موسوعة حديث الثقلين - ج ٣

مركز الأبحاث العقائديّة

موسوعة حديث الثقلين - ج ٣

المؤلف:

مركز الأبحاث العقائديّة


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-65-2
ISBN الدورة:
978-600-5213-62-1

الصفحات: ٦٨٩
  الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤

المصادر ، وهي القلّة ممّن ترجمت له : أنّ وفاة الإمام يحيى بن حمزة كانت في سنة ٧٤٧ هـ ، إلاّ أنّ الصحيح أنّه انتهى من تأليف كتابه ( الانتصار ) في أواخر سنة ٧٤٨ ، كما ذكره محققا الجزء الأوّل منه (١).

وقال محقق كتاب الديباج الوضي أيضاً : وقد كانت له ( عليه السلام ) آراء خاصّة حول بعض القضايا ، أوردها في بعض مؤلّفاته ، فكانت مثار نظر ومناقشة ، فعقّب عليها بالبحث والمناقشة بعض أئمّة الزيديّة وعلمائهم ، وعلى سبيل المثال قضيّة فدك حيث يذهب الإمام يحيى بن حمزة إلى أنّ قضاء أبي بكر فيها صحيح (٢).

وعن عقائد يحيى بن حمزة وآرائه الكلاميّة انظر كتاب : الإمام يحيى بن حمزة وآراءه الكلاميّة للدكتور أحمد محمود صبحي.

قال الأكوع في هجر العلم ومعاقله : كتب سيرة حياته حفيده عبد الله بن الهادي بن يحيى بن حمزة (٣).

____________

١ ـ الديباج الوضي ١ : ٥٧ ، مقدّمة المحقق.

٢ ـ الديباج الوضي ١ : ٥١ ، مقدّمة المحقق.

٣ ـ هجر العلم ومعاقله ١ : ٥٠٤.

وانظر ترجمته أيضاً : اللآلي المضيّة ٢ : ٤٩٣ ، مطمح الآمال : ٢٥٢ ، البدر الطالع ٢ : ١٨٤ ، التحف شرح الزلف : ١٨٥ ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، لوامع الأنوار ٢ : ٧٣ ، ٨٢ ، بلوغ المرام : ١ : ٤١٤ ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٢٤ ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، الجواهر المضيّة : ١٠٧ ، مقدّمة كتاب الانتصار على علماء الأمصار ، كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : ٥٧ ، الفلك الدّوار : ٧٣ ، في الهامش ، المقتطف من تاريخ اليمن : ١٩٣ ، الإرشاد إلى سبيل الرشاد : ٤٠ ، في الهامش ، مقدّمة كتاب المعالم الدينية ، تحقيق : سيد مختار محمد أحمد حشاد ، التجديد في فكر الإمامة عند الزيديّة في اليمن : ٩٥ ، الذريعة ٨ : ٢٨٨ ، ١٣ : ١٣ ، ٢٥ : ١٠ ، معجم المطبوعات العربيّة ٢ : ١٩٤٤ ، مجلّة تراثنا ١٩ : ١٠٦ ، كشف

٤٤١

الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة وتقرير القواعد القياسيّة :

قال يحيى بن حمزة في مقدّمة كتابه هذا : ثمّ إنّي كنت متطلّعاً إلى تصنيف كتاباً في المباحث الأصوليّة وتقرير القواعد القياسيّة ، إذ كان فضل هذا العلم لا يخفى ، ثمّ قال : وأحسن ما وجدته من المصنّفات فيه لأصحابنا العدليّة من المعتزلة والزيديّة هو كتاب ( المعتمد ) للشيخ العالم النحرير الحبر علم المحقّقين أبي الحسين محمّد بن علي البصري.

ثمّ قال : ولمّا وفّقني الله تعالى لمطالعة كتابه هذا هذّبت أبوابه بالمعاقد والمناظم ، وزيّنت مسائله بالمقاصد والتراجم ، ولخّصت مسائله المنثورة ، وأبنت ما كان فيه من الأسرار المدفونة ، وأظهرت غوامضه ، وكشفت حقايقه ، ثمّ قال : فلمّا نسخته ( نسجته ) على هذا المنوال الفائق ، ووضعته على هذا التقرير المعجب الرائق ، سمّيته بكتاب ( الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة وتقرير القواعد القياسيّة ) (١).

نسبه إليه محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار ، وقال ـ عند عدّ مؤلّفاته ـ : في أصول الفقه : الحاوي ثلاث مجلّدات (٢).

وكذلك نسبه إليه إبراهيم بن المؤيّد في طبقات الزيديّة الكبرى (٣) ،

____________

الظنون ٢ : ١٧٩٥ ، هديّة العارفين ٢ : ٥٢٦ ، الأعلام ٨ : ١٤٣ ، معجم المؤلّفين ١٣ : ١٩٥ ، الزيديّة لأحمد صبحي : ٢٩٩ ، هجر العلم ومعاقله ١ : ٥٠١.

١ ـ الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة ١ : ٣ ، مقدّمة المؤلّف.

٢ ـ مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار ٢ : ٩٧٢.

٣ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٢٢٤ ، الطبقة الثالثة.

٤٤٢

والسيّد المؤيّدي في التحف شرح الزلف (١) ، والسيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة (٢) ، وعبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة (٣) ، وغيرهم (٤).

قال السيد المؤيّدي في لوامع الأنوار : وأروي جميع مؤلّفات الإمام يحيى ابن حمزة ومرويّاته بالأسانيد السابقة المذكورة إلى الإمام يحيى شرف الدين ، عن السيد صارم الدين إبراهيم بن محمّد الوزير ، عن السيد الإمام أبي العطايا عبد الله بن يحيى بسنده المار آنفاً إلى الإمام المؤيّد بربّ العزّة يحيى بن حمزة ( عليهم السلام ) (٥).

والكتاب تحت التحقيق وسيصدر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافيّة.

____________

١ ـ التحف شرح الزلف : ١٨٧.

٢ ـ مؤلّفات الزيديّة ١ : ٤١٥.

٣ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٢٧.

٤ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٥ ـ لوامع الأنوار ٢ : ٧٤.

٤٤٣
٤٤٤

( ٨٧ ) الانتصار على علماء الأمصار

الحديث :

الأوّل : قال في حديثه عن فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) : وأمّا من جهة السنّة فقد ورد في ذلك أحاديث نذكرها : أوّلها : قوله ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » (١).

الثاني : قال عنه ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا ما تخلفوني فيهما » (٢).

الثالث : قال : إنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قرنهم بالكتاب حيث قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (٣).

الرابع : قال : قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٤).

الخامس : قال : وأمّا إنّ إجماعهم حجّة فللآية والخبر ، أمّا الآية فقوله تعالى ( ... ) وأمّا الخبر فقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن

____________

١ ـ الانتصار ١ : ١٨٥ ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ).

٢ ـ الانتصار ١ : ١٨٨ ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ).

٣ ـ الانتصار ١ : ١٨٩ ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ).

٤ ـ الانتصار ١ : ١٩٠ ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ).

٤٤٥

تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فظاهر هذا الخبر دالّ على وجوب التمسّك بالكتاب والعترة ، ولن يكون الأمر هكذا إلاّ وهم معصومون (١).

الانتصار على علماء الأمصار :

نسبه إليه محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار ، وقال : الانتصار ثمانية عشر جزءاً (٢).

ونسبه إليه أيضاً : إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (٣) ، والسيد أحمد الشرفي في اللآلي المضيّة (٤) ، والمؤيّدي في التحف شرح الزلف (٥) ، وغيرهم (٦).

وقد تقدّم ذكر سند السيد المؤيّدي لجميع مؤلّفات يحيى بن حمزة عند ذكر كتاب الحاوي.

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الانتصار الجامع لمذاهب علماء الأمصار ، تأليف : الإمام المؤيّد يحيى بن حمزة الحسيني اليمني ، في ثمانية عشر مجلّداً ، وهو تقرير المختار من مذاهب الأئمّة وأقاويل علماء الأمّة في المباحث الفقهيّة والمضطربات الشرعيّة ، وكان مشغولاً به في سنوات

____________

١ ـ الانتصار ٢ : ٧٢٦ ، إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ).

٢ ـ مآثر الأبرار ٢ : ٩٧٢.

٣ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٢٢٤ ، الطبقة الثالثة.

٤ ـ اللآلي المضيّة ٢ : ٤٩٣.

٥ ـ التحف شرح الزلف : ١٨٦.

٦ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٤٤٦

٧٤٣ ـ ٧٤٨ (١).

قال عبد الوهاب المؤيّد ـ وهو أحد محقّقي الجزء الأوّل من الكتاب ـ في مقدّمة هذا الكتاب : إنّه موسوعة نادرة للمدارس والمذاهب الفقهيّة الإسلاميّة ، بل يتميّز على الموسوعة ، ويتفوّق عليها ، ويتجاوزها من حيث إنّه عالم متبحّر بحوار الأفكار والآراء ، وتقارع الحجج والبراهين ، واتّفاق واختلاف الآراء والمذاهب ، فهو بحث واسع للفقه المقارن الذي يستخدم في منهجه إيراد الآراء ، ثمّ فحصها ومقارنتها في كلّ مسألة ، ثمّ يعود إلى تقرير المختار إليه ، ممعناً في الاستدلال بأسلوب العالم المتجرّد من كلّ الأهواء ، ويختم كلّ مسألة بإيراد الانتصار الذي يناقش آراء وأقوال مخالفيه بحصافة الناقد البصير ، وبصيرة الناقد الحصيف ، وقال أيضاً : انتهى من تأليف الانتصار سنة ٧٤٨ (٢).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الانتصار الجامع لمذاهب علماء الأمصار في تقرير المختار من مذاهب الأئمّة وأقاويل علماء الأمّة في المباحث الفقهيّة والمضطردات الشرعيّة ، موسوعة شاملة لأقوال مختلف المذاهب.

ثمّ ذكر عدّة نسخ للكتاب في عدّة مكتبات ، بعض النسخ بخطّ المؤلّف (٣).

وكذا ذكر للكتاب نسخ عديدة في كتابه مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن (٤).

____________

١ ـ مؤلّفات الزيديّة ١ : ١٦٢.

٢ ـ الانتصار على علماء الأمصار ، الجزء الأوّل مقدّمة التحقيق.

٣ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٥٢.

٤ ـ مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست.

٤٤٧

أقول : ويسمّى أيضاً : الانتصار على علماء الأمصار ، كما في بعض المصادر (١) ، وطبع الكتاب تحت هذا العنوان وهو ما أثبتاه.

____________

١ ـ انظر ما قدّمناه من مصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٤٤٨

( ٨٨ ) مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنيّة الأشرار

الحديث :

الأوّل : قال : وجمَعَهم ( القرآن وأهل البيت ( عليهم السلام ) ) الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في قوله : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (١).

الثاني : قال : ومن ذلك قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (٢).

مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنيّة الأشرار :

نسبها إليه محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار ، وقال : في الردّ على الباطنيّة (٣) ، والسيد أحمد الشرفي في اللآلي المضيّة (٤) ، وإبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (٥) ، والسيد المؤيّدي في التحف شرح الزلف (٦) ، وغيرهم (٧).

وقد تقدّم ذكر إسناد المؤيّدي لجميع كتب المؤيّد بالله عند ذكر كتاب الحاوي.

____________

١ ـ مشكاة الأنوار : ٦٠ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ مشكاة الأنوار : ٩٧ ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ مآثر الأبرار ٢ : ٩٧٢.

٤ ـ اللآلي المضيّة ٢ : ٤٩٣.

٥ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٢٢٤ ، الطبقة الثالثة.

٦ ـ التحف شرح الزلف : ١٨٦.

٧ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٤٤٩

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنيّة الأشرار ، ردّ على رسالة كتبها أحد الباطنيّة رداً على رسالة الشيخ أبي محمّد الحسن بن محمّد الرصّاص ، وقد أودع الباطني رسالته عقائد المذهب في الأصول والطقوس والشعائر الدينيّة ، وأوّلها بتأويلات تبعدها عن قصد الشريعة وأهدافها ، وأورد فيها نصوصاً محرّفة من الأحاديث يستدلّ بها على ما ذهب إليه ، وفي هذا الكتاب نقد وتمحيص للمذهب الباطني ولما في الرسالة المذكورة ، على ضوء مذهب أهل البيت ( أئمّة الزيديّة ) بالإضافة إلى جملة من الأدلّة العقليّة ، وهو في مقدّمة وثلاث فنون وخاتمة ، استعرض فيها : طريقة الإبطال ، طريقة المعارضة ، طريقة التحقيق ، تمَّ تأليفه في العشر الأواخر من جمادي الآّخر سنة٧٠٨ (١).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : مشكاة الأنوار الهادمة لقواعد الباطنيّة الأشرار ، قال الحبشي : فرغ من كتابتها سنة ٨١٧ هـ ، بمكتبة الجامع برقم ١٣١ ( علم كلام ) مع كتاب المعالم الدينيّة طبع بتحقيق محمّد السيد بسيوني سنة ١٩٧٢ م القاهرة ، ثمّ ذكر عدّة نسخ خطيّة للكتاب في عدّة مكتبات (٢).

____________

١ ـ مؤلّفات الزيديّة ٣ : ٢١.

٢ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٣٠.

٤٥٠

( ٨٩ ) الديباج الوضيّ في الكشف عن أسرار كلام الوصيّ

( شرح نهج البلاغة )

الحديث :

قال : ومن خطبة له ( عليه السلام ) : « عباد الله ، إنّ من أحبّ عباد الله إلى الله عبداً أعانه الله على نفسه ... ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر ، وأترك فيكم الثقل الأصغر » أشار بذلك إلى قول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » فالثقل الأكبر هو كتاب الله ، والثقل الأصغر هم العترة ، وإنّما سمّيا ثقلين ; لما تضمّناه ، من أثقال التكاليف ، وتحمّل أعباءهما وأراد أنّ سيرتي فيكم مطابقة لحكم كتاب الله ، وجعلت أولادي الذين هم أولاد الرسول وعترته خلفاً عليكم بعدي (١).

الديباج الوضيّ في الكشف عن أسرار كلام الوصيّ :

قال يحيى بن حمزة في مقدّمة كتابه هذا : فإنّي جرّدت همّتي وشحّذت غرار عزيمتي في هذا الإملاء بعد استخارة ذي الطول ، والاستعانة بمن له القوّة والحول ، إلى إيضاح ما وقع في كلام أمير المؤمنين من تفسير ألفاظه الغريبة ، وإظهار معانيه اللطيفة العجيبة ، وبيان أمثاله الدقيقة ، ولطائف معانيه الرشيقة ، إلى أن قال : فلمّا سبكته نيار الفكرة في بوتق التحقيق ، وصار ذهباً خالصاً يموج في قالب أنيق ، سمّيته بكتاب : ( الديباج الوضيّ في الكشف عن

____________

١ ـ الديباج الوضيّ ٢ : ٦٥٥ ، خطبة رقم ٨٤.

٤٥١

أسرار كلام الوصيّ ) ليكون اسمه موافقاً لمسمّاه ، ولفظه مطابقاً لمعناه ، حيث كانت العلوم درراً وهو تاجها ، وحللاً وهو ديباجها.

ثمّ قال : واعلم أنّي قد سلكت فيه أحد مسلكين : المسلك الأوّل : أن أقتطع من كلامه ( عليه السلام ) قطعة ، ثمّ أعقد عليها عقداً يكون محيطاً بأسرارها وغرائبها ، ويحتوي على جميع معانيها وعجائبها.

المسلك الثاني : أن أذكر اللفظة المركّبة من كلام أمير المؤمنين ، ثمّ أكشف معناها ، وأوضّح مغزاها من غير التزام عقد لها ، ولا إشارة إلى ضابط (١).

وقال في آخر هذا الكتاب : وكان الفراغ منه في شهر ربيع الآخر من شهور سنة ثمانية عشرة وسبعمائة (٢).

نسبه إليه محمّد بن علي الزحيف في مآثر الأبرار (٣) ، والسيد أحمد بن محمّد الشرفي في اللآلي المضيّة (٤) ، وإبراهيم بن القاسم بن المؤيّد في طبقات الزيديّة (٥) ، وغيرهم (٦).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصيّ ، شرح كبير في ثلاث مجلّدات على كتاب ( نهج البلاغة ) ، وهو شرح تناول بعض العلوم الأدبيّة ومباحث كلاميّة عقائديّة ومسائل تاريخيّة تناسب الخطب والكلمات ، فرغ المؤلّف منه في شهر ربيع

____________

١ ـ الديباج الوضي ١ : ١٠٢ ، مقدّمة المؤلّف.

٢ ـ الديباج الوضي ٦ : ٣٠٩٠.

٣ ـ مآثر الأبرار : ٩٧٢.

٤ ـ اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة ٢ : ٤٩٤.

٥ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٢٢٤ ، الطبقة الثالثة.

٦ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٤٥٢

الآخر سنة ٧١٨ (١).

وقد تقدّم ذكر إسناد المؤيّدي لجميع كتب يحيى بن حمزة عند ذكر كتاب الحاوي.

وقد طبع هذا الكتاب في ستّة مجلّدات بتحقيق خالد بن قاسم بن محمّد المتوكّل ، وصدر عن مؤسّسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافيّة.

____________

١ ـ مؤلّفات الزيديّة ١ : ٤٨٠.

٤٥٣
٤٥٤

( ٩٠ ) مشكاة الأنوار للسالكين مسالك الأبرار

الحديث :

قال : المسلك الأوّل ( في رجحان تقليد أهل البيت ( عليهم السلام ) ) ما ورد من جهة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) من الثناء عليهم كقوله ( صلى الله عليه وآله ) الخبر المشهور : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١).

مشكاة الأنوار للسالكين مسالك الأبرار :

نسبها إليه عبد السلام الوجيه في مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن (٢) ، وفي أعلام المؤلّفين الزيديّة ، وقال : مشكاة الأنوار للسالكين مسالك الأبرار ـ خ ـ مجلّد رقم ٦٧ ( علم الكلام ) أخرى ١٣ ( مجاميع ) ١٨ ـ ٤٢ غربية جامع (٣).

والسيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة ، قال : مشكاة الأنوار للسالكين مسالك الأبرار ، تأليف : الإمام المؤيّد يحيى بن حمزة الحسيني اليمني ، أوّله : ( الحمد لله القيّوم الذي بهر شفف توماض برهانه أفئدة أهل

____________

١ ـ مشكاة الأنوار للسالكين مسالك الأبرار : ٦ ، رجحان تقليد أهل البيت ( عليهم السلام ) على غيرهم ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ١ : ١٨٣.

٣ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٣٠.

٤٥٥

الزيغ والعناد ) (١).

ونسبها إليه أيضاً : الأكوع في هجر العلم ومعاقله (٢) ، وخالد بن قاسم ـ محقق كتاب الديباج الوضي ـ في مقدّمة الكتاب (٣) ، والدكتور أحمد صبحي في كتابه الإمام المجتهد يحيى بن حمزة وآراءه الكلاميّة (٤).

____________

١ ـ مؤلّفات الزيديّة ٣ : ٢٠.

٢ ـ هجر العلم ومعاقله ١ : ٥٠٦.

٣ ـ الديباج الوضيّ ١ : ٦٥ ، مقدّمة المحقق.

٤ ـ الإمام المجتهد يحيى بن حمزة وآراءه الكلاميّة : ٢٤.

٤٥٦

( ٩١ ) الدعوة العامّة

الحديث :

قال : فنحن أهل البيت الشهداء ، والناس المشهود عليهم ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به ... » الخبر (١).

الدعوة العامّة :

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الدعوة العامّة ـ خ ـ ( مجاميع ) ١٠٦ ، مكتبة الأوقاف ق ١٦٥ ـ ١٦٩ (٢) ، ونسبه إليه في مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن (٣).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الدعوة العامّة كتبها الإمام المؤيّد يحيى بن حمزة الحسيني اليمني ، رسالة إلى كافّة الناس يدعوهم إلى إمامته (٤).

ونسبها إليه أيضاً : الزركلي في الأعلام (٥) ، وخالد بن قاسم بن محمّد المتوكّل ـ محقق كتاب الديباج الوضي ـ في مقدّمة كتاب الديباج الوضي (٦).

____________

١ ـ الدعوة العامّة : ٦٨ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٢٨.

٣ ـ مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ١ : ١٨٤.

٤ ـ مؤلّفات الزيديّة ١ : ٤٧٠.

٥ ـ الأعلام ٨ : ١٤٣.

٦ ـ الديباج الوضيّ ١ : ٦٢ ، مقدّمة المحقق.

٤٥٧
٤٥٨

( ٩٢ ) الدعوة إلى سلطان اليمن

الحديث :

قال : الحمد لله على ما أولانا ، إلى أن قال : وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « مثل أهل بيتي كسفينة نوح » الخبر ، وقال : « أهل بيتي كالنجوم » الخبر ، وقال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم » الخبر ، إلى غير ذلك (١).

الدعوة إلى سلطان اليمن :

نسبها إليه عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة ، قال : الدعوة إلى سلطان اليمن ـ خ ـ ( مجاميع ) ١٠٦ مكتبة الأوقاف ق ١٧٠ ـ ١٧٣ (٢).

ونسبها إليه أيضاً في كتابه مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ، قال : عدد صفحاتها : ٤ صفحات (٣).

ونسبها إليه خالد بن قاسم محقق كتاب الديباج الوضي في مقدّمة التحقيق (٤).

ولكن قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة الدعوة العامة ، كتبها الإمام المؤيّد بالله يحيى بن حمزة الحسيني اليمني ، كتاب دعوته إلى سلطان

____________

١ ـ الدعوة إلى سلطان اليمن : ٨ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ أعلام المؤلفين الزيديّة : ١١٢٨.

٣ ـ مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ١ : ١٨٤.

٤ ـ الديباج الوضي ١ : ٦٢ ، مقدّمة المحقق.

٤٥٩

اليمن ، وأمراء آل يحيى بن حمزة ، والأمير عبد الله بن أحمد (١).

فعدّ السيد أحمد الحسيني هذه الدعوات ، دعوة واحدة ، ولكن هي أكثر من دعوة ، فإنّ الدعوة العامّة وحدها ، وقد تقدّم الكلام عنها ، والدعوة إلى سلطان اليمن وهي هذه ، ودعوة إلى أمراء آل يحيى ، نعم هذه الدعوات جميعها في مجلّد واحد.

قال عبد السلام الوجيه في مصادر التراث : الدعوة العامّة ـ ٧ ـ صفحات ، الدعوة إلى سلطان اليمن ٤ صفحات ، دعوته إلى أمراء آل يحيى بن حمزة ٣ صفحات ، ثمّ ذكر كتابه إلى الأمير عبد الله بن أحمد (٢).

____________

١ ـ مؤلّفات الزيديّة ١ : ٤٧٠.

٢ ـ مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ١ : ١٨٤.

٤٦٠