مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني

مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني


المحقق: عبدالرزاق محمّد حسين حرز الدين
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٢
ISBN: 964-7489-08-0
الصفحات: ٤٢٣

يوم بدر ، وهم حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعليّ بن أبي طالب ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة. (١)

٤٤٠. ابن مردويه ، عن عليّ رضي الله عنه قال : فينا نزلت هذه الآية : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) في الّذين بارزوا يوم بدر ، حمزة وعليّ وعبيدة بن الحارث ، وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة. (٢)

٤٤١. ابن مردويه ، عن مجاهد قال : نزلت في عليّ وحمزة وعبيدة بن الحارث حين بارزوا عتبة وشيبة والوليد. (٣) ٥٨ / قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) [الآية : ٢٣].

٤٤٢. ابن مردويه ، عن مجاهد قال : في عليّ وأصحابه نزلت : (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الآية. (٤)

٤٤٣. ابن مردويه ، عن مجاهد ، قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٤ ص ٣٤٨ ، قال فيه : أخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وابن ماجة ، وابن جرير وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن أبي ذر ...

ورواه مسلم في صحيحه (ج ٨ ، ص ٢٤٥) قال : حدّثنا عمرو بن زرارة ، حدّثنا هشيم ، عن أبي هاشم ، عن أبي مجاز ، عن قيس بن عباد قال : سمعت أبا ذر يقسم قسما أنّ : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) أنّها نزلت في الّذين برزوا يوم بدر ، حمزة وعليّ وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة.

(٢) مسند عليّ بن أبي طالب ، ج ١ ، ص ١٦٢.

ورواه البخاري في كتاب المغازي من صحيحه (ج ٥ ، ص ٧) ، قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الصوّاف ، حدّثنا يوسف بن يعقوب ، حدّثنا سليمان التيمي ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد قال : قال عليّ رضي الله عنه : فيما نزلت هذه الآية : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ).

(٣) مفتاح النجا ، ص ٣٨.

(٤) نفس المصدر.

٢٨١

الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) نزلت في عليّ وحمزة وعبيدة حيث قاتلوا مع عتبة وشيبة. (١)

٥٩ / قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) [الآيات : ٣٤ ـ ٣٥].

٤٤٤. ابن مردويه ، عن ابن عباس قال : منهم عليّ عليه‌السلام وسلمان. (٢)

__________________

(١) مناقب مرتضوي ، ص ٥٣.

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٣٩٥ ، ح ٤٤٧). قال : أخبرنا حسن بن عليّ الجوهري ، أخبرنا محمّد بن عمران ، أخبرنا عليّ بن محمّد الحافظ قال : حدّثني الحسين بن الحكم الحبري ، حدّثنا حسن ابن حسين ، حدّثنا حبّان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله : (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا) ـ إلى قوله ـ (وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) قال : هم عليّ وحمزة وعبيدة.

(٢) درّ بحر المناقب ، ص ٩٤.

ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣٢٠).

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٣٩٧ ، ح ٥٥٠) ، قال : حدّثونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن محمّد بن عفير الأنصاري ، أخبرنا الحجاج ابن يوسف ، أخبرنا بشر بن الحسين ، عن الزبير بن عدي ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) قال : نزلت في عليّ وسلمان.

٢٨٢

سورة المؤمنون

٦٠ / قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) [الآية : ٧٤].

٤٤٥. ابن مردويه ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليّ في قول الله عزوجل : (عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) قال : عن ولايتي. (١)

٤٤٦. ابن مردويه ، عن عليّ في قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) قال : ناكبون عن ولايتنا. (٢)

__________________

(١) توضيح الدلائل ، ص ١٦٢.

ورواه القندوزي في ينابيع المودة (ص ١١٤) ، قال : أخرج الحمويني بسنده عن الأصبغ بن نباتة ، عن عليّ ـ كرّم الله وجهه ـ في هذه الآية قال : الصراط ولايتنا أهل البيت.

ورواه محمّد صالح الكشفي الترمذي في مناقب مرتضوي (ص ٤٩) ، قال : عن المحدّث الحنبلي في قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) إنّ الصراط هو محمّد وآل محمّد.

(٢) مفتاح النجا ، ص ٤١.

ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣٢٤).

٢٨٣

سورة النور

٦١ / قوله تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) [الآية : ٣٦].

٤٤٧. ابن مردويه ، عن أنس بن مالك وبريدة قال : قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذه الآية (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ) فقام إليه رجل فقال : أيّ بيوت هذه يا رسول الله؟

قال : «بيوت الأنبياء» ، فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله ، هذا البيت منها؟

ـ لبيت عليّ وفاطمة ـ قال : «نعم من أفاضلها». (١) ٦٢ / قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ) [الآية : ٤٧ ـ ٤٨].

٤٤٨. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، أنّها نزلت في عليّ عليه‌السلام ورجل من قريش ابتاع منه أرضا. (٢)

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٥ ، ص ٥٠.

ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص ١٦٢) وروح المعاني (ج ١٨ ، ص ١٥٧) وأرجح المطالب (ص ٧٥) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٩) وكشف اليقين (ص ٣٨٠).

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٤١٠ ، ح ٥٦٧) ، قال : حدّثني أبو الحسن الصيدلاني وأبو القاسم بن أبي الوفاء العدناني ، قال : حدّثنا أبو محمّد بن أبي الشيباني ، حدّثنا أبو بكر بن أبي دارم بالكوفة ، حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر بن سعيد بن أبي الجهم ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عمي أبان بن تغلب ، عن بقيع بن الحرث ، عن أنس بن مالك ، وعن بريدة قالا : قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذه الآية : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ) ـ إلى قوله ـ (وَالْآصالِ) فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله ، أي بيوت هذه؟ قال : «بيوت الأنبياء». فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها؟ ـ لبيت عليّ وفاطمة ـ قال : «نعم من أفضلها».

(٢) در بحر المناقب ، ص ٩٤.

٢٨٤

سورة الفرقان

٦٣ / قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) [الآية : ٥٤].

٤٤٩. ابن مردويه ، عن كثير بن كلثمة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : هو عليّ وفاطمة عليهما‌السلام. (١)

٤٥٠. ابن مردويه ، عن عليّ ، أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم قسم ذلك النور جزءين ، فجزء أنا وجزء عليّ». (٢)

__________________

ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣٢٢).

ورواه النيشابوري في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج ١٨ ، ص ١٠٥) ، قال : عن الضحاك نزلت في المغيرة بن وائل ، كان بينه وبين عليّ بن أبي طالب أرض ، فتقاسما ، فدفع إلى عليّ منها ما لا يصيبه الماء إلّا بمشقة ، فقال المغيرة : يعني أرضك ، فباعها منه وتقابضا ، فقيل للمغيرة : أخذت سبخة لا ينالها الماء. فقال لعليّ : اقبض أرضك ، فأبى ودعا المغيرة إلى محاكمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال المغيرة : أما محمّد فلست آتيه ، ولا أحاكم إليه ، فإنّه يبغضني ، وأنا أخاف أن يحيف عليّ.

(١) توضيح الدلائل ، ص ١٦٣.

وروى نزول الآية في عليّ عليه‌السلام القرطبي في تفسيره (ج ١٣ ، ص ٦١) ، وأبو حيان الأندلسي في تفسيره (ج ٦ ، ص ٥٠٧) ، قالا : وقال ابن سيرين : نزلت هذه الآية في النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليّ رضي الله عنه ؛ لأنّه جمعه معه نسب وصهر.

(٢) مناقب سيّدنا عليّ ، ص ٢١ ، قال : أحمد بن حنبل وابنه عبد الله عن سلمان ، وابن مردويه عن علي ، والخطيب عن ابن عباس ، والعاصمي عن أنس ، وابن عساكر والديلمي والطالبي عن سلمان عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ...

ورواه القندوزي في ينابيع المودة (ص ١١٨). قال : تفسير : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً). أبو نعيم الحافظ وابن المغازلي أخرجا بسنديهما عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : نزلت هذه الآية في الخمسة أهل العبا ، ثمّ قال : المراد من الماء نور النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الّذي كان قبل خلق الخلق ، ثمّ أودعه في صلب آدم عليه‌السلام ، ثمّ نقله من صلب إلى أن وصل صلب عبد المطلب ، فصار

٢٨٥

٤٥١. ابن مردويه ، حدّثنا إسحاق بن محمّد بن عليّ بن خالد ، حدّثنا أحمد بن زكريا ، حدّثنا ابن طهمان ، حدّثنا محمّد بن خالد الهاشمي ، حدّثنا الحسن ابن إسماعيل بن حمّاد ، عن أبيه ، عن زياد بن المنذر ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «كنت أنا وعليّ نورا بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه ، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقرّه في صلب عبد المطلب ، فقسمه قسمين : قسما في صلب عبد الله ، وقسما في صلب أبي طالب ، فعليّ منّي وأنا منه ، لحمه لحمي ، ودمه دمي ، فمن أحبّه فبحبّي أحبّه ، ومن أبغضه فببغضي أبغضه». (١)

__________________

جزءين ، جزء إلى صلب عبد الله فولد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجزء إلى صلب أبي طالب فولد عليّا ، ثمّ ألفّ النكاح فزوج عليّا بفاطمة فولدا حسنا وحسينا ـ رضي الله عنهم ـ.

أيضا الثعلبي وموفق بن أحمد الخوارزمي أخرجاه عن أبي صالح ، عن ابن عباس.

أيضا ابن مسعود وجابر والبراء وأنس وأم سلمة ـ رضي الله عنهم ـ قالوا : نزلت في الخمسة أهل العبا.

(١) المناقب ، الخوارزمي ، ص ١٤٥ ، ح ١٧٠. ومقتل الحسين (ص ٥٠) ، قال الخوارزمي : أخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدّثنا الشريف أبو طالب الجعفري ، حدّثنا ابن مردويه الحافظ.

ورواه ابن مردويه على ما رواه الأمر تسري في أرجح المطالب (ص ٤٥٩).

ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ١ ، ص ١٥١ ، ح ١٨٦) ، قال : أخبرنا أبو غالب ابن البناء ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن يحيى العطشى ، أنبأنا أبو سعيد العدوي الحسن بن عليّ ، أنبأنا أحمد بن المقدام العجلي أبو الأشعث [السمرقندي الزاهد] أنبأنا الفضيل بن عياض ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن زاذان ، عن سلمان قال : سمعت حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «كنت أنا وعليّ نورا بين يدي الله مطيعا ، يسبّح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم ركز ذلك النور في صلبه ، فلم نزل في شيء واحد حتّى افترقا في صلب عبد المطلب فجزء أنا وجزء عليّ».

عنه رواه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (الباب ٨٧ ، ص ٣١٥) ، قال : أخبرنا أبو إسحاق الدمشقي ، أخبرنا أبو القاسم الحافظ ، أخبرنا أبو غالب بن البناء ... وذكر تمام السند ، وذكر مثله.

ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب (ص ٧٨ ، ح ١٣٠ ـ ١٣٢).

٢٨٦

سورة الشعراء

٦٤ / قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) [الآية : ٨٤].

٤٥٢. ابن مردويه ، عن علاء بن فضيل قال : سألت أبا عبد الله جعفر بن محمّد عن هذه الآية؟ قال : (لِسانَ صِدْقٍ) هو عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، إن إبراهيم عليه‌السلام عرضت ولايته عليه فقال : «اللهمّ اجعله من ذريتي». ففعل الله ذلك. (١) ٦٥ / قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [الآية : ٢١٤].

٤٥٣. ابن مردويه ، عن عليّ رضي الله عنه قال : لمّا نزلت : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : عليّ يقضي ديني ، وينجز بوعدي. (٢)

٤٥٤. ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال : أمر الله محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن ينذر قومه ويبدأ بأهل بيته وفصيلته. قال : (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُ). (٣)

٤٥٥. ابن مردويه ، عن ربيعة بن ناجد ، أنّ رجلا قال لعليّ : يا أمير المؤمنين لم ورثت ابن عمّك دون عمّك؟

قال : لمّا أنزلت : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) دعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال :

__________________

(١) توضيح الدلائل ، ص ١٦٣.

ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص ٤١) وأرجح المطالب (ص ٧١) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣٢٠) وكشف اليقين (ص ٣٨٢).

(٢) الجامع الكبير ، ج ١٦ ، ص ٢٦٠ ، ح ٧٨٨٣.

ورواه ابن مردويه كما في كنز العمّال (ج ١٣ ، ص ١٥٠ ، ح ٣٦٤٦٦).

(٣) الدرّ المنثور ، ج ٥ ، ص ٩٧.

٢٨٧

«يا عليّ ، إنّ الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين ، فاصنع لنا صاعا من الطعام ، واجعل عليه رجل شاة ، وعسا من لبن ، ثمّ اجمع لي بني عبد المطلب وأبلغهم ما أمرت به».

فصنعت كما أمرني ، ثمّ دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا فيهم أعمامه : أبو طالب وحمزة وعباس وأبو لهب ، فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الّذي صنعت لهم ، فجئت به ، فلمّا وضعته تناول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمّ قال : «خذوا بسم الله». فأكل القوم حتّى ما لهم بشق حاجة ، وما أرى إلّا موضع أيديهم ، وأيم الله الّذي نفسي بيده ، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم ، ثمّ قال : «اسق القوم» ، فجئت بذلك العس ، فشربوا حتّى رووا وبقي الشراب كأنّه لم يشرب.

فقال : «يا بني عبد المطلب ، إنّي بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة ، وقد رأيتم من فضل الله الآيات ما قد رأيتم ، فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي!» فلم يقم إليه أحد. قال : فقمت إليه ، وكنت أصغر القوم سنا ، قال : «اجلس» ، ثمّ قال ذلك ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه وهو يقول : «اجلس» ، حتّى كان في الثالثة فضرب بيده على يدي ثمّ قال : «أنت أخي وصاحبي ووزيري» ، فبذلك ورثت ابن عمّي دون عمّي. (١)

__________________

(١) أرجح المطالب ، ص ٤٣٠.

رواه النسائي في خصائص أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (ص ١٣٣ ، ح ٦٦) ، قال : أخبرنا الفضل بن سهل ، قال : حدّثني عفان بن مسلم ، قال : حدّثنا أبو عوانة ، عن عثمان بن المغيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة ابن ناجد ، أن رجلا قال لعليّ : يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمّك [رسول الله] دون عمّك [العباس]؟ قال : جمع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم ـ أو قال : دعا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم ـ بني عبد المطلب فصنع لهم مدّا من طعام ، فأكلوا حتّى شبعوا ، وبقي الطعام كما هو كأنّه لم يمسّ! ثمّ دعا بغمر فشربوا حتّى رووا وبقي الشراب كأنّه لم يمسّ ـ أو لم يشرب ـ فقال : «يا بني عبد المطلب إنّي بعثت إليكم بخاصة وإلى الناس بعامة ، وقد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم ، فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي ووزيري؟»

٢٨٨

٤٥٦. ابن مردويه ، عن عليّ قال : لمّا نزلت هذه الآية : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) دعا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بني عبد المطلب ، وصنع لهم طعاما ليس بالكثير ، فقال : «كلوا بسم الله من جوانبها ، فإن البركة تنزل من ذروتها» ، ووضع يده أوّلهم ، فأكلوا حتّى شبعوا ، ثمّ دعا بقدح فشرب أوّلهم ، ثمّ سقاهم فشربوا حتّى رووا ، فقال أبو لهب : لقد سحركم! وقال : «يا بني عبد المطلب إنّي جئتكم بما لم يجيء به أحد قط ، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلّا الله ، وإلى الله ، وإلى كتابه» ، فنفروا وتفرقوا ، ثمّ دعاهم الثانية على مثلها ، فقال أبو لهب كما قال المرة الأولى ، فدعاهم ، ففعلوا مثل ذلك ، ثمّ قال لهم ـ ومدّ يده ـ : «من يبايعني على أن يكون أخي ، وصاحبي ، ووليّكم من بعدي؟» ، فمددت يدي وقلت : أنا أبايعك ـ وأنا يومئذ أصغر القوم ، عظيم البطن ، فبايعني على ذلك. قال : وذلك الطعام أنا صنعته. (١)

٤٥٧. ابن مردويه ، عن عليّ رضي الله عنه قال : لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) دعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «يا عليّ ، إنّ الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ، فضقت بذلك ذرعا ، وعرفت أني مهما أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت عليها حتّى جاءني جبريل

__________________

فلم يقم إليه أحد ، فقمت إليه ، وكنت أصغر القوم سنا ، فقال : «اجلس» ، ثمّ قال ثلاث مرات ، كل ذلك أقوم إليه فيقول : «اجلس» ، حتّى [إذا] كان في الثالثة فضرب بيده على يدي ، ثمّ قال : «أنت أخي وصاحبي ووارثي ووزيري» ، فبذلك ورثت ابن عمّي دون عمّي.

(١) الجامع الكبير ، ج ١٦ ، ص ٢٥٩ ، ح ٧٨٨٢.

ورواه ابن مردويه كما في كنز العمّال (ج ١٣ ، ص ١٤٩ ، ح ٣٦٤٦٥).

روى أحمد بن حنبل في مسنده (ج ١ ، ص ١١١) ، قال : حدّثنا أسود بن عامر ، حدّثنا شريك ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن عباد بن عبد الله الأسدي ، عن عليّ رضي الله عنه ، قال : لما نزلت هذه الآية : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال : جمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أهل بيته فاجتمع ثلاثون ، فأكلوا وشربوا ، قال : فقال لهم : «من يضمن عنّي ديني ومواعيدي؟ ويكون معي في الجنّة ويكون خليفتي في أهلي؟» فقال رجل ـ لم يسمه شريك ـ : يا رسول الله ، أنت كنت بحرا من يقوم بهذا؟ قال : ثمّ قال الآخر قال : فعرض ذلك على أهل بيته ، فقال عليّ رضي الله عنه : أنا.

٢٨٩

فقال : " يا محمّد ، إنّك إن لم تفعل ما تؤمر به يعذبك ربّك" ، فاصنع لي صاعا من طعام ، واجعل عليه رجل شاة ، واجعل لنا عسّا من لبن ، ثمّ اجمع لي بني عبد المطلب حتّى أكلّمهم وأبلغ ما أمرت به» ، ففعلت ما أمرني به ، ثمّ دعوتهم له ، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه ، فيهم أعمامه : أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الّذي صنعته لهم فجئت به ، فلمّا وضعته تناول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم جشب حزبة من اللّحم فشقّها بأسنانه ثمّ ألقاها في نواحي الصفحة ، ثمّ قال : «كلوا بسم الله» ، فأكل القوم حتّى نهلوا عنه ، ما نرى إلّا آثار أصابعهم ، والله إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم! ثمّ قال : «اسق القوم يا عليّ» ، فجئتهم بذلك العسّ ، فشربوا منه حتّى رووا جميعا! وأيم الله ، إن كان الرجل منهم ليشرب مثله! فلمّا أراد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يكلّمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال : لقد سحركم صاحبكم ، فتفرق القوم ولم يكلّمهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلمّا كان الغد قال : «يا عليّ ، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلّمهم ، فعدّ لنا مثل الّذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب ثمّ اجمعهم لي» ، ففعلت ثم جمعتهم ، ثمّ دعاني بالطعام فقربته ، ففعل به كما فعل بالأمس ، فأكلوا وشربوا حتّى نهلوا ، ثمّ تكلّم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «يا بني عبد المطلب ، إنّي والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به! إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة! وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيّكم يؤازرني على أمري هذا؟» ، فقلت ـ وأنا أحدثهم سنّا ، وأرمصهم عينا ، وأعظمهم بطنا ، وأحمشهم ساقا ـ : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه! فأخذ برقبتي فقال : «إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا» ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك

٢٩٠

أن تسمع وتطيع لعليّ. (١)

٤٥٨. ابن مردويه ، عن البراء بن عازب قال : لمّا نزلت هذه الآية : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بني عبد المطلب ، وهم يومئذ أربعون رجلا منهم العشرة يأكلون المسنة ويشربون العس ، وأمر عليّا برجل شاة صنعها لهم ، ثمّ قربها إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخذ منها بضعة ، فأكل منها ، ثمّ تتبع بها جوانب القصعة ، ثمّ قال : «ادنوا بسم الله» ، فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتّى صدروا ، ثمّ دعا بقعب من لبن ، فجرع منها جرعة فناولهم فقال : «اشربوا بسم الله» ، فشربوا حتّى رووا عن آخرهم ، فقطع كلامهم رجل فقال لهم : ما سحركم مثل هذا الرجل! فأسكت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يومئذ فلم يتكلّم ، ثمّ دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ، ثمّ بدرهم بالكلام فقال : «يا بني عبد المطلب إنّي أنا النذير إليكم من الله والبشير ، قد جئتكم بما لم يجيء به أحد ، جئتكم بالدنيا والآخرة ، فأسلموا تسلموا وأطيعوا تهتدوا». (٢)

__________________

(١) مسند عليّ بن أبي طالب ، ج ١ ، ص ١٤٩ ، قال : ابن إسحاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وأبو نعيم.

ورواه ابن مردويه كما في كنز العمّال (ج ١٣ ، ص ١٣١ ، ح ٣٦٤١٩).

ورواه الطبري في تفسيره (ج ١٩ ، ص ٧٤) وابن كثير في تفسيره (ج ٥ ، ص ٢١١).

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٥ ، ص ٩٧.

٢٩١

سورة النمل

٦٦ / قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) [الآية : ٨٩ ـ ٩٠].

٤٥٩. ابن مردويه ، عن أبي عبد الله الجدلي قال : قال عليّ : أتدري ما معنى هذه الآية يا أبا عبد الله؟ الحسنة حبّنا ، والسيئة بغضنا. (١)

__________________

(١) توضيح الدلائل ، ص ١٦٣.

ورواه ابن مردويه ـ من قوله : الحسنة ـ كما في مفتاح النجا (ص ٦) وأرجح المطالب (ص ٨٣) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣٢٤) وكشف اليقين (ص ٤٠٠).

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٤٢٥ ، ح ٥٨١) ، قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد ، قال : حدّثني محمّد بن عبد الله عبد الرحمن (خ) بن الفضل ، قال : حدّثني جعفر بن الحسين ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني محمّد بن زيد ، عن أبيه قال : سمعت أبا جعفر يقول : دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين فقال له : يا أبا عبد الله ، ألا أخبرك بقول الله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) ـ إلى قوله ـ (تَعْمَلُونَ)؟ قال : بلى جعلت فداك. قال : الحسنة حبّنا أهل البيت ، والسيئة بغضنا ، ثمّ قرأ الآية.

ورواه الحاكم بإسناد آخر ، وذكر نحو الحديث.

٢٩٢

سورة القصص

٦٧ / قوله تعالى : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ) [الآية : ٣٥].

٤٦٠. ابن مردويه ، عن ابن عبّاس ، بينا هو جالس على شفير زمزم يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ أقبل رجل متعمم بعمامة ، فجعل ابن عباس لا يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلّا قال الرجل : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال ابن عباس : سألتك بالله من أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه وقال : أيّها الناس! من عرفني فقد عرفني ، أنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بهاتين وإلّا فصمّتا ، ورأيته بهاتين وإلّا فعميتا يقول عن عليّ : إنّه «قائد البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله» ، أما إنّي صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما من الأيام الظهر ، فسأل سائل في المسجد ، فلم يعطه أحد شيئا ، وكان عليّ في الصلاة راكعا ، فأومى إليه بخنصره اليمنى ، وكان متختما خاتما ، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره وذلك بمرأى من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يصلي ، فلمّا فرغ النبيّ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال : «اللهمّ إنّ أخي موسى سألك فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) ، (١) فأنزلت عليه قرآنا ناطقا : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا). اللهمّ ، وأنا محمّد نبيّك وصفيّك ، اللهمّ ، فاشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيرا من أهلي عليّا اشدد به ظهري».

__________________

(١) طه : ٢٥ ـ ٣٥.

٢٩٣

قال أبو ذر : فما استتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلامه حتّى نزل جبرئيل عليه‌السلام من عند الله عزوجل فقال : يا محمّد ، اقرأ ، فأنزل الله عليه : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (١) ٦٨ / قوله تعالى : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) [الآية : ٦١].

٤٦١. ابن مردويه ، عن مجاهد : نزلت في عليّ وحمزة. (٢)

__________________

(١) مفتاح النجا ، ص ٣٨. قال فيه : أخرج ابن مردويه ، والثعلبي في تفسيره ، عن ابن عباس ...

ورواه الشبلنجي في نور الأبصار (ص ٨٦) ، قال : نقل أبو إسحاق أحمد الثعلبي في تفسيره عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما من الأيام الظهر ، فسأل سائل في المسجد ، فلم يعطه أحد شيئا ، فرفع السائل يديه إلى السماء وقال : اللهمّ إنّي سألت في مسجد نبيّك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يعطني أحد شيئا ، وكان عليّ رضي الله عنه في الصلاة راكعا ، فأومأ إليه بخنصره اليمنى وفيها خاتم ، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره وذلك بمرأى من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في المسجد ، فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طرفه إلى السماء وقال : «اللهمّ ، إن أخي موسى سألك فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) ، فأنزلت عليه قرآنا : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما) ، اللهمّ وإنّي محمّد نبيّك وصفيّك ، اللهمّ فاشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيرا من أهلي عليّا ، أشدد به ظهري. قال أبو ذر رضي الله عنه : فما استتم دعاءه حتّى نزل جبرئيل عليه‌السلام من عند الله عزوجل وقال اقرأ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)».

وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٤٣٥ ، ح ٥٩٨) ، قال : أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن العقيقي ببغداد ، سنة اثنتين وأربعين ، حدّثني أبو الحسين يحيى ، حدّثني أحمد بن يحيى الأودي ، حدّثني عمرو بن حمّاد العباد ، حدّثني عبد الله بن المهلّب البصري ، عن المنذر بن زياد الضبي ، عن ثابت البنائي ، والمنذر عن أبان ، عن أنس ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : بعث النبيّ مصدّقا إلى قوم ، فعدوا على المصدّق فقتلوه ، فبلغ ذلك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فبعث عليّا ، فقتل المقاتلة وسبى الذريّة ، فبلّغ ذلك النبيّ فسرّه ، فلمّا بلغ عليّ أدنى المدينة تلقاه رسول الله ، فاعتنقه وقبّل بين عينيه وقال : «بأبي أنت وأمي من شدّ الله عضدي به كما شدّ عضد موسى بهارون». كذا ورد في الآثار للعقيقي.

(٢) كشف الغمّة ، ج ١ ، ص ٣٢٥.

٢٩٤

٦٩ / قوله تعالى : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [الآية : ٨٣].

٤٦٢. ابن مردويه ، عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه : أنّه كان يمشي في الأسواق وحده وهو وال ، يرشد الضال ، ويعين الضعيف ، ويمرّ بالبقّال والبيّع ، فيفتح عليه القرآن ويقرأ : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً) ويقول : نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع في الولاة ، وأهل القدرة من سائر الناس. (١)

__________________

ورواه ابن مردويه كما في كشف اليقين (ص ٤٠٤).

ورواه محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص ٨٨) ، قال : عن مجاهد في قوله تعالى : َفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ) الآية ، نزلت في عليّ وحمزة ، وكان الممتّع أبو جهل.

ورواه الحاكم الحسكاني بأسانيد مختلفة في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٤٣٦ ، ح ٥٩٩ ، ٦٠٠ ، ٦٠١).

(١) الدرّ المنثور ، ج ٥ ، ص ١٣٩ ، قال : أخرج ابن مردويه ، وابن عساكر ، عن عليّ بن أبي طالب ...

رواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من تاريخ دمشق (ج ٣ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٢٦٧) ، قال : أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسن الواحدي ، أنبأنا أبو بكر الحاري [كذا] أنبأنا أبو الشيخ الحافظ ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمّد الجمال.

حيلولة وحدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل إملاء ، أنبأنا الفضل بن محمّد المؤدب ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي بكر ، أنبأنا أبو الشيخ ، أنبأنا أبو العباس الجمّال ، أنبأنا إسماعيل بن يزيد ، أنبأنا قتيبة بن مهران ، عن أبي هاشم ، عن زاذان ، عن عليّ أنّه كان يمشي في الأسواق وحده وهو وال ، يرشد الضال ، ويعين الضعيف ، ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً) ويقول : نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع من الولاة ، وأهل القدرة من سائر الناس.

وروى قريبا منه لفظا أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة (ج ١ ، ص ٣٤٥ ، ح ٤٩٧ : ج ٢ ، ص ٦٢١ ، ح ١٠٦٤).

٢٩٥

سورة العنكبوت

٧٠ / قوله تعالى : (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) [الآية : ٢].

٤٦٣. ابن مردويه ، عن عليّ قال : قلت : يا رسول الله ، ما هذه الفتنة؟ قال : «يا عليّ ، بك فإنّك تخاصم ، فأعد للخصومة». (١)

٤٦٤. ابن مردويه ، عن عليّ قال : قلت : يا رسول الله ، ما هذه الفتنة؟ قال : «يا عليّ ، إنّك مبتلى ومبتلى بك ، وإنّك مخاصم فأعدّ للخصومة». (٢)

__________________

(١) أرجح المطالب ، ص ٨٦.

ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٦) وكشف اليقين (ص ٣٧٣).

(٢) توضيح الدلائل (ص ١٦٣).

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٤٣٨ ، ح ٦٠٢) ، قال : حدّثنا الحاكم الوالد أبو محمّد رحمه‌الله ، حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي ، أخبرنا أحمد بن الحسن الخزاز ، عن أبي حضيرة بن مخارق ، عن عبيد الله بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن الحسين بن عليّ ، عن عليّ عليه‌السلام قال : لمّا نزلت : (الم أَحَسِبَ النَّاسُ) الآية ، قلت : يا رسول الله ، ما هذه الفتنة؟ قال : يا علي ، إنّك مبتلى ومبتلى بك.

وقال : حدّثني أبو سعد السعيدي ، حدّثني أبو الحسن الركابي ، حدّثنا مطين ، حدّثنا عتبة بن أبي هارون المقري ، حدّثنا أبو يزيد خالد بن عيسى العكلي ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن أحمد بن عامر ، عن أبي معاذ البصري ، قال : لمّا افتتح عليّ بن أبي طالب البصرة صلّى بالناس الظهر ، ثمّ التفت إليهم فقال : سلوا. فقام عبّاد بن قيس فقال : حدّثنا عن الفتنة ، هل سألت رسول الله عنها؟ قال : نعم. لمّا أنزل الله : (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا) ـ إلى قوله ـ (الْكاذِبِينَ) جثوت بين يدي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : بأبي أنت وأمي فما هذه الفتنة الّتي تصيب أمتك من بعدك؟

قال : «سل عما بدا لك» ، فقلت : يا رسول الله ، على ما أجاهد من بعدك؟ قال : «على الإحداث يا عليّ». قلت : يا رسول الله ، فبيّنها لي. قال : «كل شيء يخالف القرآن وسنتي».

٢٩٦

سورة السجدة

٧١ / قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) [الآية : ١٨].

٤٦٥. ابن مردويه ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في قوله : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً) قال : أمّا المؤمن فعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأمّا الفاسق فالوليد بن عقبة بن أبي معيط ؛ وذلك لسباب كان بينهما ، فأنزل الله ذلك. (١) ٤٦٦. ابن مردويه ، من رواية سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال الوليد بن عقبة لعليّ بن أبي طالب : أنا أحدّ منك سنانا ، وأبسط منك لسانا ، وأملأ للكتيبة منك. فقال له عليّ : اسكت يا فاسق ، فإنّما أنت فاسق فنزلت : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ). (٢)

٤٦٧. ابن مردويه ، من رواية الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : مثله. (٣)

٤٦٨. ابن مردويه ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال الوليد بن عقبة لعليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه : أنا أحدّ منك سنانا ، وأبسط منك لسانا ، وأملأ للكتيبة منك.

فقال له عليّ رضي الله عنه : اسكت فإنّما أنت فاسق. فنزلت : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) ، يعني بالمؤمن : عليّا ، وبالفاسق : الوليد بن

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٥ ، ص ١٧٨ ، قال فيه : أخرج ابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر ، عن ابن عباس ...

ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج ٤ ، ص ٢٥٥).

(٢) الكشاف ، ج ٣ ، ص ٥١٤ (الهامش) ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص ١٦٣) ، وفيه : «أنا أبسط منك لسانا ، أحدّ منك سنانا» بتقديم وتأخير.

(٣) الكشاف ، ج ٣ ، ص ٥١٤ (الهامش) ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص ١٦٣) ، وفيه : «أنا أبسط منك لسانا ، أحدّ منك سنانا» بتقديم وتأخير.

٢٩٧

عقبة بن أبي معيط. (١)

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٥ ، ص ١٧٧ ، قال : أخرج أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني ، والواحدي ، وابن عدي ، وابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر من طرق ، عن ابن عباس ...

ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج ٤ ، ص ٢٥٥).

٢٩٨

سورة الأحزاب

٧٢ / قوله تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ) [الآية : ٦].

٤٦٩. ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ذلك عليّ ؛ لأنّه كان مؤمنا مهاجرا ذا رحم. (١)

٤٧٠. ابن مردويه ، عن زيد بن عليّ قال : كان ذاك عليّ بن أبي طالب ، كان مؤمنا مهاجرا ذا رحم. (٢) ٧٣ / قوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) [الآية : ٢٣].

٤٧١. ابن مردويه ، عن أبي الورد ، عن أبي جعفر قال : (رِجالٌ صَدَقُوا) حمزة وعليّ وجعفر. (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) أي : عهده ، وهو حمزة وجعفر.

(وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) قال : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام. (٣)

__________________

(١) أرجح المطالب ، ص ٨٣.

(٢) توضيح الدلائل ، ص ١٥٨.

(٣) نفس المصدر ، ص ١٦٤.

ورواه ابن الجوزي في فضائل أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام من تذكرة الخواص (ص ٢٦) ، قال : ومنها قوله تعالى : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) ، قال عكرمة : الّذي ينتظر أمير المؤمنين عليه‌السلام.

ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ٢ ، ص ١) ، قال : أخبرنا أبو العباس المحمّدي ، أخبرنا ابن قيدة الفسوي ، أخبرنا أبو بكر بن مؤمن ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبيد الله الدقاق ببغداد ، أخبرنا عبد الله بن ثابت

٢٩٩

٤٧٢. ابن مردويه ، عن عكرمة قال : سئل عليّ وهو على منبر الكوفة (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ)؟

فقال : اللهمّ عفوا ، هذه الآية نزلت فيّ وفي عمّي حمزة وفي ابن عمّي عبيدة ابن الحارث ، فإنّه قضى نحبه يوم بدر. فأما عمّي حمزة فإنّه قضى نحبه يوم أحد ، وأما أنا فأنتظر أشقاها يخضّب هذه من هذه ـ وأشار إلى لحيته ورأسه ، وقال : ـ عهد عهده إليّ أبو القاسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. (١) ٧٤ / قوله تعالى : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً) [الآية : ٢٥].

٤٧٣. ابن مردويه ، عن ابن مسعود رضي الله عنه أنّه كان يقرأه هذا الحرف : وكفى الله المؤمنين القتال بعليّ بن أبي طالب. (٢)

٤٧٤. ابن مردويه ، عن ابن عباس : كنّا نقرأ على عهد رسول الله : كفى الله المؤمنين القتال بعليّ. (٣) ٧٥ / قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الآية : ٣٣].

__________________

المقري ، قال : حدّثني أبي ، عن الهذيل ، عن مقاتل ، عن الضحاك ، عن عبد الله بن عباس في قول الله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) يعني : عليّا وحمزة وجعفر. (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) يعني : حمزة وجعفرا (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) يعني : عليّا عليه‌السلام كان ينتظر أجله ، والوفاء لله بالعهد ، والشهادة في سبيل الله ، فو الله لقد رزق الشهادة.

ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص ٢٧٩ ، ح ٢٧٠).

(١) أرجح المطالب ، ص ٦٠ ، قال فيه : أخرجه ابن مردويه ، وسبط بن الجوزي ، وابن حجر في الصواعق المحرقة.

(٢) الدرّ المنثور ، ج ٥ ، ص ١٩٢ ، قال فيه : أخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن ابن مسعود ...

ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص ١٦٤) ومفتاح النجا (ص ٤١) وروح المعاني (ج ٢١ ، ص ١٥٦) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٧) وكشف اليقين (ص ٣٧٧).

(٣) كشف اليقين ، ص ٤٠٢.

٣٠٠