مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني

مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني


المحقق: عبدالرزاق محمّد حسين حرز الدين
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٢
ISBN: 964-7489-08-0
الصفحات: ٤٢٣

فقال له : قم يا عليّ ، فإنّني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا (١)

١٦ / قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) [الآية : ٨٧].

٣٥٠. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، أنّها نزلت في عليّ وأصحاب له. (٢)

٣٥١. ابن مردويه ، عن قتادة ، أنّ عليّا وجماعة من أصحابه منهم عثمان بن مظعون أرادوا أن يتخلّوا عن الدنيا ويتركوا النساء ويترهّبوا فنزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ). (٣)

٣٥٢. ابن مردويه ، من طريق الحسن العدني ، كان عليّ في اناس ممن أرادوا أن يحرّموا الشهوات فنزلت. (٤)

__________________

(١) المصدر السابق ، ص ٣١٨.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٥٧٠) ، وليس فيه : وأعن من أعانه.

(٢) مفتاح النجا ، ص ٤٠.

ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٩) وكشف اليقين (ص ٣٨١).

(٣) مفتاح النجا ، ص ٤٠.

ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٩) وكشف اليقين (ص ٣٨١).

رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ١٩٤) ، قال : أخبرنا أبو سعد الصفار المعادني ، أخبرنا أبو الحسين الكهيلي ، أخبرنا أبو جعفر الحضرمي ، عن محمّد بن العلاء ، عن زيد بن الحباب ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمّد بن إبراهيم بن الحرث التيمي ، أنّ عليّا وعثمان بن مظعون ونفرا من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تعاقدوا أن يصوموا النهار ، ويقوموا الليل ، ولا يأتوا النساء ، ولا يأكلوا اللحم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ).

وفي تذكرة الخواص (ص ١٨٢) ، أورد ابن الجوزي خطبة الحسن عليه‌السلام ـ حين غصب معاوية الخلافة ـ وفيها : إنّه ـ أي : عليّ عليه‌السلام ـ حرّم على نفسه الشهوات ، وامتنع من اللذات حتّى أنزل الله فيه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ).

(٤) فتح الباري ، ج ٩ ، ص ٨٥.

٢٤١

سورة الأنعام

١٧ / قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) [الآية : ١٦٠]

٣٥٣. ابن مردويه ، عن عليّ في قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) ، قال : الحسنة حبّنا أهل البيت ، والسيئة بغضنا ، من جاء بها أكبّه الله على وجهه في النار. (١)

__________________

(١) مفتاح النجا ، ص ٦.

ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣٢١) وكشف اليقين (ص ٣٨٥).

ورواه القندوزي في ينابيع المودة (ص ٩٨) ، قال : أبو نعيم الحافظ ، والحمويني والثعلبي في قوله عزوجل : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) أخرجوا بأسانيدهم عن أبي عبد الله الجدلي قال : قال لي عليّ ـ كرّم الله وجهه ـ : يا أبا عبد الله ، ألا أنبئك بالحسنة الّتي من جاء بها أدخله الله الجنّة ، والسيئة الّتي من جاء بها أكبّه الله في النّار ولم يقبل معها عملا؟ قلت : بلى. قال : الحسنة حبّنا والسيئة بغضنا. قال : وروى في المناقب عن محمّد بن زيد بن عليّ ، عن أبيه قال : سمعت أخي محمّد الباقر عليه‌السلام يقول : دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال له : يا أبا عبد الله ، ألا أخبرك قول الله عزوجل : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) ـ إلى قوله ـ (كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) قال : بلى جعلت فداك. قال : الحسنة حبّنا أهل البيت ، والسيئة بغضنا أهل البيت.

٢٤٢

سورة الأعراف

١٨ / قوله تعالى : (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ) [الآية : ٤٤].

٣٥٤. ابن مردويه ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : هو عليّ عليه‌السلام. (١) ١٩ / قوله تعالى : (وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ) [الآية : ٤٨].

٣٥٥. ابن مردويه ، عن عليّ ، قال : نحن أصحاب الأعراف من عرفناه بسيماه أدخلناه الجنّة. (٢)

__________________

(١) كشف الغمّة ، ج ١ ، ص ٣٢١.

ورواه ابن مردويه كما في كشف اليقين (ص ٣٨٦).

ورواه الآلوسي في روح المعاني (ج ٨ ، ص ١٠٧) ، قال : ورواية ابن عباس أنّه عليّ كرّم الله وجهه.

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٢٠٢) ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي ، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي ، أخبرنا أبو أحمد البصري ، أخبرنا المغيرة بن محمّد ، أخبرنا عبد الغفار بن محمّد ، أخبرنا مصعب بن سلام ، عن عبد الأعلى التغلبي ، عن محمّد بن الحنفيّة ، عن علي قال : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) فأنا ذلك المؤذن.

(٢) مفتاح النجا ، ص ٣٨.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٨٤) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣٢٤) وكشف اليقين (ص ٤٠٠).

ورواه القندوزي في ينابيع المودّة (ص ١٠٢) ، قال : ـ روى الحاكم بسنده عن الأصبغ بن نباتة ، قال : كنت عند عليّ رضي الله عنه ، فأتاه ابن الكواء فسأله عن هذه الآية فقال : ويحك يا ابن الكواء! نحن نقف يوم القيامة بين الجنّة والنّار ، فمن أحبّنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة ، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فدخل النّار.

ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة (ص ١٦٧) ، قال : أخرج الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنّه قال : الأعراف موضع عال من الصراط ، عليه العبّاس وحمزة وعليّ بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين.

٢٤٣

٢٠ / قوله تعالى : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) [الآية : ١٨١].

٣٥٦. ابن مردويه ، حدّثني أحمد بن محمّد بن السري ، حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر ، حدّثني أبي ، حدّثني عمي الحسين بن سعيد ، حدّثني أبي ، عن أبان ابن تغلب ، عن فضيل ، عن عبد الملك الهمداني ، عن زاذان ، عن عليّ عليه‌السلام : تفترق هذه الامّة على ثلاث وسبعين فرقة ، ثنتان وسبعون في النّار ، وواحدة في الجنّة وهم الّذين قال الله عزوجل : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) ، وهم أنا وشيعتي. (١)

__________________

(١) المناقب ، الخوارزمي ، ص ٣٣١ ، ح ٣٥١ ، قال : وبهذا الإسناد [أي : إسناد الحديث ٣٥٠ وهو : أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين سعد بن عبد الله الهمداني ، أخبرني الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد الحداد قال : أخبرني الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني] عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ...

ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص ١٥٨) ومفتاح النجا (ص ٤٢) وأرجح المطالب (ص ٨٣) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣٢١) وتأويل الآيات الظاهرة (ج ١ ، ص ١٩٠).

رواه السيوطي في الدرّ المنثور (ج ٣ ، ص ١٤٩) ، قال : أخرج أبو الشيخ عن عليّ بن أبي طالب قال : لتفترقن هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النّار إلّا فرقة ، يقول الله : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) فهذه هي الّتي تنجو من هذه الامة.

ورواه بنحو آخر في ج ٣ ، ص ١٣٦.

وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٢٠٤) ، قال : أخبرنا عقيل بن الحسين ، أخبرنا عليّ بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن سليمان العطاردي بالبصرة ، أخبرنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قوله عزوجل : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ) قال : يعني من امة محمّد امة ، يعني عليّ بن أبي طالب. (يَهْدُونَ بِالْحَقِ) يعني : يدعون بعدك يا محمّد إلى الحق. (وَبِهِ يَعْدِلُونَ) في الخلافة بعدك. ومعنى الامة : العلم في الخير ، نظيرها : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً) [النحل : ١٢٠] يعني : علما في الخير ، معلّما للخير.

٢٤٤

سورة الأنفال

٢١ / قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) [الآية : ٢٤].

٣٥٧. ابن مردويه ، عن أبي جعفر الباقر ـ رضوان الله عليه ـ قال : إلى ولاية عليّ ابن أبي طالب ـ كرّم الله وجهه ـ. (١) ٢٢ / قوله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) [الآية : ٢٥].

٣٥٨. ابن مردويه ، من ثمانية طرق ، أن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال للزبير : أما تذكر يوما كنت مقبلا بالمدينة تحدّثني إذ خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فرآك معي وأنت تتبسّم إليّ ، فقال لك : «يا زبير ، أتحب عليّا؟» فقلت : وكيف لا أحبّه وبيني وبينه من النسب والمودّة في الله ما ليس لغيره ، فقال : «إنّك ستقاتله وأنت له ظالم له!!» ، فقلت : أعوذ بالله من ذلك. (٢)

__________________

(١) مناقب مرتضوي ، ص ٥٦.

ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣٢١) وكشف اليقين (ص ٣٨٦) وتأويل الآيات الظاهرة (ج ١ ، ص ١٩١).

(٢) بحار الأنوار ، ج ٣٢ ، ص ١٧٣.

قال النيسابوري في ذيل الآية الكريمة من تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج ٩ ، ص ١٤٣) : روي أنّ الزبير كان يسامر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما إذ أقبل عليّ فضحك إليه الزبير ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كيف حبّك لعليّ؟» فقال : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، إنّي أحبه كحبّي لولدي أو أشد حبّا ، قال : «فكيف أنت إذا سرت إليه تقاتله؟!» ، ثمّ ختم الآية بقوله : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) [وقال النيسابوري :] وعن الحسن : نزلت في عليّ وعمّار

٢٤٥

٣٥٩. ابن مردويه ، بإسناده عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا ابن مسعود ، إنّه قد نزلت في عليّ آية : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) وأنا مستودعكما ومسمّ لك خاصة الظلمة ، لكن لا أقول واعيا وعنّي له مؤدّيا ، من ظلم عليّا مجلسي هذا فهو كمن جحد نبوّتي ، ونبوّة من كان قبلي».

فقال له الراوي : يا أبا عبد الرحمن ، أسمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : نعم. قلت له : كيف وأتيت الظالمين؟! قال : لا جرم ، جنيت عقوبة عملي ، وذلك أنّي لم استأذن إمامي كما استأذنه جندب وعمّار وسلمان ، وأنا استغفر الله وأتوب إليه. (١) ٢٣ / قوله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) [الآية : ٣٠].

٣٦٠. ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله [تعالى] : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا

__________________

وطلحة والزبير ، وهو يوم الجمل خاصة على ما قال الزبير : نزلت فينا ، وقرأناها زمانا ، وما رأينا إنّا من أهلها ، فإذا نحن المعنيون بها.

وروى المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١١ ، ص ٣٢٩ ، ح ٣١٦٥١) عن قتادة قال : لما ولّى الزبير يوم الجمل بلغ عليّا فقال : لو كان ابن صفية يعلم أنّه على الحق ما ولّى! وذلك أن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لقيهما في سقيفة بني ساعدة فقال : «أتحبه يا زبير؟» قال : وما يمنعني؟ قال : «فكيف بك إذا قاتلته وأنت ظالم له؟!» قال : فيرون أنه إنّما ولى لذلك (البيهقي في الدلائل).

وفي (ج ١١ ، ص ١٩٦ ، ح ٢١٢٠٢) : أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال للزبير : «أتحبّه؟ أما إنّك ستخرج عليه وتقاتله وأنت له ظالم!» (الحاكم في المستدرك ـ عن عليّ وطلحة).

(١) اختيار معرفة الرجال ، ج ١ ، ص ١٧٩.

ورواه باختصار الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٢٠٦) ، قال : حدّثني محمّد بن القاسم بن أحمد ، حدّثنا أبو سعيد محمّد بن الفضل بن محمّد بن صالح القزويني ، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا أبو سعيد الأشج ، عن أبي خالد الأحمر ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيّب ، عن ابن عباس ، قال : لمّا نزلت : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من ظلم عليّا مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنّما جحد نبوّتي ونبوّة الأنبياء قبلي».

٢٤٦

لِيُثْبِتُوكَ) قال : تشاورت قريش ليلة بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح فاثبتوه بالوثاق ـ يريدون النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقال بعضهم : بل اقتلوه ، وقال بعضهم : بل أخرجوه. فأطلع الله نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم على ذلك ، فبات عليّ رضي الله عنه على فراش النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وخرج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتّى لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون عليّا رضي الله عنه يحسبونه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه ، فلمّا رأوه عليّا رضي الله عنه ردّ الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا ، قال : لا أدري. فاقتصّوا أثره ، فلمّا بلغوا الجبل ، اختلط عليهم ، فصعدوا في الجبل ، فرأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاث ليال. (١)

٢٤ / قوله تعالى : (وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) [الآية : ٣٢].

٣٦١. ابن مردويه ، عن سفيان بن عيينة ، أنّه سئل عن قول الله عزوجل (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) (٢) فيمن نزلت؟ فقال للسائل : سألتني عن مسئلة ما سألني عنها أحد قبلك. حدّثني جعفر بن محمّد عن آبائه : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمّا كان

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ١٧٩ ، قال : أخرج عبد الرزاق ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، والطبراني ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الدلائل ، والخطيب ، عن ابن عباس ...

ورواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج ١ ، ص ٣٤٨) قال : حدّثنا عبد الرزّاق حدّثنا معمر ، قال : وأخبرني عثمان الجزري أنّ مقسما مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس في قوله : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ) ، قال : تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم : إذ أصبح فاثبتوه بالوثاق ، يريدون النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال بعضهم : بل اقتلوه ، وقال بعضهم : بل أخرجوه ، فأطلع الله عزوجل نبيه على ذلك ، فبات عليّ على فراش النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم تلك الليلة ، وخرج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتّى لحق بالغار ، وبات المشركون يحسرون عليّا يحسبونه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه ، فلمّا رأوا عليّا ردّ الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا ، قال : لا أدري ، فاقتصّوا أثره ، فلمّا بلغوا الجبل خلّط عليهم ، فصعدوا في الجبل ، فمرّوا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل هاهنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاث ليال.

(٢) سورة المعارج ، الآية ١.

٢٤٧

بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا ، فأخذ بيد عليّ وقال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ، فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على ناقة له ، فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها ، فقال : يا محمّد ، أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله فقبلنا منك ، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلنا ، وأمرتنا بالحج فقبلنا ، ثمّ لم ترض بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضله علينا! وقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فهذا شيء منك أم من الله عزوجل؟ فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والّذي لا إله إلّا هو إن هذا من الله عزوجل» ، فولّى الحارث بن النعمان وهو يريد راحلته وهو يقول : اللهمّ إن كان ما يقوله محمّد حقا ، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم! فما وصل إلى راحلته حتّى رماه الله عزوجل بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله عزوجل : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ). (١) ٢٥ / قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ

__________________

(١) توضيح الدلائل ، ص ١٥٨.

وروى القرطبي في تفسير قوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) من تفسيره (ج ١٨ ، ص ٢٧٨) ، قال : إنّ السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري ، وذلك أنه لما بلغه قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في عليّ رضي الله عنه : «من كنت مولاه فعليّ مولاه». ركب ناقته ، فجاء حتّى أناخ راحلته بالأبطح ، ثمّ قال : يا محمّد ، أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله فقبلناه منك ، وأن نصلي خمسا فقبلناه منك ، ونزكّي أموالنا فقبلناه منك ، وأن نصوم شهر رمضان في كل عام فقبلناه منك ، وأن نحج فقبلناه منك ، ثمّ لم ترض بهذا حتّى فضّلت ابن عمك علينا! فهذا شيء منك أم من الله؟! فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والله الذي لا إله إلّا هو ما هو إلّا من الله» ، فولّى الحارث وهو يقول : اللهمّ إن كان ما يقول محمّد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم! فو الله ما وصل إلى ناقته حتّى رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله ، فنزلت : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) الآية.

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ٢ ص ٢٨٦).

ورواه ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة (ص ٢٤).

٢٤٨

وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) [الآية : ٤١].

٣٦٢. ابن مردويه ، عن عليّ قال : قلت يا رسول الله ، ألا توليني ما خصّنا الله به من الخمس ، فولّانيه. (١)

٣٦٣. ابن مردويه ، عن زيد بن أرقم قال : آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم الّذين أعطوا الخمس ؛ آل عليّ ، وآل العباس ، وآل جعفر ، وآل عقيل. (٢) ٢٦ / قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) [الآية : ٦٢].

٣٦٤. ابن مردويه ، أخبرنا محمّد بن عليّ بن دحيم ، أخبرنا أحمد بن حازم ، أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الصيني ، أخبرنا عمرو بن أبي المقدام ـ وهو عمرو بن ثابت ـ عن أبي حمزة الثمالي ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الحمراء ـ خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنّه قال : سمعت رسول الله ـ عليه الصلاة والسّلام ـ يقول :

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ١٨٧ ، قال : أخرج ابن أبي شيبة ، وابن مردويه عن عليّ ...

(٢) نفس المصدر ، ج ٣ ، ص ١٨٦.

روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٢١٨) ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي ، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي ، أخبرنا أبو أحمد البصري قال : حدّثني محمّد بن سهل ، حدّثنا عمرو بن عبد الجبار بن عمرو ، حدّثني أبي ، عن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب في قول الله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ) الآية. قال : لنا خاصة ، ولم يجعل لنا في الصدقة نصيبا ، كرامة أكرم الله تعالى نبيه وآله بها ، وأكرمنا عن أوساخ أيدي المسلمين.

[قال الحاكم :] وأخبرنا أبو عبد الله السفياني قراءة ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس ، عن عكرمة ، عن فاطمة عليها‌السلام قالت : لمّا اجتمع عليّ والعباس وفاطمة واسامة بن زيد عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : «سلوني» ، فقال العباس : أسألك كذا وكذا من المال ، قال : «هو لك». وقالت فاطمة : أسألك مثل ما سأل عمّي العباس ، فقال : «هو لك» ، وقال اسامة : أسألك أن ترد عليّ أرض كذا وكذا ، أرضا كان له انتزعه منه ، فقال : «هو لك». فقال لعليّ : «سل» ، فقال : أسألك الخمس ، فقال : «هو لك» ، فأنزل الله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) الآية. فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قد نزلت في الخمس كذا وكذا». فقال عليّ : فذاك أوجب لحقي. فأخرج الرمح الصحيح والرمح المنكسر ، والبيضة الصحيحة والبيضة المكسورة ، فأخذ رسول الله أربعة أخماس وترك في يده خمسا.

٢٤٩

«رأيت ليلة اسري [بي] إلى السماء على ساق العرش مكتوبا : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله صفوتي من خلقي ، أيّدته بعليّ ونصرته به». (١)

٢٧ / قوله تعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الآية : ٧٥].

٣٦٥. ابن مردويه ، قيل : ذلك عليّ عليه‌السلام ؛ لأنّه كان مؤمنا مهاجرا ذا رحم. (٢)

٣٦٦. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم آخى بين المسلمين من المهاجرين والأنصار ، فآخى بين حمزة بن عبد المطلب وبين زيد بن حارثة ، وبين عمر بن الخطاب ومعاذ بن عفراء ، وبين الزبير بن العوام وعبد الله بن مسعود ، وبين أبي بكر الصديق وطلحة بن عبيد الله ، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع ، وقال لسائر أصحابه : «تآخوا ، وهذا أخي عليّ بن أبي طالب» ، قال : فأقام المسلمون على ذلك حتّى نزلت سورة الأنفال ، وكان مما شدد الله به. (٣)

__________________

(١) ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة) ، ص ١٢.

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٢ ، ص ٤١٩ ، ح ٩٢٦) ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن المسلم الشافعي ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سليمان العوفي النصيبي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المهري ، أنبأنا خالد بن أبي عمرو الأسدي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : مكتوب على العرش : لا إله إلّا الله وحدي لا شريك لي ، ومحمّد عبدي ورسولي أيدته بعليّ ، وذلك قوله في كتابه : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) عليّ وحده.

وعن ابن عساكر رواه السيوطي في ذيل الآية من تفسيره الدرّ المنثور (ج ٣ ، ص ١٩٩).

(٢) كشف الغمّة ، ج ١ ، ص ٣٢٢.

(٣) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٠٥.

قلت : وقد احتجّ أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام بهذه الآية في كتاب له إلى معاوية بن أبي سفيان. قال عليه‌السلام : ... وأنى

٢٥٠

سورة التوبة

٢٨ / قوله تعالى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) [الآية : ٣].

٣٦٧. ابن مردويه ، عن أنس رضي الله عنه قال : بعث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببراءة مع أبي بكر رضي الله عنه ، ثمّ دعاه فقال : «لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلّا رجل من أهلي» ، فدعا عليّا ، فأعطاه إيّاه. (١)

٣٦٨. ابن مردويه ، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث أبا بكر رضي الله عنه ببراءة إلى أهل مكّة ، ثمّ بعث عليّا رضي الله عنه على أثره فأخذها منه ، فكان أبا بكر رضي الله عنه وجد في نفسه فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أبا بكر ، إنّه لا يؤدي عنّي إلّا أنا أو رجل منّي». (٢)

__________________

يكون ذلك! ومنّا النبيّ ومنكم المكذّب ، ومنّا أسد الله ومنكم أسد الأحلاف ، ومنّا سيّدا شباب أهل الجنّة ومنكم صبية النار ، ومنّا خير نساء العالمين ومنكم حمّالة الحطب ، في كثير ممّا لنا وعليكم.

فإسلامنا قد سمع ، وجاهليتنا لا تدفع ، وكتاب الله يجمع لنا ما شذّ عنّا ، وهو قوله سبحانه وتعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) [الأنفال ، ٧٥] ، وقوله تعالى : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران ، ٦٨] ، فنحن مرّة أولى بالقرابة ، وتارة أولى بالطاعة.

(١) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٠٩ ، وقال فيه : أخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والترمذي وحسنه ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن أنس ...

ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج ٢ ، ص ٣٣٤).

قلت : وقد روى المفسرون وأصحاب الصحاح والسنن أحاديث إبلاغ سورة براءة بطرق كثيرة وبألفاظ مختلفة ، ذكر العلّامة المرعشي ثبتا بما وقف عليه من تلك المصادر في ملحقات الإحقاق (ج ٣ ، ص ٤٢٧ ؛ وج ١٤ ، ص ٦٤٤ ، وج ٢٠ ، ص ٦٢).

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٠٩ ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج ٢ ، ص ٣٣٤).

٢٥١

٣٦٩. ابن مردويه ، عن عليّ رضي الله عنه قال : لمّا نزلت عشر آيات من براءة على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا أبا بكر رضي الله عنه ليقرأها على أهل مكّة ، ثمّ دعاني فقال لي : «أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه» ، ورجع أبو بكر رضي الله عنه ، فقال : يا رسول الله ، نزل فيّ شيء؟ قال : «لا ، ولكن جبرئيل جاءني فقال : لن يؤدي عنك إلّا أنت أو رجل منك». (١)

٣٧٠. ابن مردويه ، عن أبي رافع رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا بكر ببراءة إلى الموسم ، فأتى جبريل عليه‌السلام فقال : «إنّه لن يؤديها عنك إلّا أنت أو رجل منك» ، فبعث عليّا رضي الله عنه على أثره حتّى لحقه بين مكّة والمدينة ، فأخذها فقرأها على الناس في الموسم. (٢)

٣٧١. ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا بكر يؤدي عنه براءة ، فلمّا أرسله بعث إلى عليّ رضي الله عنه فقال : «يا عليّ ، إنّه لا يؤدي عنّي إلّا أنا أو أنت» ، فحمله على ناقته العضباء ، فسار حتّى لحق بأبي بكر رضي الله عنه فأخذ منه براءة ، فأتى أبو بكر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد أنزل فيه شيء ، فلمّا أتاه قال : مالي يا رسول الله؟ قال : «خير ، أنت أخي وصاحبي في الغار ، وأنت معي على الحوض ، غير أنّه لا يبلغ عنّي غيري أو رجل منّي». (٣) ٣٧٢. ابن مردويه ، عن جابر رضي الله عنه : أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث أبا بكر على الحج ، ثمّ أرسل عليّا رضي الله عنه ببراءة ، فقرأها على الناس في موقف الحج حتّى ختمها. (٤)

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٠٩ ، قال فيه : أخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن عليّ ...

ورواه ابن مردويه كما في كنز العمّال (ج ٢ ، ص ٤٢٢).

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ٢١٠.

(٣) المصدر السابق ، ص ٢٠٩ ، قال فيه : أخرج ابن حبان ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد ...

(٤) المصدر السابق ، ص ٢١٠ ، قال فيه : أخرج إسحاق بن راهويه ، والدارمي ، والنسائي ، وابن خزيمة ، وابن

٢٥٢

٣٧٣. ابن مردويه ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم استعمل أبا بكر على الحج ، ثمّ أرسل عليّا رضي الله عنه ببراءة على أثره ، ثمّ حج النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم العام المقبل ، ثمّ خرج فتوفّي ... (١)

٣٧٤. ابن مردويه ، عن ابن عبّاس : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث أبا بكر رضي الله عنه وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ، ثمّ أتبعه عليّا رضي الله عنه وأمره أن ينادي بها ، فانطلقا فحجّا ، فقام عليّ رضي الله عنه في أيّام التشريق فنادى : «إنّ الله بريء من المشركين ورسوله ، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ، ولا يحجّن بعد العام مشرك ، ولا يطوفنّ بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنّة إلّا مؤمن» ، فكان عليّ رضي الله عنه ينادي بها. (٢) ٣٧٥. ابن مردويه ، عن زيد بن يثيع رضي الله عنه قال : سألنا عليّا رضي الله عنه : بأي شيء بعثت مع أبي بكر في الحج؟ قال : بعثت بأربع : لا يدخل الجنّة إلّا نفس مؤمنة ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يجتمع مؤمن وكافر بالمسجد الحرام بعد عامه هذا ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عهد فعهده إلى مدته ، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر. (٣) ٣٧٦. ابن مردويه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنت مع عليّ رضي الله عنه حين بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعث عليّا رضي الله عنه بأربع : لا يطوف بالبيت عريان ، ولا يجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عهد فهو إلى

__________________

حبان ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن جابر ...

(١) نفس المصدر ، ص ٢٠٩.

(٢) نفس المصدر ، ص ٢١٠ ، قال فيه : أخرج الترمذي وحسنه ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن ابن عباس ...

(٣) نفس المصدر ، ص ٢١٠ ، قال فيه : أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة ، وأحمد والترمذي وصححه ، وابن المنذر ، والنحاس والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن زيد بن يثيغ ...

ورواه ابن مردويه كما في كنز العمّال (ج ٢ ، ص ٤٢٢).

٢٥٣

عهده ، وأن الله بريء من المشركين. (١)

٣٧٧. ابن مردويه ، عن أبي هريرة قال : كنت مع عليّ رضي الله عنه حين بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أهل مكة ببراءة ، فكنّا ننادي : إنّه لا يدخل الجنّة إلّا مؤمن ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عهد فإنّ أمره أو أجله إلى أربعة أشهر ، فإذا مضت الأربعة أشهر فإن الله بريء من المشركين ورسوله ، ولا يحج هذا البيت بعد العام مشرك. (٢)

٣٧٨. ابن مردويه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحجّة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى : أن لا يحج بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان. ثمّ أردف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فأمره أن يؤذّن ببراءة ، فأذّن معنا عليّ رضي الله عنه في أهل مني يوم النحر ببراءة : أن لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان. (٣) ٢٩ / قوله تعالى : (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الآية : ٥].

٣٧٩. ابن مردويه ، أخبرنا محمّد بن عليّ بن دحيم ، حدّثنا أحمد بن حازم ، حدّثنا عبيد الله بن موسى ، حدّثنا طلحة بن جبير ، عن عبد المطلب بن عبد الله ، عن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه عبد الرحمن ، قال : لمّا افتتح

__________________

(١) نفس المصدر ، ص ٢٠٩ ، قال فيه : أخرج أحمد ، والنسائي ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة ...

(٢) نفس المصدر.

(٣) نفس المصدر ، ج ٣ ، ص ٢١٠ ، قال فيه : أخرج البخاري ، ومسلم ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن أبي هريرة ...

ورواه ابن مردويه من طريق شعيب كما في فتح الباري (ج ٧ ، ص ٣١٧).

٢٥٤

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مكة انصرف إلى الطائف ، فحاصرهم سبع عشرة ، أو ثماني عشرة ، فلم يفتحها ، ثمّ أوغل غدوة ، أو روحة ، ثمّ نزل فهجر ، فقال : «أيّها الناس إنّي لكم فرط ، وأوصيكم بعترتي خيرا ، وإنّ موعدكم الحوض ، والّذي نفسي بيده لتقيمنّ الصلاة ، ولتؤتن الزكاة ، أو لأبعثن إليكم رجلا منّي أو كنفسي ، فليضربنّ أعناق مقاتليكم ، وليسبينّ ذراريكم».

قال : فرأى الناس أبا بكر وعمر ، فأخذ بيد عليّ عليه‌السلام فقال : «هو هذا».

قال : فقلت : ما حمل عبد الرحمن بن عوف على ما فعل؟ قال : من ذاك أعجب (١)! ٣٠ / قوله تعالى : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) [الآية : ١٢].

٣٨٠. ابن مردويه ، عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال : والله ، ما قوتل أهل هذه الآية منذ أنزلت : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ) الآية. (٢)

__________________

(١) الأربعون حديثا ، ص ٢٥ ، قال منتجب الدين : أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أبي الطيب العباس بن عليّ بن الحسن الرستمي بأصبهان ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن محمّد الزكواني ، أخبرنا أحمد بن موسى ابن مردويه الحافظ ...

ورواه السيوطي في ذيل الآية من تفسيره الدرّ المنثور (ج ٣ ، ص ٢١٣) ، قال : أخرج الحاكم وصححه عن مصعب بن عبد الرحمن ، عن أبيه رضي الله عنه قال : افتتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكة ، ثمّ انصرف إلى الطائف فحاصرهم ثمانية أو سبعة ، ثمّ ارتحل غدوة وروحة ، ثمّ نزل ، ثمّ هجر ، ثمّ قال : «يا أيّها الناس إنّي لكم فرط ، وإنّي أوصيكم بعترتي خيرا ، موعدكم الحوض ، والّذي نفسي بيده لتقيمنّ الصلاة ولتؤتنّ الزكاة أو لأبعثنّ عليكم رجلا منّي أو كنفسي ، فليضربنّ أعناق مقاتلهم ، وليسبينّ ذراريهم». فرأى الناس أنّه يعني أبا بكر أو عمر ـ رضي الله عنهما ـ فأخذ بيد عليّ رضي الله عنه فقال : «هذا».

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٩ ، ص ١٣٤).

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ٢١٥.

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٢٠٩ ، ح ٢٨٠) ، قال : حدّثنا محمّد بن الفضل ، عن هشام ابن بكير الطويل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عثمان النهدي ، قال : رأيت عليّا يوم الجمل وتلا هذه الآية : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ) فحلف عليّ بالله ما قوتل أهل هذه الآية منذ أنزلت إلّا اليوم.

٢٥٥

٣٨١. ابن مردويه ، عن حذيفة رضي الله عنه أنهم ذكروا عنده هذه الآية ، فقال : ما قوتل أهل هذه الآية بعد. (١) ٣١ / قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) [الآيات : ١٩ ـ ٢٠].

٣٨٢. ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنه في الآية قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب والعباس ـ رضي الله عنهما ـ. (٢)

٣٨٣. ابن مردويه ، عن الشعبي رضي الله عنه قال : كانت بين عليّ والعباس ـ رضي الله عنهما.

منازعة ، فقال العباس لعليّ رضي الله عنه : أنا عم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنت ابن عمه ، وإليّ سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ، فأنزل الله : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) الآية. (٣)

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ٢١٤ ، قال : أخرج ابن أبي شيبة ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن حذيفة رضي الله عنه ...

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٢١٠ ، ح ٢٨٢) ، قال : وبه [أي : وبإسناد الحديث ٢٨١ وهو : أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن سلمة ، أخبرنا مطين ، عن عبّاد بن يعقوب] أخبرنا عليّ بن عابس ، عن حبيب بن حسان ، عن زيد بن وهب ، قال : سمعت حذيفة يقول : والله ، ما قوتل أهل هذه الآية : (وَإِنْ نَكَثُوا) ـ إلى قوله ـ (فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ).

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٣ ص ٢١٨.

ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج ٢ ، ص ٣٤٩) ، وأرجح المطالب (ص ٦٤).

(٣) الدرّ المنثور ، ج ٣ ص ٢١٨.

روى الواحدي في أسباب النزول (ص ١٦٤) ، قال : وقال الحسن والشعبي والقرظي : نزلت الآية في عليّ والعباس وطلحة بن شيبة وذلك أنهم افتخروا ، فقال طلحة : أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه وإليّ ثياب بيته ، وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، وقال عليّ : «ما أدري ما تقولان! لقد صليت ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد» ، فأنزل الله هذه الآية.

٢٥٦

٣٨٤. ابن مردويه ، عن عبد الله بن عبيدة رضي الله عنه قال : قال عليّ رضي الله عنه للعباس لو هاجرت إلى المدينة ، قال : أو لست في أفضل من الهجرة؟! ألست أسقي الحاج ، وأعمر المسجد الحرام ، فنزلت هذه الآية يعني قوله : (أَعْظَمُ دَرَجَةً) قال : فجعل الله للمدينة فضل درجة على مكّة. (١) ٣٢ / قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ) [الآية : ١٠٠].

٣٨٥. ابن مردويه ، عن ابن عباس قال : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ) عليّ وسلمان. (٢)

٣٨٦. ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ) قال : سبق يوشع بن نون إلى موسى ، وسبق صاحب يس إلى عيسى ، وسبق عليّ بن أبي طالب إلى محمّد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. (٣)

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ٢١٨ ، قال فيه : أخرج ابن أبي شيبة ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن عبد الله ابن عبيدة رضي الله عنه ...

ورواه الواحدي في أسباب النزول (ص ١٦٤) ، قال : وقال ابن سيرين ومرة الهمداني : قال عليّ للعباس : ألّا تهاجر ، ألا تلحق بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : ألست في أفضل من الهجرة؟ ألست أسقي حاج بيت الله وأعمر المسجد الحرام؟ فنزلت هذه الآية : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ).

(٢) در بحر المناقب ، ص ٩٤.

روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٢٥٤ ، ح ٣٤٢). قال : أخبرنا أبو يحيى ابن زكريا بن محمّد بقراءتي عليه في الجامع من أصله العتيق ، أخبرنا يوسف بن أحمد العطار بمكة ، أخبرنا أبو جعفر محمّد ابن عمرو الحافظ ، أخبرنا محمّد بن عبدوس بن كامل ، أخبرنا إسماعيل بن موسى ، أخبرنا الحسن بن عليّ الهمداني ، عن حميد بن القاسم بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، في قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ) قال : هم ستة من قريش ، أوّلهم إسلاما عليّ بن أبي طالب.

(٣) أرجح المطالب ، ص ٧٤.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٩ ، ص ١٠٢). قال : روى الطبراني ، عن ابن عباس قال : السبق ثلاثة : السابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين ، والسابق إلى محمّد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

٢٥٧

٣٣ / قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [الآية : ١١٩].

٣٨٧. ابن مردويه ، عن ابن عباس قال : مع عليّ بن أبي طالب. (١)

٣٨٨. ابن مردويه ، عن أبي جعفر قال : مع عليّ. (٢)

٣٨٩. ابن مردويه ، عن ابن عباس : كونوا مع عليّ ؛ لأنّه سيّد الصادقين. (٣)

٣٩٠. ابن مردويه ، عن ابن عباس : كونوا مع عليّ وأصحابه. (٤)

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٩٠.

ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص ١٥٩) ومفتاح النجا (ص ٤٠) وروح المعاني (ج ١١ ، ص ٤١) وفتح القدير (ج ٢ ، ص ٤١٤) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٥) وكشف اليقين (ص ٣٦٤).

ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص ٢٨٠ ، ح ٢٧٣) ، قال : وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني إجازة ، أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن عليّ بن مخلّد ، أخبرنا محمّد بن عثمان ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، حدّثنا محمّد بن مروان ، عن محمّد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس [في قوله تعالى :](اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : هو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

(٢) أرجح المطالب ، ص ٦٠ ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٢ ، ص ٤٢١ ، ح ٩٣٠) ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا عاصم بن الحسن ، أنبأنا أبو عمر بن مهدي ، أنبأنا أبو العباس بن عقدة ، أنبأنا يعقوب بن يوسف بن زياد ، أنبأنا حسين بن حمّاد ، عن أبيه ، عن جابر عن أبي جعفر في قوله [تعالى] : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : مع عليّ بن أبي طالب.

(٣) أرجح المطالب ، ص ٤٥ ، و ١٠١.

ورواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص ٢٥) ، قال : قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال علماء السير معناه : كونوا مع عليّ عليه‌السلام وأهل بيته.

قال ابن عباس : عليّ عليه‌السلام سيّد الصادقين.

(٤). مناقب مرتضوي ، ص ٤٢.

٢٥٨

سورة يونس

٣٤ / قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) [الآية : ٢].

٣٩١. ابن مردويه ، عن جابر قال : نزلت هذه الآية في ولاية عليّ بن أبي طالب. (١)

__________________

(١) توضيح الدلائل ، ص ١٥٩.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٨٣) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣٢٢) وكشف اليقين (ص ٣٩١).

قال الزمخشري في تفسيره الكشاف (ج ٢ ، ص ٢٢٤) : قوله تعالى : (قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) أي : سابقة وفضلا ومنزلة رفيعة. فإن قلت : لم سميت السابقة قدما؟ قلت : لمّا كان السعي والسبق بالقدم ، سميّت المسعاة الجميلة والسابقة : قدما ، كما سميت النعمة يدا ؛ لأنّها تعطى باليد ، وباعا ؛ لأنّ صاحبها يبوع بها فقيل : لفلان قدم في الخير ، وإضافته إلى صدق ، دلالة على زيادة فضل ، وأنّه من السوابق العظيمة.

وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٧٤ ، ح ١١٣) ، قال : حدّثونا عن القاضي أبي الحسين قالوا : حدّثنا محمّد بن عثمان بن الحسن بن عبد الله النصيبي ببغداد ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي بحلب ، حدّثنا أبو الطيب عليّ بن محمّد بن مخلد الدهان ببغداد ، وأبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الحسن الجصاص بالكوفة قالا : حدّثنا الحسين بن الحكم بن مسلم الحبري ، حدّثنا أبو عبد الله حسن بن حسين الأنصاري العابد ، حدّثنا أبو عليّ العرني ، حدّثنا حبّان بن عليّ العنزي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : ممّا نزل من القرآن خاصة في رسول الله وعليّ وأهل بيته من سورة البقرة : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ ...) الآية : نزلت في عليّ وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب.

وروى مثل هذا الحبري في تفسيره (ص ٢٣٥ ، ح ٤).

٢٥٩

سورة هود

٣٥ / قوله تعالى : (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) [الآية : ٣].

٣٩٢. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال : إن المعني به عليّ بن أبي طالب. (١)

٣٩٣. ابن مردويه ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : هو عليّ. (٢)

٣٩٤. ابن مردويه ، عن موسى الكاظم عليه‌السلام قال : نزلت في عليّ. (٣) ٣٦ / قوله تعالى : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [الآية : ١٢].

٣٩٥. ابن مردويه ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام أنه قال : سبب نزول هذه الآية أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج ذات يوم ، فقال لعليّ عليه‌السلام : «يا عليّ ، إنّي سألت الله الليلة بأن يجعلك وزيري ففعل ، وسألته أن يجعلك وصيي ففعل ، وسألته أن يجعلك خليفتي في امتي ففعل» ، فقال رجل من أصحابه المنافقين : «والله ، لصاع

من تمر في شنّ بال أحب إليّ مما سأل محمّد ربّه. ألا سأله ملكا يعضده ، أو مالا يستعين به على ما فيه ، وو الله ما دعا ربّه إلى حق أو باطل

__________________

(١) تأويل الآيات الظاهرة ، ج ١ ، ص ٢٢٣.

(٢) أرجح المطالب ، ص ٨٦.

ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٧).

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٢٧١ ، ح ٣٦٧) ، قال : في كتاب فهم القرآن : عن الإمام جعفر بن محمّد في قوله تعالى : (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) قال : قال الباقر : هو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

(٣) درّ بحر المناقب ، ص ٩٤.

٢٦٠