مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني

مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني


المحقق: عبدالرزاق محمّد حسين حرز الدين
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٢
ISBN: 964-7489-08-0
الصفحات: ٤٢٣

وأمير المؤمنين ، وخير الوصيين ، وأولى الناس بالنبيين» ، قال : فطلع عليّ عليه‌السلام ثمّ قال لعليّ : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟!» (١).

٢٩. ابن مردويه ، عن أحمد بن محمّد بن عثمان الصيدلاني ، قال : حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر ، قال : حدّثنا أحمد بن موسى الخزاز ، قال : حدّثنا بليد بن سليمان أبو إدريس ، عن جابر ، عن محمّد بن عليّ ، عن أنس بن مالك ، قال :بينا أنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «الآن يدخل سيّد المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وأولى الناس بالنبيين» ، إذ طلع عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يمسح العرق من جبهته ووجهه ويمسح به وجه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، ويمسح العرق من وجه عليّ عليه‌السلام ويمسح به وجهه ، فقال له عليّ عليه‌السلام : «يا رسول الله ، نزل فيّ شيء؟» قال : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟! إلّا إنّه لا نبيّ بعدي ، أنت أخي ، ووزيري ، وخير من أخلف بعدي ، تقضي ديني ، وتنجز وعدي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي ، وتعلمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا ، وتجاهدهم على التأويل ، كما جاهدتهم على التنزيل». (٢)

__________________

(١) اليقين ، الباب ١٠ ، ص ١٤.

(٢) اليقين ، الباب ٧ ، ص ١٣.

ورواه ابن مردويه على ما رواه الأمرتسري في أرجح المطالب (ص ١٧) ، وفيه : «الآن يدخل سيّد المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وخير الوصيين» ، إذ طلع عليّ. فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «والي والي» ، فجلس بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يمسح العرق من جبهته ...

وروى قريبا منه أبو نعيم في حلية الأولياء (ج ١ ، ص ٦٣) ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، حدّثنا عليّ بن عيّاش ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أنس ، اسكب لي وضوءا» ، ثمّ قام فصلّى ركعتين ، ثمّ قال : «يا أنس ، أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وقائد الغرّ المحجّلين وخاتم الوصيين». قال أنس : قلت : اللهمّ اجعله رجلا من الأنصار ، وكتمته. إذ جاء عليّ فقال : «من هذا يا أنس؟». فقلت : عليّ ، فقام مستبشرا فاعتنقه ، ثمّ جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ، ويمسح عرق عليّ بوجهه.

٦١

٣٠. ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن السري الكوفي ، قال : حدّثنا المنذر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني عمّي ، قال : حدّثني أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن جابر بن إبراهيم ، عن إسحاق ، عن عبد الله ، قال : دخل عليّ عليه‌السلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده عائشة ، فجلس بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين عائشة.

فقالت عائشة : ما كان لك مجلس غير فخذي! فضرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على ظهرها.

فقال : «مه! لا تؤذيني في أخي. فإنّه أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وقائد الغرّ المحجّلين. يوم القيامة يقعد على الصراط ، يدخل أولياءه الجنّة ، ويدخل أعداءه النّار». (١) ٣١. ابن مردويه ، حدّثني محمّد بن القاسم بن أحمد ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ابن سليمان الباغندي ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن خلف ، قال : حدّثنا محمّد بن القيم الكوفي ، عن إسماعيل بن زياد البزاز ، عن أبي إدريس ، عن أبي رافع ـ مولى عائشة ـ قال : كنت غلاما أخدمها ، فكنت إذا كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عندها أكون قريبا أعاطيها. فبينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عندها ذات يوم ، إذ جاء جاء فدقّ الباب. قال : فخرجت إليه ، فإذا جارية معها إناء مغطى. قال : فرجعت إلى عائشة فاخبرتها. قالت : «أدخلها» ، فدخلت ، فوضعته بين يدي عائشة ، فوضعته عائشة بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجعل يأكل ، وخرجت الجارية.

__________________

قال عليّ : «يا رسول الله ، قد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل؟!». قال : «وما يمنعني وأنت تؤدّي عنّي ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي». رواه جابر الجعفي ، عن أبي الطفيل ، عن أنس نحوه.

عنه رواه الخوارزمي في المناقب.

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٢ ، ص ٤٨٦ ، ح ١٠١٤) ، قال :أنبأنا أبو عليّ المقرئ ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، وذكر مثل ما ذكره أبو نعيم سندا ومتنا.

(١) اليقين ، الباب ٥ ، ص ١١.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ١٦). ومناقب مرتضوي (ص ١٥٤). وكشف اليقين (ص ٢٧١).

٦٢

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ليت أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وإمام المتقين ، عندي يأكل معي!». فجاء جاء فدقّ الباب ، فخرجت إليه ، فإذا هو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : فرجعت ، فقلت : هذا عليّ. فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أدخله».

فلمّا دخل قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «مرحبا وأهلا ، لقد تمنّيتك مرتين ، حتّى لو أبطأت عليّ لسألت الله عزوجل أن يأتي بك ، أجلس فكل معي». (١)

٣٢. ابن مردويه ، حدّثني عبد الله بن محمّد بن يزيد ، حدّثنا محمّد بن أبي يعلى ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان ، حدّثنا زكريا بن يحيى أبو عليّ الخزاز البصري ، حدّثنا مندل بن عليّ ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيته فغدا عليه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام الغداة ـ وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد ـ ، فدخل وإذا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في صحن الدار ، وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي.

فقال : السّلام عليك ، كيف أصبح رسول الله؟

قال : بخير يا أخا رسول الله.

قال له عليّ : جزاك الله عنّا أهل البيت خيرا.

قال له دحية : إنّي احبّك ، وإنّ لك عندي مدحة أزفّها إليك :أنت أمير المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وسيّد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين ، ولواء الحمد بيدك يوم القيامة ، تزف أنت وشيعتك مع محمّد وحزبه إلى الجنان ، زفّا زفّا ، قد أفلح من تولاك ، وخسر من عاداك ، بحبّ محمّد أحبّوك ، ومبغضوك لن تنالهم شفاعة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أدن منّي صفوة الله.

فأخذ رأس النبيّ فوضعه في حجره وذهب. فرفع رسول الله رأسه فقال : «ما

__________________

(١) اليقين ، الباب ٩ ، ص ١٣.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ١٧).

٦٣

هذه الهمهمة؟» فأخبره الحديث.

فقال : «يا عليّ ، لم يكن دحية الكلبي ، كان جبرئيل ، سمّاك باسم سمّاك الله به. وهو الّذي ألقى محبّتك في صدور المؤمنين ، ورهّبك في صدور الكافرين». (١)

ج. يعسوب المؤمنين ، الصدّيق الأكبر ، الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل ، باب النبيّ الّذي يؤتى منه

٣٣. ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدّثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك ، حدّثنا محمّد بن ضريس ، قال : حدّثنا عيسى بن عبد الله بن محمّد ابن عمر ، قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عليّ يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين». (٢)

٣٤. ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن الحسين ، قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني عليّ بن موسى

__________________

(١) المناقب ، الخوارزمي ، ص ٣٢٢ ، ح ٣٢٩ ، قال : أخبرني شهردار بن شيرويه الديلمي إجازة ، أخبرنا عبدوس هذا إجازة ، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمّد الجعفري ، عن الحافظ ابن مردويه.

ورواه ابن مردويه بنفس الإسناد أعلاه كما في اليقين (الباب ١ ، ص ٩) وفيه : «قال ابن عباس : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في صحن الدار وإذا رأسه ...» وفيه أيضا : «وخسر من تخلّاك ، محبوا محمّد محبوك ، ومبغضوا محمّد مبغضوك».

ورواه الأمرتسري في أرجح المطالب (ص ٣١) ، قال : أخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس ، وذكر مثل ما ذكره ابن طاوس.

(٢) اليقين ، الباب ٢٠٢ ، ص ١٩٣.

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٢ ، ص ٢٦٠ ، ح ٧٨٥) قال :أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم الإسماعيلي ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا عبد الله بن عدي ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن هلال ، أنبأنا محمّد بن يحيى بن ضريس ، أنبأنا عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عليّ يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين».

٦٤

الرضا ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ ، قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، قال :حدّثني أبي الحسين بن عليّ ، قال : حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام : قال :قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا عليّ ، إنّك سيّد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، ويعسوب المؤمنين». (١)

٣٥. ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عاصم ، قال : حدّثنا عمران بن عبد الرحيم ، قال : حدّثنا عبد السّلام بن صالح بن أبي الصلت ، قال : حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع مولى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن أبي ذر رضى الله عنه ، قال :سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعليّ : «أنت أوّل من آمن بي وصدّقني ، وأنت أوّل من يصافحني يوم القيامة ، وأنت الصدّيق الأكبر ، وأنت الفاروق الّذي يفرق بين الحق والباطل ، وأنت يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة». (٢)

٣٦. ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن الفضل ، قال : حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، قال : حدّثنا عليّ بن هاشم ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن أبي رافع ، عن أبي ذر رضى الله عنه ، أنّه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعليّ :

«أنت أوّل من يصافحني يوم القيامة ، وأنت الصدّيق الأكبر ، وأنت الفاروق الأعظم تفرق بين الحق والباطل ، وأنت يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الكفرة». (٣) ٣٧. ابن مردويه ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن الفضل ، قال : أخبرنا أحمد بن عمرو ابن عبد الخالق ، قال : حدّثنا محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن

__________________

(١) اليقين ، الباب ١٩٨ ، ص ١٩٠.

ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب (ص ٦٥ ، ح ٩٣) قال : وبإسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :«يا عليّ ، إنّك سيّد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، ويعسوب المؤمنين».

(٢) اليقين ، الباب ٢٠٥ ، ص ١٩٤.

(٣) اليقين ، الباب ٢٠٣ ، ص ١٩٣.

٦٥

أبي رافع ، عن أبي ذر ، أنّه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعليّ :

«أنت أوّل من يصافحني يوم القيامة ، وأنت الصدّيق الأكبر ، وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل ، وأنت يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الكفار». (١)

٣٨. ابن مردويه ، حدّثنا سليمان بن أحمد قال : حدّثنا عبد الله بن داهر ، قال : حدّثني أبي ، عن الأعمش ، عن عبادة الأسدي ، عن ابن عباس ، قال :

ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين ، كتاب الله وعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول وهو آخذ بيد عليّ بن أبي طالب : «هذا أوّل من آمن بي ، وأوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهو فاروق هذه الأمّة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، وهو الصدّيق الأكبر ، وهو بابي الّذي أوتى منه». (٢)

د. صفوة الله ، ولي الله ، حجّة الله

٣٩. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عليّ صفوة الله». (٣)

__________________

(١) اليقين ، الباب ٢١٤ ، ص ١٩٩. قال فيه : «فيما نذكره من كتاب سنة الأربعين لفضل الله الراوندي ، قال : أخبرنا أبو النور الباقي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مردويه ...».

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٩ ، ص ١٠٢) ، قال : عن أبي ذر وسلمان ، قالا : أخذ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيد عليّ فقال : «إنّ هذا أوّل من آمن بي ، وهذا أوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصدّيق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأمّة يفرق بين الحق والباطل ، وهذا يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظالمين».

رواه الطبراني والبزاز عن أبي ذر وحده وقال فيه : «أنت أوّل من آمن بي» ، وقال فيه : «والمال يعسوب الكفار».

(٢) اليقين ، الباب ٢٠٤ ، ص ١٩٤.

ورواه ابن حجر في لسان الميزان (ج ٢ ، ص ٤١٤) ، قال : قال ابن عبّاس : ستكون فتنة فمن أدركها فعليه بخصلتين : كتاب الله وعليّ بن أبي طالب رضى الله عنه ، فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول وهو آخذ بيد عليّ : «هذا أوّل من آمن بي ، وأوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهو فاروق هذه الأمّة يفرق بين الحق والباطل ، فهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة ، وهو الصدّيق الأكبر ، وهو خليفتي من بعدي».

(٣) مناقب سيّدنا عليّ ، ص ٣٧.

٦٦

٤٠. ابن مردويه ، حدّثني جدّي ، حدّثني محمّد بن عليّ ، حدّثني عليّ بن شهمرد ، حدّثني جعفر بن أحمد ، حدّثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لمّا أسري بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوبا بالذهب : لا إله إلّا الله ، محمّد حبيب الله ، عليّ وليّ الله ، فاطمة أمة الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، على مبغضيهم لعنة الله». (١)

٤١. ابن مردويه ، بإسناده عن أنس ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «أنا وعليّ حجّة الله على عباده». (٢)

__________________

(١) مقتل الحسين ، ص ١٠٨ ، قال فيه : «أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله إجازة ، أخبرنا الشريف أبو طالب المفضّل بن محمّد الجعفري ، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ...».

ورواه ابن مردويه على ما رواه السيوطي في ذيل اللئالئ (ص ٦٦) ، قال : «قال الديلمي : كتب إلينا أبو بكر بن مردويه ، أنبأنا جدّي ، وذكر مثله سندا ومتنا».

وروى نظيره ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ، ج ٤ ، ص ١٩٤ ، قال : قال الخطيب : حدّثنا هلال الحفّار ، حدّثني عليّ بن أحمد بن حموية الحلواني المؤدّب ، حدّثنا محمّد بن إسحاق المقرئ ، حدّثنا عليّ بن حمّاد الخشّاب ، حدّثنا عليّ بن المديني ، حدّثنا وكيع ، حدّثنا الأعمش ، حدّثنا جابر ، عن مجاهد بن خير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ مرفوعا قال : «لمّا عرج بي رأيت على باب الجنّة مكتوبا : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله ، على باغضهم لعنة الله».

(٢) ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة) ، ص ١٣.

ورواه الذهبي في ميزان الاعتدال ، (ج ٢ ، ص ٧٦) ، قال : أحمد بن خثيم ، حدّثنا عبد الله بن موسى ، عن عطاء ، عن أنس ، مرفوعا : «أنا وعليّ حجّة الله على عباده».

٦٧
٦٨

الفصل الرابع

في محبّة النبيّ إيّاه وتحريضه على محبّته وولايته

ونهيه عن بغضه وأذاه

أ. في أنّه عليه‌السلام أحبّ الخلق إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله

٤٢. ابن مردويه ، بإسناده إلى عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر رضى الله عنه ، قال : دخلنا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلنا : من أحب أصحابك إليك؟ فإن كان أمر كنّا معه ، وإن كانت نائبة كنّا دونه.

قال : «هذا عليّ ، أقدمكم سلما وإسلاما». (١)

٤٣. ابن مردويه ، عن عمرة ، قالت : قالت لي معاذة الغفارية :

كنت أنيسا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخرج معه في الأسفار ، أقوم على المرضى ، وأداوي الجرحى.

فدخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببيت عائشة وعليّ خارج من عندها ، فسمعته يقول لعائشة : «إنّ هذا أحبّ الرجال إليّ ، وأكرمهم عليّ. فاعرفي لي حقّه ،

__________________

(١) الطرائف ، ص ٢٣ ، ح ٢.

ورواه ابن مردويه كما في نهج الحق (ص ٢١٤).

٦٩

واكرمي مثواه». (١)

٤٤. ابن مردويه ، حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد بن حمّاد ، حدّثنا القاسم بن عليّ ابن منصور الطائي ، حدّثنا إسماعيل بن أبان ، حدّثنا عبد الله بن مسلم الملائي ، عن أبيه ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن الأسود ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو في بيتي لمّا حضره الموت ـ : «ادعوا لي حبيبي» ، فدعوت أبا بكر ، فنظر إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمّ وضع رأسه ، ثمّ قال : «ادعوا لي حبيبي» ، فقلت : ويلكم ادعوا له عليّ بن أبي طالب ، فو الله ما يريد غيره ، فلمّا رآه استوى جالسا ، وفرج الثوب الّذي كان عليه ، ثمّ أدخله فيه ، فلم يزل يحتضنه حتّى قبض ويده عليه. (٢)

__________________

(١) الإصابة ، ج ٤ ، ترجمة ليلى الغفارية ، ص ٤٠٣.

ورواه ابن الأثير الجزري في أسد الغابة (ج ٥ ، ص ٥٤٧) ، قال : أخبرنا أبو موسى كتابة قال : أخبرنا أبو سعد محمّد بن عبد الله المعداني ، أخبرنا أبو الحسين بن أبي القاسم ، أخبرنا أحمد بن موسى ، حدّثني محمّد بن عليّ ، أخبرنا جعفر بن أحمد بن رزين الموصلي ، حدّثنا يعقوب الدورقي ، حدّثنا يعلى بن عبيد ، حدّثنا حارثة بن أبي الرجال ، عن عمرة قالت : قالت لي معاذة الغفارية : كنت أنيسا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخرج معه في الأسفار ، أقوم على المرضى وأداوي الجرحى ، فدخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببيت عائشة وعليّ ـ رضي الله عنهما ـ خارج من عنده ، فسمعته يقول : «يا عائشة ، إنّ هذا أحبّ الرجال إليّ وأكرمهم عليّ ، فأعرفي له حقّه ، وأكرمي مثواه» ،

وذكر الحديث في «النظر إلى عليّ عبادة». أخرجها أبو موسى.

ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص ٦٢).

(٢) المناقب ، الخوارزمي ، ص ٦٨ ، ح ٤١. قال : «أخبرني أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسين الهمداني ، أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد بأصبهان ، أخبرنا الشيخ أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر الطهراني ، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ...».

قال أبو النجيب : «وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني عن ابن مردويه».

ورواه ابن مردويه على ما رواه شهاب الدين الإيجي الشافعي في توضيح الدلائل (ص ١٧٨). وابن طاوس في الطرائف (ص ١٥٤ ، ح ٢٤١).

ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص ٧٢) ، قال : عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لمّا حضرته الوفاة ـ : " ادعوا لي حبيبي" ، فدعوا له أبا بكر رضي الله عنه فنظر إليه ، ثمّ وضع رأسه فقال : " ادعوا لي حبيبي" ، فدعوا له عمر رضي الله عنه ، فلمّا نظر إليه وضع رأسه ، ثمّ قال : " ادعوا لي حبيبي" ، فدعوا له عليّا رضي الله عنه ، فلمّا رآه أدخله معه في الثوب الّذي كان عليه ، فلم يزل يحتضنه حتّى قبض صلى‌الله‌عليه‌وسلم». أخرجه الرازي.

٧٠

ب. في تحريض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على محبّته عليه‌السلام وولايته

٤٥. ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن الحسين ، حدّثنا عبد العزيز بن يحيى البصري أبو أحمد ، حدّثنا مغيرة بن محمّد المهلّبي ، حدّثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد ، حدّثنا جابر الجعفي ، عن صالح بن ميثم ، عن أبيه ، قال : سمعت ابن عباس يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «من لقي الله تعالى وهو جاحد ولاية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام لقي الله وهو عليه غضبان ، لا يقبل الله منه شيئا من أعماله ، فيوكل به سبعون ملكا يتفلون في وجهه ، ويحشره الله تعالى أسود الوجه أزرق العينين».

قلنا : يا ابن عباس ، أينفع حبّ عليّ بن أبي طالب في الآخرة؟

قال : قد تنازع أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حبّه حتّى سألنا رسول الله ، فقال :«دعوني حتّى أسأل الوحي» ، فلمّا هبط جبرئيل عليه‌السلام سأله ، فقال : «أسأل ربّي عزوجل عن هذا» ، فرجع إلى السماء ثمّ هبط إلى الأرض ، فقال :«يا محمّد ، إنّ الله تعالى يقرأ عليك السّلام وقال : أحبّ عليّا ، فمن أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، يا محمّد ، حيث تكن يكن عليّ ، وحيث يكن عليّ يكن محبّوه وإن اجترحوا». (١)

__________________

(١) الطرائف ، ص ١٥٦ ، ح ٢٤٣.

ورواه درويش برهان في درّ بحر المناقب (ص ٦٤) ، قال : «وبالإسناد يرفعه إلى ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من مات ولقي الله وهو جاحد لولاية عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، لقيه وهو غضبان عليه ساخط ، لا يقبل الله من أعماله شيئا ، ويوكل الله عليه سبعين ألف ملك يتفلون في وجهه ، ويحشره الله وهو أسود الوجه أزرق العينين».

قلنا : يا ابن عباس ، أينفع حبّ عليّ بن أبي طالب في الآخرة؟

قال : قد تنازعوا أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «دعوني حتّى أسأل ربّي» ، فنزل جبرئيل عليه‌السلام وقال له : «حبيبي جبرئيل اعرج إلى ربّي فأقرأه منّي السّلام ، واسأله عن حبّ عليّ بن أبي طالب؟».

٧١

٤٦. ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : أقبلت ذات يوم قاصدا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال لي : «يا أبا سعيد» ، فقلت : لبّيك يا رسول الله ، قال :«إنّ لله عمودا تحت العرش يضيئ لأهل الجنّة كما تضيئ الشمس لأهل الدنيا ، لا يناله إلّا عليّ ومحبّوه». (١)

٤٧. ابن مردويه ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : «قال الله تعالى : ولاية عليّ بن أبي طالب حصني ، ومن دخل حصني أمن من عذابي». (٢)

٤٨. ابن مردويه ، عن أبي هارون العبدي ، قال : كنت أرى رأي الخوارج لا رأي لي غيره ، حتّى جلست إلى أبي سعيد الخدري فسمعته يقول : أمر الناس بخمس فعملوا بأربع وتركوا واحدة ، فقال له رجل :

يا أبا سعيد ، ما هذه الأربع الّتي عملوا بها؟

قال : الصلاة ، والزكاة ، والحج ، والصوم ـ صوم شهر رمضان ـ.

قال : فما الواحدة الّتي تركوها؟

قال : ولاية عليّ بن أبي طالب.

قال : وإنّها مفترضة معهنّ؟

قال : نعم.

__________________

قال : فعرج جبرئيل عليه‌السلام إلى السماء ثمّ هبط وقال : «يا محمّد ، إنّ الله يقرؤك السّلام ويقول لك : أحبّ عليّ بن أبي طالب ، فمن أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، يا محمّد ، حيث يكون عليّ يكون محبّوه ، وإن جرحوا».

(١) مفتاح النجا ، ص ٦١.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٥٢٧) ، وفيه : «لا يدنيه» بدل «لا يناله».

(٢) تحفة الأبرار ، ص ١٣٦.

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ١٣٠ ، ح ١٧٧) ، قال :

حدّثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ جملة [كذا] ، قال : حدّثني عبد العزيز بن نصر الأيّوبي ، حدّثنا سليمان بن أحمد الحصي ، حدّثنا أبو عمارة البغدادي ، حدّثنا عمر بن خليفة أخو هوذة ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي ، عن محمّد بن شهاب الزهري ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قال لي جبرئيل : قال الله تعالى : ولاية عليّ بن أبي طالب حصني ، فمن دخل حصني أمن من عذابي».

٧٢

قال : فقد كفر الناس!!

قال : فما ذنبي! (١)

٤٩. ابن مردويه ، بالإسناد عن زيد بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : «يا عليّ ، لو أنّ عبدا عبد الله مثل ما دام نوح في قومه ، وكان له مثل جبل احد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ، ومدّ في عمره حتّى حجّ ألف عام على قدميه ، ثمّ قتل بين الصفا والمروة مظلوما ، ثمّ لم يوالك يا عليّ ، لم يشمّ رائحة الجنّة ولم يدخلها». (٢)

٥٠. ابن مردويه ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع ، أخبرنا محمّد بن زكريا بن دينار ، أخبرنا عمير بن عمران ، أخبرنا سليمان بن عمرو النخعي ، عن ربعي بن خراش ، عن حذيفة ، قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بيد الحسين بن عليّ فقال : «أيّها الناس ، جدّ الحسين أكرم على الله من جد يوسف بن يعقوب ، وإنّ الحسين في الجنّة ، وأباه في الجنّة ، وامّه في الجنّة ، وأخاه في الجنّة ، ومحبّهم في الجنّة ، ومحبّ محبّهم في الجنّة». (٣)

__________________

(١) كشف الغمّة ، ج ١ ، ص ٣١٩.

ورواه ابن مردويه كما في مناقب مرتضوي (ص ٣٩).

(٢) مناقب آل أبي طالب ، ج ٣ ، ص ٢.

ورواه الخطيب الخوارزمي في المناقب (ص ٦٧ ، ح ٤٠) ، قال : أخبرني شهردار هذا ـ إجازة ـ أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني ـ كتابة ـ ، أخبرنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن عليّ بن سلمة من مسند زيد بن عليّ ، حدّثنا الفضل بن العباس ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن سهل ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الباكري ، حدّثني إبراهيم بن عبد الله بن العلا حدّثني أبي ، عن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال لعليّ عليه‌السلام : «يا عليّ ، لو أن عبدا عبد الله عزوجل مثل ما قام نوح في قومه ، وكان له مثل احد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ، ومدّ في عمره حتّى حجّ ألف عام على قدميه ، ثمّ قتل بين الصفا والمروة مظلوما ، ثمّ لم يوالك يا عليّ ، لم يشمّ رائحة الجنّة ، ولم يدخلها».

(٣) مقتل الحسين ، ص ٦٧. قال الخوارزمي : وبه [أي : بالإسناد المتقدم في كتابه ، قال : عن محيي السنّة هذا ، أخبرنا الشريف المفضل بن محمّد الجعفري بأصبهان في سكة الخوز ، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى

٧٣

ج. قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : النظر إلى عليّ عليه‌السلام عبادة

٥١. ابن مردويه ، حدّثنا أحمد بن إسحاق بن بنجاب ، حدّثنا محمّد بن يونس بن موسى ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الجعفي ، حدّثنا عبد الله بن عبد ربّه العجلي ، حدّثنا شعبة ، عن قتادة ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أبي سعيد الخدري ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «النظر إلى عليّ عبادة». (١)

٥٢. ابن مردويه ، عن عمرة ، قالت : قالت لي معاذة الغفاريّة : كنت أنيسا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخرج معه في الأسفار ، أقوم على المرضى ، واداوي الجرحى.

فدخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببيت عائشة وعليّ خارج من عندها ، فسمعته يقول ـ في حديث ـ لعائشة : «النظر إلى عليّ عبادة». (٢)

__________________

ابن مردويه ...].

روى أحمد بن حنبل في مسنده (ج ١ ، ص ٧٧). قال : حدّثنا عبد الله ، حدّثني نصر بن عليّ الأزدي ، أخبرني عليّ بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ ، حدّثني أخي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّ بن حسين رضي الله عنه ، عن أبيه ، عن جدّه أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بيد حسن وحسين ـ رضي الله عنهما ـ فقال : «من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأمّهما ، كان معي في درجتي يوم القيامة».

(١) الموضوعات ، ج ١ ، ص ٣٦١.

ورواه ابن مردويه على ما رواه السيوطي في اللئالئ المصنوعة (ج ١ ، ص ٣٤٥).

ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج ٣ ، ص ١٤١) ، قال : حدّثنا دعلج بن أحمد السجزي ، حدّثنا عليّ ابن عبد العزيز بن معاوية ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الجعفي ، حدّثنا عبد الله بن عبد ربّه العجلي ، حدّثنا شعبة ، عن قتادة ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أبي سعيد الخدري ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :«النظر إلى علي عبادة». هذا صحيح الإسناد ، وشواهده عن عبد الله بن مسعود صحيحة.

ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص ٣٦١ ، ح ٦٧٣ ـ ٣٧٥).

ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب (ص ٢١١ ، ح ٢٥٤).

ورواه السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص ١٧٢). قال : أخرج الطبراني ، والحاكم ، عن ابن مسعود رضي الله عنه : إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «النظر إلى عليّ عبادة». إسناده حسن. وأخرجه الطبراني ، والحاكم أيضا من حديث عمران بن حصين ، وأخرجه ابن عساكر من حديث أبي بكر الصديق ، وعثمان بن عفان ، ومعاذ بن جبل ، وأنس بن مالك ، وثوبان ، وجابر بن عبد الله ، وعائشة ...

(٢) الإصابة ، ج ٤ ، ترجمة ليلى الغفاريّة ، ص ٤٠٣.

٧٤

٥٣. ابن مردويه ، بإسناده إلى عائشة : كان أبو بكر يديم النظر إلى عليّ. فقيل له في ذلك ، فقال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «النظر إلى عليّ عبادة». (١)

٥٤. ابن مردويه ، من طريق محمّد بن القاسم الأسدي ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «النظر إلى وجه عليّ عبادة». (٢)

٥٥. ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في حديث ـ : «ذكر عليّ عبادة». (٣)

__________________

ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (ج ٢ ، ص ١٨٢). قال : حدّثنا أبو نصر أحمد بن الحسين المرواني النيسابوري ، قال : حدّثنا الحسن بن موسى السمسار ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدك القزويني ، قال : حدّثنا عباد بن صهيب ، قال : حدّثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «النظر إلى عليّ عبادة».

ورواه ابن المغازلي بأسانيد مختلفة في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : (ص ٢٠٦ ، ح ٢٤٥) ، قال : أخبرنا القاضي أبو جعفر العلوي ، أخبرنا أبو محمّد بن السقاء ، حدّثنا عبد الله ، حدّثنا يحيى بن صابر ، حدّثنا وكيع ، عن هشام ابن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «النظر إلى عليّ عبادة».

(١) الصراط المستقيم ، ج ١ ، ص ١٥٣.

ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص ٣٦٢ ، ح ٣٧٥). قال : وأخبرنا العلّامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرني الاستاد الأمين أبو الحسن عليّ بن الحسين بن مردك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعد إسماعيل بن عليّ بن الحسين السمّان ، أخبرنا عبيد الله بن محمّد بن بدر الكرخي بقراءتي عليه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد العطار ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن سراج المصري ، حدّثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : كان أبو بكر يديم النظر إلى عليّ ، فقيل له في ذلك ، فقال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «النظر إلى عليّ عليه‌السلام عبادة».

وروى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج ٢ ، ص ٥١) ، قال : وأخبرنا عليّ ، قال : أنبأنا محمّد ، قال : نبّأنا محمّد بن أيوب ، قال : نبّأنا هوذة بن خليفة ، قال : نبّأنا ابن جريح ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : رأيت معاذ بن جبل يديم النظر إلى عليّ بن أبي طالب ، فقلت : ما لك تديم النظر إلى عليّ كأنّك لم تره؟ فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «النظر إلى وجه عليّ عبادة».

(٢) الموضوعات ، ج ١ ، ص ٣٦٠.

قال ابن كثير في البداية والنهاية (ج ٧ ، ص ٣٥٨) : روي من حديث أبي بكر الصديق ، وعمر ، وعثمان بن عفان ، وعبد الله بن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وعمران بن حصين ، وأنس ، وثوبان ، وعائشة ، وأبي ذر ، وجابر ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «النظر إلى وجه عليّ عبادة».

(٣) أرجح المطالب ، ص ٤٢٨ ، قال فيه : أخرج الطبراني ، وابن مردويه ، عن ابن عبّاس ...

٧٥

د. في بغضه عليه‌السلام

٥٦. ابن مردويه ، عن الحكيم بن بهز ، عن أبيه ، عن جدّه ، أنّه قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعليّ : «من مات من أمّتي وهو يبغضك مات يهوديّا أو نصرانيّا». (١)

٥٧. ابن مردويه ، عن أحمد بن محمّد بن الصباح النيسابوري ، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أحمد ، قال : سمعت الشافعي يقول : سمعت مالك بن أنس يقول : قال أنس بن مالك : ما كنّا نعرف الرجل لغير أبيه إلّا ببغض عليّ ابن أبي طالب. (٢)

__________________

ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب (ص ٢٠٦ ، ح ٢٤٣) ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر ابن أحمد العطار الفقيه الشافعي رضي الله عنه بقراءتي عليه فأقرّ به ، قلت : أخبركم أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزني الملقّب بابن السقاء الحافظ الواسطي رحمه‌الله قال : حدّثني محمّد بن عليّ بن معمر الكوفي ، حدّثنا حمدان بن المعافي ، حدّثنا وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ذكر عليّ عبادة».

ورواه الديلمي في الفردوس (ج ٢ ، ص ٢٤٤ ، ح ٣١٥١) ، قال : عن عائشة ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «ذكر عليّ عبادة».

ورواه السيوطي في الجامع الصغير (ج ١ ، ص ٦٦٥ ، ح ٤٣٣٢). والمتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١١ ، ص ٦٠١ ، ح ٣٢٨٩٤).

(١) مناقب سيّدنا عليّ ، ص ٤٩.

ورواه ابن المغازلي الشافعي في مناقب عليّ بن أبي طالب (ص ٥٠ ، ح ٧٤). قال : أخبرنا أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي ، قال : حدّثنا أبو محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عثمان الملقّب بابن السقّاء الحافظ الواسطي ، قال : حدّثني محمّد بن عليّ بن هاشم الموصلي قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن محمّد المؤدّب قال :حدّثنا محمّد بن الحارث المصري قال : حدّثنا يزيد بن زريع قال : حدّثنا بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جدّه ـ وجدّه معاوية بن حيدة القشيري ـ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعليّ : «يا عليّ ، لا يبالي من مات وهو يبغضك مات يهوديّا أو نصرانيّا».

قال يزيد بن زريع : فقلت لبهز بن حكيم : أحدّثك أبوك عن جدّك عن النبيّ؟! قال : الله! حدّثني أبي عن جدّي ، وإلّا فأصمّ الله أذنيّ بصمّام من نار.

(٢) مناقب آل أبي طالب ، ج ٣ ، ص ١٠.

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٢ ، ص ٢٢٤ ، ح ٧٢٩). قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني أبو القاسم عبد العزيز بن محمّد بن عليّ المطرز ، أنبأنا عبد الرحمن بن عمر بن محمّد المعدل بمصر ، أنبأنا محمّد بن الحرث بن الأبيض القرشي ، أنبأنا

٧٦

٥٨. ابن مردويه ، عن أنس ـ في حديث ـ : كان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه ، ثمّ يقف على طريق عليّ عليه‌السلام فإذا نظر إليه أومأ بإصبعه :يا بنيّ ، تحبّ هذا الرجل؟ فإن قال : نعم ، قبله. وإن قال : لا ، طرق به الأرض وقال له : الحق بامّك. (١)

٥٩. ابن مردويه ، حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد بن مسلم ، حدّثنا خصيب بن النفيل ابن مسلم الحنفي ، حدّثنا بكر بن أحمد ، حدّثنا إسحاق بن إسماعيل ، عن شريك ، عن سلام ، قال : قال الشعبي : ما ندري ما نصنع بعليّ ، إن أحببناه افتقرنا ، وإن أبغضناه كفرنا! (٢)

٦٠. ابن مردويه ، قال نافع بن الأزرق لعبد الله بن عمر : إنّي أبغض عليّا ، قال : فقال :

__________________

عبد السّلام بن أحمد ، أنبأنا إبراهيم بن صالح أبو صالح ، أنبأنا مالك بن أنس ، عن محبوب بن أبي الزناد ، قال :قالت الأنصار : إن كنّا لنعرف الرجل إلى غير أبيه ببغضه عليّ بن أبي طالب.

ورواه ابن عساكر بإسناد آخر في الحديث ٧٣٧.

(١) الغدير ، ج ٤ ، ص ٣٢٢.

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ مدينة دمشق (ج ٢ ، ص ٢٢٤ ، ح ٧٣٨).

قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد وأبو الحسن عليّ بن عساكر بن سرور الخشاب ، قالا : أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأنا المسدد بن عليّ ، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن القاسم الحلبي ، أنبأنا أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر المكّي ، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري بصنعاء سنة إحدى وسبعين ومائتين ، أنبأنا عبد الرزاق ، عن حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ـ في حديث ـ قال : وكان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه ، ثمّ يقف على طريق عليّ ، وإذا نظر إليه يوجهه بوجهه تلقاءه وأومأ بإصبعه : أي بنيّ ، تحبّ هذا الرجل المقبل؟ فإن قال الغلام : نعم ، قبله. وإن قال : لا ، حرف به الأرض وقال له : الحق بامّك ، ولا تلحق أبيك بأهلها [كذا] ، فلا حاجة لي فيمن لا يحبّ عليّ بن أبي طالب.

(٢) المناقب ، الخوارزمي ، ص ٣٣٠ ، ح ٣٥٠ ، قال : أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله ابن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرني الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد بأصبهان ـ فيما أذن في الرواية عنه ـ قال : أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق ابن عمر بن إبراهيم الطهراني ، سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني ، قال أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني المعروف بالمروزي ، وأخبرني بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصفهاني في كتابه إليّ من أصبهان سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة ، عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ...

٧٧

أبغضك الله! أتبغض رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها. (١)

٦١. ابن مردويه ، حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن ، حدّثنا محمّد بن سالم بن عبد الرحمن الأزدي الطحان ، حدّثني أبي ، حدّثني أحمد بن إبراهيم الهلالي ، عن عمرو بن حريث الأزدي ، عن أبيه حريث بن عمرو ، قال : حضر معاوية الحسن بن عليّ ، وعبد الله بن جعفر ، وعقيل بن أبي طالب ، وعمرو بن العاص ، وسعيد ، ومروان ، ومن حضر من الناس وفيهم أبو الطفيل الكناني والشاميون يشيرون إليه ويقولون :«هذا صاحب عليّ» ، إذ قال معاوية : «يا أخا كنانة ، من أحبّ الناس إليك؟» فبكى أبو الطفيل ثمّ قال :

ذاك إمام الامّة وقائدها ، وأشجعها قلبا ، وأشرفها أبا وجدّا ، وأطولها باعا ، وأرحبها ذراعا ، وأكرمها طباعا ، وأشمخها ارتفاعا.

فقال معاوية الباغي ـ قبّحه الله ـ : يا أبا الطفيل ، ما هذا أردنا كلّه.

قال : ولا أنا قلت العشر من أفعاله ، ثمّ أنشأ يقول :

صهر النبيّ بذاك الله أكرمه

إذ اصطفاه وذاك الصهر مدخر

فقام بالأمر والتقوى أبو حسن

بخ بخ ، هنا لك فضل ما له خطر

لا يسلم القرن منه إن ألمّ به

ولا يهاب وإن أعداؤه كثروا

من رام صولته ، وافى منيّته

لا يدفع الثكل عن أقرانه الحذر

وقال فيه أبياتا اخرى ، ثمّ نظر إلى معاوية والحسن إلى جنبه وقال :

كيف يزكّى من جدّه رسول الله ، وامّه فاطمة بنت رسول الله ، وخاله القاسم بن

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ، ج ١ ، ص ٢٨٨.

ورواه ابن أبي شيبة في كتاب المصنف (ج ٦ ، ص ١٦٠). قال : حدّثنا خلف بن خليفة ، عن أبي هارون ، قال :كنت مع ابن عمر جالسا إذ جاءه نافع بن الأزرق ، فقام على رأسه ، فقال : والله ، إنّي لأبغض عليّا. قال : فرفع إليه ابن عمر رأسه ، فقال : أبغضك الله! تبغض رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها.

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٢٠ ، ح ١٢).

٧٨

رسول الله ، وخالته زينب بنت رسول الله؟! ومن أحبّه أحبّ رسول الله ، ومن أبغضه أبغض رسول الله ، ومن أبغض رسول الله أبغض الله ، ومن أبغض الله كفر! (١)

٦٢. ابن مردويه ، عن الزهري : كنت عند الوليد بن عبد الملك ليلة من الليالي وهو يقرأ سورة النور مستلقيا ، فلمّا بلغ هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) (٢) ـ حتّى بلغ ـ (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ) (٣) جلس ، ثمّ قال : يا أبا بكر من تولّى كبره منهم؟ أليس عليّ بن أبي طالب؟

قال : فقلت في نفسي : ما ذا أقول؟ لئن قلت : لا ، لقد خشيت أن ألقى منه شرّا. ولئن قلت : نعم ، لقد جئت بأمر عظيم ، قلت في نفسي : لقد عوّدني الله على الصدق خيرا.

قلت : لا.

قال : فضرب بقضيبه على السرير ، ثمّ قال : فمن ، فمن؟ حتّى ردّد ذلك مرارا.

قلت : لكن عبد الله بن ابيّ. (٤)

__________________

(١) المناقب ، الخوارزمي ، (ص ٣٣٢ ، ح ٣٥٥). قال : أخبرني الشيخ الإمام أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد بأصبهان ـ فيما أذن في الرواية عنه ـ ، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني ، وحدّثنا أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ، أخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إليّ من أصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ، عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه.

وروى قريبا منه معنى أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني (ج ١٥ ، ص ١٤٩).

(٢) سورة النور ، الآية ١١.

(٣) سورة النور ، الآية ١١.

(٤) فتح الباري ، ج ٧ ، ص ٣٣٦.

في الدرّ المنثور (ج ٥ ، ص ٣٢) : أخرج البخاري ، وابن المنذر ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن الزهري ، قال : كنت عند الوليد بن عبد الملك فقال : (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ) عليّ؟

فقلت : لا ، حدّثني سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، وعلقمة بن وقاص ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن

٧٩

٦٣. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «يحشر الشاكّ في عليّ من قبره وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاثمائة شعلة ، على كل شعلة شيطان يلطخ وجهه حتّى يوقف موقف الحساب». (١)

ه. في حسّاده عليه‌السلام

٦٤. ابن مردويه ، قال : حدّثنا عبد الخالق بن محمّد بن مروان ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا مسيح بن محمّد ، قال : حدّثني سلام بن أبي عمرة ، عن ابن سيرين ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من حسد عليّا فقد حسدني ، ومن حسدني فقد كفر». (٢)

و. في أذاه وسبّه

٦٥. ابن مردويه ، بإسناده عن الحسين بن عليّ ، قال : حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب ـ وهو آخذ بشعرة منه ـ : إنّ جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بشعرة منه وقال :«من آذى شعرة منك فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله لعنه

__________________

مسعود ، كلّهم سمع عائشة تقول : َالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ) عبد الله بن أبيّ.

قال : فقال لي : فما كان جرمه؟

قلت : حدّثني شيخان من قومك أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أنّهما سمعا عائشة تقول : كان مسيئا في أمري.

(١) توضيح الدلائل ، ص ١٩٥.

ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص ٣٢٩ ، ح ٣٤٧). قال : عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«يحشر الشاك في عليّ من قبره وفي عنقه طوق من نار ، فيه ثلاثمائة شعلة ، على كل شعلة شيطان يلطخ وجهه حتّى يوقف موقف الحساب».

وفي رواية : يكلح في وجهه.

(٢) العلل المتناهية ، ج ١ ، ص ٢١١ ، ح ٣٣٤.

ورواه ابن مردويه كما في كنز العمّال (ج ١١ ، ص ٦٢٦ ، ح ٣٣٠٥٠) ومفتاح النجا (ص ٦٣) وأرجح المطالب (ص ٥١٢) ومناقب سيّدنا عليّ (ص ٥٠) ؛ وآل محمّد (ص ٤٣٢).

٨٠