مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني

مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني


المحقق: عبدالرزاق محمّد حسين حرز الدين
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٢
ISBN: 964-7489-08-0
الصفحات: ٤٢٣

٢٠٠. ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن دحيم ، حدّثنا أحمد بن حازم ، حدّثنا عثمان بن محمّد ، حدّثنا يونس بن أبي يعقوب ، حدّثنا حمّاد بن عبد الرحمن الأنصاري ، عن أبي سعيد التميمي ، عن عليّ عليه‌السلام قال : عهد إليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن اقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين. فقيل له : يا أمير المؤمنين من الناكثون؟ قال : الناكثون أصحاب الجمل ، والمارقون الخوارج ، والقاسطون أهل الشام. (١)

٢٠١. ابن مردويه ، أخبرنا عبد الله بن سعد بن يحيى ، أخبرنا أبو يوسف الصندلاني ، أخبرنا فيّاض ، عن حمزة بن عبد الكريم ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن عطيّة وأبي الودال ، عن أبي سعيد الخدري : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الحجرة فانقطع شسعه ، فرمى بها إلى عليّ عليه‌السلام ، فجلس إلينا وكأنّ على رءوسنا الطير.

__________________

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٣ ، ص ٢٠٣ ، ح ١٢١١). قال :أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد الله ، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى ، أنبأنا أبو العباس ابن عقدة ، أنبأنا الحسن بن عبيد بن عبد الرحمن الكندي ، أنبأنا بكار بن بشر ، أنبأنا حمزة الزيات ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عليّ ، وعن أبي سعيد التيمي ، عن عليّ ، قال : امرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.

ورواه بأسانيد مختلفة في الأحاديث : ١٢٠٦ ـ ١٢١٣.

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية (ج ٧ ، ص ٣٠٥).

(١) المناقب ، الخوارزمي ، ص ١٧٦ ، ح ٢١٢. قال : وبهذا الإسناد [أي : إسناد الحديث ٢١١ المتقدّم] عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ...

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٣ ، ص ٢٠٢ ، ح ١٢٠٩). قال :أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الفقيه ، وأبو نصر أحمد بن عليّ بن محمّد بن إسماعيل ، قالا :أنبأنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن عبد الله بن خلف ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن تميم الحنظلي بقنطرة برذان ، أنبأنا محمّد بن سعد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي ، حدّثني أبي ، حدّثني عمّي عمرو بن عطية بن سعد ، عن أخيه الحسن بن عطية بن سعد ، حدّثني جدّي سعد بن جنادة ، عن عليّ ، قال : امرت بقتال ثلاثة : القاسطين والناكثين والمارقين ، فأمّا القاسطون فأهل الشام ، وأمّا الناكثون فذكرهم ، وأما المارقون فأهل النهروان ، يعني : الحروريّة.

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية (ج ٧ ، ص ٣٠٥).

١٦١

قال : «ليضربنّكم رجل من بعدي على تأويل القرآن كما ضربتم على تنزيله». فقال أبو بكر : أنا. فقال : «لا». فقال عمر : أنا. فقال : «لا ، ولكنّه خاصف النعل ، يخرج عليكم من الحجرة». قال : فخرج علينا عليّ وبيده نعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يصلحها. (١)

ب. في حرب الجمل

٢٠٢. ابن مردويه ، أنّ عائشة لمّا سمعت نباح الكلاب قالت : أي ماء هذا؟ فقالوا :الحوأب ، قالت : إنّا لله وإنّا إليه راجعون. إنّي لهيه! قد سمعت رسول الله وعنده نساؤه يقول : «ليت شعري! أيّتكن تنبحها كلاب الحوأب؟» (٢)

٢٠٣. ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن أحمد البزاز ، حدّثنا جدّي محمّد بن الخطّاب ، حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، حدّثنا عبد الجبار بن العبّاس ، عن عمّار الدهني ، عن سالم بن أبي الجعد ، قال : ذكر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خروج بعض امهات المؤمنين ، فضحكت عائشة ، فقال : «انظري يا حميرا ، لا تكونين هي» ، ثمّ

__________________

(١) ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة) ، ص ٢٨.

ورواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج ٣ ، ص ٣٣). قال : حدّثنا وكيع ، حدّثنا قطر ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله» ، قال : فقام أبو بكر وعمر ، فقال : «لا ، ولكن خاصف النعل» ، وعليّ يخصف نعله.

ورواه أحمد بنحو آخر (ج ٣ ، ص ٨٢).

(٢) بحار الأنوار ، ج ٣٢ ، ص ١٨. قال : ذكر الأعثم في الفتوح ، والماوردي في أعلام النبوّة ، وشيرويه في الفردوس ، وأبو يعلى في المسند ، وابن مردويه في فضائل أمير المؤمنين ، والموفّق في الأربعين ، وشعبة والشعبي وسالم بن أبي الجعد في أحاديثهم ، والبلاذري والطبري في تاريخيهما ، أنّ عائشة ...

روى أحمد بن حنبل في مسنده (ج ٦ ، ص ٩٧). قال : حدّثنا محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا شعبة ، عن إسماعيل ابن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، أنّ عائشة لمّا أتت على الحوأب ، سمعت نباح الكلاب ، فقالت : ما أظنني إلّا راجعة. إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لنا : «أيّتكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟» فقال لها الزبير : ترجعين ، عسى الله عزوجل أن يصلح بك بين الناس.

وروى المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١١ ، ص ٣٣٤ ، ح ٣١٦٧١) : عن طاوس ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لنسائه :«أيّتكن الّتي تنبحها كلاب كذا وكذا؟ إيّاك يا حميراء!» (نعيم بن حمّاد في الفتن ، وسنده صحيح).

١٦٢

التفت إلى عليّ بن أبي طالب فقال : «يا أبا الحسن ، إن وليت من أمرها شيئا فارفق بها». (١)

٢٠٤. ابن مردويه ، حدّثني محمّد بن عبد الله بن الحسين ، حدّثنا عليّ بن الحسين بن إسماعيل ، حدّثني محمّد بن الوليد العقيلي ، حدّثني قثم بن أبي قتادة الحراني ، حدّثنا وكيع ، عن خالد النواء ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : لمّا اصيب زيد بن صوحان يوم الجمل أتاه عليّ عليه‌السلام وبه رمق ، فوقف عليه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وهو يتألم لما به فقال : رحمك الله يا زيد ، فو الله ما عرفناك إلّا خفيف المؤنة كثير المعونة ، قال : فرفع إليه رأسه فقال : وأنت يرحمك الله ، فو الله ما عرفتك إلّا بالله عالما ، وبآياته عارفا ، والله ما قاتلت معك من جهل ، ولكنّي سمعت حذيفة بن اليمان يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «عليّ أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، ألا وإنّ الحق معه ويتبعه ، ألا فميلوا معه». (٢)

__________________

(١) المناقب ، الخوارزمي ، ص ١٧٦ ، ح ٢١٣ ، قال : وبهذا الإسناد [أي : إسناد الحديث ٢١١ ـ المتقدم في كتابه ـ ، قال : أخبرني الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي ، أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد الحداد ، أخبرنا الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني ، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه].

ورواه ابن شهرآشوب في مثالب النواصب (ج ٣ ، ص ١٣) قال : ذكر أحمد البلادي في التاريخ ، وأبو بكر بن مردويه في فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والموفّق الخوارزمي في الأربعين : قال سالم بن أبي الجعد ...

(٢) المناقب ، الخوارزمي ، ص ١٧٧ ، ح ٢١٥ ، قال :

أخبرني أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي هذا فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرنا عبدوس هذا كتابة ، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان ، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني ...

ورواه ابن مردويه كما في الطرائف (ص ١٠٣ ، ح ١٥١).

وروى الحاكم النيسابوري ذيل الحديث في المستدرك (ج ٣ ، ص ١٢٩) ، قال : حدّثني أبو بكر محمّد بن عليّ الفقيه الإمام الشاشي ببخارى ، حدّثنا النعمان بن هارون البلدي ، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني ، حدّثنا عبد الرزاق ، حدّثنا سفيان الثوري ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن عبد الرحمن بن

١٦٣

٢٠٥. ابن مردويه ، عن عائشة ، أنّها لمّا عقر جملها ودخلت دارا بالبصرة فقال لها أخوها محمّد : أنشدك الله أتذكرين يوم حدّثتني عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «الحق لن يزال مع عليّ ، وعلي مع الحق لن يختلفا ولن يفترقا؟!» قالت : نعم. (١)

ج. في حرب صفين

٢٠٦. ابن مردويه ، عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال : رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بني اميّة على المنابر فساءه ذلك ، فأوحى الله : إنّما هي دنيا أعطوها ، فقرّت عينه ، وهي قوله (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) (٢) يعني : بلاء للناس. (٣) ٢٠٧. ابن مردويه ، من حديث الحسين بن عليّ رفعه : إنّي رأيت كأنّ بني اميّة يتعاورون منبري هذا! فقيل : هي دنيا تنالهم ، ونزلت هذه الآية : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ). (٤)

٢٠٨. ابن مردويه ، عن عائشة ، أنّها قالت لمروان بن الحكم : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لأبيك وجدّك : «إنّكم الشجرة الملعونة في القرآن». (٥)

__________________

عثمان ، قال : سمعت جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو آخذ بضبع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول : «هذا أمير البررة ، قاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله» ، ثمّ مدّ بها صوته.

قال الحاكم : هذا صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه.

(١) مفتاح النجا ، ص ٦٥.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٥٩٩).

وفي كتاب مودّة القربى (ص ٤٣) ، قال : وعن عروة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله قد عهد إليّ أنّ من خرج على عليّ فهو كافر في النار وأجدر بالنّار». قيل : لم خرجت عليه؟ قالت : أنا نسيت هذا الحديث يوم الجمل حتّى ذكرته بالبصرة ، وأنا استغفر الله.

(٢) سورة الأسراء ، الآية ٦٠.

(٣) الدرّ المنثور ، ج ٤ ، ص ١٩١ ، قال : أخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، وابن عساكر ، عن سعيد بن المسيب ...

(٤) فتح الباري ، ج ٨ ، ص ٣٠٢.

(٥) الدرّ المنثور ، ج ٤ ، ص ١٩١.

١٦٤

٢٠٩. ابن مردويه ، عن يوسف بن مازن الرؤاسي ، قال : قام رجل إلى الحسن ابن عليّ بعد ما بايع معاوية فقال : سوّدت وجوه المؤمنين ، فقال : لا تؤنّبني رحمك الله ، فإنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى بني اميّة يخطبون على منبره فساءه ذلك ، فنزلت : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) يا محمّد ، يعني : نهرا في الجنّة ، ونزلت :(إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) يملكها بعدك بنو اميّة يا محمّد ، قال القاسم : فعددنا فإذا هي ألف شهر ، لا تزيد يوما ولا تنقص يوما. (١)

٢١٠. ابن مردويه ، عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : قال لي عمر : ألسنا كنّا نقرأ فيما نقرأ : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ) (٢) في آخر الزمان كما جاهدتم في أوّله؟ قلت : بلى ، فمتى هذا يا أمير المؤمنين؟ قال : إذا كانت بنو اميّة الأمراء ، وبنو المغيرة الوزراء. (٣)

٢١١. ابن مردويه ، عن عليّ في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً). (٤) قال : هما الأفجران من قريش ، بنو أميّة وبنو المغيرة ، فأمّا بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر ، وأمّا بنو اميّة فمتعوا إلى حين. (٥)

٢١٢. ابن مردويه ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ٣٧١ ، قال : أخرج الترمذي ، وابن جرير ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن يوسف بن مازن الرؤاسي ...

(٢) سورة الحج ، الآية ٧٨.

(٣) الدرّ المنثور ، ج ٤ ، ص ٣٧١.

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية (ج ٦ ، باب ذكر إخباره صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الفتن الواقعة في آخر أيّام عثمان ، وخلافة عليّ بن أبي طالب ، ص ٢١٥) ، قال : وقال عبد الرزاق ، أخبرنا ابن عيينة ، أخبرني عمرو بن دينار ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة ، قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : أما علمت أنّا كنّا نقرأ : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ) في آخر الزمان كما جاهدتم في أوّله؟ فقال عبد الرحمن بن عوف : ومتى ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال : إذا كان بنو اميّة الأمراء ، وبنو المغيرة الوزراء.

(٤) سورة إبراهيم ، الآية ٢٨.

(٥) كنز العمّال ، ج ٢ ، ص ٤٤٤ ، ح ٤٤٥٣ ، قال فيه : ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه.

١٦٥

نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) قال : هما الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو اميّة ، فأمّا بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر ، وأمّا بنو اميّة فمتّعوا إلى حين. (١)

٢١٣. ابن مردويه ، عن عليّ رضي الله عنه أنّه سئل عن الّذين بدّلوا نعمة الله كفرا ، قال : بنو اميّة وبنو مخزوم رهط أبي جهل. (٢)

٢١٤. ابن مردويه ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنّه قال لعمر رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين هذه الآية (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً)؟ قال : هم الأفجران من قريش أخوالي وأعمامك ، فأمّا أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر ، وأمّا أعمامك فأملى الله لهم إلى حين. (٣)

٢١٥. ابن مردويه ، عن أبي رافع ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يا أبا رافع ، كيف أنت وقوم يقاتلون عليّا وهو على الحق وهم على الباطل؟! يكون حقّا في الله جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم بيده فيجاهدهم بلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فيجاهدهم بقلبه ليس وراء ذلك شيء» ، قال : ادع لي إن أدركتهم أن يعينني ويقوّيني على قتالهم. فلمّا بايع الناس عليّ بن أبي طالب وخالفه معاوية ، قلت : هؤلاء القوم الّذين قال فيهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فباع أرضه بخيبر ، فخرج مع عليّ بجميع أهله وولده ، وكان معه حتّى استشهد عليّ ، فرجع إلى المدينة مع الحسن عليه‌السلام. (٤)

٢١٦. ابن مردويه ، بخمسة عشر طريقا ، أنّ أمير المؤمنين قال في حرب صفين :

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٤ ، ص ٨٤. قال : أخرج البخاري في تاريخه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن عمر بن الخطاب ...

(٢) المصدر السابق.

(٣) نفس المصدر.

(٤) أرجح المطالب ، ص ٤٠٠.

وروى المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١١ ، ص ٦١٣ ، ح ٣٢٩٧١) ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : يا أبا رافع ، سيكون بعدي قوم يقاتلون عليّا ، حق على الله جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ، ليس وراء ذلك شيء. (الطبراني ـ عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه).

١٦٦

والله ، ما وجدت من القتال بدّا ، أو الكفر بما أنزل على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله. (١)

٢١٧. ابن مردويه ، عن حبّة العرني ، قال : قلت لحذيفة بن اليمان : حدّثنا ، فإنّا نخاف الفتن ، فقال : عليكم بالفئة الّتي فيها ابن سميّة! فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تقتله الفئة الباغية». (٢)

٢١٨. ابن مردويه ، قال ابن أبي حازم التميمي وأبو وائل : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام :انفروا إلى بقيّة الأحزاب أولياء الشيطان ، انفروا إلى من يقول : كذب الله ورسوله. (٣)

٢١٩. ابن مردويه ، بأسانيده عن موسى بن صفوان ، وعن زكريا بن يحيى ، وعن حبيب بن ثابت ، وعن عبد الله بن يزيد ، كلّهم عن سويد بن غفلة أنّه قال :كنت مع أبي موسى على شاطئ الفرات ، فقال : سمعت رسول الله يقول : «إنّ

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ، ج ٣ ، ص ١٨.

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٣ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٢٢٢) ، قال :أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح الفقيه ، وأبو نصر أحمد بن عليّ الطوسي ، قالا : أنبأنا أبو بكر أحمد بن عليّ ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أحمد بن كامل بن خلف القاضي ، أنبأنا العباس بن أحمد البريء ، أنبأنا سعيد بن يحيى ابن الأزهر ، أنبأنا محمّد بن فضيل ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن مارق العبدي ، قال : قال عليّ بن أبي طالب :ما وجدت من قتال القوم بدّا ، أو الكفر بما أنزل على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ورواه ابن عساكر بإسناد آخر عن الأصبغ بن نباتة في الحديث ١٢٢٣.

ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص ١٧٣ ، ح ٢١٠).

(٢) أرجح المطالب ، ص ٦٢٢.

ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١١ ، ص ٣٥١ ، ح ٣١٧١٩) : عن حذيفة قال : عليكم بالفئة الّتي فيها ابن سميّة! فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تقتله الفئة الباغية». (ابن عساكر).

وروى نصر بن مزاحم المنقري في وقعه صفين (ص ٣٤٣) ، قال : وقد كان ذو الكلاع يسمع عمرو بن العاص يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعمّار بن ياسر : «تقتلك الفئة الباغية ، وآخر شربة تشربها ضياح من لبن».

(٣) بحار الأنوار ، ج ٣٢ ، ص ٥٧٠.

ورواه ابن أبي الحديد في شرح خطبة أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام في استغفار الناس إلى أهل الشام من شرح نهج البلاغة (ج ٢ ، ص ١٩٤) ، قال : وروى الأعمش عن الحكم بن عتيبة ، عن قيس بن أبي حازم ، قال : سمعت عليّا عليه‌السلام على منبر الكوفة ، وهو يقول : يا أبناء المهاجرين ، انفروا إلى أئمّة الكفر ، بقيّة الأحزاب وأولياء الشيطان. انفروا إلى من يقاتل على دم حمّال الخطايا ...

١٦٧

بني إسرائيل اختلفوا ، ولم يزل الاختلاف بينهم حتّى بعثوا حكمين ضالّين ضال من اتّبعهما ، ولا ينفك أمركم يختلف حتّى تبعثوا حكمين يضلّان ويضلّان من اتّبعهما». فقلت : أعيذك بالله أن تكون أحدهما. قال : فخلع قميصه وقال : «برأني الله من ذلك كما برأني من قميصي». (١)

د. في حرب الخوارج

٢٢٠. ابن مردويه ، عن أبي غالب ، أنّه سئل عن هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً) (٢). فقال : حدّثني أبو امامة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّهم الخوارج. (٣)

٢٢١. ابن مردويه ، عن أبي امامة : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً) ، قال : هم الحرورية. (٤)

٢٢٢. ابن مردويه ، عن أبي امامة ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ) (٥) قال : هم الخوارج. (٦)

٢٢٣. ابن مردويه ، عن عليّ ، أنّه سئل عن هذه الآية : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ

__________________

(١) مثالب النواصب ، ج ٣ ، ص ٩٧.

ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج ١٣ ، فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه ، ص ٣١٥) ، قال : روي عن سويد بن غفلة ، قال : كنت مع أبي موسى على شاطئ الفرات في خلافة عثمان ، فروى لي خبرا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : سمعته يقول : «إنّ بني إسرائيل اختلفوا ، فلم يزل الاختلاف بينهم حتّى بعثوا حكمين ضالّين ضلّا وأضلّا من اتّبعهما ، ولا ينفك أمر أمّتي حتّى يبعثوا حكمين يضلّان ويضلّان من اتّبعهما». فقلت له : احذر يا أبا موسى أن تكون أحدهما! قال : فخلع قميصه وقال : أبرأ إلى الله من ذلك كما أبرأ من قميصي هذا.

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية (ج ٧ ، فصل في اجتماع الحكمين أبي موسى وعمرو بن العاص ، ص ٢٨٥). ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١ ، ص ٢١٧ ، ح ١٠٨٨ ، وج ١ ، ص ٣٧٧ ، ح ١٦٤٢).

(٢) سورة الأنعام ، الآية ١٥٩.

(٣) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ٦٣ ، قال : أخرج ابن أبي حاتم ، والنحاس ، وابن مردويه ، عن أبي غالب ...

(٤) المصدر السابق ، قال : أخرج عبد بن حميد ، وأبو الشيخ وابن مردويه ، عن أبي أمامة ...

(٥) سورة آل عمران ، الآية ٧.

(٦) الدرّ المنثور ، ج ٢ ، ص ٥ ، قال : أخرج عبد الرزاق ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن أبي امامة ...

١٦٨

أَعْمالاً) (١)؟ قال : لا أظنّ إلّا أنّ الخوارج منهم. (٢)

٢٢٤. ابن مردويه ، من طريق القاسم بن أبي بزة ، عن أبي الطفيل ، عن عليّ في هذه الآية ، قال : أظنّ أنّ بعضهم الحروريّة. (٣)

٢٢٥. ابن مردويه ، من طريق مصعب بن سعد ، قال : سألت أبي : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) (٤) أهم الحرورية (٥)؟ قال : لا ، هم اليهود والنصارى. أمّا اليهود فكذّبوا محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمّا النصارى فكذّبوا بالجنّة وقالوا : لا طعام فيها ولا شراب. والحرورية (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) (٦) ، وكان سعد يسميهم الفاسقين. (٧).

٢٢٦. ابن مردويه ، عن مصعب ، قال : قلت لأبي : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) الحرورية هم؟ قال : لا ، ولكنّهم أصحاب الصوامع ، والحرورية قوم زاغوا ، فأزاغ الله قلوبهم. (٨)

٢٢٧. ابن مردويه ، عن أبي الطفيل ، أنّ ابن الكواء سأل عليّا : من (الَّذِينَ ضَلَ

__________________

(١) سورة الكهف ، الآية ١٠٣.

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٤ ، ص ٢٥٣. قال : أخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن عليّ ...

(٣) فتح الباري ، ج ٨ ، ص ٣٢٣.

(٤) سورة الكهف ، الآية ١٠٣.

(٥) الحرورية : طائفة من الخوارج نسبوا إلى حروراء ـ بالمدّ والقصر ـ ، وهو موضع قريب من الكوفة ، كان أوّل مجتمعهم وتحكيمهم فيها ، وهم أحد الخوارج الّذين قاتلهم عليّ ـ كرّم الله وجهه ـ. (النهاية : ج ١ ، ص ٣٦٦).

(٦) سورة البقرة ، الآية ٢٧.

(٧) الدرّ المنثور ، ج ٤ ، ص ٢٥٣ ، قال : أخرج عبد الرزاق ، والبخاري ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه من طريق مصعب بن سعد ....

ورواه ابن كثير في ذيل الآية من تفسيره (ج ١ ، ص ١١٤). قال : وقال شعبة : عن عمرو بن مرة ، عن مصعب بن سعد ، قال : سألت أبي فقلت : قوله تعالى : (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ ...) إلى آخر الآية ، فقال :هم الحرورية.

(٨) الدرّ المنثور ، ج ٤ ، ص ٢٥٣ ، قال : أخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن مصعب ....

١٦٩

سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) (١)؟ قال : منهم أهل حروراء. (٢)

٢٢٨. ابن مردويه ، عن زكريا بن يحيى صاحب القضيب ، قال : سألت أبا غالب رضي الله عنه عن هذه الآية : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) (٣)؟ فقال : حدّثني أبو امامة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّها نزلت في الخوارج حين رأوا تجاوز الله عن المسلمين وعن الامّة والجماعة ، قالوا : يا ليتنا كنّا مسلمين! (٤)

٢٢٩. ابن مردويه ، عن مسروق ، قال : دخلت على أمّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ ، فقالت لي : «من قتل الخوارج؟» ، قلت : قتلهم عليّ. فسكتت ، فقلت لها : يا أمّ المؤمنين ، إنّي أنشدك بالله وبحق نبيّه إن كنت سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيئا فأخبرينه ، قال : فقالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «هم شرّ الخلق والخليقة». (٥)

٢٣٠. ابن مردويه ، عن مسروق ، قال : دخلت على أمّ المؤمنين عائشة ، فقالت لي : «من قتل الخوارج؟» فقلت : قتلهم عليّ ، قال : فسكتت ، قال : فقالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «هم شرّ الخليقة ، يقتلهم خير الخلق وأعظمهم عند الله تعالى يوم القيامة وسيلة». (٦)

__________________

(١) سورة الكهف ، الآية ١٠٤.

(٢) كنز العمّال ، ج ٢ ، ص ٤٤٤ ، ح ٤٤٥٤ ، قال فيه : عبد الرزاق ، والفريابي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه.

(٣) سورة الحجر ، الآية ٢.

(٤) الدرّ المنثور ، ج ٤ ، ص ٩٤. قال : أخرج ابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن زكريا بن يحيى صاحب القضيب ...

(٥) أرجح المطالب ، ص ٦٣٨.

روى مسلم في صحيحه (ج ٣ ، ص ١١٦) ، قال : حدّثنا شيبان بن فروخ ، حدّثنا سليمان بن المغيرة ، حدّثنا حميد بن هلال ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ بعدي من أمّتي ـ أو سيكون بعدي من أمّتي ـ قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم ، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ، ثمّ لا يعودون فيه ، هم شر الخلق والخليقة».

(٦) أرجح المطالب ، ص ٥٨٩.

١٧٠

٢٣١. ابن مردويه ، عن أبي الحسن الأنصاري ، عن أبيه ، قال : دخلت على أمّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ ، فقالت : «من قتل الخوارج؟» قال : قلت :قتلهم عليّ بن أبي طالب ، قالت : «ما يمنعني الّذي في نفسي على عليّ أن أقول الحق ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : " يقتلهم خير أمّتي من بعدي" ، وسمعته يقول : " عليّ مع الحق ، والحق مع عليّ"». (١)

٢٣٢. ابن مردويه ، عن مسروق ، قال : قالت لي أمّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ : «يا مسروق ، إنّك أكرم بنيّ عليّ وأحبّهم إليّ ، فهل عندك علم من المخدج؟» ، قال : قلت : نعم. قتله عليّ على نهر يقال لأسفله : تامر ، وأعلاه النهروان ، بين أخافيق وطرفا. قال : فقالت : «ائتني معك من يشهد». قال :فأتينا سبعين رجلا ، فشهدوا عندها أنّ عليّا قتله على نهر يقال لأسفله :تامر ، وأعلاه النهروان ، بين أخافيق وطرفا. قالت : «قاتل الله عمرو بن العاص فإنّه كتب إليّ أنّه قتلهم على نيل مصر». قال : قلت : يا أمّ ، أخبريني أيّ شيء سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول فيهم؟ قالت : «سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : " هم شر الخليقة ، يقتلهم خير الخلق والخليقة ، وأقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة"». (٢)

__________________

(١) مفتاح النجا ، ص ٧٤.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٥٨٩).

(٢) أرجح المطالب ، ص ٥٩٠.

روى الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٦ ، ص ٢٣٥) ، قال : وعن عبيد الله بن عياض بن عمرو القارئ ، أنّه جاء عبد الله بن شداد بن الهاد فدخل على عائشة ـ ونحن عندها جلوس ـ ، مرجعه من العراق ليالي قتل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقالت له : «يا بن شداد بن الهاد ، هل أنت صادقي عمّا أسألك عنه؟ حدّثني عن هؤلاء القوم الّذين قتلهم عليّ». قال : ومالي لا أصدقك ، قالت : «فحدّثني عن قصتهم» ، قال : فإنّ عليّ بن أبي طالب لمّا كاتب معاوية وحكّم الحكمان ، خرج عليه ثمانية آلاف من قرّاء الناس ، فنزلوا بأرض يقال لها : حروراء من جانب الكوفة ... قال : فقالت له عائشة : «يا بن شداد فقد قتلهم؟». قال : فو الله ما بعث إليهم حتّى قطعوا السبيل ، وسفكوا الدماء واستحلّوا الذمّة ، فقالت : «والله؟» ، قال : والله ، الّذي لا إله إلّا هو لقد كان. قالت : «فما شيء

١٧١

٢٣٣. ابن مردويه ، عن مسروق ، قال : سألتني أمّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن أصحاب النهروان وعن ذي الثدية؟ فأخبرتها ، فقالت : «يا مسروق ، أتستطيع أن تأتيني بأناس ممن يشهد». فأتيتها من كل سبع برجل ، فشهدوا أنّهم رأوه.

فقالت : «يرحم الله عليّا إنّه كان على الحق ، ولكنّي كنت امرأة من الأحماء». (١)

٢٣٤. ابن مردويه ، قال : قرئ على أبي عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن مسعود المقدسي ، حدّثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أخبرنا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : بينما نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو يقسم قسما ـ أتاه ذو الخويصرة ، وهو رجل من بني تميم ، فقال : يا رسول الله اعدل! فقال : «ويحك! ومن يعدل إذا لم أعدل فقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل». فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ، ائذن لي فيه أضرب عنقه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ، ثمّ ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء ، ثمّ ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء ، قد سبق الفرث والدم. آيتهم

__________________

بلغني عن أهل العراق يتحدثونه يقولون : ذا الثدية؟» مرتين. قال : قد رأيته ، وقمت مع عليّ معه على القتلى فدعا الناس ، فقال : أتعرفون هذا؟ فما أكثر من جاء يقول : رأيته في مسجد بني فلان يصلّي ، ولم يأتوا فيه بثبت يعرف إلّا ذاك ، قالت : «فما قول عليّ حين قام عليه ، كما يزعم أهل العراق؟» ، قال : سمعته يقول : صدق الله ورسوله ، قالت : «فهل رأيته قال غير ذلك؟» ، قال : اللهمّ لا ، قالت : «أهل صدق الله ورسوله ، يرحم الله عليّا إنّه كان من كلامه لا يرى شيئا يعجبه إلّا قال : صدق الله ورسوله ، فيذهب أهل العراق فيكذبون عليه ، ويزيدون في الحديث». رواه أبو يعلى ، ورجاله ثقات.

(١) أرجح المطالب ، ص ٥٩٩.

١٧٢

رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدرّ در ، يخرجون على خير فرقة من الناس».

قال أبو سعيد : فأشهد إنّي سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأشهد إنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قاتلهم وأنا معه ، فأمر بذلك الرجل فالتمس ، فأتي به حتّى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الّذي نعته. (١)

__________________

(١) دلائل النبوّة ، ص ١١٦ ، قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن عليّ الفقيه ، أخبرنا أبو بكر بن مردويه ...

ورواه البخاري في صحيحه (ج ٧ ، كتاب الأدب ، باب ما جاء في قول الرجل ويلك ، ص ١١١).

١٧٣
١٧٤

الفصل السادس عشر

فيمن غيّر الله حالهم وأهلكهم ببغضه وإنكار حقّه

٢٣٥. ابن مردويه ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال عليّ : أنشد الله رجلا سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه» ، فقام اثني عشر بدريّا من جانب الأيسر ومن جانب الأيمن فشهدوا بذلك ، قال زيد بن أرقم : كنت فيمن سمع ذلك فكتمته ، فذهب الله ببصري ، وكان يندم على ما فاته من الشهادة ويستغفر. (١)

٢٣٦. ابن مردويه ، عن طلحة بن عمير ، أنّ عليّا أنشد الناس من سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :«من كنت مولاه ، فعليّ مولاه!» فشهد اثنا عشر رجلا من الأنصار ، وأنس بن مالك في القوم لم يشهد ، فقال له أمير المؤمنين : «يا أنس ، ما منعك أن تشهد وقد سمعت واسمعوا» ، قال : يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت ، فقال أمير المؤمنين :

__________________

(١) أرجح المطالب ، ص ٥٨٠ ، قال فيه : أخرجه أبو بكر بن مردويه ، والفقيه ابن المغازلي ، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير في مسند زيد بن أرقم.

ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب (ص ٢٣ ، ح ٣٣) ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن عبد الله بن شوذب ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، قال : حدّثني أحمد بن يحيى ابن عبد الحميد ، حدّثنا أبو إسرائيل الملائي ، عن الحكم ، عن أبي سليمان المؤذن ، عن زيد بن أرقم ، قال : نشد عليّ عليه‌السلام الناس في المسجد ، قال : أنشد الله رجلا سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وكنت أنا ممن كتم ، فذهب بصري.

١٧٥

«اللهمّ إن كان كاذبا فاضربه ببياض ـ أو بوضح ـ لا تواريه العمامة».

قال طلحة بن عمير : فأشهد بالله لقد رأيته بيضاء بين عينيه. (١)

٢٣٧. ابن مردويه ، عن طلحة بن عمير ، قال : شهدت عليّا على المنبر ناشد أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس وهم حول المنبر وعليّ على المنبر اثنا عشر بدريّا من الأنصار والمهاجرين ، فقال عليّ : ناشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من كنت مولاه فعليّ مولاه». فقاموا كلّهم وأنس بن مالك في القوم لم يشهد ، فقال له أمير المؤمنين : ما منعك يا أنس أن تشهد وقد سمعت ما سمعوا؟ ، قال : يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت ، فقال أمير المؤمنين : اللهمّ إن كان كاذبا فاضربه بوضح لا تواريه العمامة. فقال طلحة بن عمير : أشهد بالله لقد رأيته بيضاء بين عينيه. (٢)

٢٣٨. ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ ، حدّثنا موسى بن يوسف بن موسى بن راشد القطان ، حدّثنا وهب بن بقية ، حدّثني هشيم ، عن إسماعيل ابن سالم ، عن عمّار الحضرمي ، عن زاذان أبي عمر ، أنّ عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام سأل رجلا بالرحبة عن حديث فكذبه ، فقال عليّ : إنّك قد كذبتني! فقال : ما كذبتك ، قال : أدعوا الله عليك إن كذبتني أن يعمي بصرك؟

__________________

(١) أرجح المطالب ، ص ٦٨٠.

رواه ابن قتيبة الدينوري في المعارف (فصل في البرص من أهل العاهات ص ٥٨٠) ، قال : أنس بن مالك كان بوجهه برص ، وذكر قوم أنّ عليّا رضي الله عنه سأله عن قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، فقال :كبرت سنّي ونسيت ، فقال عليّ : إن كنت كاذبا فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة.

ورواه ابن أبي الحديد (ج ١٩ ، ص ٢١٧) ، قال : المشهور أنّ عليّا ناشد الناس الله في الرحبة بالكوفة فقال :«أنشدكم الله رجلا سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لي وهو منصرف من حجّة الوداع : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه» ، فقام رجال فشهدوا بذلك ، فقال عليه‌السلام لأنس بن مالك : «لقد حضرتها فما بالك؟» فقال : يا أمير المؤمنين ، كبرت سني وصار ما أنساه أكثر مما أذكره ، فقال له : «إن كنت كاذبا فضربك الله بها بيضاء لا تواريها العمامة». فما مات حتّى أصابه البرص.

(٢) أرجح المطالب ، ص ٥٧٩ ، قال فيه : أخرجه أبو نعيم ، وابن مردويه ...

١٧٦

قال : ادع الله ، فدعا الله عليه ، فلم يخرج من الرحبة حتّى قبض بصره. (١)

٢٣٩. ابن مردويه ، عن ابن عمير ، أنّ أمير المؤمنين قال على المنبر : أنا عبد الله وأخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورثت نبي الرحمة ، ونكحت سيّدة أهل الجنّة ، وأنا سيّد الوصيين ، وآخر أوصياء النبيين ، لا يدّعي ذلك غيري إلّا أصابه سوء. فقال رجل من عبس : من لا يحسن أن يقول هذا : أنا عبد الله وأخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلم يبرح من مكانه حتّى تخبطه الشيطان ، فجرّ برجله إلى باب المسجد ، فسألنا قومه هل يعرفون به عرضا قبل هذا؟ قالوا : اللهمّ لا. (٢)

__________________

(١) المناقب ، الخوارزمي ، ص ٣٧٨ ، ح ٣٩٦ ، قال : أخبرنا سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، أخبرنا أبو طالب الجعفري ، حدّثنا ابن مردويه الحافظ ...

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٣ ، ص ٢٥٦ ، ح ١٢٧٣) ، قال :أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأنا طراد بن محمّد ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو عليّ بن صفوان ، أنبأنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني شريح بن يونس ، أنبأنا هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن عمّار الحضرمي ، عن زاذان أبي عمر ، أنّ رجلا حدّث عليّا بحديث ، فقال : «ما أراك إلّا قد كذبتني». قال : لم أفعل. قال : «أدعو عليك إن كنت كذبت». قال : ادع. فدعا ، فما برح الرجل حتّى عمي. ورواه ابن أبي الدنيا في مجابي الدعوة (ص ١٩).

(٢) أرجح المطالب ، ص ٦٨٠.

روى النسائي في خصائص أمير المؤمنين (ص ١٣٥ ، ح ٦٧) ، قال : أخبرنا زكريا بن يحيى السجستاني ، قال :حدّثنا عثمان بن محمّد بن إبراهيم بن أبي شيبة ، قال : حدّثنا عبد الله بن نمير ، قال : حدّثنا مالك بن مغول ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي سليمان زيد بن وهب الجهني ، قال : سمعت عليّا على المنبر يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله ، لا يقولها غيري إلّا كذّاب مفتر.

قال : فقال رجل : أنا عبد الله وأخو رسوله ـ مستهزءا ـ فخنق فحمل.

ورواه ابن أبي الحديد في شرح خطبة له عليه‌السلام في تخويف أهل النهروان من شرح نهج البلاغة (ج ١ ، فصل في إخباره بالمغيبات ، ص ٢٠٨) ، قال : وروى عثمان بن سعيد ، عن عبد الله بن بكير ، عن حكيم بن جبير ، قال :خطب عليّ عليه‌السلام فقال في أثناء خطبته : أنا عبد الله وأخو رسوله ، لا يقولها أحد قبلي ولا بعدي إلّا كذّاب ، ورثت نبي الرحمة ، ونكحت سيّدة نساء هذه الامّة ، وأنا خاتم الوصيين. فقال رجل من عميس : من لا يحسن أن يقول مثل هذا. فلم يرجع إلى أهله حتّى جنّ وصرع ، فسألوهم : هل رأيتم به عرضا قبل هذا؟ قالوا : ما رأينا به قبل هذا عرضا.

١٧٧
١٧٨

الفصل السابع عشر

في فضائل له شتّى

٢٤٠. ابن مردويه ، عن ابن عمر رضي الله عنه ، قال : ثلاث كنّ لعليّ ، لو كانت لي واحدة منهن كانت أحبّ إليّ من حمر النعم : تزويجه فاطمة ، وإعطاءه الراية ، وآية النجوى. (١)

٢٤١. ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سعيد ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ابن عامر ، حدّثني أبي أحمد بن عامر الطائي ، حدّثني عليّ بن موسى ، حدّثني أبي موسى بن جعفر ، حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، حدّثني أبي محمّد بن عليّ ، حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، حدّثني أبي الحسين ، حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا عليّ ، اعطيت ثلاث خصال» ، فقلت : فداك أبي وامّي ما اعطيت؟ قال : «اعطيت صهرا مثلي ،

__________________

(١) أرجح المطالب ، ص ٨١.

ورواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص ٢٧) ، قال : وكان ابن عمر يقول : كانت لعليّ عليه‌السلام ثلاث لو كانت لي واحدة منهن كانت أحبّ إليّ من حمر النعم : تزويجه فاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى.

وروى أحمد بن حنبل في المسند (ج ٢ ، ص ٢٦) ، قال : حدّثنا وكيع ، عن هشام بن سعد ، عن عمر بن أسيّد ، عن ابن عمر في حديث ، قال : ولقد اوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم : زوّجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابنته وولدت له ، وسدّ الأبواب إلّا بابه في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٩ ، ص ١٢٠).

١٧٩

واعطيت زوجة مثل فاطمة ، واعطيت ولدين مثل الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين». (١)

٢٤٢. ابن مردويه ، حدّثني جدّي ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا محمّد بن جرير ابن يزيد ، حدّثنا سليمان بن الربيع البرجمي ، حدّثنا كادح بن رحمة ، عن زياد بن المنذر ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «حق عليّ بن أبي طالب على هذه الامّة كحق الوالد على ولده». (٢)

٢٤٣. ابن مردويه ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، أنبأنا معاذ بن المثنى ، أنبأنا مسدد ، أنبأنا يحيى ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن جرير بن كليب قال : رأيت عليّا يأمر بالمتعة ، ـ قال ـ : ورأيت عثمان بن عفان ينهى عنها ، فقلت لعليّ : إنّ بينكما شرّا ، فقال : ما بيننا إلّا خيرا ، ولكن خيرنا أتبعنا لهذا الدين. (٣)

__________________

(١) مقتل الحسين ، ص ١٠٩ ، قال الخوارزمي : قال أبو منصور ـ جزاء الله عنّي خيرا ـ وأخبرنا أبو الفتح بن عبد الله ـ كتابة ـ ، أخبرنا المفضل الجعفري ، حدّثنا أبو بكر بن مردويه.

ورواه الخوارزمي أيضا في المناقب (ص ٢٩٤ ، ح ٢٨٥) ، قال : وبهذا الإسناد عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : يا عليّ ، إنّك اعطيت ثلاثا ، قلت : فداك أبي وامّي وما اعطيت؟ قال : اعطيت صهرا مثلي ، واعطيت مثل زوجتك فاطمة ، واعطيت مثل ولديك الحسن والحسين.

(٢) المناقب ، الخوارزمي ، (ص ٣٠٩ ، ح ٣٠٦) ، قال : وبهذا الإسناد [أي : إسناد الحديث ٣٠٥ وهو : أخبرني الشيخ الإمام الحافظ سيّد الحافظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرنا الرئيس عبدوس بن عبد الله بن عبدوس التاني بهمدان ـ إجازة ـ ، أخبرنا الشريف أبو طالب المفضل بن محمّد الجعفري بأصبهان] عن أحمد بن مردويه.

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٢ ، ص ٢٧١ ، ح ٧٩٧) ، قال :أخبرنا أبو غالب بن البناء ، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني ، أنبأنا أبو الطيب المنادي ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، أنبأنا سليمان بن الربيع النهدي ، أنبأنا كادح بن رحمة ، أنبأنا زياد بن المنذر ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلّى ٩ الله عليه وسلّم : حق عليّ بن أبي طالب على هذه الامّة كحق الوالد على ولده.

ورواه ابن عساكر في الحديثين ٧٩٨ ، ٧٩٩.

ورواه ابن المغازلي في المناقب (ص ٤٧ ، ح ٧٠).

(٣) ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق ، ج ٣ ، ص ٨٧ ، ح ١١١٨ ، قال ابن عساكر : أخبرنا

١٨٠