مركز الأبحاث العقائديّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-65-2
ISBN الدورة:
الصفحات: ٦٨٩
خربوذ ، قال : سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال : لمّا صدر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع نزل الجحفة ، فصلّى فقال : « أيّها الناس ، إنّي سائلكم حين تردون عليّ الحوض عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تضلّوا ، وعترتي أهل بيتي ، انظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّي سألت اللطيف الخبير أن لا يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض فأعطاني ذلك ، ولا تشتموهم فتهلكوا » (١).
العاشر : [ حدّثنا ] عثمان بن محمّد ، قال : حدّثنا جعفر ، قال : حدّثنا يحيى ، عن المسعودي ، عن كثير النوا وأبي مريم الأنصاري ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٢).
الحادي عشر : [حدّثنا ] أبو أحمد ، قال : حدّثني علي بن عبد العزيز ، قال : حدّثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا خالد ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٣).
الثاني عشر : [ حدّثنا ] أبو أحمد ، قال : حدّثنا غير واحد ، عن عبد الملك ، قال : حدّثنا محمّد بن طلحة بن معرف ، عن الأعمش ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك
____________
١ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١٥٠ ، ح٦٢٦.
٢ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١٦٧ ، ح٦٤٦.
٣ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١٧٠ ، ح٦٤٩.
فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي [ و ] إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (١).
الثالث عشر : محمّد بن منصور ، عن عباد ، عن عبد الله بن بكير ، عن حكيم بن جبير ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : نزل النبي ( صلى الله عليه وآله ) الجحفة ، فأمر بدوح فنظّف ما تحتهن ، ثمّ أقبل على الناس فقام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « إنّي لا أجد لنبيّ إلاّ نصف عمر الذي قبله ، فإنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، فما أنتم قائلون؟ ».
قالوا : نقول : إنّك قد بلّغته ووضّحت فجزاك الله خيراً ، كما قدر كل إنسان أن يقول.
قال : « أليس تشهدون ألاّ إله إلاّ الله ، وأنّي عبد الله ورسوله؟ ».
قالوا : بلى.
قال : « أتشهدون أنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، والبعث حقّ بعد الموت؟ ».
فقالوا : بلى.
قال : فرفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يده فوضعها على صدره ، ثمّ قال : « وأنا أشهد معكم » ، ثمّ قال : « هل تسمعون؟ » قالوا : نعم.
قال : « فإنّي فرطكم ، وإنّكم واردون عليّ الحوض ، وأنّ عرضه أبعد ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد الكواكب أقداح من فضّة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين » فنادى مناد : يا رسول الله ، وما الثقلان؟
قال : « الأكبر كتاب الله طرفه بأيدكم ، وطرفه بيد الله فاستمسكوا به ولا
____________
١ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١٧٦ ، ح٦٥٤.
تزلّوا ولا تضلّوا ، والأصغر عترتي فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وسألت لهما ذلك ربّي ، فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصّروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فهم أعلم منكم » ثمّ قال : « هل تسمعون؟ » فقالوا : نعم (١).
الرابع عشر : محمّد بن منصور ، عن محمّد بن حميد ، عن إسماعيل بن صبيح ، عن أبي مريم ، عن يزيد بن حيّان ، قال : انطلقتُ أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم ، فدخلنا على زيد بن أرقم الأنصاري في غرفة له فتوضّأ ، ثمّ قام فصلّى فلم يصل الصلاة ، فانصرف فحدّثنا فقال : ما حدّثتكم فاقبلوه منّي ، وما نسيت فلا تكلّفونيه ، فإنّا كنّا نرى أنّ رسول الله أطولنا حياة ، وأنّه قام مقاماً بين مكّة والمدينة يدعى غدير خمّ ، فذكّر ووعظ ، ثمّ قال : « أمّا بعد ، فإنّما أنا بشر مثلكم ، يوشك أن يأتيني أمر ربّي فأجيب ، وإنّي تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه حبل الله من استمسك به كان على الهدى ، ومن أخطأه كان على الضلالة ، فاتّبعوا كتاب الله واهتدوا به ، فإنّه هو الهدى والنور ، ثمّ أهل بيتي أذّكركم الله في أهل بيتي » ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعا أيديهما حتّى نظروا إلى بياض إبطيهما ، فسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » (٢).
الخامس عشر : عثمان بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثني أبو زرعة ، قال : حدّثني كثير بن يحيى ، قال : حدّثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، قال : حدّثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن عامر بن واثلة ، عن زيد بن
____________
١ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١٧٥ ـ ١٧٦ ، ح٨٤٩.
٢ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ٤٠٧.
أرقم ، قال : لمّا رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوادع نزل غدير خمّ ، ثمّ أمر بدوحات فقممن ] تحتها ثمّ خطبهم [ ثمّ قال : « فكأنّي قد دعيت فأجبت ، وأنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » ثمّ قال : « إنّ الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن » ثم أخذ بيد علي (١) ....
السادس عشر : أبو أحمد ، قال : حدّثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدّثنا أبو نعيم ، قال : حدّثنا كامل أبو العلاء ، قال : سمعت حبيب يعني ابن أبي ثابت يخبر عن يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم ، قال : خرجنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى انتهى إلى غدير خمّ ، فأمر بدوح فكسح ، في يوم ما أتى عليه يوم أشدّ حرّاً منه ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : « يا أيّها الناس ، إنّه لم يبعث نبيّ قط إلاّ عاش نصف الذي عاش من قبله ، وإنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم ] الثقلين [ فلا تضلّوا عنه : كتاب الله ] وأهل بيتي [ » ثمّ أخذ بيد علي ... (٢).
محمّد بن سليمان الكوفي :
قال إبراهيم الوزير ( ت ٩١٤ هـ ) في الفلك الدّوار ـ بعد أن ذكر حديثاً ـ : وقد رواه عدّة من ثقات أصحابنا كمحمّد بن سليمان جامع المنتخب ، وأحد تلامذة محمّد بن منصور ، في كتابه المسمّى ( المناقب ) (٣).
قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : علاّمة العلماء وسيّدهم ، الفاضل المحدّث الجامع للكمالات الربّانيّة ، محمّد بن سليمان
____________
١ ـ مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ٣ : ٤٣٥ ، ح٩١٩.
٢ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ٤٤٠ ، ح٩٢٥.
٣ ـ الفلك الدّوار : ١٥١.
الكوفي ( رحمه الله ) ، هو العلاّمة حافظ الإسلام ، صاحب الهادي إلى الحق ( عليه السلام ) ، ونسبه في أسد بن خزيمة ، وتولّى القضاء للهادي ( عليه السلام ) ولولده الناصر ، وهو غير علي ابن سليمان الكوفي قاضي الهادي ( عليه السلام ) فهما رجلان شهيدان ، ثمّ قال : وله كتب صنّفها في الدين ، ثمّ قال : وفيها الشهادة بفضل علمه في الفقه وأصول الملّة ، ونقلة أخبارها ، وبعلمه بطرق الاستدلالات على الحق فيما اختلف فيه الناس من أمور الدين ، ثمّ قال : قال الشيخ أبو عمرو ـ وهذه ألفاظه ـ : ومع ما في أخباره ممّا يدلّ على أنّه من تلامذة الشيخ الفاضل العبد الصالح محمّد بن منصور المرادي ، انتهى.
قلت : وكان محمّد بن سليمان ( رحمه الله ) خرج مع علي بن زيد الزيدي ( رحمه الله ) بالكوفة ، وذلك أنّه ( عليه السلام ) دعا بالكوفة ، فلم يجتمع لدعوته الناس (١).
قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في طبقات الزيديّة : محمّد بن سليمان الكوفي ، أبو جعفر ، الراوي عن الهادي كتاب المنتخب.
ثمّ قال : وهو أيضاً من تلامذة محمّد بن منصور المرادي ومحمّد بن زكريّا العلاني ، وعنه محمّد بن أبي الفتح ، وكان من أصحاب الهادي ( عليه السلام ) ، وولاّهُ القضاء ، ثمّ لمّا مات ، وولي ولده الناصر لدين الله كذلك جعله على القضاء ذلك ، وله تصانيف.
ثمّ قال : وفي كتبه ما يشهد بفضل علمه في الفقه وأصول الملّة ، ونقله أخبارها ، ثمّ اختار الهجرة من العراق إلى الهادي ( عليه السلام ). (٢) قال عبد الله القاسمي ( ت ١٣٧٥ هـ ) في الجواهر المضيّة : محمّد بن
____________
١ ـ مطلع البدور ٤ : ١٦٥.
٢ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ٢٧٠ ، الطبقة الثانية.
سليمان الكوفي ، سمع عن محمّد بن منصور المرادي ومحمّد بن زكريّا العلاني وغيرهما ، وأخذ عن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين (١).
قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : محمّد بن سليمان الكوفي أبو جعفر من أعلام الفكر الإسلامي ، حافظ محدّث ، مسند ، ثبت ، مجاهد ، مولده في النصف الثاني من القرن الثالث تقريباً سنة ٢٥٥ (٢) في الكوفة.
ثمّ قال : وأخذ عن كثير من حفّاظ عصره ، وعلى رأسهم الحافظ المسند محمّد بن منصور المرادي المتوفّى سنة ٢٩٠ هـ.
ثمّ قال : وربّما توفّي في زمن الناصر المتوفّى سنة ٣٢٢ هـ (٣).
قال الشيخ المحمودي ـ محقّق الكتاب ـ في الهامش : لم يتّضح لي تاريخ وفاته غير أنّ تصريحه في آخر هذا الكتاب القيّم بأنّه فرغ من تأليفه سنة ٣٠٠ ، وقضاوته أيّام الناصر وهو أحمد بن الهادي إلى الحق ، حيث قام بالأمر بعد أبيه ، يفيد أنّ وفاته بعد سنة ٣٢٠ هـ (٤).
ولكن قال محمّد يحيى سالم عزّان ـ محقّق كتاب الفلك الدّوار ـ في الهامش : محمّد بن سليمان الكوفي ، نسبه في أسد بن خزيمة ، ولد حوالي سنة ٢٧٠ هـ. ثمّ قال : توفّي بعد سنة ٣٠٩ هـ (٥).
____________
١ ـ الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : ٨٦.
٢ ـ ولكنّ خروجه مع علي بن زيد ينافي هذا ، كما ذكره صاحب مطلع البدور فإنّ علي ابن زيد استشهد سنة ٢٥٦ هـ ، ولكن قال محمّد يحيى سالم عزّان في مقدّمة كتاب المنتخب ـ بعد أن ذكر كلام صاحب مطلع البدور ، وقال : إنّه نقله عن مقاتل الطالبيين ـ : والذي يبدو لي أنّه ولد حوالي سنة ( ٢٧٥ هـ ) ثمّ ذكر قول ابن أبي الرجال المتقدّم ، ثمّ قال : أقول : هذا وهم ; لأنّ الذي في مقاتل الطالبيين علي بن سليمان الكوفي.
٣ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٩٠٣.
٤ ـ مناقب أمير المؤمنين ١ : ١٠ ، في الهامش.
٥ ـ الفلك الدّوار : ٢٨ ، في الهامش.
مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
نسبه إليه إبراهيم بن محمّد الوزير في أكثر من موضع من كتابه الفلك الدّوار في علوم الحديث والفقه والآثار (١).
ونسبه إليه ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور ، قال : وله كتب صنّفها في الدين منها ... ، كتاب المناقب في فضائل أمير المؤمنين ( كرم الله وجهه ) ، وشواهد إمامته ، وكرم منشئه ، وحظه من الله ومن رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، وشريف صحبته ، وخلافته ، وصدق وصيّته بالأسانيد الخمسة المعروفة المشهود بفضل رواتها في علماء الحديث وفقهاء العراقين والحجاز ومصر والشام واليمن ، وغيرها من البلدان (٢).
ونسبه إليه أيضاً إبراهيم بن المؤيّد في طبقات الزيديّة (٣) ، والمؤيّدي في لوامع الأنوار (٤) ، وعبد السّلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة (٥) ، ومصادر التراث (٦) ، وأحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة (٧) ، وعمر رضا كحالة في معجم المؤلّفين (٨).
قال السيد العلاّمة عبد العزيز الطباطبائي : البراهين في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وهو على ما يبدو من مطلع البدور ـ كما
____________
١ ـ الفلك الدوّار : ٢٨ ، ١٥١ ، ١٥٤.
٢ ـ مطلع البدور ٤ : ١٦٥.
٣ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ٢٧٠.
٤ ـ لوامع الأنوار ١ : ٣٢٠.
٥ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٩٠٤.
٦ ـ مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ١ : ٤٦٢ ، ٥٣٠.
٧ ـ مؤلّفات الزيديّة ١ : ٢٠١ ، ٣ : ٥٧.
٨ ـ معجم المؤلّفين ١٠ : ٥٤.
تقدّم ـ غير كتابه المناقب ، ولكن ما وجدناه حتّى الآن من مخطوطات كتاب البراهين يطابق كتاب المناقب تماماً.
ثمّ قال : مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، كتاب قيّم جمع فيه أكثر من ألف ومائتي حديث من غرر مناقب أمير المؤمنين وفضائله ( عليه السلام ) ، رواها عن شيوخه بأسانيد جياد ، وفرغ منه ١٢ رجب سنة ٣٠٠ هجرية.
ثمّ ذكر السيد أربع مخطوطات للكتاب ومشخّصاتها (١).
قال الشيخ محمّد باقر المحمودي ـ محقق الكتاب ـ : ثمّ إنّ كتاب المناقب هذا من أفخم ما صنّف في إثبات معالي الصادقين ، وإيراد مزايا الصدّيقين ، وهو مع نقصه في مواضع منه ـ كما نشير إليه في مضانّها ـ هو الغالي الذي ما وجدنا مثله ، ولا يسع لمثمّن أن يثمّنه.
ومن خواصّ هذا الكتاب أنّ أكثر مواضيعه ممّا اشترك في روايته الشيعة والسنّة ، وكثير من مواضيعه إمّا متواتر عند المسلمين ، أو رووه بنحو الاستفاضة ، وأكثر رواة مواضيعه من رواة صحاح أهل السنّة ، كما نبّهنا على ذلك في كثير من تعليقاتنا عليه.
ثمّ قال : ولكن مع تفرّد الكتاب بمزايا لا توجد في غيره ـ ممّا صنّف في نفس المواضيع التي يتضمّنها هذا الكتاب ـ ومع ذلك يشتمل على بعض النقائص منها : عدم تناسق أبوابه وفصوله حسب كمّيّة المحتوى.
ثمّ قال : ومنها : اختلاط مواضيع أبوابه ، وعدم ترتيبها وتنظيمها كما ينبغي ، ولهذا كثيراً ما كنت أنوي أن أرتّب مواضيع الكتاب وأنشره باسم ( تنفيد المواهب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب وأهل بيته الأطائب )
____________
١ ـ مجلّة التراث ٢٤ : ٩٥.
ولكن صرفني عن ذلك عدم نشر أصل الكتاب.
ثمّ قال : وبعد ما فرغنا من نشر أصل الكتاب سننشر بحول الله وقوّته ترتيبه باسم ( تنفيد المواهب ) بعون الله (١).
____________
١ ـ مناقب أمير المؤمنين ١ : ٧ ، مقدّمة المحقق.
( ١٨ ) كتاب المنتخب
ليحيى بن الحسين الهادي إلى الحق ( ت ٢٩٨هـ )
جامعه وراويه : محمّد بن سليمان الكوفي ( ت بعد ٣٢٠ هـ )
الحديث :
قال محمّد بن سليمان الكوفي : فحدّثنا نصر بن أبان ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن قيس بن الربيع الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : لما نزلت هذه الآية ( قُلْ لا أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ) قال أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يارسول الله ، من قرابتك الذين أمرنا الله بمودّتهم؟ فقال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « هم علي وفاطمة والحسن والحسين هؤلاء قرابتي » ، ثمّ أكّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على الأمّة ما أمره الله به في أهل بيته ، فقال فيما روى يحيى بن عبد الحميد أيضاً عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال لأمّته : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١).
كتاب المنتخب :
قال السيد صارم الدين إبراهيم الوزير ( ت ٩١٤ هـ ) في الفلك الدوّار ـ بعد أن ذكر حديثاً ـ : وقد رواه عدّة من ثقات أصحابنا كمحمّد بن سليمان جامع المنتخب (٢).
____________
١ ـ المنتخب : ١٣ ، مقدّمة جامع الكتاب وراويه.
٢ ـ الفلك الدوّار : ١٥١.
قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور ـ بعد أن ذكر اسمه ـ : ومحمّد هو صاحب المنتخب الذي سأل عنه الهادي إلى الحق (١).
قال إبراهيم بن المؤيّد ( ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : محمّد بن سليمان الكوفي أبو جعفر ، الراوي عن الهادي كتاب المنتخب ، سأل الهادي ( عليه السلام ) عنه وأجابه (٢).
قال السيّد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : المنتخب ، تأليف : الإمام الهادي يحيى بن الحسين الهاشمي اليمني ، جمعه تلميذه محمّد بن سليمان الكوفي ، وعلى هذا الكتاب اعتماد الهادويين من الزيديّة في الفقه (٣).
والكتاب من الكتب المشهورة في أوساط الزيديّة ، وقد نسبه إلى الهادي إلى الحق الهاروني في الإفادة (٤) ، وعبد الله بن حمزة في الشافي (٥) ، وحميد المحلّي في الحدائق الورديّة (٦) ، وغيرهم (٧) ، ولكن لم نذكر هذا الكتاب ضمن مؤلّفات الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين وذكرناه هنا ; لأنّ الحديث الذي نقلناه عن هذا الكتاب كان ضمن مقدّمة الجامع محمّد بن سليمان الكوفي ، وبيّنا أنّ محمّد بن سليمان جامع وراوي وسائل هذا الكتاب لا غير. وقد طبع هذا الكتاب مع كتاب الفنون الذي هو بنفس صفة المنتخب بتحقيق محمّد يحيى سالم عزّان.
____________
١ ـ مطلع البدور ٤ : ١٦٥.
٢ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ٢٧٠ ، الطبقة الثانية.
٣ ـ مؤلّفات الزيديّة ٣ : ٦١.
٤ ـ الإفادة في تاريخ أئمّة الزيديّة : ١٢٨ ـ ١٤٦.
٥ ـ الشافي ١ : ٣٠٣ ـ ٣٠٧.
٦ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ٢٥.
٧ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة يحيى بن الحسين الهادي إلى الحق.
( ١٩ ) كتاب الولاية
أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد
المعروف بابن عقدة ( ت ٣٣٣ أو ٣٣٢ هـ )
الحديث :
الأوّل : ابن عقدة ، من طريق سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي ، أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم الثقلين : الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، فأمّا الثقل الأكبر هو حبل فبيد الله طرفه ، والطرف الآخر بأيديكم ، وهو كتاب الله إن تمسّكتم به فلن تضلّوا ، ولن تذلّوا أبداً ، وأمّا الثقل الأصغر فعترتي أهل بيتي ، إنّ الله اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وسألت ذلك لهما فأعطاني ، والله سائلكم كيف خلفتموني في كتاب الله وأهل بيتي » (١).
الثاني : ابن عقدة ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسي ، حدّثنا نصر ، وهو ابن مزاحم ، حدّثنا الحكم بن مسكين ، حدّثنا أبو الجارود وابن طارق ، عن عامر بن واثلة ، وأبو ساسان وأبو حمزة ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عامر بن واثلة ، قال : كنت مع علي ( عليه السلام ) في البيت يوم الشورى ، فسمعت عليّاً يقول لهم : « لأحتجنّ عليكم بما لا يستطيع عربيّكم ولا عجميّكم يغيّر
____________
١ ـ ينابيع المودّة لذوي القربى ١ : ١٢٢ ، وانظر كتاب الولاية ، جمع السيد حرز الدين : ١٥٩.
ذلك » ثمّ قال : « أنشدكم بالله أيّها النفر جميعاً ....
قال : فأنشدكم بالله أتعلمون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض؟ » قالوا : اللهمّ نعم (١).
الثالث : ابن عقدة ، من حديث سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أبي ذر ، أنّه أخذ بحلقة باب الكعبة ، فقال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (٢).
الرابع : ابن عقدة ، حدّثنا أحمد بن يوسف الجعفي ، حدّثنا محمّد بن يزيد النخعي ، حدّثنا حسين بن شداد ، أخبرنا محمّد بن كثير ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عقيل ، عن سلمان بالحديث (٣).
الخامس : ابن عقدة ، من طريق محمّد بن كثير ، عن فطر وأبي الجارود ، وكلاهما عن أبي الطفيل أنّ عليّاً ( عليه السلام ) قام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أنشد الله من شهد يوم غدير خمّ إلاّ قام ، ولا يقوم رجل يقول : نُبّئتُ ، أو بلغني ، إلاّ رجل سمعت أذناه ووعاه قلبه ، فقام سبعة عشر رجلاً ، منهم : خزيمة بن ثابت ، وسهل بن سعد ، وعدي بن حاتم ، وعقبة بن عامر ، وأبو أيّوب الأنصاري ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو شريح الخزاعي ، وأبو قدامة الأنصاري ،
____________
١ ـ مناقب الإمام علي ( عليه السلام ) لابن المغازلي : ١٣٦ ، المناشدة يوم الشورى ، وانظر كتاب الولاية ، جمع السيد حرز الدين : ١٧٥.
٢ ـ جواهر العقدين ، القسم الثاني ١ : ٨٦ ، وانظر كتاب الولاية ، جمع السيد حرز الدين : ١٩٣.
٣ ـ نقلاً عن كتاب الولاية ، جمع السيّد حرز الدين : ١٩٤ ، نقلاً عن رسالة الذهبي في طرق حديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه ٩٦ / ١١٤ ).
وأبو ليلى ، وأبو الهيثم بن التيهان ، رجال من قريش ، فقال علي ( رضي الله عنه ) وعنهم : « هاتوا ما سمعتم » ، فقالوا : نشهد أنّا أقبلنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع حتّى إذا كان الظهر خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأمر بشجرات فسوّين وألقي عليهنّ ثوب ، ثمّ نادى بالصلاة ، فخرجنا فصلّينا ، ثمّ قام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، ما أنتم قائلون » ، قالوا : قد بلّغت ، قال : « اللهم اشهد » ثلاث مرّات ، قال : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون » ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض نبّأني بذلك اللطيف الخبير » ... ، فقال عليّ ( عليه السلام ) : صدقتم وأنا على ذلك من الشاهدين (١).
السادس : ابن عقدة بإسناده عن عبد الرّزاق بن همام ، عن محمّد بن راشد ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس ، أنّ معاوية لمّا دعى أبا الدرداء وأبا هريرة ، ونحن مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بصفّين ، فحمّلهما الرسالة إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأدّياه إليه ، قال : « قد بلّغتماني ما أرسلكما به معاوية ، فاستمعا منّي وأبلغاه عنّي كما بلّغتماني » ، قالا : نعم ، فأجابه علي ( عليه السلام ) الجواب بطوله حتّى إذا انتهى إلى ذكر نصب رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) إيّاه بغدير خم بأمر اللّه تعالى قال : ( ... )
فقال علي ( عليه السلام ) : « أنشدكم بالله تعلمون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قام خطيباً ، ثمّ لم يخطب بعد ذلك ، فقال : أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما : كتاب الله عزّ وجلّ وأهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير قد
____________
١ ـ جواهر العقدين ، القسم الثاني ١ : ٨٠ ، وانظر كتاب الولاية ، جمع السيد حرز الدين : ١٩٦.
أخبرني ، وعهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فقالوا : نعم ، اللهمّ قد شهدنا ذلك كلّه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقام اثنا عشر رجلاً من الجماعة فقالوا : ... ، فقام السبعون البدريّون ونحوهم من المهاجرين ، فقالوا : ذكّرتمونا ما كنّا نسيناه ، نشهد أنّا قد كنّا سمعنا ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).
فانطلق أبو الدرداء وأبو هريرة فحدّثا معاوية بكلّ ما قال علي ( عليه السلام ) ، وما استشهد عليه ، وما ردّ عليه الناس وشهدوا به (١).
السابع : ابن عقدة ، عن أبي هريرة أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّي خلّفت فيكم الثقلين إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدهما أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٢).
الثامن : ابن عقدة ، من طريق محمّد بن كثير ، عن فطر ، وأبي الجارود ، كليهما عن أبي الطفيل ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب الله عزّ وجلّ حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا الحوض » (٣).
التاسع : ابن عقدة ، قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن المستورد ، قال حدّثنا إسماعيل بن صبيح ، قال : حدّثنا سفيان ـ وهو ابن إبراهيم ـ عن عبد المؤمن ـ وهو ابن القاسم ـ عن الحسن بن عطيّة العوفي ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ألا إنّ
____________
١ ـ الغيبة للنعماني : ٧٣ ، وانظر كتاب الولاية ، جمع السيد حرز الدين : ٢٠٢.
٢ ـ ينابيع المودّة لذوي القربى ١ : ١٢٢ ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : ٢٠٦.
٣ ـ ينابيع المودّة لذوي القربى ١ : ١١٩ ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : ٢٠٩.
أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١).
العاشر : ابن عقدة ، من طريق يونس بن عبد الله بن أبي فروة ، عن أبي جعفر محمّد بن علي ، عن جابر ( رضي الله عنه ) ، قال : كنّا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجّة الوداع ، فلمّا رجع إلى الجحفة أمر بشجرات ، فقمّ ما تحتهن ، ثمّ خطب الناس فقال : « أمّا بعد أيّها لناس ، فإنّي لا أراني إلاّ موشكاً أن أدعى فأجيب ، وإنّي مسؤول ، وأنتم مسؤولون فما أنتم قائلون؟ » قالوا : نشهد أنّك بلّغت ونصحت وأدّيت ، قال : « إنّي لكم فرط ، وأنتم واردون عليّ الحوض ، وإنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (٢).
الحادي عشر : ابن عقدة ، عن جابر بن عبد الله ، قال : كنّا مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حجّة الوداع ، فلمّا رجع إلى الجحفة نزل ، ثمّ خطب الناس ، فقال : « أيّها الناس ، إنّي مسؤول وأنتم مسؤولون فما أنتم قائلون؟ » قالوا : نشهد أنّك بلّغت ونصحت وأدّيت ، قال : « إنّي لكم فرط ، وأنتم واردون عليّ الحوض ، وإنّي مخلّف فيكم الثقلين ، إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٣).
الثاني عشر : ابن عقدة ، عن زيد بن أرقم ، قال : أقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم حجّة الوداع فقال : « إنّي فرطكم على الحوض ، وإنّكم تبعي ، وإنّكم توشكون
____________
١ ـ أمالي الشيخ الطوسي : ٢٥٥ ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : ٢١٦.
٢ ـ استجلاب ارتقاء الغرف : ٩٧ ، جواهر العقدين القسم الثاني ١ : ٧٧ ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : ٢١٨.
٣ ـ ينابيع المودّة لذوي القربى ١ : ١٢٥ ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : ٢١٨.
أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم عن ثقلي ، كيف خلفتموني فيهما؟ » ، فقام رجل من المهاجرين ، فقال : ما الثقلان؟ ، قال : « الأكبر منهما كتاب الله سبب طرفه بيدالله ، وسبب طرفه بأيديكم ، والأصغر عترتي ، فتمسّكوا بهما ، فمن استقبل قبلتي ، وأجاب دعوتي ، فليستوصِ بعترتي خيراً ، فلا تقتلوهم ، ولا تقهروهم ، ولا تقصّروا عنهم ، وإنّي قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني أن يردا عليّ الحوض كهاتين ـ وأشار بالمسبحتين ـ ناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي وليّ ، وعدوّهما لي عدوّ » (١).
الثالث عشر : ابن عقدة ، من طريق محمّد بن عبد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه أبي رافع مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : لمّا نزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) غدير خمّ مصدره من حجّة الوداع ، قام خطيباً بالناس بالهاجرة ، فقال : « أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم الثقلين : الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، فأمّا الثقل الأكبر فبيد الله طرفه ، والطرف الآخر بأيديكم ، وهو كتاب الله إن تمسّكتم به فلن تضلّوا ، ولن تذلّوا أبداً ، وأمّا الثقل الأصغر فعترتي أهل بيتي ، إنّ الله هو الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وسألته ذلك لهما ، والحوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء فيه من الآنية عدد الكواكب ، والله سائلكم كيف خلفتموني في كتابه وأهل بيتي » (٢).
الرابع عشر : ابن عقدة من حديث إبراهيم بن محمّد الأسلمي ، عن حصين ابن عبد الله بن ضمرة ، عن أبيه ، عن جدّه ( رضي الله عنه ) ، قال : لمّا انصرف رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
____________
١ ـ ينابيع المودّة لذوي القربى ١ : ١١٦ ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : ٢٢١.
٢ ـ جواهر العقدين القسم الثاني ١ : ٨٧ ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : ٢٢٤.
من حجّة الوداع أمر بشجرات فقممن بوادي خمّ وهجر ، فخطب الناس ، فقال : « أمّا بعد أيّها الناس ، فإنّي مقبوض ، أوشك أن أدعى فأجيب ، فما أنتم قائلون؟ » ، قالوا : نشهد أنّك قد بلّغت ونصحت وأدّيت ، قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (١).
الخامس عشر : ابن عقدة ، من طريق عبد الله بن سنان ، عن أبي الطفيل ، عن عامر بن ليلى بن ضمرة وحذيفة بن أسيد ( رضي الله عنهما ) ، قالا : لمّا صدر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ، ولم يحجّ غيرها ، أقبل حتّى إذا كان بالجحفة نهى عن سمرات بالبطحاء متقاربات ، لا ينزلوا تحتهن ، حتّى إذا نزل القوم ، وأخذوا منازلهم سوّاهن ، أرسل إليهن فقمّ ما تحتهن ، ثمّ انصرف إلى الناس ، وذلك يوم غدير خمّ ، وخمّ من الجحفة ، وله بها مسجد معروف فقال : « أيّها الناس ، إنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لن يعمّر نبي إلاّ نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإنّي لأظنّ أن أدعى فأجيب ، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون ، هل بلّغت ، فما أنتم قائلون؟ » قالوا : نقول : قد بلّغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيراً ، قال : ... ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، أنا فرطكم ، وإنّكم واردون عليّ الحوض ، أعرض ممّا بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد نجوم السماء ، قدحان من فضّة ، ألا وإنّي سائلكم حيث تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما حين تلقوني » ، قالوا : وما الثقلان يارسول الله؟ ، قال : « الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرف بيد الله ، وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلّوا ، ولا تبدّلوا ، ألا وعترتي ، فإنّي قد نبّأني اللطيف الخبير أن لا
____________
١ ـ استجلاب ارتقاء الغرف : ١٠٨ ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : ٢٢٧.
يفترقا حتّى يلقياني ، وسألت الله ربّي لهم ذلك فأعطاني ، فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فهم أعلم منكم » (١).
السادس عشر : ابن عقدة ، من طريق عروة بن خارجة ، عن فاطمة الزهراء ( رضي الله عنها ) قالت : « سمعت أبي ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه يقول ، وقد امتلأت الحجرة من أصحابه : أيّها الناس ، يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً ، وقد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا وإنّي مخلّف فيكم كتاب ربّي عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي ، ثمّ أخذ بيد علي فقال : هذا عليّ مع القرآن والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض ، فأسألكم ما تخلفوني فيهما » (٢).
السابع عشر : ابن عقدة ، من حديث عروة بن خارجة ، عن فاطمة بنت علي ، عن أمّ سلمة ( رضي الله عنها ) قالت : أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد علي ( رضي الله عنه ) بغدير خمّ ، فرفعها حتّى رأينا بياض إبطه فقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه » ... الحديث ، وفيه : ثمّ قال : « يا أيّها الناس ، إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٣).
الثامن عشر : ابن عقدة من طريق عمرو بن سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أمّ سلمة ، قالت : أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد عليّ بغدير خمّ ، فرفعها حتّى رأينا بياض إبطه ، فقال : « مَن كنت مولاه فعليّ مولاه » ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ولن يفترقا
____________
١ ـ جواهر العقدين ، القسم الثاني ١ : ٨٣ ، وانظر كتاب الولاية جمع حرز الدين : ٢٣٢.
٢ ـ ينابيع المودّة لذوي القربى ١ : ١٢٣ ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : ٢٤٢.
٣ ـ جواهر العقدين ، القسم الثاني ١ : ٨٨ ، وانظر كتاب الولاية جمع السيد حرز الدين : ٢٤٤.