أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني
المحقق: عبدالرزاق محمّد حسين حرز الدين
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٢
ISBN: 964-7489-08-0
الصفحات: ٤٢٣
الله ملء السموات والأرض». (١)
٦٦. ابن مردويه ، بالإسناد عن محمّد بن عبد الله الأنصاري ، عن جابر الأنصاري عن عمر بن الخطاب ، قال : كنت أجفو عليّا ، فلقيني رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال :«إنّك آذيتني يا عمر!».
فقلت : أعوذ بالله ممن آذى رسوله! قال : «إنّك قد آذيت عليّا ، ومن آذى عليّا فقد آذاني». (٢)
٦٧. ابن مردويه ، بإسناده عن ابن عباس ، أنّه مرّ بعد ما حجب بصره بمجلس من مجالس قريش ، وهم يسبّون عليّا ، قال : فردّني إليهم ، فردّه.
فقال : أيّكم السّاب لرسول الله؟
__________________
(١) توضيح الدلائل ، ص ١٩٣.
ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص ٣٢٨ ، ح ٣٤٤). قال : روى عمرو بن خالد ، قال : حدّثني يزيد بن عليّ ـ وهو آخذ بشعرة ـ ، قال : حدّثني عليّ بن الحسين ـ وهو آخذ بعشرة ـ ، قال : حدّثني الحسين بن عليّ ـ وهو آخذ بعشرة ـ ، قال : حدّثني عليّ بن أبي طالب ـ وهو آخذ بشعرة ـ ، قال : حدّثني رسول الله ـ وهو آخذ بشعرة ـ ، قال : يا عليّ ، من آذى شعرة منك فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، من آذى الله لعنه ملء السماوات وملء الأرض.
ورواه السيوطي ـ إلى قوله : «فقد آذى الله» في الجامع الصغير (ج ٢ ، ص ٥٤٧ ، ح ٨٢٦٧).
(٢) مناقب آل أبي طالب ، ج ٣ ، ص ١٣.
ورواه ابن سيّد الكل في الأنباء المستطابة (ص ٦٤). قال : ومن ذلك ما روي عن جابر ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : كنت أجفو عليّا رضي الله عنه ، فلقيني النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «آذيتني يا عمر!» قلت : بأيّ شيء يا رسول الله؟! قال : «تجفو عليّا! من آذى عليّا فقد آذاني!» فقلت : لا أجفوه أبدا.
ورواه عبد الكريم بن محمّد الرافعي في التدوين في أخبار قزوين (ج ٣ ، ترجمة عليّ بن عمر بن محمّد بن يزيد القزويني الصيدناني المزكي ، ص ٣٨٩) ، قال : حدّث الشيخ أبو منصور ناصر بن أحمد بن الحسين الفارسي ، عن محمّد بن عيسى بن حربويه ، حدّثنا أبو القاسم عليّ بن عمر الصيدناني ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عبد الله الحضرمي ، حدّثنا إبراهيم بن عيسى ، حدّثنا يحيى بن معلّى ، عن عبد الله بن موسى ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : كنت أجفو عليّا رضي الله عنه ، فلقيني النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «آذيتني يا عمر!» فقلت : بأيش يا رسول الله؟!
قال : «تجفو عليّا! من آذى عليّا فقد آذاني!».
قلت : والله ، لا أجفو عليّا أبدا.
فقالوا : سبحان الله! من سبّ رسول الله فقد كفر.
فقال : أيّكم السّاب لعليّ بن أبي طالب؟
قالوا : قد كان ذاك.
فقال لهم : فاشهدوا ، لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من سبّ عليّا فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله». (١)
٦٨. ابن مردويه ، أنّ معاوية لعن عليّا عليهالسلام على المنبر وكتب إلى عمّاله أن يلعنوه على منابرهم ، ففعلوه. (٢)
__________________
(١) ملحقات إحقاق الحق ، ج ٦ ، ص ٤٣١.
ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص ١٣٦ ، ح ١٥٤). قال :
أخبرنا الإمام الأجل شمس الأئمّة أخي أبو الفرج محمّد بن أحمد المكي ـ أدام الله سموّه ـ ، أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمّد إسماعيل بن عليّ بن إسماعيل ، حدّثنا السيّد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسن يحيى بن الموفّق بالله ، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن عليّ المؤدّب المكفوف ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان ، حدّثنا أبو سعيد الثقفي ، عن جندل بن والق ، عن حمّاد ، عن عليّ بن زيد ، عن سعيد بن جبير قال : بلغ ابن عباس أنّ قوما يقعون في عليّ عليهالسلام ، فقال لابنه عليّ بن عبد الله : خذ بيدي فاذهب بي إليهم.
فأخذ ولده بيده حتّى انتهى إليهم ، فقال : أيّكم السابّ لله؟
فقالوا : سبحان الله! من سبّ الله فقد أشرك.
فقال : أيّكم السابّ رسول الله؟! فقالوا : من سبّ رسول الله فقد كفر.
فقال : أيّكم السابّ لعليّ؟! قالوا : قد كان ذاك.
فقال لهم : فاشهد ، لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «من سبّ عليّا فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله ، ومن سبّ الله كبّه الله على وجهه في النار ...».
ورواه محب الدين الطبري في الرياض النضرة (ج ٣ ، ص ١٢٢) قال : «عن ابن عباس ، أنّه مرّ بعد ما حجب بصره بمجلس من مجالس قريش وهم يسبّون عليّا ، فقال لقائده : ما سمعت هؤلاء يقولون؟
قال : سبّوا عليّا.
قال : فردّني ...». وذكر نحو ما ذكره الخوارزمي.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١١ ، ص ٦٠٢ ، ح ٣٢٩٠٣) ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «من سبّ عليّا فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله» ، (أحمد بن حنبل ، الحاكم ـ عن أمّ سلمة).
(٢) مثالب النواصب ، ج ٣ ، ص ٧٢ ، قال :
روى ابن عبد ربّه في العقد ، وأبو بكر بن مردويه في كتابه ، وأبو الحسن الجرجاني في صفوة التاريخ : أنّ معاوية ...
الفصل الخامس
في ايمانه وورعه
٦٩. ابن مردويه ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي ، حدّثنا عبيد الله بن الفضل بن عبد الله بن صالح بن عليّ بن عبد الله بن عباس ، حدّثنا إسحاق بن أيوب بن سويد ، حدّثني أبو أيوب ، عن سويد ، عن أبي حلبس يونس بن ميسرة بن حلبس ، عن أبي عبيد ـ صاحب سليمان بن عبد الملك قال : بلغ عمر بن عبد العزيز أنّ قوما تنقّصوا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وذكر عليّا وفضله وسابقته ، ثمّ قال :
حدّثني عراك بن مالك الغفاري ، عن أمّ سلمة ، قالت : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآله عندي إذ أتاه جبرئيل فناداه ، فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوآله ضاحكا ، فلمّا سرى عنه قلت : بأبي أنت وامّي يا رسول الله ، ما أضحكك؟. فقال : «أخبرني جبرئيل أنّه مرّ بعليّ عليهالسلام وهو يرعى ذودا (١) له ، وهو نائم قد أبدى بعض جسده قال :" فرددت عليه ثوبه ، فوجدت برد إيمانه قد وصل إلى قلبي"». (٢)
__________________
(١) الذود : القطيع من الإبل ما بين الثلاث إلى التسع (لسان العرب).
(٢) المناقب ، الخوارزمي ، ص ١٢٩ ، ح ١٤٤ ، قال :
٧٠. ابن مردويه ، أخبرني سليمان بن أحمد ، أخبرني أحمد بن رشدين المصري ، أخبرني أحمد بن إبراهيم العوفي ، أخبرني أحمد بن أبي الحكم ، عن شريك ابن عبد الله النخعي ، عن أبي الوقّاص ، عن محمّد بن حمّاد بن ثابت ، عن أبيه ، قال : سمعت النبيّ صلىاللهعليهوآله يقول :
«إنّ حافظي عليّ ليفخران على سائر الحفظة ، لكينونتهما مع عليّ ؛ وذلك أنّهما لم يصعدا إلى الله عزوجل بشيء منه يسخطه». (١)
__________________
أخبرني شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني المعروف بالمروزي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد بأصبهان ـ فيما أذن لي في الرواية عنه ـ ، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ...
(١) مقتل الحسين ، ص ٣٧ ، قال الخوارزمي : «أخبرني الإمام الحافظ سيّد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أنبأني أبو عليّ الأديب ، أخبرني الحافظ أبو بكر بن مردويه ...».
ورواه الخوارزمي عن ابن مردويه في المناقب (ص ٣١٥ ، ح ٣١٥) ، وذكر مثله سندا ومتنا.
ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج ١٤ ، ص ٤٩). قال :
حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثنا عليّ بن الجعد ، أخبرنا شريك ، عن أبي الوقّاص العامري ، عن محمّد بن عمّار بن ياسر ، عن أبيه عمّار بن ياسر ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ حافظي عليّ بن أبي طالب ليفخران على سائر الحفظة ؛ لكينونتهما مع عليّ بن أبي طالب ؛ وذلك أنّهما لم يصعدا إلى الله تعالى بعمل يسخطه».
[قال الخطيب] : وأخبرنيه عليّ بن الحسن بن محمّد بن أبي عثمان الدقاق ، حدّثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب ابن ماسي البزاز ، حدّثنا جعفر بن عليّ الحافظ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الكوفي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن بن خشيش الرؤاسي ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم العوفي ، عن شريك ، عن أبي الوضاح ، عن محمّد ابن عمّار بن ياسر ، عن أبيه ، أنّه سمع النبيّ صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن حافظي عليّ بن أبي طالب ليفخران على جميع الحفظة ؛ لكونهما معه ؛ وذلك أنّهما لم يصعدا إلى الله تعالى بشيء يسخطه منه قط».
ورواه ابن المغازلي بأسانيد مختلفه في مناقب عليّ بن أبي طالب (ص ١٢٧ ـ ١٢٨ ، ح ١٦٧ ، ١٦٨ ، ١٦٩).
الفصل السادس
في علمه عليهالسلام
أ. قوله صلىاللهعليهوآله : أنا مدينة العلم وعليّ بابها (١)
٧١. ابن مردويه ، عن عليّ وابن عباس ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها». (٢)
__________________
(١) في كتاب فتح الملك العليّ بصحة حديث باب مدينة العلم عليّ (ص ١٦٤) :
قال العلّامة السيوطي : «كنت أجيب دهرا عن هذا الحديث بأنّه حسن إلى أن وقفت على تصحيح ابن جرير لحديث عليّ في تهذيب الآثار مع تصحيح الحاكم لحديث ابن عباس ، فاستخرت الله تعالى وجزمت بارتقاء الحديث من مرتبة الحسن إلى مرتبة الصحيح».
قلت : وقد ألّف الإمام المحدّث أحمد بن محمّد بن الصديق الحسيني المغربي كتابين أسماهما : فتح الملك العليّ بصحة حديث باب مدينة العلم عليّ ، وسبل السعادة وأبوابها بصحة حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها ، خاض فيهما المؤلف رحمهالله بحثا مستفيضا حول صحة الحديث. وقد أبدى براعته من مضمار علمي «الحديث والرجال» لإثبات صحته.
(٢) مناقب سيّدنا عليّ ، ص ٢٥. قال فيه :
رواه عبد الرزاق والحاكم والمغازلي والبزاز والطبراني في الأوسط وابن شاهين وابن عدي والخطيب عن جابر ، ورواه الترمذي وابن جرير وأحمد بن حنبل والحاكم وابن شاذان وابن مردويه وأبو نعيم والخطيب وابن المغازلي عن عليّ.
ورواه الحاكم والمزي وأحمد والطبراني في الكبير ، وأبو الشيخ وابن شاهين وابن مردويه والبيهقي والخطيب وابن المغازلي عن ابن عباس.
ورواه الطبراني والحاكم والعقيلي وابن عدي والديلمي عن عبد الله بن عمر.
٧٢. ابن مردويه ، عن الحسن بن عليّ ، عن أبيه مرفوعا : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب». (١)
٧٣. ابن مردويه ، من حديث الحسن بن عثمان ، عن محمود بن خداش عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :«أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد الدار فليأتها من قبل بابها». (٢)
٧٤. ابن مردويه ، من طريق الحسن بن محمّد ، عن جرير ، عن محمّد بن قيس ، عن الشعبي ، عن عليّ ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنا دار الحكمة وعلي بابها». (٣)
٧٥. ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال :
«أنا دار الحكمة وعليّ بابها». (٤)
ب. في أنه عليهالسلام أعلم الصحابة
٧٦. ابن مردويه ، عن أبي عبد الله الحافظ ، عن محمّد بن يعقوب ، عن العباس ابن محمّد الدوري ، عن يحيى بن معين ، عن سفيان بن عيينة ، عن يحيى بن
__________________
(١) اللئالئ المصنوعة : ج ١ ، ص ٣٢٩.
ورواه الحاكم في المستدرك (ج ٣ ، ص ١٢٦). قال :
حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، حدّثنا محمّد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة ، حدّثنا أبو الصلت عبد السّلام ابن صالح ، حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد المدينة فليأت الباب».
(٢) الموضوعات ، ج ١ ، ص ٣٥٣.
(٣) اللئالئ المصنوعة ، ج ١ ، ص ٣٢٩.
ورواه الترمذي في الجامع الصحيح (ج ٥ ، ص ٦٣٧ ، ح ٣٧٢٣) قال :
حدّثنا إسماعيل بن موسى ، حدّثنا محمّد بن عمر بن الرومي ، حدّثنا شريك ، عن سلمة بن كهيل ، عن سويد بن غفلة ، عن الصنابجي ، عن عليّ رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنا دار الحكمة وعليّ بابها».
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من تاريخ دمشق (ج ٢ ، ص ٤٥٩ ، ح ٩٩٠).
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (ج ١ ، ص ٦٤).
(٤) مناقب سيّدنا عليّ ، ص ٢٥. قال فيه : «الترمذي ، وأبي نعيم ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ...».
سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، قال : ما كان في أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوسلم أحد يقول :«سلوني» غير عليّ. (١) ٧٧. ابن مردويه ، عن سفيان أنّه قال : ما حاجّ عليّ عليهالسلام أحدا إلّا حجّه. (٢) ٧٨. ابن مردويه ، عن مسروق ، قال : شاممت أصحاب محمّد صلىاللهعليهوسلم فوجدت علمهم انتهى إلى عمر ، وعليّ ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي الدرداء ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، ثم شاممت الستّة فوجدت علمهم انتهى إلى اثنين : عليّ وعبد الله ، فشاممت ، فتفرّد به عليّ. (٣) ٧٩. ابن مردويه ، عن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه قال :قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «عليّ أعلم الناس بالله ، وأشدّ الناس حبّا وتعظيما لأهل لا إله إلّا الله محمّد رسول الله». (٤) ٨٠. ابن مردويه ، عن عليّ عليهالسلام ، قال : كنت إذا سألت اعطيت ، وإذا سكتّ ابتديت. (٥)
__________________
(١) توضيح الدلائل ، ص ٢١١.
ورواه ابن عبد البر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من الإستيعاب بهامش الإصابة (ج ٣ ، ص ٤٠). قال :قال أحمد بن زهير : وأخبرنا إبراهيم بن بشار ، قال : حدّثنا سفيان بن عيينة ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، عن سعيد ابن المسيب قال : ما كان أحد من الناس يقول : «سلوني» غير عليّ بن أبي طالب.
ورواه ابن عساكر بسنده في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من تاريخ دمشق (ج ٣ ، ص ٣١ ، ح ١٠٥٤).
(٢). مناقب آل أبي طالب ، ج ١ ، ص ٣٢٤.
(٣). توضيح الدلائل ، ص ٢١٥.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من تاريخ دمشق (ج ٣ ، ص ٦٥ ، ح ١٠٩٣) ، قال :أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو الفضل ابن البقال ، أنبأنا أبو الحسين ابن بشران ، أنبأنا أبو عمرو ابن السماك ، أنبأنا حنبل بن إسحاق ، أنبأنا محمّد بن سعيد بن الأصبهاني ، أنبأنا جرير ، عن منصور ، قال : قال مسروق : ساممت أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فوجدت علمهم انتهى إلى ستة نفر منهم : عمر وعلي وعبد الله وأبي الدرداء وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ، ثم ساممت هؤلاء فوجدت علمهم انتهى إلى رجلين ، إلى عليّ وعبد الله.
(٤) توضيح الدلائل ، ص ٢١٢.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١١ ، ص ٦١٤ ، ح ٣٢٩٨٠) ، أن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «عليّ بن أبي طالب أعلم الناس بالله ، وأعظم الناس حبّا وتعظيما لأهل لا إله إلّا الله». (أبو نعيم ـ عن عليّ)
(٥) مناقب آل أبي طالب ، ج ١ ، ص ٣٢٣.
٨١. ابن مردويه ، قال : نابت أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآله نائبة ، فجمعهم عمر ، فقال لعليّ عليهالسلام : تكلّم ، فأنت خيرهم وأعلمهم. (١)
٨٢. ابن مردويه ، عن أبيّ بن كعب ، قال : إنّ عمر كان يقول : لا عاش عمر لمعضلة ليس لها أبو الحسن ، يعني : عليّا. (٢)
٨٣. ابن مردويه ، قال : وفي رواية يقول ـ أي عمر ـ : لو لا عليّ لهلك عمر. (٣)
__________________
ورواه النسائي في خصائص أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام (ص ٢٢٣ ، ح ١٢٠) ، قال : أخبرنا محمّد بن المثنى ، قال : حدّثنا أبو معاوية [الضرير محمّد بن خازم] قال : حدّثنا الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن أبي البختري [سعيد ابن فيروز الطائي] ، عن عليّ رضي الله عنه قال : كنت إذا سألت اعطيت ، وإذا سكتّ ابتديت.
ورواه النسائي في الحديث «١٢١» بإسناد آخر.
وروى نحو الحديث الترمذي في صحيحه (ج ١٣ ، ص ١٧٠) والحاكم النيشابوري في مستدركه (ج ٣ ، ص ١٢٥).
(١) ملحقات إحقاق الحق ، ج ٨ ، ص ٢٣٣.
وقريبا منه معنا رواه المحب الطبري في ذخائر العقبى (ص ٨١) ، قال : وعن موسى بن طلحة ، أنّ عمر اجتمع عنده مال ، فقسّمه ففضل منه فضلة ، فاستشار أصحابه في ذلك الفضل فقالوا : «نرى أن تمسكه ، فإذا احتجت إلى شيء كان عندك». وعليّ في القوم لا يتكلّم. فقال عمر : «مالك لا تتكلم يا عليّ؟». قال : «قد أشار عليك القوم». قال : «وأنت فأشر». قال : فاني أرى أنّك تقسمه» ، ففعل.
(٢) ملحقات إحقاق الحق ، ج ٨ ، ص ١٩٤.
روى المحب الطبري في ذخائر العقبى (ص ٨٢) ، قال :
وعن سعيد بن المسيب ، قال : «كان عمر يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو حسن». أخرجه أحمد وأبو عمرو. وعن أبي سعيد الخدري أنّه سمع عمر يقول لعليّ وقد سأله عن شيء فأجابه : «أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه يا أبا الحسن».
وروى الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج ١ ، ص ٤٥٧) ، قال :
أخبرناه أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن موسى العدل ـ من أصل كتابه ـ ، حدّثنا محمّد بن صالح الكليليني ، حدّثنا محمّد بن يحيى بن أبي عمرو العدني ، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمّي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : [وذكر حديثا] فقال عمر : «أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن».
(٣) ملحقات إحقاق الحق ، ج ٨ ، ص ١٨٢.
ورواه ابن عبد البر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من الإستيعاب بهامش الإصابة (ج ٣ ، ص ٣٩) ، قال :قال أحمد بن زهير : حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، حدّثنا مؤمل بن إسماعيل ، حدّثنا سفيان الثوري ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال : «كان عمر يتعوّذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن ، وقال في أمر
٨٤. ابن مردويه ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، قال : قال عمر رضي الله عنه : أمّا الحمد فقد عرفناه ، فقد يحمد الخلائق بعضهم بعضا ، وأمّا لا إله إلّا الله فقد عرفناها ، فقد عبدت الآلهة من دون الله ، وأمّا الله أكبر ، فقد يكبّر المصلي ، وأمّا سبحان الله فما هو؟
فقال رجل من القوم : الله أعلم. فقال عمر رضي الله عنه : قد شقي عمر إن لم يكن يعلم :إنّ الله يعلم.
فقال عليّ رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ، اسم ممنوع أن ينتحله أحد من الخلائق ، وإليه يفزع الخلق ، وأحبّ أن يقال له.
فقال : هو كذاك. (١)
٨٥. ابن مردويه ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : سألت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه : لم لم تكتب في براءة : بسم الله الرحمن الرحيم؟
قال : لأن «بسم الله الرحمن الرحيم» أمان ، وبراءة نزلت بالسيف. (٢)
٨٦. ابن مردويه ، عن سليم بن عامر : أنّ عمر بن الخطاب قال : العجب من رؤيا الرجل! إنّه يبيت فيرى الشيء لم يخطر له على بال ، فتكون رؤيا كآخذ باليد ، ويرى الرجل الرؤيا فلا تكون رؤياه شيئا! فقال عليّ بن أبي طالب : «أفلا أخبرك بذلك يا أمير المؤمنين؟ يقول الله تعالى : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ
__________________
المجنونة التي أمر برجمها ، وفي التي وضعت لستة أشهر فأراد عمر رجمها ، فقال له عليّ : إنّ الله تعالى يقول : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) ، الحديث ، وقال له : " إنّ الله رفع القلم عن المجنون" الحديث ، فكان عمر يقول : لو لا عليّ لهلك عمر».
ورواه الموفّق الخوارزمي في بيان غزارة علمه عليهالسلام من كتاب المناقب (ص ٨٠ ، ح ٦٥).
(١) الدرّ المنثور ، ج ٥ ، ص ١٥٤. قال : «أخرج ابن ماجة في تفسيره ، وابن ابي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس ...».
(٢) الدرّ المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٠٩ ، قال : «أخرج أبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن ابن عباس ...».
الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) (١) ، فالله يتوفى الأنفس كلّها ، فما رأت وهي عنده في السماء فهي الرؤيا الصادقة ، وما رأت إذا أرسلت إلى أجسادها تلقتها الشياطين في الهواء ، فكذبتها وأخبرتها بالأباطيل ، فكذبت فيها». فعجب عمر من قوله. (٢)
٨٧. ابن مردويه ، عن عبد الله بن نجي ، قال : شهدت عليّا وأتاه أسقف نجران فسأله عن أصحاب الأخدود ، فقصّ عليه القصّة ، فقال عليّ :
أنا أعلم بهم منك ، بعث نبي من الحبشة إلى قومه ـ ثمّ قرأ عليّ ـ : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) (٣) فدعاهم ، فتابعه الناس ، فقاتلهم ، فقتل أصحابه ، واخذ فاوثق ، فانفلت ، فأنس إليه رجال ـ يقول : اجتمع إليه رجال (٤) ـ فقاتلهم ، فقتلوا ، واخذ فاوثق ، فخدّوا أخدودا في الأرض ، وجعلوا فيه النيران ، فجعلوا يعرضون الناس ، فمن تبع النبيّ رمي به فيها ، ومن تابعهم ترك ، وجاءت امرأة في آخر من جاء ، معها صبي لها ، فجزعت ، فقال الصبي : يا أمة اطمري ولا تماري ، فوقعت. (٥)
ج. في أنّه عليهالسلام أقضى الصحابة
٨٨. ابن مردويه ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يونس بن حبيب ، حدّثنا أبو داوود ، حدّثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة سمع أبا البختري يقول : حدّثني من سمع عليّا رضي الله عنه يقول :
__________________
(١) سورة الزمر ، الآية ٤٢.
(٢) الدرّ المنثور ، ج ٥ ، ص ٣٢٩ ، قال : «أخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن سليم بن قيس ...».
(٣) سورة غافر ، الآية ٧٨.
(٤) الظاهر أنّ العبارة من عبد الله بن نجي أو ابن مردويه.
(٥) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ٣٣٣.
لمّا بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى اليمن ، فقلت : يا رسول الله ، تبعثني وأنا رجل حديث السن ، لا علم لي بكثير من القضاء!
قال : فضرب يده في صدره وقال : «إنّ الله سيثبت لسانك ، ويهدي قلبك» ، فما أعياني قضاء بين اثنين. (١)
٨٩. ابن مردويه ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يونس بن حبيب ، حدّثنا أبو داوود ، حدّثنا شريك وزائدة وسليمان بن معاذ ، قالوا : حدّثنا سماك بن حرب ، عن حنش بن المعتمر ، عن عليّ ، قال :
لمّا بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى اليمن ، قلت : تبعثني وأنا حديث السن! لا علم لي بكثير من القضاء! فقال لي : «إذا أتاك الخصمان فلا تقض للأول حتّى تسمع ما يقول الآخر ، فانّك إذا سمعت ما يقول الآخر عرفت كيف تقضي ، إنّ الله عزوجل سيثبت لسانك ، ويهدي قلبك» ، قال عليّ : فما زلت قاضيا بعد. (٢)
٩٠. ابن مردويه ، بطرق كثيرة ، عن زيد بن أرقم ، أنّه قيل للنبي صلىاللهعليهوآله : أتى إلى عليّ
__________________
(١) السنن الكبرى ، ج ١٠ ، ص ٨٦.
ورواه النسائي في خصائص الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (ص ٩٣ ، ح ٣٤). قال : أخبرنا محمّد بن المثنى قال : حدّثنا أبو معاوية قال : حدّثنا الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن عليّ رضي الله عنه ، قال :بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أهل اليمن لأقضي بينهم فقلت : يا رسول الله ، لا علم لي بالقضاء! فضرب بيده على صدري وقال : «اللهمّ اهد قلبه وسدّد لسانه» ، فما شككت في قضاء بين اثنين حتّى جلست مجلسي هذا.
ورواه النسائي بلفظ قريب منه في الحديثين ٣٢ ، ٣٣.
(٢) السنن الكبرى ، ج ١٠ ، ص ١٤١.
ورواه أحمد بن حنبل في المسند (ج ١ ، ص ١٤٩) : عبد الله ، حدّثني أبو الربيع الزهراني ، وحدّثنا عليّ بن حكيم الأودي ، وحدّثنا محمّد بن جعفر الوركاني ، وحدّثنا زكريا بن يحيى زحمويه ، وحدّثنا عبد الله بن عامر ابن زرارة الحضرمي ، وحدّثنا داوود بن عمرو الضبي ، قالوا : حدّثنا شريك ، عن سماك ، عن حنش ، عن عليّ رضي الله عنه ، قال : بعثني النبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى اليمن قاضيا ، فقلت : تبعثني إلى قوم وأنا حدّث السن! ولا علم لي بالقضاء! فوضع يده على صدري ، فقال : «ثبّتك الله وسدّدك. إذا جاءك الخصمان فلا تقض للأوّل حتّى تسمع من الآخر ؛ فانّه أجدر أن يبين لك القضاء» ، فما زلت قاضيا.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من تاريخ دمشق (ج ٢ ، ص ٤٩٤ ، ح ١٠٢٦).
باليمن ثلاثة نفر يختصمون في ولدهم ، كلّهم يزعم أنّه وقع على امّه في طهر واحد ، وذلك في الجاهليّة ، فقال عليّ عليهالسلام :
«إنّهم شركاء متشاكسون» ، فقرع على الغلام باسمهم فخرجت لأحدهم ، فألحق الغلام به ، وألزمه ثلثي الدية لصاحبيه ، وزجرهما عن مثل ذلك.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : الحمد لله الّذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن داوود عليهالسلام. (١)
٩١. ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنه ، أنّ الشرّاب كانوا يضربون في عهد النبيّ صلىاللهعليهوسلم بالأيدي والنّعال والعصي حتّى توفّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فكانوا في خلافة أبي بكر رضي الله عنه أكثر منهم في عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال أبو بكر : لو فرضنا لهم حدّا ، فتوفى نحوا مما كانوا يضربون في عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فكان أبو بكر يجلدهم أربعين حتّى توفّي.
ثمّ كان عمر رضي الله عنه من بعده ، فجلدهم كذلك أربعين ، حتّى اتي برجل من المهاجرين الأوّلين ، فشرب ، فأمر به أن يجلد.
فقال : لم تجلدني؟ بيني وبينك كتاب الله.
فقال عمر : وفي أيّ كتاب تجد أن لا أجلدك؟
فقال : إنّ الله تعالى يقول في كتابه : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ، ج ٢ ، ص ١٧٦.
ورواه الحميدي في المسند (ج ٢ ، ص ٣٤٥ ، ح ٧٨٥). قال : حدّثنا سفيان ، قال : حدّثنا الأجلح بن عبد الله بن حجية الكندي ، عن الشعبي ، عن عبد الله بن أبي الخليل ، عن زيد بن أرقم ، قال : أتى عليّ بن أبي طالب باليمن في ثلاثة نفر وقعوا على جارية لهم في طهر واحد فجاءت بولد ، فقال عليّ لاثنين منهم :
«أتطيبان به نفسا لصاحبكما؟» قالا : لا.
ثمّ قال للآخرين : «أتطيبان به نفسا لصاحبكما؟» قالا : لا ، فقال عليّ : «أنتم شركاء متشاكسون ، إنّني مقرع بينكم فأيّكم أصابته القرعة ألزمته الولد ، وأغرمته ثلثي قيمة الجارية لصاحبيه». فلمّا قدمنا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذكرنا ذلك له ، فقال :
«ما أعلم فيها إلّا ما قال عليّ».
الصَّالِحاتِ جُناحٌ) (١) الآية ، فأنا من الّذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ثمّ اتقوا وآمنوا ، ثمّ اتقوا وأحسنوا. شهدت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد.
فقال عمر : ألا تردّون عليه ما يقول؟
فقال ابن عباس : إنّ هذه الآية أنزلت عذرا للماضين وحجة على الباقين ، فعذر الماضين أنّهم لقوا الله قبل أن تحرّم عليهم الخمر ، وحجّة على الباقين ؛ لأن الله تعالى قال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ) (٢) الآية ـ ثمّ قرأ حتّى أنفد الآية ـ فإن كان من الّذين (آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا) (٣) فان الله قد نهي أن تشرب الخمر.
فقال : صدقت فما ذا ترون؟
قال عليّ رضي الله عنه : نرى أنّه إذا شرب سكر ، وإذا سكر هذى ، وإذا هدى افترى ، وعلى المفتري ثمانون جلدة. فأمر عمر فجلد ثمانين. (٤)
__________________
(١) سورة المائدة ، الآية ٩٣.
(٢) سورة المائدة ، الآية ٩٠.
(٣) سورة المائدة ، الآية ٩٣.
(٤) الجامع الكبير ، ج ١٥ ، ص ٦٣٦٠ ، ح ٤٠٦.
الفصل السابع
زهده وأمانته
٩٢. ابن مردويه ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا الحسن بن محمّد ، حدّثنا أبو زرعة ، حدّثنا إسماعيل بن موسى ، حدّثنا أبو معاذ صالح بن ميثم ، عن الحارث بن حصيرة قال : قال عمر بن عبد العزيز : ما علمنا أنّ أحدا كان في هذه الامّة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله أزهد من عليّ بن أبي طالب عليهالسلام. (١)
٩٣. ابن مردويه ، عن أبي مريم السلوي : قال رسول الله لعليّ عليهالسلام :
«يا عليّ ، إنّ الله قد زيّنك بزينة لم تزين العباد بزينة هي أحبّ إلى الله منها : الزهد في الدنيا ، وجعلك لا تنال من الدنيا شيئا ولا تنال الدنيا منك شيئا ،
__________________
(١) المناقب ، الخوارزمي ، ص ١١٧ ، ح ١٢٨ ، قال : أخبرني شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني المعروف بالمروزي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان ـ فيما أذن لي في الرواية عنه ـ ، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، أخبرنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ...
روى ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من تاريخ دمشق (ج ٣ ، ص ٢٥٢ ، ح ١٢٦٩). قال :أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر ، أنبأنا محمّد بن عليّ بن الفتح ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون ، أنبأنا عمر بن الحسن بن عليّ بن الشيباني ، أنبأنا حسين بن فهم ، أنبأنا يحيى بن معين ، أنبأنا عليّ بن الجعد ، عن حسن بن صالح قال : تذاكروا الزّهاد عند عمر بن عبد العزيز فقال قائلون : فلان. وقال قائلون :فلان. فقال عمر بن عبد العزيز : أزهد الناس في الدنيا عليّ بن أبي طالب.
ووهب لك حبّ المساكين ، فرضوا بك إماما ورضيت بهم أتباعا». (١)
٩٤. ابن مردويه ، أنّه لمّا أقبل عليّ عليهالسلام من اليمن تعجّل إلى النبيّ واستخلف على جنده الّذين معه رجلا من أصحابه ، فعمد ذلك الرجل فكسا كلّ رجل من القوم حلّة من البزّ الّذي كان مع عليّ ، فلمّا دنى جيشه خرج عليّ ليتلقاهم ، فإذا هم عليهم الحلل. فقال : «ويلك! ما هذا؟» قال : كسوتهم ليتجمّلوا إذا قدموا في الناس. قال : «ويلك! من قبل أن ينتهي إلى رسول الله» ، قال :فانتزع الحلل من الناس وردّها في البز ، وأظهر الجيش شكاية لما صنع بهم. (٢)
٩٥. ابن مردويه ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، أنبأنا معاذ بن المثنى ، أنبأنا مسدد ، أنبأنا عبد الله بن داوود ، عن زيد بن أسامة ، عن سعيد الرجاني ، قال : اشترى عليّ قميصين سنبلانيين انبجانيين بسبعة دراهم ، فكسا قنبر أحدهما ، فلمّا أراد أن يلبس قميصه فإذا إزاره مرقوع برقعة من أديم. (٣)
٩٦. ابن مردويه ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، أنبأنا معاذ بن المثنى ، أنبأنا مسدد ، أنبأنا عبد الوارث ، عن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه ، قال : خطب عليّ وقال : أيّها الناس والله الّذي لا إله إلّا هو ، ما رزأت من مالكم قليلا ولا كثيرا إلّا هذه
__________________
(١) ملحقات إحقاق الحق ، ج ٤ ، ص ٤٩٠.
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (ج ١ ، ص ٧١). قال : حدّثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي ، حدّثنا محمّد بن جرير ، حدّثنا عبد الأعلى بن واصل ، حدّثنا مخوّل بن إبراهيم ، حدّثنا عليّ بن حزوّر ، عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت عمّار بن ياسر يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا عليّ ، إنّ الله تعالى قد زيّنك بزينة لم تزين العباد بزينة أحب إلى الله تعالى منها ، هي زينة الأبرار عند الله عزوجل : الزهد في الدنيا. فجعلك لا تزرأ من الدنيا شيئا ، ولا تزرأ الدنيا منك شيئا ، ووهب لك حب المساكين ، فجعلك ترضى بهم أتباعا ، ويرضون بك إماما».
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من تاريخ دمشق (ج ٢ ، ص ٢١٢ ، ح ٧١٥).
ورواه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام (ص ١٠٥ ، ح ١٤٨).
(٢) مناقب آل أبي طالب ، ج ١ ، ص ٣٧٧.
(٣) ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من تاريخ دمشق ، ج ٣ ، ص ٢٣٩ ، ح ١٢٥٦. قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد ، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه ، أنبأنا أبو بكر بن مردويه ...
ـ وأخرج قارورة من كمّ قميصه فيها طيب فقال : ـ أهداها إليّ دهقان. (١)
٩٧. ابن مردويه ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، أنبأنا معاذ بن المثنى ، أنبأنا مسدد ، أنبأنا عبد الله بن داوود ، عن ربح [كذا] ، عن أبي موسى ، عن عبد الله بن أبي سفيان قال : أهدى إليّ دهقان من دهاقين السواد بردا وإلى الحسن والحسين بردا مثله ، فقام عليّ يخطب بالمدائن يوم الجمعة فرآه عليهما ، فبعث إليّ وإلى الحسن والحسين فقال : «ما هذان البردان؟» قال : «بعث إليّ وإلى الحسين دهقان من دهاقين السواد». قال : فأخذهما فجعلهما في بيت المال. (٢)
__________________
(١) ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من تاريخ دمشق ، ج ٣ ، ص ٢٣٢ ، ح ١٢٤٢ ، قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه ، أنبأنا أبو بكر بن مردويه ...
(٢) ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من تاريخ دمشق ، ج ٣ ، ص ٢٣٠ ، ح ١٢٣٨ ، قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد ابن الفضل ، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه ، أنبأنا أبو بكر بن مردويه ...
الفصل الثامن
في أنّه عليهالسلام أقرب الناس من رسول الله صلىاللهعليهوآله والخليفة بعده
أ. توسّط بيته عليهالسلام بيوت النبيّ صلىاللهعليهوآله
٩٨. ابن مردويه ، قال رجل لابن عمر : حدّثني عن عليّ بن أبي طالب.
قال : تريد أن تعلم ما كانت منزلته من رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فانظر إلى بيته من بيوت رسول الله ، هو ذاك بيته أوسط بيوت النبيّ. (١)
ب. قوله صلىاللهعليهوآله : عليّ أخي ، رفيقي ، خير إخوتي ، أخي في الدنيا والآخرة
سيأتي ما يدل عليه في نزول قوله تعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) (٢) وقوله تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ، ج ٢ ، ص ٦٠ ، قال فيه : «البخاري ، وابن مردويه ...».
روى النسائي في خصائص الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (ص ٢٠٤ ، ح ١٠٧) قال : «أخبرنا إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل قال : حدّثني أبو موسى ـ وهو محمّد بن موسى بن عين ـ قال : حدّثني أبي ، عن عطاء ، عن سعد بن عبيدة ، قال : جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عليّ رضي الله عنه ، فقال : لا تسألني عن عليّ ولكن انظر إلى بيته من بيوت رسول الله صلىاللهعليهوسلم».
قال [الرجل] : فإنّي أبغضه. قال [ابن عمر] : أبغضك الله عزوجل.
(٢) سورة الأنفال ، الآية ٧٥ ، لا حظ ص ٢٥٠ ، سورة الأحزاب ، الآية ٦ ، لا حظ ص ٢٩٩.
إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ). (١)
٩٩. ابن مردويه ، عن زيد بن أرقم ، عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنّه قال لعليّ : «أنت أخي ورفيقي». (٢)
١٠٠. ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خير إخوتي عليّ ، وخير أعمامي حمزة». (٣)
١٠١. ابن مردويه ، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ، قال : آخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين المهاجرين والأنصار ، كان يؤاخي بين الرجل ونظيره ، ثمّ أخذ بيد عليّ فقال : «هذا أخي».
قال حذيفة : فرسول الله صلىاللهعليهوسلم سيّد المرسلين ، وإمام المتقين ، ورسول ربّ العالمين الّذي ليس له شبه ولا نظير ، وعليّ أخوه! (٤)
١٠٢. ابن مردويه ، عن جابر ، عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : «مكتوب على باب الجنّة : محمّد رسول الله ، عليّ بن أبي طالب أخو رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام». (٥)
__________________
(١) سورة الحجر ، الآية ٤٧ ، لا حظ ص ٢٧٠.
(٢) مناقب سيّدنا عليّ ، ص ٤٠.
سيأتي مثل الحديث في نزول قوله تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) [الحجر ، الآية ٤٧].
(٣) أرجح المطالب ، ص ٤٢٨.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من تاريخ دمشق (ج ١ ، ص ١٣٨). قال : «أخبرنا أبو سعد [المطرز] محمّد بن محمّد ، وأبو عليّ الحسن بن أحمد في كتابيهما ، قالا : أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا مخلد بن جعفر ، أنبأنا الحسن بن عليّ الآدمي ، أنبأنا صهيب بن محمّد بن عباد ، أنبأنا إسماعيل بن عمرو الكوفي ، عن عمرو بن ثابت ، عن عبد الرحمن بن عابس ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : " خير إخوتي عليّ ، وخير أعمامي حمزة".
(٤) أرجح المطالب ، ص ٤٢٤. وقال فيه : «أخرجه أحمد في المناقب ، وابن مردويه».
(٥) توضيح الدلائل ، ص ٢٠٨.
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (ج ٧ ، ص ٢٥٦). قال : «حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن وسليمان بن أحمد ومحمّد بن عليّ بن سهل والحسن بن عليّ بن الخطاب ، قالوا : حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا