٥ ـ قال : يروي الطوسي عن ابن المعلّم وهو يروي عن ابن مابويه الكذوب صاحب الرقعة المزوّرة ، ويروي عن المرتضى أيضاً. وقد طلبا العلم معاً وقرءا على شيخهما محمد بن النعمان ، وهو أكذب من مسيلمة الكذّاب ، وقد جوّز الكذب لنصرة المذهب (ص ٥٧).
الجواب : إنّ صاحب التوقيع الذي حسبه الرجل رقعةً مزوّرة ، هو عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ـ بالبائين الموحّدتين لا المصدّرة بالميم ـ وهو الصدوق الأوّل : توفّي (٣٢٩) قبل مولد الشيخ المفيد ابن المعلّم بسبع أو تسع سنين ، فإنّه ولد سنة (٣٣٦ ، ٣٣٨) فليس من الممكن روايته عنه ، نعم له رواية عن ولده الصدوق ـ أبي جعفر محمد بن عليّ ـ وليس هو صاحب التوقيع.
وليتني علمت من ذا الذي أخبر الآلوسي بأنّ شيخ الأمّة المفيد المدفون في رواق الإمامين الجوادين صاحب القبّة والمقام المكين أكذب من مسيلمة الكذّاب الكافر بالله؟
ما أجرأه على هذه القارصة الموبقة ، وكيف أحفّه (١)؟! وهذا اليافعي يعرِّفه في مرآته (٣ / ٢٨) بقوله : كان عالم الشيعة وإمام الرافضة ، صاحب التصانيف الكثيرة ، شيخهم المعروف بالمفيد وبابن المعلّم أيضاً ، البارع في الكلام والجدل والفقه ، وكان يناظر أهل كلِّ عقيدةٍ مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهيّة ، وقال ابن أبي طيّ : كان كثير الصدقات ، عظيم الخشوع ، كثير الصلاة والصوم ، خشن اللباس.
وقول ابن كثير في تاريخه (٢) (١٢ / ١٥) : كان مجلسه يحضره كثيرٌ من العلماء من سائر الطوائف ، ينمُّ عن أنّه شيخ الأمّة الإسلاميّة لا الإماميّة فحسب ، فيجب إكباره على أيِّ معتنق للدين.
__________________
(١) أحفّ الرجل : ذكره بالقبيح. (المؤلف)
(٢) البداية والنهاية : ١٢ / ١٩ حوادث سنة ٤١٣ ه.