نعم ... الحقّ معه في عدم ذكر ذلك كلّه ؛ لأنَّ الكذب لا مصدر له إلاّ القلوب الخائنة ، والصدور المملوكة للوسواس الخنّاس.
وأمّا العَلَم الحجّة سيِّدنا المحسن الأمين صاحب الحصون المنيعة الذي يزعم الرجل أنّه يجوِّز مثل هذا النكاح ، ففي أيٍّ من تآليفه جوّز ذلك؟ ولِمَن شافهه به؟ ومتى قاله؟ وأنّى نوّه به؟ وها هو حيٌّ يرزق ـ مدَّ الله في عمره ـ وهل هو إلاّ رجلٌ هَمٌ (١) عَلمٌ من أعلام الشريعة ، وإمامٌ من أئمّة الإصلاح ، لا يتنازل إلى الدنايا ، ولا يقول بالسفاسف ، ولا تُدنَّس ساحة قدسه بهذه القذائف والفواحش.
هذه نبذة يسيرة من الأفائك المودعة في رسالة السنّة والشيعة وهي مع أنّها رسالةٌ صغيرةٌ لا تعدو صفحاتها (١٣٢) ولكن فيها من البوائق ما لعلَّ عدّتها أضعاف عدد الصفحات ، وحسبك من نماذجها ما ذكرناه.
(إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ)
(مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ) (٢).
١٠ ـ
الصراع بين الإسلام والوثنيّة
تأليف
عبد الله علي القصيميّ نزيل القاهرة
لعلّ في نفس هذا الاسم دلالة واضحة على نفسيّات مؤلّفه وروحيّاته وما أودعه في الكتاب من الخزايات ؛ فأوّل جنايته على المسلمين عامّة تسميته بالوثنيّة أُمَماً من المسلمين يُعدّ كلّ منها بالملايين ، وفيهم الأئمّة والقادة والعلماء والحكماء والمفسّرون والحفّاظ والأدلاّء على دين الله الخالص ، وفي مقدّمهم أمّة من الصحابة
__________________
(١) أي ذو همّة يطلب معالي الأمور. (المؤلف)
(٢) النور : ١١.