الى اقل قليل من معتقدهم بالله ، انه الله مهما كان له شركاء ، وهذه العملية محرمة في شرعة الله وفي شرعة الناس ، فلا اقل من انكم من الناس ، لكم ما لسائر الناس من عطف انساني وسنة متبعة عند الناس ، ولا اقل انكم تعترفون بالله الذي حرم هذه العملية النكراء (فَلا تَفْضَحُونِ. وَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ)!
(قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ)(٧٠).
«قالوا ..» وهم يؤنبون لوطا بدل ان يتأنبوا ، كأنما هو الجاني إذ خالف مناهيهم ومنها «عن العالمين» فالواو هنا تعطف الى محذوف من قبيل المذكور : الم ننهك عن الأمر والنهي فينا ، وعن التطهّر بيننا وعن. (أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ) الذين نرغب فيهم ضيوفا لك وسواهم ان تمنعنا عنهم ، ونهيناك ان تضيف أحدا من العالمين حتى لا نهرع إليهم عندك ، إذا فأنت السبب في هذه الهجمة الجماهيرية إذ هيأت لها جوها ، فأنت أنت المقصر في هذا البين ونحن الواصلون هنا الى بغيتنا!.
(قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ)(٧١).
«بناتي» طبعا هن من صلبه ، دون تجوّز في التعبير ان يريد بنات المدينة كلهن ، او الخليات من الأزواج ، وتأكيدا للحقيقة قولهم (لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ) (١١ : ٧٩) فإنهم لم يكونوا ليؤمنوا ان اهل المدينة ولده تنزيليا كما قيل حتى تكون بناتها بناته حسب هذا القيل ، إذا فهن بناته صلبيا دون ريب.
ثم (إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) تعني ان كنتم ولا بد فاعلين فعل الجنس فهؤلاء بناتي وقد خلقهن الله لحظوة الجنس!.
وترى لوط النبي يعرض بناته ليفجر بهن الفجرة؟ عرضا لما هم عنه