محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: بيت الأفكار الدوليّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٧
(فِي أَفْواهِهِمْ) : «في» على بابها ظرف لردّوا ؛ وهو على المجاز ؛ لأنهم إذا سكتوهم فكأنهم وضعوا أيديهم في أفواههم فمنعوهم بها من النّطق.
وقيل : هي بمعنى إلى. وقيل بمعنى الباء.
١٠ ـ (أَفِي اللهِ شَكٌ) : فاعل الظّرف ؛ لأنه اعتمد على الهمزة.
(فاطِرِ السَّماواتِ) : صفة ، أو بدل.
(لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) : المفعول محذوف ، و «من» صفة له ؛ أي شيئا من ذنوبكم ، وعند الأخفش «من» زائدة.
وقال بعضهم : «من» للبدل ؛ أي ليغفر لكم بدلا من عقوبة ذنوبكم ؛ كقوله : (أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ).
(تُرِيدُونَ) : صفة أخرى لبشر.
١١ ـ (وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ) : [«أن نأتيكم»] اسم كان ؛ و «لنا» الخبر.
و (إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) : في موضع الحال ؛ وقد ذكر في أول السورة.
ويجوز أن يكون الخبر بإذن الله ، و «لنا» تبيين.
١٢ ـ (أَلَّا نَتَوَكَّلَ) ؛ أي في أن لا نتوكّل.
ويجوز أن يكون حالا ؛ أي غير متوكلين. وقد ذكر في غير موضع.
١٥ ـ (وَاسْتَفْتَحُوا) : ويقرأ على لفظ الأمر شاذّا.
١٧ ـ (يَتَجَرَّعُهُ) : يجوز أن يكون صفة لماء ، وأن يكون حالا من الضمير في يسقى ، وأن يكون مستأنفا.
١٨ ـ (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا) : مبتدأ ، والخبر محذوف ؛ أي فيما يتلى عليكم مثل الذين ...
و (أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ) : جملة مستأنفة مفسّرة للمثل. وقيل : الجملة خبر «مثل» على المعنى.
وقيل : مثل مبتدأ ، وأعمالهم خبره ؛ أي مثلهم مثل أعمالهم. وكرماد على هذا خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هي كرماد.
وقيل : أعمالهم بدل من مثل ، كرماد الخبر ، ولو كان في غير القرآن لجاز إبدال أعمالهم من الذين ، وهو بدل الاشتمال.
(فِي يَوْمٍ عاصِفٍ) : ريحه ؛ ثم حذف الريح ، وجعلت الصفة لليوم مجازا.
وقيل : التقدير : في يوم ذي عصوف ؛ فهو على النسب ، كقولهم : نابل ورامح.
وقرئ «يوم عاصف» بالإضافة ؛ أي يوم ريح عاصف.
(لا يَقْدِرُونَ) : مستأنف.
١٩ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ) : يقرأ شاذّا بسكون الراء في الوصل على أنه أجراه مجرى الوقف.
(خَلَقَ السَّماواتِ) : يقرأ على لفظ الماضي ، وخالق على فاعل ، وهو للماضي ، فيتعرّف بالإضافة.
٢١ ـ (تَبَعاً) : أن شئت جعلته جمع تابع ، مثل خادم وخدم ، وغائب وغيب ، وإن شئت جعلته مصدر تبع ؛ فيكون المصدر في موضع اسم الفاعل ، أو يكون التقدير : ذوي تبع.
(مِنْ عَذابِ اللهِ) : في موضع نصب على الحال ؛ لأنه في الأصل صفة لشيء ؛ تقديره : من شيء من عذاب الله ، ومن زائدة ؛ أي شيئا كائنا من عذاب الله ، ويكون الفعل محمولا على المعنى ؛ تقديره : هل تمنعون عنّا شيئا.
ويجوز أن يكون «شيء» واقعا موقع المصدر ؛ أي عناء ؛ فيكون من عذاب الله متعلقا بمغنون.
(سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا) : قد ذكر في أول البقرة.
٢٢ ـ (إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ) : استثناء منقطع ؛ لأنّ دعاءه لم يكن سلطانا ؛ أي حجّة.
(بِمُصْرِخِيَ) : الجمهور على فتح الياء ، وهو جمع مصرخ ، فالياء الأولى ياء الجمع ، والثانية ضمير المتكلم ، وفتحت لئلا تجتمع الكسرة والياء بعد كسرتين.
ويقرأ بكسرها ، وهو ضعيف لما ذكرنا من الثقل ، وفيها وجهان :
أحدهما ـ أنه كسر على الأصل.
والثاني ـ أنه أراد به مصرخي ـ وهي لغيّة ، يقول أربابها : في ورميتى ، فتتبع الكسرة الياء إشباعا ، إلا أنه في الآية حذف الياء الأخيرة اكتفاء بالكسرة قبلها.
(بِما أَشْرَكْتُمُونِ) : في «ما» وجهان :
أحدهما ـ هي بمعنى الذي ؛ فتقديره على هذا : بالذي أشركتموني به ؛ أي بالصّنم الذي أطعتموني كما أطعتموه ، فحذف العائد.
والثاني ـ هي مصدرية ؛ أي بإشراككم إياي مع الله عزوجل.
و (مِنْ قَبْلُ) : يتعلّق بأشركتموني ؛ أي كفرت الآن بما أشركتموني من قبل.
وقيل : هي متعلقة بكفرت ؛ أي كفرت من قبل إشراككم ، فلا أنفعكم شيئا.
٢٣ ـ (وَأُدْخِلَ) : يقرأ في لفظ الماضي ، وهو معطوف على برزوا ، أو على : فقال الضعفاء.
ويقرأ شاذّا بضم اللام على أنه مضارع ، والفاعل الله. (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) : يجوز أن يكون من تمام أدخل ، ويكون من تمام خالدين.
(تَحِيَّتُهُمْ) : يجوز أن يكون المصدر مضافا إلى الفاعل ؛ أي يحيي بعضهم بعضا بهذه الكلمة. وأن يكون مضافا إلى المفعول ؛ أي يحيهم الله ، أو الملائكة.
٢٤ ـ (كَلِمَةً) : بدل من (مَثَلاً). (كَشَجَرَةٍ) : نعت لها.
ويقرأ شاذّا «كلمة» ـ بالرفع ، وكشجرة خبره.
٢٥ ـ و (تُؤْتِي أُكُلَها) : نعت للشجرة ، ويجوز أن يكون حالا من معنى الجملة الثانية ؛ أي ترتفع مؤتية أكلها.
٢٦ ـ (ما لَها مِنْ قَرارٍ) : الجملة صفة لشجرة.
ويجوز أن تكون حالا من الضمير في (اجْتُثَّتْ).
٢٧ ـ (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) : يتعلّق بيثبّت.
ويجوز أن يتعلق بالثابت.
٢٨ ـ (كُفْراً) : مفعول ثان لبدّل.
٢٩ ـ و (جَهَنَّمَ) : بدل من دار البوار.
ويجوز أن ينتصب بفعل محذوف ، أي يصلون جهنّم ، أو يدخلون جهنم.
و (يَصْلَوْنَها) : تفسير له فعلى هذا ليس ليصلونها موضع. وعلى الأول يجوز أن يكون موضعه حالا من جهنم ، أو من الدار ، أو من قومهم.
٣١ ـ (يُقِيمُوا الصَّلاةَ) : فيه ثلاثة أوجه :
أحدها ـ هو جواب (قُلْ) ، وفي الكلام حذف ؛ تقديره : قل لهم أقيموا الصلاة يقيموا ؛ أي إن تقل لهم يقيموا ؛ قاله الأخفش.
وردّه قوم ؛ قالوا : لأنّ قول الرسول لهم لا يوجب أن يقيموا. وهذا عندي لا يبطل قوله ؛ لأنه لم يرد بالعباد الكفار بل المؤمنين ، وإذا قال الرسول لهم : أقيموا الصلاة أقاموها ؛ ويدلّ على ذلك قوله : (لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا).
والقول الثاني ـ حكي عن المبرّد ، وهو أنّ التقدير : قل لهم أقيموا يقيموا ؛ فيقيموا المصرّح به جواب أقيموا المحذوف ، وحكاه جماعة ولم يتعرّضوا لإفساده ؛ وهو فاسد لوجهين :
أحدهما ـ أن جواب الشرط يخالف الشّرط ، إما في الفعل أو في الفاعل أو فيهما ، فأمّا إذا كان مثله في الفعل والفاعل فهو خطأ ، كقولك : قم تقم ، والتقدير على ما ذكر في هذا الوجه : إن يقيموا يقيموا.
والوجه الثاني ـ أنّ الأمر المقدّر للمواجهة ، ويقيموا على لفظ الغيبة ؛ وهو خطأ إذا كان الفاعل واحدا.
والقول الثالث ـ أنه مجزوم بلام محذوفة ، تقديره : ليقيموا ، فهو أمر مستأنف ، وجاز حذف اللام لدلالة «قل» على الأمر.
(وَيُنْفِقُوا) : مثل يقيموا.
(سِرًّا وَعَلانِيَةً) : مصدران في موضع الحال.
٣٣ ـ (دائِبَيْنِ) : حال من الشمس والقمر.
٣٤ ـ (مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) : يقرأ بإضافة «كلّ» إلى «ما» ؛ فمن على قول الأخفش زائدة ، وعلة قول سيبويه المفعول محذوف تقديره : من كل ما سألتموه ما سألتموه.
و «ما» : يجوز أن تكون بمعنى الذي ، ونكرة موصوفة ، ومصدرية ، ويكون المصدر بمعنى المفعول.
ويقرأ بتنوين «كلّ» ، فما سألتموه على هذا مفعول آتاكم.
٣٥ ـ (آمِناً) : مفعول ثان ، و «البلد» وصف المفعول الأول.
(وَاجْنُبْنِي) : يقال جنبته وأجنبته وجنّبته.
وقد قرئ بقطع الهمزة وكسر النون.
(أَنْ نَعْبُدَ) ؛ أي عن أن نعبد ؛ وقد ذكر الخلاف في موضعه من الإعراب مرارا.
٣٦ ـ (وَمَنْ عَصانِي) : شرط في موضع رفع ، وجواب الشرط (فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ). والعائد محذوف ؛ أي له ، وقد ذكر مثله في يوسف.
٣٧ ـ (مِنْ ذُرِّيَّتِي) : المفعول محذوف ، أي ذرية من ذريتي ، ويخرج على قول الأخفش أن تكون «من» زائدة.
(عِنْدَ بَيْتِكَ) : يجوز أن يكون صفة لواد ، وأن يكون بدلا منه.
(لِيُقِيمُوا) : اللام متعلقة بأسكنت.
(تَهْوِي) : مفعول ثان لا جعل.
ويقرأ بكسر الواو ، وماضيه هوى ، ومصدره الهوى.
ويقرأ بفتح الواو وبالألف بعدها ، وماضيه هوي يهوى هوى ، والمعنيان متقاربان ، إلا أنّ هوى يتعدّى بنفسه ، وهوي يتعدى بإلى ، إلا أن القراءة الثانية عدّيت بإلى حملا على تميل.
٣٩ ـ (عَلَى الْكِبَرِ) : حال من الياء في (وَهَبْ لِي).
٤٠ ـ (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) : هو معطوف على المفعول في (اجْعَلْنِي) ؛ والتقدير : ومن ذريتي مقيم الصلاة.
٤٢ ـ (إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ) : يقرأ بالنون على التعظيم ، وبالياء لتقدّم اسم الله تعالى.
(لِيَوْمٍ) ؛ أي لأجل جزاء يوم.
وقيل : هي بمعنى إلى.
٤٣ ـ (مُهْطِعِينَ) : هو حال من الأبصار ؛ وإنما جاز ذلك ، لأنّ التقدير تشخص فيه أصحاب الأبصار ؛ لأنه يقال : شخص زيد بصره ؛ أو تكون الأبصار دلّت على أربابها ، فجعلت الحال من المدلول عليه.
ويجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف تقديره : تراهم مهطعين.
(مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ) : الإضافة غير محضة ؛ لأنّه مستقبل ، أو حال.
(لا يَرْتَدُّ) : حال من الضمير في مقنعي ، أو بدل من مقنعي. و (طَرْفُهُمْ) : مصدر في الأصل بمعنى الفاعل ، لأنه يقال : ما طرفت عينه ، ولم يبق عين تطرف ، وقد جاء مجموعا.
(وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ) : جملة في موضع الحال أيضا ؛ فيجوز أن يكون العامل في الحال «يرتدّ» أو ما قبله من العوامل الصالحة للعمل فيها.
فإن قيل : كيف أفرد هواء ، وهو خبر لجمع؟
قيل : لما كان معنى هواء هاهنا فارغة متخرّفة أفرد ، كما يجوز إفراد فارغة ؛ لأنّ تاء التأنيث فيها تدلّ على تأنيث الجمع الذي في «أفئدتهم». ومثله :
أحوال صعبة ، وأفعال فاسدة ، ونحو ذلك.
٤٤ ـ (يَوْمَ يَأْتِيهِمُ) : هو مفعول ثان لأنذر ؛ والتقدير : وأنذرهم عذاب يوم ؛ ولا يجوز أن يكون ظرفا ، لأنّ الإنذار لا يكون في ذلك اليوم.
٤٥ ـ (وَتَبَيَّنَ لَكُمْ) : فاعله مضمر دلّ عليه الكلام ؛ أي تبيّن لكم حالهم.
و (كَيْفَ) : في موضع نصب ب فعلنا ؛ ولا يجوز أن يكون فاعل «تبيّن» ، لأمرين :
أحدهما ـ أنّ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.
والثاني ـ أنّ كيف لا تكون إلا خبرا ، أو ظرفا ، أو حالا على اختلافهم في ذلك.
٤٦ ـ (وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ) ؛ أي علم مكرهم ، أو جزاء مكرهم ؛ فحذف المضاف.
(لِتَزُولَ مِنْهُ) : يقرأ بكسر اللام الأولى وفتح الثانية ، وهي لام كي ؛ فعلى هذا في (إِنْ) وجهان :
أحدهما ـ هي بمعنى ما ؛ أي ما كان مكرهم لإزالة الجبال ؛ وهو تمثيل أمر النبيّ صلىاللهعليهوسلم.
والثاني ـ أنها مخفّفة من الثقيلة ، والمعنى أنهم مكروا ليزيلوا ما هو كالجبال في الثبوت ؛ ومثل هذا المكر باطل.
ويقرأ بفتح اللام الأولى وضم الثانية ، وإن على هذا مخفّفة من الثقيلة ، واللام للتوكيد.
وقرئ شاذا بفتح اللامين ، وذلك على لغة من فتح لام كي ؛ و (كانَ) هنا يحتمل أن تكون التامة ، ويحتمل أن تكون الناقصة.
٤٧ ـ (مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ) : الرّسل : مفعول أول ، والوعد : مفعول ثان ، وإضافة مخلف إلى الوعد اتّساع ؛ والأصل مخلف رسله وعده ؛ ولكن ساغ ذلك لما كان كلّ واحد منهما مفعولا ؛ وهو قريب من قولهم : يا سارق الّليلة أهل الدّار
٤٨ ـ (يَوْمَ تُبَدَّلُ) : يوم هنا ظرف لانتقام ؛ أو مفعول فعل محذوف ؛ أي اذكر يوم. ولا يجوز أن
يكون ظرفا لمخلف ولا لوعده ؛ لأنّ ما قبل إنّ لا يعمل فيما بعدها ؛ ولكن يجوز أن يلخص من معنى الكلام ما يعمل في الظرف ؛ أي لا يخلف وعده يوم تبدل.
(وَالسَّماواتُ) : تقديره : غير السموات ، فحذف لدلالة ما قبله عليه.
(وَبَرَزُوا) : يجوز أن يكون مستأنفا ؛ أي ويبرزون.
ويجوز أن يكون حالا من الأرض ، و «قد» معه مرادة.
٥٠ ـ (سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ) : الجملة حال من المجرمين ، أو من الضمير في (مُقَرَّنِينَ).
والجمهور على جعل القطران كلمة واحدة.
ويقرأ «قطران» ـ كلمتين ، والقطر : النحاس ، والآني : المتناهي الحرارة.
(وَتَغْشى) : حال أيضا.
٥١ ـ (لِيَجْزِيَ) ، أي فعلنا ذلك الجزاء ؛ ويجوز أن يتعلق ببرزوا.
٥٢ ـ (وَلِيُنْذَرُوا بِهِ) : المعنى : القرآن بلاغ للنّاس وللإنذار ، فتتعلق اللام بالبلاغ ، أو بمحذوف إذا جعلت للناس صفة. ويجوز أن يتعلّق بمحذوف تقديره : ولينذروا به أنزل أو تلي. والله أعلم.
سورة الحجر
١ ـ (الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) : قد ذكر في أول الرعد.
٢ ـ (رُبَما) : يقرأ بالتشديد والتخفيف ، وهما لغتان.
وفي «رب» ثمان لغات : منها المذكورتان ، والثالثة والرابعة كذلك إلا أنّ الراء مفتوحة ، والأربع الأخر مع تاء التأنيث «ربّت» ، ففيها التشديد والتخفيف ، وضمّ الراء وفتحها.
وفي «ما» وجهان :
أحدهما ـ هي كافّة لربّ حتى يقع الفعل بعدها ؛ وهي حرف جرّ.
والثاني ـ هي نكرة موصوفة ؛ أي ربّ شيء يودّه الذين ...
وربّ : حرف جرّ لا يعمل فيه إلا ما بعده ، والعامل هنا محذوف ؛ تقديره : ربّ كافر يودّ الإسلام يوم القيامة أنذرت أو نحو ذلك.
وأصل ربّ أن يقع للتقليل ، وهي هنا للتكثير والتحقيق ، وقد جاءت على هذا المعنى في الشعر كثيرا ، وأكثر ما يأتي بعدها الفعل الماضي ، ولكن المستقبل هنا لكونه صدقا قطعا بمنزلة الماضي.
٤ ـ (إِلَّا وَلَها كِتابٌ) : الجملة نعت لقرية ؛ كقولك : ما لقيت رجلا إلا عالما ، وقد ذكرنا حال الواو في مثل هذا في البقرة في قوله تعالى : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ).
٧ ـ (لَوْ ما تَأْتِينا) : هي بمعنى لولا ، وهلّا ، وألا ؛ وكلّها للتحضيض.
٨ ـ (ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ) : فيها قراءات كثيرة كلّها ظاهرة.
(إِلَّا بِالْحَقِ) : في موضع الحال ، فيتعلّق بمحذوف.
ويجوز أن يتعلّق بننزّل ، وتكون بمعنى الاستعانة.
٩ ـ (نَحْنُ نَزَّلْنَا) : نحن هنا ليست فصلا ؛ لأنها لم تقع بين اسمين ؛ بل هي إما مبتدأ ، أو تأكيد لاسم إنّ.
١١ ـ (إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) : الجملة حال من الضمير المفعول في (يَأْتِيهِمْ) ، وهي حال مقدرة.
ويجوز أن تكون صفة لرسول على اللفظ ، أو الموضع.
١٢ ـ (كَذلِكَ) ؛ أي الأمر كذلك. ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف ؛ أي سلوكا مثل استهزائهم.
والهاء في (نَسْلُكُهُ) تعود على الاستهزاء ؛ والهاء في (بِهِ) للرسول ، أو للقرآن ، وقيل للاستهزاء أيضا. والمعنى : لا يؤمنون بسبب الاستهزاء ، فحذف المضاف.
ويجوز أن يكون حالا ؛ أي لا يؤمنون مستهزئين.
١٤ ـ (فَظَلُّوا) : الضمير للملائكة ، وقيل للمشركين ؛ فأما الضمير في «قالوا» فللمشركين البتّة.
١٥ ـ (سُكِّرَتْ) : يقرأ بالتشديد والضمّ ، وهو منقول بالتضعيف ؛ يقال : سكر بصره ، وسكّرته.
ويقرأ بالتخفيف ، وفيه وجهان :
أحدهما ـ أنه متعدّ مخففا ومثقّلا.
والثاني ـ أنه مثل سعد ؛ وقد ذكر في هود.
ويقرأ بفتح السين وكسر الكاف ؛ أي سدّت وغطيت كما يغطّي السّكر على العقل.
وقيل : هو مطاوع أسكرت الشيء فسكر ، أي انسدّ.
١٧ ـ (إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ) : في موضعه ثلاثة أوجه :
الأول ـ نصب على الاستثناء المنقطع.
والثاني ـ جرّ على البدل ؛ أي إلا ممّن استرق.
والثالث ـ رفع على الابتداء. و (فَأَتْبَعَهُ) : الخبر ، وجاز دخول الفاء فيه من أجل أنّ «من» بمعنى الذي ، أو شرط.
١٩ ـ (وَالْأَرْضَ) : منصوب بفعل محذوف ؛ أي : ومددنا الأرض ، وهو أحسن من الرفع ، لأنه معطوف على البروج ، وقد عمل فيها الفعل.
(وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) : أي وأنبتنا فيها ضروبا. وعند الأخفش «من» زائدة.
٢٠ ـ (وَمَنْ لَسْتُمْ) : في موضعها وجهان :
أحدهما ـ نصب لجعلنا ، والمراد بمن : العبيد ، والإماء ، والبهائم ، فإنها مخلوقة لمنافعنا. وقال الزجاج : هو منصوب بفعل محذوف تقديره : وأعشنا من لستم له ؛ لأنّ المعنى : أعشناكم وأعشنا من لستم.
والثاني ـ موضعه جرّ ؛ أي لكم ولمن لستم ، وهذا يجوز عند الكوفيين.
٢١ ـ (إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ) : الجملة في موضع رفع على الخبر و (مِنْ شَيْءٍ) : مبتدأ ؛ ولا يجوز أن يكون صفة ؛ إذ لا خبر هنا.
و (خَزائِنُهُ) : مرفوع بالظّرف ؛ لأنه قوي بكونه خبرا ، ويجوز أن يكون مبتدأ ، والظرف خبره.
(بِقَدَرٍ) : في موضع الحال.
٢٢ ـ (الرِّياحَ) : الجمهور على الجمع ، وهو ملائم لما بعده لفظا ومعنى.
ويقرأ على لفظ الواحد وهو جنس.
وفي اللواقح ثلاثة أوجه :
أحدها ـ أصلها ملاقح ؛ لأنه يقال : ألقح الريح السحاب ، كما يقال : ألقح الفحل الأنثى ؛ أي أحبلها ، وحذفت الميم لظهور المعنى ، ومثله الطوائح ، والأصل المطاوح ؛ لأنه من أطاح الشيء. والوجه الثاني ـ أنه على النّسب ؛ أي ذوات لقاح ، كما يقال : طالق ، وطامث.
والثالث ـ أنه على حقيقته ، يقال : لقحت الريح ، إذا حملت الماء ، وألقحت الريح السحاب ، إذا حمّلتها الماء ، كما تقول : ألقح الفحل الأنثى فلقحت ، وانتصابه على الحال المقدرة.
(فَأَسْقَيْناكُمُوهُ) : يقال : سقاه ، وأسقاه ـ لغتان.
ومنهم من يفرق ؛ فيقول : سقاه لشفته ، إذا أعطاه ما يشربه في الحال ، أو صبّه في حلقه. وأسقاه ، إذا جعل له ما يشربه زمانا. ويقال : أسقاه ، إذا دعا له بالسّقيا.
٢٣ ـ (وَإِنَّا لَنَحْنُ) : نحن هنا لا تكون فصلا لوجهين :
أحدهما ـ أن بعدها فعلا.
والثاني ـ أن اللام معها.
٢٦ ـ (مِنْ حَمَإٍ) : في موضع جرّ صفة لصلصال.
ويجوز أن يكون بدلا من صلصال ، بإعادة الجار.
٢٧ ـ (وَالْجَانَ) : منصوب بفعل محذوف ليشاكل المعطوف عليه.
ولو قرئ بالرفع جاز.
٢٩ ـ (فَقَعُوا لَهُ) : يجوز أن تتعلّق اللام بقعوا ، وب (ساجِدِينَ).
٣٠ ـ و (أَجْمَعُونَ) : توكيد ثان عند الجمهور. وزعم بعضهم أنها أفادت ما لم تفده كلّهم ؛ وهو أنها دلّت على أنّ الجميع سجدوا في حال واحدة. وهذا بعيد ؛ لأنك تقول : جاء القوم كلّهم أجمعون ، وإن سبق بعضهم بعضا ؛ ولأنه لو كان كما زعم لكان حالا لا توكيدا.
٣١ ـ (إِلَّا إِبْلِيسَ) قد ذكر في البقرة.
٣٥ ـ (إِلى يَوْمِ الدِّينِ) : يجوز أن يكون معمول اللعنة. وأن يكون حالا منها ، والعامل الاستقرار في (عَلَيْكَ).
٣٩ ـ (بِما أَغْوَيْتَنِي) : قد ذكر في الأعراف.
٤٠ ـ (إِلَّا عِبادَكَ) : استثناء من الجنس ؛ وهل المستثنى أكثر من النصف أو أقل؟ فيه اختلاف ، والصحيح أقلّ.
٤١ ـ (عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) : قيل : عليّ بمعنى إليّ ؛ فيتعلّق بمستقيم ، أو يكون وصفا لصراط.
وقيل : هو محمول على المعنى. والمعنى استقامته عليّ.
ويقرأ «عليّ» ؛ أي عليّ القدر. والمراد بالصّراط الدّين.
٤٢ ـ (إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ) : قيل هو استثناء من غير الجنس ؛ لأن المراد بعبادي الموحّدون ، ومتّبع الشيطان غير موحّد.
وقيل : هو من الجنس ؛ لأنّ عبادي جميع المكلفين.
وقيل : (إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ) استثناء ليس من الجنس ؛ لأنّ جميع العباد ليس للشيطان عليهم سلطان ؛ أي حجّة ؛ ومن اتّبعه لا يضلّهم بالحجّة ، بل بالتزيين.
٤٣ ـ (أَجْمَعِينَ) : هو توكيد للضمير المجرور.
وقيل : هو حال من الضمير المجرور ، والعامل فيه معنى الإضافة.
فأما الموعد إذا جعلته نفس المكان فلا يعمل ، وإن قدرت هنا حذف مضاف صحّ أن يعمل الموعد ؛ والتقدير : وإنّ جهنم مكان موعدهم.
٤٤ ـ (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ) : يجوز أن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون مستأنفا.
ولا يجوز أن يكون حالا من جهنم ؛ لأن «إنّ» لا تعمل في الحال.
(مِنْهُمْ) : في موضع حال من الضمير الكائن في الظّرف ؛ وهو قوله تعالى (لِكُلِّ بابٍ) ؛ ويجوز أن يكون حالا من (جُزْءٌ) وهو صفة له ثانية قدّمت عليه.
ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في (مَقْسُومٌ) ؛ لأن الصفة لا تعمل في الموصوف ولا فيما قبله ؛ ولا يكون صفة لباب ؛ لأنّ الباب ليس من الناس.
٤٥ ـ ٤٦ ـ (وَعُيُونٍ. ادْخُلُوها) : يقرأ على لفظ الأمر ، ويجوز كسر التنوين وضمّه ؛ وقطع الهمزة على هذا لا يجوز.
ويقرأ بضمّ الهمزة ، وكسر الخاء ، على أنه ماض ؛ فعلى هذا لا يجوز كسر التنوين ؛ لأنه لم يلتق ساكنان ؛ بل يجوز ضمّه على إلقاء ضمة الهمزة عليه ؛ ويجوز قطع الهمزة.
(بِسَلامٍ) : حال ؛ أي سالمين ، أو مسلّما عليهم.
و (آمِنِينَ) : حال أخرى بدل من الأولى.
٤٧ ـ (إِخْواناً) : هو حال من الضمير في الظرف في قوله تعالى : (جَنَّاتٍ).
ويجوز أن يكون حالا من الفاعل في (ادْخُلُوها) مقدّرة ، أو من الضمير في (آمِنِينَ).
وقيل : هو حال من الضمير المجرور بالإضافة ؛ والعامل فيها معنى الإلصاق والملازمة.
(مُتَقابِلِينَ) : يجوز أن يكون صفة لإخوان ؛ فتتعلّق (عَلى) بها.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الجار ؛ فيتعلّق الجارّ بمحذوف ، وهو صفة لإخوان.
ويجوز أن يتعلّق بنفس إخوان ؛ لأنّ معناه متصافين ؛ فعلى هذا ينتصب متقابلين على الحال من الضمير في إخوان.
٤٨ ـ (لا يَمَسُّهُمْ) : يجوز أن يكون حالا من الضمير في متقابلين. وأن يكون مستأنفا.
و (مِنْها) : يتعلق بمخرجين.
٤٩ ـ (أَنَا الْغَفُورُ) : يجوز أن يكون توكيدا للمنصوب ، ومبتدأ ، وفصلا.
٥٠ ـ فأما قوله : (هُوَ الْعَذابُ) فيجوز فيها الفصل ، والابتداء ؛ ولا يجوز التوكيد ؛ لأنّ العذاب مظهر ، والمظهر لا يؤكّد بالمضمر.
٥٢ ـ (إِذْ دَخَلُوا) : في «إذ» وجهان :
أحدهما ـ هو مفعول ؛ أي اذكر إذ دخلوا.
والثاني ـ أن يكون ظرفا. وفي العامل وجهان :
أحدهما : نفس ضيف ؛ فإنه مصدر. وفي توجيه ذلك وجهان : أحدهما : أن يكون عاملا بنفسه وإن كان وصفا ؛ لأنّ كونه وصفا لا يسلبه أحكام المصادر ، ألا ترى أنه لا يجمع ولا يثنّى ولا يؤنّث كما لو لم يوصف به.
ويقوّي ذلك أنّ الوصف الذي قام المصدر مقامه يجوز أن يعمل. والوجه الثاني : أن يكون في الكلام حذف مضاف ، تقديره : نبئهم عن ذوي ضيف إبراهيم ، أي أصحاب ضيافته ، والمصدر على هذا مضاف إلى المفعول.
والوجه الثاني ـ من وجهي الظرف أن يكون العامل محذوفا ، تقديره : عن خبر ضيف.
(فَقالُوا سَلاماً) : قد ذكر في هود.
٥٤ ـ (عَلى أَنْ مَسَّنِيَ) : هو في موضع الحال ؛ أي بشرتموني كبيرا.
(فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) : يقرأ بفتح النون وهو الوجه ، والنون علامة الرفع.
ويقرأ بكسرها وياء الإضافة محذوفة ؛ وفي النون وجهان :
أحدهما ـ هي نون الوقاية ، ونون الرفع محذوفة لثقل المثلين ، وكانت الأولى أحقّ بالحذف ؛ إذ لو بقيت لكسرت ، ونون الإعراب لا تكسر لئلا تصير تابعة ، وقد جاء ذلك في الشعر.
والثاني ـ أنّ نون الوقاية محذوفة ، والباقية نون الرفع ؛ لأنّ الفعل مرفوع فأبقيت علامته.
والقراءة بالتشديد أوجه.
٥٦ ـ (وَمَنْ يَقْنَطُ) : من مبتدأ. و «يقنط» : خبره ، واللفظ استفهام ، ومعناه النّفي ؛ فلذلك جاءت بعده إلّا.
وفي يقنط لغتان : كسر النون وماضيه بفتحها ، وفتحها ماضيه بكسرها ، وقد قرئ بهما ؛ والكسر أجود ، لقوله : (مِنَ الْقانِطِينَ) ؛ ويجوز قانط ، وقنط.
٥٩ ـ (إِلَّا آلَ لُوطٍ) : هو استثناء من غير الجنس ؛ لأنهم لم يكونوا مجرمين.
٦٠ ـ (إِلَّا امْرَأَتَهُ) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هو مستثنى من آل لوط ، والاستثناء إذا جاء بعد الاستثناء كان الاستثناء الثاني مضافا إلى المبتدأ ؛ كقولك : له عندي عشرة إلا أربعة إلا درهما ، فإنّ الدرهم يستثنى من الأربعة ؛ فهو مضاف إلى العشرة ؛ فكأنك قلت : أحد عشر إلا أربعة ، أو عشرة إلا ثلاثة.
والوجه الثاني ـ أن يكون مستثنى من ضمير المفعول في «منجّوهم».
(قَدَّرْنا) : يقرأ بالتخفيف والتشديد وهما لغتان.
(إِنَّها) : كسرت إنّ هاهنا من أجل اللام في خبرها ، ولولا اللام لفتحت.
٦٦ ـ (ذلِكَ الْأَمْرَ) : في الأمر وجهان :
أحدهما ـ هو بدل.
والثاني ـ عطف بيان.
(أَنَّ دابِرَ) : هو بدل من ذلك ، أو من الأمر إذا جعلته بيانا.
وقيل تقديره : بأن ، فحذف حرف الجر.
(مَقْطُوعٌ) : خبر أنّ دابر.
و (مُصْبِحِينَ) : حال من هؤلاء. ويجوز أن يكون حالا من الضمير في «مقطوع» ؛ وتأويله أنّ دابر هنا في معنى مدبري هؤلاء ، فأفرده ، وأفرد مقطوعا ؛ لأنه خبره ، وجاء «مصبحين» على المعنى.
٧٠ ـ (عَنِ الْعالَمِينَ) ؛ أي عن ضيافة العالمين.
٧١ ـ (هؤُلاءِ بَناتِي) : يجوز أن يكون مبتدأ ؛ و «بناتي» خبره ؛ وفي الكلام حذف ؛ أي فتزوجوهنّ.
ويجوز أن يكون بناتي بدلا ، أو بيانا ، والخبر محذوف ؛ أي أطهر لكم ؛ كما جاء في الآية الأخرى.
ويجوز أن يكون هؤلاء في موضع نصب بفعل محذوف ؛ أي قال : تزوّجوا هؤلاء.
٧٢ ـ (إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ) : الجمهور على كسر إنّ من أجل اللام. وقرئ بفتحها على تقدير زيادة اللام ؛ ومثله قراءة سعيد بن جبير رضي الله تعالى عنه : إلا «أنهم ليأكلون الطعام» ـ بالفتح.
و (يَعْمَهُونَ) : حال الضمير في الجار ، أو من الضمير المجرور في «سكرتهم» ؛ والعامل السّكرة ؛ أو معنى الإضافة.
٩٠ ـ (كَما أَنْزَلْنا) : الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف ؛ تقديره : أتيناك سبعا من المثاني إيتاء كما أنزلنا ؛ أو إنزالا كما أنزلنا ؛ لأنّ آتيناك بمعنى أنزلنا عليك.
وقيل : التقدير : متّعناهم تمتيعا كما أنزلنا ؛ والمعنى : نعّمنا بعضهم كما عذّبنا بعضهم.
وقيل : التقدير : إنزالا مثل ما أنزلنا ؛ فيكون وصفا لمصدر.
وقيل : هو وصف لمفعول ، تقديره : إني أنذركم عذابا مثل العذاب المنزل على المقتسمين. والمراد بالمقتسمين قوم صالح الذين اقتسموا على تبييته وتبييت أهله.
وقيل : هم الذين قسموا القرآن إلى شعر وإلى سحر وكهانه.
وقيل : تقديره : لنسألنّهم أجمعين مثل ما أنزلنا.
وواحد (عِضِينَ) عضة ، ولامها محذوفة ، والأصل عضوة.
وقيل : المحذوف هاء ، وهو من عضه يعضه ؛ وهو من العضيهة ، وهي الإفك ، أو الدّاهية.
٩٤ ـ (بِما تُؤْمَرُ) : ما مصدرية ، فلا محذوف إذا.
ويجوز أن تكون بمعنى الذي ، والعائد محذوف ؛ أي بما تؤمر به ؛ والأصل بما تؤمر بالصّدع به ، ثم حذف للعلم به.
٩٦ ـ (الَّذِينَ يَجْعَلُونَ) : صفة للمستهزئين ، أو منصوب بإضمار فعل ، أو مرفوع على تقدير «هم».
سورة النحل
١ ـ (أَتى) : هو ماض على بابه ؛ وهو بمعنى قرب.
وقيل : يراد به المستقبل ، ولما كان خبر الله صدقا جاز قطعا أن يعبّر بالماضي عن المستقبل.
والهاء في (تَسْتَعْجِلُوهُ) تعود على الأمر ، وقيل على الله.
٢ ـ (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ) : فيه قراءات ، ووجوهها ظاهرة.
و (بِالرُّوحِ) : في موضع نصب على الحال من الملائكة ؛ أي ومعها الروح ، وهو الوحي.
و (مِنْ أَمْرِهِ) : حال من الروح.
(أَنْ أَنْذِرُوا) : أن بمعنى أي ؛ لأنّ الوحي يدلّ على القول ، فيفسر بأن فلا موضع لها.
ويجوز أن تكون مصدرية في موضع جرّ بدلا من الرّوح ، أو بتقدير حرف الجر على قول الخليل ، أو في موضع نصب على قول سيبويه.
(أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) : الجملة في موضع نصب مفعول «أنذروا» ؛ أي أعلموهم بالتوحيد ، ثم رجع من الغيبة إلى الخطاب ، فقال : (فَاتَّقُونِ).
٤ ـ (فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ) : إن قيل الفاء تدلّ على التعقيب ، وكونه خصيما لا يكون عقيب خلقه من نطفة. فجوابه من وجهين :
أحدهما ـ أنه أشار إلى ما يؤول حاله إليه ، فأجرى المنتظر مجرى الواقع ، وهو من باب التعبير بآخر الأمر عن أوله ؛ كقوله : (أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً). وقوله تعالى : (يُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً) ؛ أي سبب الرزق ؛ وهو المطر.
والثاني ـ أنه إشارة إلى سرعة نسيانهم مبدأ خلقهم.
٥ ـ (وَالْأَنْعامَ) : هو منصوب بفعل محذوف ، وقد حكي في الشاذ رفعها.
و (لَكُمْ) : فيها وجهان :
أحدهما ـ هي متعلقة بخلق ؛ فيكون (فِيها دِفْءٌ) جملة في موضع الحال من الضمير المنصوب.
والثاني ـ يتعلّق بمحذوف ، فدفء مبتدأ ، والخبر لكم.
وفي «فيها» وجهان :
أحدهما ـ هو ظرف للاستقرار في «لكم».
والثاني ـ هو حال من «دفء».
ويجوز أن يكون «لكم» حالا من دفء ، «وفيها» الخبر.
ويجوز أن يرتفع دفء بلكم أو بفيها ، والجملة كلّها حال من الضمير المنصوب.
ويقرأ «دف» ـ بضم الفاء من غير همز ، ووجهه أنه ألقى حركة الهمزة على الفاء وحذفها.
٦ ـ (وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ) : مثل : (لَكُمْ فِيها دِفْءٌ).
و (حِينَ) : ظرف لجمال ، أو صفة له ، أو معمول فيها.
٧ ـ (بالِغِيهِ) : الهاء في موضع جرّ بالإضافة عند الجمهور. وأجاز الأخفش أن تكون منصوبة ؛ واستدلّ بقوله تعالى : (إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ) ، ويستوفى في موضعه إن شاء الله تعالى.
(إِلَّا بِشِقِ) : في موضع الحال من الضمير المرفوع في «بالغيه» ؛ أي مشقوقا عليكم ؛ والجمهور على كسر الشين. وقرئ بفتحها ، وهي لغة.
٨ ـ (وَالْخَيْلَ) : هو معطوف على الأنعام ؛ أي وخلق الخيل.
(وَزِينَةً) ؛ أي لتركبوها ، ولتتزيّنوا بها زينة ؛ فهو مصدر لفعل محذوف.
ويجوز أن يكون مفعولا من أجله ؛ أي وللزينة.
وقيل التقدير : وجعلها زينة.
ويقرأ بغير واو ، وفيه الوجوه المذكورة ، وفيها وجهان آخران :
أحدهما ـ أن يكون مصدرا في موضع الحال من الضمير في تركبوا.
والثاني ـ أن تكون حالا من الهاء ؛ أي لتركبوها تزيّنا بها.
٩ ـ (وَمِنْها جائِرٌ) : الضمير يرجع على السبيل ، وهي تذكر وتؤنث. وقيل : السبيل بمعنى السبل ، فأنّث على المعنى.
و (قَصْدُ) : مصدر بمعنى إقامة السبيل ، أو تعديل السبيل ، وليس مصدر قصدته بمعنى أتيته.
١٠ ـ (مِنْهُ شَرابٌ) : من هنا للتبعيض ، ومن الثانية للسبية ؛ أي وبسببه إنبات شجر ؛ ودلّ على ذلك قوله : (يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ).
١٢ ـ (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) : يقرآن بالنصب عطفا على ما قبلهما ؛ ويقرآن بالرفع على الاستئناف.
و (النُّجُومُ) كذلك. و (مُسَخَّراتٌ) على القراءة الأولى حال ، وعلى الثانية خبر.
١٣ ـ (وَما ذَرَأَ لَكُمْ) : في موضع نصب بفعل محذوف ؛ أي وخلق ، أو وأنبت.
و (مُخْتَلِفاً) : حال منه.
١٤ ـ (مِنْهُ لَحْماً) : من لابتداء الغاية.
وقيل التقدير : لتأكلوا من حيوانه لحما.
(فِيهِ) : يجوز أن يتعلّق بمواخر ؛ لأنّ معناه جواري ؛ إذ كان مخر وشقّ وجرى قريبا بعضه من بعض.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في مواخر.
١٥ ـ (أَنْ تَمِيدَ) ؛ أي مخافة أن تميد.
(وَأَنْهاراً) : أي وشقّ أنهارا.
١٦ ـ (وَعَلاماتٍ) : أي وضع علامات : ويجوز أن تعطف على (رَواسِيَ).
(وَبِالنَّجْمِ) : يقرأ على لفظ الواحد ، وهو جنس. وقيل : يراد به الجدي ؛ وقيل : الثريا.
ويقرأ بضمّ النون والجيم ؛ وفيه وجهان :
أحدهما ـ هو جمع نجم ، مثل سقف وسقف.
والثاني ـ أنه أراد النجوم ، فحذف الواو ، كما قالوا في أسد واسود واسد ، وقالوا في خيام خيم.
ويقرأ بسكون الجيم ، وهو مخفّف من المضموم.
٢١ ـ (أَمْواتٌ) : إن شئت جعلته خبرا ثانيا ل «هم» ؛ أي وهم يخلقون ويموتون. وإن شئت جعلت يخلقون وأموات خبرا واحدا ؛ وإن شئت كان خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هم أموات.
(غَيْرُ أَحْياءٍ) : صفة مؤكّدة.
ويجوز أن يكون قصد بها أنهم في الحال غير أحياء ليدفع به توهّم أن قوله «أموات» فيما بعد ؛ إذ قال تعالى : (إِنَّكَ مَيِّتٌ) ؛ أي ستموت.
و (أَيَّانَ) : منصوب ب (يُبْعَثُونَ) ، ولا ب (يَشْعُرُونَ).
٢٤ ـ (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) : «ماذا» فيها وجهان :
أحدهما ـ «ما» فيها استفهام ، «وذا» بمعنى الذي ، وقد ذكر في البقرة ، والعائد محذوف ؛ أي أنزله.
و (أَساطِيرُ) : خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : ما ادّعيتموه منزلا أساطير.
ويقرأ أساطير ـ بالنصب ، والتقدير : وذكرتم أساطير ، أو أنزل أساطير على الاستهزاء.
٢٥ ـ (لِيَحْمِلُوا) ؛ أي قالوا ذلك ليحملوا ؛ وهي لام العاقبة.
(وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ) ؛ أي وأوزار الذين.
وقال الأخفش : «من» زائدة.
٢٦ ـ (مِنَ الْقَواعِدِ) ؛ أي من ناحية القواعد ؛ والتقدير : أتى أمر الله.
(مِنْ فَوْقِهِمْ) : يجوز أن يتعلّق «من» بخرّ ، وتكون «من» لابتداء الغاية ؛ وأن تكون حالا ؛ أي كائنا من فوقهم ، وعلى كلا الوجهين هو توكيد.
٢٧ ـ (تُشَاقُّونَ) : يقرأ بفتح النون ، والمفعول محذوف ؛ أي تشاقّون المؤمنين ، أو تشاقّونني.
ويقرأ بكسرها مع التشديد ، فأدغم نون الرفع في نون الوقاية.
ويقرأ بالكسر والتخفيف ، وهو مثل (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ). وقد ذكر.
(إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ) : في عامل الظرف وجهان :
أحدهما ـ الخزي ، وهو مصدر فيه الألف واللام. والثاني ـ هو معمول الخبر ؛ وهو قوله تعالى : (عَلَى الْكافِرِينَ) ؛ أي كائن على الكافرين اليوم ، وفصل بينهما بالمعطوف لاتّساعهم في الظّرف.
٢٨ ـ (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ) : فيه الجرّ والنصب والرفع ، وقد ذكر في مواضع.
و «تتوفّاهم» بمعنى توفّتهم.
(فَأَلْقَوُا السَّلَمَ) : يجوز أن يكون معطوفا على : (قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ).
ويجوز أن يكون معطوفا على توفّاهم.
ويجوز أن يكون مستأنفا.
و «السلم» هنا بمعنى القول ، كما قال في الآية الأخرى : (فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ) ؛ فعلى هذا يجوز أن يكون (ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ) تفسيرا للسلم الذي القوه ؛ ويجوز أن يكون مستأنفا ؛ ويجوز أن يكون التقدير : فألقوا السلم قائلين : ما كنّا.
٣٠ ـ (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) : «ما» في موضع نصب بأنزل ، ودلّ على ذلك نصب الجواب ؛ وهو قوله : (قالُوا خَيْراً) ؛ أي أنزل خيرا.
٣١ ـ (جَنَّاتُ عَدْنٍ) : يجوز أن تكون هي المخصوصة بالمدح ، مثل زيد في نعم الرجل زيد. و (يَدْخُلُونَها) : حال منها. ويجوز أن يكون مستأنفا ، و «يدخلونها» الخبر.
ويجوز أن يكون الخبر محذوفا ؛ أي لهم جنّات عدن ، ودلّ على ذلك قوله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ).
(كَذلِكَ يَجْزِي) : الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف.
٣٢ ـ (طَيِّبِينَ) : حال من المفعول. و (يَقُولُونَ) : حال من الملائكة.
٣٦ ـ (أَنِ اعْبُدُوا) : يجوز أن تكون «أن» بمعنى أي. وأن تكون مصدرية.
(مَنْ هَدَى) : من نكرة : موصوفة مبتدأ ، وما قبلها الخبر.
٣٧ ـ (فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي) : يقرأ بفتح الياء وكسر الدال على تسمية الفاعل. ولا يهدي : خبر إن. و (مَنْ يُضِلُ) : مفعول يهدي.
ويقرأ «لا يهدى» ـ بضم الياء على ما لم يسم فاعله ، وفيه وجهان :
أحدهما ـ أن من يضل مبتدأ ، ولا يهدى خبر.
والثاني ـ أنّ لا يهدى من يضل بأسره خبر إن ، كقولك : إن زيدا لا يضرب أبوه.
٤٠ ـ (فَيَكُونُ) : يقرأ بالرفع ؛ أي فهو ، وبالنصب عطفا على نقول ؛ وجعله جواب الأمر بعيد لما ذكرناه في البقرة.
٤١ ـ (وَالَّذِينَ هاجَرُوا) : مبتدأ ، و (لَنُبَوِّئَنَّهُمْ) : الخبر.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف يفسره المذكور.
(حَسَنَةً) : مفعول ثان لنبوّئنهم ؛ لأن معناه لنعطينّهم.
ويجوز أن يكون صفة لمحذوف ؛ أي دارا حسنة ، لأنّ بوّأته : أنزلته.
٤٢ ـ (الَّذِينَ صَبَرُوا) : في موضع رفع على إضمارهم ؛ أو نصب على تقدير اعني.
٤٤ ـ (بِالْبَيِّناتِ) : فيما تتعلق الباء به ثلاثة أوجه :
أحدها ـ بنوحي ، كما تقول : أوحي إليه بحق.
ويجوز أن تكون الباء زائدة. ويجوز أن تكون حالا من القائم مقام الفاعل وهو (إِلَيْهِمْ).
والوجه الثاني ـ أن تتعلّق بأرسلنا ؛ أي أرسلناهم بالبينات ؛ وفيه ضعف ؛ لأنّ ما قبل «إلا» لا يعمل فيما بعدها إذا تمّ الكلام على إلا وما يليها ، إلا أنه قد جاء في الشعر. كقول الشاعر :
نبّئتهم عذّبوا بالنار جارتهم |
|
ولا يعذّب إلّا الله بالنار |
والوجه الثالث ـ أن يتعلق بمحذوف تقديره ؛ بعثوا بالبينات. والله أعلم.
٤٧ ـ (عَلى تَخَوُّفٍ) : في موضع الحال من الفاعل ، أو المفعول ، في قوله : (أَوْ يَأْخُذَهُمْ).
٤٨ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا) : يقرأ بالياء والتاء ؛ وقبله غيبة وخطاب يصحّحان الأمرين.
(يَتَفَيَّؤُا) : يقرأ بالتاء على تأنيث الجمع الذي في الفاعل ، وبالياء لأنّ التأنيث غير حقيقي.
(عَنِ الْيَمِينِ) : وضع الواحد موضع الجمع.
وقيل : أول ما يبدو الظل عن اليمين ثم ينتقل وينتشر عن الشمال ، فانتشاره يقتضي الجمع.
و «عن» : حرف جرّ موضعها نصب على الحال.
ويجوز أن تكون للمجاوزة ؛ أي تتجاوز الظلال اليمين إلى الشمال.
وقيل : هي اسم ؛ أي جانب اليمين.
(وَالشَّمائِلِ) : جمع شمال.
(سُجَّداً) : حال من الظلال : (وَهُمْ داخِرُونَ) : حال من الضمير في (سُجَّداً). ويجوز أن يكون حالا ثانية معطوفة.
٤٩ ـ (ما فِي السَّماواتِ) : إنما ذكر «ما» دون «من» ، لأنها أعمّ ، والسجود يشتمل على الجميع.
٥٠ ـ (مِنْ فَوْقِهِمْ) : هو حال من ربهم.
ويجوز أن يتعلّق بيخافون.
٥١ ـ (اثْنَيْنِ) : هو توكيد. وقيل : مفعول ثان ؛ وهو بعيد.
٥٢ ـ (واصِباً) : حال من الدين.
٥٣ ـ (وَما بِكُمْ) : «ما» بمعنى الذي ، والجارّ صلته.
و (مِنْ نِعْمَةٍ) : حال من الضمير في الجار.
(فَمِنَ اللهِ) : الخبر.
وقيل : «ما» شرطية ، وفعل الشرط محذوف ؛ أي ما يكن ، والفاء جواب الشرط.
٥٤ ـ (إِذا فَرِيقٌ) : هو فاعل لفعل محذوف.
٥٥ ـ (فَتَمَتَّعُوا) : الجمهور على أنه أمر.
ويقرأ بالياء ، وهو معطوف على يكفروا. ثم رجع إلى الخطاب ، فقال (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ). وقرئ بالياء أيضا.
٥٧ ـ (وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) : «ما» : مبتدأ ، ولهم : خبره ، أو فاعل الظرف.
وقيل : «ما» في موضع نصب عطفا على (نَصِيباً) ؛ أي ويجعلون ما يشتهون لهم ؛ وضعّف قوم هذا الوجه ، وقالوا : لو كان كذلك لقال : ولأنفسهم ؛ وفيه نظر.
٥٨ ـ (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا) : خبره ، ولو كان قد قرئ «مسودّ» لكان مستقيما ، على أن يكون اسم ظلّ مضمرا فيها ، والجملة خبرها.
(وَهُوَ كَظِيمٌ) : حال من صاحب الوجه.
ويجوز أن يكون من الوجه لأنّه منه.
٥٩ ـ (يَتَوارى) : حال من الضمير في «كظيم».
(أَيُمْسِكُهُ) : في موضع الحال ؛ تقديره : يتوارى متردّدا : هل يمسكه أم لا.
(عَلى هُونٍ) : حال.
٦٢ ـ (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ) : يقرأ بالنصب على أنه مفعول تصف ، أو هو بدل مما يكرهون ؛ فعل هذا في قوله : (أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى) وجهان :
أحدهما ـ هو بدل من الكذب.
والثاني ـ تقديره : بأنّ لهم ؛ ولما حذفت الباء صار في موضع نصب عند الخليل. وعند سيبويه هو في موضع جر. ويقرأ الكذب ـ بضم الكاف والذال والباء على أنه صفة للألسنة ، وهو جمع واحده كذوب ، مثل صبور وصبر ؛ وعلى هذا يجوز أن يكون واحد الألسنة مذكّرا أو مؤنثا ، وقد سمع في اللسان الوجهان. وعلى هذه القراءة (أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى) مفعول تصف.
(لا جَرَمَ) : قد ذكر في هود مستوفى.
(مُفْرَطُونَ) : يقرأ بفتح الراء والتخفيف ، وهو من أفرط إذا حمله على التفريط غيره ، وبالكسر على نسبة الفعل إليه. وبالكسر والتشديد ، وهو ظاهر.
٦٤ ـ (وَهُدىً وَرَحْمَةً) : معطوفان على لتبين ؛ أي للتّبيين والهداية والرحمة.
٦٦ ـ (بُطُونِهِ) : فيما تعود الهاء عليه ستة أوجه :
أحدها ـ أنّ الأنعام تذكّر وتؤنّث ، فذكّر الضمير على إحدى اللغتين.
والثاني ـ أن الأنعام جنس ، فعاد الضمير إليه على المعنى.
والثالث ـ أنّ واحد الأنعام نعم ، والضمير عائد على واحدة ، كما قال الشاعر : مثل الفراخ نتّفت حواصله والرابع ـ أنه عائد على المذكور ؛ فتقديره : مما في بطون المذكور ، كما قال الحطيئة : لزغب كأولاد القطا راث خلفها على عاجزات النّهض حمر حواصله والخامس ـ أنه يعود على البعض الذي له لبن منها.
والسادس ـ أنه يعود على الفحل ؛ لأنّ اللبن يكون من طرق الفحل الناقة ، فأصل اللبن ماء الفحل ، وهذا ضعيف ، لأن اللبن وإن نسب إلى الفحل فقد جمع البطون ، وليس فحل الأنعام واحدا ، ولا للواحد بطون ؛ فإن قال أراد الجنس فقد ذكر.
(مِنْ بَيْنِ) : في موضع نصب على الظرف.
ويجوز أن يكون حالا من «ما» ، أو من اللبن.
(سائِغاً) : الجمهور على قراءته على فاعل.
ويقرأ «سيّغا» بياء مشددة ، وهو مثل سيد وميت ، وأصله من الواو.
٦٧ ـ (وَمِنْ ثَمَراتِ) : الجار يتعلق بمحذوف ، تقديره : وخلق لكم ، أو وجعل.
(تَتَّخِذُونَ) : مستأنف. وقيل : هو صفة لمحذوف ، تقديره : شيئا تتخذون ـ بالنصب ، أي : وإن من الثمرات شيئا.
وإن شئت «شيء» ـ بالرفع ـ بالابتداء ، ومن ثمرات خبره.
وقيل التقدير : وتتخذون من ثمرات النخيل سكرا ، وأعاد «من» لما قدّم وأخّر.
وذكّر الضمير ؛ لأنه عاد على «شيء» محذوف ، أو على معنى الثمرات ، وهو الثمر ، أو على النخل ؛ أي من ثمر النخل ؛ أو على البعض ، أو على المذكور كما تقدّم في «هاء» بطونه.
٦٨ ـ (أَنِ اتَّخِذِي) ؛ أي اتخذي ، أو تكون مصدرية.
٦٩ ـ (ذُلُلاً) : هو حال من السّبل ، أو من الضمير في «اسلكي» ، والواحد ذلول ، ثم عاد من الخطاب إلى الغيبة ، فقال : (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها).
(فِيهِ شِفاءٌ) : يعود على الشراب ، وقيل على القرآن.
٧٠ ـ (لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً) : «شيئا» منصوب بالمصدر على قول البصريين. وبيعلم على قول الكوفيين.
٧١ ـ (فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ) : الجملة من المبتدأ والخبر هنا واقعة موقع الفعل والفاعل ؛ والتقدير : فما الذين فضّلوا برادّي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فيستووا ، وهذا الفعل منصوب على جواب النفي.
ويجوز أن يكون مرفوعا عطفا على موضع برادّي ؛ أي فما الذين فضّلوا يردّون ؛ فما يستوون.
٧٣ ـ (رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ) : الرّزق ـ بكسر الراء : اسم المرزوق.
وقيل : هو اسم للمصدر ، والمصدر بفتح الراء.
(شَيْئاً) : فيه ثلاثة أوجه :
أحدها ـ هو منصوب برزق ، لأنّ اسم المصدر يعمل عمله ؛ أي لا يملكون أن يرزقوا شيئا.
والثاني ـ هو بدل من رزق.
والثالث ـ هو منصوب نصب المصدر ؛ أي لا يملكون رزقا ملكا ، وقد ذكرنا نظائره ، كقوله : (لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ).
٧٥ ـ (عَبْداً) : هو بدل من مثل. وقيل التقدير : مثلا مثل عبد.
و (مَنْ) : في موضع نصب نكرة موصوفة.
(سِرًّا وَجَهْراً) : مصدران في موضع الحال.
٧٦ ـ (أَيْنَما يُوَجِّهْهُ) : يقرأ بكسر الجيم ؛ أي يوجهه مولاه.
ويقرأ بفتح الجيم وسكون الهاء على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ بالتاء وفتح الجيم والهاء على لفظ الماضي.
٧٧ ـ (أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) : هو ضمير للأمر ، وأوقد ذكر حكمها في : (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ).
٧٨ ـ (أُمَّهاتِكُمْ) : يقرأ بضم الهمزة وفتح الميم ، وهو الأصل ؛ وبكسرهما. فأمّا كسرة الهمزة فلعلّة. وقيل أتبعت كسرة النون قبلها وكسرة الميم اتباعا لكسرة الهمزة.
(لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) : الجملة حال من الضمير المنصوب في : (أَخْرَجَكُمْ).
٧٩ ـ (أَلَمْ يَرَوْا) : يقرأ بالتاء ؛ لأنّ قبله خطابا ، وبالياء على الرجوع إلى الغيبة.
(ما يُمْسِكُهُنَ) : الجملة حال من الضمير في : مسخّرات ، أو من الطير. ويجوز أن يكون مستأنفا.
٨٠ ـ (مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً) : إنما أفرد لأن المعنى ما تسكنون.
(يَوْمَ ظَعْنِكُمْ) : يقرأ بسكون العين وفتحها ؛ وهما لغتان ، مثل النّهر والنّهر ، والظعن مصدر ظعن.
(أَثاثاً) : معطوف على «سكنا» ، وقد فصل بينه وبين حرف العطف بالجار والمجرور ، وهو قوله تعالى : (وَمِنْ أَصْوافِها) ، وليس بفصل مستقبح كما زعم في الإيضاح ؛ لأن الجارّ والمجرور مفعول ، وتقديم مفعول على مفعول قياس.
٨٤ ـ (وَيَوْمَ نَبْعَثُ) : أي واذكر ، أو وخوّفهم.
٩٠ ـ (يَعِظُكُمْ) : يجوز أن يكون حالا من الضمير في (يَنْهى) ؛ وأن يكون مستأنفا.
٩١ ـ (بَعْدَ تَوْكِيدِها) : المصدر مضاف إلى المفعول ، والفعل منه وكّد. ويقال : أكّد تأكيدا.
وقد (جَعَلْتُمُ) : الجملة حال من الضمير في (تَنْقُضُوا).
ويجوز أن يكون حالا من فاعل المصدر.
٩٢ ـ (أَنْكاثاً) : هو جمع نكث ، وهو بمعنى المنكوث ؛ أي المنقوض ؛ وانتصب على الحال من غزلها.
ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا على المعنى ؛ لأنّ معنى نقضت صيّرت.
و (تَتَّخِذُونَ) : حال من الضمير في (تَكُونُوا) ، أو من الضمير في حرف الجر ؛ لأنّ التقدير : لا تكونوا مشبهين.
(أَنْ تَكُونَ) : أي مخافة أن تكون.
(أُمَّةٌ) : اسم كان ، أو فاعلها إن جعلت كان التامة.
(هِيَ أَرْبى) : جملة في موضع نصب خبر كان ؛ أو في موضع رفع الصفة ؛ ولا يجوز أن تكون هي فصلا ؛ لأنّ الاسم الأول نكرة.
والهاء في (بِهِ) تعود على الرّبو ، وهو الزّيادة.
٩٤ ـ (فَتَزِلَ) : هو جواب النهي.
٩٧ ـ (مِنْ ذَكَرٍ) : هو حال من الضمير في (عَمِلَ).
٩٨ ـ (فَإِذا قَرَأْتَ) : المعنى فإذا أردت القراءة ، وليس المعنى إذا فرغت من القراءة.
١٠٠ ـ (إِنَّما سُلْطانُهُ) : الهاء فيه تعود على الشيطان. والهاء في (بِهِ) تعود عليه أيضا. والمعنى الذين يشركون بسببه.
وقيل : الهاء عائدة على الله عزوجل.
١٠١ ـ (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ) : الجملة فاصلة بين إذا وجوابها ؛ فيجوز أن تكون حالا ، وألّا يكون لها موضع وهي مشدّدة.
١٠٢ ـ (وَهُدىً وَبُشْرى) : كلاهما في موضع نصب على المفعول له ، وهو عطف على قوله (لِيُثَبِّتَ) ؛ لأنّ تقدير الأول لأن يثبّت.
ويجوز أن يكونا في موضع رفع خبر مبتدأ ؛ أي وهو هدى ، والجملة حال من الهاء في (نَزَّلَهُ).
١٠٣ ـ (لِسانُ الَّذِي) : القراءة المشهورة إضافة (لِسانُ) إلى (الَّذِي) ، وخبره (أَعْجَمِيٌّ).
وقرئ في الشاذّ : اللسان الذي بالألف واللام ، والذي نعت. والوقف بكل حال على بشر.
١٠٦ ـ (مَنْ كَفَرَ) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هو بدل من قوله (الْكاذِبُونَ) ؛ أي وأولئك هم الكافرون. وقيل : هو بدل من أولئك.
وقيل : هو بدل من (الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ).
والثاني ـ هو مبتدأ ، والخبر فعليهم غضب من الله.
(إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ) : استثناء مقدّم.
وقيل : ليس بمقدم ، فهو كقول لبيد : ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل وقيل : «من» شرط ، وجوابها محذوف دلّ عليه قوله : (فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ).
و (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ) استثناء متّصل ؛ لأنّ الكفر يطلق على القول والاعتقاد.
وقيل : هو منقطع ؛ لأن الكفر اعتقاد ، والإكراه على القول دون الاعتقاد.
(مَنْ شَرَحَ) : مبتدأ. (فَعَلَيْهِمْ) : خبره.
١١٠ ـ (إِنَّ رَبَّكَ) : خبر إن : (لَغَفُورٌ رَحِيمٌ). وإنّ الثانية واسمها تكرير للتوكيد ، ومثله في هذه السورة : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ).
وقيل : لا خبر لأنّ الأولى في اللفظ ، لأنّ خبر الثانية أغنى عنه.
(مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا) : يقرأ على ما لم يسمّ فاعله ؛ أي فتنهم غيرهم بالكفر فأجابوا ؛ فإنّ الله عفا لهم عن ذلك ؛ أي رخص لهم فيه.
ويقرأ بفتح الفاء والتاء ؛ أي فتنوا أنفسهم ؛ أو فتنوا غيرهم ثم أسلموا.
١١١ ـ (يَوْمَ تَأْتِي) : يجوز أن يكون ظرفا لرحيم.
وأن يكون مفعولا به ؛ أي اذكر.
١١٢ ـ (قَرْيَةً) : مثل قوله : (مَثَلاً عَبْداً). (وَالْخَوْفِ) ـ بالجر : عطفا على الجوع ، وبالنصب عطفا على لباس.
وقيل : هو معطوف على موضع الجوع ؛ لأنّ التقدير : أن ألبسهم الجوع والخوف.
١١٦ ـ (أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) : يقرأ بفتح الكاف والباء وكسر الذال ، وهو منصوب بتصف. و «ما» مصدرية. وقيل : هي بمعنى الذي ، والعائد محذوف ، والكذب بدل منه.
وقيل : هو منصوب بإضمار أعني.
ويقرأ بضم الكاف والذال وفتح الباء ، وهو جمع كذاب بالتخفيف ، مثل كتاب وكتب. وهو مصدر. وهي في معنى القراءة الأولى.
ويقرأ كذلك إلا أنّه بضمّ الباء على النعت للألسنة ؛ وهو جمع كاذب أو كذوب.
ويقرأ بفتح الكاف وكسر الذال والباء ، على البدل من «ما» سواء جعلتها مصدرية أو بمعنى الذي.
١١٧ ـ (مَتاعٌ قَلِيلٌ) ؛ أي بقاؤهم متاع ، ونحو ذلك.
١٢١ ـ (اجْتَباهُ) : يجوز أن يكون حالا ، «وقد» معه مرادة ، وأن يكون خبرا ثانيا لإنّ. وأن يكون مستأنفا.
(لِأَنْعُمِهِ) : يجوز أن تتعلّق اللام ب (شاكِراً) ، وأن تتعلّق ب «اجتباه».
١٢٦ ـ (وَإِنْ عاقَبْتُمْ) : الجمهور على الألف والتخفيف فيهما.
ويقرأ بالتشديد من غير ألف فيهما : أي تتبّعتم.
(بِمِثْلِ ما) : الباء زائدة. وقيل ليست زائدة ، والتقدير : بسبب مماثل لما عوقبتم.
(لَهُوَ خَيْرٌ) : الضمير للصبر ؛ أو للعفو ؛ وقد دلّ على المصدرين الكلام المتقدم.
١٢٧ ـ (إِلَّا بِاللهِ) ؛ أي بعون الله ، أو بتوفيقه.
(عَلَيْهِمْ) ؛ أي على كفرهم. وقيل الضمير يرجع على الشهداء ؛ أي لا تحزن عليهم فقد فازوا.
(فِي ضَيْقٍ) : يقرأ بفتح الضاد ؛ وفيه وجهان :
أحدهما ـ هو مصدر ضاق ، مثل سار سيرا.
والثاني ـ هو مخفّف من الضيق ؛ أي في أمر ضيّق ، مثل سيّد وميّت.
ويقرأ بكسر الضاد ، وهى لغة في المصدر. والله أعلم.
(مِمَّا يَمْكُرُونَ) ؛ أي من أجل ما يمكرون.
سورة الإسراء
١ ـ قد تقدم الكلام على (سُبْحانَ) في قصة آدم عليهالسلام في البقرة.
و (لَيْلاً) : ظرف لأسرى ، وتنكيره يدلّ على قصر الوقت الذي كان الإسراء والرجوع فيه.
(حَوْلَهُ) : ظرف لباركنا. وقيل مفعول به ؛ أي طيّبنا ، أو نمينا.
(لِنُرِيَهُ) ـ بالنون ، لأن قبله إخبار عن المتكلم ؛ وبالياء ، لأنّ أول السورة على الغيبة ، وكذلك خاتمة الآية ؛ وقد بدأ في الآية بالغيبة ، وختم بها ، ثم رجع في وسطها إلى الإخبار عن النفس ؛ فقال : باركنا ، ومن آياتنا.
والهاء في «إنه» لله تعالى. وقيل للنبي صلىاللهعليهوسلم ؛ أي إنّه السميع لكلامنا البصير لذاتنا.
٢ ـ (أَلَّا تَتَّخِذُوا) : يقرأ بالياء على الغيبة ؛ والتقدير : جعلناه هدى لئلا يتّخذوا : أو آتينا موسى الكتاب لئلا يتّخذوا.
ويقرأ بالتاء على الخطاب ، وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها ـ أنّ «أن» بمعنى أي ، وهى مفسّرة لما تضمّنه الكتاب من الأمر والنهى.
والثاني ـ أن «أن» زائدة ؛ أي قلنا لا تتخذوا. والثالث ـ أن «لا» زائدة ، والتقدير : مخافة أن تتخذوا ؛ وقد رجع في هذا من الغيبة إلى الخطاب.
وتتخذوا هنا يتعدّى إلى مفعولين : أحدهما (وَكِيلاً) ؛ وفي الثاني وجهان :
أحدهما ـ (ذُرِّيَّةَ) ، والتقدير : لا تتخذوا ذرية من حملنا وكيلا ؛ أي ربّا أو مفوّضا إليه. و (مِنْ دُونِي) يجوز أن يكون حالا من وكيل ، أو معمولا له ، أو متعلقا بتتّخذوا.
والوجه الثاني ـ المفعول الثاني «من دوني». وفي ذرية على هذا ثلاثة أوجه :
أحدها : هو منادى.
والثاني : هو منصوب بإضمار أعنى.
والثالث : هو بدل من وكيل ، أو بدل من موسى عليهالسلام.
وقرئ شاذّا بالرفع على تقدير هو ذرية ، أو على البدل من الضمير في يتّخذوا على القراءة بالياء ، لأنهم غيّب.
٣ ـ و (مَنْ) : بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة.
٤ ـ (لَتُفْسِدُنَ) : يقرأ بضمّ التاء وكسر السين من أفسد ، والمفعول محذوف ؛ أي الأديان ، أو الخلق.
ويقرأ بضم التاء وفتح السين ؛ أي يفسدكم غيركم.
ويقرأ بفتح التاء وضمّ السين ؛ أي تفسد أموركم.
(مَرَّتَيْنِ) : مصدر ، والعامل فيه من غير لفظه.
٥ ـ (وَعْدُ أُولاهُما) ؛ أي موعود أولى المرتين ؛ أي ما وعدوا به في المرة الأولى.
(عِباداً لَنا) ـ بالألف ، وهو المشهور.
ويقرأ عبيدا ، وهو جمع قليل ، ولم يأت منه إلا ألفاظ يسيرة.
(فَجاسُوا) ـ بالجيم ، ويقرأ بالحاء ، والمعنى واحد.
و (خِلالَ) : ظرف له.
ويقرأ : خلل الديار ـ بغير ألف ، قيل : هو واحد ، والجمع خلال ، مثل جبل وجبال. (وَكانَ) : اسم كان ضمير المصدر ؛ أي وكان الجوس.
٦ ـ (الْكَرَّةَ) : هي مصدر في الأصل ، يقال : كركرّا وكرّة.
و (عَلَيْهِمْ) : يتعلق برددنا. وقيل : بالكرة ؛ لأنه يقال كرّ عليه. وقيل : هو من حال الكرة.
(نَفِيراً) : تمييز ؛ وهو فعيل بمعنى فاعل ؛ أي من ينفر معكم ، وهو اسم للجماعة.
وقيل : هو جمع نفر ، مثل عبد وعبيد.
٧ ـ (وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها) : قيل اللام بمعنى على ؛ كقوله : (وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ).
وقيل : هي على بابها ؛ وهو الصحيح ؛ لأنّ اللام للاختصاص ، والعامل مختصّ بجزاء عمله حسنه وسيّئه.
(وَعْدُ الْآخِرَةِ) : أي الكرّة الآخرة.
(لِيَسُوؤُا) : بالياء وضمير الجماعة ؛ أي ليسوؤوا العباد ، أو النفير.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه بغير واو ؛ أي ليسوء البعث ، أو المبعوث ، أو الله.
ويقرأ بالنون كذلك.
ويقرأ بضمّ الياء وكسر السين وياء بعدها وفتح الهمزة ؛ أي ليقبح وجوهكم.
(ما عَلَوْا) : منصوب ب (تَتْبِيراً) ؛ أي وليهلكوا علوّهم وما علوه. ويجوز أن يكون ظرفا.
٨ ـ (حَصِيراً) ؛ أي حاصرا ؛ ولم يؤنّثه ؛ لأنّ فعيلا هنا بمعنى فاعل.
وقيل التذكير على معنى الجنس.
وقيل : ذكّر لأنّ تأنيث جهنم غير حقيقي.
٩ ـ (أَنَّ لَهُمْ) ؛ أي بأنّ لهم.
١٠ ـ (وَأَنَّ الَّذِينَ) : معطوف عليه ؛ أي يبشّر المؤمنين بالأمرين.
١١ ـ (دُعاءَهُ) ؛ أي يدعو بالشر دعاء مثل دعائه بالخير ، والمصدر مضاف إلى الفاعل. والتقدير : يطلب الشرّ ؛ فالباء للحال ؛ ويجوز أن تكون بمعنى السبب.
١٢ ـ (آيَتَيْنِ) : قيل التقدير : ذوى آيتين ، ودل على ذلك قوله : (آيَةَ اللَّيْلِ) ، و (آيَةَ النَّهارِ).
وقيل : لا حذف فيه ؛ فالليل والنهار علامتان ، ولهما دلالة على شيء آخر ؛ فلذلك أضاف في موضع ، ووصف في موضع.
(وَكُلَّ شَيْءٍ) : منصوب بفعل محذوف ؛ لأنه معطوف على اسم قد عمل فيه الفعل ، ولولا ذلك لكان الأولى رفعه. ومثله : (وَكُلَّ إِنسانٍ).
١٣ ـ (وَنُخْرِجُ) : يقرأ بضم النون. ويقرأ بياء مضمومة ، وبياء مفتوحة وراء مضمومة. و (كِتاباً) : حال على هذا ؛ أي : ونخرج طائره ، أو عمله مكتوبا.
و (يَلْقاهُ) : صفة للكتاب ، و (مَنْشُوراً) : حال من الضمير المنصوب. ويجوز أن يكون نعتا للكتاب.
١٤ ـ (اقْرَأْ) ؛ أي يقال.
١٦ ـ (أَمَرْنا) : يقرأ بالقصر والتخفيف ؛ أي أمرناهم بالطاعة. وقيل : كثرنا نعمهم ؛ وهو في معنى القراءة بالمدّ.
ويقرأ بالتشديد والقصر ؛ أي جعلناهم أمراء.
وقيل : هو بمعنى الممدودة ؛ لأنه تارة يعدّى بالهمزة ، وتارة بالتضعيف ؛ واللازم منه : أمر القوم ؛ أي كثروا.
و «أمرنا» : جواب إذا. وقيل الجملة نصب نعتا لقرية ، والجواب محذوف.
١٧ ـ (وَكَمْ أَهْلَكْنا) : «كم» هنا : خبر في موضع نصب بأهلكنا.
(مِنَ الْقُرُونِ) : قد ذكر نظيره في قوله : (كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ).
١٨ ـ (مَنْ كانَ) : «من» مبتدأ ، وهي شرط. و (عَجَّلْنا) جوابه.
(لِمَنْ نُرِيدُ) : هو بدل من (لَهُ) بإعادة الجار.
(يَصْلاها) : حال من جهنم ، أو من الهاء في له. و (مَذْمُوماً) : حال من الفاعل في يصلى.
١٩ ـ (سَعْيَها) : يجوز أن يكون مفعولا به ؛ لأنّ المعنى عمل عملها. و «لها» : من أجلها. وأن يكون مصدرا.
٢٠ ـ (كُلًّا) : منصوب ب (نُمِدُّ) ، والتقدير كلّ فريق.
و (هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ) : بدل من كلّ. و «من» : متعلقة بنمدّ.
والعطاء : اسم للمعطى.
٢١ ـ (كَيْفَ) : منصوب ب (فَضَّلْنا) على الحال ، أو على الظرف.
٢٣ ـ (أَلَّا تَعْبُدُوا) : يجوز أن تكون «أن» بمعنى أي ؛ وهي مفسّرة لمعنى : قضى ، و «لا» نهي.
ويجوز أن تكون في موضع نصب ؛ أي ألزم ربّك عبادته ، ولا زائدة.
ويجوز أن يكون (قَضى) بمعنى أمر ، ويكون التقدير : بأن لا تعبدوا.
(وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) : قد ذكر في البقرة.
(إِمَّا يَبْلُغَنَ) : إن شرطية ، وما زائدة للتوكيد ، و (يَبْلُغَنَ) هو فعل الشرط ، والجزاء (فَلا تَقُلْ).
ويقرأ «يبلغان» ، والألف فاعل.
و (أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما) : بدل منه. وقال أبو علي : هو توكيد.
ويجوز أن يكون أحدهما مرفوعا بفعل محذوف ؛ أي إن بلغ أحدهما أو كلاهما ؛ وفائدته التوكيد أيضا.
ويجوز أن تكون الألف حرفا للتثنية والفاعل أحدهما.
(أُفٍ) : اسم للفعل ، ومعناه التضجّر والكراهية. والمعنى : لا تقل لهما : كفّا ، أو اتركا.
وقيل : هو اسم للجملة الخبرية ؛ أي كرهت ، أو ضجرت من مداراتكما.
فمن كسر بناء على الأصل ، ومن فتح طلب التخفيف ، مثل رب ، ومن ضمّ اتبع ، ومن نون أراد التنكير ، ومن لم ينوّن أراد التعريف ، ومن خفّف الفاء حذف أحد المثلين تخفيفا.
٢٤ ـ (جَناحَ الذُّلِ) : بالضم ؛ ـ وهو ضدّ العز ، وبالكسر ـ وهو الانقياد ـ ضد الصعوبة.
(مِنَ الرَّحْمَةِ) : أي من أجل رفقك بهما ، فمن متعلقة بأخفض. ويجوز أن تكون حالا من جناح.
(كَما) : نعت لمصدر محذوف ؛ أي رحمة مثل رحمتهما.
٢٨ ـ (ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ) : مفعول له ، أو مصدر في موضع الحال.
(تَرْجُوها) : يجوز أن يكون وصفا للرحمة ، وأن يكون حالا من الفاعل.
و (مِنْ رَبِّكَ) : يتعلق بترجوها ؛ ويجوز أن يكون صفة لرحمة.
٢٩ ـ (كُلَّ الْبَسْطِ) : منصوبة على المصدر ؛ لأنها مضافة إليه.
٣١ ـ (خِطْأً) : يقرأ بكسر الخاء وسكون الطاء والهمزة ، وهو مصدر خطئ ، مثل علم علما.
وبكسر الخاء وفتح الطاء من غير همز ؛ وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها ـ مصدر ، مثل شبع شبعا ، إلا أنه أبدل الهمزة ألفا في المصدر وياء في الفعل لانكسار ما قبلها.
والثاني ـ أن يكون القى حركة الهمزة على الطاء فانفتحت ، وحذف الهمزة.
والثالث ـ أن يكون خفّف الهمزة بأن قلبها الفا على غير القياس فانفتحت الطاء.
ويقرأ كذلك إلا أنه بالهمز مثل عنب. ويقرأ بالفتح والهمز مثل «نصب» ، وهو كثير. ويقرأ بالكسر ، والمد مثل قام قياما.
الزّنا : الأكثر القصر ، والمدّ لغة. وقد قرئ به.
وقيل : هو مصدر زانى ، مثل قاتل قتالا ، لأنه يقع من اثنين.
٣٣ ـ (فَلا يُسْرِفْ) : الجمهور على التسكين ، لأنه نهي.
وقرئ بضم الفاء على الخبر ، ومعناه النهي.
ويقرأ بالياء ، والفاعل ضمير الولي. وبالتاء : أي لا تسرف أيها المقتصّ ، أو المبتدئ بالقتل ؛ أي لا تسرف بتعاطي القتل.
وقيل : التقدير : يقال له لا تسرف.
(إِنَّهُ) : في الهاء ستة أوجه :
أحدها ـ هي راجعة إلى الولي.
والثاني ـ إلى المقتول.
والثالث ـ إلى الدم.
والرابع ـ إلى القتل.
والخامس ـ إلى الحق.
والسادس ـ إلى القاتل ؛ أي إذا قتل سقط عنه عقاب القتل في الآخرة.
٣٤ ـ (إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً) : فيه وجهان :
أحدهما ـ تقديره : إن ذا العهد ؛ أي كان مسؤولا عن الوفاء بعهده.
والثاني ـ أنّ الضمير راجع إلى العهد ، ونسب السؤال إليه مجازا ، كقوله تعالى : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ).
٣٥ ـ (بِالْقِسْطاسِ) : يقرأ بضم القاف وكسرها ؛ وهما لغتان.
و (تَأْوِيلاً) : بمعنى مآلا.
٣٦ ـ (وَلا تَقْفُ) : الماضي منه قفا إذا تتبع.
ويقرأ بضمّ القاف وإسكان الفاء مثل تقم ؛ وماضيه قاف يقوف ، إذا تتبع أيضا. (كُلُ) : مبتدأ ، و (أُولئِكَ) : إشارة إلى السمع والبصر والفؤاد ، وأشير إليها بأولئك ؛ وهي في الأكثر لمن يعقل ؛ لأنه جمع ذا ، وذا لمن يعقل ، ولما لا يعقل ؛ وجاء في الشعر : بعد أولئك الأيّام وكان وما عملت فيه الخبر ، واسم كان يرجع إلى كل ، والهاء في (عَنْهُ) ترجع إلى كل أيضا ، وعن يتعلق بمسؤول. والضمير في مسؤول لكلّ أيضا ؛ والمعنى : إن السمع يسأل عن نفسه على المجاز.
ويجوز أن يكون الضمير في (كانَ) لصاحب هذه الجوارح لدلالتها عليه.
وقال الزمخشري : يكون «عنه» في موضع رفع بمسؤول ؛ كقوله : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) ؛ وهذا غلط ؛ لأنّ الجارّ والمجرور يقام مقام الفاعل إذا تقدم الفعل ، أو ما يقوم مقامه. وأما إذا تأخّر فلا يصحّ ذلك فيه ؛ لأن الاسم إذا تقدّم على الفعل صار مبتدأ ، وحرف الجر إذا كان لازما يكون مبتدأ. ونظيره قولك : بزيد انطلق.
ويدلّك على ذلك انك لو ثنّيت لم تقل بالزيدين انطلقا ، ولكن تصحيح المسألة أن تجعل الضمير في مسؤول للمصدر ؛ فيكون عنه في موضع نصب ، كما تقدر في قولك : بزيد انطلق.
٣٧ ـ (مَرَحاً) ـ بكسر الراء : حال ، وبفتحها مصدر في موضع الحال ، أو مفعول له.
(تَخْرِقَ) بكسر الراء وضمّها ، لغتان.
(طُولاً) : مصدر في موضع الحال من الفاعل أو المفعول.
ويجوز أن يكون تمييزا ، ومفعولا له ، ومصدرا من معنى «تبلغ».
٣٨ ـ (سَيِّئُهُ) : يقرأ بالتأنيث والنصب ؛ أي كلّ ما ذكر من المناهي ؛ وذكّر (مَكْرُوهاً) على لفظ كل ؛ أو لأن التأنيث غير حقيقي.
ويقرأ بالرفع والإضافة ؛ أي شيء ما ذكر.
٣٩ ـ (مِنَ الْحِكْمَةِ) : يجوز أن يكون متعلقا بأوحى ؛ وأن يكون حالا من العائد المحذوف ؛ وأن يكون بدلا من «ما أوحى».
٤٠ ـ (أَفَأَصْفاكُمْ) : الألف مبدلة من واو ، لأنه من الصّفوة.
(إِناثاً) : مفعول أول لاتخذ. والثاني محذوف ؛ أي أولادا.
ويجوز أن يكون اتخذ متعديا إلى واحد ، مثل : (وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً).
ومن الملائكة : يجوز أن يكون حالا ؛ وأن يتعلق باتخذ.
٤١ ـ (وَلَقَدْ صَرَّفْنا) : المفعول محذوف ، تقديره صرفنا المواعظ ونحوها.
٤٢ ـ (كَما يَقُولُونَ) : الكاف في موضع نصب ؛ أي كونا كقولهم.
٤٣ ـ (عُلُوًّا) : في موضع تعاليا ؛ لأنه مصدر قوله : (تَعالى) ؛ ويجوز أن يقع مصدر موقع آخر من معناه.
٤٥ ـ (مَسْتُوراً) : أي محجوبا بحجاب آخر فوقه.
وقيل : هو مستور بمعنى ساتر.
٤٦ ـ (أَنْ يَفْقَهُوهُ) ؛ أي مخافة أن يفقهوه ، أو كراهة.
(نُفُوراً) : جمع نافر ؛ ويجوز أن يكون مصدرا كالقعود ؛ فإن شئت جعلته حالا ، وإن شئت جعلته مصدرا لولّوا ، لأنه بمعنى نفروا.
٤٧ ـ (يَسْتَمِعُونَ بِهِ) : قيل الباء بمعنى اللام.
وقيل : هي على بابها ؛ أي يستمعون بقلوبهم ، أم بظاهر أسماعهم : (وَإِذْ) : ظرف ليستمعون الأولى.
والنّجوى : مصدر ؛ أي ذو نجوى.
ويجوز أن يكون جمع نجّي ، كقتيل وقتلى.
(إِذْ يَقُولُ) : بدل من «إذ» الأولى. وقيل التقدير : اذكر إذ يقول. والتاء في الرفات أصل. والعامل في «إذ» ما دلّ عليه مبعوثون ، لا نفس «مبعوثون» ؛ لأنّ ما بعد «أن» لا يعمل فيما قبلها.
٤٩ ـ و (خَلْقاً) : حال ، وهو بمعنى مخلوق.
ويجوز أن يكون مصدرا ؛ أي بعثنا بعثا جديدا.
٥١ ـ (قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ) ؛ أي يعيدكم الذي فطركم ؛ وهو كناية عن الإحياء ، وقد دلّ عليه يعيدكم.
و (أَنْ يَكُونَ) : في موضع نصب بعسى ، واسمها مضمر فيها ، ويجوز أن يكون في موضع رفع بعسى ، ولا ضمير فيها.
٥٢ ـ (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ) : هو ظرف ليكون ؛ ولا يجوز أن يكون ظرفا لاسم كان ، وإن كان ضمير المصدر ؛ لأنّ الضمير لا يعمل.
ويجوز أن يكون ظرفا للبعث ، وقد دلّ عليه معنى الكلام.
ويجوز أن يكون التقدير : اذكر يوم يدعوكم.
(بِحَمْدِهِ) : في موضع الحال ؛ أي فتستجيبون حامدين. ويجوز أن تتعلّق الباء بيدعوكم.
(وَتَظُنُّونَ) ؛ أي وأنتم تظنّون ، فالجملة حال.
٥٣ ـ (يَقُولُوا) : قد ذكر في إبراهيم.
(يَنْزَغُ) : يقرأ بفتح الزاي وكسرها ؛ وهما لغتان.
٥٥ ـ (زَبُوراً) : يقرأ بالفتح والضم ، وقد ذكر في النساء ؛ وفيه وجهان :
أحدهما ـ أنه علم ؛ يقال : زبور ، والزبور ، كما يقاس عباس والعباس.
والثاني ـ هو نكرة ؛ أي كتابا من جملة الكتب.
٥٧ ـ (أَيُّهُمْ) : مبتدأ ، و (أَقْرَبُ) خبره ، وهو استفهام ؛ والجملة في موضع نصب بيدعون.
ويجوز أن يكون أيهم بمعنى الذي ، وهو بدل من الضمير في يدعون ، والتقدير : الذي هو أقرب ، وفيها كلام طويل يذكر في مريم.
٥٩ ـ (أَنْ نُرْسِلَ) : أي من أن نرسل ، فهي في موضع نصب ، أو جر على الخلاف بين الخليل وسيبويه ، وقد ذكرت نظائره.
(أَنْ كَذَّبَ) : في موضع رفع فاعل (مَنَعَنا) ؛ وفيه حذف مضاف ، تقديره : إلا إهلاك التكذيب ؛ وكانت عادة الله إهلاك من كذّب بالآيات الظاهرة ، ولم يرد إهلاك مشركي قريش لعلمه بإيمان بعضهم وإيمان من يولد منهم.
(مُبْصِرَةً) : أي ذات إبصار ؛ أي يستبصر بها.
وقيل : مبصرة : دالة ؛ كما يقال للدليل مرشد.
ويقرأ بفتح الميم والصاد ؛ أي تبصرة.
(تَخْوِيفاً) : مفعول له ، أو مصدر في موضع الحال.
٦٠ ـ (وَإِذْ قُلْنا) ؛ أي اذكر.
(وَالشَّجَرَةَ) : معطوف على الرؤيا ؛ والتقدير : وما جعلنا الشجرة إلا فتنة.
وقرئ شاذا بالرفع ، والخبر محذوف ؛ أي فتنة ، ويجوز أن يكون الخبر (فِي الْقُرْآنِ).
٦١ ـ (طِيناً) : هو حال من «من» ، أو من العائد المحذوف ؛ فعلى الأول يكون العامل فيه اسجد ، وعلى الثاني «خلقت».
وقيل التقدير : من طين ؛ فلما حذف الحرف نصب.
٦٢ ـ (هذَا) : هو منصوب بأرأيت.
و (الَّذِي) : نعت له ، والمفعول الثاني محذوف ، تقديره : تفضيله أو تكريمه ؛ وقد ذكر الكلام في (أَرَأَيْتَكَ) في الأنعام.
٦٣ ـ (جَزاءً) : مصدر ؛ أي تجزون جزاء.
وقيل : هو حال موطّئه. وقيل : هو تمييز.
٦٤ ـ (مَنِ اسْتَطَعْتَ) : «من» استفهام في موضع نصب باستطعت ؛ أي من استطعت منهم استفزازه. ويجوز أن تكون بمعنى الذي.
(وَرَجِلِكَ) : يقرأ بسكون الجيم ، وهم الرجّالة. ويقرأ بكسرها ، وهو فعل من رجل يرجل ، إذا صار راجلا. ويقرأ «ورجالك» ؛ أي بفرسانك ورجالك.
(وَما يَعِدُهُمُ) : رجوع من الخطاب إلى الغيبة.
٦٦ ـ (رَبُّكُمُ) : مبتدأ ، و (الَّذِي) وصلته الخبر.
وقيل : هو صفة لقوله : (الَّذِي فَطَرَكُمْ) ، أو بدل منه ؛ وذلك جائز وإن تباعد ما بينهما.
٦٧ ـ (إِلَّا إِيَّاهُ) : استثناء منقطع. وقيل : هو متصل خارج على أصل الباب.
٦٨ ـ (أَنْ يَخْسِفَ) : يقرأ بالنون والياء ، وكذلك نرسل ونعيدكم ونغرقكم.
(بِكُمْ) : حال من (جانِبَ الْبَرِّ) ؛ أي نخسف جانب البر وأنتم.
وقيل : الباء متعلقة بنخسف ؛ أي بسببكم.
٦٩ ـ (بِهِ تَبِيعاً) : يجوز أن تتعلق الباء بتبيع ، وبتجدوا ، وأن تكون حالا من تبيع.
٧١ ـ (يَوْمَ نَدْعُوا) : فيه أوجه :
أحدها ـ هو ظرف لما دلّ عليه قوله : (وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) ، تقديره : لا يظلمون يوم ندعو.
والثاني ـ أنه ظرف لما دلّ عليه قوله : (مَتى هُوَ)؟
والثالث ـ هو ظرف لقوله : (فَتَسْتَجِيبُونَ).
والرابع ـ هو بدل من (يَدْعُوكُمْ).
والخامس ـ هو مفعول ؛ أي اذكروا يوم ندعو.
وقرأ الحسن بياء مضمومة وواو بعد العين ، ورفع كلّ ؛ وفيه وجهان :
أحدهما ـ أنه أراد يدعى ، ففخّم الألف فقلبها واوا.
والثاني ـ أنه يدعون ، وحذف النون. و (كُلَّ) بدل من الضمير.
(بِإِمامِهِمْ) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هو متعلّق بندعو ؛ أي نقول يا أتباع موسى ، ويا أتباع محمد عليهالسلام. أو يا أهل الكتاب ، يا أهل القرآن.
والثاني ـ هي حال تقديره ؛ مختلطين بنبيهم ، أو مؤاخذين.
٧٢ ـ (أَعْمى) : الأولى بمعنى فاعل. وفي الثانية وجهان :
أحدهما ـ كذلك ؛ أي من كان في الدنيا عميّا عن حجته ، فهو في الآخرة كذلك.
والثاني ـ هي أفعل التي تقتضي «من» ، ولذلك قال : (وَأَضَلُّ) ، وأمال أبو عمرو الأولى دون الثانية ؛ لأنه رأى أنّ الثانية تقتضي «من» ، فكأن الألف وسط الكلمة تمثّل أعمالهم.
٧٤ ـ (تَرْكَنُ) : بفتح الكاف ، وماضيه بكسرها.
وقال بعضهم : هي مفتوحة في الماضي والمستقبل ، وذلك من تداخل اللغتين : إن من العرب من يقول : ركن يركن ، ومنهم من يقول : ركن يركن ـ فيفتح الماضي ويضم المستقبل ، فسمع من لغته فتح الماضي فتح المستقبل ممن هو لغته ، أو بالعكس فجمع بينهما ؛ وإنما دعا قائل هذا إلى اعتقاده أنه لم يجئ عنهم فعل يفعل بفتح العين فيهما في غير حروف الحلق إلا أبى يأبى ؛ وقد قرئ بضم الكاف.
٧٦ ـ (لا يَلْبَثُونَ) : المشهور فتح الياء والتخفيف وإثبات النون على إلغاء إذن ؛ لأنّ الواو العاطفة تصيّر الجملة مختلطة بما قبلها ؛ فيكون «إذن» حشوا.
ويقرأ بضم الياء والتشديد ، على مالم يسم فاعله.
وفي بعض المصاحف بغير نون على إعمال إذن ، ولا يكترث بالواو ؛ فإنها قد تأتى مستأنفة.
(خِلافَكَ) ، وخلفك : لغتان بمعنى. وقد قرئ بهما.
(إِلَّا قَلِيلاً) : أي زمنا قليلا.
٧٧ ـ (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا) : هو منصوب على المصدر ؛ أي سننّا بك سنة من تقدّم من الأنبياء صلوات الله عليهم.
ويجوز أن تكون مفعولا به ؛ أي اتّبع سنّة من قد أرسلنا ، كما قال تعالى : (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ).
٧٨ ـ (إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) : حال من الصلاة ؛ أي ممدودة.
ويجوز أن تتعلّق بأقم ؛ فهي لانتهاء غاية الإقامة.
(وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هو معطوف على الصلاة ؛ أي وأقم صلاة الفجر. والثاني ـ هو على الإغراء ؛ أي عليك قرآن الفجر ، أو الزم.
٧٩ ـ (نافِلَةً لَكَ) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هو مصدر بمعنى تهجدا ؛ أي تنفّل نفلا ، وفاعله هنا مصدر كالعافية.
والثاني ـ هو حال ؛ أي صلاة نافلة.
(مَقاماً) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هو حال ، تقديره : ذا مقام.
الثاني ـ أن يكون مصدرا ، تقديره : أن يبعثك فتقوم.
٨٢ ـ (مِنَ الْقُرْآنِ) : «من» لبيان الجنس ؛ أي كلّه هدى من الضلال.
وقيل : هي للتبعيض ؛ أي منه ما يشفى من المرض. وأجاز الكسائي ؛ (وَرَحْمَةٌ) ـ بالنصب ، عطفا على «ما».
٨٣ ـ (وَنَأى) : يقرأ بألف بعد الهمزة ؛ أي بعد عن الطاعة.
ويقرأ بهمزة بعد الألف ، وفيه وجهان :
أحدهما ـ هو مقلوب نأى.
والثاني ـ هو بمعنى نهض ؛ أي ارتفع عن قبول الطاعة ، أو نهض في المعصية والكبر.
٨٤ ـ (أَهْدى سَبِيلاً) : يجوز أن يكون أفعل من : هدى غيره. وأن يكون من اهتدى ، على حذف الزوائد ، أو من هدى بمعنى اهتدى ؛ فيكون لازما.
٨٥ ـ (مِنَ الْعِلْمِ) : متعلق بأوتيتم ، ولا يكون حالا من قليل ؛ لأن فيه تقديم المعمول على «إلا».
٨٧ ـ (إِلَّا رَحْمَةً) : هو مفعول له ، والتقدير : حفظناه عليك للرحمة.
ويجوز أن يكون مصدرا ؛ تقديره : لكن رحمناك رحمة.
٨٨ ـ (لا يَأْتُونَ) : ليس بجواب الشرط ؛ لكن جواب قسم محذوف دلّ عليه اللام الموطّئة في قوله : (لَئِنِ اجْتَمَعَتِ).
وقيل : هو جواب الشرط ، ولم يجزمه لأنّ فعل الشرط ماض.
٩٠ ـ (حَتَّى تَفْجُرَ) : يقرأ بالتشديد على التكثير. وبفتح التاء وضمّ الجيم والتخفيف.