مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني

مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني


المحقق: عبدالرزاق محمّد حسين حرز الدين
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٢
ISBN: 964-7489-08-0
الصفحات: ٤٢٣

أبيه ، عن أنس ، قال : اهدي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طائر فأعجبه ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم :«اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك وإليّ! يأكل معي من هذا الطير» ، قال أنس قلت : اللهمّ اجعله رجلا منّا حتّى نشرّف به. قال : فإذا عليّ ، فلمّا رأيته حسدته ، فقلت : النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم مشغول ، فرجع ، قال : فدعى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم الثانية ، فأقبل عليّ كأنّما يضرب بالسياط ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «افتح افتح» ، فدخل فسمعته يقول : «اللهمّ وال» ، حتّى أكل معه من ذلك الطير. (١)

١٧٠. ابن مردويه ، قال : حدّثنا الحسن بن محمّد السكوني ، قال : حدّثنا الحسن ابن عليّ النسوي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي ، قال : حدّثنا عليّ بن مسهر ، عن مسلم أبي عبد الله ، عن أنس ، قال : اهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طير مشوي ، فوضع بين يديه ، فقال : «اللهمّ أدخل عليّ من تحبّه وأحبّه!» ، فجاء علي فاستأذن ، فقلت له : إنّه على حاجة ، رجاء أن يجئني رجل من الأنصار ، ثمّ استأذن الثانية ، فقلت : إنّه على حاجة ، فلمّا أن كانت الثالثة سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم صوته ، فقال : «ادخل» ، فدخل. فأمره فطعم. (٢)

١٧١. ابن مردويه ، من حديث مسلم الملائي ، عن أنس ، فذكره. (٣)

١٧٢. ابن مردويه ، من طريق خالد بن طهمان ، عن إبراهيم بن مهاجر ، فذكره. (٤)

١٧٣. ابن مردويه ، أخبرنا محمّد بن الحسن ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن سعيد ، أخبرنا مخوّل بن إبراهيم ، أخبرنا أبو داوود الطبري ، أخبرنا عبد الأعلى التغلبي ، عن أنس ، قال : اتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بطائر فوضع بين يديه ، فقال : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك

__________________

(١) العلل المتناهيّة ، ص ٢٣٥ ، ح ٣٧٤.

(٢) نفس المصدر ، ح ٣٧٥.

(٣) نفس المصدر ، ص ٢٣٦ ، ح ٣٧٦.

(٤) نفس المصدر ، ح ٣٧٧.

١٤١

يأكل معي من هذا الطير» ، فقرع الباب ، فقلت : اللهمّ اجعله رجلا من الأنصار ، فإذا هو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقلت : سبحان الله! سأل نبيّ الله ربّه أن يأتيه بأحبّ خلقه إليه ، قال : ففتحت الباب ، فلمّا دخل مسح رسول الله وجهه ، ثمّ مسحه رسول الله بوجه عليّ ، ثمّ مسح وجه عليّ فمسحه بوجهه ، فعل ذلك ثلاث مرّات ، فبكى عليّ ، ثمّ قال : ما هذا يا رسول الله؟ فقال : «ولم لا أفعل بك هذا! وأنت تسمع صوتي ، وتؤدّي عنّي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي». ثمّ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «اللهمّ إنّي سألتك أن تأتيني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فجئت به ، اللهمّ وإنّه أحبّ خلقك إليّ». (١)

__________________

(١) مقتل الحسين ، ص ٤٦ ، قال الخوارزمي : أخبرنا شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أنبأنا أبو عليّ الحدّاد ، أخبرنا أبو يعلى الأديب الطبراني ، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه ...

١٤٢

الفصل الحادي عشر حديث سدّ الأبواب (١)

سيأتي ما يدل عليه في نزول قوله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى). (٢)

١٧٤. ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، حدّثنا إسحاق بن الفيض ، حدّثنا سلمة بن حفص ، حدّثنا أبو حفص الكندي ، عن كثير النواء ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعليّ :

__________________

(١) قال الكتّاني في كتابه نظم المتناثر من الحديث المتواتر (ص ٢٥٠) : وقد أورد ابن الجوزي في الموضوعات حديث : «سدّ باب عليّ» ، مقتصرا على بعض طرقه ، وأعلّه ببعض من تكلّم فيه من رواته ، وليس ذلك بقادح ، وأعلّه أيضا بمخالفته للأحاديث الصحيحة في باب أبي بكر ، وزعم أنّه من وضع الرافضة ، قابلوا به حديث أبي بكر في الصحيح.

قال الحافظ ابن حجر : وقد أخطأ في ذلك خطأ شنيعا ؛ لردّه الأحاديث الصحيحة بتوهم المعارضة مع إمكان الجمع ، وفي اللئالي المصنوعة للسيوطي قال شيخ الإسلام في القول المسدد في الذبّ عن مسند أحمد : قول ابن الجوزي في هذا الحديث : «أنّه باطل ، وأنّه موضوع» ، دعوى لم يستدل عليها إلّا بمخالفة الحديث الّذي في الصحيحين ، وهذا إقدام على ردّ الأحاديث الصحيحة بمجرد التوهم ، ولا ينبغي الإقدام على حكم بالوضع إلّا عند عدم إمكان الجمع ، ولا يلزم من تعذر الجمع في الحال أنّه لا يمكن بعد ذلك ، لأن فوق كل ذي علم عليم ، وطريق الورع في مثل هذا أن لا يحكم على الحديث بالبطلان ، بأن يتوقف فيه إلى أن يظهر لغيره ما لم يظهر له ، وهذا الحديث من هذا الباب هو حديث مشهور ، له طرق متعددة ، كلّ طريق منها على انفرادها لا تقصر عن رتبة الحسن ، ومجموعها ممّا يقطع بصحته ، على طريقة كثير من أهل الحديث.

(٢) سورة النجم ، الآية ١ ، لاحظ ص ٣٢٦.

١٤٣

«إنّه لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك». (١)

١٧٥. ابن مردويه ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه ، قال : لمّا قدم أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة لم يكن لهم بيوت ، وكانوا يبيتون في المسجد. فقال لهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم :«لا تبيتوا في المسجد ، فتحتلموا». ثمّ إنّ القوم بنوا بيوتا حول المسجد ، وجعلوا أبوابها إلى المسجد. ثمّ إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث إليهم معاذ بن جبل ، فنادى أبا بكر فقال : إنّ رسول الله يأمرك أن تسدّ بابك الّذي في المسجد ، ولتخرج منه ، فقال : سمعا وطاعة. ثمّ أرسل إلى حمزة فسدّ بابه ، وقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله ، وعليّ متردد لا يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج ، وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد بنى له في المسجد بيتا بين أبياته. فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اسكن طاهرا مطهّرا». فبلغ حمزة قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعليّ ، فقال : يا محمّد ، أخرجتنا وتمسك غلمانا من بني عبد المطلب! فقال له : «لو كان الأمر لي ما جعلت دونكم من أحد. والله ما أعطاه إيّاه إلّا الله ، وإنّك لعلى خير من الله ورسوله». (٢)

__________________

(١) اللئالي المصنوعة ، ج ١ ، ص ٣٥٣.

ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص ٢٩ ، ٣٤) ، قال : الترمذي ، وأبو يعلى ، وابن مردويه ، والبيهقي ، عن أبي سعيد ...

ورواه الترمذي في سننه (ج ٥ ، ص ٦٣٩) ، قال : حدّثنا عليّ بن المنذر ، حدّثنا محمّد بن فضيل ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعليّ : «يا عليّ ، لا يحلّ لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك».

ورواه محمّد بن خلف في أخبار القضاة. (ج ٣ ، ص ١٤٩).

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب من تاريخ دمشق. (ج ١ ، ص ٢٩٢ ، ح ٣٣١ ، ٣٣٢)

(٢) أرجح المطالب ، ص ٤١٥ ، قال فيه : أخرجه الفقيه أبو الحسن بن المغازلي ، وأبو بكر بن مردويه.

ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (ص ٢٥٣ ، ح ٣٠٣) ، قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع ، حدّثنا جعفر بن عبد الله بن محمّد أبو عبد الله ، حدّثنا إسماعيل بن أبان ، حدّثنا سلام بن أبي عمرة ، عن معروف بن خرّبوذ ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيّد الغفاري ، قال : لمّا قدم أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة لم

١٤٤

الفصل الثاني عشر

حديث ردّ الشمس (١)

١٧٦. ابن مردويه ، عن أبي هريرة ، قال : نام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورأسه في حجر عليّ رضي الله عنه ، ولم يكن صلّى العصر حتّى غربت الشمس ، فلمّا قام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا له ، فردّت عليه الشمس حتّى صلّى ، ثمّ غابت ثانية. (٢)

١٧٧. ابن مردويه ، عن أسماء بنت عميس وأبي هريرة : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يوحى إليه ورأسه في حجر عليّ رضي الله عنه ، وهو لم يصلّ العصر حتّى غربت الشمس ، فقال له

__________________

يكن لهم بيوت يبيتون فيها ، فكانوا يبيتون في المسجد ، فقال لهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا.

[وذكر مثل الحديث ، وقال في آخره :] أبشر! فبشّره النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقتل يوم أحد شهيدا.

(١) في كتاب شرح معاني الآثار (ج ١ ، ص ٤٦) ، قال محقق الكتاب محمّد زهري النجار ـ ضمن الفائدة الحادية عشر ـ : وقد قال خاتمة الحفّاظ السيوطي وكذا السخاوي : أنّ ابن الجوزي في موضوعاته تحامل تحاملا كثيرا ، حتّى أدرج فيه كثيرا من الأحاديث الصحيحة ، كما أشار إليه ابن الصلاح. وهذا الحديث [أيّ حديث ردّ الشمس] صححه المصنف ـ رحمه‌الله تعالى ـ وأشار إلى أن تعدد طرقه شاهد صدق على صحته ، وقد صححه قبله كثير من الأئمّة ، وأخرجه ابن شاهين وابن مندة وابن مردويه والطبراني في معجمه وقال : إنّه حسن ، وصنّف السيوطي في هذا الحديث رسالة مستقلة سمّاها كشف اللبس عن حديث رد الشمس ، وقال : إنّه سبق بمثله لأبي الحسن الفضلي ، أورد طرقه بأسانيد كثيرة ، وصححه بما لا مزيد عليه ... ، وبهذا أيضا سقط ما قاله ابن تيميّة وابن الجوزي من أن : هذا الحديث موضوع ، فإنّه مجازفة منهما.

(٢) الخصائص الكبرى ، ج ٢ ، ص ١٣٧.

١٤٥

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أصلّيت يا عليّ؟» قال : لا. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهمّ إنّه كان في طاعتك وطاعة رسولك ، فاردد عليه الشمس». قالت أسماء : فرأيتها غربت ثمّ رأيتها طلعت بعد ما غربت ووقفت. (١)

١٧٨. ابن مردويه ، عن أسماء بنت عميس ، وأمّ سلمة ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وأبي سعيد الخدري ، والحسين بن عليّ ـ رضي الله عنهم ـ : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان ذات يوم في منزله وعليّ بين يديه إذ جاء جبرئيل يناجيه عن الله عزوجل ، فلمّا تغشى الوحي توسّد فخذ عليّ ، ولم يرفع حتّى غابت الشمس ، فصلّى العصر جالسا إيماء ، فلمّا أفاق قال لعليّ : «فاتتك العصر؟». فقال : صلّيتها إيماء.

فقال : «ادع الله يردّ عليك الشمس حتّى تصلّيها قائما في وقتها فإنّه يجيبك لطاعتك الله ورسوله». فسأل الله في ردّها ، فردّت عليه حتّى صارت في موضعها من السماء وقت العصر ، فصلّاها ثمّ غربت ، والله ، لقد سمعنا بها عند غروبها كصرير المنشار. (٢)

__________________

(١). وسيلة النجاة ، ص ١٦٧ ، قال : أخرج ابن شاهين ، وابن المنذر كلّهم عن أسماء بنت عميس ، وابن مردويه عنها وعن أبي هريرة ....

ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (ج ٢ ، ص ٨) ، قال : حدّثنا أبو اميّة ، حدّثنا عبيد الله بن موسى العبسي ، حدّثنا الفضيل بن مرزوق ، عن إبراهيم بن الحسن ، عن فاطمة ابنة الحسين ، عن أسماء ابنة عميس ، قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر عليّ ، فلم يصلّ العصر حتّى غربت الشمس ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صلّيت يا عليّ؟» ، قال : لا. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهمّ إنّه كان في طاعتك وطاعة رسولك ، فاردد عليه الشمس».

قالت أسماء : فرأيتها غربت ، ثمّ رأيتها طلعت بعد ما غربت.

عن الطحاوي رواه ابن كثير في البداية والنهاية (ج ٦ ، ص ٢٨٢).

(٢) أرجح المطالب ، ص ٦٨٦.

ورواه ابن مردويه كما في مناقب سيّدنا عليّ (ص ١٤).

١٤٦

الفصل الثالث

عشر تشبيهه بالأنبياء والصالحين

سيأتي ما يدل عليه في نزول قوله تعالى : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ). (١)

١٧٩. ابن مردويه ، عن الحارث الأعور ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، ونوح في فهمه ، وإبراهيم في حلمه ، ويحيى في زهده ، وموسى في بطشه ، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب». (٢)

١٨٠. ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا الحسين بن عليّ بن

__________________

(١) سورة الزخرف ، الآية ٥٧ ، لا حظ ص ٣١٩.

(٢) مناقب سيّدنا عليّ ، ص ٤٩. قال فيه : الطبراني ، والحاكم ، والقزويني ، والخطيب ، والحاكمي ، والملّا ، عن أبي الحمراء وابن عباس. وابن مردويه ، عن الحارث الأعور. وابن شاهين ، والديلمي ، عن أبي سعيد الخدري.

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٢ ، ص ٢٨٠ ، ح ٨١١) ، قال :أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، قال : قرئ على سعيد بن محمّد البجيري ، أنبأنا أبو نصر النعمان بن محمّد الجرجاني ، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سعيد ، أنبأنا محمّد بن مسلم بن وارة ، أنبأنا عبيد الله بن موسى العنسي ، أنبأنا أبو عمرو الأزدي ، عن أبي راشد الحبراني ، عن أبي الحمراء ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى يحيى بن زكريا في زهده ، وإلى موسى بن عمران في بطشه ، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب».

ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى (ص ٩٣) ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج ٩ ، ص ١٦٨).

١٤٧

الحسين السلولي ، حدّثنا سويد بن مسعر بن يحيى بن حجاج النهدي ، حدّثنا أبي ، حدّثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث الأعور ، صاحب راية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : بلغنا أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كان في جمع من أصحابه فقال : «أريكم آدم في علمه ، ونوحا في فهمه ، وإبراهيم في حكمته؟» ، فلم يكن بأسرع من أن طلع عليّ ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ، أقست رجلا بثلاثة من الرسل؟ بخ بخ لهذا الرجل ، من هو يا رسول الله؟ قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله :«ألا تعرفه يا أبا بكر؟» ، قال : الله ورسوله أعلم. قال : «أبو الحسن عليّ بن أبي طالب». فقال أبو بكر : بخ بخ لك يا أبا الحسن! وأين مثلك يا أبا الحسن. (١)

١٨١. ابن مردويه ، عن سالم بن أبي الجعد ، قال : سئل عليّ عن ذي القرنين أنبيّ هو؟ فقال : «سمعت نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : هو عبد ـ وفي لفظ ـ : رجل ناصح الله فنصحه ، وإنّ فيكم لشبهه أو مثله». (٢)

١٨٢. ابن مردويه ، عن أبي الطفيل ، أنّ ابن الكواء سأل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن ذي القرنين أنبيّا كان أم ملكا؟ قال : لم يكن نبيّا ولا ملكا ، ولكن كان عبدا صالحا ، أحبّ الله فأحبّه ، ونصح لله فنصحه ، بعثه الله إلى قومه فضربوه على قرنه فمات ، ثمّ أحياه الله لجهادهم ، ثمّ بعثه إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر فمات ، فأحياه الله لجهادهم ، فلذلك سمّي ذا القرنين ، وإنّ فيكم مثله. (٣)

__________________

(١) المناقب ، الخوارزمي ، ص ٨٨ ، ح ٧٩. قال : أخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ إجازة ـ ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني ـ إجازة ـ ، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان ، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني.

ورواه ابن مردويه على ما رواه الأمر تسري في أرجح المطالب (ص ٤٥٥) ، قال : عن الحارث الأعور ، وذكر مثله. وفيه : «أيّكم» بدل «أريكم» ، وليس فيه : وأين مثلك يا أبا الحسن.

(٢) الجامع الكبير ، ج ١٥ ، ص ٣٠٠ ، ح ٥٨٤٨.

ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٤٢).

(٣) الجامع الكبير ، ج ١٥ ، ص ٣٠٠ ، ح ٥٨٤٩. قال فيه : ابن أبي الحكم في فتوح مصر ، وابن مردويه ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.

١٤٨

الفصل الرابع عشر

جهاده زمن الدعوة

أ. في وقعة بدر

١٨٣. ابن مردويه ، عن أبي الطفيل ، أنّ ابن الكواء سأل عليّا : من الّذين بدّلوا نعمة الله كفرا (١)؟ قال : هم الفجّار من قريش. كفيتهم يوم بدر. (٢)

١٨٤. ابن مردويه ، عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال : إنّ المشركين من قريش لمّا خرجوا لينصروا العير ويقاتلوا عليها ، نزلوا على الماء يوم بدر ، فغلبوا المؤمنين عليه ، فأصاب المؤمنين الظمأ ، فجعلوا يصلّون مجنبين ومحدثين ، فألقى الشيطان في قلوب المؤمنين الحزن فقال لهم : أتزعمون أنّ فيكم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنّكم أولياء الله ، وقد غلبتم على الماء ، وأنتم تصلّون مجنبين ومحدثنى! حتّى تعاظم ذلك في صدور أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله من السماء ماء حتّى سال الوادي ، فشرب المؤمنون ، وملئوا الأسقية ، وسقوا الركاب ، واغتسلوا من الجنابة ، فجعل الله في ذلك طهورا وثبّت أقدامهم. وذلك أنّه كانت بينهم وبين

__________________

(١) إشارة إلى قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ). (سورة إبراهيم ، الآية ٢٨).

(٢) كنز العمّال ، ج ٢ ، ص ٤٤٤ ، ح ٤٤٥٤. قال : عبد الرزاق ، والفاريابي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل.

١٤٩

القوم رملة ، فبعث الله المطر عليها فلبدها حتّى اشتدت وثبّت عليها الأقدام ، ونفر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بجميع المسلمين وهم يومئذ ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، منهم سبعون ومائتان من الأنصار ، وسائرهم من المهاجرين.

وسيّد المشركين يومئذ عتبة بن ربيعة ـ لكبر سنّه ـ ، فقال عتبة : يا معشر قريش ، إنّي لكم ناصح ، وعليكم مشفق ، لا أدخر النصيحة لكم بعد اليوم ، وقد بلغتم الّذي تريدون ، وقد نجا أبو سفيان فارجعوا ، وأنتم سالمون ، فإن يكن محمّد صادقا فأنتم أسعد الناس بصدقه ، وإن يك كاذبا فأنتم أحق من حقن دمه.

فالتفت إليه أبو جهل فشتمه وفج وجهه وقال له : قد امتلأت أحشاؤك رعبا.

فقال له عتبة : سيعلم اليوم من الجبان المفسد لقومه! فنزل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة حتّى إذا كانوا قرب أسنّة المسلمين قالوا : ابعثوا إلينا عدتنا منكم نقاتلهم ، فقام غلمة بني الخزرج ، فأجلسهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمّ قال : «يا بني هاشم أتبعثون إلى أخويكم ـ والنبيّ منكم ـ غلمة بني الخزرج؟» فقام حمزة بن عبد المطلب وعليّ بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث ، فمشوا إليهم في الحديد.

فقال عتبة : تكلّموا نعرفكم ، فان تكونوا أكفاءنا نقاتلكم ، فقال حمزة رضي الله عنه : أنا أسد الله وأسد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له عتبة : كفؤ كريم ، فوثب إليه شيبة فاختلفا ضربتين فضربه حمزة فقتله ، ثمّ قام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الوليد بن عتبة ، فاختلفا ضربتين فضربه عليّ رضي الله عنه فقتله. ثمّ قام عبيدة فخرج إليه عتبة ، فاختلفا ضربتين فجرح كل واحد منهما صاحبه ، وكرّر حمزة على عتبة فقتله.

فقام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «اللهمّ ربّنا ، أنزلت عليّ الكتاب وأمرتني بالقتال ووعدتني النصر ولا تخلف الميعاد» ، فأتاه جبريل عليه‌السلام فأنزل عليه : (أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ) (١) ، فأوحى الله إلى الملائكة

__________________

(١) سورة آل عمران ، الآية ١٢٤.

١٥٠

(أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ) (١) فقتل أبو جهل في تسعة وستين رجلا ، وأسر عقبة ابن أبي معيط ، فقتل صبرا فوفى ذلك سبعين ، واسر سبعون. (٢)

١٨٥. ابن مردويه ، من حديث عمّار ابن اخت سفيان ، عن طريق الحنظلي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ، قال : نادى مناد من السماء يوم بدر يقال له رضوان :لا سيف إلّا ذو الفقار ، ولا فتى إلّا عليّ بن أبي طالب. (٣)

ب. في وقعة أحد

١٨٦. ابن مردويه ، من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : صاح صائح يوم أحد من السماء : لا سيف إلّا ذو الفقار ، ولا فتى إلّا عليّ بن أبي طالب. (٤)

__________________

(١) سورة الأنفال ، الآية ١٢.

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ١٧١.

(٣) الموضوعات ، ج ١ ، ص ٣٨٢.

ورواه الخوارزمي في المناقب (ص ١٦٧ ، ح ٢٠٠) ، قال : وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الملك بن نصر الأموي ببخارى ، حدّثنا أبو أيّوب سليمان بن أحمد بن يحيى الثغري بحمص ، حدّثنا أبو عمارة محمّد بن أحمد بن يزيد بن المهتدي ، حدّثنا عبد الجبار بن عبد الله ، حدّثنا سليمان بن بلال ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر : «هذا رضوان ، ملك من ملائمة الله ينادي : لا سيف إلّا ذو الفقار ، ولا فتى إلّا عليّ».

ورواه ابن عساكر في ترجمة الامام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ١ ، ص ١٥٨ ، ح ١٩٧). قال : أنبأنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمّد بن بيان ، وأخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن عليّ وأبو سليمان داود بن محمّد عنه ، أنبأنا أبو الحسن ابن مخلد ، أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصفار ، أنبأنا الحسن بن عرفة ، حدّثني عمّار بن محمّد ، عن سعيد بن محمّد الحنظلي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ قال : نادى مناد في السماء يوم بدر يقال له رضوان : لا سيف إلّا ذو الفقار ، ولا فتى إلّا عليّ.

(٤). الموضوعات ، ج ١ ، ص ٣٨٢.

١٥١

١٨٧. ابن مردويه ، عن أبي رافع رضي الله عنه ، قال : كانت راية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد مع عليّ ، وحمل راية المشركين سبعة ويقتلهم عليّ ، ثمّ سمعنا صائحا في السماء يقول : لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ. (١)

ج. في وقعة الخندق

١٨٨. ابن مردويه ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال يوم الخندق : «اللهمّ إنّك أخذت منّي عبيدة ابن الحارث يوم بدر ، وحمزة بن عبد المطلب يوم أحد ، وهذا عليّ بن أبي

__________________

ورواه ابن هشام في السيرة النبويّة (ج ٢ ، ص ١٠٠) ، قال : وحدّثني بعض أهل العلم أنّ ابن أبي نجيح ، قال : نادى مناد يوم أحد

لا سيف إلّا ذو الفقار

ولا فتى إلّا عليّ

ورواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص ٣٠) ، قال : وذكر أحمد في الفضائل أيضا أنّهم سمعوا تكبيرا من السماء في ذلك اليوم (أي : يوم أحد) :

وقائل يقول :

لا سيف إلّا ذو الفقار

ولا فتى إلّا عليّ

فاستأذن حسان بن ثابت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن ينشد شعرا ، فأذن له ، فقال :

جبريل نادى معلنا

والنقع ليس بمنجلي

والمسلمون قد أحدقوا

حول النبيّ المرسل

لا سيف إلّا ذو الفقار

ولا فتى إلّا عليّ

وفي تذكرة الخواص (ص ٣١) : قال ابن عباس : لمّا قتل عليّ عليه‌السلام طلحة بن أبي طلحة حامل لواء المشركين ، صاح صائح من السماء : لا سيف إلّا ذو الفقار.

(١) مفتاح النجا ، ص ٢٥.

روى الطبري في تاريخه (ج ٢ ، ص ٥١٤). قال : حدّثنا أبو كريب ، قال : حدّثنا عثمان بن سعيد ، قال : حدّثنا حبّان بن عليّ ، عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : لمّا قتل عليّ بن أبي طالب أصحاب الألوية ، أبصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جماعة من مشركي قريش ، فقال لعليّ : «احمل عليهم» ، فحمل عليهم ، ففرّق جمعهم ، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي. قال : ثمّ أبصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جماعة من مشركي قريش ، فقال لعليّ : «احمل عليهم» ، فحمل عليهم ، ففرّق جماعتهم ، وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي ، فقال جبريل : يا رسول الله ، إنّ هذه للمواساة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّه منّي وأنا منه» ، فقال جبريل : وأنا منكما ، قال :فسمعوا صوتا :

لا سيف إلّا ذو الفقار

لا فتى إلّا عليّ

١٥٢

طالب فمتّعني به ، ولا تدعني فردا وأنت خير الوارثين». (١)

د. في فتح مكّة

١٨٩. ابن مردويه ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ) (٢) الآية ، قال : نزلت في رجل كان مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة من قريش ، كتب إلى أهله وعشيرته بمكة يخبرهم وينذرهم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سائر إليهم ، فأخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بصحيفته ، فبعث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فأتاه بها. (٣)

١٩٠. ابن مردويه ، عن عليّ قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنا والزبير والمقداد ، فقال :«انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها ظعينة معها كتاب ، فخذوه منها فأتوني به» ، فخرجنا حتّى أتينا الروضة ، فإذا نحن بالظعينة ، فقلنا : أخرجي الكتاب ، قالت : ما معي كتاب ، قلنا : لتخرجين الكتاب أو لتلقين الثياب ، فأخرجته من عقاصها ، فأتينا به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكّة يخبرهم ببعض أمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم :«ما هذا يا حاطب؟!» قال : لا تعجل عليّ يا رسول الله ، إنّي كنت امرؤ ملصقا من قريش ، ولم أكن من أنفسها ، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة ، فأجبت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم ، أن أصطنع إليهم بدّا يحمون بها قرابتي ، وما فعلت ذلك كفرا ولا

__________________

(١) توضيح الدلائل ، ص ١٧٨.

ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١٠ ، ص ٤٥٦ ، ح ٣٠١٠٥ ؛ وج ١١ ، ص ٦٢٣ ، ح ٣٣٠٣٤) ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «اللهمّ إنّك أخذت منّي عبيدة بن الحارث يوم بدر ، وحمزة بن عبد المطلب يوم أحد ، وهذا عليّ فلا تذرني فردا وأنت خير الوارثين». (الديلمي ـ عن عليّ).

(٢) سورة الممتحنة ، الآية ١.

(٣) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ٢٠٣.

١٥٣

ارتدادا عن ديني ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صدق» ، فقال عمر : دعني يا رسول الله ، فأضرب عنقه ، فقال : «إنّه شهد بدرا! وما يدريك! لعلّ الله أطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» ، ونزلت فيه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ). (١)

١٩١. ابن مردويه ، من طريق ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عبد الرحمن ابن حاطب بن أبي بلتعة ، وحاطب رجل من أهل اليمن كان حليفا للزبير بن العوام من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قد شهد بدرا ، وكان بنوه وإخوته بمكة ، فكتب حاطب وهو مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة إلى كفار قريش بكتاب ينتصح لهم فيه ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا والزبير فقال لهما : «انطلقا حتّى تدركا امرأة معها كتاب ، فخذا الكتاب فأتياني به» ، فانطلقا حتّى أدركا المرأة بحليفة بني أحمد ، وهي من المدينة على قريب من اثني عشر ميلا ، فقالا لها : اعطينا الكتاب الّذي معك ، قالت : ليس معي كتاب ، قالا : كذبت. قد حدّثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن معك كتابا. والله ، لتعطين الكتاب الّذي معك أو لا نترك عليك ثوبا إلّا التمسنا فيه ، قالت : أو لستم بناس مسلمين؟ قالا : بلى ، ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد حدّثنا أنّ معك كتابا. حتّى إذ ظنت أنهما ملتمسان كلّ ثوب معها حلّت عقاصها ، فأخرجت لهما الكتاب من بين قرون رأسها ، كانت قد اعتقصت عليه ، فأتيا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا هو كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكّة ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حاطبا ، قال : «أنت كتبت هذا الكتاب؟» قال : نعم ، قال : «فما حملك على أن تكتب به؟» قال حاطب : أما والله ، ما ارتبت منذ أسلمت في الله عزوجل ، ولكنّي كنت امرؤ غريبا فيكم أيّها الحي من

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ٢٠٢. قال : أخرج أحمد ، والحميدي ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم وأبو داوود ، والترمذي ، والنسائي ، وأبو عوانة ، وابن حبان ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي ، وأبو نعيم معا في الدلائل ، عن عليّ ...

١٥٤

قريش ، وكان لي بنون وإخوة بمكّة ، فكتبت إلى كفار قريش بهذا الكتاب لكي أدفع عنهم. فقال عمر : ائذن لي يا رسول الله أضرب عنقه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :«دعه ، فإنّه قد شهد بدرا ، وإنّك لا تدري! لعلّ الله أطلع على أهل بدر فقال :اعملوا ما شئتم فإنّي غافر لكم ما عملتم!» فأنزل الله في ذلك : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) (١) حتّى بلغ :(لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ). (٢) (٣)

١٩٢. ابن مردويه ، عن أنس رضي الله عنه قال : أمن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الناس يوم الفتح إلّا أربعة :عبد الله بن خطل ، ومقيس بن صبابة ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وأمّ سارة ، فذكر الحديث قال : وأمّا أمّ سارة فإنّها كانت مولاة لقريش ، فأتت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فشكت إليه الحاجة ، فأعطاها شيئا ، ثمّ أتاها رجل فبعث معها بكتاب إلى أهل مكّة يتقرب بذلك إليهم لحفظ عياله ، وكان له بها عيال ، فأخبر جبريل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بذلك ، فبعث في أثرها عمر بن الخطاب وعليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنهما ـ ، فلقياها في الطريق ففتشاها ، فلم يقدرا على شيء معها ، فأقبلا راجعين ، ثمّ قال أحدهما لصاحبه : والله ما كذبنا ولا كذبنا ، ارجع بنا إليها ، فرجعا إليها فسلّا سيفهما فقالا : والله ، لنذيقنّك الموت أو لتدفعي إلينا الكتاب ، فأنكرت ، ثمّ قالت : أدفعه إليكما على أن لا تردّاني إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقبلا ذلك منها ، فحلّت عقاص رأسها فأخرجت الكتاب من قرن من قرونها ، فدفعته إليهما فرجعا به إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدفعاه إليه ، فدعا الرجل فقال : «ما هذا الكتاب؟!» فقال : أخبرك يا رسول الله ، إنّه ليس من

__________________

(١) سورة الممتحنة ، الآية ١.

(٢) سورة الأحزاب ، الآية ٢١.

(٣) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ٢٠٣.

١٥٥

رجل ممّن معك إلّا وله بمكة من يحفظ عياله ، فكتبت بهذا الكتاب ليكونوا لي في عيالي ، فأنزل الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ ...) الآية. (١)

١٩٣. ابن مردويه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتح مكّة لعليّ عليه‌السلام :«أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة؟» قال : بلى يا رسول الله ، قال : «فأحملك فتناوله» ، قال : بل أنا أحملك يا رسول الله ، فقال : «لو أنّ ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا منّي بضعة وأنا حي ما قدروا ، ولكن قف يا عليّ» ، قال : فضرب رسول الله بيده إلى ساقي عليّ عليه‌السلام فوق القربوس ، ثمّ اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتّى تبيّن بياض إبطيه ، ثمّ قال له : «ما ترى يا عليّ؟» قال : أرى أنّ الله عزوجل قد شرّفني بك حتّى لو أردت أن أمسّ السماء بيدي لمسستها ، فقال له : «تناول الصنم يا عليّ» ، فتناوله ثمّ رمى به. (٢)

__________________

(١) المصدر السابق ، ص ٢٠٤.

(٢) الطرائف ، ص ٨٠ ، ح ١١٣.

ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (ص ٢٠٢ ، ح ٢٤٠). قال : أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى ابن الطحان إجازة ، عن القاضي أبي الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطي ، حدّثنا محمّد ابن الحسن الحساني ، حدّثنا محمّد بن غياث ، حدّثنا هدبة بن خالد ، حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن عليّ بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ بن أبي طالب يوم فتح مكّة : «أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة؟» قال : بلى يا رسول الله ، قال : «فأحملك فتناوله» فقال : بل أنا أحملك يا رسول الله ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «والله ، لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا منّي بضعة وأنا حي ما قدروا ، ولكن قف يا عليّ» ، فضرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده إلى ساقي عليّ فوق القربوس ، ثمّ اقتلعه من الأرض بيده ، فرفعه حتّى تبيّن بياض إبطيه ، ثمّ قال له : «ما ترى يا عليّ» ، قال : أرى أن الله عزوجل قد شرّفني بك حتّى أنّي لو أردت أن أمسّ السماء لمسستها ، فقال له : «فتناول الصنم يا عليّ» فتناوله ثمّ رمى به.

وقال العلّامة المجلسي بعد إيراده الحديث في البحار (ج ٣٨ ، ص ٨٦) : رواه أحمد بن حنبل وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما ، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ، ومحمّد بن صباح الزعفراني في الفضائل ، والحافظ أبو بكر البيهقي ، والقاضي أبو عمرو عثمان بن أحمد في كتابيهما ، والثعلبي في تفسيره ، وابن مردويه في المناقب ، وابن مندة في المعرفة ، والنطنزي في الخصائص ، والخطيب الخوارزمي في الأربعين ، وأبو أحمد

١٥٦

ه. بعثه صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا عليه‌السلام إلى اليمن وفي سريّة

١٩٤. ابن مردويه ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : لمّا نزلت (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) (١) وقد كان أمر عليّا ومعاذا أن يسيرا إلى اليمن ، فقال : «انطلقا فبشّرا ولا تنفّرا ، ويسّرا ولا تعسّرا ، فإنّه قد أنزل عليّ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) قال : شاهدا على أمّتك ، ومبشّرا بالجنّة ، ونذيرا من النّار ، وداعيا إلى شهادة لا إله إلّا الله بإذنه ، وسراجا منيرا بالقرآن». (٢)

١٩٥. ابن مردويه ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث عليّا عليه‌السلام في سريّة ، قال : فرأيته رافعا يديه يقول : «اللهمّ ، لا تمتني حتّى تريني عليّا». (٣)

__________________

الجرجاني في التاريخ ، وقد صنف في صحته أبو عبد الله الجعل ، وأبو القاسم الحسكاني ، وأبو الحسن شاذان مصنفات.

(١) سورة الأحزاب ، الآية ٤٥.

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٥ ، ص ٢٠٦ ، قال : أخرج ابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر ، عن ابن عباس ...

(٣) مناقب آل أبي طالب ، ج ٢ ، ص ٦١. قال فيه : جامع الترمذي ، وإبانة العكبري ، ومسند أحمد ، وفضائله ، وكتاب ابن مردويه ...

ورواه الترمذي في مناقب أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام من سننه (ج ٥ ، ص ٦٤٣). قال : حدّثنا محمّد بن بشار ويعقوب بن إبراهيم ، عن أبي الجراح ، حدّثني جابر بن صبيح قال : حدّثتني أمّ شراحيل ، قالت : حدثتني أمّ عطيّة ، قالت : بعث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم جيشا فيهم عليّ ، قالت : فسمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو رافع يديه يقول : «اللهمّ ، لا تمتني حتّى تريني عليّا».

١٥٧
١٥٨

الفصل الخامس عشر

جهاده بعد زمن الدعوة

أ. قتاله المحدثين في الدين

سيأتي ما يدلّ عليه في نزول قوله تعالى : (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (١) وقوله تعالى : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) (٢) وقوله تعالى : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ). (٣) ١٩٦. ابن مردويه ، عن أنس بن مالك قال : أغفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إغفاءة ، فرفع رأسه متبسما ، فقال : «إنّه نزلت عليّ آنفا سورة» ، فقرأ : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) (٤) حتّى ختمها ، قال : «هل تدرون ما الكوثر؟» قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : «هو نهر أعطانيه ربّي في الجنّة ، عليه خير كثير ، ترده أمّتي يوم القيامة ، آنيته عدد الكواكب ، يختلج العبد منهم ، فأقول : يا ربّ ، إنّه من أمّتي! فيقال : إنّك لا تدري ما أحدث بعدك». (٥)

__________________

(١) سورة العنكبوت ، الآية ٢ ، لاحظ ص ٢٩٦.

(٢) سورة الزخرف ، الآية ٤١ ، لاحظ ص ٣١٨.

(٣) سورة النصر ، الآية ١ ، لاحظ ص ٣٥١.

(٤) سورة الكوثر ، الآية ١.

(٥) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ٤٠١ ، قال : أخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ومسلم ، وأبو داوود ، والنسائي ، وابن

١٥٩

١٩٧. ابن مردويه ، عن أمّ سلمة : إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لي : «اشهدي إنّ عليّا وصيّي ، وإنّه وليّي في الدنيا والآخرة ، وإنّه يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين». (١)

١٩٨. ابن مردويه ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن دحيم ، حدّثنا أحمد بن حازم ، أخبرنا شهاب بن عبّاد ، حدّثني جعفر بن سليمان ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد قال : ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام ما يلقى من بعده ، قال : فبكى ، وقال : اسألك بحق قرابتي وبحق صحبتي إلّا دعوت الله لي أن يقبضني الله ، قال : «يا عليّ ، تسألني أن أدعوا الله لأجل مؤجّل». قال : فقال : يا رسول الله ، على ما أقاتل القوم؟ قال : «على الإحداث في الدين». (٢)

١٩٩. ابن مردويه بطرق كثيرة عن عليّ عليه‌السلام : امرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. (٣)

__________________

جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن أنس بن مالك ...

ورواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج ٣ ، ص ١٠٢) قال : حدّثنا محمّد بن فضيل ، عن المختار بن فلفل ، قال :سمعت أنس بن مالك يقول : أغفى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إغفاءة ، فرفع رأسه متبسّما ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّه انزلت عليّ آنفا سورة» ، فقرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) ، حتّى ختمها ، قال : «هل تدرون ما الكوثر؟» قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : «هو نهر أعطانيه ربّي عزوجل في الجنّة عليه خير كثير ، يرد عليه أمّتي يوم القيامة ، آنيته عدد الكواكب ، يختلج العبد منهم ، فأقول : يا ربّ ، إنّه من أمّتي! فيقال لي : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك!».

(١) ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة). ص ٢٥.

(٢) المناقب ، الخوارزمي ، ح ٢١١ ، ص ١٧٥. قال : أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله ابن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد ابن الحسن الحداد بأصبهان ـ فيما أذن لي في الرواية عنه ـ أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر ابن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصبهاني ، وقال أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي ، وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إليّ من أصفهان ـ سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ـ عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ...

(٣) مناقب آل أبي طالب ، ج ٣ ، ص ١٨. قال : أبو يعلى الموصلي ، والخطيب والتاريخي ، وأبو بكر بن مردويه بطرق كثيرة عن عليّ ...

١٦٠