التبيان في إعراب القرآن

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]

التبيان في إعراب القرآن

المؤلف:

محبّ الدين عبدالله بن الحسين البغدادي [ أبي البقاء العكبري ]


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: بيت الأفكار الدوليّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٧

ويقرأ «سحاب ظلمات» بالإضافة والجرّ على جعل الموج المتراكم بمنزلة السحاب.

ويقرأ سحاب بالرفع والتنوين ، وظلمات بالجرّ على أنها بدل من ظلمات الأولى.

(لَمْ يَكَدْ يَراها) : اختلف الناس في تأويل هذا الكلام ؛ ومنشأ الاختلاف فيه أنّ موضع «كاد» إذا نفيت وقوع الفعل ، وأكثر المفسرين على أنّ المعنى أنه لا يرى يده ؛ فعلى هذا في التقدير ثلاثة أوجه :

أحدها ـ أنّ التقدير : لم يرها ولم يكد ، ذكره جماعة من النحويين ؛ وهذا خطأ : لأنّ قوله لم يرها جزم بنفي الرؤية ، وقوله تعالى : (لَمْ يَكَدْ) إذا أخرجها عن مقتضى الباب كان التقدير : ولم يكد يراها ، كما هو مصرّح به في الآية ؛ فإن أراد هذا القائل لم يكد يراها وأنه رآها بعد جهد ، تناقض ، لأنّه نفى الرؤية ثم أثبتها.

وإن كان معنى لم يكد يراها لم يرها البته على خلاف الأكثر في هذا الباب فينبغي أن يحمل عليه من غير أن يقدر لم يرها.

والوجه الثاني ـ أن «كاد» زائدة ، وهو بعيد.

والثالث ـ أنّ كاد أخرجت هاهنا على معنى قارب. والمعنى لم يقارب رؤيتها ، وإذا لم يقاربها باعدها ، وعليه جاء قول ذي الرّمة :

إذا غير النأي المحبين لم يكد

رسيس الهوى من حبّ مية يبرح

أي لم يقارب البراح ، ومن هاهنا حكي عن ذي الرّمة أنه روجع في هذا البيت فقال : لم أجد بدلا من لم يكد.

والمعنى الثاني ـ جهد أنه رآها بعد ؛ والتشبيه على هذا صحيح ؛ لأنّه مع شدّة الظلمة إذا أحد نظره إلى يده وقربها من عينه رآها.

٤١ ـ (وَالطَّيْرُ) : هو معطوف على «من» ، و (صَافَّاتٍ) : حال من الطير.

(كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ) : ضمير الفاعل في علم اسم الله عند قوم ، وعند آخرين هو ضمير كلّ ؛ وهو الأقوى لأنّ القراءة برفع كلّ على الابتداء ، فيرجع ضمير الفاعل إليه ، ولو كان فيه ضمير اسم الله لكان الأولى نصب كل ؛ لأنّ الفعل الذي بعدها قد نصب ما هو من سببها ؛ فيصير كقولك : زيدا ضرب عمرو غلامه ، فتنصب زيدا بفعل دلّ عليه ما بعده ؛ وهو أقوى من الرفع ، والآخر جائز.

٤٣ ـ (يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ) : إنما جاز دخول بين على المفرد ؛ لأنّ المعنى بين كل قطعة وقطعة سحابة ، والسحاب جنس لها.

(وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ) : «من» هاهنا لابتداء الغاية ؛ فأمّا (مِنْ جِبالٍ) ففي «من» وجهان :

أحدهما ـ هي زائدة ، هذا على رأي الأخفش.

والثاني ـ ليست زائدة. ثم فيها وجهان : أحدهما : هي بدل من الأولى على إعادة الجار ، والتقدير : وينزل من جبال السماء ؛ أي من جبال في السماء ؛ فعلى هذا يكون (مِنْ بَرَدٍ) زائدة عند قوم ، وغير زائدة عند آخرين.

والوجه الثاني : أنّ التقدير : شيئا من جبال ، فحذف الموصوف واكتفى بالصفة.

وهذا الوجه هو الصحيح ؛ لأنّ قوله تعالى : (فِيها مِنْ بَرَدٍ) يحوجك إلى مفعول يعود الضمير إليه ؛ فيكون تقديره : وينزل من جبال السّماء جبالا فيها برد ، وفي ذلك زيادة حذف وتقدير مستغنىّ عنه.

وأما «من» الثانية ففيها وجهان :

أحدهما ـ هي زائدة ـ والثاني ـ للتبعيض.

٤٥ ـ (مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) : «من» فيهما لما لا يعقل ؛ لأنّها صحبت من لمن يعقل ؛ فكان الأحسن اتفاق لفظهما.

وقيل : لمّا وصف هذين بالمشي والاختيار حمله على من يعقل.

٤٨ ـ (إِذا فَرِيقٌ) : هي للمفاجأة ؛ وقد تقدم ذكرها في مواضع.

٥١ ـ (قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ) : يقرأ بالنصب والرفع ، وقد ذكر نظيره في مواضع.

٥٢ ـ (وَيَتَّقْهِ) : قد ذكر في قوله تعالى :

(يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ).

٢٨١

٥٣ ـ (طاعَةٌ) : مبتدأ ، والخبر محذوف ؛ أي أمثل من غيرها ؛ ويجوز أن يكون خبرا والمبتدأ محذوف ؛ أي أمرنا طاعة.

ولو قرئ بالنصب لكان جائزا في العربية ؛ وذلك على المصدر ؛ أي أطيعوا طاعة ، وقولوا قولا ، أو اتخذوا طاعة وقولا ، وقد دلّ عليه قوله تعالى بعدها : (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ).

٥٥ ـ (كَمَا اسْتَخْلَفَ) : نعت لمصدر محذوف ، أي استخلافا كما استخلف.

(يَعْبُدُونَنِي) : في موضع الحال من ضمير الفاعل في (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ) ؛ أو من الضمير في (لَيُبَدِّلَنَّهُمْ).

(لا يُشْرِكُونَ) : يجوز أن يكون حالا بدلا من الحال الأولى ، وأن يكون حالا من الفاعل في (يَعْبُدُونَنِي) ؛ موحّدين.

٥٧ ـ (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ) : يقرأ بالياء والتاء ، وقد ذكر مثل ذلك في الأنفال.

٥٨ ـ (ثَلاثَ مَرَّاتٍ) : مرة في الأصل مصدر ، وقد استعملت ظرفا ؛ وفعلى هذا ينصب «ثلاث مرّات» على الظرف ، والعامل ليستأذن ؛ وعلى هذا في موضع (مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ) ثلاثة أوجه :

أحدها ـ نصب بدلا من ثلاث.

والثاني ـ جرّ بدلا من مرّات.

والثالث ـ رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هي من قبل ، وتمام الثلاث معطوف على هذا.

(مِنَ الظَّهِيرَةِ) : يجوز أن تكون «من» لبيان الجنس ؛ أي حين ذلك من وقت الظهيرة. وأن تكون بمعنى في. وأن تكون بمعنى من أجل حرّ الظّهيرة.

(وَحِينَ) : معطوف على موضع (مِنْ قَبْلِ).

(ثَلاثُ عَوْراتٍ) : يقرأ بالرفع ؛ أي هي أوقات ثلاث عورات ، فحذف المبتدأ والمضاف.

وبالنصب على البدل من الأوقات المذكورة ، أو من ثلاث الأولى ، أو على إضمار أعني.

(بَعْدَهُنَ) : التقدير بعد استئذانهنّ فيهن ، ثم حذف حرف الجر والفاعل ، فيبقى بعد استئذانهن ، ثم حذف المصدر. (طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ) ؛ أي هم طوّافون.

(بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ) ؛ أي بعضكم يطوف على بعض ؛ فيجوز أن تكون الجملة بدلا من التي قبلها ، وأن تكون مبيّنة مؤكدة.

٦٠ ـ (وَالْقَواعِدُ) : واحدتهن قاعد ، هذا إذا كانت كبيرة ؛ أي قاعدة عن النكاح.

ومن القعود قاعدة للفرق بين المذكر والمؤنث ، وهو مبتدأ.

و (مِنَ النِّساءِ) : حال ، و «اللاتي» صفة.

والخبر : (فَلَيْسَ عَلَيْهِنَ) ، ودخلت الفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط ؛ لأنّ الألف واللام بمعنى الذي.

(غَيْرَ) : حال.

٦١ ـ (أَوْ ما مَلَكْتُمْ) : الجمهور على التخفيف. ويقرأ «ملّتكم» ـ بالتشديد على ما لم يسمّ فاعله.

والمفاتح : جمع مفتح ، قيل هو نفس الشيء الذي يفتح به.

وقيل : هو جمع مفتح ، وهو المصدر كالفتح.

٢٨٢

(تَحِيَّةً) : مصدر من معنى سلّموا ، لأنّ سلم وحيّا بمعنى.

٦٣ ـ (دُعاءَ الرَّسُولِ) : المصدر مضاف إلى المفعول ؛ أي دعاءكم الرسول.

ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل ؛ أي لا تهملوا دعاءه إياكم.

(لِواذاً) : هو مصدر في موضع الحال ؛ ويجوز أن يكون منصوبا بيتسللون على المعنى ؛ أي يلاوذون لواذا ، أو يتسللون تسلّلا ؛ وإنما صحّت الواو في «لواذا» مع انكسار ما قبلها ؛ لأنّها تصحّ في الفعل الذي هو لاوذ ، ولو كان مصدر لاذ لكان لياذا مثل صام صياما.

(عَنْ أَمْرِهِ) : الكلام محمول على المعنى ؛ لأنّ معنى يخالفون : يميلون ويعدلون.

(أَنْ تُصِيبَهُمْ) : مفعول يحذر. والله أعلم.

سورة الفرقان

١ ـ (لِيَكُونَ) : في اسم كان ثلاثة أوجه :

أحدها ـ الفرقان.

والثاني ـ العبد. والثالث ـ الله تعالى.

وقرئ شاذّا : على عباده ، فلا يعود الضمير إليه.

٢ ـ (الَّذِي لَهُ) : يجوز أن يكون بدلا من «الذي» الأولى ، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف ، وأن يكون في موضع نصب على تقدير أعني.

٤ ـ (افْتَراهُ) : الهاء تعود على عبده في أول السورة.

(ظُلْماً) : مفعول جاؤوا ؛ أي أتوا ظلما.

ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال.

والأساطير قد ذكرت في الأنعام.

٥ ـ (اكْتَتَبَها) : في موضع الحال من الأساطير ؛ أي قالوا هذا أساطير الأوّلين مكتتبة.

٧ ـ (يَأْكُلُ الطَّعامَ) : هو في موضع الحال ، والعامل فيها العامل في (لِهذَا) ، أو نفس الظرف.

(فَيَكُونَ) : منصوب على جواب الاستفهام ، أو التحضيض.

(أَوْ يُلْقى). (أَوْ تَكُونُ) : معطوف على أنزل ، لأنّ أنزل بمعنى ينزل ، أو يلقى بمعنى ألقي.

و (يَأْكُلُ) ـ بالياء والنون ، والمعنى فيهما ظاهر.

١٠ ـ (جَنَّاتٍ) : بدل من (خَيْراً).

(وَيَجْعَلْ لَكَ) : بالجزم عطفا على موضع «جعل» الذي هو جواب الشرط ؛ وبالرفع على الاستئناف ؛ ويجوز أن يكون من جزم سكن المرفوع تخفيفا وأدغم.

١٢ ـ (إِذا رَأَتْهُمْ ...) إلى آخر الآية : في موضع نصب صفة لسعير.

١٣ ـ و (ضَيِّقاً) ـ بالتشديد والتخفيف : قد ذكر في الأنعام.

و (مَكاناً) : ظرف ، و (مِنْها) حال منه ؛ أي مكانا منها.

و (ثُبُوراً) : مفعول به ؛ ويجوز أن يكون مصدرا من معنى دعوا.

١٦ ـ (خالِدِينَ) : هو حال من الضمير في يشاؤون ؛ أو من الضمير في لهم.

(كانَ عَلى رَبِّكَ) : الضمير في «كان» يعود على «ما» ؛ ويجوز أن يكون التقدير : كان الوعد وعدا ، ودلّ على هذا المصدر قوله تعالى : (وَعْداً) ، وقوله : (لَهُمْ فِيها). وخبر كان وعدا ، أو على ربك.

١٧ ـ (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ) : أي واذكر.

(وَما يَعْبُدُونَ) : يجوز أن تكون الواو عاطفة ، وأن تكون بمعنى مع.

(هؤُلاءِ) : يجوز أن يكون بدلا من عبادي ، وأن يكون نعتا.

٢٨٣

١٨ ـ (أَنْ نَتَّخِذَ) : يقرأ بفتح النون وكسر الخاء على تسمية الفاعل ؛ و («مِنْ أَوْلِياءَ)» : هو المفعول الأول ؛ و (مِنْ دُونِكَ) الثاني ؛ وجاز دخول «من» ؛ لأنّه في سياق النفي ، فهو كقوله تعالى : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ).

ويقرأ بضم النون وفتح الخاء على ما لم يسمّ فاعله ، والمفعول الأول مضمر ، و «من أولياء» الثاني. وهذا لا يجوز عند أكثر النحويين ؛ لأنّ «من» لا تزاد في المفعول الثاني ؛ بل في الأول ؛ كقولك : ما اتخذت من أحد وليّا ؛ ولا يجوز ما اتخذت أحدا من ولي ؛ ولو جاز ذلك لجاز : فما منكم أحد عنه من حاجزين ؛ ويجوز أن يكون «من دونك» حالا من أولياء.

٢٠ ـ (إِلَّا إِنَّهُمْ) : كسرت «إن» لأجل اللام في الخبر.

وقيل : لو لم تكن اللام لكسرت أيضا ؛ لأنّ الجملة حالية ؛ إذ المعنى إلا وهم يأكلون.

وقرئ بالفتح على أنّ اللام زائدة ، وتكون أن مصدرية ، ويكون التقدير : إلا أنهم يأكلون ؛ أي وما جعلناهم رسلا إلى الناس إلا لكونهم مثلهم.

ويجوز أن تكون في موضع الحال ، ويكون التقدير : أنهم ذوو أكل.

٢٢ ـ (يَوْمَ يَرَوْنَ) : في العامل فيه ثلاثة أوجه :

أحدها ـ اذكر يوم.

والثاني ـ يعذّبون يوم ، والكلام الذي بعده يدلّ عليه. والثالث ـ لا يبشرون يوم يرون.

ولا يجوز أن تعمل فيه البشرى لأمرين :

أحدهما : أنّ المصدر لا يعمل فيما قبله.

والثاني : أن المنفي لا يعمل فيما قبل لا.

(يَوْمَئِذٍ) : فيه أوجه :

أحدها ـ هو تكرير ليوم الأوّل.

والثاني ـ هو خبر بشرى ، فيعمل فيه المحذوف ؛ و (لِلْمُجْرِمِينَ) : تبيين ، أو خبر ثان.

والثالث ـ أن يكون الخبر للمجرمين ؛ والعامل في يومئذ ما يتعلّق به اللام.

والرابع ـ أن يعمل فيه بشرى إذا قدرت أنها منوّنة غير مبنية مع لا ؛ ويكون الخبر للمجرمين ، وسقط التنوين لعدم الصّرف ؛ ولا يجوز أن يعمل فيه «بشرى» إذا بنيتها مع «لا».

(حِجْراً مَحْجُوراً) : هو مصدر ، والتقدير :

حجرنا حجرا. والفتح والكسر لغتان ؛ وقد قرئ بهما.

٢٥ ـ (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ) :

يقرأ بالتشديد والتخفيف ، والأصل تتشقّق ، وهذا الفعل يجوز أن يراد به الحال والاستقبال ، وأن يراد به الماضي ؛ وقد حكي ، والدليل عليه أنه عطف عليه ، (وَنُزِّلَ) وهو ماض ، وذكر بعد قوله :

(وَيَقُولُونَ حِجْراً) ؛ وهذا يكون بعد تشقّق السماء.

وأما انتصاب «يوم» فعلى تقدير : اذكر ، أو على معنى : وينفرد الله بالملك يوم تشقّق السماء.

(وَنُزِّلَ) : الجمهور على التشديد.

ويقرأ بالتخفيف والفتح.

و (تَنْزِيلاً) : على هذا مصدر من غير لفظ الفعل ؛ والتقدير : نزلوا تنزيلا فنزلوا.

٢٦ ـ (الْمُلْكُ) : مبتدأ ، وفي الخبر أوجه ثلاثة :

أحدها ـ (لِلرَّحْمنِ) ، فعلى هذا يكون الحقّ نعتا للملك ، ويومئذ معمول الملك ، أو معمول ما يتعلق به اللام ؛ ولا يعمل فيه الحقّ ؛ لأنّه مصدر متأخّر عنه.

والثاني ـ أن يكون الخبر الحق ، وللرحمن تبيين ، أو متعلق بنفس الحق ؛ أي يثبت للرحمن.

والثالث ـ أن يكون الخبر يومئذ ، والحقّ نعت للرحمن.

٢٧ ـ (يَقُولُ يا لَيْتَنِي) : الجملة حال.

وفي «يا» هاهنا وجهان ذكرناهما في قوله تعالى : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ).

٣٠ ـ (مَهْجُوراً) : هو مفعول ثان لاتّخذوا ؛ أي صيّروا القرآن مهجورا بإعراضهم عنه.

٢٨٤

٣٢ ـ (جُمْلَةً) : هو حال من القرآن ؛ أي مجتمعا.

(كَذلِكَ) : أي أنزل كذلك ؛ فالكاف في موضوع نصب على الحال ، أو صفة لمصدر محذوف.

واللام في (لِنُثَبِّتَ) يتعلق بالفعل المحذوف.

٣٣ ـ (جِئْناكَ بِالْحَقِ) ؛ أي بالمثل الحق ، أو بمثل أحسن تفسيرا من تفسير مثلهم.

٣٤ ـ (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ) : يجوز أن يكون التقدير : هم الذين ، أو أعني الذين.

و (أُوْلئِكَ) : مستأنف ، ويجوز أن يكون «الذين» مبتدأ ، وأولئك خبره.

٣٥ ـ (هارُونَ) : هو بدل.

٣٦ ـ (فَدَمَّرْناهُمْ) : يقرأ فدمّر انّهم ، وهو معطوف على اذهبا ، والقراءة المشهورة معطوفة على فعل محذوف تقديره : فذهبا فأنذرا فكذّبوهما فدمّرناهم.

٣٧ ـ (وَقَوْمَ نُوحٍ) : يجوز أن يكون معطوفا على ما قبله ؛ أي ودمّرنا قوم نوح.

و (أَغْرَقْناهُمْ) : تبيين للتدمير ؛ ويجوز ؛ أن يكون التقدير : وأغرقنا قوم نوح.

٣٨ ـ (وَعاداً) : أي ودمّرنا ، أو أهلكنا عادا.

٣٩ ـ (وَكُلًّا) : معطوف على ما قبله ؛ ويجوز أن يكون التقدير : وذكرنا كلا ؛ لأنّ (ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ) في معناه.

وأما «كلّا» الثانية فمنصوبة ب (تَبَّرْنا) لا غير.

٤٠ ـ (مَطَرَ السَّوْءِ) : فيه ثلاثة أوجه :

أحدهما ـ أن يكون مفعولا به ثانيا ؛ والأصل أمطرت القرية مطرا ؛ أي أوليتها أو أعطيتها.

والثاني ـ أن يكون مصدرا محذوف الزوائد ؛ أي إمطار السوء.

والثالث ـ أن يكون نعتا لمحذوف ؛ أي إمطارا مثل مطر السوء.

٤١ ـ (هُزُواً) ؛ أي مهزوّا به ؛ وفي الكلام حذف ، تقديره : يقولون (أَهذَا) ؛ والمحذوف حال ، والعائد إلى (الَّذِي) محذوف ؛ أي بعثه.

و (رَسُولاً) : يجوز أن يكون بمعنى مرسل ، وأن يكون مصدرا حذف منه المضاف ؛ أي ذا رسول ، وهو الرّسالة.

٤٢ ـ (إِنْ كادَ) : هي مخففة من الثقيلة ، وقد ذكر الخلاف فيها في مواضع أخر.

(مَنْ أَضَلُ) : هو استفهام.

٤٧ ـ و (نُشُوراً) : قد ذكر في الأعراف.

٤٩ ـ (لِنُحْيِيَ بِهِ) : اللام متعلّقة بأنزلنا ، ويضعف تعلّقها بطهور ؛ لأنّ الماء ما طهر ليحيي.

(مِمَّا خَلَقْنا) : في موضع نصب على الحال من (أَنْعاماً وَأَناسِيَّ) ؛ والتقدير أنعاما مما خلقنا.

ويجوز أن يتعلّق من بنسقيه لابتداء الغاية ، كقولك : أخذت من زيد مالا ؛ فإنهم أجازوا فيه الوجهين.

(وَأَناسِيَ) : أصله أناسين ، جمع إنسان ، كسرحان وسراحين ، فأبدلت النون فيه ياء وأدغمت.

وقبل : هو جمع إنسي على القياس.

٥٠ ـ والهاء في (صَرَّفْناهُ) للماء. والهاء في (بِهِ) للقرآن.

٥٣ ـ (مِلْحٌ) : المشهور على القياس يقال : ماء ملح ؛ وقرئ «ملح» بكسر اللام ، وأصله ؛ مالح على هذا ، وقد جاء في الشذوذ ؛ فحذفت الألف ؛ كما قالوا في بارد برد.

والتاء في فرات أصلية ، ووزنه فعال.

و (بَيْنَهُما) : ظرف لجعل ؛ ويجوز أن يكون حالا من برزخ.

٥٥ ـ (عَلى رَبِّهِ) : يجوز أن يكون خبر كان. و (ظَهِيراً) : حال ، أو خبر ثان ؛ ويجوز أن يتعلّق بظهيرا ؛ وهو الأقوى.

٢٨٥

٥٧ ـ (إِلَّا مَنْ شاءَ) : هو استثناء من غير الجنس.

٥٨ ـ (بِذُنُوبِ) : هو متعلّق ب (خَبِيراً) ؛ أي كفى الله خبيرا بذنوبهم.

٥٩ ـ (الَّذِي خَلَقَ) : يجوز أن يكون مبتدأ.

و (الرَّحْمنُ) : الخبر ؛ وأن يكون خبرا ؛ أي هو الذي ؛ أو نصبا على إضمار أعني ، فيتمّ الكلام على العرش. ويكون الرحمن مبتدأ ، و (فَسْئَلْ بِهِ) الخبر على قول الأخفش ؛ أو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هو الرحمن ، أو بدلا من الضمير في (اسْتَوى).

(بِهِ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ الباء تتعلق ب (خَبِيراً) ، وخبيرا مفعول اسأل.

والثاني ـ أنّ الباء بمعنى عن ، فتتعلّق باسأل.

وقيل : التقدير : فأسأل بسؤالك عنه خبيرا.

ويضعف أن يكون خبيرا حالا من الفاعل في اسأل ، لأنّ الخبير لا يسأل إلا على جهة التوكيد ؛ مثل : (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً) ؛ ويجوز أن يكون حالا من الرحمن إذا رفعته ب «استوى».

٦٠ ـ (لِما تَأْمُرُنا) : يقرأ بالتاء والياء. وفي «ما» ثلاثة أوجه :

أحدهما ـ هي بمعنى الذي. والثاني ـ نكرة موصوفة ، وعلى الوجهين تحتاج إلى عائد ، والتقدير : لما تأمرنا بالسجود له ، ثم بسجوده ، يأمرنا على قول أبي الحسن ؛ وعلى قول سيبويه حذف ذلك كله من غير تدريج.

والوجه الثالث ـ هي مصدرية ؛ أي أنسجد من أجل أمرك ؛ وهذا لا يحتاج الى عائد ، والمعنى : أنعبد لأجل أمرك.

٦١ ـ (سِراجاً) : يقرأ على الإفراد ، والمراد الشمس ، وعلى الجميع بضمتين ؛ أي الشمس والكواكب ، أو يكون كلّ جزء من الشمس سراجا لانتشارها وإضاءتها في موضع دون موضع.

٦٢ ـ و (خِلْفَةً) : مفعول ثان ، أو حال ؛ وأفرد ؛ لأنّ المعنى يخلف أحدهما الآخر ، فلا يتحقق هذا إلا منهما.

والشّكور ـ بالضم : مصدر مثل الشّكر.

٦٣ ـ (وَعِبادُ الرَّحْمنِ) : مبتدأ. وفي الخبر وجهان أحدهما ـ (الَّذِينَ يَمْشُونَ).

والثاني ـ قوله تعالى : (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ). والذين يمشون صفة.

(قالُوا سَلاماً) : «سلاما» هنا مصدر ، وكانوا في مبدأ الإسلام إذا خاطبهم الجاهلون ذكروا هذه الكلمة ؛ لأنّ القتال لم يكن شرع ثم نسخ.

ويجوز أن يكون قالوا بمعنى سلّموا ، فيكون سلاما مصدره.

٦٦ ـ (مُسْتَقَرًّا) : هو تمييز ، وساءت بمعنى بئس.

٦٧ ـ و (يَقْتُرُوا) : بفتح الياء ، وفي التاء وجهان : الكسر ، والضم ؛ وقد قرئ بهما. والماضي ثلاثي ؛ يقال : قتر يقتر ويقتر.

ويقرأ بضم الياء وكسر التاء ، والماضي أقتر ، وهي لغة ، وعليها جاء : (وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ).

(وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ) ؛ أي وكان الإنفاق.

و (قَواماً) الخبر.

ويجوز أن يكون «بين» الخبر و «قواما» حالا.

٦٨ ـ (إِلَّا بِالْحَقِ) : في موضع الحال ، والتقدير : إلا مستحقّين.

والأثام : اسم للمصدر ، مثل السلام والكلام.

٦٩ ـ (يُضاعَفْ) : يقرأ بالجزم على البدل من (يَلْقَ) ؛ إذ كان من معناه ؛ لأنّ مضاعفة العذاب لقى الآثام.

وقرئ بالرفع شاذّا على الاستئناف.

(وَيَخْلُدْ) : الجمهور على فتح الياء.

٢٨٦

ويقرأ بضمها وفتح اللام على ما لم يسمّ فاعله ، وماضيه أخلد بمعنى خلد.

و (مُهاناً) : حال.

٧٠ ـ (إِلَّا مَنْ تابَ) : استثناء من الجنس. في موضع نصب.

٧٤ ـ (وَذُرِّيَّاتِنا) : يقرأ على الإفراد ، وهو جنس في معنى الجمع ؛ وبالجمع.

و (قُرَّةَ) : هو المفعول. ومن أزواجنا وذرياتنا : يجوز أن يكون حالا من قرة ؛ وأن يكون معمول هب.

والمحذوف من (هَبْ) فاؤه ؛ والأصل كسر الهاء ؛ لأنّ الواو لا تسقط إلا على هذا التقدير مثل يعد ، إلا أنّ الهاء فتحت من يهب ، لأنّها حلقية فهي عارضة ؛ فلذلك لم تعد الواو كما لم تعد في يسع ويدع.

(إِماماً) : فيه أربعة أوجه :

أحدها ـ أنه مصدر ، مثل قيام وصيام ، فلم يجمع لذلك ، والتقدير : ذوي إمام.

والثاني ـ أنه جمع إمامة ، مثل قلادة وقلاد.

والثالث ـ هو جمع آمّ ، من أم يؤم ، مثل حالّ وحلال.

والرابع ـ أنه واحد اكتفى به عن أئمة ، كما قال تعالى : (نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً).

٧٥ ـ (وَيُلَقَّوْنَ) : يقرأ بالتخفيف وتسمية الفاعل ؛ وبالتشديد وترك التسمية. والفاعل في (حَسُنَتْ) ضمير الغرفة.

٧٧ ـ (ما يَعْبَؤُا بِكُمْ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ ما يعبأ بخلقكم لولا دعاؤكم ؛ أي توحيدكم.

والثاني ـ ما يعبأ بعذابكم لولا دعاؤكم معه آلهة أخرى.

(فَسَوْفَ يَكُونُ) : اسم كان مضمر دلّ عليه الكلام المتقدم ، أو يكون الجزاء أو العذاب.

و (لِزاماً) : أي ذا لزام ، أو ملازما ، فأوقع المصدر موقع اسم الفاعل ، والله أعلم.

سورة الشعراء

١ ـ (طسم) : مثل الم ، وقد ذكر في أول البقرة.

٢ ـ (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) : مثل : ذلك الكتاب.

٣ ـ و (أَلَّا يَكُونُوا) : مفعول له ؛ أي لئلا ، أو مخافة أن لا.

٤ ـ (فَظَلَّتْ) ؛ أي فتظل ، وموضعه جزم عطفا على جواب الشرط ؛ ويجوز أن يكون رفعا على الاستئناف.

(خاضِعِينَ) : إنما جمع جمع المذكر لأربعة أوجه :

أحدها ـ أنّ المراد بالأعناق عظماؤهم.

والثاني ـ أنه أراد أصحاب أعناقهم.

والثالث ـ أنه جمع عنق من الناس ؛ وهم الجماعة ؛ وليس المراد الرقاب.

والرابع ـ أنه لمّا أضاف الأعناق إلى المذكر وكانت متصلة بهم في الخلقة أجرى عليها حكمهم.

وقال الكسائي : «خاضعين» : هو حال للضمير المجرور لا للأعناق. وهذا بعيد في التحقيق ؛ لأنّ «خاضعين» يكون جاريا على غير فاعل ظلت ، فيفتقر إلى إبراز ضمير الفاعل ؛ فكان يجب أن يكون خاضعين هم.

٧ ـ (كَمْ) : في موضع نصب ب (أَنْبَتْنا).

و (مِنْ كُلِ) : تمييز. ويجوز أن يكون حالا

١٠ ـ (وَإِذْ نادى) ؛ أي واذكر إذا نادى.

و (أَنِ ائْتِ) : مصدرية ؛ أو بمعنى أي.

١١ ـ (قَوْمَ) : هو بدل مما قبله.

(أَلا يَتَّقُونَ) : يقرأ بالياء على الاستئناف وبالتاء على الخطاب ، والتقدير : يا قوم فرعون.

وقيل : هو مفعول يتّقون.

١٣ ـ (وَيَضِيقُ صَدْرِي) ـ بالرفع على الاستئناف ؛ أي وأنا يضيق صدري بالتكذيب ، وبالنصب عطفا على المنصوب قبله ، وكذلك «ينطلق».

(فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) ؛ أي ملكا يعلمه أنه عضدي ، أو نبيّ معي.

١٦ ـ (إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) : في إفراده أوجه :

أحدها ـ هو مصدر كالرسالة ؛ أي ذوا رسول ، أو إنّا رسالة على المبالغة.

والثاني ـ أنه اكتفى بأحدهما إذ كانا على أمر واحد.

والثالث ـ أن موسى عليه‌السلام كان هو الأصل وهارون تبع ؛ فذكر الأصل.

١٨ ـ (مِنْ عُمُرِكَ) : في موضع الحال من (سِنِينَ).

١٩ ـ و (فَعْلَتَكَ) ـ بالفتح وقرئ بالكسر ؛ أي المألوفة منك.

٢٢ ـ (وَتِلْكَ) : حرف الاستفهام محذوف ؛ أي : أو تلك.

و (تَمُنُّها) : في موضع رفع صفة لنعمة ، وحرف الجر محذوف ؛ أي بها.

وقيل : حمل (عَلَيَّ) بذكر أو بعبّد.

و (أَنْ عَبَّدْتَ) : بدل من نعمة. أو على إضمار هي ، أو من الهاء في تمنّها ، أو في موضع جر بتقدير الباء ، أي بأن عبدت.

٢٨٧

٢٣ ـ (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) : إنما جاء ب «ما» لأنّه سأل عن صفاته وأفعاله ؛ أي ما صفته وما أفعاله؟ ولو أراد العين لقال من ؛ ولذلك أجابه موسى عليه‌السلام بقوله : (رَبُّ السَّماواتِ).

وقيل : جهل حقيقة السؤال ، فجاء موسى بحقيقة الجواب.

٣٤ ـ (لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ) : حال من الملأ ؛ أي كائنين حوله.

وقال الكوفيون : الموصوف محذوف ؛ أي الذين حوله. وهنا مسائل كثيرة ذكرت في الأعراف ، وطه.

٤٤ ـ (بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ) ؛ أي نحلف.

٥١ ـ (أَنْ كُنَّا) ؛ أي لأنّ كنّا.

٥٤ ـ (قَلِيلُونَ) : جمع على المعنى ؛ لأنّ الشّرذمة جماعة.

٥٦ ـ وحذرون : بغير ألف ، وبالألف لغتان ، وقيل : الحاذر بالألف : المتسلح.

ويقرأ بالدال ، والحادر : القوي ، والممتلئ أيضا من الغيظ أو الخوف.

٥٩ ـ (كَذلِكَ) ؛ أي إخراجا كذلك.

٦٠ ـ (مُشْرِقِينَ) : حال. والمشرق : الذي دخل عليه الشروق.

٦١ ـ (لَمُدْرَكُونَ) ـ بالتخفيف والتشديد ، يقال : أدركته وأدركته.

٦٤ ـ (وَأَزْلَفْنا) ـ بالفاء ؛ أي قرّبنا ؛ والإشارة إلى أصحاب موسى.

ويقرأ شاذّا بالقاف ؛ أي صيرنا قوم فرعون إلى مزلقة.

٧٠ ـ (إِذْ قالَ) : العامل في إذ (نَبَأَ).

٧٢ ـ (هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ) : يقرأ بفتح الياء ، والميم ؛ أي يسمعون دعاءكم ، فحذف المضاف لدلالة (تَدْعُونَ) عليه.

ويقرأ بضم الياء وكسر الميم ؛ أي يسمعونكم جواب دعائكم إياهم.

٧٤ ـ (كَذلِكَ) : منصوب ب (يَفْعَلُونَ).

٢٨٨

٧٧ ـ (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي) : أفرد على النسب ؛ أي ذوو عداوة ؛ ولذلك يقال في المؤنث : هي عدوّ ، كما يقال حائض ؛ وقد سمع عدوّة.

(إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هو استثناء من غير الجنس ؛ لأنّه لم يدخل تحت الأعداء.

والثاني ـ هو من الجنس ؛ لأنّ آباءهم قد كان منهم من يعبد الله وغير الله. والله أعلم.

٧٨ ـ (الَّذِي خَلَقَنِي) : «الذي» مبتدأ ، و (فَهُوَ) : مبتدأ ثان ، و (يَهْدِينِ) : خبره ، والجملة خبر الذي.

وأما ما بعدها من «الذي» فصفات للذي الأولى ؛ ويجوز إدخال الواو في الصفات.

وقيل : المعطوف مبتدأ ، وخبره محذوف استغناء بخبر الأول.

٨٥ ـ (وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ) ؛ أي وارثا من ورثة ... ؛ فمن متعلقة بمحذوف.

٨٨ ـ (يَوْمَ لا يَنْفَعُ) : هو بدل من «يوم» الأول.

٨٩ ـ (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ) : فيه وجهان : أحدهما ـ هو من غير الجنس ؛ أي لكن من أتى الله يسلم أو ينتفع.

والثاني ـ أنه متصل ؛ وفيه وجهان :

أحدهما : هو في موضع نصب بدلا من المحذوف ، أو استثناء منه ، والتقدير : لا ينفع مال ولا بنون أحدا إلا من أتى. والمعنى : أن المال إذا صرف في وجوه البر والبنين الصالحين ينتفع بهم من نسب إليهم وإلى صلاحهم.

والوجه الثاني : هو في موضع رفع على البدل من فاعل ينفع ، وغلب من يعقل ، ويكون التقدير : إلا مال من ، أو بنو من ؛ فإنه ينفع نفسه أو غيره بالشفاعة.

وقال الزمخشري : يجوز أن يكون مفعول ينفع ؛ أي لا ينفع ذلك إلا رجلا أتى الله.

٩٨ ـ (إِذْ نُسَوِّيكُمْ) : يجوز أن يكون العامل فيه (مُبِينٍ) ، أو فعل محذوف دلّ عليه ضلال ؛ ولا يجوز أن يعمل في ضلال ، لأنّه قد وصف.

١٠٢ ـ (فَنَكُونَ) : هو معطوف على (كَرَّةً) ؛ أي لو أنّ لنا أن نكرّ فنكون ؛ أي فأن نكون.

١١١ ـ (وَاتَّبَعَكَ) : الواو للحال.

وقرئ شاذّا «وأتباعك» على الجمع ، وفيه وجهان :

أحدها ـ هو مبتدأ ، وما بعده الخبر ، والجملة حال.

والثاني ـ هو معطوف على ضمير الفاعل في (نُؤْمِنُ).

و (الْأَرْذَلُونَ) : صفة ؛ أي أنستوي نحن وهم؟

١١٨ ـ (فَتْحاً) : يجوز أن يكون مصدرا مؤكّدا ، وأن يكون مفعولا به ، ويكون الفتح بمعنى المفتوح ، كما قالوا : هذا من فتوح عمر.

١٢٨ ـ (تَعْبَثُونَ) : هو حال من الضمير في «تبنون».

١٢٩ ـ و (تَخْلُدُونَ) : على تسمية الفاعل والتخفيف ، وعلى ترك التسمية والتشديد والتخفيف ، والماضي خلد وأخلد.

١٣٣ ـ (أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ) : هذه الجملة مفسّرة لما قبلها ، ولا موضع لها من الإعراب.

٢٨٩

١٣٦ ـ (أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ) : هذه الجملة وقعت موقع أم لم تعظ.

١٣٧ ـ (إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ) ـ بفتح الخاء وإسكان اللام ؛ أي افتراء الأوّلين ؛ أي مثل افترائهم.

ويجوز أن يراد به الناس ؛ أي هل نحن وأنت إلا مثل من تقدم في دعوى الرسالة والتكذيب ، وأنا نموت ولا تعاد.

ويقرأ بضمتين ؛ أي عادة الأوّلين.

١٤٧ ـ (فِي جَنَّاتٍ) : هو بدل من قوله هاهنا ، بإعادة الجار.

١٤٩ ـ فرهين : هو حال.

ويقرأ : «فارهين» بالألف وهما لغتان.

١٦٨ ـ (مِنَ الْقالِينَ) ؛ أي لقال من القالين ؛ ف «من» صفة للخبر متعلّقة بمحذوف واللام متعلقة بالخبر المحذوف ، وبهذا تخلص من تقديم الصلة على الموصول ؛ إذ لو جعلت من القالين الخبر لأعملته في ل «عملكم».

١٧٦ ـ (أَصْحابُ الْأَيْكَةِ) : يقرأ بكسر التاء مع تحقيق الهمزة ، وتخفيفها بالإلقاء ، وهو مثل الأنثى والأنثى.

وقرئ «ليكة» ـ بياء بعد اللام وفتح التاء ؛ وهذا لا يستقيم ؛ إذ ليس في الكلام ليكة حتى يجعل علما ، فإن ادعي قلب الهمزة لاما فهو في غاية البعد.

١٨٤ ـ (وَالْجِبِلَّةَ) : يقرأ بكسر الجيم والباء وضمها مع التشديد ، وهما لغتان.

١٩٢ ـ (وَإِنَّهُ) : الهاء ضمير القرآن ، ولم يجر له ذكر.

والتنزيل بمعنى المنزل.

١٩٣ ـ (نَزَلَ بِهِ) : يقرأ على تسمية الفاعل ، وهو (الرُّوحُ الْأَمِينُ) ، وعلى ترك التسمية والتشديد.

ويقرأ بتسمية الفاعل والتشديد. و «الروح» ـ بالنصب ؛ أي أنزل الله جبريل بالقرآن. وبه حال.

٢٩٠

١٩٥ ـ (بِلِسانٍ) : يجوز أن تتعلق الباء بالمنذرين وأن تكون بدلا من «به» ؛ أي بلسان عربي ؛ أي برسالة ، أو لغة.

١٩٧ ـ (أَوَلَمْ يَكُنْ) : يقرأ بالتاء ؛ وفيها وجهان :

أحدهما ـ هي التامة ، والفاعل (آيَةً) ، و (أَنْ يَعْلَمَهُ) : بدل ، أو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي أو لم تحصل لهم آية.

والثاني ـ هي ناقصة ؛ وفي اسمها وجهان :

أحدهما : ضمير القصة ، و «أن يعلمه» مبتدأ ، وآية خبر مقدم ، والجملة خبر كان.

والثاني ـ هي ناقصة ؛ وفي اسمها وجهان :

أحدهما : ضمير القصة وأن يعلمه مبتدأ وآية خبر مقدم ؛ والجملة خبر كان.

والثاني : اسمها آية ، وفي الخبر وجهان :

أحدهما : لهم ، وأن يعلمه بدل ، أو خبر مبتدأ محذوف.

والثاني : أن يعلمه.

وجاز أن يكون الخبر معرفة ؛ لأنّ تنكير المصدر وتعريفه سواء ، وقد تخصصت آية ب (لَهُمْ) ؛ ولأنّ علم بني إسرائيل لم يقصد به معين. ويقرأ بالياء ؛ فيجوز أن يكون مثل التاء ؛ لأنّ التأنيث غير حقيقي.

وقد قرئ على الياء آية بالنصب على أنه خبر مقدم.

١٩٨ ـ (الْأَعْجَمِينَ) ؛ أي الأعجميين فحذف ياء النسبة ، كما قالوا : الأشعرون أي الأشعريون ، وواحده أعجمي ، ولا يجوز أن يكون جمع أعجم ؛ لأنّ مؤنثه عجماء ؛ ومثل هذا لا يجمع جمع التصحيح.

٢٠٠ ـ (سَلَكْناهُ) : قد ذكر مثله في الحجر والله أعلم.

٢٠٢ ، ٢٠٣ ـ (فَيَأْتِيَهُمْ) ، (فَيَقُولُوا) :

هما معطوفان على «يروا».

٢٠٧ ـ (ما أَغْنى عَنْهُمْ) : يجوز أن يكون استفهاما ، فتكون «ما» في موضع نصب ، وأن يكون نفيا ؛ أي ما أغنى عنهم شيئا.

٢٠٩ ـ (ذِكْرى) : يجوز أن يكون مفعولا له ، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف ؛ أي الإنذار ذكرى.

٢٢٣ ـ (يُلْقُونَ) : هو حال من الفاعل في (تَنَزَّلُ).

٢٢٥ ـ (يَهِيمُونَ) : يجوز أن يكون خبر «أنّ» ، فيعمل في (فِي كُلِّ وادٍ) ؛ وأن يكون حالا ، فيكون الخبر (فِي كُلِّ وادٍ).

٢٢٧ ـ (أَيَّ مُنْقَلَبٍ) : هو صفة لمصدر محذوف ، والعامل (يَنْقَلِبُونَ) ؛ أي ينقلبون انقلابا ؛ أي منقلب ؛ ولا يعمل فيه «يعلم» ؛ لأنّ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله. والله أعلم.

سورة النمل

١ ـ (تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ) : هو مثل قوله :

(ذلِكَ الْكِتابُ) ـ في أول البقرة.

(وَكِتابٍ) ـ بالجر عطفا على المجرور ؛ وبالرفع عطفا على آيات ؛ وجاء بالواو ، كما جاء في قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ). وقد ذكر.

فإن قيل : ما وجه الرفع عطفا على آيات؟ ففيه ثلاثة أوجه :

أحدهما ـ أنّ الكتاب مجموع آيات ، فكأن التأنيث على المعنى.

والثاني ـ أنّ التقدير : وآيات كتاب ، فاقيم المضاف إليه مقام المضاف.

٢٩١

والثالث ـ أنه حسن لما صحت الإشارة إلى آيات ، ولو ولي الكتاب «تلك» لم يحسن ؛ ألا ترى أنك تقول : جاءتني هند وزيد ، ولو حذفت هندا أو أخّرتها لم يجز التأنيث.

٢ ـ (هُدىً وَبُشْرى) : هما في موضوع الحال من «آيات» ، أو من «كتاب» إذا رفعت ؛ ويضعف أن يكون من المجرور. ويجوز أن يكون حالا من الضمير في (مُبِينٌ) جررت أو رفعت ؛ ويجوز أن يكونا في موضع رفع خبر بعد خبر ، أو على حذف مبتدأ.

٧ ـ (إِذْ قالَ مُوسى) ؛ أي واذكر.

(بِشِهابٍ قَبَسٍ) : الإضافة من باب «ثوب خزّ» ؛ لأنّ الشهاب نوع من القبس ؛ أي المقبوس.

والتنوين على الصفة.

والطاء في «يصطلون» بدل من تاء افتعل من أجل الصاد.

٨ ـ (نُودِيَ) : في ضمير الفاعل ثلاثة أوجه :

أحدها ـ هو ضمير موسى عليه‌السلام ؛ فعلى هذا في «أن» ثلاثة أوجه : هي بمعنى أي ؛ لأنّ النداء معنى القول.

والثاني : هي مصدرية والفعل صلة لها والتقدير : لبركة من في النار ، أو ببركة : أي أعلم بذلك.

والثالث ـ هي مخفّفة من الثقيلة ، وجاز ذلك من غير عوض ، لأنّ بورك دعاء ، والدعاء يخالف غيره في أحكام كثيرة.

والوجه الثاني ـ لا ضمير في «نودي» ، والمرفوع به أن بورك ، والتقدير : نودي بأن بورك ، كما تقول : قد نودي بالرخص.

والثالث ـ المصدر مضمر ؛ أي نودي النداء ، ثم فسر بما بعده ؛ كقوله تعالى : (ثُمَّ بَدا لَهُمْ).

وأما «من» فمرفوعة ببورك ؛ والتقدير : بورك من في جوار ، وبورك من حولها.

وقيل : التقدير : بورك مكان من في النار ، ومكان من حولها من الملائكة.

٩ ـ (إِنَّهُ أَنَا اللهُ) : الهاء ضمير الشأن ، و «أنا الله» مبتدأ وخبر.

ويجوز أن يكون ضمير «رب» ؛ أي إن الرب أنا الله ، فيكون أنا فصلا ، أو توكيدا ، أو خبر إن ، والله بدل منه.

١٠ ـ (تَهْتَزُّ) : هو حال من الهاء في (رَآها).

و (كَأَنَّها جَانٌ) : حال من الضمير في تهتزّ.

١١ ـ (إِلَّا مَنْ ظَلَمَ) : هو استثناء منقطع في موضع نصب.

ويجوز أن يكون في موضع رفع بدلا من الفاعل.

١٢ ـ (بَيْضاءَ) : حال. و (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) : حال أخرى. و (فِي تِسْعِ) حال ثالثة ، والتقدير : آية في تسع آيات.

و (إِلى) : متعلقة بمحذوف ؛ تقديره : مرسلا إلى فرعون.

ويجوز أن يكون صفة لتسع ، أو لآيات ؛ أي واصلة إلى فرعون.

١٣ ـ و (مُبْصِرَةً) : حال ، ويقرأ بفتح الميم والصاد ، وهو مصدر مفعول له ؛ أي تبصرة.

١٤ ـ و (ظُلْماً) : حال من الضمير في (جَحَدُوا) ؛ ويجوز أن يكون مفعولا من أجله.

ويقرأ : «غلوا» ـ بالغين المعجمة ؛ والمعنى متقارب.

و (كَيْفَ) : خبر كان ، و (عاقِبَةُ) : اسمها.

١٧ ـ و (مِنَ الْجِنِ) : حال من جنوده.

١٨ ـ و (نَمْلَةٌ) ـ بسكون الميم وضمها لغتان.

(ادْخُلُوا) : أتى بضمير من يعقل ؛ لأنّه وصفها بصفة من يعقل.

(لا يَحْطِمَنَّكُمْ) : نهي مستأنف.

وقيل : هو جواب الأمر ؛ وهو ضعيف ؛ لأنّ جواب الأمر لا يؤكد بالنون في الاختيار.

١٩ ـ و (ضاحِكاً) : حال مؤكدة. وقيل : مقدرة ؛ لأنّ التبسّم مبدأ الضحك.

ويقرأ «ضحكا» على أنه مصدر ؛ والعامل فيه تبسّم ؛ لأنّه بمعنى ضحك ؛ ويجوز أن يكون اسم فاعل مثل نصب ؛ لأنّ ماضيه ضحك ، وهو لازم.

٢١ ـ (عَذاباً) ؛ أي تعذيبا.

٢٢ ـ (فَمَكَثَ) ـ بفتح الكاف وضمها لغتان.

(غَيْرَ بَعِيدٍ) : أي مكانا غير بعيد ، أو وقتا أو مكثا ؛ وفي الكلام حذف ؛ أي فجاء.

و (سَبَإٍ) ـ بالتنوين ، على أنه اسم رجل أو بلد ، وبغير تنوين على أنها بقعة أو قبيلة.

٢٩٢

٢٣ ـ (وَأُوتِيَتْ) : يجوز أن يكون حالا ، و «قد» مقدّرة ، وأن يكون معطوفا ؛ لأنّ (تَمْلِكُهُمْ) بمعنى ملكتهم.

٢٥ ـ (أَلَّا يَسْجُدُوا) : في «لا» وجهان :

أحدهما ـ ليست زائدة ، وموضع الكلام نصب بدلا من (أَعْمالَهُمْ) ، أو رفع على تقدير : هي ألا يسجدوا.

والثاني ـ هي زائدة ، وموضعه نصب بيهتدون ؛ أي لا يهتدون لأن يسجدوا ؛ أو جرّ على إرادة الجار.

ويجوز أن يكون بدلا من السبيل ؛ أي وصدّهم عن أن يسجدوا.

ويقرأ : ألا يسجدوا ، فألا تنبيه ، ويا : نداء ، والمنادى محذوف ؛ أي يا قوم ، اسجدوا.

وقال جماعة من المحققين : دخل حرف التنبيه على الفعل من غير تقدير حذف ؛ كما دخل في «هلمّ».

٢٨ ـ (ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ) ؛ أي قف عنهم حجزا لتنظر ماذا يردّون ؛ ولا تقديم في هذا. وقال أبو علي : فيه تقديم ؛ أي فانظر ماذا يرجعون ثم تولّ عنهم.

٣٠ ـ (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ) : بالكسر على الاستئناف ، وبالفتح بدلا من (كِتابٌ) ، أو مرفوع بكريم.

٣١ ـ (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَ) : موضعه رفع بدلا من «كتاب» ؛ أي هو أن لا تعلوا ؛ أو في موضع نصب ؛ أي لأن لا تعلوا. ويجوز أن تكون «أن» بمعنى أي ؛ فلا يكون لها موضع.

ويقرأ بالغين ؛ أي لا تزيدوا.

٣٣ ـ (ما ذا) : هو مثل قوله تعالى : (ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا). وقد ذكر.

٣٤ ـ (وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ) : من تمام الحكاية عنها.

وقيل : هو مستأنف من الله تعالى.

٣٦ ـ أتمدّونني ؛ بالإظهار على الأصل ، وبالإدغام لأنّهما مثلان.

٣٩ ـ (عِفْرِيتٌ) : التاء زائدة ، لأنّه من العفر ، يقال : عفرية وعفريت.

٤٠ ـ و (آتِيكَ) : فعل ؛ ويجوز أن يكون اسم فاعل.

و (مُسْتَقِرًّا) ؛ أي ثابتا غير متقلقل ؛ وليس بمعنى الحصول المطلق ؛ إذ لو كان كذلك لم يذكّر.

و (أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ) : في موضع نصب ؛ أي ليبلو شكري وكفري.

٤١ ـ و (نَنْظُرْ) ـ بالجزم على الجواب ، وبالرفع على الاستئناف.

٤٣ ـ (وَصَدَّها) : الفاعل (ما كانَتْ).

وقيل : ضمير اسم الله أي وصدها الله عما كانت.

(إِنَّها) ـ بالكسر على الاستئناف. وبالفتح ؛ أي لأنّها ، أو على البدل من «ما» وتكون على هذا مصدرية.

٤٤ ـ و (ادْخُلِي الصَّرْحَ) ؛ أي في الصرح ؛ وقد ذكر نظيره.

(وَأَسْلَمْتُ) ؛ أي وقد أسلمت.

٢٩٣

٤٥ ـ (فَإِذا هُمْ) : «إذا» هنا للمفاجأة ؛ فهي مكان ، وهو مبتدأ ، و (فَرِيقانِ) : الخبر ، و (يَخْتَصِمُونَ) : صفة ، وهي العاملة في إذا.

٤٧ ـ و (اطَّيَّرْنا) : قد ذكر في الأعراف.

٤٨ ـ و (رَهْطٍ) : اسم للجمع ؛ فلذلك أضيف تسعة إليه.

و (يُفْسِدُونَ) : صفة لتسعة ، أو لرهط.

٤٩ ـ (تَقاسَمُوا) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هو أمر ؛ أي أمر بعضهم بعضا بذلك ؛ فعلى هذا يجوز في (لَنُبَيِّتَنَّهُ) النون ؛ تقديره : قولوا لنبيّتنّه ، والتاء على خطاب الآمر المأمور ؛ ولا يجوز الياء.

والثاني ـ هو فعل ماض ؛ فيجوز الأوجه الثلاثة ، وهو على هذا تفسير لقالوا.

و (مَهْلِكَ) : قد ذكر في الكهف.

٥١ ـ (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ) : في «كان» وجهان :

أحدهما ـ هي الناقصة ، و «عاقبة» : مرفوعة على أنها اسمها ، وفي الخبر وجهان : أحدهما : كيف. و (أَنَّا دَمَّرْناهُمْ) إن كسرت كان مستأنفا ، وهو مفسّر لمعنى الكلام ، وإن فتحت فيه أوجه : أحدهما : أن يكون بدلا من العاقبة. والثاني : خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هي أنا دمرناهم. والثالث : أن يكون بدلا من «كيف» عند بعضهم.

وقال آخرون : لا يجوز ذلك ؛ لأنّ البدل من الاستفهام يلزم فيه إعادة حرفه ؛ كقولك : كيف زيد أصحيح أم مريض؟

والرابع : هو في موضع نصب ؛ أي بأنا أو لأنا.

والوجه الثاني : أن يكون خبر كان «أنا دمرناهم» إذا فتحت ؛ وإذا كسرت لم يجز ؛ لأنّه ليس في الجملة ضمير يعود على عاقبة ، وكيف : على هذا حال ، والعامل فيها كان ، أو ما يدلّ عليه الخبر.

والوجه الثاني من وجهي كان ـ أن تكون التامة ، وكيف على هذا حال لا غير. وإنا دمّرنا بالكسر مستأنف ، وبالفتح على ما تقدّم إلا في كونها خبرا.

٥٢ ـ (خاوِيَةً) : هو حال من البيوت ، والعامل الإشارة ، والرفع جائز على ما ذكرنا في : (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً).

و (بِما) : يتعلق بخاوية. ٥٤ ـ (وَلُوطاً) ؛ أي وأرسلنا لوطا.

٥٥ ـ و (شَهْوَةً) : قد ذكر في الأعراف.

٥٩ ـ (وَسَلامٌ) : الجملة محكيّة أيضا ، وكذلك (آللهُ خَيْرٌ) ؛ أي قل ذلك كلّه.

٦٠ ـ (ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا) : الكلام كله نعت لحدائق. ويجوز أن يكون مستأنفا.

٦١ ـ و (خِلالَها) : ظرف ، وهو المفعول الثاني ، و (بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ) كذلك ويجوز أن ينتصب بين بحاجز ؛ أي ما يحجز بين البحرين.

٦٣ ـ و (بُشْراً) : قد ذكر في الأعراف.

٦٥ ـ (مَنْ فِي السَّماواتِ) : فاعل يعلم ، و (الْغَيْبَ) : مفعوله ؛ و (إِلَّا اللهُ) : بدل من «من» ؛ ومعناه : لا يعلم أحد.

وقيل : إلا بمعنى غير ، وهي صفة لمن.

٦٦ ـ (بَلِ ادَّارَكَ) : فيه قراءات :

إحداها ـ أدرك مثل أخرج ؛ ومنهم من يلقي حركة الهمزة على اللام.

والثانية ـ بل ادّرك على افتعل ، وقد ذكر في الأعراف.

٢٩٤

والثالثة ـ ادّارك ، وأصله تدارك ، ثم سكنت التاء واجتلبت لها همزة الوصل.

والرابع ـ تدارك ؛ أي تتابع علمهم في الآخرة ؛ أي بالآخرة. والمعنى ، بل تمّ علمهم بالآخرة لما قام عليه من الأدلّة فما انتفعوا ، بل هم في شكّ.

و (مِنْها) يتعلق ب (عَمُونَ).

٦٧ ـ (وَآباؤُنا) : هو معطوف على الضمير في (كُنَّا) من غير توكيد ، لأنّ المفعول فصل فجرى مجرى التوكيد.

٧٢ ـ (عَسى أَنْ يَكُونَ) : أن يكون فاعل عسى ، واسم كان مضمر فيها ؛ أي أن يكون الشأن ؛ وما بعده في موضع نصب خبر كان ، وقد ذكر مثله في آخر الأعراف.

(رَدِفَ لَكُمْ) : الجمهور بكسر الدال.

وقرئ بالفتح ، وهي لغة ، واللام زائدة ؛ أي ردفكم.

ويجوز ألا تكون زائدة ، ويحمل الفعل على معنى دنا لكم ، أو قرب من أجلكم ، والفاعل بعض.

٧٤ ـ (ما تُكِنُ) : من أكننت.

ويقرأ بفتح التاء وضم الكاف من كننت ؛ أي سترت.

٨٠ ـ و (لا تُسْمِعُ) ـ بالضم على إسناد الفعل إلى المخاطب.

٨١ ـ (وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ) : على الإضافة ، وبالتنوين ؛ والنصب على إعمال اسم الفاعل ، وتهدي على أنه فعل.

و (عَنْ) : يتعلّق ب «هادي» ، وعدّاه بعن ، لأنّ معناه تصرف ، ويجوز أن تتعلق بالعمي ، ويكون المعنى أنّ العمى صدر عن ضلالتهم.

٨٢ ـ (تُكَلِّمُهُمْ) : يقرأ بفتح التاء وكسر اللام مخففا بمعنى تسمهم وتعلّم فيهم ، من كلمه إذا جرحه.

ويقرأ بالضم والتشديد ، وهو بمعنى الأول ، إلا أنه شدّد للتكثير ؛ ويجوز أن يكون من الكلام.

(أَنَّ النَّاسَ) ـ بالكسر على الاستئناف.

وبالفتح ، أي تكلمهم بأنّ الناس ، أو تخبرهم بأن الناس ، أو لأنّ الناس.

٨٣ ـ (وَيَوْمَ نَحْشُرُ) ؛ أي واذكر يوم.

وكذلك (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ، فَفَزِعَ) ؛ بمعنى فيفزع.

٨٧ ـ (وَكُلٌّ أَتَوْهُ) : على الفعل ، وآتوه ـ بالمد على أنه اسم.

و (داخِرِينَ) : حال.

٨٨ ـ (تَحْسَبُها) : الجملة حال من الجبال ، أو من الضمير في (تَرَى).

(وَهِيَ تَمُرُّ) : حال من الضمير المنصوب في (تَحْسَبُها) ، ولا يكون حالا من الضمير في جامدة ؛ إذ لا يستقيم أن تكون جامدة مارّة مرّ السحاب ؛ والتقدير : مرّا مثل مرّ السحاب.

و (صُنْعَ اللهِ) : مصدر عمل فيه ما دلّ عليه تمرّ ؛ لأنّ ذلك من صنعه سبحانه ؛ فكأنه قال : أصنع ذلك صنعا ، وأظهر الاسم لما لم يذكر.

٨٩ ـ (خَيْرٌ مِنْها) : يجوز أن يكون المعنى أفضل منها ، فيكون «من» في موضوع نصب.

ويجوز أن يكون بمعنى فضل ، فيكون من في موضع نصب. ويجوز أن يكون بمعنى فضل ، فيكون «منها» في موضع رفع صفة لخبر ؛ أي فله خير حاصل بسببها.

(مِنْ فَزَعٍ) ـ بالتنوين.

(يَوْمَئِذٍ) : بالنصب.

ويقرأ : «من فزع يومئذ» بالإضافة ؛ وقد ذكر مثله في هود عند قوله : (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ).

٩٠ ـ (هَلْ تُجْزَوْنَ) : أي يقال لهم ، وهو في موضع نصب على الحال ؛ أي فكبّت وجوهم مقولا لهم هل تجزون.

٢٩٥

٩١ ـ (الَّذِي حَرَّمَها) : هو صفة لربّ.

وقرئ التي على الصفة للبلدة. والله أعلم.

سورة القصص

قد تقدم ذكر الحروف المقطعة والكلام على ذلك؟

٣ ـ (نَتْلُوا عَلَيْكَ) : مفعوله محذوف دلّت عليه صفته ، تقديره : شيئا من نبأ موسى. وعلى قول الأخفش «من» زائدة.

و (بِالْحَقِ) : حال من النّبإ.

٤ ـ (يَسْتَضْعِفُ) : يجوز أن يكون صفة لشيعا ، و (يُذَبِّحُ) تفسير له ، أو حال من فاعل «يستضعف» ؛ ويجوز أن يكونا مستأنفين.

٦ ـ (مِنْهُمْ) : يتعلق بنرى ، ولا يتعلق ب (يَحْذَرُونَ) ؛ لأنّ الصلة لا تتقدم على الموصول.

٧ ـ و (أَنْ أَرْضِعِيهِ) : يجوز أن تكون أن مصدرية ، وأن تكون بمعنى أي.

٨ ـ (لِيَكُونَ لَهُمْ) : اللام للصيرورة ، لا لام الغرض.

والحزن والحزن لغتان.

٩ ـ (قُرَّتُ عَيْنٍ) ؛ أي هو قرّة عين.

و (لِي وَلَكَ) : صفتان لقرّة ؛ وحكى بعضهم أن الوقف على «لا» ؛ وهو خطأ ؛ لأنّه لو كان كذلك لقال تقتلونه ؛ أي أتقتلونه على الإنكار ؛ ولا جازم على هذا.

١٠ ـ (فارِغاً) ؛ أي من الخوف.

ويقرأ «فرغا» ـ بكسر الفاء وسكون الراء ؛ كقولهم : ذهب دمه فرغا ؛ أي باطلا ؛ أي أصبح حزن فؤادها باطلا.

ويقرأ : «قرعا» ؛ وهو ظاهر.

ويقرأ : «فرغا» ؛ أي خاليا من قولهم : فرغ الفناء ، إذا خلا.

وإن مخففة من الثقيلة ؛ وقيل بمعنى ما ، وقد ذكرت نظائره.

وجواب لولا محذوف دلّ عليه (إِنْ كادَتْ).

و (لِتَكُونَ) : اللام متعلقة بربطنا.

١١ ـ (عَنْ جُنُبٍ) : هو في موضع الحال إمّا من الهاء في «به» ؛ أي بعيدا ، أو من الفاعل في «بصرت» ؛ أي مستخفية. ويقرأ : عن جنب ، وعن جانب ، والمعنى متقارب.

١٢ ـ و (الْمَراضِعَ) : جمع مرضعة ، ويجوز أن يكون جمع مرضع الذي هو مصدر.

١٣ ـ (وَلا تَحْزَنَ) : معطوف على (تَقَرَّ).

١٥ ـ و (عَلى حِينِ غَفْلَةٍ) : حال من المدينة ؛ ويجوز أن يكون حالا من الفاعل ؛ أي مختلسا.

(هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ) : الجملتان في موضع نصب صفة لرجلين.

(مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) ؛ أي من تحسينه ، أو من تزيينه.

١٧ ـ (بِما أَنْعَمْتَ) : يجوز أن يكون قسما والجواب محذوف.

و (فَلَنْ أَكُونَ) : تفسير له ، أي لأتوبنّ.

ويجوز أن يكون استعطافا ، أي كما أنعمت عليّ فاعصمني فلن أكون.

١٨ ـ و (يَتَرَقَّبُ) : حال مبدلة من الحال الأولى ، أو تأكيد لها ، أو حال من الضمير في (خائِفاً).

٢٩٦

و (إذا) : للمفاجأة ، وما بعدها مبتدأ ، و (يَسْتَصْرِخُهُ) الخبر ، أو حال ؛ والخبر (فَإِذَا).

٢٣ ـ (يُصْدِرَ) : يقرأ بصاد خالصة ، وبزاي خالصة لتجانس الدال ، ومنهم من يجعلها بين الصاد والزاي لينبّه على أصلها ؛ وهذا إذا سكنت الصاد ، ومن ضمّ الياء حذف المفعول ؛ أي يصدر الرعاء. ماشيتهم.

والرّعاء ـ بالكسر : جمع راع ، كقائم ، وقيام. وبضم الراء ؛ وهو اسم للجمع ، كالتّؤام والرّخال. و (عَلَى اسْتِحْياءٍ) : حال.

٢٥ ـ و (ما سَقَيْتَ لَنا) ؛ أي أجر سقيك ، فهي مصدرية.

٢٧ ـ و (هاتَيْنِ) : صفة ، والتشديد والتخفيف قد ذكر في النساء في قوله تعالى : (وَالَّذانِ). و (عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي) : في موضوع الحال ، كقولك : أنكحتك على مائة ؛ أي مشروطا عليك ، أو واجبا عليك ونحو ذلك. ويجوز أن تكون حالا من الفاعل.

و (ثَمانِيَ) : ظرف.

(فَمِنْ عِنْدِكَ) : يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ؛ أي فالتمام.

ويجوز أن يكون في موضع نصب ؛ أي فقد أفضلت من عندك.

٢٨ ـ (ذلِكَ) : مبتدأ. و (بَيْنِي وَبَيْنَكَ) : الخبر. والتقدير : بيننا.

و (أَيَّمَا) : نصب ب (قَضَيْتُ) ، وما زائدة.

وقيل : نكرة ، و (الْأَجَلَيْنِ) بدل منها ، وهي شرطية ؛ و (فَلا عُدْوانَ) جوابها.

٢٩ ـ (جَذْوَةٍ) ـ بالكسر والفتح والضم لغات ، وقد قرئ بهنّ.

٣٠ ـ (أَنْ يا مُوسى) : أن مفسّرة ، لأنّ النداء قول ، والتقدير : أي يا موسى.

وقيل : هي المخففة ، والتقدير : بأن يا موسى.

٣٢ ـ (مِنَ الرَّهْبِ) : «من» متعلقة بولّى ؛ أي هرب من الفزع. وقيل : ب (مُدْبِراً).

٢٩٧

وقيل بمحذوف ؛ أي يسكن من الرهب. وقيل باضمم ؛ أي من أجل الرّهب. والرّهب بفتح الراء والهاء ، وبفتح الراء وإسكان الهاء ، وبضم الراء وسكون الهاء لغات ، وقد قرئ بهنّ.

(فَذانِكَ) : بتخفيف النون وتشديدها ؛ وقد بين في : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها).

وقرئ شاذا «فذانيك» ـ بتخفيف النون وياء بعدها ، قيل هي بدل من إحدى النونين. وقيل : نشأت عن الإشباع.

و (إِلى) : متعلقة بمحذوف ؛ أي مرسلا إلى فرعون.

٣٤ ـ و (رِدْءاً) : حال.

ويقرأ بإلقاء حركة الهمزة على الراء وحذفها.

(يُصَدِّقُنِي) ـ بالجزم على الجواب ، وبالرفع صفة لردءا ، أو حالا من الضمير فيه.

٣٥ ـ (بِآياتِنا) : يجوز أن يتعلّق بيصلون ، وأن يتعلق ب (الْغالِبُونَ).

٣٧ ـ و (تَكُونُ) ـ بالتاء : على تأنيث العاقبة ، وبالياء ، لأنّ التأنيث غير حقيقي.

ويجوز أن يكون فيها ضمير يعود على «من». و (لَهُ عاقِبَةُ ...) : جملة في موضع خبر كان. أو تكون تامة ، فتكون الجملة حالا.

٤١ ـ (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ) الثانية فيه أربعة أوجه :

أحدها ـ هو معطوف على موضع (فِي هذِهِ) ؛ أي وأتبعناهم يوم القيامة.

والثاني ـ أن يكون على حذف المضاف ؛ أي وأتبعناهم لعنة يوم القيامة.

والثالث ـ أن يكون منصوبا ب (الْمَقْبُوحِينَ) ؛ على أن تكون الألف واللام للتعريف ، لا بمعنى الذي.

والرابع ـ أن يكون على التبيين ؛ أي وقبحوا يوم القيامة ، ثم فسر بالصلة.

٤٣ ـ (بَصائِرَ) : حال من الكتاب ، أو مفعول له ؛ وكذلك (وَهُدىً وَرَحْمَةً).

٤٤ ـ (بِجانِبِ الْغَرْبِيِ) : أصله أن يكون صفة ؛ أي بالجانب الغربي ؛ ولكن حوّل عن ذلك وجعل صفة لمحذوف ضرورة امتناع إضافة الموصوف إلى الصفة ؛ إذ كانت هي الموصوف في المعنى ، وإضافة الشيء إلى نفسه خطأ ؛ والتقدير : جانب المكان الغربي. و (إِذْ) : معمولة للجارّ ، أو لما يتعلق به.

(وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ) ؛ أي إذ قضينا.

٤٥ ـ و (تَتْلُوا) : في موضع نصف خبرا ثانيا ، أو حالا من الضمير في ثاويا.

٤٦ ـ (وَلكِنْ رَحْمَةً) ؛ أي أعلمناك ذلك للرحمة ، أو أرسلناك.

٤٨ ـ (قالُوا سِحْرانِ) : هو تفسير لقوله : أو لم يكفروا. وساحران بالألف : أي موسى وهارون.

وقيل : موسى ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليهما.

وسحران ـ بغير ألف ؛ أي القرآن والتوراة.

٥٠ ـ (وَمَنْ أَضَلُ) : استفهام في معنى النفي ؛ أي لا أحد أضلّ.

٥١ ـ و (وَصَّلْنا) ـ بالتشديد والتخفيف متقاربان في المعنى.

٥٢ ـ و (الَّذِينَ) : مبتدأ ، و (هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ) : خبره.

٥٤ ـ و (مَرَّتَيْنِ) : في موضع المصدر.

٥٧ ـ (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً) : عدّاه

٢٩٨

(أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً) : عدّاه بنفسه ؛ لأنّ معنى نمكّن نجعل ؛ وقد صرح به في قوله : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً).

و (آمِناً) ؛ أي من الخسف ، وقصد الجبابرة.

ويجوز أن يكون بمعنى يؤمن من لجأ إليه ، أو ذا أمن.

و (رِزْقاً) : مصدر من معنى يجبي.

٥٨ ـ (وَكَمْ) ـ في موضع نصب ب أهلكنا.

و (مَعِيشَتَها) : نصب ببطرت ؛ لأنّ معناه كفرت نعمتها ، أو جهلت شكر معيشتها ؛ فحذف المضاف.

وقيل التقدير : في معيشتها ، وقد ذكر في : (سَفِهَ نَفْسَهُ).

و (لَمْ تُسْكَنْ) : حال ، والعامل فيها الإشارة.

ويجوز أن تكون في موضع رفع على ما ذكر في قوله تعالى : (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً).

(إِلَّا قَلِيلاً) ؛ أي زمانا قليلا.

٦٠ ـ (فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) ؛ أي فالمؤتى متاع.

٦١ ـ (ثُمَّ هُوَ) : من أسكن الهاء شبّه «ثمّ» بالواو والفاء.

٦٣ ـ (هؤُلاءِ) : فيه وجهان :

أحدهما ـ هو مبتدأ و (الَّذِينَ أَغْوَيْنا) : صفة لخبر هؤلاء المحذوف ؛ أي هؤلاء هم الذين أغوينا.

و (أَغْوَيْناهُمْ) : مستأنف ذكره أبو عليّ في التذكرة ؛ قال : ولا يجوز أن يكون أغويناهم خبرا ، والذين أغوينا صفة ؛ لأنّه ليس فيه زيادة على ما في صفة المبتدأ.

فإن قلت : فقد وصله بقوله تعالى : (كَما غَوَيْنا) ؛ وفيه زيادة؟

قيل : الزيادة بالظّرف لا تصيّره أصلا في الجملة ، لأنّ الظروف فضلات.

وقال غيره ـ وهو الوجه الثاني : لا يمتنع أن يكون هؤلاء مبتدأ ، والذين صفة ، وأغويناهم الخبر من أجل ما اتّصل به ، وأن كان ظرفا ؛ لأنّ الفضلات في بعض المواضع تلزم ، كقولك :

زيد عمرو في داره. (ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ) : «ما» نافية.

وقيل : هي مصدرية ، والتقدير : ممّا كانوا يعبدون ؛ أي من عبادتهم إيانا.

٦٨ ـ (ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) : «ما» هاهنا نفي أيضا.

وقيل : هي مصدرية ؛ أي يختار اختيارهم ، بمعنى مختارهم.

٧١ ـ (سَرْمَداً) : يجوز أن يكون حالا من الليل ، وأن يكون مفعولا ثانيا لجعل.

و (إِلى) : يتعلّق بسرمدا ، أو يجعل ، أو يكون صفة لسرمدا.

٧٣ ـ (اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ) : التقدير : جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ، والنهار لتبتغوا من فضله ، ولكن مزج اعتمادا على فهم المعنى.

٧٥ ـ و (هاتُوا) : قد ذكر في البقرة.

٧٦ ـ (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ) : «ما» : بمعنى الذي في موضع نصب بآتينا ؛ وإن واسمها وخبرها صلة الذي ، ولهذا كسرت «إن».

٢٩٩

و (لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) ؛ أي تني العصبة ، فالباء معدّية معاقبة للهمزة في أناته ؛ يقال : أناته ، ونؤت به. والمعنى : تثقل العصبة.

وقيل هو على الغلب ؛ أي لتنوء به العصبة.

و (مِنَ الْكُنُوزِ) : يتعلق بآتينا.

و (إِذْ قالَ لَهُ) : ظرف لآتيناه. ويجوز أن يكون ظرفا لفعل محذوف دلّ عليه الكلام ؛ أي بغى إذ قال له قومه.

٧٧ ـ (فِيما آتاكَ) : «ما» مصدرية ، أو بمعنى الذي ، وهي في موضع الحال ، أي وأبتغ متقلّبا فيما آتاك الله أجر الآخرة.

ويجوز أن يكون ظرفا لابتغ.

٧٨ ـ (عَلى عِلْمٍ) : هو في موضع الحال.

و (عِنْدِي) : صفة لعلم.

ويجوز أن يكون ظرفا لأوتيته ؛ أي أوتيته فيما أعتقد على علم.

و (مِنْ قَبْلِهِ) : ظرف لأهلك ، و «من» : مفعول أهلك.

ومن القرون فيه وجهان :

أحدهما ـ أن يتعلق بأهلك ، وتكون «من» لابتداء الغاية. والثاني ـ أن يكون حالا من «من» ؛ كقولك : أهلك الله من الناس زيدا.

(وَلا يُسْئَلُ) : يقرأ على ما لم يسمّ فاعله ، وهو ظاهر ، وبتسمية الفاعل ؛ و (الْمُجْرِمُونَ) : الفاعل ؛ أي لا يسألون غيرهم عن عقوبة ذنوبهم لاعترافهم بها.

ويقرأ «المجرمين» ؛ أي لا يسألهم الله تعالى.

٧٩ ـ (فِي زِينَتِهِ) : هو حال من ضمير الفاعل في خرج.

٨٠ ـ و (وَيْلَكُمْ) : مفعول فعل محذوف ؛ أي ألزمكم الله ويلكم.

و (خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ) : مثل قوله : (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ). وقد ذكر.

(وَلا يُلَقَّاها) : الضّمير للكلمة التي قالها العلماء ، أو للإثابة ؛ لأنّها في معنى الثواب ، أو للأعمال الصالحة.

٨٢ ـ و (بِالْأَمْسِ) : ظرف لتمنّوا.

ويجوز أن يكون حالا من (مَكانَهُ) ؛ لأنّ المراد بالمكان هنا الحالة والمنزلة ، وذلك مصدر.

وي كأنّ الله : «وي» : عند البصريين منفصلة عن الكاف ، والكاف متّصلة بأن ، ومعنى «وي» تعجّب ، وكأن القوم نبهوا فانتبهوا ، فقالوا : وي كأن الأمر كذا وكذا ؛ ولذلك فتحت الهمزة من «أن».

وقال الفراء : الكاف موصوله بوي ؛ أي ويك أعلم أن الله يبسط ، وهو ضعيف لوجهين :

أحدهما ـ أن معنى الخطاب هنا بعيد.

والثاني ـ أن تقدير «وي» أعلم لا نظير له ، وهو غير سائغ في كل موضع.

(لَخَسَفَ) : على التسمية وتركها ، وبالإدغام والإظهار.

ويقرأ بضم الخاء وسكون السين على التخفيف ؛ والإدغام على هذا ممتنع.

٨٣ ـ (تِلْكَ الدَّارُ) : تلك مبتدأ والدار نعت و (نَجْعَلُها) الخبر.

٨٥ ـ (أَعْلَمُ مَنْ جاءَ) : «من» في موضع نصب على ما ذكر في قوله تعالى : (أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ) في الأنعام.

٨٦ ـ (إِلَّا رَحْمَةً) ؛ أي ، ولكن ألقى رحمة ، أي للرحمة.

٨٨ ـ (إِلَّا وَجْهَهُ) : استثناء من الجنس ؛ أي إلا إياه ، أو ما عمل لوجهه سبحانه.

٣٠٠