مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني

مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني


المحقق: عبدالرزاق محمّد حسين حرز الدين
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٢
ISBN: 964-7489-08-0
الصفحات: ٤٢٣

٢٤٤. ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : جاء عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه إلى النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : بأبي أنت وأمي تفلّت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أبا الحسن ، أفلا أعلّمك كلمات ينفعك الله بهنّ وينفع الله بهنّ من علّمته ، ويثبت ما تعلّمت في صدرك» ، قال : أجل يا رسول الله فعلّمني ، قال : «إذا كانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم ثلث الليل الأخير فانه ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب ، وقد قال أخي يعقوب لبنيه (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي) (١) يقول : حتّى تأتي ليلة الجمعة ، فإن لم تستطع فقم في وسطها ، فإن لم تستطع فقم في أوّلها ، فصلّ أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان ، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة ، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل ، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله ، وأحسن الثناء على الله ، وصلّ عليّ وعلى سائر النبيين ، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ، ثمّ قل في آخر ذلك : اللهمّ ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني ، وارحمني أن أتكلف ما

__________________

أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه ، أنبأنا أبو بكر بن مردويه ....

وروى أحمد بن حنبل في المسند (ج ١ ، ص ١٣٦) ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر ، حدّثنا شعبة عن الحكم ، عن عليّ بن الحسين ، عن مروان بن الحكم أنّه قال : شهدت عليّا وعثمان بين مكة والمدينة ، وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما ، فلمّا رأى ذلك عليّ أهلّ بهما فقال : لبيك بعمرة وحج معا ، فقال عثمان : تراني أنهى الناس عنه وأنت تفعله؟ قال : لم أكن أدع سنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لقول أحد من الناس.

وروى أحمد أيضا في مسنده (ج ١ ، ص ١٣٦) ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر ، حدّثنا شعبة ، عن عمرو بن مرّة ، عن سعيد بن المسيب ، قال : اجتمع عليّ وعثمان بعسفان ، فكان عثمان ينهى عن المتعة أو العمرة ، فقال عليّ :ما تريد إلى أمر فعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تنهى عنهما؟ فقال عثمان : دعنا عنك.

وروى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج ٢٠ ، ص ٢٨) ، قال : وقال جرير بن كليب : رأيت عمر ينهى عن المتعة ، وعليّ عليه‌السلام يأمر بها ، فقلت : إن بينكما لشرّا ، فقال عليّ عليه‌السلام : ليس بيننا إلّا الخير ، ولكن خيرنا أتبعنا لهذا الدين ...

(١) سورة يوسف ، الآية ٩٨.

١٨١

لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عنّي ، اللهمّ بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام ، والعزة الّتي لا ترام ، أسألك يا الله يا رحمان ، بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني ، وارزقني أن أتلوه على النحو الّذي يرضيك عنّي ، اللهمّ بديع السموات والأرض ، ذا الجلال والإكرام ، والعزّة الّتي لا ترام ، أسألك يا الله يا رحمان ، بجلالك ونور وجهك أن تنوّر بكتابك بصري ، وأن تطلق به لساني ، وأن تفرّج به عن قلبي ، وأن تشرح به صدري ، وأن تغسل به بدني ، فإنه لا يعينني على الحق غيرك ، لا يؤتيه إلّا أنت ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم. يا أبا الحسن ، تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا بإذن الله تعالى ، والّذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قطع».

قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : فو الله ، ما مكث عليّ رضي الله عنه إلّا خمسا أو سبعا حتّى جاء رجل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مثل ذلك المجلس فقال : يا رسول الله ، إنّي كنت فيما خلا آخذ الأربع آيات ونحوها فإذا قرأتهن على نفسي تفلّتن ، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها فإذا قرأتها على نفسي فكأنّما كتاب الله بين عيني ، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلّت ، وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا. فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند ذلك : «مؤمن وربّ الكعبة أبا الحسن». (١)

٢٤٥. ابن مردويه ، قال : سأل معاوية عبد الله بن عباس فقال : ما تقول في عليّ بن أبي طالب؟

فقال : صلوات الله على أبي الحسن ، كان والله علم الهدى ، وكهف التقى ، ومحلّ الحجى ، وبحر الندى ، وطود النهى ، علما للورى ، ونورا في ظلم

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٤ ، ص ٣٦. قال : أخرج الترمذي وحسنه ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن ابن عبّاس ....

١٨٢

الدجى ، وداعيا إلى المحجة العظمى ، ومستمسكا بالعروة الوثقى ، وساميا إلى الغاية القصوى ، وعالما بما في الصحف الاولى ، وعاملا بطاعة الملك الأعلى ، وعارفا بالتأويل والذكرى ، ومتعلّقا بأسباب الهدى ، وحائدا عن طرقات الردى ، وساميا إلى المجد والعلى ، وقائما بالدين والتقوى ، وسيّد من تقمّص وارتدى بعد النبيّ المصطفى ، وأفضل من صام وصلّى ، وأفضل من ضحك وبكى ، وصاحب القبلتين ، فهل يساويه مخلوق يكون أو كان ، كان والله ، للأسد قاتلا ، ولهم في الحرب حائلا ، على مبغضيه لعنة الله ولعنة العباد إلى يوم التناد. (١)

٢٤٦. ابن مردويه ، عن ضرار نحو حديث ابن عباس في مدح عليّ بن أبي طالب ، أو أبلغ من ذلك. (٢)

__________________

(١) الطرائف ، ص ٥٠٧.

(٢) نفس المصدر ، ص ٥٠٨.

روى حديث ضرار عدد غفير من أئمة الحديث والأدب ، منهم : أبو عليّ القالي في أماليه (ج ٢ ، ص ١٤٣) ، وابن عبد البر في الإستيعاب المطبوع بهامش الإصابة (ج ٣ ، ص ٤٤) ، والزمخشري في ربيع الأبرار (ج ١ ، ص ٨٣٥) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء (ج ١ ، ص ٨٤) ، واللفظ له ، قال : دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية ، فقال له : صف لي عليّا. فقال : أو تعفيني يا أمير المؤمنين ، قال : لا أعفيك. قال : أما إذا لا بد فإنّه كان والله ، بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان والله ، غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلّب كفّه ، ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما جشب ، كان والله كأحدنا ، يدنينا إذا أتيناه ، ويجيبنا إذا سألناه ، وكان مع تقرّبه إلينا وقربه منّا لا نكلمه هيبة له ، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظّم أهل الدين ويحب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه ، يميل في محرابه قابضا على لحيته ، يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، فكأني أسمعه الآن وهو يقول : يا ربّنا يا ربّنا ـ يتضرع إليه ـ ثمّ يقول للدنيا : إليّ تغرّرت ، إليّ تشوّفت ، هيهات هيهات ، غرّي غيري ، قد بتتك ثلاثا ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من قلّة الزاد ، وبعد السفر ، ووحشة الطريق.

فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها ، وجعل ينشّفها بكمّه ، وقد اختنق القوم بالبكاء. فقال : كذا كان أبو حسن رحمه‌الله! كيف وجدك عليه يا ضرار؟ قال : وجد من ذبح واحدها في حجرها ، لا ترقأ دمعتها ، ولا يسكن حزنها. ثمّ قام فخرج.

١٨٣
١٨٤

الفصل الثامن عشر

درجته عليه‌السلام عند قيام الساعة

٢٤٧. ابن مردويه ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبي برزة وأنا أسمع : «يا أبا برزة ، عليّ أميني غدا يوم القيامة». (١)

٢٤٨. ابن مردويه ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبي برزة وأنا أسمع :«يا أبا برزة ، إنّ الله عزوجل عهد إليّ في عليّ بن أبي طالب أنّه أميني غدا في القيامة ، وصاحب رايتي ، ومفاتيح رحمة ربّي ، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتقين». (٢)

__________________

(١) أرجح المطالب ، ص ٣٧.

ورواه ابن مردويه كما في مناقب سيّدنا عليّ (ص ٦٣).

(٢) أرجح المطالب ، ص ٢٩.

ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (ج ١ ، ص ٦٦) ، قال : حدّثنا محمّد بن حميد ، حدّثنا عليّ بن سراج المصري ، حدّثنا محمّد بن فيروز ، حدّثنا أبو عمرو لاهز بن عبد الله ، حدّثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : حدّثنا أنس بن مالك ، قال : بعثني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أبي برزة الأسلمي فقال له ـ وأنا أسمع ـ :«يا أبا برزة ، إنّ ربّ العالمين عهد إليّ عهدا في عليّ بن أبي طالب فقال : إنّه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من أطاعني ، يا أبا برزة عليّ بن أبي طالب أميني غدا في القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربي».

ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص ٣١١ ، ح ٣١١).

١٨٥

٢٤٩. ابن مردويه ، قال : حدّثنا أحمد بن القاسم بن صدقة المصري ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الواسطي ، قال : حدّثنا إسحاق بن الصيف ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى المأربي ، حدّثنا سفيان الثوري ، عن قيس بن مسلم الجدلي ، عن عليم الكندي ، عن سلمان ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «أوّل هذه الامّة ورودا على الحوض ، أوّلها إسلاما عليّ بن أبي طالب». (١)

٢٥٠. ابن مردويه ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، قال : كنّا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتذاكر [نا] أصحاب الجنّة ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أوّل أهل الجنّة دخولا إليها عليّ بن أبي طالب». (٢)

٢٥١. ابن مردويه ، عن عليّ رضي الله عنه أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «يا عليّ ، إنّ لك كنزا في الجنّة ، وإنّك ذو قرنيها ، فلا تتبع النظرة النظرة ، فإنّ لك الاولى ، وليست لك الآخرة». (٣)

__________________

(١) العلل المتناهيّة ، ج ١ ، ص ٢١١ ، ح ٣٣٣.

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ١ ، ص ٨٢ ، ح ١١٥) ، قال :أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا أبو عمرو عبد الرحمن بن محمّد الفارسي ، أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي ، أنبأنا محمّد بن جعفر بن بريد ، أنبأنا إسماعيل بن عبد الله بن ميمون ، أنبأنا أبو معاوية الزعفراني عبد الرحمن بن قيس ، أنبأنا سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي صادق ، عن سلمان ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أوّلكم ورودا على الحوض أوّلكم إسلاما عليّ بن أبي طالب».

ورواه ابن عساكر بأسانيده في الحديثين ١١٦ ، ١١٨.

ورواه الديلمي في الفردوس (ج ١ ، ص ٤١ ، ح ٩٣).

(٢) أرجح المطالب ، ص ٦٦١.

ورواه ابن مردويه كما في مناقب سيّدنا عليّ ، ص ٣٠.

(٣). الجامع الكبير ، ج ١٥ ، ص ٤٠٥ ، ح ٦٣٥٤.

ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج ٣ ، ص ١٢٣) ، قال : حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفان العامري ، حدّثنا عبد الله بن نمير ، أخبرنا أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ، حدّثنا أبو عصمة سهل بن المتوكل البخاري ، حدّثنا عفان وسليمان بن حرب قالا : حمّاد بن سلمة ، عن محمّد بن إسحاق ، عن محمّد بن إبراهيم التيمي ، عن سلمة بن أبي الطفيل أظنه عن أبيه ، عن عليّ رضي الله عنه قال : قال لي

١٨٦

٢٥٢. ابن مردويه ، عن عليّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا أبشرك؟» قلت : بلى.

قال : «إنّ لك لكنزا في الجنّة ، وإنّك لذو قرني هذا الكنز ، لا تتبع النظرة النظرة ، لك الاولى ، وعليك الآخرة». (١)

٢٥٣. ابن مردويه ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن ماسن الهروي ، حدّثنا وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لعليّ بن أبي طالب حلقة معلقة بباب الجنّة ، من تعلّق بها دخل الجنّة». (٢)

٢٥٤. ابن مردويه ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «يا عليّ ، أما ترضى إنّك معي في الجنّة ، والحسن والحسين وذريّاتنا خلف ظهورنا ، وأزواجنا خلف ذريّاتنا وأشياعنا وشمائلنا» (٣)

٢٥٥. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعليّ : «إنّك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين». (٤)

__________________

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا عليّ ، إنّ لك كنزا في الجنّة ، وإنّك ذو قرنيها ، فلا تتبعن النظرة نظرة ، فإن لك الاولى ، وليست لك الآخرة». هذا حديث صحيح الإسناد ، ورواه المحب الطبري في الرياض النضرة (ج ٣ ، ص ١٨٣).

(١) الجامع الكبير ، ج ١٥ ، ص ٤٠٥ ، ح ٦٣٥٣.

(٢) المناقب ، الخوارزمي ، ص ٣٢٤ ، ح ٣٣١ ، قال : وبهذا الإسناد [أي : إسناد الحديث ٣٢٩ وهو : أخبرني شهردار إجازة ، أخبرنا عبدوس إجازة ، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان] عن الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه ...

(٣) مناقب مرتضوي ، ص ١٠١.

ورواه الطبراني في ترجمة أبي رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من المعجم الكبير (ج ١ ، ص ٣١٩ ، ح ٩٥٠) ، قال :وبإسناده أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعليّ : «إنّ أول أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين ، وذرارينا خلف ظهورنا ، وأزواجنا خلف ذرارينا ، وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا».

ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١٢ ، ص ٩٨ ، ح ٣٤١٦٦) ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعليّ عليه‌السلام : «إنّ أوّل من يدخل الجنّة أنا وأنت وفاطمة والحسن والحسين ، قال عليّ : فمحبّونا؟ قال : من ورائكم». (الحاكم وتعقب ـ عن عليّ).

(٤). مناقب سيّدنا عليّ ، ص ٢٥ ، قال فيه : ابن مردويه ، وأبي نعيم ، والديلمي ، عن ابن عباس ، والطبراني ، عن علي.

١٨٧

٢٥٦. ابن مردويه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عيسى ، أخبرنا الحسين بن معاذ بن حرب ، أخبرنا عبد الحميد بن بحر ، أخبرنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ عليه‌السلام ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «في الجنّة درجة تدعى الوسيلة ، فإذا سألتم الله تعالى فاسألوا لي الوسيلة» ، قالوا : يا رسول الله ، من يسكن فيها معك؟ قال : «عليّ وفاطمة والحسن والحسين». (١)

٢٥٧. ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد الخياط المقرئ الكوفي ، قال : حدّثنا الخضر بن أبان الهاشمي ، قال : حدّثنا أبو هدبة إبراهيم ، قال : حدّثني أنس ابن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الجنّة مشتاقة إلى أربعة من امتي» ، فهبت أن أسأله من هم ، فأتيت أبا بكر فقلت له : إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إنّ الجنّة مشتاقة إلى أربعة من أمّتي» ، فسله من هم ، فقال : أخاف أن لا أكون منهم

__________________

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٩ ، ص ١٣١) ، قال : وعن عبد الله بن أبي نجي أنّ عليّا اتي يوم النضير بذهب وفضة فقال : «ابيضّي واصفري وغرّي غيري ، غرّي أهل الشام غدا إذا ظهروا عليك». فشقّ قوله ذلك على الناس. فذكر ذلك له ، فأذّن في الناس ، فدخلوا عليه ، قال : إنّ خليلي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يا عليّ ، إنّك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين ، ويقدم عليك عدوّك غضاب مقمحين» ، ثمّ جمع يده إلى عنقه يريهم الأقماح ، رواه الطبراني في الأوسط.

ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١٣ ، ص ١٥٦ ، ح ٣٦٤٨٣).

(١) مقتل الحسين ، ص ٦٧.

ورواه ابن مردويه على ما رواه السيوطي في مسند عليّ بن أبي طالب (ج ١ ، ص ٣٥٠) ومسند فاطمة عليها‌السلام (ص ٦٩) والجامع الكبير (ج ١٦ ، ص ٣٠٥ ، ح ٨٠٧٠).

ورواه ابن مردويه على ما رواه ابن كثير في تفسيره المطبوع بهامش فتح البيان (ج ٣ ، ص ٣٤١) ، قال : روى ابن مردويه من طريقين ، عن عبد الحميد بن بحر ، وذكر تمام السند أعلاه وذكر مثله.

ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب (ص ٢٤٧ ، ح ٢٩٥) ، قال : أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى الطحّان إجازة ، أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ الخيوطي إذنا ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا مصر بن محمّد ، حدّثنا عبد الحميد أبو سعيد وهو ابن بحر ، حدّثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «في الجنّة درجة تسمى الوسيلة ، وهي لنبيّ ، وأرجو أن أكون أنا ، فإذا سألتموها فاسألوها لي» ، فقالوا : من يسكن معك فيها يا رسول الله؟ قال : «فاطمة وبعلها والحسن والحسين عليهم‌السلام».

١٨٨

فيعيرني به بنو تيم ، فأتيت عمر فقلت له مثل ذلك ، فقال : أخاف أن لا أكون منهم فيعيرني به بنو عدي ، فأتيت عثمان فقلت له مثل ذلك ، فقال : أخاف أن لا أكون منهم فيعيرني به بنو اميّة ، فأتيت عليّا عليه‌السلام وهو في ناضح له فقلت : إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إنّ الجنّة مشتاقة إلى أربعة من أمّتي» ، فأسأله من هم ، فقال :والله ، لأسألنّه فإن كنت منهم لأحمدنّ الله عزوجل ، وإن لم أكن منهم لأسألنّ الله أن يجعلني منهم وأودهم ، فجاء وجئت معه إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فدخلنا على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ورأسه في حجر دحية الكلبي ، فلمّا رآه دحية قام إليه وسلّم عليه ، فقال : خذ برأس ابن عمك يا أمير المؤمنين فأنت أحق به ، فاستيقظ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ورأسه في حجر عليّ عليه‌السلام ، فقال له : «يا أبا الحسن ما جئتنا إلّا في حاجة» ، قال : بأبي أنت وامّي يا رسول الله ، دخلت ورأسك في حجر دحية الكلبي فقام إليّ وسلّم عليّ وقال : خذ برأس ابن عمك فأنت أحق به منّي ، فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عرفته؟» فقال هو دحية الكلبي ، فقال له : «ذاك جبرئيل». فقال له : بأبي وأمي يا رسول الله ، أعلمني أنس أنّك قلت : إنّ الجنّة مشتاقة إلى أربعة من أمّتي ، فمن هم؟ فأومى إليه بيده فقال : «أنت والله أوّلهم ، أنت والله أوّلهم» ، أنت والله أوّلهم ـ ثلاثا ـ فقال له : بأبي وامّي فمن الثلاثة؟ فقال له : «المقداد وسلمان وأبو ذر رضوان الله عليهم». (١)

__________________

(١) اليقين ، الباب ١٥ ، ص ١٧.

قريبا منه رواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٩ ، ص ١١٧) ، قال : وعن أنس ، قال : جاء جبرئيل إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إنّ الله تبارك وتعالى يحبّ ثلاثة من أصحابك يا محمّد ، ثمّ أتاه فقال : يا محمّد ، إنّ الجنّة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك. قال أنس : فأردت أن أسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فهبته ، فلقيت أبا بكر فقلت : يا أبا بكر ، إنّي كنت ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإنّ جبريل صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يا محمّد ، إنّ الجنّة ، تشتاق إلى ثلاثة ، فلعلّك أن تكون منهم ، ثمّ لقيت عمر بن الخطاب فقلت له مثل ذلك ، ثمّ لقيت عليّ بن أبي طالب فقلت له كما قلت لأبي بكر وعمر ، فقال عليّ ، أنا أسأله إن كنت منهم حمدت الله تبارك وتعالى ، وإن لم أكن منهم حمدت الله تبارك وتعالى ، فدخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، إنّ أنسا حدّثني أنّ جبريل صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتاك فقال : إنّ الجنّة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك ، فإن كنت

١٨٩

__________________

منهم حمدت الله تبارك وتعالى ، وإن لم أكن منهم حمدت الله عزوجل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنت منهم ، أنت منهم ، وعمّار بن ياسر ، وسيشهد مشاهد بيّن فضلها ، عظيم أجرها ، وسلمان منّا أهل البيت فاتّخذه صاحبا». (روى الترمذي طرفا منه ، رواه البزاز).

١٩٠

الفصل التاسع

عشر شهادته عليه‌السلام

سيأتي ما يدل عليه في نزول قوله تعالى : (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها). (١)

٢٥٨. ابن مردويه ، عن عمّار ، قال : كنت أنا وعليّ بن أبي طالب رفيقين في غزوة ذي العشيرة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا أحدّثكما بأشقى الناس رجلين؟» قلنا : بلى يا رسول الله؟ قال : «أحيمر ثمود الّذي عقر الناقة ، والّذي يضربك يا عليّ على هذا ـ يعني : قرنه ـ حتّى تبلّ هذه» ، يعني : لحيته ـ. (٢)

٢٥٩. ابن مردويه ، أنّه قال عمّار : خرجنا مع النبيّ في غزوة العشيرة فلمّا نزلنا منزلا نمنا ، فما نبّهنا إلّا كلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام : «يا أبا تراب ـ لما رآه ساجدا معفّرا وجهه في التراب ـ أتعلم من أشقى الناس؟ أشقى الناس اثنان : أحيمر ثمود الّذي عقر الناقة ، وأشقاها الّذي يخضب هذه» ، ووضع يده على لحيته ـ. (٣)

__________________

(١) سورة الشمس ، الآية ١٢ ، لاحظ ص ٣٤٥.

(٢) الجامع الكبير ، ج ١٦ ، ص ٢٥٥ ، ح ٧٨٦٤.

ورواه ابن مردويه كما في كنز العمّال (ج ١٣ ، ص ١٤٠ ، ح ٣٦٤٤٢).

(٣) بحار الأنوار ، ج ٣٥ ، ص ٦١ ، قال : الطبري ، وابن إسحاق ، وابن مردويه أنّه قال عمّار ...

ورواه النسائي مطولا في خصائص الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (ص ٢٧٩ ، ح ١٥٢) ، قال : أخبرنا محمّد بن

١٩١

٢٦٠. ابن مردويه ، بإسناده عن جابر بن سمرة ، أنه قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا عليّ ، أشقى الأوّلين عاقر الناقة ، وأشقى الآخرين قاتلك». (١)

٢٦١. ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن دحيم ، حدّثنا أحمد بن حازم ، حدّثنا أحمد بن صبيح القرشي ، حدّثنا يحيى بن يعلى ، عن إسماعيل البزاز ، عن أمّ موسى ـ سرية لعليّ ـ ، قالت : قال عليّ لأمّ كلثوم : يا بنية ما أراني إلّا وقلّ ما أصحبكم ، قالت ولم يا أبة؟ قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله البارحة في المنام وهو يمسح الغبار عن وجهي وهو يقول : «إليّ يا عليّ ، لا عليك قضيت ما عليك». (٢)

__________________

وهب بن عمر بن أبي كريمة ، قال : حدّثنا محمّد بن سلمة قال : حدّثنا ابن إسحاق ، عن يزيد بن محمّد بن خثيم ، عن محمّد بن كعب القرظي ، عن محمّد بن خثيم ، عن عمّار بن ياسر ، قال : كنت أنا وعليّ بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة من بطن ينبع ، فلمّا نزلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقام بها شهرا ، فصالح فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة فوادعهم ، فقال لي عليّ رضي الله عنه : هل لك يا أبا اليقظان أن نأتي هؤلاء النفر من بني مدلج الّذين يعملون في عين لهم ، فنظر كيف يعملون؟ قال : قلت : إن شئت. فجئناهم فنظرنا إلى أعمالهم ساعة ثمّ غشينا النوم ، فانطلقت أنا وعليّ حتّى اضطجعنا في ظل صور من النخل وفي دقعاء من التراب فنمنا. فو الله ما أهبّنا إلّا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحرّكنا برجله ، وقد تتربنا من تلك الدقعاء الّتي نمنا فيها ، فيومئذ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعليّ رضي الله عنه : «يا أبا تراب ـ لما كان يرى عليه من التراب ـ ثمّ قال : ألا أحدّثكما بأشقى الناس؟» قال : قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : «أحيمر ثمود الّذي عقر الناقة ، والّذي يضربك يا عليّ على هذه ـ ووضع يده على قرنه ـ حتّى يبلّ منها هذه» ، وأخذ بلحيته.

ورواه أحمد بن حنبل في المسند (ج ٤ ، ص ٢٦٣). والهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٩ ، ص ١٣٦) ، قال : ورجال الجميع موثقون.

(١) مناقب آل أبي طالب ، ج ٣ ، ص ٩٣.

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٣ ، ص ٣٥١ ، ح ١٤٠١) ، قال :أخبرنا أبو الحسن بن أحمد الفقيه ، أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمّد ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا عليّ بن القاسم البصري ، أنبأنا عليّ بن إسحاق المادرائي ، أنبأنا محمّد بن إسحاق ، أنبأنا إسماعيل بن أبان الورّاق ، أنبأنا ناصح بن عبد الله الملحمي ، عن سماك ، عن جابر بن سمرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعليّ : «من أشقى الأوّلين؟» قال : عاقر الناقة. قال : «فمن أشقى الآخرين؟» قال : الله ورسوله أعلم. قال : «قاتلك».

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية (ج ٧ ، ص ٣٢٤).

(٢) المناقب ، الخوارزمي ، ص ٣٨٧ ، ح ٤٠٢ ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن

١٩٢

الفصل العشرون

فضائل زوجته فاطمة عليها‌السلام

أ. منزلتها عند الله

٢٦٢. ابن مردويه ، بإسناده عن أبي هريرة ، أنّ النبيّ عليه‌السلام قال : «[إنّ] ملكا استأذن الله في زيارتي ، وأخبرني (فبشرني) أنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة». (١)

٢٦٣. ابن مردويه ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله اصطفى على نساء العالمين أربعة : آسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت

__________________

الحسن الحداد بأصبهان ـ فيما أذن لي في الرواية عنه ـ ، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني. قال أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني : وأخبرنا بهذا الحديث عاليّا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابة إليّ من أصفهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ، عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه.

(١) ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة) ، ص ٤٣.

ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج ٣ ، ص ١٥١) ، قال : حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفان العامري ، حدّثنا إسحاق بن منصور السلولي ، حدّثنا إسرائيل ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «نزل ملك من السماء فاستأذن الله أن يسلم عليّ ـ لم ينزل قبلها ـ ، فبشرني أنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة».

ورواه مطوّلا الترمذي في مناقب الحسن والحسين عليها‌السلام من صحيحه (ج ٥ ، ص ٦٦٠ ، ح ٣٧٨١).

ورواه ابن حنبل في مسنده (ج ٥ ، ص ٣٩١).

١٩٣

خويلد ، وفاطمة بنت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم». (١)

٢٦٤. ابن مردويه ، من طريق عبد الله بن أبي جعفر الرازي ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد رسول الله». (٢)

٢٦٥. ابن مردويه ، بإسناده إلى عبّاد بن راشد اليماني ، حدّثني سنان بن شفعلة الأوسي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حدّثني جبريل ، أنّ الله تعالى لمّا زوّج فاطمة عليّا أمر رضوان فأمر شجرة طوبى ، فحملت رقاقا بعدد محبّي آل بيت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم». (٣)

٢٦٦. ابن مردويه ، بالإسناد عن سنان الأوسي : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «حدّثني جبرئيل ، أنّ الله تعالى لمّا زوّج فاطمة عليّا عليهما‌السلام أمر رضوان فأمر شجرة طوبى ، فحملت رقاعا لمحبّي أهل بيت محمّد ، ثمّ أمطرها ملائكة من نور بعدد تلك الرقاع ، فأخذ تلك الملائكة الرقاع ، فإذا كان يوم القيامة واستوت بأهلها أهبط الله الملائكة بتلك الرقاع ، فإذا لقى ملك من تلك الملائكة رجلا من محبّي آل بيت محمّد دفع إليه رقعة براءة من النار». (٤)

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٣.

ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى (ص ٤٣) ، قال : وعن ابن عباس ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أربع نسوة سيّدات سادات عالمهن ، مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ، وأفضلهن عالما فاطمة».

خرجه الحافظ الثقفي الأصبهاني.

ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١٢ ، ص ١٤٥ ، ح ٣٤٤١١).

(٢) البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ٧١.

(٣) الإصابة ، ج ٢ ، ترجمة سنان الأوسي ، ص ٨١ ، قال : روى أبو موسى من طريق ابن مردويه ...

ورواه ابن مردويه كما في ينابيع المودّة (ص ١٧٧).

(٤) مناقب آل أبي طالب ، ج ٣ ، ص ١٠٩.

وروى قريبا منه توفيق أبو علم في كتابه أهل البيت (ص ١٤٨) ، قال : وعن بلال بن حمامة ، قال : طلع علينا

١٩٤

٢٦٧. ابن مردويه ، حدّثني محمّد بن إبراهيم ، حدّثني إبراهيم بن إسماعيل ، حدّثني محمّد بن خلف ، حدّثني محمّد بن أبي السري ، حدّثني عبد الرزاق بن معمر ، عن الزهري عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «بينما أهل الجنّة في الجنّة ينعمون ، وأهل النّار في النّار يعذبون ، إذ لأهل الجنّة نور ساطع فيقول بعضهم لبعض : ما هذا النور؟ لعلّه ربّ العزّة أطلع فنظر إلينا! فيقول لهم رضوان : لا ، ولكن عليّ عليه‌السلام مازح فاطمة عليها‌السلام ، فتبسّمت فأضاء ذلك النور من ثناياها». (١)

ب. حبّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاها وحبّها له

٢٦٨. ابن مردويه ، عن أبي هريرة ، قال : قال عليّ : يا رسول الله ، أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟ قال : «فاطمة أحبّ إليّ منك ، وأنت أعز عليّ منها». (٢)

٢٦٩. ابن مردويه ، عن اسامة بن زيد رضي الله عنه ، قال : جاء العبّاس وعليّ بن أبي طالب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالا : يا رسول الله ، جئناك لتخبرنا أيّ أهلك أحبّ إليك؟

قال : «أحبّ أهلي إليّ فاطمة». قالا : ما نسألك عن فاطمة ، قال : «فأسامة

__________________

النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم ووجهه مشرق كدارة القمر ، فقام عبد الرحمن بن عوف فقال : يا رسول الله ما هذا النور؟ فقال :«بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمي وابنتي ، فإنّ الله زوّج عليّا من فاطمة ، وأمر رضوان خازن الجنان فهزّ شجرة طوبى ، فحملت رقاعا ـ يعني : صكاكا ـ بعدد محبّي أهل بيتي ، وأنشأ من تحتها ملائكة من النور ، ودفع إلى كل ملك صكا ، فإذا استوت القيامة بأهلها ، نادت الملائكة في الخلائق ، فلا تلقى محبّا لنا أهل البيت إلّا دفعت له صكا فيه فكاكه من النّار ، فأخي وابن عمي وابنتي بهم فكاك رقاب رجال ونساء من أمّتي من النار».

(١) مقتل الحسين ، ج ١ ، ص ٧٠ ، قال الخوارزمي : أخبرنا سيّد الحفّاظ الديلمي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرنا الحسن بن محمّد المقري ـ إذنا ـ ، أخبرنا عبد الرزاق بن عمر ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ....

(٢) مفتاح النجا ، ص ٢٩.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٩ ، ص ٢٠٢) ، قال : وعن أبي هريرة قال : قال عليّ : يا رسول الله ، أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟ قال : «فاطمة أحبّ إليّ منك ، وأنت أعزّ عليّ منها».

ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١٢ ، ص ١٠٩ ، ح ٣٤٢٢٥).

١٩٥

ابن زيد الّذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه» ، قال عليّ رضي الله عنه : ثمّ من يا رسول الله ، قال : «ثمّ أنت ، ثمّ العبّاس» ، فقال العبّاس رضي الله عنه : يا رسول الله ، جعلت عمّك آخرا ، قال : «إنّ عليّا سبقك بالهجرة». (١)

٢٧٠. ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : لمّا نزلت : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) (٢) ، دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة ، فأعطاها فدكا. (٣)

٢٧١. ابن مردويه ، قال : حدّثت عن جعفر بن محمّد بن مروان ، أخبرنا أبي ، أخبرنا سعيد بن محمّد الجرمي ، أخبرنا عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن حبّة ، عن عليّ عليه‌السلام ، قال : غسلت النبيّ في قميصه ، فكانت فاطمة تقول : أرني القميص ، فإذا شمّته غشي عليها ، فلمّا رأيت ذلك غيّبته. (٤)

ج. تزويجها بعليّ عليه‌السلام

٢٧٢. ابن مردويه ، بالإسناد عن أنس بن مالك ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إنّ الله تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة من عليّ عليه‌السلام». (٥)

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٥ ، ص ٢٠١ ، قال : أخرج البزاز ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن اسامة ابن زيد ...

(٢) سورة الإسراء ، الآية ٢٦.

(٣) روح المعاني ، ج ١٥ ، ص ٥٨.

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٣٣٨) ، قال : حدّثنا الحاكم الوالد أبو محمّد ، حدّثنا عمر ابن أحمد بن عثمان ببغداد شفاها قال : أخبرني عمر بن الحسن بن عليّ بن مالك ، أخبرنا جعفر بن محمّد الأحمسي ، أخبرنا حسن بن حسين ، أخبرنا أبو معمر سعيد بن خيثم ، وعليّ بن القاسم الكندي ويحيى بن يعلى ، وعليّ بن مسهر ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد قال : لمّا نزلت : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) أعطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة فدكا.

ورواه ابن مردويه كما في نهج الحق (ص ٣٥٨).

(٤) مقتل الحسين ، ج ١ ، ص ٧٧ ، قال الخوارزمي : أخبرني الإمام شهاب الإسلام أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ، أخبرني الحافظ سليمان بن إبراهيم ، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه.

(٥) مناقب آل أبي طالب ، ج ٣ ، ص ١٢٦.

١٩٦

٢٧٣. ابن مردويه ، قال ابن سيرين : قال عبيدة : إنّ عمر بن الخطاب ذكر عليّا فقال :ذاك صهر رسول الله ، نزل جبرئيل على رسول الله فقال : إنّ الله يأمرك أن تزوج فاطمة من عليّ. (١)

٢٧٤. ابن مردويه ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ عليه‌السلام : «تكلّم خطيبا لنفسك» ، فقال :الحمد لله الّذي قرب من حامديه ، ودنا من سائليه ، ووعد الجنّة من يتّقيه ، وأنذر بالنّار من يعصيه ، نحمده على قديم إحسانه وأياديه ، حمد من يعلم أنّه خالقه وباريه ، ومميته ومحييه ، ومسائله عن مساويه ، ونستعينه ونستهديه ، ونؤمن به ونستكفيه ، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، شهادة تبلغه وترضيه ، وأن محمّدا عبده ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، صلاة تزلفه وتحظيه ، وترفعه وتصطفيه ، والنكاح ما أمر الله به ويرضيه ، واجتماعنا مما قدّره الله وأذن فيه ، وهذا رسول الله زوّجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم ، وقد رضيت ،

__________________

ورواه الخطيب الخوارزمي في حديث طويل في المناقب (ص ٣٣٦ ، ح ٣٥٧) ، قال : وبهذا الإسناد ، عن أحمد ابن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الفضل بن أبي نصر العطار ، حدّثنا أبو أحمد بن عبد الله ابن محمّد بن عبد الله القطان ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن هارون الدقاق ، حدّثنا عليّ بن محيا ، حدّثني عبد الملك بن حباب بن عمر بن يحيى بن معين ، حدّثنا محمّد بن دينار ـ من أهل الساحل الدمشقي ـ ، حدّثنا هشيم ، عن يونس ، عن عبيد ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك ، قال : كنت عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فغشيه الوحي ، فلمّا أفاق قال لي : «يا أنس ، أتدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش؟» قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : «أمرني أن أزوّج فاطمة من عليّ ...».

ورواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص ٢٧٦) ، قال : وقال أحمد في الفضائل : حدّثنا أبو عمر محمّد بن محمود الأصبهاني ، حدّثنا عليّ بن خشرم المروزي ، أنبأنا الفضل بن موسى الشيباني ، عن الحسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة ، قال : خطب أبو بكر رضي الله عنه فاطمة عليها‌السلام فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّها وإنّي أنتظر بها القضاء» ، فلقيه عمر فأخبره ، فقال : ردّك ، ثمّ خطبها عمر فردّه ، ثمّ خطبها عليّ عليه‌السلام فزوّجه إيّاها وقال : «إنّ الله أمرني أن أزوّج عليّا فاطمة». فباع عليّ عليه‌السلام بعيرا وبعض متاعه وتزوّجها.

(١) مناقب آل أبي طالب ، ج ٣ ، ص ١٢٤.

ورواه محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص ٣١) ، قال : «وعن عمر رضي الله عنه وقد ذكر عنده عليّ ، قال : ذلك صهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نزل جبرئيل فقال : يا محمّد ، إنّ الله يأمرك أن تزوّج فاطمة ابنتك من عليّ». أخرجه ابن السماك في الموافقة.

١٩٧

فاسألوه واشهدوا. (١)

٢٧٥. ابن مردويه ـ في حديث ـ ، فمكث عليّ تسعة وعشرين ليلة ، فقال له جعفر وعقيل : سله أن يدخل عليك أهلك ، فعرفت أمّ أيمن ذلك وقالت : هذا من أمر النساء ، فخلت به أمّ سلمة فطالبته بذلك ، فدعاه النبيّ وقال : «حبّا وكرامة» ، فأتى الصحابة بالهدايا ، فأمر بطحن البر وخبز ، وأمر عليّا بذبح البقر والغنم ، فكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يفصل ، ولم ير على يده أثر دم. فلمّا فرغوا من الطبخ أمر النبيّ أن ينادى على رأس داره : أجيبوا رسول الله ، وذلك كقوله :(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِ) (٢) فأجابوا من النخلات والزروع ، فبسط النطوع في المسجد وصدر الناس ، وهم أكثر من أربعة آلاف رجل وسائر نساء المدينة ، ورفعوا منها ما أرادوا ولم ينقص من الطعام شيء ، ثمّ عادوا في اليوم الثاني وأكلوا ، وفي اليوم الثالث أكلوا مبعوثة أبي أيوب ، ثمّ دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالصحاف ، فملئت ووجّه إلى منازل أزواجه ، ثمّ أخذ صحفة وقال :«هذا لفاطمة وبعلها» ، ثمّ دعا فاطمة ، وأخذ يدها فوضعها في يد عليّ وقال :

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ، ج ٣ ، ص ١٢٧.

وروى هذه الخطبة بنحو آخر الشيخ أبو نصر محمّد بن عبد الرحمن الحنفي في السبعيات (ص ٧٨) ، قال : قال عليّ رضي الله عنه : الحمد لله المتوحّد بالجلال ، المتفرد بالكمال ، خالق بريته ، ومحسن صفات خليقته ، الّذي ليس كمثله شيء ، ولا يكون كمثله إلّا هو خالق العباد والبلاد ، وألهمهم بالثناء عليه ، فسبّحوه بحمده وقدّسوه ، وهو الله الّذي لا إله إلّا هو ، أمر عباده بالنكاح فأجابوه ، والحمد لله على نعمه وأياديه ، وأشهد أن لا إله إلّا الله شهادة تبلغه وترضيه ، وتميز قائله وتقيه (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) [عبس : ٣٤] ، وصلّى الله على النبيّ محمّد وآله الّذي اجتباه لوحيه ، صلاة تبلغه زلفى وتعطيه ، ورحمة الله على آله وأصحابه ومحبيه ، والنكاح ممّا قضاه الله تعالى وأذن فيه ، وإنّي عبد الله وابن أمته ، الراغب إلى الله ، الخاطب فاطمة خير نساء العالمين ، وقد بذلت لها من الصداق أربعمائة درهم عاجلة غير آجلة ، فهل تزوجنيها يا أيّها الرسول النبيّ الامّي على سنّتك وسنّة من مضى من المرسلين؟

فقال النبيّ صلى الله تعالى عليه وسلم : «قد زوّجت فاطمة منك يا عليّ ، وزوّجك الله تعالى ورضيك واختارك ...».

(٢) سورة الحج ، الآية ٢٧.

١٩٨

«بارك الله لك في ابنة رسول الله ، يا عليّ ، نعم الزوج فاطمة ، ويا فاطمة ، نعم البعل عليّ». (١)

٢٧٦. ابن مردويه ، بإسناده عن عليّ بن الجعد ، عن ابن بسطام ، عن شعبة بن الحجاج ، وعن علوان ، عن شعبة ، عن أبي حمزة الضبعي ، عن ابن عباس وجابر ، أنّه لمّا كانت الليلة الّتي زفّت فاطمة إلى عليّ كان النبيّ أمامها ، وجبرئيل عن يمينها ، وميكائيل عن يسارها ، وسبعون ألف ملك من خلفها ، يسبحون الله ويقدسونه حتّى طلع الفجر. (٢)

٢٧٧. ابن مردويه ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله سأل ماء ، فأخذ منه جرعة فتمضمض بها ، ثمّ مجّها في القعب ، ثمّ صبها على رأسها ، ثمّ قال : «أقبلي» ، فلمّا أقبلت نضح بين ثدييها ، ثمّ قال : «أدبري» ، فلمّا أدبرت نضح من بين كتفيها ، ثمّ دعا لهما. (٣)

٢٧٨. ابن مردويه ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «اللهمّ بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك لهما شبليهما». (٤)

٢٧٩. ابن مردويه ، بإسناده عن علقمة ، قال : لمّا تزوّج عليّ فاطمة عليها‌السلام ، تناثر ثمار الجنّة على الملائكة. (٥)

د. سيرتها وفضائل لها شتّى

٢٨٠. ابن مردويه ، عن جابر بن عبد الله ، قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على فاطمة ، وهي

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ، ج ٣ ، ص ١٢٩.

وروى أحاديث زواج فاطمة عليها‌السلام النسائي في خصائص أمير المؤمنين (ص ٢٢٨ ، ح ١٢٣ ـ ١٢٥) والخوارزمي في المناقب (الفصل العشرون ، ص ٣٣٥ ، ح ٣٥٦ ـ ٣٦٤) وغيرهم.

(٢) مناقب آل أبي طالب ، ج ٣ ، ص ١٣٠ ، قال فيه : تاريخ الخطيب ، وكتاب ابن مردويه ، وابن المؤذن ، وابن شيرويه الديلمي ، بأسانيدهم عن عليّ بن الجعد ...

(٣) مناقب آل أبي طالب ، ج ٣ ، ص ١٣١.

(٤) المصدر السابق.

(٥) مناقب آل أبي طالب ، ج ٣ ، ص ١٢٤.

١٩٩

تطحن بالرحى وعليها كساء من حملة الإبل ، فلمّا نظر إليها قال : «يا فاطمة ، تعجّلي ، فتجرّعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا» ، فأنزل الله : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (١). (٢)

٢٨١. ابن مردويه ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا فاطمة ، قومي فاشهدي أضحيتك ، فإنّه يغفر لك بأوّل قطرة تقطر من دمها كلّ ذنب عملتيه ، وقولي : (إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (٣)» ، قلت : يا رسول الله ، هذا لك ولأهل بيتك خاصة ، فأهل ذلك أنتم أم للمسلمين عامّة؟ قال : «بل للمسلمين عامّة». (٤)

٢٨٢. ابن مردويه ، أخبرنا إبراهيم بن أبان بن رسته ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله ، أخبرنا عبد الرحمن بن حمّاد ، أخبرنا أبو عبد الرحمن المدني ، عن محمّد ابن عليّ ، عن أبيه عليهما‌السلام أنّه ذكر تزويج فاطمة عليها‌السلام ، ثمّ ذكر أنّ فاطمة سألت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خادما ـ إلى أن قال ـ : ثمّ غزا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ساحل البحر ، فأصاب سبيا فقسمه ، فأمسك امرأتين أحدهما شابّة ، والاخرى امرأة قد دخلت في السن ليست بشابّة ، فبعث إلى فاطمة ، وأخذ بيد المرأة فوضعها في يد فاطمة وقال : «يا فاطمة ، هذه لك ولا تضربيها ، فانّي رأيتها تصلّي ، وإنّ جبرئيل نهاني أن أضرب المصلّين» ، وجعل رسول الله يوصيها بها ، فلمّا رأت فاطمة ما يوصيها بها التفتت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالت : يا رسول الله عليّ يوم وعليها يوم ، ففاضت عينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالبكاء وقال :

__________________

(١) سورة الضحى ، الآية ٥.

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ٣٦١ ، قال : أخرج العسكري في المواعظ ، وابن مردويه ، وابن لال ، وابن النجار ، عن جابر بن عبد الله ...

(٣) سورة الأنعام ، الآية ١٦٢ ـ ١٦٣.

(٤) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ٦٦ ، قال : أخرج الحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي ، عن عمران بن حصين ...

٢٠٠