى حَرْفٍ) : هو حال ؛ أي مضطربا متزلزلا.

(خَسِرَ الدُّنْيا) : هو حال ؛ أي انقلب قد خسر ؛ ويجوز أن يكون مستأنفا.

ويقرأ : خاسر الدنيا ، و «خسر الدنيا» على أنه اسم ، وهو حال أيضا (وَالْآخِرَةَ) على هذا بالجّر.

٢٦٨

١٣ ـ (يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ) : هذا موضع اختلف فيه آراء النحاة ، وسبب ذلك أنّ اللام تعلّق الفعل الذي قبلها عن العمل إذا كان من أفعال القلوب ، ويدعو ليس منها. وهم في ذلك على طريقتين :

أحدهما ـ أن يكون «يدعو» غير عامل فيما بعده لا لفظا ولا تقديرا ، وفيه على هذا ثلاثة أوجه :

أحدها : أن يكون تكريرا ل «يدعو» الأولى ، فلا يكون له معمول.

والثاني : أن يكون ذلك بمعنى الذي في موضع نصب بيدعو ؛ أي يدعو الذي هو الضلال ، ولكنه قدّم المفعول ، وهذا على قول من جعل ذا مع غير الاستفهام بمعنى الذي.

والثالث : أن يكون التقدير : ذلك هو الضلال البعيد يدعوه ؛ فذلك مبتدأ ، وهو مبتدأ ثان ، أو بدل ، أو عماد ، والضلال خبر المبتدأ ، ويدعو حال ؛ والتقدير : مدعوّا. وفيه ضعف.

هذه الأوجه الكلام بعده مستأنف ، و «من» مبتدأ ، والخبر (لَبِئْسَ الْمَوْلى). والطريق والثاني ـ أن «يدعو» متّصل بما بعده ، وفيه على هذا ثلاثة أوجه :

أحدها ـ أن يدعو يشبه أفعال القلوب ؛ لأن معناه : يسمى من ضرّه أقرب من نفعه إلها ، ولا يصدر ذلك إلا عن اعتقاد ، فكأنه قال يظنّ ، والأحسن أنّ تقديره يزعم ؛ لأنّ يزعم قول مع اعتقاد. والثاني ـ أن يكون يدعو بمعنى يقول ، ومن مبتدأ ؛ وضرّه مبتدأ ثان ، وأقرب خبره ؛ والجملة صلة «من» ، وخبر من محذوف تقديره : إله أو إلهي ، وموضع الجملة نصب بالقول ، و «لبئس» مستأنف ؛ لأنه لا يصحّ دخوله في الحكاية ؛ لأنّ الكفار لا يقولون عن أصنامهم لبئس المولى.

والوجه الثالث ـ قول الفرّاء : وهو أنّ التقدير : يدعو من لضرّه ؛ ثم قدم اللام على موضعها ، وهذا بعيد ؛ لأن «ما» في صلة الذي لا يتقدّم عليها.

١٥ ـ (مَنْ كانَ) : هو شرط ، والجواب فليمدد.

و (هَلْ يُذْهِبَنَ) : في موضع نصب ب «ينظر».

والجمهور على كسر اللام في «ليقطع». وقرئ بإسكانها على تشبيه «ثمّ» بالواو والفاء لكون الجميع عواطف.

١٦ ـ (وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي) ؛ أي وأنزلنا انّ الله يهدي ، أو التقدير : ذكر أنّ الله. ويجوز أن يكون التقدير : ولأنّ الله يهدي بالآيات من يشاء أنزلناها.

١٧ ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) : خبر «إن» : إن الثانية واسمها وخبرها ، وهو قوله : (إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ).

وقيل : «إن» الثانية تكرير للأولى.

وقيل : الخبر محذوف ، تقديره : مفترقون يوم القيامة أو نحو ذلك ، والمذكور تفسير له.

١٨ ـ (وَالدَّوَابُ) : يقرأ بتخفيف الباء ؛ وهو بعيد ، لأنه من الدبيب ، ووجهها أنه حذف الباء الأولى كراهية التضعيف والجمع بين الساكنين.

(وَكَثِيرٌ) : مبتدأ.

و (مِنَ النَّاسِ) : صفة له ، والخبر محذوف ؛ تقديره : مطيعون ، أو مثابون ، أو نحو ذلك.

ويدلّ على ذلك قوله : (وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ) ؛ والتقدير : وكثير منهم.

ولا يكون معطوفا على قوله : (مَنْ فِي السَّماواتِ) ؛ لأنّ الناس داخلون فيه.

وقيل : هو معطوف عليه ، وكرّر للتفصيل.

(مِنْ مُكْرِمٍ) : بكسر الراء. ويقرأ بفتح الراء ، وهو مصدر بمعنى الإكرام.

١٩ ـ (خَصْمانِ) : هو في الأصل مصدر ، وقد وصف به ، وأكثر الاستعمال توحيده : فمن ثنّاه وجمعه حمله على الصفات والأسماء.

و (اخْتَصَمُوا) : إنما جمع حملا على المعنى ؛ لأنّ كلّ خصم فريق فيه أشخاص.

(يُصَبُ) : جملة مستأنفة. ويجوز أن تكون خبرا ثانيا ، وأن تكون حالا من الضمير في لهم.

٢٠ ـ (يُصْهَرُ) ـ بالتخفيف. وقرئ بالتشديد للتكثير ، والجملة حال من الحميم.

٢٦٩

٢٢ ـ (كُلَّما) : العامل فيها (أُعِيدُوا).

و (مِنْ غَمٍّ) : بدل بإعادة الخافض بدل الاشتمال. وقيل : الاولى لابتداء الغاية ، والثانية بمعنى من أجل.

(وَذُوقُوا) ، أي وقيل لهم ، فحذف القول.

٢٣ ـ (يُحَلَّوْنَ) : يقرأ بالتشديد من التّحلية بالحلي.

ويقرأ بالتخفيف من قولك : احلي : البس الحلي ، وهو من حليت المرأة تحلى ؛ إذا لبست الحلي ؛ ويجوز أن تكون من حلى بعيني كذا ؛ إذا حسن. وتكون «من» زائدة ، أو يكون المفعول محذوفا.

و (مِنْ أَساوِرَ) : نعت له. وقيل : هو من حليت بكذا ؛ إذا ظفرت به.

و (مِنْ ذَهَبٍ) : نعت لأساور.

(وَلُؤْلُؤاً) : معطوف على أساور ، لا على ذهب ؛ لانّ السوار لا يكون من لؤلؤ في العادة ، ويصحّ أن يكون حليا.

ويقرأ بالنصب عطفا على موضع من أساور.

وقيل : هو منصوب بفعل محذوف ، تقديره : ويعطون لؤلؤا.

والهمزة أو تركه لغتان قرئ بهما.

٢٤ ـ (مِنَ الْقَوْلِ) : هو حال من الطّيب ، أو من الضمير فيه.

٢٥ ـ (وَيَصُدُّونَ) : حال من الفاعل في (كَفَرُوا).

وقيل : هو معطوف على المعنى ؛ إذ التقدير : يكفرون ويصدّون ، أو كفروا وصدّوا ؛ والخبر على هذين محذوف ، تقديره : معذّبون ، دلّ عليه آخر الآية.

وقيل الواو زائدة وهو الخبر.

و (جَعَلْناهُ) : يتعدّى إلى مفعولين ؛ فالضمير هو الأول ، وفي الثاني ثلاثة أوجه :

أحدها ـ (لِلنَّاسِ) ؛ وقوله تعالى : (سَواءً) خبر مقدّم ، وما بعده المبتدأ ، والجملة حال إمّا من الضمير الذي هو الهاء ، أو من الضمير في الجار.

والوجه الثاني ـ أن يكون للناس حالا ، والجملة بعده في موضع المفعول الثاني.

والثالث ـ أن يكون المفعول الثاني سواء على قراءة من نصب ، و (الْعاكِفُ) : فاعل سواء.

ويجوز أن يكون «جعل» متعديا إلى مفعول واحد ؛ وللناس حال ، أو مفعول تعدّى إليه بحرف الجر.

وقرئ «العاكف» بالجر على أن يكون بدلا من الناس ، وسواء على هذا نصب لا غير.

(وَمَنْ يُرِدْ) : الجمهور على ضمّ الياء من الإرادة.

ويقرأ شاذّا بفتحها من الورود ؛ فعلى هذا يكون (بِإِلْحادٍ) حالا ؛ أي متلبّسا بإلحاد ، وعلى الأول تكون الباء زائدة. وقيل المفعول محذوف ؛ أي تعدّيا بإلحاد.

و (بِظُلْمٍ) : بدل بإعادة الجار. وقيل : هو حال أيضا ؛ أي إلحادا ظالما.

وقيل : التقدير : إلحادا بسبب الظّلم.

٢٦ ـ (وَإِذْ بَوَّأْنا) ؛ اي اذكر ، و (مَكانَ الْبَيْتِ) : ظرف ؛ واللام في لإبراهيم زائدة ؛ أي أنزلناه مكان البيت ؛ والدليل عليه قوله تعالى : (وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ). وقيل : اللام غير زائدة ، والمعنى هيأنا.

(أَنْ لا تُشْرِكْ) : تقديره : قائلين له ، لا تشرك ؛ فان مفسّره للقول. وقيل : هي مصدرية ؛ أي فعلنا ذلك لئلا تشرك ، وجعل النهى صلة ؛ وقوّى ذلك قراءة من قرأ بالياء.

(وَالْقائِمِينَ) ؛ أي المقيمين. وقيل : أراد المصلّين.

٢٧ ـ (وَأَذِّنْ) : يقرأ بالتشديد والتخفيف والمدّ ؛ أي أعلم الناس بالحج.

(رِجالاً) : حال ، وهو جمع راجل.

ويقرأ بضم الراء مع التخفيف ، وهو قليل في الجمع.

ويقرأ بالضم والتّشديد ، مثل صائم وصوام.

ويقرأ رجالى مثل عجالى.

(وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ) : في موضع الحال أيضا ؛ أي وركبانا. وضامر بغير هاء للمذكر والمؤنث.

و (يَأْتِينَ) : محمول على المعنى ، والمعنى : وركبانا على ضوامر يأتين ؛ فهو صفة لضامر.

وقرئ شاذّا «يأتون» ؛ أي يأتون على كل ضامر. وقيل : يأتون مستأنف.

و (مِنْ كُلِّ فَجٍ) : يتعلّق به.

٢٨ ـ (لِيَشْهَدُوا) : يجوز أن تتعلّق اللام بأذّن ، وأن تتعلّق بيأتوك. والله أعلم.

٣٠ ـ (ذلِكَ) ؛ أي الأمر ذلك.

(فَهُوَ خَيْرٌ) : هو ضمير التعظيم الذي دلّ عليه يعظّم.

(إِلَّا ما يُتْلى) : يجوز أن يكون الاستثناء منقطعا ؛ لانّ بهيمة الأنعام ليس فيها محرّم ؛ ويجوز أن يكون متصلا ويصرف إلى ما حرمّ منها بسبب.

عارض ؛ كالموت ونحوه.

(مِنَ الْأَوْثانِ) : «من» لبيان الجنس ؛ أي اجتنبوا الرّجس من هذا القبيل ، وهو بمعنى ابتداء الغاية هنا.

٣١ ـ (حُنَفاءَ) : هو حال. و (غَيْرَ مُشْرِكِينَ) كذلك.

(فَكَأَنَّما خَرَّ) ؛ أي يخرّ ، ولذلك عطف عليه قوله تعالى : (فَتَخْطَفُهُ). ويجوز أن يكون التقدير : فهو يخطفه ؛ فيكون عطف الجملة على الجملة الأولى ، وفيها قراءات قد ذكرت في أول البقرة.

٣٢ ـ (فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) : في الضمير المؤنث وجهان :

أحدهما ـ هو ضمير الشعائر ، والمضاف محذوف ، تقديره : فإنّ تعظيمها ، والعائد على «من» محذوف : أي فإن تعظيمها منه ، أو من تقوى القلوب منهم. ويخرج على قول الكوفيين أن يكون التقدير : من تقوى قلوبهم ، والألف واللام بدل من الضمير.

٢٧٠

والوجه الثاني ـ أن يكون ضمير مصدر مؤنث ، تقديره : فإنّ العظمة أو الحرمة أو الخصلة. وتقدير العائد على ما تقدم.

٣٣ ـ (لَكُمْ فِيها) : الضمير لبهيمة الأنعام.

٣٤ ـ و (المنسك) : يقرا بفتح السين وكسرها ، وهما لغتان.

وقيل : الفتح للمصدر ، والكسر للمكان.

٣٥ ـ (الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ) : يجوز أن يكون نصبا على الصفة ، أو البدل ، أو على إضمار أعني وأن يكون رفعا على تقدير «هم».

(وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ) : الجمهور على الجرّ بالإضافة. وقرأ الحسن بالنصب ، والتقدير : والمقيمين ، فحذف النون تخفيفا لا للإضافة.

٣٦ ـ (وَالْبُدْنَ) : هو جمع بدن ، وواحدته بدنة ، مثل خشبة وخشب ؛ ويقال : هو جمع بدنة مثل ثمرة وثمر.

ويقرأ بضم الدال مثل ثمر.

والجمهور على النصب بفعل محذوف : أي وجعلنا البدن. ويقرأ بالرفع على الابتداء.

و (لَكُمْ) ، أي من أجلكم ، فيتعلّق بالفعل.

و (مِنْ شَعائِرِ) : المفعول الثاني.

(لَكُمْ فِيها خَيْرٌ) : الجملة حال. (صَوافَ) : حال من الهاء ؛ أي بعضها إلى جنب بعض.

ويقرأ «صوافن» ، وواحده صافن ؛ وهو الذي يقوم على ثلاث ، وعلى سنبك الرابعة ، وذلك يكون إذا عقلت البدنة.

ويقرأ «صوافي» ؛ أي خوالص لله تعالى.

ويقرأ بتسكين الياء ؛ وهو مما سكن في موضع النصب من المنقوص.

(الْقانِعَ) : بالألف ، من قولك قنع به إذا رضي بالشيء اليسير.

ويقرأ بغير ألف ، من قولك : قنع قنوعا ؛ إذا سأل.

(وَالْمُعْتَرَّ) : المعترض. ويقرأ المعتري ـ بفتح التاء وهو في معناه ، يقال عرّهم واعترّهم وعراهم واعتراهم ؛ إذا تعرّض لهم للطلب.

(كَذلِكَ) : الكاف نعت لمصدر محذوف ، تقديره : سخّرناهم تسخيرا مثل ما ذكرنا.

٣٧ ـ (لَنْ يَنالَ اللهَ) : الجمهور على الياء ؛ لأن اللحوم والدماء جمع تكسير ؛ فتأنيثه غير حقيقي ، والفصل بينهما حاصل.

ويقرأ بالتاء ؛ وكذلك (يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ).

٣٨ ـ (إِنَّ اللهَ يُدافِعُ) : يقرأ بغير ألف وبالألف ؛ وهما سواء.

ويقال : إن الألف تدلّ على أنّ المدافعة تكون بين الله تعالى وبين من يقصد أذى المؤمنين.

٣٩ ـ (أُذِنَ) : يقرأ على تسمية الفاعل ، وعلى ترك تسميته ، وكذلك (يُقاتَلُونَ) ؛ والتقدير : أذن لهم في القتال بسبب توجيه الظّلم إليهم.

٤٠ ـ (الَّذِينَ أُخْرِجُوا) : هو نعت للذين الأول ، أو بدل منه ، أو في موضع نصب بأعني ، أو في موضع رفع على إضمار «هم» (إِلَّا أَنْ يَقُولُوا) : هذا استثناء منقطع ، تقديره : إلا بقولهم ربّنا الله.

و (دَفْعُ اللهِ) ، ودفاعه : قد ذكر في البقرة.

(وَصَلَواتٌ) ؛ اي ومواضع صلوات.

ويقرأ بسكون اللام مع فتح الصاد وكسرها.

ويقرأ بضمّ الصاد واللام ، وبضمّ الصاد وفتح اللام.

وبسكون اللام كما جاء في «حجرة» اللغات الثلاث.

ويقرأ : صلوت ـ بضم الصاد واللام وإسكان الواو ، مثل صلب وصلوب.

ويقرأ : «صلويثا» بفتح الصاد وإسكان اللام وياء بعد الواو وثاء معجمة بثلاث.

٢٧١

ويقرأ : «صلوتا» بفتح الصاد وضم اللام ، وهو اسم عربي.

والضمير في «فيها» يعود على المواضع المذكورة.

٤١ ـ (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ) : هو مثل (الَّذِينَ أُخْرِجُوا).

٤٤ ـ (نَكِيرِ) : مصدر في موضع الإنكار.

٤٥ ـ (فَكَأَيِّنْ) : يجوز أن يكون في موضع نصب بما دلّ عليه أهلكنا ، وأن يكون في موضع رفع بالابتداء.

(أَهْلَكْناها) وأهلكتها سواء في المعنى.

(وَبِئْرٍ) : معطوفة على قرية.

٤٦ ـ (فَإِنَّها) : الضمير للقصة ، والجملة بعدها مفسّرة لها.

و (الَّتِي فِي الصُّدُورِ) : صفة مؤكدة.

٥١ ـ معجزين : حال ويقرأ «معاجزين» ؛ بالألف والتخفيف ، وهو في معنى المشدّد ، مثل عاهد وعهد ؛ وقيل : عاجز : سابق ، وعجّز : سبق.

٥٢ ـ (إِلَّا إِذا تَمَنَّى) : قيل : هو استثناء من غير الجنس. وقيل : الكلام كلّه في موضع صفة لنبيّ.

٥٣ ـ (وَالْقاسِيَةِ) : الألف واللام بمعنى الذي ، والضمير في (قُلُوبِهِمْ) العائد عليها ، «وقلوبهم» مرفوع باسم الفاعل ؛ وأنّث لأنه لو كان موضعه الفعل للحقته تاء التأنيث ؛ وهو معطوف على الذين.

٥٤ ـ (فَيُؤْمِنُوا) : هو معطوف على (لِيَعْلَمَ) ، وكذلك (فَتُخْبِتَ).

لهادي الّذين : الجمهور على الإضافة ؛ ويقرأ لهاد بالتنوين ، و «الذين» نصب به.

٥٥ ـ (فِي مِرْيَةٍ) ـ بالكسر والضم ، وهما لغتان.

٥٦ ـ (يَوْمَئِذٍ) : منصوب بقوله : (لِلَّهِ) ؛ و «لله» الخبر.

و (يَحْكُمُ) : مستأنف ؛ ويجوز أن يكون حالا من اسم الله تعالى ، والعامل فيه الجار.

٥٧ ـ (فَأُولئِكَ) : الجملة خبر الذين ؛ ودخلت الفاء لمعنى الجزاء.

٥٨ ـ و (قُتِلُوا) ـ بالتخفيف والتشديد ، و (لَيَرْزُقَنَّهُمُ) : الخبر. و (رِزْقاً) : مفعول ثان ؛ ويحتمل أن يكون مصدرا مؤكّدا.

٥٩ ـ (لَيُدْخِلَنَّهُمْ) : يجوز أن يكون بدلا من ليرزقنّهم ؛ ويجوز أن يكون مستأنفا.

و (مُدْخَلاً) ـ بالضم والفتح ، وقد ذكر في النساء.

٦٠ ـ (ذلِكَ) ؛ أي الأمر ذلك ؛ وما بعده مستأنف.

(بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ) : الباء فيها بمعنى السبب لا بمعنى الآلة ؛ و (لَيَنْصُرَنَّهُ) : خبر من.

٦٢ ـ (هُوَ الْحَقُ) : يجوز أن يكون «هو» توكيدا ، وفصلا ، ومبتدأ.

و (يَدْعُونَ) ـ بالياء والتاء ، والمعنى ظاهر.

٦٣ ـ (فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ) : إنما رفع الفعل هنا وإن كان قبله لفظ الاستفهام لأمرين :

أحدهما أنه استفهام بمعنى الخبر ؛ أي قد رأيت ، فلا يكون له جواب.

والثاني ـ أنّ ما بعد الفاء ينتصب إذا كان المستفهم عنه سببا له ؛ ورؤيته لإنزال الماء لا يوجب اخضرار الأرض ؛ وإنما يجب عن الماء ؛ والتقدير : فهي ؛ أي القصة ، وتصبح الخبر.

ويجوز أن يكون فتصبح بمعنى أصبحت ؛ وهو معطوف على أنزل ، فلا موضع له إذا.

(مُخْضَرَّةً) : حال ، وهو اسم فاعل.

وقرئ شاذّا بفتح الميم وتخفيف الضاد مثل مبقلة ومجزرة ؛ أي ذات خضرة.

٦٥ ـ (وَالْفُلْكَ) : في نصبه وجهان :

٢٧٢

أحدهما ـ هو منصوب بسخّر معطوف على «ما».

والثاني ـ هو معطوف على اسم إن.

و (تَجْرِي) : حال على الوجه الأول ، وخبر على الثاني.

ويقرأ بالرّفع ، وتجري الخبر.

(أَنْ تَقَعَ) : مفعول له ، أي كراهة أن تقع.

ويجوز أن يكون في موضع جر ؛ أي من أن تقع.

وقيل : في موضع نصب على بدل الاشتمال ؛ أي : ويمسك وقوع السماء ؛ أي يمنعه.

٦٧ ـ (فَلا يُنازِعُنَّكَ). ويقرأ «ينزعنّك» بفتح الياء وكسر الزاي وإسكان النون ؛ أي لا يخرجنّك.

٧٢ ـ (يَكادُونَ) : الجملة حال من الذين ، أو من الوجوه ؛ لأنه يعبّر بالوجوه عن أصحابها ، كما قال تعالى : (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ) ؛ ثم قال : (أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ).

(النَّارُ) : يقرأ بالرفع. وفيه وجهان :

أحدهما ـ هو مبتدأ ، و (وَعَدَهَا) : الخبر.

والثاني ـ هو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هو النار ؛ أي الشر ، و «وعدها» على هذا مستأنف ؛ إذ ليس في الجملة ما يصلح أن يعمل في الحال. ويقرأ بالنصب على تقدير أعني ، أو ب «وعد» الذي دلّ عليه «وعدها».

ويقرأ بالجر على البدل من شرّ.

٧٣ ـ (يَسْلُبْهُمُ) : يتعدى إلى مفعولين ؛ و (شَيْئاً) هو الثاني.

٧٥ ـ (وَمِنَ النَّاسِ) ؛ أي ومن الناس رسلا.

٧٨ ـ (حَقَّ جِهادِهِ) : هو منصوب على المصدر ؛ ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف ؛ أي جهادا حقّ جهاده.

(مِلَّةَ أَبِيكُمْ) ؛ أي اتّبعوا ملة أبيكم. وقيل :

تقديره : مثل ملّة ؛ لأنّ المعنى : سهّل عليكم الدّين مثل ملّة إبراهيم ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامة.

(هُوَ سَمَّاكُمُ) : قيل : الضمير لإبراهيم ؛ فعلى هذا الوجه يكون قوله : (وَفِي هذا) ؛ أي وفي هذا القرآن سمّاكم ؛ أي بسببه سميتم. وقيل : الضمير لله تعالى.

(لِيَكُونَ الرَّسُولُ) : يتعلّق بسمّاكم. والله أعلم.

سورة المؤمنون

١ ـ (قَدْ أَفْلَحَ) : من ألقى حركة الهمزة على الدال وحذفها فعلّته أن الهمزة بعد حذف حركتها صيّرت ألفا ، ثم حذفت لسكونها وسكون الدال قبلها في الأصل ؛ ولا يعتدّ بحركة الدّال لأنها عارضة.

٥ ـ (إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ) : في موضع نصب ب (حافِظُونَ) على المعنى ؛ لأن المعنى صانوها عن كل فرج إلا عن فروج أزواجهم.

وقيل : هو حال ؛ أي حفظوها في كل حال إلا في هذه الحال.

ولا يجوز أن يتعلق ب (مَلُومِينَ) لأمرين :

أحدهما ـ أنّ ما بعد «إن» لا يعمل فيما قبلها.

والثاني ـ أنّ المضاف إليه لا يعمل فيما قبله.

وإنما تعلّقت «على» بحافظون على المعنى ؛ ويجوز أن تتعلّق بفعل دلّ عليه «ملومين» ؛ أي إلا على أزواجهم لا يلامون.

٨ ـ (لِأَماناتِهِمْ) : يقرأ بالجمع ، لأنها كثيرة ، كقوله تعالى : (أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) ، وعلى الإفراد لأنها جنس ؛ فهي في الإفراد كعهدهم ؛ ومثله (صَلَواتِهِمْ) في الإفراد والجمع.

٢٧٣

١١ ـ (هُمْ فِيها خالِدُونَ) : الجملة حال مقدرة ، إمّا من الفاعل أو المفعول.

١٢ ـ (مِنْ سُلالَةٍ) : يتعلق بخلقنا.

و (مِنْ طِينٍ) : بمحذوف ؛ لأنه صفة لسلالة ؛ ويجوز أن يتعلّق بمعنى سلالة ؛ لأنها بمعنى مسلولة.

١٤ ـ (خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً) : خلقنا بمعنى صيّرنا ؛ فلذلك نصب مفعولين.

(الْعِظامَ) : بالجمع على الأصل ، وبالإفراد لأنه جنس.

(أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) : بدل ، أو خبر مبتدأ محذوف ؛ وليس بصفة ؛ لأنه نكرة وإن أضيف ؛ لأن المضاف إليه عوض عن «من» ، وهكذا جميع باب أفعل منك.

١٥ ـ (بَعْدَ ذلِكَ) : العامل فيه «ميّتون» ، واللام هاهنا لا تمنع العمل.

١٨ ـ (بِهِ) : متعلق بذهاب. و «على» متعلقة ب «قادرون».

٢٠ ـ (وَشَجَرَةً) ؛ أي وأنشأنا شجرة ؛ فهو معطوف على (جَنَّاتٍ).

(سَيْناءَ) : يقرأ بكسر السين ، والهمزة على هذا أصل ، مثل حملاق ، وليست للتأنيث ؛ إذ ليس في الكلام مثل سيناء ؛ ولم ينصرف لأنه اسم بقعة ؛ ففيه التعريف والتأنيث ؛ ويجوز أن تكون فيه العجمة أيضا.

ويقرأ بفتح السين ؛ والهمزة على هذا للتأنيث ؛ إذ ليس في الكلام فعلال بالفتح. وما حكي الفراء من قولهم : ناقة فيها خزعال لا يثبت ، وإن ثبت فهو شاذّ لا يحمل عليه.

(تَنْبُتُ) : يقرأ بضم التاء وكسر الباء. وفيه وجهان :

أحدهما ـ هو متعدّ ، والمفعول محذوف ، تقديره : تنبت ثمرها أو جناها ؛ والباء على هذا حال من المحذوف ؛ أي وفيه الدّهن ؛ كقولك : خرج زيد بثيابه.

وقيل : الباء زائدة ، فلا حذف إذا ؛ بل المفعول الدّهن.

والوجه الثاني ـ هو لازم ، يقال : نبت البقل ، وأنبت بمعنى ؛ فعلى هذا الباء حال ، وقيل : هي مفعول ؛ أي تنبت بسبب الدّهن.

ويقرأ بضم التاء وفتح الباء ، وهو معلوم.

ويقرأ بفتح التاء وضمّ الباء ، وهو كالوجه الثاني المذكور. (وَصِبْغٍ) : معطوف على الدّهن.

وقرئ ـ في الشاذ ـ بالنصب عطفا على موضع بالدهن.

٢١ ـ (نُسْقِيكُمْ) : يقرأ بالنون ؛ وقد ذكر في النحل. وبالتاء ؛ وفيه ضمير الأنعام ، وهو مستأنف.

٢٧ ـ (بِأَعْيُنِنا) : في موضع الحال ؛ أي محفوظة.

و (مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) : قد ذكر في هود.

٢٩ ـ (مُنْزَلاً) : يقرأ بفتح الميم وكسر الزاي ؛ وهو مكان ، أو مصدر نزل ؛ وهو مطاوع أنزلته.

ويقرأ بضم الميم وفتح الزاي ، وهو مصدر بمعنى الإنزال ؛ ويجوز أن يكون مكانا ، كقولك : أنزل المكان فهو منزل.

٣٠ ـ (وَإِنْ كُنَّا) ؛ أي وإنا كنا ؛ فهي مخفّفة من الثقيلة ، وقد ذكرت في غير موضع.

٣٥ ـ (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ) : في إعراب هذه الآية أوجه :

أحدها ـ أن اسم «أن» الأولى محذوف أقيم مقامه المضاف إليه ، تقديره : أن إخراجكم. و «إذا» هو الخبر.

٢٧٤

و (أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) تكرير ؛ لأن «أن» وما عملت فيه للتوكيد ، أو للدلالة على المحذوف.

والثاني ـ أنّ اسم «أن» الكاف والميم ، و «إذا» شرط ، وجوابها محذوف ، تقديره : أنكم إذا متّم يحدث أنكم مخرجون ، فأنكم الثانية وما عملت فيه فاعل جواب إذا ، والجملة كلها خبر أنّ الأولى.

والثالث ـ أنّ خبر الأولى مخرجون ، وأنّ الثانية مكرّرة وحدها توكيدا ، وجاز ذلك لما طال الكلام ، كما جاز ذلك في المكسورة في قوله تعالى : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا).

و (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ) ؛ وقد ذكر في النّحل.

والرابع ـ أن خبر «أن» الأولى محذوف لدلالة خبر الثانية عليه ؛ ولا يجوز أن يكون (إِذا) خبر الأولى ؛ لأنها ظرف زمان ، واسمها جثّة.

وأمّا العامل في «إذا» فمحذوف ؛ فعلى الوجه الأوّل يكون المقدر من الاستقرار ؛ وعلى الوجه الثاني يعمل فيها جوابها المحذوف ، وعلى الثالث والرابع يعمل فيها ما دلّ عليه خبر الثانية ، ولا يعمل فيها (مِتُّمْ) لإضافتها إليه.

٣٦ ـ (هَيْهاتَ) : هو اسم للفعل ، وهو خبر واقع موقع بعد. وفي فاعله وجهان :

أحدهما ـ هو مضمر ، تقديره بعد التصديق لما توعدون ، أو الصحة أو الوقوع ، ونحو ذلك.

والثاني ـ فاعله «ما» ، واللام زائدة ؛ أي بعد ما توعدون من البعث. وقال قوم : هيهات بمعنى البعد ؛ فموضعه مبتدأ ، و (لِما تُوعَدُونَ) الخبر ؛ وهو ضعيف ، وهيهات على الوجه الأول لا موضع لها ، وفيها عدّة قراءات : الفتح بلا تنوين ؛ على أنه مفرد. وبالتنوين على إرادة التكثير ، وبالكسر بلا تنوين ، وبتنوين على أنه جمع تأنيث ، والضم بالوجهين ، شبّه بقبل وبعد.

ويقرأ هيهاه ـ بالهاء ـ وقفا ووصلا.

ويقرأ أيهاه ـ بإبدال الهمزة من الهاء الأولى.

٤٠ ـ (عَمَّا قَلِيلٍ) : «ما» زائدة.

وقيل : هي بمعنى شيء ، أو زمن. وقيل بدل منها.

وفي الكلام قسم محذوف جوابه : (لَيُصْبِحُنَّ).

و «عن» يتعلق بيصبحن ، ولم تمنع اللام ذلك كما منعتها لام الابتداء ، وأجازوا زيد لأضربنّ ؛ لأن اللام للتوكيد ؛ فهي مثل قد ، ومثل لام التوكيد في خبر إن ؛ كقوله : (بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ).

وقيل : اللام هنا تمنع من التقديم إلا في الظروف ، فإنه يتوسّع فيها.

٤٤ ـ تترى : التاء بدل من الواو ، لأنه من المواترة ، وهي المتابعة ؛ وذلك من قولهم : جاؤوا على وتيرة ؛ أي طريقة واحدة ، وهو نصب على الحال ؛ أي متتابعين ، وحقيقته أنه مصدر في موضع الحال. وقيل :

هو صفة لمصدر محذوف ؛ أي إرسالا متواترا. وفي ألفها ثلاثة أوجه :

أحدها ـ هي للإلحاق بجعفر ، كالألف في ارطى ؛ ولذلك تؤنّث في قول من صرفها.

والثاني ـ هي بدل من التنوين.

والثالث ـ هي للتأنيث ، مثل سكرى ؛ ولذلك لا تنوّن على قول من منع الصّرف.

٤٥ ـ (هارُونَ) : هو بدل من أخاه.

٤٧ ـ (مِثْلِنا) : إنما لم يثن لأنّ «مثلا» في حكم المصدر ، وقد جاءت تثنيته وجمعه في قوله : (يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ) ، وفي قوله تعالى : (ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ).

وقيل : إنما وحّد لأنّ المماثلة في البشرية ، وليس المراد الكمية.

وقيل : اكتفى بالواحد عن الاثنين.

٥٠ ـ (وَأُمَّهُ آيَةً) : قد ذكر في الأنبياء.

(وَمَعِينٍ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هو فعيل من المعن ، وهو الشيء القليل ، ومنه الماعون. وقيل : الماعون : الماء ، فالميم أصل.

والثاني ـ الميم زائدة ، وهو من عنته إذا أبصرته بعينك ، وأصله معيون.

٥٢ ـ (وَإِنَّ هذِهِ) : يقرأ بفتح الهمزة. وفيه ثلاثة أوجه :

٢٧٥

أحدها ـ تقديره : ولأنّ ، واللام المقدّرة تتعلّق ب (فَاتَّقُونِ) ؛ أي فاتّقون ؛ لأن هذه. وموضع أنّ نصب ، أو جرّ على ما حكينا من الاختلاف في غير موضع.

والثاني ـ أنه معطوف على ما قبله ، تقديره : إني بما تعملون عليم وبأن هذه.

والثالث ـ أن في الكلام حذفا ؛ أي واعلموا أنّ هذه.

ويقرأ بتخفيف النون ، وهي مخففة من الثقيلة.

ويقرأ بالكسر على الاستئناف.

و (أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) : قد ذكر في الأنبياء ، وكذلك : (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ).

و (زُبُراً) ـ بضمتين : جمع زبور ، مثل رسول ورسل.

ويقرأ بالتسكين على هذا المعنى.

ويقرأ بفتح الباء ، وهو جمع زبرة وهي القطعة أو الفرقة ؛ والنصب على الوجه الأوّل على الحال من «أمرهم» ؛ أي مثل كتب.

وقيل : «من» ضمير الفاعل.

وقيل : هو مفعول ثان لتقطّعوا ؛ وعلى الوجه الثاني هو حال من الفاعل.

٥٥ ـ (أَنَّما) : بمعنى الذي ، وخبر أنّ (نُسارِعُ لَهُمْ) ؛ والعائد محذوف ؛ أي نسارع لهم ، أي فيه ؛ ولا يجوز أن يكون الخبر من مال ؛ لأنه إذا كان من مال فلا يعاب عليهم ذلك ؛ وإنما يعاب عليهم اعتقادهم أنّ تلك الأموال خير لهم.

ويقرأ نسارع بالياء والنون وعلى ترك تسمية الفاعل ، ونسرع بغير ألف.

٦٠ ـ (ما آتَوْا) : «ما» : بمعنى الذي ، والعقائد محذوف ؛ أي يعطون ما يعطون.

ويقرأ : أتوا ـ بالقصر ؛ أي ما جاؤوه.

(أَنَّهُمْ ...) ؛ أي وجلة من رجوعهم إلى ربهم ، فحذف حرف الجر.

٦١ ـ (وَهُمْ لَها) ؛ أي لأجلها. وقيل : التقدير :

وهم يسابقونها ؛ أي يبادرونها ؛ فهي في موضع المفعول ؛ ومثله : و (هُمْ لَها عامِلُونَ) ؛ أي لأجلها وإياها يعملون.

٦٤ ـ (إِذا) هي للمفاجأة ، وقد ذكر حكمها.

٦٦ ـ (عَلى أَعْقابِكُمْ) : هو حال من الفاعل في (تَنْكِصُونَ). وقوله تعالى : (مُسْتَكْبِرِينَ) : حال أخرى.

والهاء في (بِهِ) للقرآن العظيم. وقيل : للنبي عليه الصلاة والسلام. وقيل : لأمر الله تعالى ؛ وقيل : للبيت ؛ فعلى هذا القول تكون متعلقة ب (سامِراً) ؛ أي تسمرون حول البيت.

وقيل : بالقرآن. وسامرا حال أيضا ، وهو مصدر ، كقولهم : قم قائما ، وقد جاء من المصدر على لفظ اسم الفاعل نحو العاقبة والعافية. وقيل : هو واحد في موضع الجمع.

وقرئ : سمّر ، جمع سامر ، مثل شاهد وشهّد.

و (تَهْجُرُونَ) : في موضع الحال من الضمير في سامرا.

ويقرأ بفتح التاء ، من قولك : هجر يهجر ، إذا هذى. وقيل : يهجرون القرآن.

ويقرأ بضم التاء وكسر الجيم ، من أهجر ؛ إذا جاء بالهجر ، وهو الفحش.

ويقرأ بالتشديد ، وهو في معنى المخفّف.

٧٢ ـ (خَرْجاً) : يقرأ بغير ألف في الأول ، وبألف في الثاني.

ويقرأ بغير ألف فيهما ، وهما بمعنى.

وقيل : الخرج الاجرة ، والخراج : ما يضرب على الأرض والرّقاب.

٧٤ ـ (عَنِ الصِّراطِ) : يتعلّق ب (لَناكِبُونَ) ، ولا تمنع اللام من ذلك.

٧٦ ـ (فَمَا اسْتَكانُوا) : قد ذكر في آل عمران بما فيه من الاختلاف.

٧٨ ـ (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) : قد ذكر في أول الأعراف.

٨٥ ـ (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ) : الموضع الأول باللام في قراءة الجمهور ، وهو جواب ما فيه اللام ، وهو قوله تعالى : (لِمَنِ الْأَرْضُ) ، وهو مطابق للفظ المعنى.

٢٧٦

وقرئ بغير لام حملا على المعنى ؛ لأن معنى «لمن الأرض» من ربّ الأرض؟ فيكون الجواب : الله ؛ أي هو الله.

وأما الموضعان الآخران فيقرآن بغير لام حملا على اللفظ ؛ وهو جواب قوله تعالى : (مَنْ رَبُّ السَّماواتِ).

(مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ) ـ باللام على المعنى ؛ لأنّ المعنى في قوله : (مَنْ رَبُّ السَّماواتِ) : لمن السموات؟

٩٢ ـ (عالِمِ الْغَيْبِ) : يقرأ بالجرّ على الصفة ، أو البدل ، من اسم الله تعالى قبله ؛ وبالرفع : أي هو عالم.

٩٤ ـ (فَلا تَجْعَلْنِي) : الفاء جواب الشرط ، وهو قوله تعالى : (إِمَّا تُرِيَنِّي) والنداء معترض بينهما.

٩٥ ـ و (عَلى) : تتعلّق ب (لَقادِرُونَ).

٩٩ ـ (ارْجِعُونِ) : فيه ثلاثة أوجه :

أحدها ـ أنه جمع على التعظيم ، كما قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ) ، وكقوله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا).

والثاني ـ أنه أراد : يا ملائكة ربّي ارجعون.

والثالث ـ أنه دلّ بلفظ الجمع على تكرير القول ؛ فكأنه قال : ارجعني ارجعنى.

١٠١ ـ (يَوْمَئِذٍ) : العامل في ظرف الزمان العامل في بينهم ، وهو المحذوف ؛ ولا يجوز أن يعمل فيه أنساب ؛ لأن اسم «لا» إذا بنى لم يعمل.

١٠٦ ـ (شِقْوَتُنا) : يقرأ بالكسر من غير ألف ، وبالفتح مع الألف ، وهما بمعنى واحد.

١١٠ ـ (سِخْرِيًّا) : هو مفعول ثان ، والكسر والضم لغتان ؛ وقيل : الكسر بمعنى الهزل ، والضمّ بمعنى الإذلال من التّسخير ، وقيل : بعكس ذلك.

١١١ ـ (أَنَّهُمْ) : يقرأ بالفتح على أنّ الجملة في موضع ثان ؛ لأنّ «جزى» يتعدّى إلى اثنين ، كما قال تعالى : (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً).

وفيه وجه آخر : وهو أن يكون على تقدير : لأنهم أو بأنهم ؛ أي جزاهم بالفوز على صبرهم.

ويقرأ بالكسر على الاستئناف.

١١٢ ـ (قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ) : يقرأ على لفظ الماضي ؛ أي قال السائل لهم.

وعلى لفظ الأمر ؛ أي يقول الله للسائل : قل لهم.

و (كَمْ) : ظرف للبثتم ؛ أي كم سنة أو نحوها. و (عَدَدَ) : بدل من «كم».

ويقرأ شاذّا عددا ـ بالتنوين.

و (سِنِينَ) : بدل منه.

١١٣ ـ و (الْعادِّينَ) ـ بالتشديد ؛ من العدد ، وبالتخفيف على معنى العادين ؛ أي المتقدمين. كقولك : هذه بئر عادية ؛ أي سل من تقدمنا ، وحذف إحدى ياءي النسب ، كما قالوا الأشعرون ، وحذفت الأخرى لالتقاء الساكنين.

١١٤ ـ (إِلَّا قَلِيلاً) ؛ أي زمنا قليلا ، أو لبثا قليلا.

وجواب «لو» محذوف ؛ أي لو كنتم تعلمون مقدار لبثكم من الطول لما أجبتم بهذه المدة.

١١٥ ـ و (عَبَثاً) : مصدر في موضع الحال ، أو مفعول لأجله.

١١٦ ـ (رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) : مثل قوله تعالى في البقرة : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) ـ وقد ذكر.

١١٧ ـ (لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ) : صفة لإله ، والجواب (فَإِنَّما حِسابُهُ).

(إِنَّهُ لا يُفْلِحُ) ـ بالكسر على الاستئناف.

وبالفتح على تقدير بأنه ؛ أي يجازى بعدم الفلاح. والله أعلم.

٢٧٧

سورة النور

١ ـ (سُورَةٌ) ، بالرفع على تقدير : هذه سورة ، أو مما يتلى عليك سورة. ولا يكون سورة مبتدأ ؛ لأنها نكرة.

وقرئ بالنصب على تقدير : أنزلنا سورة ، ولا موضع ل (أَنْزَلْناها) على هذا ؛ لأنه مفسّر لما لا موضع له ، فلا موضع له.

ويجوز النصب على تقدير : اذكر سورة ، فيكون موضع «أنزلناها» نصبا ، وموضعها على الرفع رفع.

(وَفَرَضْناها) ـ بالتشديد بأنه تكثير ما فيها من الفرائض ، أو على تأكيد إيجاب العمل بما فيها ، وبالتخفيف على معنى فرضنا العمل بما فيها.

٢ ـ (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) : في رفعه وجهان :

أحدهما ـ هو مبتدأ والخبر محذوف ، تقديره :

وفيما يتلى عليك الزانية والزاني ؛ فعلى هذا (فَاجْلِدُوا) مستأنف.

والثاني ـ الخبر فاجلدوا.

وقد قرئ بالنصب بفعل دلّ عليه «فاجلدوا» ، وقد استوفينا ذلك في قوله تعالى : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ) ومائة ، وثمانين ـ ينتصبان انتصاب المصادر.

(وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما) : لا يجوز أن تتعلّق الباء ب (رَأْفَةٌ) ؛ لأنّ المصدر لا يتقدّم عليه معموله ؛ وإنما يتعلّق بتأخذ ؛ أي : ولا تأخذكم بسببهما.

ويجوز أن يتعلّق بمحذوف على البيان ؛ أي أعني بهما ؛ أي لا ترأفوا بهما ، ويفسّره المصدر.

والرّافة فيها أربعة أوجه : إسكان الهمزة ، وفتحها ، وإبدالها ألفا ، وزيادة ألف بعدها ؛ وكلّ ذلك لغات قد قرئ به.

و (فِي) : يتعلق بتأخذكم.

٤ ـ (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ) : في موضعه وجهان :

أحدهما ـ الرفع ، والآخر النصب على ما ذكر في قوله تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي).

(فَاجْلِدُوهُمْ) ؛ أي فاجلدوا كلّ واحد منهم ، فحذف المضاف.

(وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) : جملة مستأنفة ، ويجوز أن يكون حالا.

٥ ـ (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) : هو استثناء من الجمل التي قبلها عند جماعة ، ومن الجملة التي تليها عند آخرين ، وموضع المستثنى نصب على أصل الباب. وقيل : موضعه جرّ على البدل من الضمير في (لَهُمْ).

وقيل : موضعه رفع بالابتداء ، والخبر (فَإِنَّ اللهَ) ، وفي الخبر ضمير محذوف ؛ أي غفور لهم.

٦ ـ (إِلَّا أَنْفُسُهُمْ) : هو نعت لشهداء ، أو بدل منه.

ولو قرئ بالنصب لجاز على أن يكون خبر كان ، أو على الاستثناء. وإنما كان الرفع أقوى ؛ لأنّ «إلا» هنا صفة للنكرة كما ذكرنا في سورة الأنبياء في قوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا).

(فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ) : المصدر مضاف إلى الفاعل. وفي رفعه وجهان : أحدهما ـ هو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي فالواجب شهادة أحدهم.

والثاني ـ هو مبتدأ ، والخبر محذوف ؛ أي فعليهم شهادة أحدهم.

و (أَرْبَعُ) ـ بالنصب على المصدر ؛ أي أن يشهد أحدهم أربع.

و (بِاللهِ) : يتعلق بشهادات عند البصريين ؛ لأنّه أقرب ؛ وبشهادة عند الكوفيين ؛ لأنّه أول العاملين.

و (إِنَّهُ) : وما عملت فيه معمول شهادات ، أو شهادة على ما ذكرنا ؛ أي يشهد على أنه صادق ؛ ولكن العامل علّق من أجل اللام في الخبر ؛ ولذلك كسرت إن.

وموضعه إمّا نصب ، أو جر على اختلاف المذهبين في «أن» إذا حذف منه الجار.

ويقرأ «أربع» بالرفع على أنه خبر المبتدأ ، وعلى هذا لا يبقى للمبتدأ عمل فيما بعد الخبر ، لئلا يفصل بين الصلة والموصول ؛ فيتعيّن أن تعمل شهادات فيما بعدها.

٧ ـ (وَالْخامِسَةُ) ؛ أي والشهادة الخامسة ، وهو مبتدأ ، والخبر (أَنْ لَعْنَةُ اللهِ).

ويقرأ بتخفيف «أن» ، وهي المخفّفة من الثقيلة ، واسمها محذوف.

و (مِنَ الْكاذِبِينَ) : خبر «أن» على قراءة التشديد ، وخبر «لعنة» على قراءة التخفيف.

ويقرأ «والخامسة» ـ بالنصب ـ على تقدير : ويشهد الخامسة ؛ ويكون التقدير : بأنّ لعنة الله ، ويجوز أن يكون بدلا من الخامسة.

٨ ـ (أَنْ تَشْهَدَ) : هو فاعل يدرأ.

و (بِاللهِ) : يتعلق بشهادات ، أو بأن تشهد ، كما ذكرنا في الأولى.

٩ ـ (وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها) : هو مثل الخامسة الأولى ، ويقرأ «أنّ» بالتشديد ، و «أن» بالتخفيف ، وغضب ـ بالرفع ؛ ويقرأ : غضب على أنه فعل.

١٠ ـ (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ) : جواب «لولا» محذوف ، تقديره : لهلكتم ، أو لخرجتم ، ومثله رأس العشرين من هذه السورة.

١١ ـ (عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) : هي خبر «إن» ؛ ومنكم : نعت لها ، وبه أفاد الخبر.

(لا تَحْسَبُوهُ) : مستأنف ، والهاء ضمير الإفك ، أو القذف.

٢٧٨

و (كِبْرَهُ) ـ بالكسر بمعنى معظمه ، وبالضمّ من قولهم : الولاء للكبر ، وهو أكبر ولد الرجل ؛ أي تولى أكبره.

١٥ ـ (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ) :

العامل في «إذ» مسّكم ، أو أفضتم.

ويقرأ : تلقونه ـ ، بضم التاء ، من ألقيت الشيء إذا طرحته. وتلقونه ، بفتح التاء وكسر اللام وضمّ القاف وتخفيفها ؛ أي تسرعون فيه ، وأصله من الولق ؛ وهو الجنون.

ويقرأ : تقفّونه ـ بفتح التاء والقاف وفاء مشددة مفتوحة بعدها ، وأصله تتقفّون ؛ أي تتبعون.

١٧ ـ (أَنْ تَعُودُوا) ؛ أي كراهة أن تعودوا ، فهو مفعول له.

وقيل : حذف حرف الجر حملا على معنى يعظكم ؛ أي يزجركم عن العود.

٢١ ـ (فَإِنَّهُ يَأْمُرُ) : الهاء ضمير الشيطان ، أو ضمير من. وزكا : يمال حملا على تصرّف الفعل ، ومن لم يمل قال : الألف من الواو.

٢٢ ـ (وَلا يَأْتَلِ) : هو يفتعل ، من أليت ؛ أي حلفت.

ويقرأ : يتألّ على يتفعل ، وهو من الأليّة أيضا.

٢٤ ـ (يَوْمَ تَشْهَدُ) : العامل في الظّرف معنى الاستقرار في قوله تعالى : (لَهُمْ عَذابٌ) ؛ ولا يعمل عذاب ؛ لأنّه قد وصف.

وقيل : التقدير : اذكر.

وتشهد ـ بالياء والتاء ، وهو ظاهر.

٢٥ ـ (يَوْمَئِذٍ) : العامل فيه (يُوَفِّيهِمُ).

و (الْحَقَ) ـ بالنصب : صفة للدّين ، وبالرفع على الصفة لله ، ولم يحتفل بالفصل.

وقد ذكر نظيره في الكهف.

٢٦ ـ (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) : يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون خبرا بعد خبر.

٢٩ ـ (أَنْ تَدْخُلُوا) ؛ أي في أن تدخلوا. وقد ذكر.

٣٠ ـ (مِنْ أَبْصارِهِمْ) : «من» هاهنا بمعنى التبعيض ؛ أي لا يلزمه غضّ البصر بالكلية.

وقيل : هي زائدة. وقيل : هي لبيان الجنس ، والله أعلم.

٢٧٩

٣١ ـ (غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ) ـ بالجر على الصفة ، أو البدل ؛ وبالنصب على الحال أو الاستثناء ، وقد ذكر في الفاتحة.

و (مِنَ الرِّجالِ) : نصب على الحال. وإفراد (الطِّفْلِ) قد ذكر في الحج.

(مِنْ زِينَتِهِنَ) : حال.

(أَيُّهَا) : الجمهور على فتح الهاء في الوصل ؛ لأنّ بعدها ألفا في التقدير.

وقرئ بضم الهاء اتباعا للضمّة قبلها في اللفظ. وهو بعيد.

٣٣ ـ (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ) : رفع أو نصب ، كما ذكر في : (الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ).

(مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) : أي غفور ؛ أي لهنّ.

٣٥ ـ (اللهُ نُورُ السَّماواتِ) : تقديره : صاحب نور السموات.

وقيل : المصدر بمعنى الفاعل ؛ أي منوّر السموات.

(فِيها مِصْباحٌ) : صفة لمشكاة.

(دُرِّيٌ) : يقرأ بالضمّ والتشديد من غير همز ، وهو منسوب إلى الدّر ؛ شبّه به لصفائه وإضاءته. ويجوز أن يكون أصله الهمز ، ولكن خفّفت الهمزة وأدغمت ؛ وهو فعيل من الدرء ؛ وهو دفع الظلمة بضوئه.

ويقرأ بالكسر على معنى الوجه الثاني ، ويكون على فعيل ، كسكّيت وصدّيق.

ويقرأ بالفتح على فعيل ؛ وهو بعيد.

توقد : بالتاء والفتح على أنه ماض ، وتوقد على أنه مضارع ، والتاء لتأنيث الزجاجة ، والياء على معنى المصباح.

و (زَيْتُونَةٍ) : بدل من شجرة.

و (لا شَرْقِيَّةٍ) : نعت.

(يَكادُ زَيْتُها) : الجملة. نعت لزيتونة.

(نُورٌ عَلى نُورٍ) : أي ذلك نور.

٣٦ ـ (فِي بُيُوتٍ) : فيما يتعلق به أوجه.

أحدهما ـ أنها صفة لزجاجة في قوله : (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) في بيوت.

والثاني ـ هي متعلقة بتوقّد ؛ أي توقد في المساجد.

والثالث ـ هي متعلقة بيسبّح ، و (فِيهَا) التي بعد (يُسَبِّحُ) مكرر ، مثل قوله : (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها) ؛ ولا يجوز أن يتعلّق بيذكر ؛ لأنّه معطوف على «ترفع» ،. هو في صلة «أن» فلا يعمل فيما قبله.

ويسبّح ـ بكسر الباء ، والفاعل «رجال» ، وبالفتح على أن يكون القائم مقام الفاعل له أو فيها.

ورجال مرفوع بفعل محذوف ، كأنه قيل : من يسبّحه؟ فقال : رجال ؛ أي يسّبحه رجال.

وقيل : هو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي المسبّح رجال.

وقيل : التقدير : فيها رجال.

٣٧ ـ (وَإِقامِ الصَّلاةِ) : قد ذكر في الأنبياء ؛ أي : وعن إقام الصلاة. (يَخافُونَ) : حال الضمير في تلهيهم.

ويجوز أن تكون صفة أخرى لرجال.

٣٨ ـ (لِيَجْزِيَهُمُ) : يجوز أن تتعلّق اللام بيسبّح ، وبلا تلهيهم ، وبيخافون.

ويجوز أن تكون لام الصّيرورة ، كالتي في قوله : (لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) ، وموضعها حال ؛ والتقدير : يخافون ملهين ليجزيهم.

٣٩ ـ (بِقِيعَةٍ) : في موضع جرّ صفة لسراب.

ويجوز أن يكون ظرفا ، والعامل فيه ما يتعلّق به الكاف التي هي الخبر.

والياء في «قيعة» بدل من واو لسكونها وانكسار ما قبلها ؛ لأنّهم قالوا في قاع أقواع.

ويقرأ قيعات ، وهو جمع قيعة ؛ ويجوز أن تكون الألف زائدة كألف سعلاة ، فيكون مفردا.

و (يَحْسَبُهُ) : صفة لسراب أيضا.

و (شَيْئاً) : في موضع المصدر ؛ أي لم يجده وجدانا ، وقيل شيئا هنا بمعنى ماء على ما ظنّ.

(وَوَجَدَ اللهَ) ؛ أي قدر الله ، أو إماتة الله.

٤٠ ـ (أَوْ كَظُلُماتٍ) : هو معطوف عل (كَسَرابٍ) ، وفي التقدير وجهان :

أحدهما ـ تقديره : أو كأعمال ذي ظلمات ؛ فيقدر ذي ليعود الضمير من قوله : (إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ) إليه ، وتقدر ليصحّ تشبيه أعمال الكفار بأعمال صاحب الظلمة ، إذ لا معنى لتشبيه العمل بصاحب الظلمات.

والثاني ـ لا حذف فيه ؛ والمعنى أنه شبّه أعمال الكفار بالظلمة في حيلولتها بين القلب وبين ما يهتدي إليه.

فأمّا الضمير في قوله : (إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ) ـ فيعود إلى مذكور حذف اعتمادا على المعنى ؛ تقديره : إذا أخرج من فيها يده.

(فِي بَحْرٍ) : صفة لظلمات.

و (لُجِّيٍ) : نسبة إلى اللّجّ وهو في معنى ذي لجّة.

و (يَغْشاهُ) : صفة أخرى.

و (مِنْ فَوْقِهِ) : صفة لموج. وموج الثاني مرفوع بالظرف لأنّه قد اعتمد.

ويجوز أن يكون مبتدأ ، والظرف خبره.

و (مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ) : نعت لموج الثاني.

و (ظُلُماتٌ) ـ بالرفع : خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هذه ظلمات.

٢٨٠