محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: بيت الأفكار الدوليّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٧
سورة العنكبوت
٢ ـ (أَنْ يُتْرَكُوا) : أن وما عملت فيه تسدّ مسدّ المفعولين.
و (أَنْ يَقُولُوا) ؛ أي بأن يقولوا ، أو لأن يقولوا.
ويجوز أن يكون بدلا من «أن يتركوا» ؛ وإذا قدّرت الياء كان حالا ؛ ويجوز أن تقدّر على هذا المعنى.
٤ ـ (ساءَ) : يجوز أن يعمل عمل بئس ، وقد ذكر في قوله : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا).
ويجوز أن يكون بمعنى قبح ، فتكون «ما» مصدرية أو بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة ، وهي فاعل ساء.
٥ ـ (مَنْ كانَ يَرْجُوا) : من شرط ، والجواب (فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ) ؛ والتقدير : لآتيه.
٨ ـ (حُسْناً) : منصوب بوصّينا. وقيل : هو محمول على المعنى ، والتقدير : ألزمناه حسنا.
وقيل : التقدير أيضا : ذا حسن ؛ كقوله : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً).
وقيل : معنى وصّينا قلنا له أحسن حسنا ؛ فيكون واقعا موقع المصدر ، أو مصدرا محذوف الزوائد.
٩ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا) : مبتدأ ، و (لَنُدْخِلَنَّهُمْ) : الخبر.
ويجوز أن يكون «الذين» في موضع نصب على تقدير لندخلنّ الذين آمنوا.
١٢ ـ (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) : هذه لام الأمر ، وكأنهم أمروا أنفسهم ؛ وإنما عدل إلى ذلك عن الخبر ، لما فيه المبالغة في الالتزام ، كما في صيغة التعجب.
(مِنْ شَيْءٍ) : «من» زائدة ، وهو مفعول اسم الفاعل.
و (مِنْ خَطاياهُمْ) : حال من شيء ؛ والتقدير : بحاملين شيئا من خطاياهم.
١٤ ـ و (أَلْفَ سَنَةٍ) : ظرف ، والضمير في (جَعَلْناها) للعقوبة ، أو الطّوفة ، أو نحو ذلك.
١٦ ـ (وَإِبْراهِيمَ) : معطوف على المفعول في «أنجيناه» ، أو على تقدير : واذكر ، أو على أرسلنا.
٢٠ ـ (النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) ـ بالقصر والمدّ : لغتان.
٢٢ ـ (وَلا فِي السَّماءِ) : التقدير : ولا من في السماء فيها ، فمن معطوف على أنتم ، وهي نكرة موصوفة.
وقيل : ليس فيه حذف ؛ لأنّ (أَنْتُمْ) خطاب للجميع ، فيدخل فيهم الملائكة ، ثم فصّل بعد الإبهام.
٢٥ ـ (إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ) : في «ما» ثلاثة أوجه :
أحدها ـ هي بمعنى الذي ، والعائد محذوف ؛ أي اتخذتموه ، و (أَوْثاناً) : مفعول ثان ، أو حال.
و (مَوَدَّةَ) : الخبر على قراءة من رفع ؛ والتقدير : ذوو مودّة.
والثاني ـ هي كافة ؛ وأوثانا مفعول ، ومودّة بالنصب مفعول له ؛ وبالرّفع على إضمار مبتدأ ، وتكون الجملة نعتا لأوثان ؛ ويجوز أن يكون النصب على الصفة أيضا ؛ أي ذوي مودّة.
والوجه الثالث ـ أن تكون «ما» مصدرية ، ومودة بالرفع الخبر ؛ ولا حذف في هذا الوجه في الخبر ؛ با في اسم «إن» ؛ والتقدير : إنّ سبب اتخاذكم مودة.
ويقرأ «مودّة» بالإضافة في الرفع والنصب.
و (بَيْنِكُمْ) ـ بالجر ، وبتنوين مودة في الوجهين جميعا ونصب بين. وفيما يتعلق به : (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) سبعة أوجه :
الأول ـ أن تتعلق باتخذتم إذا جعلت «ما» كافة ، لا على الوجهين الآخرين ؛ لئلا يؤدّي إلى الفصل بين الموصول وما في الصلة بالخبر.
والثاني ـ أن يتعلق بنفس مودّة إذا لم تجعل «بين» صفة لها ؛ لأنّ المصدر إذا وصف لا يعمل.
والثالث ـ أن تعلّقه بنفس بينكم ؛ لأنّ معناه اجتماعكم أو وصلكم.
والرابع ـ أن تجعله صفة ثانية لمودة إذا نوّنتها وجعلت بينكم صفة.
والخامس ـ أن تعلّقها بمودة ، وتجعل بينكم ظرف مكان ، فيعمل مودّة فيهما.
والسادس ـ أن تجعله حالا من الضمير في بينكم إذا جعلته وصفا لمودّة.
والسابع ـ أن تجعله حالا من بينكم لتعرّفه بالإضافة.
وأجاز قوم منهم أن تتعلّق «في» بمودة ؛ وإن كان بينكم صفة ؛ لأنّ الظروف يتّسع فيها بخلاف المفعول به.
٢٨ ـ (وَلُوطاً) : معطوف على نوح. وقد ذكر.
٣٣ ـ (إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ) : الكاف في موضع جرّ عند سيبويه ؛ فعلى هذا ينتصب «أهلك» بفعل محذوف ؛ أي وننجّي أهلك ؛ وفي قول الأخفش ؛ هي في موضع نصب أو جرّ ، وموضعه نصب فتعطف على الموضع ؛ لأنّ الإضافة في تقدير الانفصال ، كما لو كان المضاف إليه ظاهرا ؛ وسيبويه يفرّق بين المضمر والمظهر ؛ فيقول : لا يجوز إثبات النون في التثنية والجمع مع المضمر كما في التنوين ؛ ويجوز ذلك كله مع المظهر.
والضمير في «منها» للعقوبة.
٣٦ ـ و (شُعَيْباً) : معطوف على نوح ؛ والفاء في فقال عاطفة على أرسلنا المقدّرة.
٣٨ ـ (وَعاداً وَثَمُودَ) ؛ أي واذكر ، أو وأهلكنا.
٣٩ ـ (وَقارُونَ) وما بعده كذلك ، ويجوز أن يكون معطوفا على الهاء في (فَصَدَّهُمْ).
٤٠ ـ و (كلا) : منصوب ب (أَخَذْنا).
و «من» في : (مَنْ أَرْسَلْنا) وما بعدها نكرة موصوفة ؛ وبعض الرواجع محذوف.
٤١ ـ والنون في (عنكبوت) أصل ، والتاء زائدة ، لقولهم في جمعه : عناكب.
٤٢ ـ (ما يَدْعُونَ) : هي استفهام في موضع نصب بيدعون لا بيعلم ؛ و (مِنْ شَيْءٍ) : تبيين.
وقيل : «ما» بمعنى الذي.
ويجوز أن تكون مصدرية ؛ وشيء مصدر ، ويجوز أن تكون نافية ، ومن زائدة. وشيئا مفعول «يدعون».
٤٣ ـ و (نَضْرِبُها) : حال من الأمثال. ويجوز أن يكون خبرا. والأمثال نعت.
٤٦ ـ (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا) : هو استثناء من الجنس ، وفي المعنى وجهان :
أحدهما ـ إلا الذين ظلموا فلا تجادلوهم بالحسنى ؛ بل بالغلظة ؛ لأنهم يغلظون لكم ؛ فيكون مستثنى من التي هي أحسن ، لا من الجدال.
والثاني ـ لا تجادلوهم البتّة ؛ بل حكموا فيهم السيف لفرط عنادهم.
٥١ ـ (أَنَّا أَنْزَلْنا) : هو فاعل يكفهم.
٥٨ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا) : في موضع رفع بالابتداء ، و (لَنُبَوِّئَنَّهُمْ) الخبر.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دلّ عليه الفعل المذكور.
و (غُرَفاً) : مفعول ثان ، وقد ذكر نظيره في يونس والحجّ.
٥٩ ـ و (الَّذِينَ صَبَرُوا) : خبر ابتداء محذوف.
٦٠ ـ (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ) : يجوز ان يكون في موضع رفع بالابتداء ، و «من دابة» تبيين.
و (لا تَحْمِلُ) : نعت لدابة.
و (اللهُ يَرْزُقُها) : جملة خبر كأين ، وأنّث الضمير على المعنى.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دلّ عليه يرزقها ، ويقدّر بعد كأيّن.
٦٤ ـ (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ) ؛ أي إن حياة الدار ؛ لأنّه أخبر عنها بالحيوان ، وهي الحياة ، ولام الحيوان ياء ، والأصل حييان ، فقلبت الياء واوا لئلا
يلتبس بالتثنية ، ولم تقلب ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها لئلا تحذف إحدى الألفين.
٦٦ ـ (وَلِيَتَمَتَّعُوا) : من كسر اللام جعلها بمعنى كي ، ومن سكّنها جاز أن يكون كذلك ، وأن يكون أمرا ، والله أعلم.
سورة الروم
٣ ـ (مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ) : المصدر مضاف إلى المفعول.
٤ ـ و (فِي بِضْعِ) : يتعلق بيغلبون.
و (مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) : مبنيان على الضمّ في المشهور ، ولقطعهما عن الإضافة.
وقرئ شاذّا بالكسر فيهما على إرادة المضاف إليه ، كما قال الفرزدق :
يا من رأى عارضا يسرّ به |
|
بين ذراعي وجبهة الأسد |
إلا أنه في البيت أقرب ؛ لأنّ ذكر المضاف إليه في أحدهما يدلّ على الآخر.
ويقرأ بالجر والتنوين على إعرابهما كإعرابهما مضافين ؛ والتقدير : من قبل كل شيء ومن بعد كلّ شيء.
(وَيَوْمَئِذٍ) : منصوب ب «يفرح». و (بِنَصْرِ اللهِ) : يتعلّق به أيضا ؛ ويجوز أن يتعلق ب «ينصر».
٦ ـ (وَعْدَ اللهِ) : هو مصدر مؤكّد ؛ أي وعد الله وعدا ، ودلّ ما تقدم على الفعل المحذوف ؛ لأنّه وعد.
٨ ـ (ما خَلَقَ اللهُ) : «ما» نافية ، وفي التقدير وجهان :
أحدهما ـ هو مستأنف لا موضع له ، والكلام تامّ قبله و (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا) : مثل : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
والثاني ـ موضعه نصب بيتفكروا ، والنّفي لا يمنع ذلك ، كما لم يمنع في قوله تعالى : (وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ).
و (بِلِقاءِ رَبِّهِمْ) : يتعلق ب «كافرون» ؛ واللام لا تمنع ذلك. والله أعلم.
٩ ـ (وَأَثارُوا الْأَرْضَ) : قرئ شاذا بألف بعد الهمزة ، وهو للإشباع لا غير.
(أَكْثَرَ) : صفة مصدر محذوف ، و «ما» مصدرية.
١٠ ـ (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى) : يقرأ بالرفع والنصب ، فمن رفع جعله اسم كان ، وفي الخبر وجهان : أحدهما ـ السّوأى ، و (أَنْ كَذَّبُوا) في موضع نصب مفعولا له ؛ أي لأن كذّبوا ، أو بأن كذّبوا ، أو في موضع جرّ بتقدير الجار على قول الخليل.
والثاني ـ «أن كذّبوا» ؛ أي كان آخر أمرهم التكذيب ، والسوأى على هذا صفة مصدر.
ومن نصب جعلها خبر كان ، وفي الاسم وجهان :
أحدهما ـ السّوأى ، والآخر «أن كذبوا» على ما تقدّم.
ويجوز أن يجعل أن كذّبوا بدلا من السّوأى ، أو خبر مبتدأ محذوف.
والسّوأى : فعلى ، تأنيث الأسوأ ؛ وهي صفة لمصدر محذوف ، والتقدير : أساؤوا الإساءة السّوأى ، وإن جعلتها اسما أو خبرا كان التقدير : الفعلة السّوأى ، أو العقوبة السّوأى.
١٢ ـ (يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) : الجمهور على نسمية الفاعل.
وقد حكي شاذا ترك التسمية ؛ وهذا بعيد ؛ لأنّ أبلس لم يستعمل متعديا ، ومخرجه أن يكون أقام المصدر مقام الفاعل وحذفه ، وأقام المضاف إليه مقامه ؛ أي يبلس إبلاس المجرمين.
١٧ ـ (حِينَ تُمْسُونَ) : الجمهور على الإضافة ، والعامل فيه «سبحان».
وقرئ منوّنا على أن يجعل تمسون صفة له ، والعائد محذوف ؛ أي تمسون فيه ؛ كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي ...).
١٨ ـ (وَعَشِيًّا) : هو معطوف على (حِينَ) ، (وَلَهُ الْحَمْدُ) معترض. و (فِي السَّماواتِ) : حال من الحمد.
٢٤ ـ (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ) : فيه ثلاثة أوجه :
أحدها ـ أن «من آياته» حال من البرق ؛ أي يريكم البرق كائنا من آياته ، إلا أنّ حقّ الواو أن تدخل هنا على الفعل ، ولكن لما قدّم الحال وكانت من جملة المعطوف أولاها الواو ، وحسّن ذلك أنّ الجارّ والمجرور في حكم الظرف ؛ فهو كقوله : (آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ...).
والوجه الثاني ـ أنّ «أن» محذوفة ؛ أي ومن آياته أن يريكم ، وإن حذفت «أن» في مثل هذا جاز رفع الفعل.
والثالث ـ أن يكون الموصوف محذوفا ؛ أي : ومن آياته آية يريكم فيها البرق ؛ فحذف الموصوف والعائد. ويجوز أن يكون التقدير : ومن آياته شيء ، أو سحاب ؛ ويكون فاعل يريكم ضمير شيء المحذوف.
٢٥ ـ (مِنَ الْأَرْضِ) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هو صفة لدعوة.
والثاني ـ أن يكون متعلّقا بمحذوف ، تقديره : خرجتم من الأرض ، ودلّ على المحذوف إذا أنتم تخرجون. ولا يجوز أن يتعلق «من» بتخرجون هذه ؛ لأنّ ما بعد إذا لا يعمل فيما قبلها.
٢٧ ـ (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) ؛ أي البعث أهون عليه في ظنّكم.
وقيل : أهون بمعنى هيّن ، كما قالوا : الله أكبر ؛ أي كبير.
وقيل : هو أهون على المخلوق ؛ لأنّه في الابتداء نقل من نطفة إلى علقة إلى غير ذلك ؛ وفي البعث يكمل دفعة واحدة.
٢٨ ـ (فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ) : الجملة في موضع نصب جواب الاستفهام ؛ أي هل لكم فتستووا.
وأمّا (تَخافُونَهُمْ) : ففي موضع الحال من ضمير الفاعل في «سواء» ؛ أي فتساووا خائفا بعضكم بعضا مشاركته له في المال ؛ أي إذا لم تشارككم عبيدكم في المال ، فكيف تشركون في عبادة الله من هو مصنوع الله.
(كَخِيفَتِكُمْ) ؛ أي خيفة كخيفتكم.
٣٠ ـ (فِطْرَتَ اللهِ) ؛ أي الزموا ، أو اتّبعوا دين الله.
٣١ ـ و (مُنِيبِينَ) : حال من الضمير في الفعل المحذوف.
وقيل : هو حال من ضمير الفاعل في «أقم» لأنّه في المعنى للجميع.
وقيل : فطرة الله مصدر ؛ أي فطركم فطرة.
٣٢ ـ (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا) : هو بدل من المشركين ، بإعادة الجار.
٣٤ ـ (لِيَكْفُرُوا) : اللام بمعنى كي.
وقيل : هو أمر بمعنى التوعد ؛ كما قال بعده : (فَتَمَتَّعُوا).
٣٥ ـ والسلطان يذكر لأنّه بمعنى الدليل ، ويؤنّث لأنّه بمعنى الحجة.
وقيل : هو جمع سليط كرغيف ورغفان.
٣٦ ـ (إِذا هُمْ) : إذا مكانية للمفاجأة نابت عن الفاء في جواب الشرط ، لأنّ المفاجأة تعقيب ؛ ولا يكون أوّل الكلام ، كما أنّ الفاء كذلك ، وقد دخلت الفاء عليها في بعض المواضع زائدة.
٣٩ ـ (وَما آتَيْتُمْ) : «ما» : في موضع نصب بآتيتم. والمد بمعنى أعطيتم ، والقصر بمعنى جئتم وقصدتم.
(لِيَرْبُوَا) ؛ أي الربا.
(فَأُولئِكَ) : هو رجوع من الخطاب إلى الغيبة.
٤١ ـ (لِيُذِيقَهُمْ) : متعلق بظهر ؛ أي ليصير حالهم إلى ذلك. وقيل : التقدير عاقبهم ليذيقهم.
٤٧ ـ (وَكانَ حَقًّا) : «حقا» خبر كان مقدم ، و (نَصْرُ) : اسمها. ويجوز أن يكون «حقّا» مصدرا ، وعلينا الخبر.
ويجوز أن يكون في كان ضمير الشأن ، وحقّا مصدر ، و (عَلَيْنا نَصْرُ) مبتدأ وخبر في موضع خبر كان.
٤٨ ـ (كِسَفاً) ـ بفتح السين على أنه جمع كسفة ، وسكونها على هذا المعنى تخفيف. ويجوز أن يكون مصدرا ؛ أي ذا كسف.
والهاء في (خِلالِهِ) للسحاب ، وقيل للكسف.
٤٩ ـ (مِنْ قَبْلِهِ) : قيل هي تكرير لقبل الأولى ، والأولى أن تكون الهاء فيها للسحاب ، أو للريح ، أو للكسف.
والمعنى : وإن كانوا من قبل نزول المطر من قبل السحاب أو الريح ؛ فتتعلق «من» بينزّل.
٥٠ ـ (إِلى آثارِ) : يقرأ بالإفراد والجمع.
و (يُحْيِ) ـ بالياء على أن الفاعل الله ، أو الأثر ، أو معنى الرحمة.
وبالتاء على أنّ الفاعل آثار ، أو الرحمة.
والهاء في «رأوه» للزّرع ؛ وقد دلّ عليه يحيي الأرض. وقيل للريح. وقيل للسحاب.
٥١ ـ (لَظَلُّوا) ؛ أي ليظلنّ ؛ لأنّه جواب الشرط ؛ وكذا أرسلنا بمعنى نرسل.
٥٤ ـ و (الضعف) ـ بالفتح والضم لغتان.
٥٧ ـ (لا يَنْفَعُ) ـ بالتاء على اللّفظ ، وبالياء على معنى العذر ؛ أو لأنّه فصل بينهما ، أو لأنّه غير حقيقي. والله أعلم.
سورة لقمان
٣ ـ (هُدىً وَرَحْمَةً) : هما حالان من (آياتُ) ، والعامل معنى الإشارة ، وبالرفع على إضمار مبتدأ ؛ أي هي ، أو هو.
٦ ـ (وَيَتَّخِذَها) : النصب على العطف على يضل. والرّفع عطف على يشتري ، أو على إضمار هو ؛ والضمير يعود على السبيل. وقيل : على الحديث ؛ لأنّه يراد به الأحاديث. وقيل : على الآيات.
٧ ـ (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها) : موضعه حال ، والعامل ولّى ، أو مستكبرا.
و (كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً) : إما بدل من الحال الأولى التي هي «كأن لم» ، أو تبيين لها ، أو حال من الفاعل في يسمع.
٩ ـ (خالِدِينَ فِيها) : حال من الجنات ، والعامل ما يتعلق به (لَهُمْ) ، وإن شئت كان حالا من الضمير في «لهم» ، وهو أقوى.
(وَعْدَ اللهِ حَقًّا) : قد ذكر في الروم.
١٠ ـ (بِغَيْرِ عَمَدٍ) : قد ذكر في الرعد.
١١ ـ (هذا خَلْقُ اللهِ) ؛ أي مخلوقة ؛ كقولهم : درهم ضرب الأمير.
و (ما ذا) : في موضع نصب ب «خلق» ، لا بأروني ؛ لأنّه استفهام ؛ فأما كون «ذا» بمعنى الذي فقد ذكر في البقرة.
١٢ ـ و (لُقْمانَ) : اسم أعجمي وإن وافق العربي ؛ فإنّ لقمانا فعلانا من اللّقم.
(أَنِ اشْكُرْ) : فقد ذكر نظائره.
١٣ ـ (وَإِذْ قالَ) ؛ أي واذكر.
و (بُنَيَ) : قد ذكر في هود.
١٤ ـ (وَهْناً) : المصدر هنا حال ؛ أي ذات وهن ؛ أي موهونة. وقيل التقدير في وهن.
١٥ ـ (مَعْرُوفاً) : صفة مصدر محذوف ؛ أي إصحابا معروفا. وقيل : التقدير بمعروف.
١٦ ـ (إِنَّها إِنْ تَكُ) : «ها» : ضمير القصة ، أو الفعلة.
و (مِثْقالَ حَبَّةٍ) : قد ذكر في الأنبياء
١٩ ـ (مِنْ صَوْتِكَ) : هو صفة لمحذوف ؛ أي اكسر شيئا من صوتك. وعلى قول الأخفش تكون «من» زائدة.
وصوت الحمير إنما وحّده لأنّه جنس.
٢٠ ـ (نِعَمَهُ) : على الجمع ، ونعمة على الإفراد في اللفظ ؛ والمراد الجنس ؛ كقوله : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها).
و (ظاهِرَةً) : حال ، أو صفة.
٢٧ ـ (مِنْ شَجَرَةٍ) : في موضع الحال من ضمير الاستقرار ، أو من «ما».
(وَالْبَحْرُ) ـ بالرفع على وجهين :
أحدهما ـ هو مستأنف.
والثاني ـ عطف على موضع اسم «إن».
وبالنصب عطفا على اسم «إنّ» ؛ وإن شئت على إضمار فعل يفسّره ما بعده.
وضمّ ياء «يمدّه» وفتحها : لغتان.
٢٨ ـ (إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) : في موضع رفع خبر (خَلْقُكُمْ).
٣١ ـ (بِنِعْمَتِ اللهِ) : حال من ضمير الفلك.
ويجوز أن يتعلّق بتجري ؛ أي بسبب نعمة الله عزوجل.
٣٣ ـ (وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ) : «مولود» : يجوز أن يعطف على والد ، فيكون ما بعده صفة له. ويجوز أن يكون مبتدأ وإن كان نكرة ؛ لأنّه في سياق النفي ، والجملة بعده الخبر.
٣٤ ـ (وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ) : هذا يدلّ على قوّة شبه الظرف بالفعل ؛ لأنّه عطفه على قوله : «عنده» ؛ كذا يقول ابن جني وغيره. والله أعلم.
سورة السجدة
١ ـ (الم) : يجوز أن يكون مبتدأ ، و (تَنْزِيلُ) : خبره.
والتنزيل بمعنى المنزّل ، وهو في المعنى كما ذكرناه في أول البقرة ؛ فعلى هذا (لا رَيْبَ فِيهِ) حال من الكتاب ، والعامل تنزيل.
٢ ـ و (مِنْ رَبِ) : يتعلّق بتنزيل أيضا.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في «فيه» ، والعامل الظّرف ؛ لا ريب هنا مبني.
ويجوز أن يكون تنزيلا مبتدأ ، ولا ريب فيه الخبر ، ومن ربّ حال كما تقدم. ولا يجوز على هذا أن تتعلّق «من» بتنزيل ؛ لأنّ المصدر قد أخبر عنه.
ويجوز أن يكون الخبر «من رب» ، ولا ريب فيه حال من الكتاب ، وأن يكون خبرا بعد خبر.
٣ ـ (أَمْ يَقُولُونَ) : «أم» هنا منقطعة ؛ أي : بل أيقولون.
و «ما» في (ما أَتاهُمْ) نافية ، والكلام صفة لقوم.
٥ ـ (مِمَّا تَعُدُّونَ) : يجوز أن يكون صفة لألف ، وأن يكون صفة لسنة.
٧ ـ (الَّذِي أَحْسَنَ) : يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هو الذي ، أو خبرا بعد خبر.
والعزيز : مبتدأ ، والرحيم : صفة ، والذي : خبره.
و (خَلَقَهُ) ـ بسكون اللام : بدل من «كلّ» بدل الاشتمال ؛ أي أحسن خلق كل شيء.
ويجوز أن يكون مفعولا أول ، و «كلّ شيء» ثانيا.
وأحسن بمعنى عرّف ؛ أي عرف عباده كل شيء.
ويقرأ بفتح اللام على أنه فعل ماض ، وهو صفة لك ، أو لشيء.
١٠ ـ (أَإِذا ضَلَلْنا) ـ بالضاد ؛ أي ذهبنا وهلكنا ؛ وبالصاد : أي أنتنّا ؛ من قولك : صلّ اللحم ، إذا أنتن.
والعامل في «إذا» معنى الجملة التي في أولها إنا ؛ أي إذا هلكنا نبعث ؛ ولا يعمل فيه (جَدِيدٍ) ؛ لأنّ ما بعد «إن» لا يعمل فيما قبلها.
١٢ ـ (وَلَوْ تَرى) : هو من رؤية العين ، والمفعول محذوف ؛ أي ولو ترى المجرمين ، وأغنى عن ذكره المبتدأ. و (إِذِ) هاهنا : يراد بها المستقبل ، وقد ذكرنا مثل ذلك في البقرة والتقدير : يقولون ربّنا ، وموضع المحذوف حال ، والعامل فيها (ناكِسُوا).
١٤ ـ (فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ) ؛ أي فذوقوا العذاب ؛ ويجوز أن يكون مفعول فذوقوا (لِقاءَ) على قول الكوفيين في إعمال الأول ؛ ويجوز أن يكون مفعول ذوقوا (هذا) ؛ أي هذا العذاب.
١٦ ـ (تَتَجافى) ، و (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) : في موضع الحال.
و (خَوْفاً وَطَمَعاً) : قد ذكر في الأعراف.
١٧ ـ (ما أُخْفِيَ لَهُمْ) : يجوز أن تكون «ما» استفهاما ، وموضعها رفع بالابتداء ، وأخفي لهم خبره على قراءة من فتح الياء ، وعلى قراءة من سكّنها وجعل «أخفي» مضارعا تكون «ما» في موضوع نصب بأخفى.
ويجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي منصوبة بتعلم.
و (مِنْ قُرَّةِ) : في الوجهين : حال من الضمير في «أخفي». و (جَزاءً) : مصدر ؛ أي جوزوا جزاء.
١٨ ـ (لا يَسْتَوُونَ) : مستأنف لا موضع له ، وهو بمعنى ما تقدم من التقدير.
١٩ ـ و (نُزُلاً) : قد ذكر في آل عمران.
٢٠ ـ (الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ) : هو صفة العذاب في موضوع نصب.
ويجوز أن يكون صفة النار ، وذكّر على معنى الجحيم ، أو الحريق.
٢٣ ـ (مِنْ لِقائِهِ) : يجوز أن تكون الهاء ضمير اسم الله ؛ أي من لقاء موسى الله فالمصدر مضاف إلى المفعول ، وأن يكون ضمير موسى ؛ فيكون مضافا إلى الفاعل.
وقيل : يرجع إلى الكتاب ؛ كما قال تعالى : (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ).
وقيل : من لقائك يا محمد موسى صلى الله وسلم عليهما ليلة المعراج.
٢٤ ـ (لَمَّا) ـ بالتشديد : ظرف ، والعامل فيه جعلنا منهم أو يهدون وبالتخفيف وكسر اللام على أنها مصدرية.
٢٦ ـ (كَمْ أَهْلَكْنا) : قد ذكر في طه.
سورة الأحزاب
٢ ـ (بِما تَعْمَلُونَ) : إنما جاء بالجمع ؛ لأنّه عنى بقوله تعالى : اتّبع أنت وأصحابك.
ويقرأ بالياء على الغيبة.
٤ ـ (اللَّائِي) : هو جمع التي ، والأصل إثبات الياء ؛ ويجوز حذفها اجتزاء بالكسرة. ويجوز تليين الهمزة وقلبها ياء.
و (تُظاهِرُونَ) : قد ذكر في البقرة.
٥ ـ (هُوَ أَقْسَطُ) ؛ أي دعاؤكم ، فأضمر المصدر لدلالة الفعل عليه.
(فَإِخْوانُكُمْ) ـ بالرفع ؛ أي فهم إخوانكم.
وبالنصب ؛ أي فادعوهم إخوانكم.
(وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) : «ما» في موضع جرّ عطفا على «ما» الأولى ؛ ويجوز أن تكون في موضع رفع على الابتداء ، والخبر محذوف ؛ أي تؤاخذون به.
٦ ـ (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) ؛ أي مثل أمّهاتهم.
(بَعْضُهُمْ) : يجوز أن يكون بدلا ، وأن يكون مبتدأ.
و (فِي كِتابِ اللهِ) : يتعلق بأولى. وأفعل يعمل في الجار والمجرور. ويجوز أن يكون حالا ؛ والعامل فيه معنى أولى ، ولا يكون حالا من (أُولُوا الْأَرْحامِ) للفصل بينهما بالخبر ؛ ولأنّه عامل إذا.
و (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) : يجوز أن يكون متّصلا بأولو الأرحام ، فينتصب على التبيين ؛ أي أعني ؛ وأن يكون متعلّقا بأولى ، فمعنى الأول : وأولو الأرحام من المؤمنين أولى بالميراث من الأجانب.
وعلى الثاني : وأولوا الأرحام أولى من المؤمنين والمهاجرين الأجانب.
(إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا) : استثناء من غير الجنس.
٧ ـ (وَإِذْ أَخَذْنا) ؛ أي واذكر.
٩ ـ (إِذْ جاءَتْكُمْ) : هو مثل : (إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً). وقد ذكر في آل عمران.
١٠ ـ (إِذْ جاؤُكُمْ) : بدل من إذ الأولى.
و (الظُّنُونَا) : بالألف في المصاحف ، ووجهه أنه رأس آية فشبّه بأواخر الآيات المطلقة لتتآخى رؤوس الآي ومثله : الرسولا ، والسبيلا ، على ما ذكر في القراءات.
ويقرأ بغير ألف على الأصل.
والزلزال ـ بالكسر : المصدر.
١٣ ـ و (يَثْرِبَ) : لا ينصرف للتعريف ووزن الفعل ، وفيه التأنيث.
و (يَقُولُونَ) : حال ، أو تفسير ليستأذن.
و (عَوْرَةٌ) : أي ذات عورة.
ويقرأ بكسر الواو ، والفعل منه عور ، فهو اسم فاعل.
١٤ ـ ولأتوها ـ بالقصر : جاؤوها ، وبالمد أي أعطوها ما عندهم من القوة والبقاء.
و (إِلَّا يَسِيراً) : أي إلا لبثا ، أو إلا زمنا ، ومثله : إلّا قليلا.
١٥ ـ (لا يُوَلُّونَ) : جواب القسم ؛ لأنّ عاهدوا في معنى أقسموا.
ويقرا بتشديد النون وحذف الواو على تأكيد جواب القسم.
١٨ ـ و (هَلُمَ) : قد ذكر في الأنعام إلا أنّ ذاك متعدّ ، وهذا لازم.
١٩ ـ (أَشِحَّةً) : هو جمع شحيح ، وانتصابه على الحال من الضمير في «يأتون».
وأشحة الثاني حال من الضمير المرفوع في سلقوكم.
و (يَنْظُرُونَ) : حال ؛ لأنّ رأيتهم أبصرتهم.
و (تَدُورُ) : حال من الضمير في ينظرون.
(كَالَّذِي) ؛ أي دورانا كدوران عين الذي.
ويجوز أن تكون الكاف حالا من أعينهم ؛ أي مشبهة عين الذي.
٢٠ ـ (يَحْسَبُونَ) : يجوز أن يكون حالا من أحد الضمائر المتقدمة إذ صحّ المعنى وتباعد العامل فيه. ويجوز أن يكون مستأنفا.
و (بادُونَ) : جمع باد. وقرئ «بدّا» ، مثل غاز وغزّى.
و (يَسْئَلُونَ) : حال.
٢١ ـ (أُسْوَةٌ) : الكسر والضم لغتان ، وهو اسم للتأسي ، وهو المصدر ، وهو اسم كان ، والخبر لكم.
وفي (رَسُولِ اللهِ) : حال ، أو ظرف يتعلّق بالاستقرار ؛ لا بأسوة ؛ أو بكان على قول من أجازه.
ويجوز أن يكون في رسول الله الخبر ، ولكم تخصيص وتبيين.
(لِمَنْ كانَ) : قيل هو بدل من ضمير المخاطب بإعادة الجار. ومنع منه الأكثرون ؛ لأنّ ضمير المخاطب لا يبدل منه ؛
فعلى هذا يجوز أن يتعلّق بحسنة ، أو يكون نعتا لها ، ولا تتعلّق بأسوة لأنّها قد وصفت.
و (كَثِيراً) : نعت لمصدر محذوف.
٢٢ ـ (وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ) : إنما أظهر الاسمين هنا مع تقدم ذكرهما ؛ لئلا يكون الضمير الواحد عن الله وغيره.
٢٤ ـ (لِيَجْزِيَ اللهُ) : يجوز أن تكون لام العاقبة ، وأن يتعلق بصدق ؛ أو بزادهم أو بما بدلوا.
٢٥ ـ (بِغَيْظِهِمْ) : يجوز أن يكون حالا ، وأن يكون مفعولا به.
و (لَمْ يَنالُوا) : حال.
٢٦ ـ و (مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) : حال من ضمير الفاعل في ظاهروهم.
و (مِنْ صَياصِيهِمْ) : متعلقة بأنزل.
و (فَرِيقاً) : منصوب ب (تَقْتُلُونَ).
٣٠ ـ و (يُضاعَفْ) ، ويضعف : قد ذكر.
٣١ ـ (وَمَنْ يَقْنُتْ) : يقرأ بالياء حملا على لفظ «من» ، وبالتاء على معناها ؛ ومثله : و (تَعْمَلْ صالِحاً).
ومنهم من قرأ الأولى بالتاء ، والثانية بالياء ، وقال بعض النحويين : هذا ضعيف ؛ لأن التذكير أصل ؛ فلا يجعل تبعا للتأنيث ، وما علّلوا به قد جاء مثله في القرآن ، وهو قوله تعالى : (خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا).
٣٢ ـ (فَيَطْمَعَ الَّذِي) : يقرأ بفتح العين على جواب النهي ، وبالكسر على نيّة الجزم عطفا على تخضعن.
٣٣ ـ (وَقَرْنَ) : يقرأ بكسر القاف ، وفيه وجهان :
أحدهما ـ هو من وقر يقر إذا ثبت ، ومنه الوقار ، والفاء محذوفة.
والثاني ـ هو من قر يقرّ ، ولكن حذفت إحدى الراءين ، كما حذفت إحدى اللامين في «ظلت» فرارا من التكرير.
ويقرأ بالفتح ؛ وهو من قرّ لا غير ، وحذفت إحدى الراءين ؛ وإنما فتحت القاف على لغة في قررت أقرّ في المكان.
(أَهْلَ الْبَيْتِ) ؛ أي يا أهل البيت.
ويجوز أن ينتصب على التخصيص والمدح ؛ أي أعني ، أو أخصّ.
٣٥ ـ (وَالْحافِظاتِ) ؛ أي الحافظات فروجهنّ ، وكذلك (وَالذَّاكِراتِ) ؛ أي والذّاكرات الله ؛ وأغنى المفعول الأول عن الإعادة.
٣٦ ـ (أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) : إنما جمع لأنّ أول الآية يراد به العموم.
٣٧ ـ (وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) : قد ذكر مثله في التوبة.
٣٩ ـ (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ) : هو نعت للذين خلوا. ويجوز أن ينتصب على إضمار أعني ، وأن يرتفع على إضمار «هم».
٤٠ ـ (وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ) ؛ أي ولكن كان رسول الله ، وكذلك (وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ).
ويقرأ بفتح التاء على معنى المصدر كذا ذكر في بعض الأعاريب.
وقال آخرون : هو فعل مثل قاتل بمعنى ختمهم.
وقال آخرون : هو اسم بمعنى آخرهم ؛ وقيل : هو بمعنى المختوم به النبيّون ، كما يختم بالطابع. وبكسرها : أي آخرهم.
٤٩ ـ (تَعْتَدُّونَها) : تفتعلونها من العدد ؛ أي تعدّونها عليهنّ ، أو تحسبون بها عليهن. وموضع جرّ على اللفظ ، أو رفع على الموضع.
والسّراح : اسم للتسريح ، وليس بالمصدر.
٥٠ ـ (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً) : في الناصب وجهان :
أحدهما ـ أحللنا في أول الآية ؛ وقد ردّ هذا قوم وقالوا : أحللنا ماض ، و (إِنْ وَهَبَتْ) هو صفة للمرأة مستقبل ، وأحللنا في موضع جوابه ، وجواب الشرط لا يكون ماضيا في المعنى.
وهذا ليس بصحيح ، لأنّ معنى الإحلال هاهنا الإعلام بالحلّ إذا وقع الفعل على ذلك ، كما تقول : ابحت لك أن تكلّم فلانا إن سلّم عليك.
والوجه الثاني ـ أن ينتصب بفعل محذوف ؛ أي وتحل لك امرأة.
ويقرأ «أن وهبت» ـ بفتح الهمزة ، وهو بدل من امرأة بدل الاشتمال.
وقيل التقدير : لأن وهبت.
و (خالِصَةً) : يجوز أن يكون حالا من الضمير في وهبت ، وأن يكون صفة لمصدر محذوف ؛ أي هبة خالصة.
ويجوز أن يكون مصدرا ؛ أي أخلصت ذلك لك إخلاصا. وقد جاءت فاعلة مصدرا مثل العاقبة والعافية.
و (لِكَيْلا) : يتعلق بأحللنا.
٥١ ـ (وَمَنِ ابْتَغَيْتَ) : «من» في موضع نصب بابتغيت ، وهي شرطية ، والجواب (فَلا جُناحَ عَلَيْكَ).
ويجوز أن يكون مبتدأ ، والعائد محذوف ؛ أي والتي ابتغيتها ، والخبر فلا جناح.
(كُلُّهُنَ) : الرّفع على توكيد الضمير في يرضين ، والنصب على توكيد المنصوب في آتيتهنّ.
٥٢ ـ (إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) : يجوز أن يكون في موضع رفع بدلا من النساء ، وأن يكون في موضع نصب على أصل الاستثناء. وهو من الجنس.
ويجوز أن يكون من غير الجنس.
(مِنْ أَزْواجٍ) : في موضع نصب ، و «من» : زائدة.
(إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) : يجوز أن يكون في موضع نصب على الاستثناء من النساء. وفي موضع رفع على البدل. ويجوز أن يكون في موضع نصب بدلا من أزواج ؛ ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا.
٥٣ ـ (إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) : هو في موضع الحال ؛ أي لا تدخلوا إلا مأذونا لكم.
و (إِلى) : تتعلق بيؤذن ؛ لأنّ معناها تدعو.
و (غَيْرَ) ـ بالنصب على الحال من الفاعل في «تدخلوا» ، أو من المجرور في (لَكُمْ).
ويقرأ بالجرّ على الصفة للطعام ، وهذا عند البصريين خطأ ؛ لأنّه جرى على غير ما هو له ؛ فيجب أن يبرز ضمير الفاعل ، فيكون غير ناظرين أنتم.
(وَلا مُسْتَأْنِسِينَ) : هو معطوف على ناظرين.
٥٩ ـ (يُدْنِينَ) : هو مثل قوله تعالى : (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ) في إبراهيم.
٦٠ ـ (مَلْعُونِينَ) : هو حال من الفاعل في «يجاورونك» ؛ ولا يجوز أن يكون حالا مما بعد «أين» ؛ لأنّها شرط وما بعد الشرط لا يعمل فيما قبله.
٦٢ ـ (سُنَّةَ اللهِ) : منصوب على المصدر ؛ أي سنّ ذلك سنّة.
٦٦ ـ (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ) : يجوز أن يكون ظرفا ل «يجدون» ، ول «نصيرا» ، أو ل (يَقُولُونَ).
ويقولون على الوجهين الأوّلين حال من الوجوه ؛ لأنّ المراد أصحابها ويضعف أن يكون حالا من الضمير المجرور ، لأنّه مضاف إليه.
ويقرأ «تقلّب» ـ يعني السعير ـ وجوههم بالنصب.
٧٣ ـ (لِيُعَذِّبَ اللهُ) : اللام تتعلّق بحملها. والله أعلم.
سورة سبأ
١ ـ (فِي الْآخِرَةِ) : يجوز أن يكون ظرفا العامل فيه الحمد ، أو الظرف ؛ وأن يكون حالا من الحمد ؛ والعامل فيه الظرف.
٢ ـ (يَعْلَمُ) : هو مستأنف. وقيل : هو حال مؤكّدة.
٣ ـ (عالِمِ الْغَيْبِ) : يقرأ بالرفع ؛ أي هو عالم ؛ ويجوز أن يكون مبتدأ ، والخبر (لا يَعْزُبُ). وبالجر صفة لربي ، أو بدلا.
(وَلا أَصْغَرُ) ـ بالجر عطفا على ذرّة ، وبالرفع عطفا على مثقال.
٤ ـ (لِيَجْزِيَ) : تتعلّق بمعنى لا يعزب ؛ فكأنه قال : يحصى ذلك ليجري.
٥ ـ (مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) : يقرأ بالجر صفة لرجز ، وبالرفع صفة لعذاب ، والرّجز : مطلق العذاب.
٦ ـ (وَيَرَى) : هو معطوف على ليجزي. ويجوز أن يكون مستأنفا.
و (الَّذِي أُنْزِلَ) : مفعول أول ، و (الْحَقَّ) : مفعول ثان و (هُوَ) فصل.
وقرئ : الحقّ ـ بالرفع ـ على الابتداء والخبر.
وفاعل (يَهْدِي) ضمير الذي أنزل ، ويجوز أن يكون ضمير اسم الله.
ويجوز أن يعطف على موضع الحقّ ، وتكون أن محذوفة. ويجوز أن يكون في موضع فاعل ، أي ويروه حقّا وهاديا.
٧ ـ (إِذا مُزِّقْتُمْ) : العامل في «إذا» ما دلّ عليه خبر إنّ ؛ أي إذا مزّقتم بعثتم ، ولا يعمل فيه ينبئكم ؛ لأنّ إخبارهم لا يقع ، وقت تمزيقهم ؛ ولا مزّقتم ؛ لأنّ إذا مضافة إليها ؛ ولا (جَدِيدٍ) ؛ لأنّ ما بعد إنّ لا يعمل فيما قبلها ، وأجازه قوم في الظروف.
٨ ـ (أَفْتَرى) : الهمزة للاستفهام ، وهمزة الوصل حذفت استغناء عنها.
٩ ـ (نَخْسِفْ بِهِمُ) : الإظهار هو الأصل ؛ والإدغام جائز ؛ لأنّ الفاء والباء متقاربان.
١٠ ـ (يا جِبالُ) : أي وقلنا : يا جبال.
ويجوز أن يكون تفسيرا للفضل ، وكذا (وَأَلَنَّا لَهُ). (وَالطَّيْرَ) ـ بالنصب ، وفيه أربعة أوجه :
أحدها ـ هو معطوف على موضع جبال.
والثاني ـ الواو بمعنى مع ، والذي أو صلته الواو أوّبي ؛ لأنّها لا تنصب إلا مع الفعل.
والثالث ـ أن تعطف على (فَضْلاً) ، والتقدير : وتسبيح الطير ؛ قاله الكسائي.
والرابع ـ بفعل محذوف ؛ أي وسخرنا له الطير.
ويقرأ بالرفع ، وفيه وجهان :
أحدهما ـ هو معطوف على لفظ جبال.
والثاني ـ على الضمير في أوّبي ، وأغنت «مع» عن توكيده.
١١ ـ (أَنِ اعْمَلْ) : أن بمعنى أي ؛ أي أمرناه أن اعمل.
وقيل : هي مصدرية.
١٢ ـ (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ) : يقرأ بالنصب ؛ أي وسخّرنا. وبالرفع على الابتداء ، أو على أنه فاعل.
و (غُدُوُّها شَهْرٌ) : جملة في موضوع الحال من (الرِّيحَ) ؛ والتقدير : مدّة غدوّها ؛ لأنّ الغدوّ مصدر وليس بزمان.
(مَنْ يَعْمَلُ) : «من» : في موضع نصب ؛ أي وسخّرنا له من الجن فريقا يعمل ؛ أو في موضع رفع على الابتداء أو الفاعل ؛ أي وله من الجنّ فريق يعمل.
١٣ ـ و (آلَ داوُدَ) ؛ أي يا آل ، أو أعني آل داود.
و (شُكْراً) : مفعول له. وقيل : هو صفة لمصدر محذوف ؛ أي عملا شكرا.
ويجوز أن يكون التقدير : اشكروا شكرا
١٤ ـ (مِنْسَأَتَهُ) : الأصل الهمز ؛ لأنّه من ، نسأت الناقة وغيرها إذا سقتها ؛ والمنساة : العصا التي يساق بها ، إلا أنّ همزتها أبدلت ألفا تخفيفا.
وقرئ في الشاذ «من سأته» ـ بكسر التاء على أنّ «من» حرف جرّ. وقد قيل : غلط قارئها. وقال ابن جني : سميت العصا سأة ؛ لأنّها تسوء ؛ فهي فلة ، والعين محذوفة ، وفيه بعد.
(تَبَيَّنَتِ) : على تسمية الفاعل ، والتقدير : تبين أمر الجن.
و (أَنْ لَوْ كانُوا) : في موضع رفع بدلا من «أمر» القدر ؛ لأنّ المعنى تبينت الإنس جهل الجن.
ويجوز أن يكون في موضع نصب ؛ أي تبينت الجنّ جهلها. ويقرأ تبيّنت على ترك تسمية الفاعل ، وهو على الوجه الأوّل بيّن.
١٥ ـ (لِسَبَإٍ) : قد ذكر في النمل.
و (مَسْكَنِهِمْ) : جمع مسكن ـ بالفتح والكسر ؛ وهما المنزل موضع السكون ؛ ويجوز أن يكون مصدرا ؛ فيكون الواحد مفتوحا مثل المقعد والمطلع ، والمكان بالكسر.
و (آيَةٌ) : اسم كان.
و (جَنَّتانِ) : بدل منها ، أو خبر مبتدأ محذوف.
(بَلْدَةٌ) ؛ أي هذه بلدة.
(وَرَبٌ) ؛ أي وربّكم ربّ ، أو ولكم ربّ.
ويقرأ شاذا «بلدة وربّا» ـ بالنصب على أنه مفعول الشكر.
١٦ ـ (أُكُلٍ خَمْطٍ) : يقرأ بالتنوين ، والتقدير : أكل أكل خمط ، فحذف المضاف ؛ لأنّ الخمط شجر والأكل ثمرة. وقيل : التقدير : أكل ذي خمط. وقيل : هو بدل منه ، وجعل خمط أكلا لمجاورته إياه ، وكونه سببا له.
ويقرأ بالإضافة ، وهو ظاهر. و (قَلِيلٍ) : نعت لاكل. ويجوز أن يكون نعتا لخمط وأثل وسدر.
١٩ ـ (رَبَّنا) : يقرأ بالنصب على النداء.
و (باعِدْ) ، وبعد ، على السّؤال.
ويقرأ : بعّد على لفظ الماضي.
ويقرأ : ربّنا ، وباعد ، وبعد على الخبر.
و (مُمَزَّقٍ) : مصدر ، أو مكان.
٢٠ ـ (صَدَّقَ عَلَيْهِمْ) ـ بالتخفيف ، و (إِبْلِيسُ) فاعله ، و (ظَنَّهُ) ـ بالنصب على أنه مفعول ؛ كأنه ظنّ فيهم أمرا وواعده نفسه فصدقه.
وقيل : التقدير : صدق في ظنه فلما حذف الحرف وصل الفعل.
ويقرأ بالتشديد على هذا المعنى.
ويقرأ «إبليس» بالنصب على أنه مفعول ، وظنّه فاعل ؛ كقول الشاعر :
فإن يك ظني صادقا وهو صادقي
ويقرأ برفعهما بجعل الثاني بدل الاشتمال.
٢١ ـ (مَنْ يُؤْمِنُ) : يجوز أن يكون بمعنى الذي فينتصب بنعلم ، وأن يكون استفهاما في موضع رفع بالابتداء.
و (مِنْها) : إما على التبيين ؛ أي لشك منها ؛ أي بسببها ؛ ويجوز أن يكون حالا من شك. وقيل : «من» بمعنى في.
٢٣ ـ (إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ) : يجوز أن تتعلق اللام بالشفاعة ؛ لأنّك تقول : شفعت له ؛ وأن تتعلّق بتنفع.
(فُزِّعَ) ـ بالتشديد على ما لم يسمّ فاعله ، والقائم مقام الفاعل (عَنْ قُلُوبِهِمْ) ؛ والمعنى : أزيل عن قلوبهم.
وقيل : المسند إليه فعل مضمر دلّ عليه الكلام ؛ أي نحي الخوف.
ويقرأ بالفتح على التسمية ؛ أي فزّع الله ، أي كشف عنها.
ويقرأ : فرغ ؛ أي أخلى.
وقرئ شاذا «أفرنقع» ؛ أي تفرق ، ولا يجوز القراءة بها.
٢٤ ـ (أَوْ إِيَّاكُمْ) : معطوف على اسم إنّ ، وأما الخبر فيجب أن يكون مكررا ؛ كقولك : إنّ زيدا وعمرا قائم ؛ التقدير : إن زيدا قائم وإنّ عمرا قائم.
واختلفوا في الخبر المذكور ؛ فقال بعضهم : هو للأول ، وقال بعضهم : هو للثاني ؛ فعلى هذا يكون (لَعَلى هُدىً) خبر الأول ، و (أَوْ فِي ضَلالٍ) معطوف عليه ، وخبر المعطوف محذوف لدلالة المذكور عليه.
وعكسه آخرون ، والكلام على المعنى غير الإعراب ؛ لأنّ المعنى : إنّا على هدى من غير شك ، وأنتم على ضلال من غير شك ، ولكن خلطه في اللّفظ على عادتهم في نظائره ؛ كقولهم : أخزى الله الكاذب مني ومنك.
٢٨ ـ (إِلَّا كَافَّةً) : هو حال من المفعول في (أَرْسَلْناكَ) ؛ والهاء زائدة للمبالغة.
و (لِلنَّاسِ) : متعلق به ؛ أي وما أرسلناك إلا كافّة للناس عن الكفر والمعاصي.
وقيل : هو حال من الناس ، إلا أنه ضعيف عند الأكثرين ؛ لأنّ صاحب الحال مجرور. ويضعف هنا من وجه آخر ؛ وذاك أنّ اللام على هذا تكون بمعنى إلى ؛ إذ المعنى أرسلناك إلى الناس ؛ ويجوز أن يكون التقدير : من أجل الناس.
٣٠ ـ (مِيعادُ يَوْمٍ) : هو مصدر مضاف إلى الظرف.
والهاء في (عَنْهُ) يجوز أن تعود على الميعاد وعلى اليوم ، وإلى أيهما أعدتها كانت الجملة نعتا له.
٣٣ ـ (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ) : مثل ميعاد يوم.
ويقرأ بفتح الكاف وتشديد الراء والتقدير : بل صدّنا كرور الليل والنهار علينا.
ويقرأ كذلك إلا أنه بالنصب على تقدير : مدّة كرورهما.
٣٧ ـ (زُلْفى) : مصدر على المعنى ؛ أي يقربكم قربى. (إِلَّا مَنْ آمَنَ) : يجوز أن يكون في موضع نصب استثناء منقطعا ، وأن يكون متصلا مستثنى من المفعول في (تُقَرِّبُكُمْ). وأن يكون مرفوعا بالابتداء ، وما بعده الخبر.
٣٩ ـ (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ) : في «ما» وجهان :
أحدهما ـ شرطية في موضع نصب ، والفاء جواب الشرط ، ومن شيء تبيين.
والثاني ـ هو بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء ، وما بعد الفاء الخبر.
٤٠ ـ (أَهؤُلاءِ) : مبتدأ ، و (إِيَّاكُمْ) : في موضع نصب ب «يعبدون» ، و (يَعْبُدُونَ) خبر كان ؛ وفيه دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها ؛ لأنّ معمول الخبر بمنزلته.
٤٦ ـ (أَنْ تَقُومُوا) : هو في موضع جر بدلا من «واحدة» ، أو رفع على تقدير : هي أن تقوموا ، أو نصب على تقدير : أعني.
و (تَتَفَكَّرُوا) : معطوف على «تقوموا».
و (ما بِصاحِبِكُمْ) : نفي.
(بَيْنَ يَدَيْ) : ظرف لنذير ؛ ويجوز أن يكون نعتا لنذير. ويجوز أن يكون (لَكُمْ) صفة لنذير ؛ فيكون (بَيْنَ) ظرفا للاستقرار ، أو حالا من الضمير في الجار ، أو صفة أخرى.
٤٨ ـ (عَلَّامُ الْغُيُوبِ) ـ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أو خبر ثان ، أو بدل من الضمير في يقذف ، أو صفة على الموضع.
وبالنصب صفة لاسم «إن» ، أو على إضمار أعني.
٥١ ـ (فَلا فَوْتَ) ؛ أي فلا فوت لهم.
٥٢ ـ و (التَّناوُشُ) ـ بغير همز : من ناش ينوش ؛ إذا تناول. والمعنى : من أين لهم تناول السلامة.
ويقرأ بالهمز من أجل ضمّ الواو.
وقيل : هي أصل ، من نأشه ينأشه ، إذا خلّصه. والله أعلم.
سورة فاطر
١ ـ (فاطِرِ السَّماواتِ) : الإضافة محضة ؛ لأنّه للماضي لا غير ، فأما (جاعِلِ الْمَلائِكَةِ) فكذلك في أجود المذهبين. وأجاز قوم أن تكون غير محضة على حكاية الحال.
و (رُسُلاً) : مفعول ثان.
و (أُولِي) : بدل من رسل ، أو نعت له.
ويجوز أن يكون «جاعل» بمعنى خالق ؛ فيكون (رُسُلاً) حالا مقدّرة.
و (مَثْنى) : نعت لأجنحة. وقد ذكر الكلام في هذه الصفات المعدولة في أول النّساء.
و (يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ) : مستأنف.
٢ ـ (ما يَفْتَحِ اللهُ) : «ما» شرطية في موضع نصب بيفتح. و (مِنْ رَحْمَةٍ) : تبيين ل (ما).
٣ ـ (مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ) : يقرأ بالرفع وفيه وجهان :
أحدهما ـ هو صفة لخالق على الموضع ، وخالق مبتدأ والخبر محذوف ، تقديره : لكم أو للأشياء.
والثاني ـ أن يكون فاعل خالق ؛ أي هل يخلق غير الله شيئا.
ويقرأ بالجر على الصفة لفظا.
(يَرْزُقُكُمْ) : يجوز أن يكون مستأنفا ؛ ويجوز أن يكون صفة لخالق.
٧ ـ (الَّذِينَ كَفَرُوا) : يجوز أن يكون مبتدأ وما بعده الخبر ، وأن يكون صفة ل (حِزْبَهُ) أو بدلا
منه ، وأن يكون في موضع جر صفة لأصحاب السعير ، أو بدلا منه ، والله أعلم.
٨ ـ (حَسَراتٍ) : يجوز أن يكون حالا ؛ أي متلهّفة ، وان يكون مفعولا له.
١٠ ـ (يَرْفَعُهُ) : الفاعل ضمير العمل ، والهاء للكلم ؛ أي العمل الصالح يرفع الكلم.
وقيل : الفاعل اسم الله ؛ فتعود الهاء على العمل.
(وَمَكْرُ أُولئِكَ) : مبتدأ ، والخبر (يَبُورُ).
و (هُوَ) فصل ، أو توكيد.
ويجوز أن يكون مبتدأ ، ويبور الخبر ، والجملة خبر (مَكْرُ).
١٢ ـ (سائِغٌ شَرابُهُ) : سائغ على فاعل ، وبه يرتفع «شرابه» ، لاعتماده على ما قبله.
ويقرأ «سيّغ» ـ بالتشديد ، وهو فيعل مثل سيّد.
ويقرأ بالتخفيف مثل ميت ؛ وقد ذكر.
١٨ ـ (وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) ؛ أي لو كان المدعو ذا قربى.
ويجوز أن يكون حالا ، وكان تامة.
٢٠ ، ٢١ ـ (وَلَا النُّورُ) ـ (وَلَا الْحَرُورُ) : لا فيهما زائدة ؛ لأنّ المعنى : الظلمات لا تساوي النور ؛ وليس المراد أنّ النور في نفسه لا يستوي ، وكذلك «لا» في (وَلَا الْأَمْواتُ).
٢٥ ـ (جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ) : حال ، و «قد» مقدرة ؛ أي كذّب الذين من قبلهم ، وقد جاءتهم رسلهم.
٢٧ ـ (أَلْوانُها) : مرفوع بمختلف.
و (جُدَدٌ) ـ بفتح الدال : جمع جدّة ، وهي الطريقة. ويقرأ بضمّها ، وهو جمع جديد.
(وَغَرابِيبُ سُودٌ) : الأصل وسود غرابيب ؛ لأنّ الغربيب تابع للأسود ، يقال أسود غربيب ، كما تقول أسود حالك.
٢٨ ـ و (كَذلِكَ) : في موضع نصب ؛ أي اختلافا مثل ذلك.
و (الْعُلَماءُ) ـ بالرفع ، وهو الوجه. ويقرأ برفع اسم الله ونصب العلماء على معنى : إنما يعظم الله من عباده العلماء.
٢٩ ـ (يَرْجُونَ تِجارَةً) : هو خبر إن.
٣٠ ـ و (لِيُوَفِّيَهُمْ) : تتعلّق بيرجون ، وهي لام الصيرورة. ويجوز أن تتعلّق بمحذوف ؛ أي فعلوا ذلك ليوفّيهم.
٣١ ـ (هُوَ الْحَقُ) : يجوز أن يكون «هو» فصلا ، وأن يكون مبتدأ.
و (مُصَدِّقاً) : حال مؤكدة.
٣٣ ـ (جَنَّاتُ عَدْنٍ) : يجوز أن يكون خبرا ثانيا لذلك. أو خبر مبتدأ محذوف. أو مبتدأ ، والخبر (يَدْخُلُونَها) ، وتمام الآية قد ذكر في الحج.
٣٥ ـ (دارَ الْمُقامَةِ) : مفعول (أَحَلَّنا) ؛ وليس بظرف ، لأنّها محدودة.
(لا يَمَسُّنا) : هو حال من المفعول الأول.
٣٦ ـ (فَيَمُوتُوا) : هو منصوب على جواب النفي.
و (عَنْهُمْ) : يجوز أن يقوم مقام الفاعل.
و (مِنْ عَذابِها) : في موضع نصب ؛ ويجوز العكس. ويجوز أن تكون «من» زائدة ، فيتعيّن له الرفع.
و (كَذلِكَ) : في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف ؛ أي نجزي جزاء مثل ذلك.
٣٧ ـ (صالِحاً غَيْرَ الَّذِي) : يجوز أن يكونا صفتين لمصدر محذوف ؛ أو لمفعول محذوف.
ويجوز أن يكون صالحا نعتا للمصدر ، و «غير الذي» مفعول.
و (ما يَتَذَكَّرُ) ؛ أي زمن ما يتذكر.
ويجوز أن تكون نكرة موصوفة ؛ أي تعميرا يتذكّر فيه.
٤١ ـ (أَنْ تَزُولا) : يجوز أن يكون مفعولا له ؛ أي مخافة أن تزولا ، أو عن.
و (يُمْسِكُ) ؛ أي يحبس.
و (إِنْ أَمْسَكَهُما) ؛ أي ما يمسكهما ؛ فإن بمعنى ما ، وأمسك بمعنى يمسك.
٤٢ ـ وفاعل (زادَهُمْ) ضمير النذير.
٤٣ ـ و (اسْتِكْباراً) : مفعول له ؛ وكذلك (مَكْرَ السَّيِّئِ). والجمهور على تحريك الهمزة وقرئ بإسكانها ، وهو عند الجمهور لحن.
وقيل : أجرى الوصل مجرى الوقف ؛ وقيل : شبّه المنفصل بالمتصل ؛ لأنّ الياء والهمزة من كلمة ، و «إلا» كلمة أخرى ؛ فأسكن كما سكن إبل ، والله أعلم.
سورة يس
الجمهور على إسكان النون وقد ذكر نظيره ، ومنهم من يظهر النون ؛ لأنّه حقّق بذلك إسكانها ، وفي الغنّة ما يقرّبها من الحركة من أجل الوصل المحض ، وفي الإظهار تقريب للحرف من الوقف عليه ومنهم من يكسر النون على أصل التقاء الساكنين ، ومنهم من يفتحها كما يفتح أين ؛ وقيل الفتحة إعراب.
١ ـ و (يس) : اسم للسورة ، كهابيل ، والتقدير : اتل يس.
٢ ـ (وَالْقُرْآنِ) : قسم على كل وجه.
٤ ـ (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) : هو خبر ثان لإنّ ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الجار.
٥ ـ (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ) ؛ أي هو تنزيل العزيز ؛ والمصدر بمعنى المفعول ؛ أي منزّل العزيز.
ويقرأ بالنصب على أنه مصدر ؛ أي نزل تنزيلا.
وبالجر أيضا صفة للقرآن.
٦ ـ (لِتُنْذِرَ) : يجوز أن تتعلّق اللام بتنزيل ، وأن تتعلّق بمعنى قوله من المرسلين ؛ أي مرسل لتنذر.
و (ما) : نافية : هي بمعنى الذي ؛ أي تنذرهم العذاب الذي أنذره آباؤهم.
وقيل : هي نكرة موصوفة. وقيل : هي زائدة.
٩ ـ (فَأَغْشَيْناهُمْ) ـ بالغين ؛ أي غطّينا أعين بصائرهم ؛ فالمضاف محذوف.
ويقرأ بالعين ؛ أي أضعفنا بصائرهم عن إدراك الهدى ، كما تضعف عين الأعشى.
١٢ ـ (وَكُلَّ شَيْءٍ) : مثل : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ). وقد ذكر.
١٣ ـ (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ) : اضرب هنا بمعنى اجعل ، وأصحاب مفعول أول ، ومثلا : مفعول ثان.
وقيل : هو بمعنى اذكر : والتقدير : مثلا مثل أصحاب ؛ فالثاني بدل من الأول.
و (إِذْ جاءَهَا) : مثل (إِذِ انْتَبَذَتْ) ؛ وقد ذكر.
و (إِذْ) : الثانية بدل من الأولى.
١٤ ـ (فَعَزَّزْنا) ـ بالتشديد والتخفيف ، والمفعول محذوف ؛ أي قويناهما.
١٩ ـ (أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ) : على لفظ الشرط ، وجوابه محذوف ؛ أي إن ذكّرتم كفرتم ونحوه.
ويقرأ بفتح الهمزة ؛ أي لأنّ ذكّرتم. ويقرأ شاذّا : «أين ذكرتم» ؛ أي عملكم السّيّئ لازم لكم أين ذكرتم ، والكاف مخفّفة في هذا الوجه.
٢٢ ـ (وَما لِيَ) : الجمهور على فتح الياء ؛ لأنّ ما بعدها في حكم المتصل بها ؛ إذ كان لا يحسن الوقف عليها والابتداء بما بعدها. و (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ) بعكس ذلك.
٢٣ ـ (لا تُغْنِ عَنِّي) : هو جواب الشرط ؛ ولا يجوز أن تقع «ما» مكان «لا» هنا ؛ لأنّ «ما» تنفي ما في الحال ، وجواب الشرط مستقبل لا غير.
٢٧ ـ (بِما غَفَرَ لِي) : في «ما» ثلاثة أوجه :
أحدها ـ مصدرية ؛ أي بغفرانه.
والثاني ـ بمعنى الذي ، أي بالذّنب الذي غفره.
والثالث ـ استفهام على التعظيم ؛ ذكره بعض الناس ؛ وهو بعيد ؛ لأنّ «ما» في الاستفهام إذا دخل عليه حرف الجر حذفت ألفها ، وقد جاء في الشّعر بغير حذف.
٢٨ ـ (وَما أَنْزَلْنا) : «ما» : نافية ، وهكذا : (وَما كُنَّا).
ويجوز أن تكون «ما» الثانية زائدة ، أي وقد كنّا. وقيل : هي اسم معطوف على (جُنْدٍ).
٢٩ ـ (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً) : اسم كان مضمر ؛ أي ما كانت الصيحة إلّا صيحة ؛ والغرض وصفها بالاتحاد. وإذا للمفاجأة. والله أعلم.
٣٠ ـ (يا حَسْرَةً) : فيه وجهان :
أحدهما ـ أنّ «حسرة» منادى ؛ أي يا حسرة احضري ؛ فهذا وقتك.
و (عَلَى) : تتعلّق بحسرة ؛ فلذلك نصبت ؛ كقولك : يا ضاربا رجلا.
والثاني ـ المنادى محذوف ، وحسرة مصدر ، أي أتحسّر حسرة.
ويقرأ في الشاذّ «يا حسرة العباد» ؛ أي يا تحسيرهم ؛ فالمصدر مضاف إلى الفاعل ؛ ويجوز أن يكون مضافا إلى المفعول ؛ أي أتحسر على العباد.
(ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ) : الجملة تفسير سبب الحسرة.
٣١ ـ و (كَمْ أَهْلَكْنا) : قد ذكر.
و (أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ) ـ بفتح الهمزة ، وهي مصدرية ، وموضع الجملة بدل من موضع «كم أهلكنا» ؛ والتقدير : ألم يروا أنّهم إليهم.
ويقرأ بكسر الهمزة ، على الاستئناف.