التبيان في إعراب القرآن

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]

التبيان في إعراب القرآن

المؤلف:

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: بيت الأفكار الدوليّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٧

٢٨ ـ (لا تُبْقِي) : يجوز أن يكون حالا من (سَقَرَ) ، والعامل فيها معنى التعظيم ، وأن يكون مستأنفا ؛ أي هي لا تبقي.

٢٩ ـ و (لَوَّاحَةٌ) ـ بالرفع ؛ أي هي لوّاحة.

وبالنصب مثل لا تبقي ، أو حال من الضمير في أي الفعلين شئت.

٣١ ـ (جُنُودَ رَبِّكَ) : هو مفعول يلزم تقديمه ليعود الضمير إلى مذكور.

٣٣ ـ و (أَدْبَرَ) ، ودبر ، لغتان.

ويقرأ إذ ، وإذا.

٣٦ ـ (نَذِيراً) : في نصبه أوجه :

أحدها ـ هو حال من الفاعل في قم ، في أول السورة.

والثاني ـ من الضمير في «فانذر» ـ حال مؤكدة.

والثالث ـ هو حال من الضمير في «إحدى».

والرابع ـ هو حال من نفس إحدى.

والخامس ـ حال من الكبر ، أو من الضمير فيها.

والسادس ـ حال من اسم إنّ.

والسابع ـ أنّ نذيرا في معنى إنذار ؛ أي فأنذر إنذارا ؛ أو إنها لإحدى الكبر لإنذار البشر.

وفي هذه الأقوال ما لا نرتضيه ولكن حكيناها.

والمختار أن يكون حالا ممّا دلّت عليه الجملة ، تقديره :

عظمت عليه نذيرا.

٣٧ ـ (لِمَنْ شاءَ) : هو بدل بإعادة الجار.

٤٠ ـ (فِي جَنَّاتٍ) : يجوز أن يكون حالا من أصحاب اليمين ، وأن يكون حالا من الضمير في (يَتَساءَلُونَ).

٤٣ ـ (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) : هذه الجملة سدّت مسدّ الفاعل ، وهو جواب ما سلككم.

٤٩ ـ و (مُعْرِضِينَ) : حال من الضمير في الجار.

٥٠ ـ و (كَأَنَّهُمْ) : حال هي بدل من «معرضين» ، أو من الضمير فيه.

و (مُسْتَنْفِرَةٌ) ـ بالكسر : نافرة ، وبالفتح منفّرة.

٥١ ـ (فَرَّتْ) : حال ، و «قد» معها مقدّرة ، أو خبر آخر.

٥٢ ـ و (مُنَشَّرَةً) ـ بالتشديد على التكثير ، وبالتخفيف وسكون النون من أنشرت ، إما بمعنى أمر بنشرها ومكّن منه ؛ مثل ألحمتك عرض فلان ؛ أو بمعنى منشورة ، مثل أحمدت الرجل ؛ أو بمعنى أنشر الله الميت ؛ أي أحياء ؛ فكأنه أحيا ما فيها بذكره.

٥٤ ـ والهاء في (إِنَّهُ) للقرآن ، أو للوعيد.

٥٦ ـ (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) ؛ أي إلا وقت مشيئة الله عزوجل.

سورة القيامة

١ ـ في (لا) وجهان :

أحدهما ـ هي زائدة ، كما زيدت في قوله تعالى : (لِئَلَّا يَعْلَمَ).

والثاني ـ ليست زائدة ، وفي المعنى وجهان :

أحدهما ـ هي نفي للقسم بها كما نفى القسم بالنفس.

والثاني ـ أن «لا» ردّ لكلام مقدّر ؛ لأنهم قالوا : أنت مفتر على الله في قولك : نبعث ؛ فقال : لا ، ثم ابتداء ؛ فقال أقسم ، وهذا كثير في الشعر ، فإنّ واو العطف تأتي في مبادئ القصائد كثيرا ، يقدر هناك كلام يعطف عليه.

وقرئ : «لأقسم». وفي الكلام وجهان :

أحدهما ـ هي لام التوكيد دخلت على الفعل المضارع ؛ كقوله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ) ، وليست لام القسم.

والثاني ـ هي لام القسم ، ولم تصحبها النون اعتمادا على المعنى ؛ ولأنّ خبر الله صدق ؛ فجاز أن يأتي من غير توكيد.

وقيل : شبهت الجملة الفعلية بالجملة الاسمية ؛ كقوله تعالى : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ ...).

٤ ـ (قادِرِينَ) ؛ أي بل نجمعها ؛ فقادرين حال من الفاعل.

٣٨١

٥ ـ و (أَمامَهُ) : ظرف ؛ أي ليكفر فيما يستقبل.

٦ ـ و (يَسْئَلُ) : تفسير ليفجر.

١٢ ـ (إِلى رَبِّكَ) : هو خبر (الْمُسْتَقَرُّ). ويومئذ : منصوب بفعل دلّ عليه «المستقر» ؛ ولا يعمل فيه المستقر ؛ لأنه مصدر بمعنى الاستقرار ؛ والمعنى : إليه المرجع.

١٤ ـ (بَلِ الْإِنْسانُ) : هو مبتدأ و (بَصِيرَةٌ) : خبره و (عَلى) يتعلّق بالخبر. وفي التأنيث وجهان :

أحدهما ـ هي داخلة للمبالغة ؛ أي بصير على نفسه.

والثاني ـ هو على المعنى ؛ أي هو حجّة بصيرة على نفسه ؛ ونسب الإبصار إلى الحجة لما ذكر في بني إسرائيل.

وقيل : بصيرة هنا مصدر ، والتقدير : ذو بصيرة ؛ ولا يصحّ ذلك إلا على التبيين.

٢٢ ـ (وُجُوهٌ) : هو مبتدأ ، و (ناضِرَةٌ) : خبره ، وجاز الابتداء بالنكرة لحصول الفائدة.

و (يَوْمَئِذٍ) : ظرف للخبر.

ويجوز أن يكون الخبر محذوفا ؛ أي ثمّ وجوه.

وناضرة : صفة.

وأمّا «إلى» فتتعلّق ب (ناظِرَةٌ) الأخيرة.

وقال بعض غلاة المعتزلة : «إلى» هاهنا : اسم بمعنى النعمة ؛ أي منتظرة نعمة ربها ، والمراد أصحاب الوجوه.

٢٦ ـ (إِذا بَلَغَتِ) : العامل في «إذا» معنى : (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) ؛ اي إذا بلغت الحلقوم رفعت إلى الله تعالى.

و (التَّراقِيَ) : جمع ترقوة ، وهي فعلوة ، وليست بتفعلة ؛ إذ ليس في الكلام ترق.

٢٧ ـ و (مَنْ) : مبتدأ و (راقٍ) : خبره ؛ أي من يرقيها ليبرئها.

وقيل : من يرفعها إلى الله عزوجل ؛ أملائكة الرحمة ، أم ملائكة العذاب؟

٣١ ـ (فَلا صَدَّقَ) : «لا» بمعنى ما.

٣٣ ـ و (يَتَمَطَّى) : فيه وجهان :

أحدهما ـ الألف مبدلة من طاء ، والأصل يتمطّط ؛ أي يتمدّد في مشيه كبرا.

والثاني ـ هو بدل من واو ؛ والمعنى يمد مطاه ؛ اي ظهره.

٣٤ ـ (أَوْلى لَكَ) : وزن اولى فيه قولان :

أحدهما ـ فعلى ، والألف للإلحاق ، لا للتأنيث.

والثاني ـ هو افعل ، وهو على القولين هنا علم ؛ فلذلك لم ينوّن ، ويدلّ عليه ما حكي عن أبي زيد في النوادر : هي أولات ـ بالتاء غير مصروف ، فعلى هذا يكون اولى مبتدأ ، ولك الخبر.

والقول الثاني : أنه اسم للفعل مبني ، ومعناه وليك شر بعد شر ؛ و «لك» تبيين.

٣٦ ـ و (سُدىً) : حال ، والفه مبدلة من واو.

٣٧ ـ و (يُمْنى) ـ بالياء على أنّ الضمير للمنيّ ؛ فيكون في موضع جر. ويجوز أن يكون للنّطفة ؛ لأن التأنيث غير حقيقي. والنّطفة بمعنى الماء ، فيكون في موضع نصب ، كالقراءة بالتاء.

٣٩ ـ و (الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) : بدل من الزّوجين.

٤٠ ـ و (يُحْيِيَ) : بالإظهار لا غير ؛ لأنّ الياء لو أدغمت للزم الجمع بين ساكنين لفظا وتقديرا. والله أعلم.

سورة الإنسان

في «هل» وجهان :

أحدهما ـ هي بمعنى «قد».

والثاني ـ هي استفهام على بابها ، والاستفهام هنا للتقرير ، او التوبيخ.

١ ـ و (لَمْ يَكُنْ شَيْئاً) : حال من الإنسان.

٢ ـ و (أَمْشاجٍ) : بدل ، او صفة ، وهو جمع مشيج. وجاز وصف الواحد بالجمع هنا ؛ لأنه كان في الأصل متفرّقا ثم جمع ، أي نطفة اخلاط.

و (نَبْتَلِيهِ) : حال من الإنسان ؛ أو من ضمير الفاعل.

٣ ـ (إِمَّا شاكِراً) : «إمّا» هاهنا لتفصيل الأحوال ، وشاكرا ، وكفورا : حالان ؛ أي يناله في كلتا حالتيه.

٤ ـ (سَلاسِلَ) : القراءة بترك التنوين ، ونونّه قوم أخرجوه على الأصل ، وقرّب ذلك عندهم شيئان :

أحدهما ـ إتباعه ما بعده.

والثاني ـ أنهم وجدوا في الشعر مثل ذلك منوّنا في الواصل ، وأنّ هذا الجمع قد جمع كقول الراجز : قد جرت الطّير أيامنينا

٥ ـ (مِنْ كَأْسٍ) : المفعول محذوف ؛ أي خمرا ، أو ماء من كأس. وقيل : «من زائدة».

و (كانَ مِزاجُها) : نعت لكأس.

٦ ـ وأمّا (عَيْناً) ففي نصبها أوجه :

أحدها ـ هو بدل من موضع من كأس.

والثاني ـ من كافور ؛ أي ماء عين ، أو خمر عين.

والثالث ـ بفعل محذوف ؛ أي اعني.

والرابع ـ تقديره : اعطوا عينا.

والخامس ـ يشربون عينا ؛ وقد فسّره ما بعده.

٦ ـ (يَشْرَبُ بِها) : قيل الباء زائدة. وقيل : هي بمعنى «من». وقيل : هو حال ؛ أي يشرب ممزوجا بها.

والاولى أن يكون محمولا على المعنى ؛ والمعنى يلتذّ بها.

و (يُفَجِّرُونَها) : حال.

٧ ـ (يُوفُونَ) : هو مستأنف البتّة.

٣٨٢

١٣ ـ (مُتَّكِئِينَ فِيها) : يجوز أن يكون حالا من المفعول في «جزاهم» ، وأن يكون صفة لجنة.

و (لا يَرَوْنَ) : يجوز أن يكون حالا من الضمير المرفوع في «متّكئين» ، وأن يكون حالا أخرى ، وأن يكون صفة لجنة.

١٤ ـ وأما (وَدانِيَةً) ففيه أوجه :

أحدها ـ أن يكون معطوفا على (لا يَرَوْنَ) ، أو على «متّكئين» ؛ فيكون فيه من الوجوه ما في المعطوف عليه.

والثاني ـ أن يكون صفة لمحذوف ، تقديره : وجنّة دانية.

وقرئ : ودانية ـ بالرفع ـ على أنه خبر ، والمبتدأ (ظِلالُها).

وحكي بالجرّ ؛ أي في جنة دانية ؛ وهو ضعيف ؛ لأنه عطف على المجرور من غير إعادة الجار.

وأما (ظِلالُها) فمبتدأ ، وعليم الخبر على قول من نصب دانية أو جرّه ؛ لأنّ دنا يتعدّى بإلى ؛ ويجوز أن يرتفع بدانية ؛ لأنّ دنا وأشرف بمعنى.

وأما (وَذُلِّلَتْ) فيجوز أن يكون حالا ؛ أي وقد ذللت ، وأن يكون مستأنفا.

١٥ ، ١٦ ـ (قَوارِيرَا. قَوارِيرَا) : يقرآن بالتنوين وبغير التنوين. وقد ذكر ، والأكثرون يقفون على الأول بالألف ؛ لأنه رأس آية.

وفي نصبه وجهان :

أحدهما ـ هو خبر كان.

والثاني ـ حال ؛ وكان تامة : أي كونت ؛ وحسن التكرير لما اتصل به من بيان أصلها ، ولولا التكرير لم يحسن أن يكون الأول رأس آية لشدة اتصال الصفة بالموصوف.

و (قَدَّرُوها) : يجوز أن يكون نعتا لقوارير ، وأن يكون مستأنفا.

١٨ ـ و (عَيْناً) : فيها من الوجوه ما تقدم في الأولى.

وال (سَلْسَبِيلاً) : كلمة واحدة ، ووزنها فعلليل مثل دردبيس.

٢١ ـ (عالِيَهُمْ) : فيه قولان :

أحدهما ـ هو فاعل ، وانتصب على الحال من المجرور في «عليهم».

و (ثِيابُ سُندُسٍ) : مرفوع به ؛ أي يطوف عليهم في حال علوّ السندس ؛ ولو يؤنّث «عاليا» ؛ لأن تأنيث الثياب غير حقيقي.

والقول الثاني ـ هو ظرف ؛ لأنّ عاليهم جلودهم ، وفي هذا القول ضعف. ويقرأ بسكون الياء ؛ إمّا على تخفيف المفتوح المنقوص ، أو على الابتداء والخبر.

ويقرأ «عاليتهم» ـ بالتاء ؛ وهو ظاهر.

و (خُضْرٌ) ـ بالجر : صفة لسندس ، وبالرفع لثياب.

(وَإِسْتَبْرَقٌ) ـ بالجر عطفا على سندس ، وبالرفع على ثياب.

٢٤ ـ (أَوْ كَفُوراً) : «أو» هنا على بابها عند سيبويه ، وتفيد في النهي المنع من الجميع ؛ لأنك إذا قلت في الإباحة جالس الحسن أو ابن سيرين كان التقدير : جالس أحدهما ، فإذا نهى قال : لا تكلّم زيدا أو عمرا ؛ فالتقدير : لا تكلّم أحدهما ، فأيهما كلّمه كان أحدهما ، فيكون ممنوعا منه ؛ فكذلك في الآية ، ويؤول المنع إلى تقدير : فلا تطع منهما آثما ولا كفورا.

٣٠ ـ (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) ؛ أي إلا وقت مشيئة الله ، أو إلا في حال مشيئة الله عزوجل.

٣١ ـ (وَالظَّالِمِينَ) : منصوب بفعل محذوف ، تقديره : ويعذّب الظالمين ، وفسّره الفعل المذكور ؛ وكان النصب أحسن ؛ لأنّ المعطوف عليه قد عمل فيه الفعل.

وقرئ بالرفع على الابتداء. والله أعلم.

سورة المرسلات

الواو الأولى للقسم ، وما بعدها للعطف ؛ ولذلك جاءت الفاء.

١ ـ و (عُرْفاً) : مصدر في موضع الحال ؛ أي متتابعة ، يعني الريح.

وقيل : المراد الملائكة : فيكون التقدير :

بالعرف ، أو للعرف.

٢ ـ و (عَصْفاً) : مصدر مؤكد.

٥ ـ و (ذِكْراً) : مفعول به.

٦ ـ وفي (عُذْراً أَوْ نُذْراً) وجهان :

أحدهما ـ هما مصدران يسكن أو سطهما ويضمّ. والثاني ـ هما جمع عذير ونذير ؛ فعلى الأول ينتصبان على المفعول له ، أو على البدل من «ذكرا» ، أو بذكرا. وعلى الثاني هما حالان من الضمير في «الملقيات» ؛ أي معذرين ومنذرين.

٧ ـ (إِنَّما) : «ما» هاهنا بمعنى الذي ، والخبر (لَواقِعٌ) ؛ ولا تكون «ما» مصدرية هنا ولا كافّة.

٨ ـ (فَإِذَا النُّجُومُ) : جواب «إذا» محذوف ، تقديره : بان الأمر أو فصل ، أو يقال : لأي يوم وجوابها العامل فيها ؛ ولا يجوز أن يكون (طُمِسَتْ) جوابا ؛ لأنه الفعل المفسّر لمواقع النجوم ، فالكلام لا يتمّ به ، والتقدير : فإذا طمست النجوم ، ثم حذف الفعل استغناء عنه بما بعده.

وقال الكوفيون : الاسم بعد «إذا» مبتدأ ، وهو بعيد ؛ لما في إذا من معنى الشّرط المتقاضى للفعل.

١١ ـ وقّتت : بالواو على الأصل ؛ لأنه من الوقت.

وقرئ بالتخفيف ، ودلّ عليه قوله تعالى : (كِتاباً مَوْقُوتاً).

وقرئ بالهمز ؛ لأنّ الواو قد ضمّت ضما لازما ، فهرب منها إلى الهمزة.

١٢ ـ (لِأَيِّ يَوْمٍ) ، أي يقال لهم.

٣٨٣

١٣ ـ و (لِيَوْمِ الْفَصْلِ) : تبيين لما قبله.

١٥ ـ (وَيْلٌ) : هو مبتدأ.

و (يَوْمَئِذٍ) : نعت له ، أو ظرف له.

و (لِلْمُكَذِّبِينَ) : الخبر.

١٧ ـ (ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ) : الجمهور على الرفع ؛ أي ثم نحن نتبعهم ؛ وليس بمعطوف ؛ لأنّ العطف يوجب أن يكون المعنى أهلكنا المجرمين ، ثم أتبعناهم الآخرين في الهلاك ؛ وليس كذلك ؛ لأنّ إهلاك الآخرين لم يقع بعد.

وقرئ بإسكان العين شاذّا ؛ وفيه وجهان :

أحدهما ـ هو على التخفيف ، لا على الجزم.

والثاني ـ هو مجزوم. والمعنى : ثم أتبعناهم الآخرين في الوعد بالإهلاك ، أو أراد بالآخرين آخر من أهلك.

٢٢ ـ (إِلى قَدَرٍ) : هو في موضع الحال ؛ أي مؤخّرا إلى قدر.

٢٣ ـ و (فَقَدَرْنا) ـ بالتخفيف ـ أجود ؛ لقوله تعالى : (فَنِعْمَ الْقادِرُونَ) ؛ ولم يقل المقدّرون ، ومن شدّد الفعل نبّه على التكثير ، واستغنى به عن التكثير بتشديد الاسم. والمخصوص بالمدح محذوف ؛ أي فنعم القادرون نحن. ٢٥ ـ (كِفاتاً) : جمع كافت ، مثل صائم وصيام. وقيل : هو مصدر ، مثل كتاب وحساب ، والتقدير : ذات كفت ؛ أي جمع.

٢٦ ـ وأما (أَحْياءً) ففيه وجهان :

أحدهما ـ هو مفعول «كفاتا».

والثاني ـ هو المفعول الثاني لجعلنا ؛ أي جعلنا بعض الأرض أحياء بالنبات ؛ و «كفاتا» على هذا حال.

٢٧ ـ والتاء في (فُراتاً) أصل.

٣١ ـ (لا ظَلِيلٍ) : نعت لظلّ.

٣٢ ـ و (كَالْقَصْرِ) ـ بسكون الصاد ، وهو المشهور ، وهو المبنيّ.

ويقرأ بفتحها ، وهو جمع قصره ، وهي أصل النخلة والشجرة.

٣٣ ـ وجمالات : جمع جمالة ، وهو اسم للجميع ، مثل الذّكارة والحجارة ، والضمّ لغة.

٣٥ ـ (هذا) : هو مبتدأ ، و (يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) خبره.

ويقرأ بفتح الميم ؛ وهو نصب على الظرف ، أي هذا المذكور في يوم لا ينطقون. وأجاز الكوفيون أن يكون مرفوع الموضع مبنيّ اللفظ لإضافته إلى الجملة.

٣٦ ـ (فَيَعْتَذِرُونَ) : في رفعه وجهان :

أحدهما ـ هو نفي كالذي قبله ؛ أي فلا يعتذرون.

والثاني ـ هو مستأنف ؛ أي : فهم يعتذرون ، فيكون المعنى : أنهم لا ينطقون نطقا ينفعهم ؛ أي لا ينطقون في بعض المواقف ، وينطقون في بعضها ؛ وليس بجواب النفي ؛ إذ لو كان كذلك لحذف النون.

٤٦ ـ (قَلِيلاً) : أي تمتعا أو زمانا. والله أعلم.

سورة النبأ

قد ذكرنا حذف ألف «ما» في الاستفهام.

١ ـ و (عَمَ) : متعلقة ب (يَتَساءَلُونَ) ؛ فأما «عن» الثانية فبدل من الأولى ، وألف الاستفهام التي ينبغي أن تعاد محذوفة ؛ أو هي متعلّقة بفعل آخر غير مستفهم عنه ؛ أي يتساءلون عن النبأ.

٣ ـ (الَّذِي) : يحتمل الجر ، والنصب ، والرفع.

٨ ـ و (أَزْواجاً) : حال ؛ أي متجانسين متشابهين.

١٦ ـ (أَلْفافاً) ، هو جمع لفّ ، مثل جذع وأجذاع. وقيل : هو جمع لفّ ، ولفّ جمع لفّاء.

١٨ ـ (يَوْمَ يُنْفَخُ) : هو بدل من (يَوْمَ الْفَصْلِ) ، أو من (مِيقاتاً) ، أو هو منصوب بإضمار أعني.

و (أَفْواجاً) : حال.

٣٨٤

٢٢ ـ (لِلطَّاغِينَ) : يجوز أن يكون حالا من (مَآباً) ؛ أي مرجعا للطاغين ، وأن يكون صفة لمرصادا ، وأن تتعلّق اللام بنفس (مِرْصاداً).

٢٣ ـ و (لابِثِينَ) : حال من الضمير ، في «الطّاغين» ـ حال مقدرة.

و (أَحْقاباً) : معمول لابثين. وقيل معمول (لا يَذُوقُونَ) ، ويراد ب «أحقابا» هنا الأبد ، ولا يذوقون حال أخرى ، أو حال من الضمير في لابثين.

٢٦ ـ و (جَزاءً) : مصدر ؛ أي جوزوا جزاء بذلك.

٢٨ ـ و (كِذَّاباً) ـ بالتشديد : مصدر كالتكذيب ، وبالتخفيف مصدر كذب إذا تكرر منه الكذب ، وهو في المعنى قريب من كذّب.

٢٩ ـ (وَكُلَّ شَيْءٍ) : منصوب بفعل محذوف.

و (كِتاباً) : حال ؛ أي مكتوبا ؛ ويجوز أن يكون مصدرا على المعنى ؛ لأنّ أحصيناه بمعنى كتبناه.

٣٢ ـ و (حَدائِقَ) : بدل من (مَفازاً).

٣٥ ـ و (لا يَسْمَعُونَ) : حال من الضمير في خبر إن ، ويجوز ـ أن يكون مستأنفا.

٣٦ ـ و (عَطاءً) : اسم للمصدر ، وهو بدل من جزاء.

٣٧ ـ و (رَبِّ السَّماواتِ) ـ بالرفع على الابتداء ، وفي خبره وجهان :

أحدهما ـ (الرَّحْمنِ) ؛ فيكون ما بعده خبرا آخر ، أو مستأنفا.

والثاني ـ الرحمن نعت ، و (لا يَمْلِكُونَ) : الخبر.

ويجوز أن يكون «رب» خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هو ربّ السموات والرحمن وما بعده مبتدأ وخبر.

ويقرأ «ربّ» و «الرحمن» بالجر بدلا من «ربّك».

٣٨ ـ (يَوْمَ يَقُومُ) : يجوز أن يكون ظرفا ل (لا يَمْلِكُونَ) ول (خِطاباً) ، و (لا يَتَكَلَّمُونَ) ، و (صَفًّا) حال.

٤٠ ـ (يَوْمَ يَنْظُرُ) ؛ أي عذاب يوم ، فهو بدل.

ويجوز أن يكون صفة لقريب. والله أعلم.

سورة النازعات

١ ـ (غَرْقاً) : مصدر على المعنى ؛ لأنّ النازع المغرق في نزع السهم ، أو في جذب الروح ، وهو مصدر محذوف الزيادة ؛ أي إغراقا.

٥ ـ و (أَمْراً) : مفعول. وقيل : حال ؛ أي يدبّرن مأمورات.

٦ ـ و (يَوْمَ تَرْجُفُ) : مفعول ؛ أي اذكر. ويجوز أن يكون ظرفا لما دلّ عليه واجفة أو خاشعة ، أي يخاف يوم تجف.

٧ ـ و (تَتْبَعُهَا) : مستأنف ، أو حال من الرّاجفة.

١٠ ـ (يَقُولُونَ) ؛ أي يقول أصحاب القلوب والأبصار.

١٧ ـ (اذْهَبْ) ؛ أي قال : اذهب.

وقيل : التقدير : أن اذهب ، فحذف أن

١٨ ـ (إِلى أَنْ تَزَكَّى) : لما كان المعنى أدعوك جاء بإلى.

٢٥ ـ (نَكالَ الْآخِرَةِ) : في نصبه وجهان :

أحدهما ـ هو مفعول له.

والثاني ـ هو مصدر ؛ لأن أخذه ونكل به هنا بمعنى.

فأمّا جواب القسم فقيل : هو (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً). وقيل : هو محذوف تقديره : لتبعثنّ.

٢٧ ـ (أَمِ السَّماءُ) : هو مبتدأ والخبر محذوف ؛ أي أم السماء أشدّ ، و (بَناها) : مستأنف ، وقيل : حال من المحذوف.

٣٠ ـ (وَالْأَرْضَ) : منصوب بفعل محذوف ؛ أي ودحا الأرض ؛ وكذلك (وَالْجِبالَ) ؛ أي وأرسى الحبال.

٣٨٥

٣٣ ـ و (مَتاعاً) : مفعول له ، أو مصدر.

٣٤ ـ (فَإِذا جاءَتِ) : العامل فيها جوابها ، وهو معنى قوله تعالى : (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ).

٣٩ ـ (هِيَ الْمَأْوى) ؛ أي هي المأوى له ، لا بدّ من ذلك ، ليعود على «من» من الخبر ضمير ، وكذلك «المأوى» الثاني.

٤٦ ـ والهاء في (ضُحاها) : ضمير العشيّة ، مثل قولك : في ليلة ويومها.

سورة عبس

٢ ـ (أَنْ جاءَهُ) ؛ أي لأن جاءه.

٤ ـ (فَتَنْفَعَهُ) ـ بالرفع ـ عطفا على يذّكّر.

وبالنصب على جواب التمني في المعنى.

ويقرأ ، و (تَصَدَّى) : تتفعّل من الصدى ، وهو الصوت ؛ أي لا يناديك إلا أجبته ؛ ويجوز أن تكون الألف بدلا من دال ، ويكون من الصدّ ، وهو الناحية والجانب.

١١ ـ و (إِنَّها) : الضمير للموعظة ، والضمير في الفعل للقرآن.

١٣ ـ و (فِي صُحُفٍ) : حال من الهاء ؛ ويجوز أن يكون نعتا للتذكرة ، وأن يكون التقدير : هو ، أو هي في صحف. وكذلك (بِأَيْدِي).

١٧ ـ و (ما أَكْفَرَهُ) ؛ تعجب ، أو استفهام.

١٩ ـ و (مِنْ نُطْفَةٍ) : متعلق بخلق الثانية.

٢٠ ـ (ثُمَّ السَّبِيلَ) : هو مفعول فعل محذوف ؛ أي ثم يسّر السبيل للإنسان. ويجوز أن ينصب بأنه مفعول ثان ليسّره. والهاء للإنسان ؛ أي يسّره السبيل ؛ أي هداه له.

٢٣ ـ (ما أَمَرَهُ) : «ما» بمعنى الذي ، والعائد محذوف ؛ أي ما أمره به. والله أعلم.

٢٥ ـ (أَنَّا صَبَبْنَا) ـ بالكسر على الاستئناف ؛ وبالفتح على البدل من (طَعامِهِ) ؛ أو على تقدير اللام.

٣٢ ـ (فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ) : مثل : (جاءَتِ الطَّامَّةُ).

وقيل : العامل في «إذا» معنى (لِكُلِّ امْرِئٍ). والله أعلم.

سورة التكوير

١ ـ (إِذَا الشَّمْسُ) ؛ أي إذا كوّرت الشّمس ، وجواب إذا : (عَلِمَتْ نَفْسٌ).

١٦ ـ والجواري : صفة للخنّس.

٢٠ ـ (عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ) : يجوز أن يكون نعتا لرسول ، وأن يكون نعتا لمكين. و (ثَمَ) : معمول مطاع. وقرئ بضم التاء.

٢٣ ـ والهاء في (رَآهُ) لجبريل عليه‌السلام.

٢٤ ـ وبظنين ـ بالظاء ؛ أي بمتّهم ؛ وبالضاد ؛ أي ببخيل. و «على» تتعلق به على الوجهين.

٢٦ ـ (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) ؛ أي إلى أين ، فحذف حرف الجر ، كما قالوا : ذهبت الشام. ويجوز أن يحمل على المعنى ؛ كأنه قال : أين تؤمنون.

٢٨ ـ و (لِمَنْ شاءَ) : بدل بإعادة الجار.

٢٩ ـ و (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) ؛ أي إلّا وقت مشيئته. والله أعلم.

سورة الانفطار

١ ـ جواب إذا (عَلِمَتْ).

٦ ـ و (ما غَرَّكَ) : استفهام لا غير ، ولو كان تعجّبا لقال ما أغرك.

٧ ـ و (فَعَدَلَكَ) ـ بالتشديد : قوّم خلقك ، وبالتخفيف على هذا المعنى ؛ ويجوز أن يكون معناه صرفك على الخلقة المكروهة.

٨ ـ (ما شاءَ) : يجوز أن تكون «ما» زائدة ، وأن تكون شرطية ، وعلى الأمرين الجملة نعت لصورة ؛ والعائد محذوف ؛ أي ركبك عليها.

٣٨٦

و «في» تتعلق بركّبك. وقيل : لا موضع للجملة ؛ لأنّ «في» تتعلق بأحد الفعلين ، فالجميع كلام واحد ، وإنما تقدّم الاستفهام عمّا هو حقّه.

١١ ـ و (كِراماً) : نعت و (يَعْلَمُونَ) كذلك ، ويجوز أن يكون حالا ، أي يكتبون عالمين.

١٥ ـ (يَصْلَوْنَها) : يجوز أن يكون حالا من الضمير في الخبر ، وأن يكون نعتا لجحيم.

١٩ ـ (يَوْمَ لا تَمْلِكُ) : يقرأ بالرفع ؛ أي : هو يوم. وبالنصب على تقدير أعني يوم ... وقيل : التقدير : يجازون يوم ، ودلّ عليه ذكر (الدِّينِ). وقيل : حقّه الرفع ، ولكن فتح على حكم الظرف : كقوله تعالى : (وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ). وعند الكوفيين هو مبني على الفتح. والله أعلم.

سورة المطففين

٣ ـ (كالُوهُمْ) : في «هم» وجهان :

أحدهما ـ هو ضمير مفعول متّصل ، والتقدير : كالوا لهم.

وقيل : هذا الفعل يتعدّى بنفسه تارة وبالحرف أخرى ، والمفعول هنا محذوف ، أي كالوهم الطعام ، ونحو ذلك. وعلى هذا لا يكتب كالوا ووزنوا ، بالألف.

والوجه الثاني ـ أنه ضمير منفصل مؤكّد لضمير الفاعل ؛ فعلى هذا يكتبان بالألف.

٤ ـ (أَلا يَظُنُ) : الأصل «لا» النافية دخلت عليها همزة الاستفهام ، وليست «ألا» التي للتنبيه ؛ لأنّ ما بعد تلك مثبت ، وهاهنا هو منفي.

٦ ـ (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ) : هو بدل من موضع الجار والمجرور.

وقيل : التقدير : يبعثون يوم يقوم الناس.

وقيل : التقدير : أعني. وقيل : هو مبنيّ ، وحقه الجر أو الرّفع.

٧ ـ والنون في (سِجِّينٍ) : أصل من السجن ، وهو الحبس.

وقيل : هو بدل من اللام.

٩ ـ (كِتابٌ) ؛ أي هو محل كتاب ، لأنّ السجّين مكان.

وقيل : التقدير : هو كتاب من غير حذف ، والتقدير : وما أدراك ما كتاب سجّين.

١٧ ـ (ثُمَّ يُقالُ) : القائم مقام الفاعل مضمر تفسّره الجملة بعده. وقيل : هو الجملة نفسها.

١٩ ـ وأما «علّيّون» فواحدها عليّ ؛ وهو الملك.

وقيل : هو صيغة للجمع مثل عشرين ، وليس له واحد ، والتقدير : عليون محل كتاب.

وقيل : التقدير : ما كتاب علّيين.

٢٣ ـ و (يَنْظُرُونَ) : صفة للأبرار ؛ ويجوز أن يكون حالا ، وأن يكون مستأنفا.

و «على» يتعلق به. ويجوز أن يكون حالا إمّا من الضمير في المجرور قبلها ، أو من الفاعل في «ينظرون».

٢٨ ـ (عَيْناً) ؛ أي أعني عينا. وقيل : التقدير : يسقون عينا ؛ أي ماء عين.

وقيل : هو حال من (تَسْنِيمٍ) ، وتسنيم علم.

وقيل : تسنيم مصدر ، وهو الناصب عينا.

و (يَشْرَبُ بِهَا) : قد ذكر في الإنسان.

٣٦ ـ (هَلْ ثُوِّبَ) : موضع الجملة نصب ب «ينظرون».

وقيل : لا موضع له. وقيل : التقدير : يقال لهم : هل ثوّب. والله أعلم.

٣٨٧

سورة الإنشقاق

١ ـ جواب (إِذَا) فيه أقوال :

أحدها ـ أذنت ، والواو زائدة.

والثاني ـ هو محذوف ، تقديره : يقال : يا أيها الإنسان إنك كادح.

وقيل : التقدير : بعثتم أو جوزيتم ، ونحو ذلك مما دلّت عليه السورة.

والثالث ـ أن «إذا» مبتدأ ، (وَإِذَا الْأَرْضُ) خبره ، والواو زائدة ، حكي عن الأخفش.

والرابع ـ أنها لا جواب لها ، والتقدير : اذكر إذا السماء.

٦ ـ والهاء في (فَمُلاقِيهِ) ضمير ربك.

وقيل : هو ضمير الكدح ؛ أي ملاقي جزائه.

٩ ـ و (مَسْرُوراً) : حال.

١١ ـ و (ثُبُوراً) : مثل التي في الفرقان.

١٧ ـ (وَما وَسَقَ) : «ما» بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة ، أو مصدرية

١٩ ـ (لَتَرْكَبُنَ) : على خطاب الجماعة.

ويقرأ على خطاب الواحد ، وهو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل : الإنسان المخاطب. و (طَبَقاً) : مفعول.

و (عَنْ) : بمعنى بعد. والصحيح أنها على بابها ، وهي صفة ؛ أي طبقا حاصلا عن طبق ؛ أي حالا عن حال. وقيل : جيلا عن جيل.

و (لا يُؤْمِنُونَ) : حال.

٢٥ ـ و (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) : استثناء ؛ ويجوز أن يكون متصلا ، وأن يكون منقطعا. والله أعلم.

سورة البروج

١ ـ الواو للقسم ، وجوابه محذوف ؛ أي لتبعثنّ ونحوه.

وقيل : جوابه قتل ؛ أي لقد قتل.

وقيل : جوابه : (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ).

٢ ـ (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) ؛ أي الموعود به.

٥ ـ و (النَّارِ) : بدل من الأخدود. وقيل : التقدير : ذي النار ؛ لأن الأخدود هو الشقّ في الأرض.

وقرئ شاذّا بالرفع ؛ أي هو النار.

٦ ـ و (إِذْ هُمْ) : ظرف لقتل. وقيل : التقدير : اذكر.

١٠ ـ (فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ) : هو مثل قوله تعالى : (فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ).

١٥ ـ و (الْمَجِيدُ) ـ بالرفع نعت لله ، وبالجر للعرش.

١٨ ـ (فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ) : قيل : هما بدلان من الجنود. وقيل : التقدير : أعني.

٢٢ ـ و (مَحْفُوظٍ) ـ بالرفع : نعت للقرآن العظيم ، وبالجر للوح.

سورة الطارق

١ ـ جواب القسم (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ). و (إِنْ) بمعنى «ما».

٤ ـ و (لَمَّا) : بالتشديد بمعنى إلا ، وبالتخفيف «ما» فيه زائدة ، وإن هي المخففة من الثقيلة ؛ أي إن كل نفس لعليها حافظ.

و (حافِظٌ) : مبتدأ ، و (عَلَيْها) : الخبر.

ويجوز أن يرتفع حافظ بالظّرف.

٦ ـ و (دافِقٍ) : على النسب ؛ أي ذو اندفاق. وقيل : هو بمعنى مدفوق.

وقيل : هو على المعنى ؛ لأن اندفق الماء بمعنى نزل.

٣٨٨

٨ ـ والهاء في (رَجْعِهِ) تعود على الإنسان ؛ فالمصدر مضاف إلى المفعول ؛ أي الله قادر على بعثه. فعلى هذا في قوله تعالى : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) أوجه :

أحدها : ـ هو معمول «قادر».

والثاني ـ على التبيين ؛ أي يرجع يوم تبلى.

والثالث ـ تقديره : اذكر.

ولا يجوز أن يعمل فيه «رجعه» للفصل بينهما بالخبر.

وقيل : الهاء في «رجعه» للماء ؛ أي قادر على ردّ الماء في الإجليل أو في الصّلب ؛ فعلى هذا يكون منقطعا عن قوله تعالى : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) ؛ فيعمل فيه اذكر.

١٧ ـ و (رُوَيْداً) : نعت لمصدر محذوف أي إمهالا رويدا ، ورويدا تصغير رود.

وقيل : هو مصدر محذوف الزيادة ، والأصل إروادا. والله اعلم.

سورة الأعلى

١ ـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ) : قيل : لفظه «اسم» زائدة. وقيل : في الكلام حذف مضاف ؛ أي سبّح مسمّى ربّك ؛ ذكرهما أبو علي في كتاب الشعر.

وقيل : هو على ظاهره ؛ أي نزّه اسمه عن الابتذال والكذب إذا أقسمت به.

٥ ـ (أَحْوى) : قيل : هو نعت لغثاء.

وقيل : هو حال من المرعى ؛ أي أخرج المرعى أخضر ، ثم صيّره غثاء ، فقدّم بعض الصلة.

٦ ـ (فَلا تَنْسى) : «لا» نافية ؛ أي فما تنسى.

وقيل : هي للنهي ، ولم تجزم لتوافق رؤوس الآي.

وقيل : الألف ناشئة عن إشباع الفتحة.

١٦ ـ و (تُؤْثِرُونَ) ـ بالياء على الغيبة ، وبالتاء على الخطاب ؛ أي قل لهم ذلك.

سورة الغاشية

٢ ـ (وُجُوهٌ) : هو مبتدأ ، و (خاشِعَةٌ) :

خبره ، و (يَوْمَئِذٍ) ظرف للخبر ، و (عامِلَةٌ) : وصف لها بما كانت عليه في الدنيا.

٦ ـ (إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) : يجوز أن يكون في موضع نصب على أصل الباب ، وأن يكون رفعا على البدل.

٢٣ ـ (إِلَّا مَنْ تَوَلَّى) : هو استثناء منقطع.

والإياب : مصدر آب يؤوب ، مثل القيام والصيام ، أبدلت الواو ياء لانكسار ما قبلها واعتلالها في الفعل.

ويقرأ بتشديد الياء ، وأصله إيواب على فيعال ، فاجتمعت الواو والياء وسبقت الأولى بالسكون فابدلت الواو ياء وأدغم.

سورة الفجر

١ ـ جواب القسم : إن ربّك لبالمرصاد.

٣ ـ (وَالْوَتْرِ) ـ بالفتح والكسر لغتان.

٤ ـ و (إِذا) : ظرف ، والعامل فيه محذوف ؛ أي أقسم به إذا يسر. والجيّد إثبات الياء ، ومن حذفها فلتوافق رؤوس الآي.

٧ ـ و (إِرَمَ) : لا ينصرف للتعريف والتأنيث. قيل : هو اسم قبيلة ؛ فعلى هذا يكون التقدير : إرم صاحب ذات العماد ؛ لأنّ (ذاتِ الْعِمادِ) مدينة.

٣٨٩

وقيل : «ذات العماد» وصف ؛ كما تقول : القبيلة ذات الملك.

وقيل : «إرم» مدينة ؛ فعلى هذا يكون التقدير : بعاد صاحب إرم.

ويقرأ : «بعاد إرم» بالإضافة ، فلا يحتاج إلى تقدير.

ويقرأ : «إرم ذات العماد» بالجرّ على الإضافة.

٩ ـ (وَثَمُودَ) : معطوف على عاد وكذلك (فِرْعَوْنَ).

١١ ـ (الَّذِينَ طَغَوْا) : في الجمع وجهان :

أحدهما ـ أنه صفة للجمع.

والثاني ـ هو صفة لفرعون وأتباعه ، واكتفي بذكره عن ذكرهم.

١٥ ـ (فَأَكْرَمَهُ) : هو معطوف على (ابْتَلاهُ).

وأما (فَيَقُولُ) فجواب إذا ؛ وإذا وجوابها خبر عن الإنسان.

١٨ ـ ولا يحضّون : المفعول محذوف ؛ أي لا يحضّون أحدا ؛ أي لا يحضون أنفسهم.

ويقرأ : «ولا تحاضّون» ، وهو فعل لازم ، بمعنى تتحاضّون.

٢٢ ـ و (صَفًّا) : حال.

٢٣ ـ (يَوْمَئِذٍ) : هو بدل من «إذا» في قوله تعالى : (إِذا دُكَّتِ) ، والعامل فيه (يَتَذَكَّرُ).

٢٤ ـ و (يَقُولُ) : تفسير ل «يتذكّر».

ويجوز أن يكون العامل في «إذا» يقول ، وفي «يومئذ» يتذكر.

٢٥ ، ٢٦ ـ (لا يُعَذِّبُ) ، و (لا يُوثِقُ) : يقرآن بكسر الذال والثاء ، والفاعل (أَحَدٌ). والهاء تعود على الله عزوجل.

ويقرآن بالفتح على ما لم يسمّ فاعله ، والهاء للمفعول ، والتقدير : مثل عذابه ، ومثل وثاقه.

والعذاب ، والوثاق : اسمان للتعذيب والإيثاق.

٢٨ ـ (راضِيَةً) : حال. والله أعلم.

سورة البلد

١ ـ (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) : مثل : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ). وقيل : لا أقسم به وأنت حلّ فيه ، بل أقسم بك.

٣ ـ (وَوالِدٍ) : معطوف على البلد و «ما» : بمعنى من ؛ وجواب القسم (لَقَدْ خَلَقْنَا).

٤ ـ و (فِي كَبَدٍ) : حال ؛ أي مكابدا.

١١ ـ (فَلَا اقْتَحَمَ) : «لا» بمعنى «ما» ؛ وأكثر ما يجيء مثل هذا مكررا ، مثل : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى).

١٢ ـ (مَا الْعَقَبَةُ) ؛ أي ما اقتحام العقبة ؛ لأنه مفسره بقوله تعالى : (فَكُّ رَقَبَةٍ) ؛ وهو فعل ، سواء كان بلفظ الفعل ، أو بلفظ المصدر. والعقبة : عين ، فلا تفسّر بالفعل ، فمن قرأ : فكّ أو أطعم فسّر المصدر بالجملة الفعلية لدلالتهما عليه.

١٣ ، ١٤ ـ ومن قرأ : (فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ) ـ كان التقدير : هو فكّ رقبة ، والمصدر مضاف إلى المفعول ، وإطعام غير مضاف ، ولا ضمير فيهما ؛ لأنّ المصدر لا يتحمّل الضمير.

وذهب بعض البصريين إلى أنّ المصدر إذا عمل في المفعول كان فيه ضمير كالضمير في اسم الفاعل.

١٥ ـ و (يَتِيماً) : مفعول إطعام.

١٧ ـ و (ثُمَ) : هنا لترتيب الأخبار ، لا لترتيب المخبر عنه.

٢٠ ـ ومن همز (مُؤْصَدَةٌ) : أخذه من آصد الباب ؛ ومن لم يهمز جاز أن يكون خفّف الهمز ، وأن يكون من أوصده. والله أعلم.

٣٩٠

سورة الشمس

الواو الأولى للقسم ، وما بعدها عطف.

٢ ـ و (إِذا) : معمول للقسم ، وجواب القسم : (قَدْ أَفْلَحَ) ، وحذف اللام لطول الكلام.

و (ما) في المواضع الثلاثة بمعنى من ، وقيل : مصدرية.

١٠ ـ و (دَسَّاها) : أصله دسّسها ، فأبدلت السين الأخيرة ألفا لكثرة الأمثال.

والطّغوى : فعلى من الطّغيان ، والواو مبدلة من ياء ، مثل : التقوى. ومن قال : طغوت كانت الواو أصلا عنده.

١٢ ـ و (إِذِ) ظرف لكذّبت ، أو لطغوى.

١٣ ـ و (ناقَةَ اللهِ) : منصوب بمعنى احذروا.

١٥ ـ (وَلا يَخافُ) ـ بالواو ، والجملة حال ؛ أي فعل ذلك وهو لا يخاف.

وقرئ بالفاء على أنها للعطف من غير مهلة ؛ والضمير في (فَسَوَّاها) ، و (عُقْباها) ـ للعقوبة. والله أعلم.

سورة الليل

٣ ـ (وَما خَلَقَ) : «ما» بمعنى من ، أو مصدرية ؛ فعلى الأول : من كناية عن الله عزوجل.

و (الذَّكَرَ) : مفعول ، أو يكون كنى به عن المخلوق ؛ فيكون الذكر بدلا من «من» ، والعائد محذوف.

١١ ـ (وَما يُغْنِي) : يجوز أن يكون نفيا ، وأن يكون استفهاما.

١٤ ـ و (ناراً تَلَظَّى) : يقرأ بكسر التنوين وتشديد التاء ، وقد ذكر وجهه في قوله تعالى : (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ).

٢٠ ـ (إِلَّا ابْتِغاءَ) : هو استثناء من غير الجنس ، والتقدير : لكن فعل ذلك ابتغاء وجه ربّه.

سورة الضحى

٣ ـ (وَدَّعَكَ) ـ بالتشديد. وقد قرئ بالتخفيف ، وهي لغة قليلة ؛ قال أبو الأسود الدّؤلي :

ليت شعري عن خليلي ما الذي

غاله في الحبّ حتى ودعه

أي ترك الحب. (وَما قَلى) : الألف مبدلة عن ياء ؛ لقولهم : قليته ، والمفعول محذوف ؛ أي وما قلاك. وكذلك : فآواك ، وفهداك ، وفأغناك.

٩ ـ و (الْيَتِيمَ) : منصوب بما بعده ، وكذلك :

١٠ ـ (السَّائِلَ).

١١ ـ و (بِنِعْمَةِ رَبِّكَ) : متعلّق ب (فَحَدِّثْ) ، ولا تمنع الفاء من ذلك ؛ لأنها كالزّائدة.

سورة الانشراح

٥ ـ (الْعُسْرِ) : في الموضعين واحد ؛ لأن الألف واللام توجب تكرير الأوّل. وأما يسرا في الموضعين فاثنان ؛ لأنّ النكرة إذا أريد تكريرها جيء بضميرها ، أو بالألف واللام ، ومن هنا قيل : «لن يغلب عسر يسرين». والله أعلم.

سورة التين

٢ ـ (سِينِينَ) : هو لغة في سناء ، وقد ذكر في المؤمنين.

٤ ـ (فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) : هو في موضوع الحال من الإنسان ، وأراد بالتقويم القوام ؛ لأنّ التقويم فعل ، وذاك وصف للخالق لا للمخلوق ؛ ويجوز أن يكون التقدير : في أحسن قوام التقويم ، فحذف

٣٩١

المضاف ؛ ويجوز أن تكون «في» زائدة ؛ أي قوّمناه أحسن تقويم.

٥ ـ (أَسْفَلَ) : هو حال من المفعول ؛ ويجوز أن يكون نعتا لمكان محذوف.

٧ ـ (فَما يُكَذِّبُكَ) : «ما» : استفهام على معنى الإنكار ؛ أي ما الذي يحملك أيّها الإنسان على التكذيب بالبعث؟

٨ ـ (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) ؛ أي هو أحكم الحاكمين سبحانه. والله أعلم.

سورة العلق

١ ـ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) : قيل : الباء زائدة ، كقول الشاعر : لا يقرأن بالسّور وقيل : دخلت لتنّبه على البداية باسمه في كل شيء ؛ كما قال تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ؛ فعلى هذا يجوز أن يكون حالا ؛ أي اقرأ مبتدئا باسم ربك.

٧ ـ (أَنْ رَآهُ) : هو مفعول له ؛ أي يطغى لذلك.

والرؤية هنا بمعنى العلم. ف (اسْتَغْنى) : مفعول ثان.

١٥ ـ (لَنَسْفَعاً) : إذا وقف على هذه النون أبدل منها ألف لسكونها وانفتاح ما قبلها.

و (ناصِيَةٍ) : بدل من الناصية ، وحسن إبدال النكرة من المعرفة لمّا نعتت النكرة.

١٧ ـ (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) ؛ أي أهل ناديه.

١٨ ـ و (الزَّبانِيَةَ) : فعالية ، من الزّبن ، وهو الدّفع.

سورة القدر

١ ـ الهاء في : (أَنْزَلْناهُ) للقرآن العظيم ، ولم يجر له ذكر هنا.

٤ ـ (وَالرُّوحُ) : يجوز أن يكون مبتدأ ، و (فِيها) الخبر ، وأن يكون معطوفا على الفاعل.

و «فيها» : ظرف ، أو حال.

(بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) : يجوز أن تتعلّق الباء ب (تَنَزَّلُ) ، وان تكون حالا.

٥ ـ (سَلامٌ هِيَ) : في «سلام» وجهان :

أحدهما ـ هي بمعنى مسلمة ؛ أي تسلّم الملائكة على المؤمنين ، أو يسلّم بعضهم على بعض.

والثاني ـ هي بمعنى سلامة ، أو تسليم ؛ فعلى الأول هي مبتدأ ، وسلام خبر مقدم. و (حَتَّى) : متعلقة بسلام ؛ أي الملائكة مسلّمة إلى مطلع الفجر.

ويجوز أن يرتفع «هي» بسلام على قول الأخفش ، وعلى القول الثاني ليلة القدر ذات تسليم ؛ أي ذات سلامة إلى طلوع الفجر ، وفيه التقديران الأوّلان ؛ ويجوز أن يتعلّق «حتى» بتنزل. و (مَطْلَعِ الْفَجْرِ) ـ بكسر اللام وفتحها لغتان.

وقيل الفتح أقيس.

سورة البينة

١ ـ (وَالْمُشْرِكِينَ) : هو معطوف على «أهل».

و (مُنْفَكِّينَ) : خبر كان.

و (مِنْ أَهْلِ) : حال من الفاعل في (كَفَرُوا).

٢ ـ (رَسُولٌ) : هو بدل من البينة ، أو خبر مبتدأ محذوف.

و (مِنَ اللهِ) : يجوز أن يكون صفة لرسول ، أو متعلقا به.

و (يَتْلُوا) : حال من الضمير في الجار ، أو صفة لرسول.

ويجوز أن يكون «من الله» حالا من صحف ؛ أي يتلو صحفا مطهّرة منزّلة من الله.

٣ ـ و (فِيها كُتُبٌ) : الجملة نعت «الصحف».

٥ ـ و (مُخْلِصِينَ) : حال من الضمير في «يعبدوا».

و (حُنَفاءَ) : حال أخرى ، أو حال من الضمير في «مخلصين».

(دِينُ الْقَيِّمَةِ) ؛ أي الملّة ، أو الأمّة القيمة.

٦ ـ (فِي نارِ جَهَنَّمَ) : هو خبر إن.

٣٩٢

و (خالِدِينَ فِيها) : حال من الضمير في الخبر.

و (الْبَرِيَّةِ) ـ غير مهموز في اللغة الشائعة ، وأصلها الهمز ، من برأ الله الخلق ؛ أي : ابتدأه ، وهي فعيلة بمعنى مفعولة ، وهي صفة غالبة ، لأنها لا يذكر معها الموصوف.

وقيل : من لم يهمزها أخذها من البرى ، وهو التراب ، وقد همزها قوم على الأصل.

٨ ـ (خالِدِينَ فِيها) : هو حال ، والعامل فيه محذوف ، تقديره : ادخلوها خالدين ، أو أعطوها.

ولا يكون حالا من الضمير المجرور في (جَزاؤُهُمْ) ؛ لأنك لو قلت ذلك لفصلت بين المصدر ومعموله بالخبر ، وقد أجازه قوم ، واعتلّوا له بأنّ المصدر هنا ليس في تقدير أن والفعل ، وفيه بعد.

فأما (عِنْدَ رَبِّهِمْ) فيجوز أن يكون ظرفا ل «جزاؤهم» ، وأن يكون حالا منه.

و (أَبَداً) : ظرف زمان. والله أعلم.

سورة الزلزلة

١ ـ (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ) : العامل في «إذا» جوابها ، وهو قوله تعالى : (تُحَدِّثُ) ، أو (يَصْدُرُ).

٤ ـ و (يَوْمَئِذٍ) : بدل من «إذا». وقيل : التقدير : اذكر إذا زلزلت ؛ فعلى هذا يجوز أن يكون «تحدّث» عاملا في يومئذ ، وأن يكون بدلا. والزّلزال ـ بالكسر : المصدر ، وبالفتح الاسم.

٥ ـ (بِأَنَّ رَبَّكَ) : الباء تتعلق بتحدّث ؛ أي تحدّث الأرض بما أوحي إليها.

وقيل : هي زائدة و «أن» بدل من أخبارها.

و (لَها) : بمعنى إليها وقيل : أوحى يتعدى باللام تارة وبعلى أخرى.

و (يَوْمَئِذٍ) الثاني : بدل ، أو على تقدير اذكر ، أو ظرف ل (يَصْدُرُ).

و (أَشْتاتاً) : حال ، والواحد : شتّ.

واللام في (لِيُرَوْا) : يتعلق ب «يصدر».

ويقرأ بتسمية الفاعل ، وبترك التسمية ، وهو من رؤية العين ؛ أي ليروا جزاء أعمالهم.

٧ ، ٨ ـ و (خَيْراً) و (شَرًّا) : بدلان من (مِثْقالَ ذَرَّةٍ) ؛ ويجوز أن يكون تمييزا. والله أعلم.

سورة العاديات

١ ـ (ضَبْحاً) : مصدر في موضع الحال ؛ أي : والعاديات ضابحة.

٢ ـ و (قَدْحاً) : مصدر مؤكّد ، لأنّ الموري القادح.

٣ ـ و (صُبْحاً) : ظرف. والهاء ضمير الوادي ، ولم يجر له ذكر هنا.

٥ ـ و (جَمْعاً) : حال ، و (بِهِ) حال أيضا. وقيل : الباء زائدة ؛ أي وسطنه.

٦ ـ و (لِرَبِّهِ) : تتعلق بكنود ؛ أي كفور لنعم ربه.

٨ ـ و (لِحُبِّ الْخَيْرِ) : يتعلّق بتشديد ؛ أي يتشدّد لحبّ جمع المال. وقيل : هي بمعنى على.

٩ ـ (إِذا بُعْثِرَ) : العامل في «إذا» يعلم.

وقيل : العامل فيه ما دلّ عليه خبر إن.

والمعنى : إذا بعثر جوزوا.

١١ ـ و (يَوْمَئِذٍ) : يتعلق بخبير. والله أعلم.

سورة القارعة

الكلام في أولها مثل الكلام في أوّل الحاقّة.

٤ ـ (يَوْمَ يَكُونُ) : العامل فيه القارعة ، أو ما دلّت عليه.

وقيل : التقدير : اذكروا.

٧ ـ و (راضِيَةٍ) : قد ذكر في الحاقة.

١٠ ـ والهاء في (هِيَهْ) : هاء السكت ، ومن أثبتها في الوصل أجرى الوصل مجرى الوقف لئلا تختلف رؤوس الآي.

١١ ـ و (نارٌ) : خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هي نار (حامِيَةٌ).

٣٩٣

سورة التكاثر

٥ ـ (لَوْ تَعْلَمُونَ) : جواب لو محذوف ؛ أي لو علمتم لرجعتم عن كفركم.

و (عِلْمَ الْيَقِينِ) : مصدر.

٦ ـ (لَتَرَوُنَ) : هو مثل لتبلون ، وقد ذكر.

ويقرأ بضم التاء على ما لم يسمّ فاعله ، وهو من رؤية العين ، نقل بالهمزة فتعدّى إلى اثنين ؛ ولا يجوز همز الواو ؛ لأنّ ضمّها غير لازم ؛ وقد همز قوم كما همزوا واو اشتروا الضلالة ، وقد ذكر.

٧ ـ و (عَيْنَ الْيَقِينِ) : مصدر على المعنى ؛ لأنّ رأى وعاين بمعنى واحد. والله أعلم.

سورة العصر

٣ ـ الجمهور على إسكان باء «الصبر» ، وكسرها قوم ، وهو على لغة من ينقل الضمة والكسرة في الوقف إلى الساكن قبلها حرصا على بيان الإعراب.

سورة الهمزة

١ ـ الهاء في الهمزة واللّمزة للمبالغة.

٢ ـ و (الَّذِي) : يحتمل الجرّ على البدل ، والنصب على إضمار أعني ، والرفع على هو.

(وَعَدَّدَهُ) ـ بالتشديد على أنه فعل إمّا من العدد ، أو الإعداد.

٣ ـ و (يَحْسَبُ) : حال من الضمير في (جَمَعَ). و (أَخْلَدَهُ) : بمعنى يخلده. وقيل : هو على بابه ؛ أي أطال عمره.

٤ ـ (لَيُنْبَذَنَ) ؛ أي الجامع ؛ وينبذانّ ؛ أي هو وماله ؛ وينبذنّ ـ بضم الذال ؛ أي هو وماله أيضا وعدده ؛ ويجوز أن يكون المعنى هو وأمواله ؛ لأنها مختلفة.

٦ ـ (نارُ اللهِ) ؛ أي هي نار الله.

٧ ـ و (الَّتِي) : رفع على النعت ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أو في موضع نصب بأعني.

و (الْأَفْئِدَةِ) : جمع قلّة استعمل في موضع الكثرة.

والعمد ـ بالفتح جمع عمود ، أو عماد ، وهو جمع قليل.

قيل : ويقرأ بضمتين ؛ مثل كتاب وكتب ، ورسول ورسل ؛ والتقدير : هم في عمد.

ويجوز أن يكون حالا من المجرور ؛ أي موثقين.

ويجوز أن يكون صفة لمؤصدة والله أعلم.

سورة الفيل

٣ ـ (أَبابِيلَ) : قيل : هو جمع لا واحد له من لفظه. وقيل : واحدة إبّول كعجّول. وقيل : واحدة إبّيل ؛ وقيل : إبّال.

٤ ـ و (تَرْمِيهِمْ) : نعت لطير.

والكاف مفعول ثان. والله أعلم.

سورة قريش

هو تصغير الترخيم ؛ لأن القرش الجمع ، والفاعل على قارش ، فقياسه قويرش فرخّم وصغّر.

واللام متعلقة بقوله تعالى : (فَلْيَعْبُدُوا) ؛ أي ليعبدوا الله تعالى من أجل إلفهم ، ولا تمنع الفاء من ذلك.

وقيل : تتعلق ب «جعلهم» من السورة قبلها ؛ لأنهما كالسورة الواحدة.

وقيل : التقدير : اعجبوا لإيلاف. وفيه قراءات :

إحداها ـ إلف ، وهو مصدر ألف يألف.

والثانية ـ إلاف ، مثل كتاب وقيام.

والثالثة ـ إيلاف ، والفعل منه ألف ممدودا.

والرابعة ـ إئلاف ـ بهمزتين ، أخرج على الأصل ، وهو شاذّ في الاستعمال والقياس.

والخامسة ـ بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة بعدها همزة مكسورة ، وهو بعيد ووجهه أنه أشبع الكسرة ، فنشأت الياء ، وقصد بذلك الفصل بين الهمزتين كالألف في أأنذرتهم.

و «إيلاف» بدل من الأولى.

٢ ـ و (رِحْلَةَ) : معمول المصدر.

٤ ـ (مِنْ جُوعٍ) ، و (مِنْ خَوْفٍ) ؛ أي من أجل جوع.

ويجوز أن يكون حالا ؛ أي أطعمهم جائعين. والله أعلم.

٣٩٤

سورة الماعون

٢ ـ (فَذلِكَ) : الفاء جواب شرط مقدّر ، تقديره : إن تأملته ، أو إن طلبت علمه.

و (يَدُعُ) ـ بالتشديد : يدفع.

وقرئ بفتح الدال وتخفيف العين ؛ أي يهمله. والله أعلم.

سورة الكوثر

٢ ـ (فَصَلِ) : الفاء للتعقيب ؛ أي عقب انقضاء الصلاة.

٣ ـ و (هُوَ) : مبتدأ ، أو توكيد أو فصل. والله أعلم.

سورة الكافرون

٢ ـ (ما تَعْبُدُونَ) : يجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي ، والعائد محذوف ؛ وأن تكون مصدرية ولا حذف. والتقدير : لا أعبد مثل عبادتكم. والله أعلم.

سورة النصر

٢ ـ (يَدْخُلُونَ) : حال من الناس.

(أَفْواجاً) : حال من الفاعل في «يدخلون».

سورة المسد

١ ـ (أَبِي لَهَبٍ) : يقرأ بفتح الهاء وإسكانها ؛ وهما لغتان.

٢ ـ (ما أَغْنى) : يجوز أن يكون نفيا ، وأن يكون استفهاما ؛ ولا يكون بمعنى الذي.

٤ ـ (وَامْرَأَتُهُ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هو معطوف على الضمير في «يصلى» ؛ فعلى هذا في (حَمَّالَةَ) وجهان :

أحدهما : هو نعت لما قبله.

والثاني : تقديره : هي حمّالة. و (فِي جِيدِها حَبْلٌ) : مبتدأ وخبر في موضع الحال من الضمير في «حمّالة».

ويقرأ «حمالة» ـ بالنصب ـ على الحال ؛ أي تصلى النار مقولا لها ذلك.

والجيّد أن ينتصب على الذّم ؛ أي أذمّ أو أعني.

والوجه الآخر ـ أن تكون امرأته مبتدأ ، وحمّالة خبره ، و (فِي جِيدِها حَبْلٌ) : حال من الضمير في حمّالة ، أو خبر آخر.

ويجوز أن يرتفع «حبل» بالظرف ؛ لأنه قد اعتمد ، ومن نصب حمّالة جعل الجملة بعده خبرا.

سورة الإخلاص

١ ـ (هُوَ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هو ضمير الشأن ، و (اللهُ أَحَدٌ) : مبتدأ وخبر في موضع خبر «هو».

والثاني ـ هو مبتدأ بمعنى المسئول عنه ؛ لأنهم قالوا : أربّك من نحاس أم من ذهب؟ فعلى هذا يجوز أن يكون الله خبر المبتدأ ، و «أحد» بدل ، أو خبر مبتدأ محذوف.

ويجوز أن يكون (اللهُ) بدلا ، و (أَحَدٌ) الخبر.

وهمزة «أحد» بدل من واو ؛ لأنه بمعنى الواحد ، وإبدال الواو المفتوحة همزة قليل ؛ جاء منه امرأة أناة ؛ أي وناة ؛ لأنه من الوني.

وقيل : الهمزة أصل ، كالهمزة في أحد المستعمل للعموم ، ومن حذف التنوين من أحد فلالتقاء الساكنين.

٤ ـ (كُفُواً أَحَدٌ) : اسم كان. وفي خبرها وجهان :

أحدهما ـ كفوا ؛ فعلى هذا يجوز أن يكون (لَهُ) حالا من (كُفُواً) ؛ لأنّ التقدير : ولم يكن أحدا كفوا له ، وأن يتعلق ب «يكن».

والوجه الثاني ـ أن يكون الخبر «له» ، و «كفوا» حال من أحد ؛ أي ولم يكن له أحد كفوا ، فلما قدم النكرة نصبها على الحال. والله أعلم.

٣٩٥

سورة الفلق

٢ ـ (مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) : يجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي ، والعائد محذوف ، وأن تكون مصدرية.

والخلق بمعنى المخلوق. وإن شئت كان على بابه ؛ أي من شرّ خلقه ؛ أي ابتداعه.

وقرئ : من شرّ ـ بالتنوين ، و «ما» على هذا بدل من شرّ ، أو زائدة ؛ ولا يجوز أن تكون نافية ؛ لأن النافية لا يتقدّم عليها ما في حيّزها ؛ فلذلك لم يجز أن يكون التقدير : ما خلق من شر ؛ ثم هو فاسد في المعنى.

٤ ـ و (النَّفَّاثاتِ) : والنافثات بمعنى واحد. والله أعلم.

سورة الناس

قد ذكرنا في أول سورة البقرة أنّ أصل ناس عند سيبويه أناس ، فحذفت فاؤه ؛ وعند غيره لم يحذف منه شيء ، وأصله نوس ؛ لقولهم في التصغير نويس.

وقال قوم : أصله نيس ، مقلوب عن نسي ، أخذوه من النسيان ؛ وفيه بعد.

٤ ـ و (الْوَسْواسِ) ـ بالفتح : اسم ، وبالكسر المصدر ، والتقدير : من شرّ ذي الوسواس.

وقيل : سمّي الشيطان بالفعل مبالغة.

و (الْخَنَّاسِ) : نعت له.

٥ ـ و (الَّذِي يُوَسْوِسُ) : يحتمل الرفع والنّصب والجرّ.

٦ ـ (مِنَ الْجِنَّةِ) : هو بدل من «شر» بإعادة العامل ؛ أي من شرّ الجنّة.

وقيل : هو بدل من ذي الوسواس ؛ لأن الموسوس من الجن.

وقيل : هو حال من الضمير في يوسوس ؛ أي يوسوس وهو من الجن.

وقيل : هو بدل من الناس ؛ أي في صدور الجنّة.

وجعل «من» تبيينا ، وأطلق على الجنّ اسم الناس ؛ لأنهم يتحركون في مراداتهم.

والجنّ والجنّة بمعنى. وقيل : (مِنَ الْجِنَّةِ) حال من الناس ؛ أي كائنين من القبيلين.

وأما (النَّاسِ) الأخير فقيل : هو معطوف على ذي الوسواس ؛ أي من شرّ القبيلين. وقيل : هو معطوف على الجنّة.

تمّ الكتاب والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد أجمعين.

وهذا آخر ما تيسر من إملاء كتاب التبيان في إعراب القرآن ونسأل الله أن يوفّقنا لشكر آلائه ، وللعمل بما علمنا ، والعصمة من الزلل في القول والعمل ، بمنّة وكرمه.

٣٩٦

المحتويات

اسم السورة

الصفحة

اسم السورة

الصفحة

اسم السورة

الصفحة

اسم السورة

الصفحة

الفاتحة

١١

الروم

٣٠٤

الحشر

٣٦٨

الغاشية

٣٨٩

البقرة

١٤

لقمان

٣٠٧

الممتحنة

٣٦٩

الفجر

٣٨٩

آل عمران

٧٢

السجدة

٣٠٨

الصف

٣٦٩

البلد

٣٩٠

النساء

٩٦

الأحزاب

٣١٠

الجمعة

٣٧٠

الشمس

٣٩١

المائدة

١٢١

سبأ

٣١٤

المنافقون

٣٧١

الليل

٣٩١

الأنعام

١٣٩

فاطر

٣١٧

التغابن

٣٧٢

الضحى

٣٩١

الأعراف

١٥٩

يس

٣١٩

الطلاق

٣٧٢

الشرح

٣٩١

الأنفال

١٧٥

الصافات

٣٢٢

التحريم

٣٧٣

التين

٣٩١

التوبة

١٨١

ص

٣٢٥

الملك

٣٧٤

العلق

٣٩٢

يونس

١٩١

الزمر

٣٢٩

القلم

٣٧٥

القدر

٣٩٢

هود

١٩٨

غافر

٣٣٢

الحاقة

٣٧٦

البينة

٣٩٢

يوسف

٢٠٨

فصلت

٣٣٦

المعارج

٣٧٧

الزلزلة

٣٩٣

الرعد

٢١٦

الشورى

٣٣٨

نوح

٣٧٨

العاديات

٣٩٣

إبراهيم

٢٢٠

الزخرف

٣٤١

الجن

٣٧٨

القارعة

٣٩٣

الحجر

٢٢٤

الدخان

٣٤٤

المزمّل

٣٧٩

التكاثر

٣٩٤

النحل

٢٢٧

الجاثية

٣٤٦

المدثر

٣٨٠

العصر

٣٩٤

الإسراء

٢٣٥

الأحقاف

٣٤٧

القيامة

٣٨١

الهمزة

٣٩٤

الكهف

٢٤٢

محمد

٣٤٩

الإنسان

٣٨٢

الفيل

٣٩٤

مريم

٢٤٩

الفتح

٣٥١

المرسلات

٣٨٣

قريش

٣٩٤

طه

٢٥٥

الحجرات

٣٥٣

النبأ

٣٨٤

الماعون

٣٩٥

الأنبياء

٢٦٢

ق

٣٥٤

النازعات

٣٨٥

الكوثر

٣٩٥

الحجّ

٢٦٨

الذاريات

٣٥٥

عبس

٣٨٦

الكافرون

٣٩٥

المؤمنون

٢٧٣

الطور

٣٥٧

التكوير

٣٨٦

النصر

٣٩٥

النور

٢٧٨

النجم

٣٥٨

الانفطار

٣٨٦

المسد

٣٩٥

الفرقان

٢٨٣

القمر

٣٥٩

المطففين

٣٨٧

الإخلاص

٣٩٥

الشعراء

٢٨٧

الرحمن

٣٦١

الانشقاق

٣٨٨

الفلق

٣٩٦

النمل

٢٩١

الواقعة

٣٦٣

البروج

٣٨٨

الناس

٣٩٦

القصص

٢٩٦

الحديد

٣٦٤

الطارق

٣٨٨

العنكبوت

٣٠١

المجادلة

٣٦٦

الأعلى

٣٨٩

٣٩٧