مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني

مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني


المحقق: عبدالرزاق محمّد حسين حرز الدين
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٢
ISBN: 964-7489-08-0
الصفحات: ٤٢٣

١٠٣. ابن مردويه ، بإسناده عن ابن عمر ، أنّ عليّا قال : «يا رسول الله ، قد آخيت بين أصحابك فمن أخي؟» قال : «أما ترضى أن أكون أخاك» ، قال : «بلى». قال : «أنا أخوك في الدنيا والآخرة». (١)

١٠٤. ابن مردويه ، بإسناده عن أمّ أيمن ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لها : «يا أمّ أيمن ، ادعي لي أخي».

قالت : من أخوك يا رسول الله؟

قال : «عليّ». قالت : وأخوك فزوجته ابنتك؟! قال : «نعم ، أم والله ، قد زوّجتها كفوا شريفا في الدنيا والآخرة». (٢)

ج. قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليّ صاحبي ، وزيري ، وصيي ، خليلي ، صفيّي وأميني ، خليفتي ، موضع سرّي ، خير من أخلف بعدي ، يقضي ديني ، ينجز عداتي

١٠٥. ابن مردويه ، عن ربيعة ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ : «أنت أخي وصاحبي

__________________

زكريا بن يحيى بن سلم ، حدّثنا أشعث ابن عمّ الحسن بن صالح ـ وكان يفضل على الحسن ـ حدّثنا مسعر ، عن عطية ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : " مكتوب على باب الجنّة لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ أخو رسول الله" قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام».

ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج ٧ ، ص ٣٨٧). وابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب (ص ٩١ ، ح ١٣٤).

(١) ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة) ، ص ٣٣.

ورواه الترمذي في سننه (ج ٥ ، ص ٦٣٦ ، ح ٧٣٢٠). قال : «حدّثنا يوسف بن موسى القطان البغدادي ، حدّثنا عليّ بن قادم ، حدّثنا عليّ بن صالح بن حي ، عن حكيم بن جبير ، عن جميع بن عمر التيمي ، عن ابن عمر قال :آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين أصحابه ، فجاء عليّ تدمع عيناه ، فقال : " يا رسول الله ، آخيت بين أصحابك ، ولم تؤاخ بيني وبين أحد" ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنت أخي في الدنيا والآخرة».

ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج ٣ ، ص ١٤).

(٢) ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة) ، ص ٣٣.

روى الحاكم النيسابوري في مستدركه (ج ٣ ، ص ١٥٩). قال : «أخبرني أحمد بن جعفر بن حمدان البزاز ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم ، حدّثنا صالح بن حاتم بن وردان ، حدّثني أبي ، حدّثني أيوب ، عن أبي يزيد المدني ، عن أسماء بنت عميس ، قالت : كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا أصبحنا جاء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الباب فقال : " يا أمّ أيمن ادعي لي أخي" ، فقالت : هو أخوك وتنكحه؟ قال : " نعم يا أمّ أيمن" ...».

١٠١

ووزيري». (١)

١٠٦. ابن مردويه ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ أخي ووزيري وخير من أخلف بعدي عليّ بن أبي طالب». (٢) ١٠٧. ابن مردويه ، عن أنس ، قال : حدّثني سلمان الفارسي ، أنّه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ أخي ووزيري ووصيي وخير من أخلف بعدي عليّ بن أبي طالب». (٣)

١٠٨. ابن مردويه ، بإسناده عن البراء بن عازب ، قال النبيّ عليه‌السلام : «إنّ عليّا أخي وخليلي». (٤)

١٠٩. ابن مردويه ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ خليلي ووزيري ، وخليفتي وخير من أترك بعدي ، يقضي ديني ، وينجز موعدي عليّ بن أبي طالب». (٥)

١١٠. ابن مردويه ، أخبرنا محمّد بن عليّ بن دحيم ، أخبرنا أحمد بن حازم الغفاري ، أخبرنا نصر بن مزاحم ، أخبرنا أبو خالد الواسطي ، عن زيد بن عليّ ، عن

__________________

(١) مناقب سيّدنا عليّ ، ص ٢٩. قال : «أحمد ، والنسائي ، وابن مردويه ، عن ربيعة».

سيأتي نحو هذا الحديث وما بعده في نزول قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [٢١٤ / الشعراء : ٢٦].

(٢) درّ بحر المناقب ، ص ٦٧.

(٣) مفتاح النجا ، ص ٣٤.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٢٤).

ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص ١١٢ ح ١٢١). قال : «وأخبرني شهردار هذا إجازة ، أخبرنا عبدوس بن عبد الله هذا كتابة ، حدّثنا أبو منصور ، حدّثنا عليّ بن القاسم ، حدّثنا إبراهيم ، حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي ، أخبرنا أبو محمّد ، حدّثنا عليّ بن هاشم ، عن مطير بن ميمون أنّه سمع أنس بن مالك يقول : حدّثني سلمان الفارسي أنّه سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : " إنّ أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام"».

(٤) ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة). ص ٤٤.

(٥) درّ بحر المناقب ، ص ٦٧.

ورواه القاضي عضد الدين الإيجي في المواقف (ص ٤٠٩). قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أخي ووزيري ، وخير من أترك بعدي ، يقضي ديني ، وينجز وعدي عليّ بن أبي طالب».

١٠٢

آبائه ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «يا عليّ ، أنت الوزير والخليفة والوصي في الأهل والمال ، وفي المسلمين في كل غيبة». (١)

١١١. ابن مردويه ، أخبرنا محمّد بن عليّ بن دحيم ، أخبرنا أحمد بن حازم ، أخبرنا يحيى بن الحاى [كذا] ، أخبرنا عبد العزيز بن محمّد ، عن يزيد بن الهار ، عن محمّد بن إبراهيم ، عن نافع بن عجير ، عن أبيه ، عن عليّ أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : «أمّا أنت فصفيّي وأميني» ، قال : رضيت يا رسول الله. (٢)

١١٢. ابن مردويه ، عن سلمان ، قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هل تدري من كان وصي موسى»؟ قلت : يوشع بن نون. قال : فقال : «وصيي في أهلي ، وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب». (٣)

١١٣. ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن سلمان الفارسي ، قال : قلت يا رسول الله ، لكلّ نبي وصي فمن وصيّك؟

فقال : «هل تعلم من وصي موسى؟» ، قلت : نعم ، يوشع بن نون.

قال : «لم؟» ، قلت : لأنّه كان أعلمهم.

قال : «فإنّ وصيي ، وموضع سرّي ، وخير من أترك بعدي ، وينجز عدتي ،

__________________

(١) المصدر السابق ، ص ٢٥.

(٢) ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة) ، ص ٢٥.

ورواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة (ص ٥٨٥ ، ح ١٣٣٠). قال : «حدّثنا محرز بن سلمة وأبو مروان العثماني قال : حدّثنا عبد العزيز بن محمّد ، عن يزيد بن عبد الله بن الهادي ، عن محمّد بن نافع بن عجير ، عن أبيه نافع بن عجير ، عن عليّ بن أبي طالب أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : أمّا أنت يا عليّ ، فصفيي وأميني».

(٣) مفتاح النجا ، ص ٦٤.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٢٤).

وروى ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص ٤٨). قال : «وقال أحمد في الفضائل : حدّثنا الهيثم بن خلف ، حدّثنا محمّد بن أبي عمر الدوري ، حدّثنا شاذان ، حدّثنا جعفر بن زياد ، عن مطر ، عن أنس ، قال : قلنا لسلمان الفارسي : سل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من وصيّه؟ فسأل سلمان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : " من كان وصي موسى بن عمران؟ " فقال : يوشع بن نون ، قال : " إنّ وصيي ووارثي ومنجز وعدي عليّ بن أبي طالب"».

١٠٣

ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب». (١)

١١٤. ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن سلمان رضي الله عنه ، قال : قلت يا رسول الله ، لكلّ نبي وصي فمن وصيّك؟ فسكت عني ، فلمّا كان الغد أتى فقال : «يا سلمان» ، فأسرعت إليه وقلت : لبيك.

قال : «هل تعلم من وصي موسى؟».

قلت : نعم ، يوشع بن نون.

قال : «لم؟» ، قلت : لأنّه أعلمهم.

قال : «فإنّ وصيي ، وموضع سرّي ، وخير من أترك بعدي ، ينجز عدتي ، ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب». (٢)

١١٥. ابن مردويه ، عن أنس بن مالك ، عن سلمان ، قال : قلت يا رسول الله ، عمّن نأخذ بعدك وبمن نثق؟ فسكت عني حتّى سألت عشرا ، ثمّ قال :

«يا سلمان ، إنّ وصيي ، وخليفتي ، وأخي ، ووزيري ، وخير من أخلف بعدي ، عليّ بن أبي طالب ، يؤدّي عنّي ، وينجز موعدي». (٣)

١١٦. ابن مردويه ، حدّثني جدّي ، حدّثنا أحمد بن محمود بن خرزاذ ، أخبرنا أبو حصين القاضي ، حدّثنا عبد الرحمن بن دبيس بن حميد ، حدّثني محمّد

__________________

(١) أرجح المطالب ، ص ٢٤. قال فيه : «أخرجه أبو بكر بن مردويه ، والطبراني في الكبير في مسند سلمان الفارسي».

ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١١ ، ص ٦١٠ ، ح ٣٢٩٥٢) ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إنّ وصيي ، وموضع سرّي ، وخير من أترك بعدي ، وينجز عدتي ، ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب». (الطبراني ـ عن أبي سعيد وسلمان).

(٢) أرجح المطالب ، ص ٥٨٩.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٩ ص ١١٣) : وعن سلمان ، قال : قلت يا رسول الله ، إنّ لكلّ نبي وصيّا فمن وصيّك؟ فسكت عني فلمّا كان بعد ، رآني فقال : «يا سلمان» ، فأسرعت إليه ، قلت : لبّيك ، قال : «تعلم من وصي موسى؟» قال : نعم ، يوشع بن نون ، قال : «لم؟» قلت : لأنّه كان أعلمهم يومئذ ، قال : «فإنّ وصيي ، وموضع سرّي ، وخير من أترك بعدي ، وينجز عدتي ، ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب». رواه الطبراني.

(٣) درّ بحر المناقب ، ص ٦٧.

١٠٤

ابن إسماعيل بن رجاء الزبيدي ، عن مطير ، عن أنس ، عن سلمان ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ينجز عداتي ، ويقضي ديني». (١)

١١٧. ابن مردويه ، أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن السري بن يحيى التميمي ، حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر ، حدّثني أبي ، حدّثنا عمي الحسين بن يوسف بن سعيد بن أبي الجهم ، حدّثني أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن عليّ بن محمّد بن المنكدر ، عن أمّ سلمة زوج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وكانت ألطف نسائه ، وأشدّهن له حبّا ـ وقال : وكان لها مولى يحضنها وربّاها ، وكان لا يصلي صلاة إلّا سبّ عليّا وشتمه ، فقالت له : يا أبة ما حملك على سبّ عليّ؟

قال : لأنّه قتل عثمان وشرك في دمه! فقالت له : أما إنّه لو لا أنّك مولاي وربيتني ، وأنّك عندي بمنزلة والدي ، ما حدّثتك بسرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن اجلس حتّى أحدّثك عن عليّ وما رأيته.

قد أقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان يومي ـ وإنّما نصيبي في تسعة أيام يوم واحد ـ فدخل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مخلل أصابعه في أصابع عليّ ، واضعا يده عليه ، فقال :«يا أمّ سلمة اخرجي من البيت ، واخليه لنا» ، فخرجت ، وأقبلا يتناجيان وأسمع الكلام ولا أدري ما يقولان ، حتّى إذا أنا قلت : قد انتصف النهار! أقبلت فقلت : السّلام عليكم ، ألج؟

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فلا تلجي» ، فرجعت فجلست مكاني ، حتّى إذا أنا قلت : قد زالت الشمس ، الآن يخرج إلى الصلاة فيذهب يومي ، ولم أر قط أطول منه ،

__________________

(١) المناقب ، الخوارزمي ، ص ٦٧ ، ح ٣٨. قال : «أخبرني شهردار إجازة ، أخبرني عبدوس بن عبد الله الهمداني بهمدان إجازة ، أخبرنا الشريف أبو طالب المفضل بن محمّد الجعفري ، أخبرنا الحافظ أبو بكر بن مردويه ...

ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص ٦٤) ؛ وكنز العمّال (ج ١٣ ، ص ٦١١ ، ح ٣٢٩٥٦) ؛ ومناقب سيّدنا عليّ (ص ٣٩).

١٠٥

أقبلت أمشي حتّى وقفت على الباب.

فقلت : السّلام عليكم ، ألج؟

فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «نعم ، فلجي» ، فدخلت وعليّ واضع يده على ركبتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد أدنى فاه من اذن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على اذن عليّ يتسارّان ، وعليّ يقول : «أفأمضي وأفعل؟» والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «نعم» ، فدخلت ، وعليّ معرض وجهه حتّى دخلت وخرج.

فأخذني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجره فالتزمني ، فأصاب منّي ما يصيب الرجل من أهله من اللطف والاعتذار ، ثمّ قال لي :

«يا أمّ سلمة ، لا تلوميني ، فإن جبرئيل أتاني من الله تعالى يأمر أن أوصي به عليّا من بعدي ، وكنت بين جبرئيل وعليّ ، وجبرئيل عن يميني ، وعليّ عن شمالي ، فأمرني جبرئيل أن آمر عليّا بما هو كائن بعدي إلى يوم القيامة ، فاعذريني ولا تلوميني ، إنّ الله عزوجل اختار من كل امة نبيّا ، واختار لكلّ نبي وصيّا ، فأنا نبي هذه الأمّة ، وعليّ وصيي في عترتي وأهل بيتي ، وأمّتي من بعدي».

فهذا ما شهدت من عليّ الآن يا أبتاه ، فسبّه أودعه.

فأقبل أبوها يناجي الليل والنهار ويقول : «اللهمّ اغفر لي ما جهلت من أمر عليّ ، فإنّ وليّي وليّ عليّ ، وعدوّي عدوّ عليّ» ، فتاب المولى توبة نصوحا ، وأقبل فيما بقي من دهره يدعو الله تعالى أن يغفر له. (١)

__________________

(١) المناقب ، الخوارزمي ، ص ١٤٦ ، ح ١٧١. قال :

وبهذا الإسناد : [أيّ : إسناد الحديث ١٧٠ المتقدم في كتابه ، قال : أخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدّثنا الشريف أبو طالب الجعفري ، حدّثنا ابن مردويه الحافظ].

عنه رواه الجويني في فرائد السمطين (ج ١ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢١١). قال : «أنبأني العدل تاج الدين عليّ بن أنجب ـ المعروف : بابن الساعي ـ ، فيما رواه عن الحافظ محب الدين ابن النجار البغدادي بإجازته ، عن الإمام برهان

١٠٦

د. قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليّ مني بمنزلة رأسي من بدني.

١١٨. ابن مردويه ، حدّثنا جدّي ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا هيثم بن خلف ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد بن سليم ـ مولى بني هاشم ـ حدّثنا حسين الأشقر ، حدّثنا قيس بن الربيع ، عن أبي هاشم وليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عليّ منّي مثل رأسي من بدني». (١)

١١٩. ابن مردويه ، حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثنا هيثم بن خلف ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن يزيد بن سليم ـ مولى بني هاشم ـ حدّثنا حسين الأشقر ، حدّثنا قيس بن الربيع ، عن أبي هاشم وليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عليّ منّي منزلة رأسي من بدني». (٢)

__________________

الدين أبي الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي بروايته ، عن الموفّق بن أحمد المكي الخطيب ، وذكر مثله سندا ومتنا».

(١) المناقب ، الخوارزمي ، ص ١٤٤ ، ح ١٦٧ ، قال : أخبرني شهردار بن شيرويه ـ إجازة ـ ، أخبرنا عبدوس بن عبد الله ، أخبرنا أبو طالب الفضل الجعفري ، حدّثنا ابن مردويه ...

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٤٦٨) ، قال : أخرج الخطيب في تاريخه ، وأبو بكر بن مردويه في فرائده ، والديلمي في الفردوس ، عن ابن عباس ...

ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب (ص ٩٢ ، ح ١٣٥). قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد الفقيه الشافعي رحمه‌الله بقراءتي عليه فأقرّ به ، قلت له : أخبركم أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزني الملقب بابن السقّاء الحافظ الواسطي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا الهيثم بن خلف الدوري ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن يزيد بن سليم مولى بني هاشم ، قال : حدّثني حسين الأشقر ، حدّثنا قيس ، عن أبي هاشم ، وليث عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عليّ منّي مثل رأسي من بدني».

ورواه بإسناد آخر في الحديث ١٣٦ ، عن ابن عباس قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عليّ منّي كرأسي من بدني».

(٢) المناقب ، الخوارزمي ، ص ١٤٨ ، ح ١٧٤. قال : وبهذا الإسناد [أيّ : إسناد الحديث ١٧٣ ، وهو أخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار إجازة ، أخبرنا عبدوس إجازة ، عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان] عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ...

ورواه ابن مردويه على ما رواه العيني في مناقب سيّدنا عليّ (ص ٣٦). قال : الديلمي عن عائشة ، والملاء عن البراء ، والخطيب وابن مردويه عن ابن عباس ... وليس فيه : «من بدني».

ورواه السيوطي في الجامع الصغير (ج ٢ ، ص ١٧٧ ، ح ٥٥٩٦) ، أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «عليّ منّي بمنزلة رأسي من

١٠٧

ه. قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليّ كنفسي

١٢٠. ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد ، حدّثنا الحسين ابن الهيثم الكسائي ، حدّثنا محمّد بن الصباح الجرجاني ، حدّثنا هيثم ، عن حجاج ابن أرطاة ، عن عمرو بن شعيب ، عن جدّه ، قال : قالت عائشة : من خير الناس بعدك يا رسول الله؟ قال : «أبو بكر» ، قلت : فمن خير الناس بعد أبي بكر؟ قال : «عمر» ، فقالت فاطمة : يا رسول الله لم تقل في عليّ شيئا؟

قال : «عليّ نفسي ، فمن رأيتيه يقول في نفسه شيئا». (١)

١٢١. ابن مردويه ، عن جابر بن عبد الله ، قال : بعث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم الوليد بن عقبة إلى بني وليعة ، وكان بينهم شحناء في الجاهليّة ، فلمّا بلغ بني وليعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه ، قال : فخشي القوم ، فرجع إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إنّ بني وليعة أرادوا قتلي ومنعوا الصدقة.

فلمّا بلغ بني وليعة الّذي قال عنهم الوليد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، لقد كذب الوليد ، ولكنّه قد كانت بيننا وبينه شحناء ، فخشينا أن يعاقبنا بالّذي كان بيننا.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لتنتهن يا بني وليعة ، أو لأبعثن إليكم رجلا عندي كنفسي ، يقتل مقاتليكم ، ويسبي ذراريكم ، وهو هذا خير من ترون» ـ وضرب على كتف عليّ بن أبي طالب ـ ، فأنزل الله تعالى في الوليد بن عقبة :(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً

__________________

بدني».

ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١١ ، ص ٦٠٣ ، ح ٣٢٩١٤) ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «عليّ منّي بمنزلة رأسي من بدني». (الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ، عن البراء. والديلمي في مسند الفردوس ، عن ابن عباس).

(١) المناقب ، الخوارزمي ، ص ١٤٨ ، ح ١٧٣. قال : أخبرني شهردار بن شيرويه إجازة ، أخبرنا عبدوس إجازة ، عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان ، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ...

١٠٨

بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ). (١) (٢)

و. قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليّ خير البشر ، خير البريّة ، خير الأمّة بعد نبيّها

١٢٢. ابن مردويه ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن كامل ، وأحمد بن محمّد بن عمرو ابن سعيد الأخمس ، قال : حدّثنا عبيد بن كثير العامري ، قال : حدّثنا محمّد ابن عليّ الصيرفي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل اليشكري ، عن شريك ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن حذيفة اليماني ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :«عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر». (٣)

__________________

(١) سورة الحجرات ، الآية ٦.

(٢) مفتاح النجا ، ص ٢٩.

وروى قريبا منه النسائي في خصائص الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (ص ١٤٠ ، ح ٧٢) ، قال : أخبرنا العباس بن محمّد الدوري قال : حدّثنا الأحوص بن جوّاب ، قال : حدّثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن زيد ابن يثيغ ، عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لينتهن بنو وليعة أو لأبعثن عليهم رجلا كنفسي ، ينفذ فيهم أمري ، فيقتل المقاتلة ، ويسبي الذريّة». قال أبو ذر : فما راعني إلّا وكفّ عمر في حجزتي من خلفي ، فقال : من يعني؟ قلت : ما إيّاك يعني ولا صاحبك ، قال : فمن يعني؟ قلت : خاصف النعل. قال : وكان عليّ يخصف النعل.

وروى المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ٤ ، ص ٤٤١ ، ح ٣١٣١١) ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «لينتهينّ بنو رابعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي فيمضي فيهم أمري ، فيقتل المقاتلة ويسبي الذريّة». (ابن أبي شيبة والروياني ، وسعيد بن منصور ، عن أبي ذر).

(٣) الطرائف ، ص ٨٧ ، ح ١٢٢.

ورواه ابن مردويه كما في درّ بحر المناقب (ص ٦٥). وكما في مفتاح النجا (ص ٤٩). ومناقب سيّدنا عليّ (ص ٣٨) ، قال : رواه أحمد والخطيب عن جابر ، وابن مرويه عن حذيفة ، والحاكم عن ابن مسعود ، وابن شاذان عن عليّ ، وفي كشف اليقين (ص ٢٩١).

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٢ ، ص ٤٤٤ ، ح ٩٦٢) ، قال :أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني بقراءتي عليه ، أنبأنا عليّ بن الحسين بن أحمد بن صصري ، أنبأنا تمّام بن محمّد ، أنبأنا خيثمة بن سليمان ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن سليمان بن حرارة النهمي ، أنبأنا الحسن بن سعيد النخعي ، ابن عم شريك ، أنبأنا شريك بن عبد الله ، عن أبي إسحاق ، عن أبي وائل شقيق بن سلمة ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عليّ خير البشر ، من أبى فقد كفر».

ورواه ابن عساكر بإسناد آخر في الحديث ٩٦٣.

١٠٩

١٢٣. ابن مردويه ، عن سالم بن أبي الحميد ، قال : تذاكروا فضل عليّ عند جابر ابن عبد الله ، قال : كان خير البشر. (١)

١٢٤. ابن مردويه ، عن عطيّة بن سعد ، قال : دخلنا على جابر بن عبد الله وهو شيخ كبير ، فقلنا : أخبرنا عن هذا الرجل عليّ بن أبي طالب؟ فرفع حاجبيه ثمّ قال : «ذاك من خير البشر» ، فقيل له : ما تقول في رجل يبغض عليّا؟ فقال :«ما يبغض عليّا إلّا كافر». (٢) ١٢٥. ابن مردويه ، عن عطا ، قال : سئلت عائشة عن عليّ عليه‌السلام؟ فقالت : ذاك من خير البريّة! ولا يشك فيه إلّا كافر! (٣)

__________________

ورواه ابن شيرويه الديلمي في الفردوس (ج ٣ ، ص ٦٢ ، ح ٤١٧٥) ، عن جابر بن عبد الله أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :«عليّ خير البشر من شكّ فيه فقد كفر».

ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١١ ، ص ٦٢٥ ، ح ٣٣٠٤٥) ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «عليّ خير البشر ، فمن أبي فقد كفر». (الخطيب ـ عن جابر).

(١) درّ بحر المناقب ، ص ٦٦.

ورواه ابن حجر في لسان الميزان (ج ٣ ، ص ١٦٦). قال : حدّثنا الحسين بن عليّ السلولي الكوفي ، حدّثنا محمّد بن الحسين السلولي ، حدّثنا صالح بن أبي الأسود ، عن الأعمش ، عن عطيّة قال : قلت لجابر : كيف كان منزلة عليّ رضي الله عنه فيكم؟ قال : كان خير البشر.

(٢) مفتاح النجا ، ص ٦٣.

ورواه ابن مردويه ـ إلى قوله : «خير البشر» ـ كما في درّ بحر المناقب (ص ٦٦).

ورواه الخطيب البغدادي في موضّح أوهام الجمع والتفريق (ج ١ ، ص ٣٩٤). قال : أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي ، ويعرف بالقصّار بالكوفة ، أخبرنا وكيع ، عن الأعمش ، عن عطيّة بن سعد ، قال : دخلنا على جابر بن عبد الله وهو شيخ كبير ، فقلنا : أخبرنا عن هذا الرجل عليّ بن أبي طالب؟ قال : فرفع حاجبيه بيديه فقال : ذاك من خير البشر.

ورواه عليّ بن شهاب الدين في مودة القربى (ص ٤٣). قال : روي عن سالم بن أبي الجعد قال : قلت لجابر :حدّثني عن عليّ ، قال : كان من خير البشر ، قال : قلت : يا جابر ، ما تقول فيمن يبغض عليّا؟ قال : ما يبغضه إلّا كافر.

(٣) درّ بحر المناقب ، ص ٦٦.

ورواه ابن خالويه في إعراب ثلاثين سورة (ص ١٤٨). قال : حدّثنا محمّد بن عقدة ، قال : حدّثنا أحمد بن يحيى ، عن عبد الرحمن بن شريك ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن عطاء قال : سألت عائشة عن عليّ صلوات الله

١١٠

١٢٦. ابن مردويه ، سئل حذيفة عن عليّ عليه‌السلام؟ فقال : خير هذه الامّة بعد نبيها ، ولا يشك فيه إلّا منافق. (١)

١٢٧. ابن مردويه ، عن حبشي بن جنادة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «خير من يمشي على الأرض بعدي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام». (٢) ١٢٨. ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال سلمان : رآني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فناداني ، فقلت : لبيك. فقال : «أشهدك اليوم عليّ بن أبي طالب خيرهم وأفضلهم». (٣)

١٢٩. ابن مردويه ، عن أبي رافع ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام : «أنت خير أمّتي في الدنيا والآخرة». (٤)

__________________

عليه؟ فقالت : ذاك خير البشر ، لا يشك فيه إلّا كافر! ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٢ ، ص ٤٤٨ ، ح ٩٧٢). قال :أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد ، وأبو بكر محمّد بن شجاع ، قالا : أنبأنا أبو محمّد التميمي ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا إسماعيل الصفار ، أنبأنا محمّد بن عبيد بن عتبة ، أنبأنا عبد الرحمن بن شريك ، حدّثني أبي ، عن الأعمش ، عن عطاء قال : سألت عائشة عن عليّ ـ رضي الله عنهما ـ فقالت : ذاك خير البشر ، لا يشك فيه إلّا كافر!

(١) درّ بحر المناقب ، ص ٦٦.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٥٨٨).

(٢) درّ بحر المناقب ، ص ٦٦.

ورواه أبو بكر بن الطيب الباقلاني في مناقب الأئمّة ، على ما في ملحقات إحقاق الحق (ج ١٥ ، ص ٢١٢) : روي عن أبي سعيد الخدري : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خير من مشى على الأرض بعدي عليّ بن أبي طالب».

(٣) درّ بحر المناقب ، ص ٦٦.

(٤) المصدر السابق.

ورواه ابن مردويه على ما في مناقب سيّدنا عليّ (ص ٢٨). وأرجح المطالب (ص ٥٨٨).

١١١

ز. قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى (١)

١٣٠. ابن مردويه ، عن سعد بن أبي وقاص : أنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه خرج مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتّى جاء ثنية الوداع يريد تبوك ، وعليّ يبكي ويقول : تخلّفني مع الخوالف. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوّة»؟! (٢)

__________________

(١) قال ابن عبد البر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من الإستيعاب بهامش الإصابة (ج ٣ ، ص ٣٤) : وروى قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» جماعة من الصحابة ، وهو من أثبت الآثار وأصحّها. رواه عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : سعد بن أبي وقاص ، وطرق حديث سعد فيه كثيرة جدا ، قد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره. ورواه ابن عباس ، وأبو سعيد الخدري ، وأمّ سلمة ، وأسماء بنت عميس ، وجابر بن عبد الله ، وجماعة يطول ذكرهم.

وقال الخوارزمي في مقتل الحسين (ج ١ ، ص ٤٨) : وروى حديث : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّه لا نبي بعدي» من الصحابة : عليّ ، وعمر ، وعامر بن سعد ، وسعد بن أبي وقاص ، وأمّ سلمة ، وأبو سعيد ، وابن عباس ، وجابر ، وأبو هريرة ، وجابر بن سمرة ، وحبشي بن جنادة ، وأنس ، ومالك بن الحويرث ، وأبو أيوب ، ويزيد بن أبي أوفى ، وأبو رافع ، وزيد بن أرقم ، والبراء ، وعبد الله بن أبي أوفى ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وابن عمر ، وبريدة بن الحصيب ، وخالد بن عرفطة ، وحذيفة بن أسيّد ، وأبو الطفيل ، وأسماء بنت عميس ، وفاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهم.

وقال الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (الباب ٧٠ ، ص ٢٨٣) : قال الحاكم النيسابوري : هذا الحديث دخل في حدّ التواتر.

وقال الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ١٥٢) : هذا هو حديث المنزلة الّذي كان شيخنا أبو حازم يقول : خرّجته بخمسة آلاف إسناد.

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٦٦.

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ١ ، ص ٣٠٧ ، ح ٣٣٦) ، قال :أخبرنا أبو العز بن كادش ، أنبأنا القاضي أبو الطيّب الطبري ، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن محمّد الحربي ، أنبأنا محمّد بن محمّد الباغندي ، أنبأنا أحمد بن منيع البغوي ، أنبأنا أبو أحمد الزبيري ، أنبأنا عبد الله بن حبيب ابن أبي ثابت ، عن حمزة بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه ، عن سعد بن أبي وقاص ، قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة تبوك وخلّف عليّا ، فقال له عليّ : أتخلّفني؟ قال : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي؟! ورواه ابن حجر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من الإصابة (ج ٢ ، ص ٥٠٩) ، قال : أخرج الترمذي بسند قوي ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : أمر معاوية سعدا فقال له : ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من أن يكون لي حمر

١١٢

١٣١. ابن مردويه ، عن عليّ رضي الله عنه : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أراد أن يغزو غزاة له ، فدعا جعفرا فأمره أن يتخلّف على المدينة فقال : لا أتخلف بعدك يا رسول الله أبدا.

فدعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فعزم عليّ لما تخلفت قبل أن أتكلم ، فبكيت ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما يبكيك يا عليّ؟» قلت : يا رسول الله ، يبكيني خصال غير واحدة ، تقول قريش غدا : ما أسرع ما تخلّف عن ابن عمه وخذله ، ويبكيني خصلة اخرى ، كنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل الله لأنّ الله يقول :(وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ) (١) ... إلى آخر الآية ، فكنت أريد أن أتعرض للأجر ، ويبكيني خصلة اخرى ، كنت أريد أن أتعرض لفضل الله.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أمّا قولك : تقول قريش : ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله ، فان لك بي اسوة ، قالوا : ساحر وكاهن وكذاب ، وأمّا قولك : أتعرض للأجر من الله ، أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي؟! وأمّا قولك : أتعرض لفضل الله ، فهذان بهاران من فلفل جاءنا من اليمن ، فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتّى يؤتيكم الله من فضله ، فإنّ المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك». (٢)

ح. قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليّ مع الحق والحق مع عليّ ، علي مع القرآن والقرآن مع عليّ

١٣٢. ابن مردويه ، عن عبد الرحمن بن سعيد ، قال : كنّا جلوسا عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نفر

__________________

النعم ، فلن أسبّه. سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول ـ وقد خلّفه في بعض المغازي ، فقال له عليّ : يا رسول الله ، تخلّفني مع النساء والصبيان؟! فقال له : ـ «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبوّة بعدي ...».

(١) سورة التوبة ، الآية ١٢٠.

(٢) كنز العمّال ، ج ١٣ ، ص ١٧١ ، ح ٣٦٥١٧. قال فيه : البزاز ، وأبو بكر العاقولي في فوائده ، وابن مردويه.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٤٣٩).

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٩ ، ص ١١٠).

١١٣

من المهاجرين ، ومرّ عليّ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحق مع ذا». (١)

١٣٣. ابن مردويه ، عن أبي موسى الأشعري ، أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعليّ : «أنت مع الحق ، والحق معك». (٢)

١٣٤. ابن مردويه ، عن أبي اليسر الأنصاري ، وأمّ المؤمنين عائشة ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الحق مع عليّ وعليّ ، مع الحق». (٣)

١٣٥. ابن مردويه ، عن ابن حبّان التيمي ، عن أبيه ، أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «رحم الله عليّا ، اللهمّ أدر الحق معه حيث دار». (٤) ١٣٦. ابن مردويه ، عن أبي ذر ، أنّه سئل عن اختلاف الناس ، فقال : عليك بكتاب

__________________

(١) أرجح المطالب ، ص ٥٩٨.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٧ ، ص ٢٣٤). قال : عن أبي سعيد الخدري ، قال : كنّا عند بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار فقال : «ألا أخبركم بخياركم؟» قالوا : بلى ، قال : «الموفون المطيبون. إنّ الله يحبّ الحفي التقي» ، قال : ومرّ عليّ بن أبي طالب ، فقال : «الحق مع ذا ، الحق مع ذا». رواه أبو يعلى ، ورجاله ثقات.

مثل هذا رواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٣ ، ص ١٥٣ ، ح ١١٧١).

(٢) مناقب سيّدنا عليّ ، ص ٢٩.

ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج ١٨ ، ص ٢٤). قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لعليّ عليه‌السلام ـ «أنت مع الحق والحق معك».

(٣) مناقب سيّدنا عليّ ، ص ١٥.

روى أبو قتيبة الدينوري في الإمامة والسياسة (ج ١ ، ص ٧٨) ، قال : وأتى محمّد بن أبي بكر ، فدخل على اخته عائشة ، قال لها : أما سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : عليّ مع الحق ، والحق مع عليّ ، ثمّ خرجت تقاتلينه بدم عثمان؟!

(٤) أرجح المطالب ، ص ٥٩٩.

ورواه الترمذي في صحيحه (ج ٥ ، ص ٦٣٣ ، ح ٣٧١٤). قال : حدّثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري ، حدّثنا أبو عتّاب سهل بن حمّاد ، حدّثنا المختار بن نافع ، حدّثنا أبو حيّان التيمي ، عن أبيه ، عن عليّ قال : قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في حديث ـ : «رحم الله عليّا ، اللهمّ أدر الحق معه حيث دار».

ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج ٣ ، ص ١٢٤). قال : أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا أبو قلابة ، حدّثنا أبو عتاب سهل بن حمّاد ، حدّثنا المختار بن نافع التميمي ، حدّثنا أبو حيان التيمي ، عن أبيه ، عن عليّ رضي الله عنه ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رحم الله عليّا ، اللهمّ ، أدر الحق معه حيث دار».

قال الحاكم :هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرّجاه.

١١٤

الله ، والشيخ عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فإنّي سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «عليّ مع الحق ، والحق مع عليّ وعلى لسانه ، والحق يدور حيثما دار عليّ». (١)

١٣٧. ابن مردويه ، عن عائشة ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الحق مع عليّ ، يزول معه حيث ما زال». (٢)

١٣٨. ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سليمان المالكي ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن مهدي السيرافي ، حدّثنا الحسن بن كثير ، عن يحيى بن أبي كثير اليمامي ، حدّثنا عبّاد بن صهيب ، حدّثنا منصور بن دينار ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي موسى الأشعري ، قال : أشهد أن الحق مع عليّ ، ولكن مالت الدنيا بأهلها ، ولقد سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «يا عليّ ، أنت مع الحقّ ، والحق بعدي معك ، لا يحبّك إلّا مؤمن ، ولا يبغضك إلّا منافق» وإنّا لنحبّه ، ولكن الدنيا تغرّ بأهلها! (٣)

١٣٩. ابن مردويه ، عن أمّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت : كان عليّ على الحق ، من اتّبعه اتّبع الحق ، ومن تركه ترك الحق. عهد معهود قبل يومه هذا. (٤)

١٤٠. ابن مردويه ، عن عائشة : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الحق مع عليّ ، وعلي مع

__________________

(١) الغدير ، ج ٣ ، ص ١٧٨.

(٢) مفتاح النجا ، ص ٦٥.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٥٩٨). ومناقب سيّدنا عليّ (ص ١٥)

(٣) الأربعون حديثا ، ص ٤٢. قال منتجب الدين بن بابويه الرازي : أخبرنا أبو سعد محمّد بن الهيثم بن محمّد ، بقراءتي عليه بأصبهان في داره ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن الزكواني ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ ...

ورواه ابن مردويه ـ إلى قوله : والحق بعدي معك ـ كما في أرجح المطالب (ص ٥٩٩).

ورواه البدخشي في مفتاح النجا (ص ٦٦). قال : روي عن أبي موسى الأشعري أنّه قال : أشهد أن الحق مع عليّ ، ولكن مالت الدنيا بأهلها ، ولقد سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول له : «يا عليّ ، أنت مع الحق ، والحق بعدي معك».

(٤) أرجح المطالب ، ص ٥٩٨.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٩ ، ص ١٣٤). قال : عن أمّ سلمة أنّها كانت تقول : «كان عليّ على الحق ، من اتّبعه اتّبع الحق ، ومن تركه ترك الحق. عهد معهود قبل يومه هذا» ، رواه الطبراني.

١١٥

الحقّ ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». (١)

١٤١. ابن مردويه ، عن أبي ذر الغفاري ، عن أمّ سلمة ، قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ عليّا مع الحق ، والحق معه ، لن يزولا حتّى يردا عليّ الحوض». (٢)

١٤٢. ابن مردويه ، عن عبيد الله بن عبد الله الكندي ، قال : حجّ معاوية ، فأتى المدينة وأصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم متوافرون ، فجلس في حلقة بين عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر ـ الخليفة المقتول ـ فضرب بيده على فخذ ابن عباس ، ثمّ قال : أما كنت أحق وأولى بالأمر من ابن عمّك؟ قال ابن عباس : وبم؟ قال :لأنّي ابن عمّ الخليفة المقتول ظلما ، قال : هذا يعني : ابن عمر» أولى بالأمر منك ؛ لأن أباه قد قتل قبل ابن عمك.

فأعرض عن ابن عباس وأقبل على سعد بن أبي وقاص ، وقال : وأنت يا سعد ، الّذي لم يعرف حقنا من باطل غيرنا ، فيكون معنا أو علينا ، قال سعد :إنّي لما رأيت الظلمة قد غشيت الأرض ، قلت لبعيري : هنخ ، فأنخته حتّى إذا أسفرت مضيت.

__________________

(١) مفتاح النجا ، ص ٦٧.

ورواه ابن مردويه كما في الطرائف (ص ١٠٢ ، ح ١٠٥). قال : أحمد بن موسى بن مردويه في كتاب المناقب من عدة طرق : فمنها بإسناده إلى محمّد بن أبي بكر ، قال : حدّثتني عائشة ...

ورواه ابن مردويه كما في نهج الحق (ص ٢٢٥).

(٢) أرجح المطالب ، ص ٥٩٨.

ورواه ابن مردويه كما في مناقب سيّدنا عليّ (ص ١٩).

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٣ ، ص ١٥٣ ، ح ١١٧٢). قال :أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو الحسن بن سعيد ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني الحسن بن عليّ بن عبد الله المقرئ ، أنبأنا أحمد بن الفرج بن منصور الورّاق ، أنبأنا يوسف بن محمّد بن عليّ المكتب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، أنبأنا الحسن بن أحمد بن سفيان السراج ، أنبأنا عبد السّلام بن صالح ، أنبأنا عليّ بن هاشم ابن البريد ، عن أبيه ، عن أبي سعيد التميمي ، عن أبي ثابت مولى أبي ذر ، قال : دخلت على أمّ سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليّا ، وقالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «عليّ مع الحق ، والحق مع عليّ ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض يوم القيامة».

١١٦

قال : والله ، لقد قرأت في المصحف يوما بين الدفتين وما وجدت فيه هنخ؟

فقال : أما إذا أبيت فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لعليّ : «أنت مع الحق ، والحق معك».

قال : لتجئني بمن سمعه معك أو لأفعلن!! قال : أمّ سلمة ، قال : فقام وقاموا معه حتّى دخل على أمّ سلمة ، قال : فبدأ معاوية في الكلام ، فقال : يا أم المؤمنين ، إنّ الكذابة قد كثرت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعده ، فلا يزال قائل يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما لم يقل ، وإنّ سعدا روى حديثا زعم إنّك سمعتيه منه ، قالت : ما هو؟

قال : زعم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعليّ : «أنت مع الحق ، والحق معك».

قالت : صدق ، في بيتي قاله.

فأقبل على سعد فقال : الآن ألزم ما كنت عليه. والله ، لو سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما زلت خادما لعليّ حتّى أموت! (١)

١٤٣. ابن مردويه ، عن أمّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :«عليّ مع القرآن ، والقرآن مع عليّ ، لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض». (٢) ١٤٤. ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن الحسين الدقاق البغدادي ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا إبراهيم بن الحسن التغلبي ، حدّثنا يحيى بن

__________________

(١) أرجح المطالب ، ص ٦٠٠.

ورواه باختصار الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٧ ، ص ٢٣٣). قال : روي عن محمّد بن إبراهيم التيمي ، عن سعد في حديث ، قال سعد لمعاوية : إنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «عليّ مع الحق ، أو الحق مع عليّ حيث كان».

قال : من سمع ذلك؟ قال : قاله في بيت أمّ سلمة. قال : فأرسل إلى أمّ سلمة فسألها ، فقالت : «قد قاله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتي» ، فقال الرجل لسعد : ما كنت عندي قط ألوم منك الآن! فقال : ولم؟ قال : «لو سمعت هذا من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم أزل خادما لعليّ حتّى أموت!» رواه البزاز.

ورواه البدخشي في مفتاح النجا (ص ٦٦). قال : وأخرج عن عبيد الله بن عبد الله الكندي قال ، وذكر مثله.

(٢) أرجح المطالب ، ص ٥٩٧.

ورواه ابن مردويه كما في مناقب سيّدنا عليّ (ص ٣٨). والطرائف (ص ١٠٣ ، ح ١٥٢).

١١٧

يعلى ، حدّثنا عمر بن يزيد ، حدّثنا عبد الله بن حنظلة ، حدّثني شهر بن حوشب ، قال : كنت عند أمّ سلمة ، فسلم رجل ، فقيل من أنت؟ قال : أنا أبو ثابت مولى أبي ذر. قال : مرحبا بأبي ثابت ادخل ، فدخل فرحبت به ، فقالت : أين طار قلبك حين طارت القلوب مطايرها؟ قال : مع عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قالت : وفّقت. والّذي نفس أمّ سلمة بيده لسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «عليّ مع القرآن ، والقرآن مع عليّ ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض» ، ولقد بعثت ابني عمر وابن أخي عبد الله بن أبي أمية ، وأمرتهما أن يقاتلا مع عليّ من قاتله ، ولو لا أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمرنا أن نقرّ في حجالنا أو في بيوتنا ، لخرجت حتّى أقف في صف عليّ. (١)

__________________

(١) المناقب ، الخوارزمي ، ص ١٧٦ ، ح ٢١٤. قال : أخبرني سيّد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان ، عن الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه ...

ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص ٢١٩). وأرجح المطالب (ص ٥٩٧).

وروى قريبا منه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج ٣ ، ص ١٢٤). قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الحفيد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن نصر ، حدّثنا عمرو بن طلحة القناد الثقة المأمون ، حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ، قال : حدّثني أبو سعيد التيمي ، عن أبي ثابت مولى أبي ذر ، قال : كنت مع عليّ رضي الله عنه يوم الجمل ، فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس ، فكشف الله عنّي ذلك عند صلاة الظهر ، فقاتلت مع أمير المؤمنين ، فلمّا فرغ ذهبت إلى المدينة ، فأتيت أمّ سلمة فقلت : إنّي والله ، ما جئت أسأل طعاما ولا شرابا ، ولكنّي مولى لأبي ذر ، فقالت : مرحبا ، فقصصت عليها قصتي ، فقالت : أين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟

قلت : إلى حيث كشف الله ذلك عنّي عند زوال الشمس ، قالت : أحسنت ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «عليّ مع القرآن ، والقرآن مع عليّ ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». هذا صحيح الإسناد ، وأبو سعيد التيمي هو عقصاء ثقة مأمون ، ولم يخرجاه.

ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١١ ، ص ٦٠٣ ، ح ٣٢٩١٢) ، قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». (الحاكم في المستدرك والطبراني في الأوسط ، عن أمّ سلمة).

١١٨

ط. قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليّ أولى الناس بكم بعدي ، وليّكم بعدي

١٤٥. ابن مردويه ، عن وهب بن حمزة ، قال : قدم بريدة من اليمن ، وكان خرج مع عليّ بن أبي طالب فرأى منه جفوة ، فأخذ يذكر عليّا ، وينقص من حقه ، فبلغ ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له : «لا تقل هذا ، فهو أولى الناس بكم بعدي». (١)

١٤٦. ابن مردويه ، من عدة طرق عن بريدة ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعثين على أحدهما عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعليّ على الناس ، وإذا افترقتما فكل واحد منكما على جنده ، فلقينا بني زيد من اليمن فاقتتلنا فظفر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة ، فاصطفى عليّ عليه‌السلام من السبي امرأة لنفسه.

قال بريدة : وكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخبره بذلك ، فلمّا أتيت النبيّ دفعت الكتاب إليه فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول الله ، فقلت : يا رسول الله ، هذا مكان العائذ بك ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ، ففعلت ما أرسلت به.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا بريدة ، لا تقع في عليّ ، فإنّه منّي ، وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي.

إيه عنك يا بريدة! فقد أكثرت الوقوع بعليّ ، فو الله إنّك لتقع برجل هو أولى الناس بكم بعدي».

قال بريدة : يا رسول الله استغفر لي.

فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «حتّى يأتي عليّ» ، فلمّا جاء عليّ طلب بريدة أن يستغفر

__________________

(١) أرجح المطالب ، ص ٥٤٨. قال فيه : أخرجه الطبراني في الكبير ، وابن مندة ، وأبو نعيم ، وابن مردويه ، وابن الأثير في اسد الغابة ، والسيوطي في جمع الجوامع ، والمتقي في كنز العمّال.

ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١١ ، ص ٦١٢ ، ح ٣٢٩٦١). أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لبريدة : «لا تقل هذا ، فهو أولى الناس بكم بعدي» ـ يعني عليّا. (الطبراني ، عن وهب بن حمزة).

١١٩

له ، فقال النبيّ لعليّ : «إن تستغفر له ، أستغفر له» فاستغفر له. (١)

وفي الحديث زيادة : أنّ بريدة امتنع من مبايعة أبي بكر بعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتبع عليّا لأجل ما كان سمعه من نص النبيّ بالولاية بعده.

١٤٧. ابن مردويه ، بإسناده عن زيد بن أرقم ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ألا أدلّكم على ما إن سالمتم عليه لم تهلكوا؟! إنّ وليّكم وإمامكم عليّ بن أبي طالب». (٢)

ي. حديث الغدير (٣)

سيأتي ما يدل عليه في نزول قوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (٤) ،

__________________

(١) الطرائف ، ص ٦٦ ، ح ٧٢.

ورواه النسائي في خصائص أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (ص ١٦٦ ، ح ٩٠). قال : أخبرنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي ، عن محمّد بن فضيل بن غزوان ، عن الأجلح ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه بريدة ، قال : بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن مع خالد بن الوليد ، وبعث عليّا رضي الله عنه على جيش آخر وقال : «إن التقيتما فعليّ ـ كرّم الله وجهه ـ على الناس ، وإن تفرّقتما فكل واحد منكما على جنده».

قال بريدة : فلقينا بني زيد من أهل اليمن ، وظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة ، فاصطفى عليّ جارية لنفسه من السبي ، فكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأمرني أن أنال منه ، قال :فدفعت الكتاب إليه ونلت من عليّ رضي الله عنه ، فتغيّر وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت : هذا مكان العائذ بك يا رسول الله ، بعثتني مع رجل وأمرتني بطاعته فبلغت ما أرسلت به ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لي : «لا تقعنّ يا بريدة في عليّ ، فإنّ عليّا منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي».

(٢) ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة) ، ص ٢٥.

روى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج ٣ ، ص ٩٨). قال : وروى ابن ديزيل ، قال : حدّثنا يحيى بن زكريا ، قال : حدّثنا عليّ بن القاسم ، عن سعيد بن طارق ، عن عثمان بن القاسم ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلّى ٩ الله عليه وسلّم : ألا أدلّكم على ما إن تساءلتم عليه لم تهلكوا؟! إنّ وليكم الله ، وإن إمامكم عليّ بن أبي طالب ، فناصحوه وصدّقوه ، فإنّ جبريل أخبرني بذلك.

(٣) روى حديث الغدير نحو من المائة وعشرين من الصحابة ، والفت المصنفات في طرقه وألفاظه يجدها الباحث في كتاب الغدير في الكتاب والسنة للعلّامة الأميني ، وكتاب ملحقات إحقاق الحق للعلّامة السيّد المرعشي وغيرها.

وقد أحصى السيّد عبد العزيز الطباطبائي رحمه‌الله في كتابه الغدير في التراث الإسلامي ما صنف من كتب في واقعة الغدير منذ القرن الثاني وحتّى يومنا هذا.

(٤) سورة المائدة ، الآية ٣. لا حظ ص ٢٣١.

١٢٠