تفسير كتاب الله العزيز - ج ٣

هود بن محكم الهوّاري الأوراسي

تفسير كتاب الله العزيز - ج ٣

المؤلف:

هود بن محكم الهوّاري الأوراسي


المحقق: بالحاج بن سعيد الشريفي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار البصائر للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٢

قوله (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) (١٠٠) قال الله : (فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (١٠١) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) : تفسير مجاهد : أدرك سعيه سعي إبراهيم في الشدّ. وتفسير الحسن : بلغ معه سعي العمل ، يعني قيام الحجّة. وقال بعضهم : سعي المشي.

(قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (١٠٢).

قال الله : (فَلَمَّا أَسْلَما) : [أي : استسلما لأمر الله] (١) : أسلم إبراهيم نفسه لله ليذبح ابنه ، وأسلم ابنه وجهه لله ليذبحه أبوه. (وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) (١٠٣) : قال بعضهم : وكبّه للقبلة ليذبحه. وتفسير الحسن : أضجعه ليذبحه وأخذ الشفرة.

ذكروا عن أبي الطفيل عن ابن عبّاس قال : عند الجمرة الوسطى تلّه للجبين ؛ وعلى إسماعيل قميص أبيض فقال : يا أبت ، إنّه ليس لي ثوب تكفنني فيه غير هذا ، فاخلعه عني حتّى تكفنني فيه.

قال : (وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (١٠٥) : وهذا وحي مشافهة من الملك. ناداه الملك من عند الله (أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (٢).

(إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ) (١٠٦) : أي النعمة البيّنة عليك من الله إذ لم تذبح ابنك (٣).

__________________

ـ وتقذرهم نفس الله ...». والحديث صحيح ، وإن كان في سنده شهر بن حوشب ، فقد ضعّف ، أخرجه ابن سلّام وأخرجه أبو داود في كتاب الجهاد ، باب سكنى الشام ، (رقم ٢٨٤٢) عن عبد الله بن عمرو.

(١) زيادة من ز ورقة ٢٨٨.

(٢) جاء في معاني الفرّاء ، ج ٢ ص ٣٩٠ : «يقال : أين جواب قوله : (فَلَمَّا أَسْلَما) ، وجوابها في قوله : (وَنادَيْناهُ) والعرب تدخل الواو في جواب (فلما) و (حتى إذا) وتلقيها ، فمن ذلك قول الله : (حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ) وفي موضع آخر : (وَفُتِحَتْ) وكلّ صواب ...».

(٣) هذا وجه من وجوه تأويل الآية نسب إلى ابن السائب ومقاتل. وقيل : إنّ البلاء هنا بمعنى الاختبار ، وهو قول نسب إلى ابن قتيبة وغيره. انظر ابن قتيبة ، تأويل مشكل القرآن ، ص ٤٦٩. وتفسير غريب القرآن ، ص ٣٧٣.

٤٠١

قوله تعالى : (وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (١٠٧) : أي بكبش عظيم. وذكر عن مجاهد قال : متقبّل.

وذكر أبو الطفيل عن ابن عبّاس قال : فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين ، فذبحه.

ذكر بعضهم عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس أنّه قال : الذي فدي به إسحاق (١). ذكروا عن الأحنف بن قيس قال : حدّثني العبّاس بن عبد المطلب أنّ الذي فدي إسحاق. ذكر الخليل بن مرّة ، يرفع الحديث إلى النبيّ عليه‌السلام أنّه إسحاق.

وقال الحسن : بشّر إبراهيم بإسحاق مرّتين : مرّة بولادته ، ومرّة بأنه نبيّ. ذكر كيف أري في المنام أن يذبحه ، وكيف كان أراد ذبحه وكيف فدي فقصّ قصّته ، ثمّ قال : (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا) أي : بأنّه نبيّ.

فمن جعل القصّة كلّها لإسحاق فهو يقول : هو الذي أمر إبراهيم بذبحه وبشّره مرّتين على هذا التأويل. ومن جعل القصّة لإسماعيل فيقول : هو الذي أمر إبراهيم بذبحه. ويجعل القصّة كلّها له. ثمّ قال من بعد ، أي : من بعد ما أرى في المنام ذبحه ، وكيف أراه ذبحه ، وكيف فدي ، فقصّ قصّته كلّها ، حتّى انقضت قال : (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) كلّ هذا قالته العلماء ، وقد فسّروه على ما وصفنا. وأحقّهم أن يكون إسماعيل هو الذي أمر إبراهيم بذبحه ، وهو أوفق لما في القرآن (٢).

__________________

(١) كذا في ع وب وسح وز ، والذي في تفسير الطبريّ روايات عن ابن عبّاس ، ونسب إليه قولان. فعكرمة يروي عن ابن عبّاس أنّ الذبيح إسحاق ، ويروي كلّ من الشعبيّ وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وعطاء وغيرهم أنّ المفديّ إسماعيل.

(٢) اختلاف المفسّرين في الذبيح من هو اختلاف قديم بين الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، ولكلّ حجّته. وقد رجّح الطبريّ أنّ الذبيح إسحاق بعد أن روى أقوال من سبقه. وقد استوفى ابن كثير في تفسيره ، ج ٦ ص ٢٨ ـ ٣١ الآثار المرويّة والحجج المعتمدة لكلّ فريق ، فرجّح أنّ الذبيح إسماعيل. ويبدو لي أنّ الصواب مع القائلين بأنّ الذبيح هو إسماعيل لتضافر الروايات بذلك وقوّة الحجج له. وهذا ما ذهب إليه الشيخ هود بن محكّم أيضا ، فالجمل الأخيرة في الموضوع له لا لابن سلام ، لأنّها لم ترد في سح ولا في ز. فهي من زيادات الشيخ هود ولا شكّ. وممّن ذهب من المتأخّرين إلى أنّ الذبيح إسماعيل العالم المحقّق الشيخ محمّد ـ

٤٠٢

قوله : (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) (١٠٨) : أي وأبقينا عليه الثناء الحسن. قال الحسن : وسنّة يقتدى بها إلى يوم القيامة.

قال : (سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ (١٠٩) كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١١٠) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١١١) وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ وَبارَكْنا (١١٢) عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ) : أي مؤمن (وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ) (١١٣) : أي مشرك ومنافق (١).

قوله : (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ) (١١٤) : أي : بالنبوّة (وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) (١١٥) : أي من فرعون وقومه (وَنَصَرْناهُمْ) : أي على آل فرعون (فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ) (١١٦) : وكانا شريكين في الرسالة ، وكان موسى أفضلهما (وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ) (١١٧) : أي التوراة (وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (١١٨) : أي الإسلام ، وهو الطريق إلى الجنّة. (وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ) (١١٩) : أي وأبقينا عليهما في الآخرين الثناء الحسن (سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ (١٢٠) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٢١) إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) (١٢٢).

قوله : (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (١٢٤) أَتَدْعُونَ بَعْلاً) : أي أتدعون ربّا غير الله. وتفسير الحسن : كان اسم صنمهم بعلا (وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (١٢٥) اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) (١٢٦) : وهي تقرأ بالنصب والرفع. فمن قرأها بالنصب فهو يقول : (وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) [فلا تعبدونه] (٢) ومن قرأها بالرفع فهو كلام مستقبل ، يقول : (اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ).

قال : (فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) (١٢٧) : أي في النار (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (١٢٨) : استثنى من آمن منهم. قال : (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) (١٢٩) : أي وأبقينا عليه ، أي : على إلياس ، الثناء الحسن في الآخرين.

__________________

ـ الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير ، ج ٢٣ ص ١٦٠ ـ ١٦٥ مدعّما رأيه بعشرة أدلّة شافية مقنعة ، فارجع إليه تقرأ كلاما ممتعا نفيسا. والله أعلم.

(١) كلمة «منافق» غير واردة في سح وز ، فهي من زيادات الشيخ الهوّاريّ.

(٢) زيادة من سح ، ورقة ٢٠١ للإيضاح.

٤٠٣

قال : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) (١٣٠) : قال الحسن : يعنيه ومن آمن من أمّته.

فمن قرأها بهذا فهو يريد هذا الذي فسّرنا ، [ومن قرأها موصولة (إِلْ ياسِينَ) يقول : هو اسمه إلياسين وإلياس] (١) (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٣١) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) (١٣٢).

(وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٣) إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٣٤) إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) (١٣٥) : أي غبرت ، أي : بقيت في عذاب الله (ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ) (١٣٦) : وقد فسّرنا كيف كان هلاكهم في غير هذا الموضع (٢). قال : (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ) : أي على منازلهم (مُصْبِحِينَ) (١٣٧) : أي نهارا (وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (١٣٨) : يقوله للمشركين ، يحذّرهم أن ينزل بهم ما نزل بهم.

قال : (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (١٤٠) : أي الموقر بأهله ، فرّ من قومه إلى الفلك. وكان فيما عهد يونس إلى قومه أنّهم إن لم يؤمنوا أتاهم العذاب ، وجعل العلم بينه وبينهم أن يخرج من بين أظهرهم وأن يفقدوه. فخرج مغاضبا لقومه ، مكايدا لدين ربّه ، ولم يجز له ذلك عند الله ، في تفسير الحسن. فخرج حتّى ركب في السفينة. فلمّا ركبها فلم تسر ، قال أهل السفينة : إنّ فيكم لمذنبا. قال : فتساهموا فقرع يونس ، وهو قوله : (فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) (١٤١) : أي من المقروعين. وقال مجاهد : من المسهومين. فأوحى الله إلى الحوت فالتقمه. وهو قوله : (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ) (١٤٢) وهذا تفسير الحسن. [قال بعضهم] (٣) : وبلغنا ـ والله أعلم ـ أنّ يونس دعا قومه زمانا إلى الله ، فلمّا طال ذلك وأبوا أوحى الله إليه أنّ العذاب يأتيهم يوم كذا وكذا ، فلمّا دنا الوقت تنحّى عنهم. فلمّا كان قبل الوقت بيوم جاء فجعل يطوف بالمدينة وهو يبكي ويقول : يأتيكم العذاب غدا. [فسمعه رجل منهم ، فانطلق إلى الملك ، فأخبره أنّه سمع يونس يبكي ويقول : غدا يأتيكم العذاب] (٤) فلمّا سمع

__________________

(١) زيادة لا بدّ منها. وانظر في وجوه قراءات إلياس ما فصّله الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ٣٩٢.

(٢) انظر ما سلف ، ج ٢ ، تفسير الآيات ٨١ ـ ٨٣ من سورة هود.

(٣) فيما يأتي رواية ابن سلّام بدون سند ، وقد جاءت في سح وز مبدوءة هكذا : «قال يحيى : وبلغنا ...».

(٤) سقط ما بين المعقوفين من ب وع ، وسياق القصّة يقتضيه ، وهو موجود في سح وفي ز.

٤٠٤

ذلك الملك دعا قومه ، فأخبرهم بذلك ، وقال : إن كان هذا حقّا فسيأتيكم العذاب غدا ، فاجتمعوا حتّى ننظر في أمرنا ، فاجتمعوا.

فخرجوا من المدينة من الغد ؛ فنظروا فإذا بظلمة وريح شديدة قد أقبلت نحوهم ، فعلموا أنّه الحقّ. ففرّقوا بين الصبيان وبين أمّهاتهم ، وبين البهائم وبين أمّهاتها ، ولبسوا الشعر ، وجعلوا التراب والرماد على رؤوسهم تواضعا لله ، وتضرّعوا إليه وبكوا وآمنوا. فصرف الله عنهم العذاب. فاشترط بعضهم على بعض أن لا يكذب أحدهم كذبة إلّا قطعوا لسانه.

وذكر بعضهم أنّهم لّما رأوا الأمر غشيهم قامت فيهم الخطباء فقال الأوّل : اللهمّ إنّك أمرتنا ألّا نردّ سؤّالنا (١) ، ونحن اليوم سؤّالك فلا تردّنا. ثمّ قام الثاني فقال : اللهمّ إنّك أمرتنا أن نعتق رقابنا ، ونحن اليوم رقابك فأعتقنا. ثمّ قام الثالث فقال : اللهمّ إنّك أمرتنا أن نعفو عمّن ظلمنا ، وقد أخطأنا وظلمنا أنفسنا فاعف عنّا. فصرف الله عنهم.

فجاء يونس من الغد ، فنظر فإذا المدينة على حالها ، وإذا الناس داخلون وخارجون ؛ فقال : أمرني ربّي أن أخبر قومي أنّ العذاب يأتيهم فلم يأتهم ، فكيف ألقاهم؟ فانطلق حتّى أتى إلى ساحل البحر فإذا بسفينة في البحر ، فأشار إليهم فأتوا ، فحملوه وهم لا يعرفونه. فانطلق إلى ناحية من السفينة فتقنّع ورقد.

فما مضوا إلّا قليلا حتّى جاءتهم الريح وكادت السفينة تغرق ، فاجتمع أهل السفينة ودعوا الله. ثمّ قالوا : أيقظوا هذا الرجل يدعو الله معنا. ففعلوا ، فرفع الله عنهم تلك الريح. ثمّ انطلق إلى مكانه فرقد. فجاءت ريح كادت السفينة تغرق ، فأيقظوه ، فدعوا الله فارتفعت الريح.

فتفكّر العبد الصالح وقال : هذا من خطيئتي ، أو قال : هذا من ذنوبي أو كما قال ، فقال لأهل السفينة : شدّوني وثاقا وألقوني في البحر. فقالوا : ما كنّا لنفعل وحالك حالك ، ولكنّا نقترع فمن أصابته القرعة ألقيناه في البحر. [فاقترعوا فأصابته القرعة. فقال : قد أخبرتكم. فقالوا : ما كنّا لنفعل ، ولكن اقترعوا. فاقترعوا الثانية فأصابته القرعة ، ثمّ اقترعوا الثالثة فأصابته القرعة] (٢). وهو قول الله تعالى : (فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) أي : من المقروعين. ويقال : من المسهومين ،

__________________

(١) جمع سائل على وزن رمّان ، وهو السائل الفقير.

(٢) زيادة لا بدّ منها ، وقد سقطت من ب وع ، فأثبتّها من سح.

٤٠٥

أي : وقع السهم عليه.

فانطلق إلى صدر السفينة ليلقي نفسه في البحر فإذا هو بحوت فاتح فاه ، ثمّ جاء إلى ذنب السفينة فإذا بالحوت فاتحا فاه ، ثمّ جاء إلى جنب السفينة فإذا هو بالحوت فاتحا فاه ، ثمّ جاء إلى الجانب الآخر فإذا بالحوت فاغرا فاه. فلمّا رأى ذلك ألقى بنفسه ، فالتقمه الحوت. فأوحى الله إلى الحوت : أن لا تأكل عليه ولا تشرب عليه ، وقال : إنّي لم أجعله لك رزقا ، ولكن جعلت بطنك له سجنا ، فلا تقطع له شعرا ولا تكسر له عظما.

فمكث في بطن الحوت أربعين ليلة فنادى في الظلمات كما قال الله : (أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) قال الله : (فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ) ، والظلمات ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت. قال الله : (وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء : ٨٧ ـ ٨٨]. وأوحى الله إلى الحوت أن يلقيه إلى البحر. قال الله : (فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ) أي : وهو مريض مثل الصبيّ. فأصابته حرارة الشمس فأنبت الله عليه شجرة من يقطين ، وهي القرعة (١) ، فأظلّته ، فنام. فاستيقظ ، وقد يبست. فحزن عليها. فأوحى الله إليه : أحزنت على هذه الشجرة وأردت أن أهلك مائة ألف من خلقي أو يزيدون ، أي : بل يزيدون. وبلغنا أنّهم كانوا عشرين ومائة ألف. فعلم عند ذلك أنّه ابتلي.

فانطلق فإذا هو بذود غنم ، فقال للراعي : اسقني لبنا ، فقال : ما هاهنا شاة لها لبن. فأخذ شاة منها فمسح على ضرعها بيده ، فدرّت بإذن الله. فشرب من لبنها. فقال له الراعي : من أنت يا عبد الله ، لتخبرنّي. قال : أنا يونس. فانطلق الراعي إلى قومه فبشّرهم به. فأخذوه وجاءوا معه إلى موضع الغنم فلم يجدوا يونس. فقالوا : إنّا قد اشترطنا لربّنا ألّا يكذب أحد منّا إلّا قطعنا لسانه. فتكلّمت الشاة بإذن الله وقالت : قد شرب من لبني. وقالت شجرة كان قد استظلّ بظلّها : قد استظلّ بظلّي. فطلبوه فأصابوه. فرجع إليهم. فكان فيهم حتّى قبضه الله. وكانوا بمدينة يقال لها نينوى من أرض الموصل ، وهي على دجلة.

ذكروا عن ابن عبّاس أنّه قال : في دجلة ركب السفينة ، وفيها التقمه الحوت ، ثمّ أفضى به إلى

__________________

(١) وقال أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ١٧٥ : «كلّ شجرة لا تقوم على ساق فهي يقطين ، نحو الدبّاء والحنظل والبطّيخ».

٤٠٦

البحر ، فدار في البحر ثمّ رجع إلى دجلة ، فثمّ نبذ بالعراء ، فأرسل إليهم بعد ذلك. قال الله : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ).

قال الحسن : فأعاد الله له الرسالة فآمنوا عن آخرهم ، ولم يشذّ منهم أحد. وقال مجاهد : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) قبل أن يلتقمه الحوت. قوله : (وَهُوَ مُلِيمٌ) أي : مذنب في تفسير مجاهد (١).

قال الله : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (١٤٤) : قال : فلو لا أنّه كان من المصلّين في الرخاء قبل ذلك. ويقال : إنّ العمل الصالح يقي الرجل مصارع السوء.

وقال الحسن : [أما والله ما هو بالمسبّح قبل ذلك ، ولكنّه لّما التقمه الحوت أنشأ يقول : سبحان الله ، سبحان الله] (٢) ، وقوله : (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) أي : لكان بطن الحوت له قبرا إلى يوم القيامة.

قوله : (فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ) (١٤٥) : وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. (وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (١٤٦) وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) (١٤٧) : أي بل يزيدون.

قوله : (فَآمَنُوا) : قد فسّرنا كيف كان إيمانهم في أوّل حديثهم. قال الله : (فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) (١٤٨) : إلى الموت ، أي : إلى آجالهم ، ولم يهلكهم بالعذاب.

قوله : (فَاسْتَفْتِهِمْ) : أي فاسألهم ، يعني المشركين (أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ) (١٤٩) : وذلك لقولهم إنّ الملائكة بنات الله. قال : (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ) أي : البنات (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى) أي : الغلمان (لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ) [النحل : ٦٢].

__________________

(١) يقال : ألام الرجل إلامة ، فهو مليم : إذا أتى ما يلام عليه. وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ٣٩٣ : "(وَهُوَ مُلِيمٌ) وهو الذي قد اكتسب اللّوم وإن لم يلم. والملوم الذي قد ليم باللسان. وهو مثل قول العرب : أصبحت محمقا معطشا ، أي : عندك الحمق والعطش. وهو كثير في الكلام».

(٢) زيادة وتفصيل من سح ورقة ٢٠٥ ، ففي ب وع جاءت العبارة هكذا : «وقال الحسن : كان يسبّح في بطنه».

٤٠٧

قوله : (أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ) (١٥٠) : أي لخلقهم ، أي : لم نفعل ، ولم يشهدوا خلقهم ، وهو كقوله : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ) [الزخرف : ١٩] أي : لم يشهدوا خلقهم.

قال الله : (أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ) : أي من كذبهم (لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللهُ) : أي ولد البنات ، يعنون الملائكة. قال : (وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) (١٥٢).

(أَصْطَفَى الْبَناتِ) : أي أختار البنات (عَلَى الْبَنِينَ) (١٥٣) : أي لم يفعل (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (١٥٥) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ) (١٥٦) : أي حجة بيّنة ، على الاستفهام (فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ) : أي الذي فيه حجّتكم (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١٥٧) : أي إنّ الملائكة بنات الله ، أي : ليس لكم بذلك حجّة.

قوله تعالى : (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً) : ذكروا أنّ اليهود قالت : إنّ الله صاهر الجنّ فكانت من بينهم الملائكة. قال الله : (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) (١٥٨) : أي مدخلون في النار (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ) (١٥٩) : ينزّه نفسه عمّا يكذبون.

وقال بعضهم : قال مشركو العرب : إنّه صاهر الجنّ. وقال : الجنّ صنف من الملائكة فكانت له منهم بنات.

قوله : (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (١٦٠) : أي المؤمنين. وهذا من مقاديم الكلام يقول : (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ) يعني الذين جعلوا بينه وبين الجنّة نسبا.

قوله : (فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ (١٦١) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (١٦٢) إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) (١٦٣) [قال الحسن : ما أنتم عليّ بفاتنين ، يا بني إبليس ، إنّه ليس لكم سلطان إلّا على من هو صال الجحيم] (١).

وبعضهم يقول : (ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ) أي : ما أنتم بمضلّين أحدا يا بني إبليس ، إلّا من هو

__________________

(١) زيادة من سح ، س رقة ٢٠٧. وانظر في معاني الفرّاء ، ج ٢ ص ٣٩٤ مختلف وجوه قراءة قوله : (إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ).

٤٠٨

صال الجحيم بفعله.

وبعضهم يقول : (فَإِنَّكُمْ) يعني المشركين ، (وَما تَعْبُدُونَ) يعني وما عبدوا (ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) أي : على ما تعبدونه ، بمضلّين أحدا إلّا من قدّر له أن يصلى الجحيم بفعله(١).

قوله : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) (١٦٦) : هذا قول الملائكة ، ينزّهون الله عمّا قالت اليهود حيث جعلوا بينه وبين الجنّة نسبا ، ويخبرون بمكانهم في السماوات في صفوفهم وتسبيحهم ، وهو قوله في أوّل السورة (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) أي : ليس في السماوات موضع شبر إلّا وعليه ملك راكع أو قائم أو ساجد.

قوله : (وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ) (١٦٧) : يعني قريشا (لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ) (١٦٨) : أي في كتاب مثل كتاب موسى وعيسى عليهما‌السلام(لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (١٦٩) : أي المؤمنين.

قال الله : (فَكَفَرُوا بِهِ) : أي بالقرآن. يقول : قد جاءهم كتاب من عند الله ، يعني القرآن فكفروا به. (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (١٧٠) : وهذا وعيد هوله شديد.

قوله : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ) (١٧٢) : أي في الدنيا ، وبالحجّة في الآخرة. (وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ) (١٧٣) : تفسير الحسن : إنّه لم يقتل من الرسل أصحاب الشرائع أحد قطّ.

قوله : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ) (١٧٤) نسختها آية القتال في سورة براءة : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبة : ٥] قال : (وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (١٧٥) : أي فسوف يرون العذاب.

قال : (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ) : أي فبئس (صَباحُ الْمُنْذَرِينَ) (١٧٧) : تفسير الحسن : إنّه يعني النفخة الأولى ، بها يهلك كفّار آخر هذه الأمّة الدائنين بدين أبي جهل وأصحابه.

ذكروا عن أنس بن مالك قال : إنّي لرديف أبي طلحة يوم فتحنا خيبر ، وإنّ ساقي لتصيب

__________________

(١) هذه الكلمة الأخيرة «بفعله» من زيادات الشيخ هود ، لا يفوته أن يسجّل هذه اللطائف كعادته.

٤٠٩

ساق النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفخذي فخذه. فلمّا أشرفنا على خيبر قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الله أكبر ، خربت خيبر ، إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين (١).

قال بعضهم في هذا الموضع من السورة : أظنّه رجع إلى قصّة اليهود في قوله : (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً).

ذكروا عن أنس بن مالك قال : صلّى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة الفجر بغلس ، فقرأ بأقصر سورتين في القرآن ؛ ثمّ ركب وركبنا معه ، وأنا رديف أبي طلحة والريح تكشف عن ساق النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فتصيب ساقي ساقه وفخذي فخذه.

فلمّا أتينا خيبر قالت اليهود : محمّد والله والخميس ، والخميس : الجيش ، فقال النبيّ عليه‌السلام : الله أكبر خربت خيبر ، إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ، فأصبناها عنوة.

قوله عزوجل : (وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ) (١٧٨) : [يعني إلى حين آجالهم] (٢) نسخها القتال ، فهي مثل الأولى. (وَأَبْصِرْ) : أي انتظر (فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (١٧٩) : أي فسوف يرون العذاب.

(سُبْحانَ رَبِّكَ) : ينزّه نفسه (رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ) (١٨٠) : أي عمّا يكذبون (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ) (١٨١) : [يعني الثناء الحسن] (٣) (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٨٢)

ذكروا عن أبي هارون العبديّ قال : سألت أبا سعيد الخدريّ : بم كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يختم صلاته ، فقال بهذه الآية : (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).

__________________

(١) حديث متّفق عليه ، أخرجه البخاريّ في كتاب الصلاة ، باب ما يحقن بالأذان من الدماء ، وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير ، باب غزوة خيبر (رقم ١٣٦٥). وأخرجه يحيى بن سلّام مكرّرا هنا لاختلاف طرقة فقد أخرجه مرّة هكذا : «حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك» ، ومرّة هكذا : «حدّثنا أشعث عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك ...».

(٢) زيادة من سح ، ورقة ٢٠٨.

(٣) زيادة من سح ، ورقة ٢٠٩.

٤١٠

ذكروا عن عليّ بن أبي طالب قال : من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل في دبر صلاته : (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (١) (٢).

* * *

__________________

(١) جاء في آخر المخطوطة الموجودة في مكتبة القطب ببني يسجن ، والتي رمزنا لها بحرف الباء : ب ما يلي : «تمّ الربع الثالث من تفسير كتاب الله العزيز المضاف إلى الشيخ الأستاذ هود بن محكم رحمه‌الله على يد العبد الفقير إلى رحمة مولاه الغنيّ به عمّن سواه سليمان بن أبي القاسم بن سليمان النفوسي لطف الله به ، لعمّنا أبي القاسم بن الناصر الغرداوي ، ووافق الفراغ منه نهار يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله المبارك رمضان من عام الثاني (كذا) بعد ألف من هجرة النبيّ عليه‌السلام من مكّة المكرمة ، والحمد لله ربّ العالمين».

(٢) وجاء في آخر مخطوطة العطف التي رمزنا لها بالحرف ع ما يلي : «كمل الربع الثالث من كتاب الله العزيز تفسير الأستاذ هود بن محكم رحمه‌الله».

٤١١

فهرس الجزء الثالث

تفسير سورة مريم وهي مكّيّة كلّها................................................... ٥

تفسير سورة طه وهي مكّيّة كلّها.................................................. ٢٨

تفسير سورة الأنبياء وهي مكّيّة كلّها............................................... ٥٤

تفسير سورة الحجّ وهي كلّها مدنيّة إلّا أربع آيات مكّيّات............................. ٨٦

تفسير سورة المؤمنون وهي مكّيّة كلّها............................................ ١١٤

تفسير سورة النور وهي مدنيّة كلّها............................................... ١٣٦

تفسير سورة الفرقان وهي مكّيّة كلّها............................................. ١٧٦

تفسير سورة الشعراء وهي مكّيّة كلّها............................................. ١٩٥

تفسير سورة النمل وهي مكّيّة كلّها.............................................. ٢١٧

تفسير سورة القصص وهي مكّيّة كلّها............................................ ٢٣٩

تفسير سورة العنكبوت......................................................... ٢٦٠

تفسير سورة الروم وهي مكّيّة كلّها............................................... ٢٧٦

تفسير سورة لقمان وهي مكّيّة كلّها.............................................. ٢٩٣

تفسير سورة السجدة وهي مكّيّة كلّها............................................ ٣٠٢

تفسير سورة الأحزاب وهي مدنيّة كلّها........................................... ٣٠٩

تفسير سورة سبأ وهي مكّيّة كلّها................................................ ٣٤٠

تفسير سورة الملائكة وهي مكّيّة كلّها............................................ ٣٥٩

تفسير سورة يس وهي مكّيّة كلّها................................................ ٣٧٤

تفسير سورة الصّافّات وهي مكّيّة كلّها........................................... ٣٩٠

٤١٢