مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني

مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني


المحقق: عبدالرزاق محمّد حسين حرز الدين
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٢
ISBN: 964-7489-08-0
الصفحات: ٤٢٣

سورة الفاتحة

٢ / قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الآية : ١].

٣١٠. ابن مردويه ، عن عليّ ـ كرّم الله وجهه ـ ، قال : إنّ الصراط المستقيم محبّتنا أهل البيت. (١)

__________________

عبد الله بن الخراش ، عن العوام بن حوشب ، عن مجاهد ، قال : ما كان في القرآن : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فإنّ لعليّ سابقة ذلك وفضيلته.

وروى بإسناد آخر في الحديث «٨٥» عن مجاهد ، قال : كل شيء في القرآن : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فان لعليّ سبقه وفضله.

(١) مناقب مرتضوي ، ص ٤٩.

ورواه الحاكم الحسكاني بأسانيد وألفاظ مختلفة في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٥٧) ، قال : (ح ٨٧) : أخبرنا عقيل ابن الحسين الفسوي ، أخبرنا عليّ بن الحسين بن قيدة الفسوي ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله ، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن عبيد ببغداد ، أخبرنا عبد الله بن أبي الدنيا ، قال : حدّثنا وكيع بن الجراح ، قال : حدّثنا سفيان الثوري ، عن أسباط ومجاهد ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال : يقول : قولوا معاشر العباد : اهدنا إلى حبّ النبيّ وأهل بيته وروى الأمر تسري في أرجح المطالب (ص ٨٥ ، ٣١٩) : الثعلبي وصاحب التنزيل عن مسلم بن حيّان قال :سمعت أبا بريدة رضي الله عنه يقول في قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) : صراط محمّد وآله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وروى أبو بكر بن شهاب الدين الحضرمي في رشفة الصادي (ص ٢٥) ، قال : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) قال أبو العالية : هم آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٢٢١

سورة البقرة

٣ / قوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) [الآية : ٤٣].

٣١١. ابن مردويه ، عن ابن عباس : نزلت في رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ عليه‌السلام خاصّة ، وهما أوّل من صلّى وركع. (١) ٤ / قوله تعالى : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) [الآية : ١٤].

٣١٢. ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنه ، أنّ عبد الله بن أبيّ وأصحابه خرجوا ، فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال عبد الله بن أبيّ لأصحابه :انظروا كيف أردّ هؤلاء السفهاء عنكم ، فأخذ بيد عليّ فقال : مرحبا يا ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وختنه ، وسيّد بني هاشم ما خلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال عليّ :يا عبد الله ، اتّق الله ولا تنافق ، يا شر خلق الله ، فقال : مهلا يا أبا الحسن ، إنّ إيماننا كإيمانكم ، ثمّ تفرّقوا ، فقال ابن أبي لأصحابه : كيف رأيتم ما فعلت؟ فأثنوا عليه خيرا ، ونزل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ

__________________

(١) كشف الغمّة ، ج ١ ، ص ٣٢٥.

ورواه ابن مردويه كما في مناقب مرتضوي (ص ٥٣).

ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص ٢٨٠ ، ح ٢٧٤) ، قال : وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، أخبرنا الحسن بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن عليّ بن مخلد ، حدّثنا محمّد هو ابن عثمان بن أبي شيبة ، أخبرنا منجاب بن الحارث ، حدّثنا حسين بن أبي هاشم ، حدّثنا حيّان بن عليّ ، عن محمّد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) أنّها نزلت في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ خاصّة ، وهما أوّل من صلّى وركع.

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٨٥ ، ح ١٢٤).

٢٢٢

آمَنُوا) الآية. (١)

٥ / قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) [الآيات : ١٥٥ ـ ١٥٦].

٣١٣. ابن مردويه ، بإسناده عن ابن عباس ، قال : إنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام لمّا وصل إليه ذكر قتل عمّه حمزة رضي الله عنه قال : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) ، فنزلت هذه الآية : (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ...) الآية وهو القائل عند تلاوتها : (إِنَّا لِلَّهِ) إقرار بالملك (وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) إقرار بالهلاك. (٢) ٦ / قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) [الآية : ٢٠٧].

٣١٤. ابن مردويه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس وعليّ بن الحسين ، قالا : ليلة بات عليّ بن أبي طالب على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. (٣)

__________________

(١) أرجح المطالب ، ص ٨١.

ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص ٢٧٨ ، ح ٢٦٦) ، قال : روى أبو صالح ، عن ابن عباس ، أنّ عبد الله بن أبيّ وأصحابه خرجوا ، فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه : انظروا كيف أردّ ابن عمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسيّد بني هاشم خلد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال عليّ عليه‌السلام : يا أبا عبد الله اتّق الله ولا تنافق ، فإن المنافق شرّ خلق الله ، فقال : مهلا يا أبا الحسن ، والله إيماننا كإيمانكم ، ثمّ تفرقوا ، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه : كيف رأيتم ما فعلت؟ فأثنوا عليه خيرا ، ونزل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ).

ورواه الحاكم الحسكاني عن محمّد بن الحنفيّة بنحو آخر في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٧٢ ، ح ١١٢).

(٢) تأويل الآيات الظاهرة ، ج ١ ، ص ٨٢.

ورواه العلّامة الحلي في نهج الحق (ص ٢٠٩).

(٣) توضيح الدلائل ، ص ١٥٣.

قال النيشابوري في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج ٢ ، ص ٢٩١) : يروى أنّه لمّا نام على فراشه قام جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ، وجبرئيل ينادي بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة ، ونزلت الآية.

٢٢٣

٣١٥. ابن مردويه ، عن عليّ بن الحسين ، قال : أوّل من شرى نفسه ابتغاء مرضات الله عزوجل عليّ بن أبي طالب ، كان المشركون يطلبون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقام عن فراشه ، وانطلق هو ، وأبو بكر ، واضطجع عليّ على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مكانه ، فجاء المشركون فوجدوا عليّا ولم يجدوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. (١) ٧ / قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) [الآية : ٢٧٤].

٣١٦. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، أنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب. (٢)

٣١٧. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال : إنّ عليّ بن أبي طالب كان يملك أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرّا ، وبدرهم علانية ، فأنزل الله سبحانه فيه (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) الآية. (٣)

__________________

وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره (ج ٢ ، ص ١١٨) : نزلت في علي حين خلّفه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة ؛ لقضاء ديونه ، وردّ الودائع ، وأمره بمبيته على فراشه ليلة خرج مهاجرا صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وذكر القرطبي في تفسيره (ج ٣ ، ص ٢١) القول أنّها نزلت في علي رضي الله عنه حين تركه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على فراشه ليلة خرج إلى الغار.

(١) توضيح الدلائل ، ص ١٥٤.

ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج ٣ ، ص ٤) ، قال : قد حدّثنا بكر بن محمّد الصيرفي بمرو ، حدّثنا عبيد بن قنفذ البزاز ، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، حدّثنا قيس بن الربيع ، حدّثنا حكيم بن جبير ، عن عليّ بن الحسين ، قال : إنّ أوّل من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله عليّ بن أبي طالب.

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ١٠١).

والموفّق الخوارزمي في المناقب (ص ١٢٧ ، ح ١٤١).

(٢) تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٣٢٦.

(٣) مفتاح النجا ، ص ٣٩ ، قال فيه : أخرج ابن مردويه ، والعلّامة أبو الحسن عليّ بن أحمد ، والواحدي في تفسيره ، عن ابن عباس ....

ورواه ابن مردويه كما في كشف اليقين (ص ٣٦٤) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٥) ، وفيه : فتصدق باللّيل والنّهار سرّا وعلانية.

٢٢٤

٣١٨. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب ، كانت له أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما ، وبالنّهار درهما ، ودرهما سرّا ، ودرهما علانية. (١)

٣١٩. ابن مردويه ، عن ابن عباس في هذه الآية ، قال : كان لعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أربعة دنانير ، فتصدّق بدينار نهارا ، وبدينار ليلا ، وبدينار سرّا ، وبدينار علانية ، فأنزل الله تعالى هذه الآية. (٢)

__________________

ورواه الواحدي النيسابوري في أسباب النزول (ص ٥٧) ، قال : أخبرنا محمّد بن يحيى بن مالك الضبي ، قال :حدّثنا محمّد بن إسماعيل الجرجاني ، قال : حدّثنا عبد الرزاق ، قال : حدّثنا عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، عن ابن عباس في قوله : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب ، كان عنده أربعة دراهم ، فأنفق بالليل واحدا ، وبالنهار واحدا ، وفي السرّ واحدا ، وفي العلانية واحدا.

(١) فتح الغدير ، ج ١ ، ص ٢٩٤.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٦٥) وتوضيح الدلائل (ص ١٥٣) وفي آخره : فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا لك ذلك فنزلت.

(٢) توضيح الدلائل ، ص ١٥٣.

قريبا منه رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ١١٤ ، ح ١٦٣) ، قال : قرئ على أبي محمّد الحسن بن عليّ الجوهري ببغداد ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عمران بن موسى بن عبيد المرزباني ، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبيد الحافظ ، قال : حدّثني الحسين بن حكم الحبري ، حدّثنا حسن بن حسين ، عن حبّان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) نزلت في عليّ خاصة في أربعة دنانير كانت له ، تصدق بعضها نهارا ، وبعضها ليلا ، وبعضها سرّا ، وبعضها علانية.

٢٢٥

سورة آل عمران

٨ / قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) [الآية : ٦١].

٣٢٠. ابن مردويه ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن داوود المكي ، حدّثنا بشر بن مهران ، حدّثنا محمّد بن دينار ، عن داوود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عن جابر قال : قدم على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم العاقب والطيب ، فدعاهما إلى الملاعنة ، فواعداه على أن يلاعناه الغداة ، قال : فغدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، ثمّ أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا ، وأقرّا له بالخراج قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والّذي بعثني بالحق لو قالا : لا ، لأمطر عليهم الوادي نارا». قال جابر : وفيهم نزلت (تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) قال جابر : (أَنْفُسَنا) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليّ بن أبي طالب ، (أَبْناءَنا) الحسن والحسين ، (وَنِساءَنا) فاطمة. (١)

__________________

(١) تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٣٧٠.

قلت : وقد أجمع المفسرون على نزول الآية في حق الخمسة الأطهار من أهل البيت عليهم‌السلام.

وروى مسلم في صحيحه (ج ٧ ، ص ١٢٠) ، قال : حدّثنا قتيبة بن سعيد ومحمّد بن عباد (وتقاربا في اللفظ) قالا :حدّثنا حاتم ، وهو ابن إسماعيل عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟ فقال : أمّا ما ذكرت ، ثلاثا قالهن له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلن أسبّه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم ـ إلى أن قال : ـ ولمّا نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهمّ هؤلاء أهلي.

٢٢٦

٣٢١. ابن مردويه ، عن الشعبي ، عن جابر ، قال : قدم على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم العاقب والطيب ، فدعاهما إلى الإسلام ، فقالا : أسلمنا يا محمّد ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كذبتما! إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام» ، قالا : هات أنبئنا ، قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حبّ الصليب ، وشرب الخمر ، وأكل لحم الخنزير» ، قال : فتلاحيا وردا عليه ، فدعاهما إلى الملاعنة ، فوعداه على أن يلاعناه الغداة ، قال : فغدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، ثمّ أرسل إليهما ، فأبيا أن يجيبان وأقرّا له بالخراج. قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والّذي بعثني بالحق نبيّا لو قالا : لا ، لأمطر عليهما الوادي نارا».

قال جابر : فنزلت فيهم (نَدْعُ أَبْناءَنا) أي : الحسن والحسين ، (وَنِساءَنا) فاطمة ، (وَأَنْفُسَنا) النبيّ وعليّ. (١)

٣٢٢. ابن مردويه ، عن ابن عبّاس ، قال : لمّا قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هذه الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة ، قالوا له : حتّى نرجع وننظر في أمرنا ونأتيك غدا ، فخلا بعضهم إلى بعض ، فقالوا للعاقب وكان ديّانهم : يا عبد المسيح ما ترى؟ فقال : والله ، لقد عرفتم يا معشر النصارى أنّ محمّدا نبي مرسل ، ولقد جاءكم بالفضل من عند ربّكم ، والله ما لا عن قوم قط نبيّا فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ، ولئن فعلتم لتهلكن ، وإن أبيتم إلّا الف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم ، فوادعوا الرجل ، وانصرفوا إلى بلادكم ، فأتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد غدا رسول الله محتضنا للحسن وآخذا بيد الحسين ، وفاطمة تمشي خلفه ، وعليّ خلفها ، وهو يقول لهم : «إذا أنا دعوت فأمّنوا». فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى ، إنّي لأرى وجوها

__________________

(١) توضيح الدلائل ، ص ١٥٤.

ورواه ابن مردويه ، كما في الدرّ المنثور (ج ٢ ، ص ٣٨) وفتح القدير (ج ١ ، ص ٣٤٧). وفيهما : «السيّد» بدل «الطيب» و «لو فعلا» بدل «لو قالا» ، وليس فيهما «فتلاحيا وردّا عليه».

٢٢٧

لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله من مكانه ، فلا تبتهلوا فتهلكوا ، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.

فقالوا : يا أبا القاسم قد رأينا ألّا نلاعنك ، وأن نتركك على دينك ، ونثبت على ديننا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن أبيتم المباهلة فأسلموا ، يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم» ، فاتوا ، فقال : «فإنّي أنابذكم الحرب». فقالوا :ما لنا بحرب العرب طاقة ، ولكنّا نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردّنا عن ديننا ، على أن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلّة : ألف في صفر وألف في رجب ، فصالحهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على ذلك. (١)

٩ / قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) [الآية : ١٠٣].

٣٢٣. ابن مردويه ، من تسعة وثمانين طريقا ، أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إنّي مخلف فيكم الثقلين ؛ كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا». (٢)

٣٢٤. ابن مردويه ، من مائة وثلاثين طريقا ، أن العترة عليّ وفاطمة والحسنان. (٣) ١٠ / قوله تعالى : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ

__________________

(١) الطرائف ، ص ٤٥.

(٢) الصراط المستقيم ، ج ٢ ، ص ١٠٢.

روى السيوطي في ذيل الآية من تفسيره الدرّ المنثور (ج ٢ ، ص ٦٠) ، قال : أخرج أحمد ، عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّي تارك فيكم خليفتين ؛ كتاب الله عزوجل حبل ممدود ما بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.

وروى ابن حنبل في مسنده (ج ٣ ، ص ١٤) ، قال : حدّثنا أسود بن عامر ، أخبرنا أبو إسرائيل ـ يعني : إسماعيل ابن أبي إسحاق الملائي ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض.

(٣) الصراط المستقيم ، ج ٢ ، ص ١٠٢.

٢٢٨

وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) [الآيات : ١٠٦ ـ ١٠٧].

٣٢٥. ابن مردويه ، عن أبي امامة ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله تعالى : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) قال : «هم الخوارج». (١) ١١ / قوله تعالى : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) [الآيات : ١٧٣ ـ ١٧٤].

٣٢٦. ابن مردويه ، بسنده عن محمّد بن عبد الله الرافعي ، عن أبيه ، عن جدّه أبي رافع ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجّه عليّا في نفر معه في طلب أبي سفيان ، فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال : إنّ القوم قد جمعوا لكم ، فقالوا : (حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ). فنزلت فيهم هذه الآية. (٢)

__________________

(١). الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٥ ، قال : أخرج عبد الرزاق ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن أبي أمامة ...

ورواه القرطبي في ذيل الآية من تفسيره (ج ٤ ، ص ١٦٧) ، قال : أبو امامة الباهلي ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هي في الحرورية».

(٢) تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ١٦٢.

ورواه ابن مردويه كما في الدرّ المنثور (ج ٢ ، ص ١٠٣) وكما في توضيح الدلائل (ص ١٥٥) ومفتاح النجا (ص ٤٠) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٧) وكشف اليقين (ص ٣٧٧).

٢٢٩

سورة النساء

١٢ / قوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [الآية : ٥٩].

٣٢٧. ابن مردويه ، عن النعمان بن بشير ، أنّ عليّا تلاها ـ يعني ـ : (أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وقال : أنا منهم. (١)

٣٢٨. ابن مردويه ، عن عبد الغفار بن القاسم ، قال : سألت جعفر بن محمّد عن اولي الأمر في قوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، فقال : كان والله عليّ منهم. (٢)

__________________

(١) أرجح المطالب ، ص ٨٥.

وذكر الفخر الرازي القول في تفسيره (ج ١٠ ، ص ١٤٤) أنّ المراد به الأئمّة المعصومون.

وذكر أبو حيّان الأندلسي أيضا في تفسيره المسمى بالبحر المحيط (ج ٣ ، ص ٢٧٨) ، أنّ الآية نزلت في عليّ والأئمّة من أهل البيت.

وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ١٤٨ ، ح ٢٠٢) ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي ، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي ، أخبرنا أبو أحمد البصري ، قال : حدّثني بشر بن المفضل النيسابوري ، عن عيسى بن يوسف الهمداني ، عن أبي الحسن بن يحيى ، قال : حدّثني أبان بن أبي عيّاش ، قال : حدّثني سليم بن قيس الهلالي ، عن عليّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «شركائي الّذين قرنهم الله بنفسه وبي وأنزل فيهم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) الآية ، فان خفتم تنازعا في أمر فارجعوه إلى الله والرسول واولي الأمر» ، قلت : يا نبي الله من هم؟ قال : «أنت أوّلهم».

(٢) مفتاح النجا ، ص ٣٨.

ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣٢٣) وكشف اليقين (ص ٣٩٣).

٢٣٠

سورة المائدة

١٣ / قوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) [الآية : ٣].

٣٢٩. ابن مردويه ، من طريق أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّها نزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم غدير خم حين قال لعليّ : «من كنت مولاه ، فعلي مولاه». (١)

٣٣٠. ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : لمّا نصب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا يوم غدير خم فنادى له بالولاية ، هبط جبرئيل عليه بهذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ). (٢)

٣٣١. ابن مردويه ، عن أبي هريرة ، قال : لمّا كان يوم غدير خم ـ وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة ـ قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ، فأنزل الله : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ). (٣)

__________________

(١). تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ١٤.

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٥٩ ، قال فيه : أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري.

(٣) المصدر السابق ، قال فيه : أخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة.

ورواه مفصلا ابن كثير في البداية والنهاية (ج ٧ ، ص ٣٥٠) ، قال : قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي : حدّثنا عبد الله بن عليّ بن محمّد بن بشران ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، أخبرنا أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال ، حدّثنا عليّ بن سعيد الرملي ، حدّثنا ضمرة بن ربيعة القرشي ، عن ابن شوذب ، عن مطر الوراق ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة ، قال : من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا ، وهو يوم غدير خم لمّا أخذ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيد عليّ بن أبي طالب فقال : «ألست وليّ المؤمنين؟» قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه». فقال عمر بن الخطاب : «بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم» ، فأنزل الله عزوجل : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ).

مثل هذا رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ١٥٨ ، ح ٢١٣).

٢٣١

٣٣٢. ابن مردويه ، عن مجاهد ، قال : نزلت هذه الآية بغدير خم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :«الله أكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضا الربّ برسالتي ، والولاية لعليّ». (١)

٣٣٣. ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا الناس في غدير خم ، وأمر بما تحت الشجرة من شوك فقمّ ، كان ذلك يوم الخميس ، فدعا عليّا فأخذ بضبعيه ، فرفعها حتّى نظر الناس لبياض إبطي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ، ثمّ لم يتفرّقوا حتّى نزلت هذه الآية :(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الله أكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضا الرب برسالتي ، وبالولاية لعليّ بن أبي طالب». (٢)

٣٣٤. ابن مردويه ، حدّثني جدّي ، حدّثني عبد الله بن إسحاق البغوي ، حدّثني الحسن بن عليل العنزي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن الذراع ، حدّثنا قيس ابن حفص ، حدّثني عليّ بن الحسن أبو الحسن العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله دعا الناس في غدير خم ، أمر بما كان تحت الشجرة من شوك فقمّ ، وذلك يوم الخميس ، ثمّ دعا الناس إلى عليّ فأخذ بضبعه فرفعها حتّى نظر الناس إلى بياض إبطه ، ثمّ لم يفترقا حتّى نزلت هذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي

__________________

(١) توضيح الدلائل ، ص ١٥٥.

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ١٥٧ ، ح ٢١١) ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي ، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي ، أخبرنا أبو أحمد البصري ، عن أحمد بن عمّار بن خالد ، عن يحيى بن عبد الحميد الحمّاني ، عن قيس بن الربيع ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا نزلت عليه هذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) قال : «الله أكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضا الرب برسالتي ، وولاية عليّ بن أبي طالب من بعدي». ثمّ قال : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله».

(٢) مفتاح النجا ، ص ٤١.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب ، ص ٦٧.

٢٣٢

وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً).

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الله أكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضا الرب برسالاتي ، والولاية لعليّ ، ثمّ قال : اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله». فقال حسان بن ثابت : ائذن لي يا رسول الله أن أقول أبياتا.

قال : «قل ببركة الله تعالى» ، فقال حسان بن ثابت : يا معشر مشيخة قريش ، اسمعوا شهادة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ قال :

يناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخمّ وأسمع مناديا

بأني مولاكم نعم ونبيّكم

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولا تجدنّ في الخلق للأمر عاصيا

فقال له : قم يا عليّ ، فانّني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا (١)

١٤ / قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) [الآية : ٥٥].

٣٣٥. ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية ، قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب. (٢)

__________________

(١) المناقب ، الخوارزمي ، ص ١٣٥ ، ح ١٥٢ ؛ مقتل الحسين (ج ١ ، ص ٤٧) ، قال : أخبرني سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني ـ كتابة ، أخبرنا الشريف أبو طالب المفضل الجعفري بأصبهان ، أخبرني أبو بكر بن مردويه ورواه ابن مردويه كما في الطرائف (ص ١٤٦ ، ح ٢٢١) ، وفيه : ثمّ قال : «اللهمّ من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهمّ وال من والاه ...».

وفي آخر الحديث : قال : فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب! أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٩٣ ، قال : أخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وأبو الشيخ ، وابن

٢٣٣

٣٣٦. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال : كان عليّ بن أبي طالب قائما يصلّي فمر سائل وهو راكع ، فأعطاه خاتمه فنزلت : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية. (١)

٣٣٧. ابن مردويه ، عن عليّ بن أبي طالب ، قال : نزلت هذه الآية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيته : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) إلى آخر الآية. فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدخل المسجد ، وجاء الناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم يصلي ، فإذا سائل ، فقال : «يا سائل ، هل أعطاك أحد شيئا؟» قال : لا ، إلّا ذاك الراكع ـ لعليّ بن أبي طالب ـ أعطاني خاتمه. (٢)

__________________

مردويه ، عن ابن عباس ...

ورواه البلاذري في ترجمة الإمام عليّ عليه‌السلام من أنساب الأشراف (ج ١ ، ص ١٦٣ ، ح ١٥١) ، قال : وحدّثت عن حمّاد بن سلمة ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : نزلت في عليّ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ).

قال العلّامة الطباطبائي عند بحثه الروائي لهذه الآية في تفسيره (ج ٦ ، ص ٢٥) : والروايات في نزول الآيتين في قصة التصدّق بالخاتم كثيرة ، وقد اشترك في نقلها عدّة من الصحابة ، كأبي ذر وابن عباس وأنس بن مالك وعمّار وجابر وسلمة بن كهيل وأبي رافع وعمرو بن العاص ، وعليّ والحسين ، وكذا السجاد والباقر والصادق والهادي وغيرهم من أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام. وقد اتفق على نقلها من غير ردّ أئمّة التفسير المأثور ، كأحمد والنسائي والطبري والطبراني وعبد بن حميد وغيرهم من الحفاظ وأئمّة الحديث ، وقد تسلّم ورود الرواية المتكلّمون ، وأوردها الفقهاء في مسألة الفعل الكثير من بحث الصلاة ، وفي مسألة : «هل تسمى صدقة التطوع زكاة؟» ولم يناقش في صحة انطباق الآية على الرواية فحول الأدب من المفسرين كالزمخشري في الكشاف وأبي حيّان في تفسيره ، ولا الرواة النقلة وهم أهل اللسان. فلا يعبأ بما ذكره بعضهم : أن حديث نزول الآية في قصة الخاتم موضوع مختلق ، وقد أفرط بعضهم كشيخ الإسلام ابن تيميّة فادّعى إجماع العلماء على كون الرواية موضوع!! وهي من عجيب الدعاوي! وقد عرفت ما هو الحق في المقام في البيان المتقدم.

(١) الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٩٤.

ورواه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (ج ٢ ، ص ٢٩٧).

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٩٣ ، قال فيه : أخرج أبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن عليّ ...

ورواه ابن مردويه كما في مسند عليّ بن أبي طالب (ج ١ ، ص ٤١٥) وكنز العمّال (ج ١٣ ، ص ١٦٥).

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٢ ، ص ٤٠٩ ، ح ٩١٥) ، قال :أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو عليّ الحداد ، وأبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد الله ، ثمّ أخبرنا أبو المعالي عبد الله

٢٣٤

٣٣٨. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال : وقف على عليّ بن أبي طالب سائل ـ وهو راكع في تطوّع ـ فنزع خاتمه ، فأعطاه السائل ، فنزلت : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية. (١)

٣٣٩. ابن مردويه ، عن عمّار بن ياسر ، قال : وقف بعليّ ـ سائل وهو راكع في صلاة تطوّع ـ فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعلمه ذلك ، فنزلت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذه الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) فقرأها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على أصحابه ، ثمّ قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه». (٢)

٣٤٠. ابن مردويه ، من طريق محمّد بن السائب الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المسجد ، والناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم وقاعد ، وإذا مسكين يسأل ، فدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال :

«أعطاك أحد شيئا؟» قال : نعم. قال : «من؟» قال : ذلك الرجل القائم. قال : «على أيّ حال أعطاكه؟» قال : وهو راكع ، قال : «وذلك عليّ بن أبي طالب» ، قال : فكبّر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند ذلك وهو يقول : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ

__________________

ابن أحمد بن محمّد ، أنبأنا أبو عليّ الحداد ، قالوا : أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا سليمان بن أحمد ، أنبأنا عبد الرحمن بن محمّد بن سالم الرازي ، أنبأنا محمّد بن يحيى بن ضريس العبدي ، أنبأنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ قال : نزلت هذه الآية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فدخل المسجد ، والناس يصلّون بين راكع وقائم يصلّي ، فإذا سائل ، فقال رسول الله : «يا سائل ، هل أعطاك أحد شيئا؟» فقال : لا ، إلّا ذاك الراكع ـ لعليّ ـ أعطاني خاتمه.

(١) لباب النقول في أسباب النزول ، ص ٩٠.

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٩٣ ، قال فيه : أخرج الطبراني في الأوسط ، وابن مردويه ، عن عمّار بن ياسر ...

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٧ ، ص ١٧) ، قال : روى الطبراني في الأوسط عن عمّار بن ياسر ، قال : وقف على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه سائل وهو راكع في تطوّع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعلمه بذلك ، فنزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية.

٢٣٥

وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ). (١)

٣٤١. ابن مردويه ، عن أبي رافع ، قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو نائم يوحى إليه ، فإذا حيّة في جانب البيت ، فكرهت أن أثبت عليها فأوقط النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وخفت أن يكون يوحى إليه ، فاضطجعت بين الحيّة وبين النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لئن كان منها سوء كان فيّ دونه ، فمكثت ساعة ، فاستيقظ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يقول : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) الحمد لله الّذي أتمّ لعليّ نعمه ، وهنيئا لعليّ بفضل الله إيّاه». (٢)

٣٤٢. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، أنّ عبد الله بن سلام ونفرا ممن آمن معه أقبلوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقالوا : إنّ منازلنا بعيدة ، لا نجد أحدا يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد ، وإن قومنا لمّا رأونا قد صدّقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة ، وقد أقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا ، فشق ذلك علينا.

فبيناهم يشكون إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وكان عليّ قد تصدّق بخاتمه في الصلاة ـ نزلت : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ولمّا رأوه قد أعطى الخاتم كبّروا ،

__________________

(١) تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٥٩٧.

ورواه ابن مردويه على ما رواه السيوطي في الحاوي للفتاوي (ص ١١٩).

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٩٤ ، قال فيه : الطبراني ، وابن مردويه وأبو نعيم ، عن أبي رافع ...

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (ج ١ ، ص ٣٢٠ ، ح ٩٥٥) ، قال : حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا يحيى بن الحسن بن فرات ، حدّثنا عليّ بن هاشم ، عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع ، حدّثنا عون بن عبد الله ابن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه أبي رافع ، قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو نائم أو يوحى إليه ، وإذا حيّة في جانب البيت ، فكرهت أن أقتلها فأوقضه ، فاضطجعت بينه وبين الحيّة فإن كل شيء كان بي دونه ، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...) ـ الآية ، قال ـ : الحمد لله». فرآني إلى جانبه فقال : «ما أضجعك هاهنا؟» قلت : لمكان هذه الحيّة ، قال : «قم إليها فاقتلها». فقتلتها ، فحمد الله ، ثمّ أخذ بيدي فقال : «يا أبا رافع ، سيكون بعدي قوم يقاتلون عليّا ، حقّا على الله جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم فبلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك شيء».

٢٣٦

وقال النبيّ : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ). (١)

٣٤٣. ابن مردويه ، من طريق الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : أتى عبد الله بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند الظهر ، فقالوا : يا رسول الله ، إنّ بيوتنا قاصية ، لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد ، وإنّ قومنا لمّا رأونا قد صدّقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة ، وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا ، فشق ذلك علينا ، فبيناهم يشكون ذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا نزلت هذه الآية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ). ونودي بالصلاة ـ صلاة الظهر ـ وخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المسجد ، والناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم وقاعد ، وإذا مسكين يسأل ، فدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «أعطاك أحد شيئا؟» قال : نعم.

قال : «من؟» قال : ذاك الرجل القائم ، قال : «على أيّ حال أعطاكه؟» قال : وهو راكع. قال : «وذاك عليّ بن أبي طالب». فكبّر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند ذلك وهو يقول : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ). (٢)

٣٤٤. ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : يا رسول الله ، إنّ منازلنا بعيدة ، ليس لنا مجلس دون هذا المجلس ، وإنّ قومنا لمّا رأونا آمنا بالله ورسوله وصدّقناه ، رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلّمونا ، فشق

__________________

(١) مفتاح النجا ، ص ٣٩.

ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٥).

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٩٣.

٢٣٧

ذلك علينا ، فقال لهم النبيّ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).

ثمّ إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج من المسجد والناس بين قائم وراكع ، فرأى سائلا فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هل أعطاك أحد شيئا؟» فقال : نعم ، خاتم ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أعطاك؟» قال : ذلك القائم ، وأومى بيده إلى عليّ ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «على أيّ حال أعطاك؟» قال : أعطاني وهو راكع ، فكبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثمّ قرأ : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) فأنشأ حسان بن ثابت :

أبا حسن تفديك روحي ومهجتي

وكل بطيء في الهدى والمسارع

فأنت الّذي أعطيت إذ كنت راكعا

فدتك نفوس الخلق يا خير راكع

بخاتمك الميمون يا خير سيّد

يا خير ساجد ثمّ يا خير راكع

فأنزل فيك الله خير ولاية

فبيّنها في محكمات الشرائع

وقال أيضا :

من ذا بخاتمه تصدّق راكعا

وأسرّه في نفسه إسرارا

من كان بات على فراش محمّد

ومحمّد أسري يوم الغارا

من كان في القرآن سمّي مؤمنا

في تسع آيات تلين غرارا (١)

__________________

(١) أرجح المطالب ، ص ٧٨.

ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص ٢٦٤ ، ح ٢٤٦) ، قال : أخبرنا الإمام الأجل شمس الأئمّة سراج الدين أبو الفرج محمّد بن أحمد المكي ـ أدام الله سمّوه ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمّد إسماعيل بن عليّ بن إسماعيل ، حدّثنا السيّد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفّق بالله ، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن عليّ المؤدب ـ المعروف بالمكفوف بقراءتي عليه ـ أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر ، أخبرني الحسين بن محمّد بن أبي هريرة ، حدّثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، حدّثنا محمّد بن الأسود ، عن مروان ابن محمّد ، عن محمّد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : يا رسول الله ، إنّ منازلنا بعيدة ، وليس لنا مجلس ، ولا متحدث دون هذا

٢٣٨

١٥ / قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) [الآية : ٦٧].

٣٤٥. ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : نزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم غدير خم في عليّ بن أبي طالب. (١)

٣٤٦. ابن مردويه ، عن ابن مسعود ، قال : كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) ـ إنّ عليّا مولى المؤمنين ـ (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ

__________________

المجلس ، وإن قومنا لما رأونا آمنا بالله ورسوله وصدّقنا ، رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يؤاكلونا ولا يناكحونا ولا يكلّمونا ، فشق ذلك علينا ، فقال لهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ). ثمّ إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع ، وبصر بسائل فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «هل أعطاك أحد شيئا؟» قال : نعم ، خاتما من ذهب ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من أعطاك؟» قال : ذلك القائم ، وأومى بيده إلى عليّ عليه‌السلام ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عليّ أيّ حال أعطاك هو؟» قال : أعطاني وهو راكع ، فكبّر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ قرأ : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) فأنشأ حسان بن ثابت يقول في ذلك :

أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي

وكل بطيء في الهدى ومسارع

أيذهب مدحيك والمحبر ضائعا

وما المدح في حبّ إلا له بضائع

فأنت الّذي أعطيت إذ كنت راكعا

فدتك نفوس القوم يا خير راكع

فأنزل فيك الله خير ولاية

فبيّنها في محكمات الشرائع

(١) الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٩٨ ، قال فيه : أخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن أبي سعيد الخدري ...

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٥٦٧) ، وفيه : في فضل عليّ بن أبي طالب وكما في روح المعاني (ج ٤ ، ص ١٧٢).

ورواه الواحدي النيسابوري في أسباب النزول (ص ١٣٥) ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمّد بن عليّ الصفار ، قال : أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي ، قال : أخبرنا محمّد بن حمدون بن خالد ، قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم الخلوتي ، قال : حدّثنا الحسن بن حمّاد سجادة ، قال : حدّثنا عليّ بن عابس ، عن الأعمش وأبي حجاب ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : نزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) يوم غدير خمّ في عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

٢٣٩

فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ). (١)

٣٤٧. ابن مردويه ، عن أبي الجارود ، عن أبي حمزة قال : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) نزلت في شأن الولاية. (٢)

٣٤٨. ابن مردويه ، عن زيد بن عليّ ، قال : لمّا جاء جبرئيل عليه‌السلام بأمر الولاية ، ضاق النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك ذرعا ، وقال : «قومي حديثوا عهد بجاهليّة» ، فنزلت. (٣)

٣٤٩. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال : لمّا أمر الله رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يقوم بعليّ عليه‌السلام فيقول له ما قال ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا ربّ ، إنّ قومي حديثوا عهد بجاهليّة» ، ثمّ مضى بحجّه ، فلمّا أقبل راجعا نزل بغدير خم أنزل الله عليه : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) فأخذ بعضد عليّ ، ثمّ خرج إلى الناس ، فقال : «أيّها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا : بلى يا رسول الله. قال : «اللهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ، وأعن من أعانه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره ، وأحب من أحبّه وابغض من أبغضه» ، قال ابن عباس : فوجبت والله في رقاب القوم. وقال حسان بن ثابت :

يناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخم واسمع بالرسول مناديا

يقول : فمن مولاكم ووليّكم؟

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولم تر منّا في الولاية عاصيا

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٩٨ ورواه ابن مردويه كما في روح المعاني (ج ٦ ، ص ١٧٢) وأرجح المطالب (ص ٦٧ ، وص ٥٦٦) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٩) وكشف اليقين (٣٨٠).

ورواه أبو الطيب صديق بن حسن ـ ملك مدينة بهوبال ـ في تفسيره المسمى فتح البيان (ج ٣ ، ص ٨٩) ، قال : وعن ابن مسعود قال : كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) ـ إنّ عليّا مولى المؤمنين ـ (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ).

(٢) توضيح الدلائل ، ص ١٥٧.

(٣) كشف الغمّة ، ج ١ ، ص ٣١٧.

٢٤٠