موسوعة حديث الثقلين - ج ٣

مركز الأبحاث العقائديّة

موسوعة حديث الثقلين - ج ٣

المؤلف:

مركز الأبحاث العقائديّة


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-65-2
ISBN الدورة:
978-600-5213-62-1

الصفحات: ٦٨٩
  الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤

الأربعة ، جوّد فيه القول في مسألة الأفعال وما يتعلّق بها من مسألة المشيئة والأقدار (١).

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : ومصنّفاته غرر وكلماته درر ، تسفر عن شمس واضحة أو قمر ، منها : العواصم في الذب عن سنّة أبي القاسم ( صلى الله عليه وآله ) أربعة أجزاء مجلّدة ، يشتمل على ما لم يشتمل عليه كتاب ، ولا يحتاج الناظر فيه إلى غيره (٢).

قال الشوكاني ( ت ١٢٥٠ هـ ) في البدر الطالع : قال السخاوي : إنّه تعانى النظم فبرع فيه ، وصنّف في الردّ على الزيديّة ( العواصم والقواصم في الذبّ عن سنّة أبي القاسم ) ، واختصره في الروض الباسم.

ثمّ قال الشوكاني : ومن رام أن يعرف حاله ومقدار علمه فعليه بمطالعة مصنّفاته ، فإنّها شاهد عدل على علوّ طبقته ، فإنّه يسرد في المسألة الواحدة من الوجوه ما يبهر لبّ مطالعه ، ويعرّفه بقصر باعه بالنسبة إلى علم هذا الإمام كما يفعله في ( العواصم والقواصم ) فإنّه يورد كلام شيخه السيد العلاّمة علي ابن محمّد بن أبي القاسم في رسالته التي اعترض بها عليه ، ثمّ ينسفه نسفاً ، إلى أن قال : وهو في أربعة مجلّدات ، يشتمل على فوائد في أنواع من العلوم ، لا توجد في شيء من الكتب (٣).

قال السيد المؤيّدي في التحف ـ عند عدّ مصنّفاته ـ : والعواصم والقواصم ومختصره الروض الباسم ، وأكثر ما اشتمل عليه من الأقوال ممّا أثاره الجدل ،

____________

١ ـ طبقات صلحاء اليمن ( تاريخ البريهي ) : ٢١.

٢ ـ مطلع البدور ٤ : ٧٣.

٣ ـ البدر الطالع ٢ : ٢٠.

٥٤١

وقد صحّ رجوعه عنها من رواية الإمام الشهير محمّد بن عبد الله الوزير ، وصاحب مطلع البدور والحمد لله (١).

وطبع الكتاب مؤخّراً بتحقيق شعيب الأرنؤوط.

____________

١ ـ التحف شرح الزلف : ٢٠١.

٥٤٢

( ١١٠ ) المنتزع المختار من الغيث المدرار ( شرح الأزهار )

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح ( ت ٨٧٧ هـ )

الحديث :

قال : قال ( عليه السلام ) (١) : وإلى الوجه الثاني (٢) أشرنا بقولنا : ( ولخبري السفينة ) ، وهما : ( أهل بيتي كسفينة نوح ) الخبر ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) ( فأين يتاه بكم عن علم تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة حتّى صار في عترة نبيّكم ) و ( إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » (٣).

عبد الله ابن أبي القاسم بن مفتاح :

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : الفقيه المفيد النافع ، ميمون المقاصد ، عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح ( رحمه الله ) ... ، واشتهر بعبد الله بن مفتاح يسقط اسم أبيه ، كان من عبّاد الله الصالحين ، ومن أهل التحقيق في الفقه ... ، قال العلاّمة يحيى بن محمّد بن صالح بن حنش ( رحمه الله ) : أخبرني الفقيه عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح ( رحمه الله ) أنّه رأى في المنام أنّ حي الإمام المهدي أحمد بن يحيى ( عليه السلام ) في أرض بيده مسحاة من حديد ، وهو يعمل في تلك

____________

١ ـ هو الإمام أحمد بن يحيى بن المرتضى في كتابه الغيث المدرار.

٢ ـ الوجه الثاني في أولوية تقليد أهل البيت ( عليهم السلام ) دون غيرهم.

٣ ـ المنتزع المختار من الغيث المدرار ١ : ١٥٥.

٥٤٣

الأرض ، ويساوي حفرها ، فأخذت تلك المسحاة من يده ، وسوّيت تلك الحفر ، وفعلت كما فعل ، وروى لنا ( رحمه الله ) عن الفقيه زيد أنّه يروي عن الإمام المهدي ( عليه السلام ) ... ، انتهى. توفّي ( رحمه الله ) يوم السبت سابع شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وثمانمائة ، وقبره يماني صنعاء ، وكان عليه مشهد قد تهدّم (١).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : عبد الله بن أبي القاسم ، المعروف بابن مفتاح ، قال في بعض التعاليق : هو من موالي بني الحجّي ، ولذا سكن غضران ـ بمعجمتين ثمّ مهملة ـ من بني حشيش من بلاد السمر ; لأنّه ممّن استوطنه ، وتملك فيه أموالاً ، وبنى فيه مسجداً ، قال العلاّمة ابن حنش وغيره : إنّ ابن مفتاح سمع الغيث وغيره على الفقيه زيد بن يحيى الذماري ، عن الإمام المهدي ، فهو الواسطة بين الإمام وبين ابن مفتاح.

ثمّ قال ـ بعد أن ذكر تلامذته ـ : كان من عباد الله الصالحين ، ومن أهل التحقيق في الفقه ، ثمّ قال : توفّي في ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وثمانمائة ، وقبره شرقي قبور السادة آل الوزير (٢).

قال الشوكاني ( ١٢٥٠ هـ ) في البدر الطالع : عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح شارح الأزهار ، ثمّ قال : كان محقّقاً للفقه ، ولعلّه قرأ على الإمام المهدي مصنّف الأزهار ، وكان مشهوراً بالصلاح ... ، وتوفّي ( رحمه الله ) يوم السبت سابع شهر ربيع الآخر سنة ٨٧٧ ، سبع وسبعين وثمان مائة ، وقبره يماني صنعاء ، وكان عليه مشهد ، وقد تهدّم (٣).

____________

١ ـ مطلع البدور ٢ : ٦٢٩ ، الطبقة الثالثة.

٢ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ٧١.

٣ ـ البدر الطالع ١ : ٢٧٢.

وانظر في ترجمته أيضاً : الجواهر المضيّة : ٥٨ ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٦١٠ ،

٥٤٤

كتاب المنتزع المختار من الغيث المدرار :

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : عبد الله بن أبي القاسم ابن مفتاح ( رحمه الله ) ، صاحب التعليقة المفيدة ، ومصنّف المنتزع من الغيث شرح الأزهار الذي كثر النفع به ، ثمّ قال : وشرحه للأزهار من أحسن الكتب وأعظمها نفعاً ، مع أنّه قد شرح الأزهار جملة من العلماء الكبار ونهجوا فيها مناهج لم يكن في شرح ابن مفتاح منها شيء ، لكن الفقهاء لم يرفعوا بها رأساً ، ولكنّه وافق مراد الإمام ( عليه السلام ) (١).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : قال القاضي : ومصنف المنتزع من الغيث شرح الأزهار الذي كثر النفع به ، واشتهر بعبد الله ابن مفتاح ، ويُسقط اسم أبيه ، قلت : ثمّ اشتهر بـ ( شرح ابن مفتاح ) بإسقاط الاسمين ، ثمّ قال : وشرح الأزهار من أحسن الكتب ، وأعظمها نفعاً مع أنّه قد شرح الأزهار جلّة من العلماء الكبار ، ونهجوا فيها مناهج لم يكن في ( شرح ابن مفتاح ) منها شيء ، لكن الفقهاء لم يرفعوا بها رأساً ، وكأنّه وافق مراد الإمام ( عليه السلام ) (٢).

قال الشوكاني ( ت ١٢٥٠ هـ ) في البدر الطالع : عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح شارح الأزهار ، الشرح الذي عليه اعتماد الطلبة إلى الآن ، ثمّ قال : وميل الناس إلى شرحه وعكوفهم عليه مع أنّه لم يشتمل على ما اشتمل عليه سائر

____________

مؤلّفات الزيديّة ٣ : ٦٣ ، مقدّمة شرح الأزهار ، نبذة في رجال شرح الأزهار للجنداري ١ : ٦٧ ، ضمن البحر الزخار ، الأعلام ٤ : ١١٤ ، الذريعة ١٣ : ٣٥٣ ، ١٦ ، ٨٤ ، ٢٣ : ٣ ، معجم المطبوعات العربيّة ١ : ٢٤٧ ، معجم المؤلّفين ٦ : ١٠٤.

١ ـ مطلع البدور ٣ : ٧١.

٢ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ٦٣١.

٥٤٥

الشروح من الفوائد دليل على نيّته وصلاح مقصده ، وهو مختصر من الشرح الكبير للإمام المهدي المسمّى بالغيث (١).

قال الجنداري : وله مؤلّفات منها : شرح الأزهار ، المسمّى بالمنتزع المختار من الغيث المدرار الذي لا تحصر نسخه ولا تنحصر ، وهو المطلوب ، والحاجة التي في نفس يعقوب ، وسلك فيه مسلكاً لم يُسبق ، وتبعه على ذلك صاحب الوابل (٢).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : شرح الأزهار ، أشهر الشروح للأزهار ، مال إليه طلاب العلم ، واعتنوا به ، وعلّقوا عليه ، وأصبح عمدة مدارس العلوم الشرعية باليمن منذ تأليفه ، ويسمّى ( المنتزع المختار من الغيث المدرار شرح الأزهار ) طبع في أربعة مجلّدات سنة ١٣٤٠ هـ ، وطبع تصويراً على هذه الطبعة مع تقريرات وزيادات خطّيّة عن مكتبة غضمان (٣).

وقد طبع مؤخّراً في عشرة مجلدّات ، وصدر عن ( مكتبة التراث الإسلامي ) في اليمن.

____________

١ ـ البدر الطالع ١ : ٢٧٢.

٢ ـ المنتزع المختار من الغيث المدرار ١ : ٦٧ ، نبذة في رجال شرح الأزهار.

٣ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٦١٠.

٥٤٦

( ١١١ ) الفلك السيار في لجج البحر الزخّار

الهادي عز الدين بن الحسن ( ت ٩٠٠ هـ )

الحديث :

قال : ونحوه قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١).

الهادي عز الدين بن الحسن :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : فلمّا مات ابن يوسف اجتمعت الكلمة من أكثر الناس لمولانا الإمام الهادي عزّ الدين بن الحسن بن علي بن المؤيّد ، فإنّه دعا في يوم تاسع عشر شهر شوّال من السنة المذكورة (٢) ، ثمّ قال : إنّه ( عليه السلام ) ولد بأعلى فللة في درب ابن الباب لعشر ليال بقين من شهر شوّال من سنة خمس وأربعين وثمانمائة ، ثمّ قال : ابتدأ طلب العلم في وطنه ، ثمّ قصد صعدة ، فقرأ فيها على شيوخ عدّة ، رئيسهم وأشهرهم القاضي العلاّمة علي بن موسى الدواري ، أخذ عنه أكثر الفنون ، وصنّف فيها ، ثمّ ذكر مشايخه وما استجازه منهم ، وبعض مصنّفاته ، ثمّ قال : وامتدّ مرضه من أوّل يوم من رجب إلى يوم ثاني وعشرين

____________

١ ـ الفلك السيار ١ : ٤ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ أي : سنة ٨٧٩ هـ ، كما يذكرها في صفحة ١٢٠١ من الجزء الثالث.

٥٤٧

منه فتزايد عليه إلى نصف النهار من غده ، وهو يوم الجمعة ثالث وعشرين منه ، فتوفّي إلى رحمة الله ورضوانه ، وقد كنت طلعت لعيادته أوّل الأسبوع الذي مات فيه ، فأخبرني بمرضه ، وبشّرني أنّه إلى خير (١).

قال داود بن الهادي في ذيل البسّامة : مولانا الإمام الهادي إلى الحقّ أمير المؤمنين عز الدين بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن المؤيّد بن جبريل ـ صلوات الله عليهم ـ كلّ بكرة وأصيل ، نشأ منشأ آبائه الجحاجحة الكرام ، ثمّ ذكر طلبه للعلم ومؤلّفاته ، إلى أن قال : وكانت وفاته قدّس الله روحه ، ونوّر ضريحه يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر رجب سنة تسعمائة ، وقد ناهز في السنّ خمساً وخمسين سنة ، منها مدّة خلافته تسع عشرة سنة وعشرة أشهر إلاّ أيّاماً ، ثمّ قال : هذا ما أردت اختصاره من سيرته ( عليه السلام ) ، ومن أراد استقصاء سيرته ( عليه السلام ) نظر في ( شرح الزحيف ) (٢).

قال محمّد بن عبد الله ( ت ١٠٤٤ هـ ) في التحفة العنبريّة ـ بعد أن ذكر اسمه ونسبه ـ : ولد في هجرة فللة ، يوم الاثنين لسبع ليال بقين من شهر شوال سنة خمس وأربعين وثمانمائة ثمّ ذكر جملاً من سيرته وأحواله إلى أن قال : وكان وفاته قدّس الله روحه يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر رجب الأصب سنة تسعمائة ودفن بقبّة جدّه الإمام الهادي لدين الله على بن المؤيّد لأنّه أوصى بذلك (٣).

قال السيد أحمد الشرفي ( ت ١٠٥٥ هـ ) في اللآلي المضيّة : ولمّا مات ابن يوسف اجتمعت الكلمة من أكثر الناس للإمام الهادي إلى الحق عز الدين بن

____________

١ ـ مآثر الأبرار ٣ : ١٢٠٤.

٢ ـ ذيل البسّامة ٣ : ١٣٧٠ مطبوع آخر مآثر الأبرار.

٣ ـ التحفة العنبريّة في المجدّدين من أبناء خير البريّة : ٢٦٩.

٥٤٨

الحسن بن الإمام علي بن المؤيّد بن جبريل ، فإنّه دعى تاسع شهر شوّال سنة ثمانين وثمان ماية ، وفي شرح أنوار اليقين الصغرى : سنة تسع وسبعين وثمان ماية ، وكان مولده لعشر ليال بقين من شوّال سنة خمس وأربعين وثماني ماية ، ثمّ قال : وكان الإمام عز الدين ( عليه السلام ) من أعيان العترة ونحاريرها الكبار.

ثمّ قال : ولم يزل الإمام ( عليه السلام ) قائماً بأمر العامّة ، ناظراً في مصالح المسلمين ، وشجىً في قلوب المعتدين حتّى اختار الله لقاه ، فتوفّي في شهر رجب ثالث وعشرين منه سنة تسعمائة ، وعمره خمس وخمسون سنة ، وقبر بقبّة جدّه علي بن المؤيّد (١).

قال إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات ـ بعد أن ذكر اسمه ونسبه وأساتذته وإجازاته وتلامذته ـ : قام ودعا في تاسع شهر شوّال سنة اثنين وتسعين وثمانمائة ، وتابعته العلماء ، وكانت إليه أكثر بلاد اليمن ، ووصل إلى هجر بن المكردم ، وقف فيه أيّاماً ، ثمّ ابتدأه المرض من أوّل رجب إلى ثالث وعشرين ، وتوفّي إلى رحمة الله سنة تسعمائة وقبره في فللة (٢).

قال الأكوع في هجر العلم : وكتب سيرته محمّد بن صلاح الحسني ، وسمّاها ( الدر المنثور في سيرة الملك العادل المشهور ) ومنها نسخة في خزانة جامع صنعاء (٣).

____________

١ ـ اللآلي المضيّة ٢ : ٥٦٠.

٢ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ٦٧٠ ، الطبقة الثالثة.

٣ ـ هجر العلم ومعاقله ٣ : ١٦٢١ ، في الهامش.

وانظر في ترجمته أيضاً : مطمح الآمال : ٢٦٢ ، البدر الطالع ١ : ٢٨٦ ، الجواهر المضيّة : ٦١ ، التحف شرح الزلف : ٢٠٩ ، المقتطف من تاريخ اليمن : ٢٠١ ، لوامع الأنوار ٢ : ٢٣٧ ، ٢٥٩ ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٦٤١ ، مصادر

٥٤٩

الفلك السيار في لجج البحر الزخّار :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : وفي آخر مدّته أخذ في جمع شرح على ( البحر الزخّار ) ، ثمّ أقبل على جمعه والاشتغال به الليل والنهار ، واستحضر لذلك عدّة كتب ممّا يتعلّق بذلك من فقه ، وأصول فقه ، وأصول دين ، ولغة ، وتفاسير ، و ( جامع الأصول ) لابن الأثير ، وغير ذلك ممّا يستدعيه كتاب ( البحر ) ، وسلك في ذلك أسلوباً عجيباً ، لو مدّ الله له في العمر لجاء هذا الشرح من أبلغ كتب الزيديّة وأجمعها ، وأكثرها ضبطاً وتصحيحاً ، ولكنّه ( عليه السلام ) توفّي وقد بلغ بعض كتاب الحجّ ، وقد صار ذلك في قدر مجلّدين ، فعلى هذا كان يأتي بعد كماله ثمانية مجلّدات فما حولها (١).

قال داود بن الهادي في ذيل البسّامة : وله ( شرح على البحر الزخّار في فقه الأئمّة الأطهار ) سلك فيه أسلوباً عجيباً ، وطريقاً غريباً ، لو مدّ الله له في العمر لجاء هذا الشرح من أبلغ كتب الزيديّة ، لكنّه توفّي ، وقد بلغ فيه إلى بعض كتاب الحجّ ، ومصنّفه إلى هذا القدر قدر مجلّدين ضخمين (٢).

ونسبه إليه : محمّد بن عبد الله في التحفة العنبريّة (٣) ، والسيد أحمد الشرفي

____________

التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، الأعلام ٤ : ٢٢٩ ، هجر العلم ومعاقله ٣ : ١٦٢١ ، هديّة العارفين ١ : ٦٦٣ ، معجم المؤلّفين ٦ : ٢٨٠ ، مجلّة تراثنا ٢٣ : ١٢٨.

١ ـ مآثر الأبرار ٣ : ١٢٠٨.

٢ ـ ذيل البسّامة ٣ : ١٣٧٠ ، مطبوع في آخر مآثر الأبرار.

٣ ـ التحفة العنبريّة في المجددين من أبناء خير البريّة : ٢٦٩.

٥٥٠

في اللآلي المضيّة (١) ، والسيد إبراهيم بن القاسم في الطبقات (٢) ، وغيرهم (٣).

قال الشوكاني ( ت ١٢٥٠ هـ ) في البدر الطالع : وهو شرح مفيد ، سلك فيه طريقة الإنصاف ، وهو يدلّ على تبحّره في عدّة علوم (٤).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الفلك السيار في لجج البحر الزخّار ( شرح البحر ) في مجلّدين ، ووصل فيه إلى كتاب الحجّ ـ خ ـ.

ثمّ ذكر عدّة نسخ للكتاب في عدّة مكتبات (٥).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الفلك السيار في لجج البحر الزخّار ، تأليف الإمام الهادي عز الدين بن الحسن الحسني الفللي ، شرح على كتاب ( البحر الزخّار ) ووصل فيه إلى كتاب الحجّ في مجلّدين (٦).

____________

١ ـ اللآلي المضيّة ٢ : ٥٦٠.

٢ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ٦٧٠.

٣ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٤ ـ البدر الطالع ١ : ٢٨٦.

٥ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٦٤٣.

٦ ـ مؤلّفات الزيديّة ٢ : ٣٢٨.

٥٥١
٥٥٢

حديث الثقلين عند الزيديّة

القرن العاشر الهجري

٥٥٣
٥٥٤

مؤلّفات السيد صارم الدين إبراهيم بن محمّد الوزير ( ت ٩١٤ هـ )

( ١١٢ ) الفلك الدوّار ( علوم الحديث )

الحديث :

الأوّل : قال : والصلاة والسلام الأتمّان الأكملان على نبيّه محمّد المصطفى ... ، ثمّ على السابقين والمقتصدين من أسباطهم إلى يوم الدين ، المخصوصين بالمناقب الدثرة ، والفضائل التي لا تحصى كثرة ، ثمّ قال : ووردت فيهم الأخبار الصحيحة والآثار المستبينة ، كحديث : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به ... » (١).

الثاني : قال : إذ هم أحد الثقلين المأمور بالتمسّك بهما عند ظهور الاختلاف ، وفساد ذات البين (٢).

صارم الدين إبراهيم بن محمّد الوزير :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في آخر كتابه مآثر الأبرار : ونلحق بهذه الجملة ذكر مصنّف هذه المنظومة (٣) ، ونسبه ، وذكر شيء من مصنّفاته وشعره ... ، أمّا نسبه : فهو السيد صارم الدين إبراهيم ابن محمّد بن عبد الله بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن محمّد ،

____________

١ ـ الفلك الدوّار : ٩ ، مقدّمة المؤلّف.

٢ ـ الفلك الدوّار : ٤٧ ، وجوب الرجوع إلى أهل البيت ( عليهم السلام ).

٣ ـ كتاب مآثر الأبرار وهو شرح على قصيدة صارم الدين إبراهيم بن محمّد الوزير المسمّاة بالبسّامة وهي التي يقصدها بقوله المنظومة.

٥٥٥

وهو العفيف ... ، وهؤلاء السادة أعني الناظم وآباءه أهل علم غزير ، ومصنّفات ودواوين ، ثمّ قال : وأمّا موته فإنّه توفّي في شهر جمادي الأولى من سنة أربع عشرة وتسعمائة ، وأظنّه بلغ من العمر قدر الثمانين ، وقبره حول صنعاء (١).

قال السيد أحمد الشرفي ( ت ١٠٥٥ هـ ) في اللآلي المضيّة : مقدّمة : ينبغي أن نذكر هنا نسب الناظم للقصيدة ، وطرفاً من أحواله ، ووفاته ، وموضع قبره ، فنقول : أمّا نسبه فهو السيد العالم الكبير صارم الدين إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضّل بن محمّد ، وهو العفيف ، وكان العفيف من أعيان العترة ـ كما سيأتي إن شاء الله تعالى ـ ابن المفضّل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف الداعي بن يحيى المنصور بن أحمد الناصر بن يحيى الهادي إلى الحقّ ، وكان هذا السيد من عيون العترة ( عليهم السلام ) وأعلامهم ، إلى أن قال : وكانت وفاته ( رحمه الله ) في شهر جمادي الآخرة من سنة أربع عشر وتسعمائة ، وعمره حول الثمانين ، وقبره فى يماني صنعاء (٢).

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : السيد الحافظ ، إمام المحقّقين ، صارم الدين إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن إبراهيم بن علي بن المرتضى الوزيري ، الإمام الكبير الحافظ الشهير ، ترجم له تراجمة أعلام كولده الهادي بن إبراهيم ، والعلاّمة ، والسيد أحمد بن عبد الله ، وغيرهما ، وقد عوّلت على نقلهما ، فنقلت منه شطراً ، قال السيد الهادي ( رحمه الله ) : قرأ بمدينة صنعاء وصعدة على عدّة من المشايخ في الأصولين ، والعربيّة ، والفروع الفقهيّة ، والأخبار النبويّة ، والسير والتفاسير ، وجميع الفنون في ساير العلوم ، ثمّ ذكر

____________

١ ـ مآثر الأبرار ٣ : ١٣٥٣.

٢ ـ اللآلي المضيّة ١ : ٤.

٥٥٦

ابن أبي الرجال مشايخ صارم الدين كما ذكرهم الهادي ، ثمّ قال : وبقي صارم الدين بعد ذلك إلى سنة أربع عشرة وتسعمائة ، وأصعد الله روحه الطاهرة إلى معارج قدسه ، ونقلها إلى مستقر رحمته وأنسه ، فكانت وفاته قبل العشاء الأخيرة من ليلة الأحد ثاني عشر شهر جمادي الآخرة من السنة المذكورة (١).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) ـ بعد أن ذكر اسمه ونسبه ـ : مولده تقريباً سنة ست وثمانمائة (٢) ، ثم ذكر قراءته ومشايخه وتلامذته ومصنّفاته ، ثمّ قال : نعم ، كان السيد صارم الدين مبرزاً في علوم الاجتهاد جميعاً ، مستألهاً مشتغلاً بحويصة نفسه ، حافظاً للاسناد ، وإماماً للزهّاد والعباد ، مستدركاً على الأوّل ، جامعاً لأشتات الفضائل ، ثمّ ذكر تاريخ وفاته كما تقدّم (٣).

قال الشوكاني ( ت ١٢٥٠ هـ ) في البدر الطالع : ولد تقريباً سنة ٨٦٠ (٤).

كتاب الفلك الدوّار ( علوم الحديث ) :

يوجد اختلاف في اسم الكتاب فقد نسبه إليه السيد أحمد الشرفي

____________

١ ـ مطلع البدور ١ : ٤٢.

٢ ـ هذا تصحيف ; لأنّ والده ولد سنة ٨١٠ ، والصحيح ولد سنة ستين وثمانمائة ، كما سيأتي عن الشوكاني.

٣ ـ طبقات الزيديّة ١ : ٨٠.

٤ ـ البدر الطالع ١ : ٢٥.

وانظر في ترجمته أيضاً : مقدّمة الفلك الدوّار لمحمّد سالم عزان ، لوامع الأنوار ٢ : ٢٥٩ ، التحف شرح الزلف : ٨٢ ، الجواهر المضيّة : ٤ ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٦٩ ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، هديّة العارفين ١ : ٢١ ، الأعلام ١ : ٦٥ ، معجم المؤلّفين ١ : ١٠١ ، هجر العلم ومعاقله ١ : ١٧٨.

٥٥٧

( ت ١٠٥٥ هـ ) في اللآلي المضيّة ، قال : وله في علوم الحديث كتاب عظيم (١). ونسبه إليه أيضاً إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات ، قال : قال السيد صارم الدين ( عليه السلام ) فى كتابه العلوم (٢).

قال السيد عبد الله القاسمي ( ت ١٣٧٥ هـ ) في الجواهر المضيّة : له المصنّفات المفيدة ، منها : كتاب علوم الحديث ، لم نسبق إلى مثله (٣).

ونسبه إليه المؤيّدي في لوامع الأنوار تحت عنوان ( الفلك الدوّار ) وقال : يسمّى علوم الحديث (٤) ، وعبد الله بن حمود العزي في علوم الحديث تحت عنوان ( الفلك الدوّار في علوم الحديث والآثار ) (٥) ، ولكن نسبه إليه السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة والأكوع في هجر العلم ومعاقله تحت عنوان ( الفلك الدوّار المحيط بأطراف دليل المختار ) (٦). قال المؤيّدي في اللوامع : وأروي بالأسانيد المتكّررة في سند المجموع وغيره إلى السيد الإمام حافظ اليمن وسيد بني الحسن صارم الدين إبراهيم بن محمّد ... ، جميع مرويّاته ومؤلّفاته ... ، والفلك الدوّار ، ويسمّى علوم الحديث (٧).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الفلك الدوّار المحيط بأطراف دليل المختار ، ويسمّى ( علوم الحديث ) جعله مقدّمة لكتاب في الفقه ، عاجله الحمام قبل أن يتمّه ، طبع بتحقيق محمّد يحيى سالم عزّان ( مجلّد واحد ) ونسخه الخطيّة كثيرة ، إلى أن قال : ونسخة في مكتبة مركز بدر

____________

١ ـ اللآلي المضيّة ١ : ٤.

٢ ـ طبقات الزيديّة ١ : ٨١ ، الطبقة الثالثة.

٣ ـ الجواهر المضيّة : ٤.

٤ ـ لوامع الأنوار ٢ : ٢٥٩.

٥ ـ علوم الحديث عند الزيديّة والمحدّثين : ٣٥.

٦ ـ مؤلّفات الزيديّة ٢ : ٣٢٨ ، هجر العلم ومعاقله ١ : ٨٠.

٧ ـ لوامع الأنوار ٢ : ٢٥٩.

٥٥٨

مصوّرة عن مخطوط بمكتبة إسماعيل فايع ـ خ ـ ١٠٥٤ هـ باسم ( مطمح الآمال في قواعد الحديث والمحدّثين عند الآل ) (١).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة ـ عند حديثه عن الكتاب ـ : له مقدّمة هامّة في تبين رجال حديث الزيديّة ، وبلغ فيه إلى آخر كتاب الطهارة ، ولم يتمّ تأليفه ، ويجمع بين روايات أهل البيت من الزيديّة وبين سائر المحدّثين من العامّة (٢).

قال محمّد يحيى سالم عزّان ـ محقّق الكتاب ـ : عدَّ مائة وأربعة وستّين رجلاً ، ذكر أنّهم من رجال الشيعة ، وسلف أهل البيت من رجال الحديث ، وهذه من أوّل المحاولات في جمع رجال الشيعة الذين لهم رواية في كتب الحديث من قبل عالم زيديّ.

ثمّ ذكر تسمية الكتاب ، فقال : يغلب الظّن على أنّ المؤلّف توفّي قبل أن يسمّي كتابه هذا ، ولذا سمّاه بعض العلماء : ( علوم الحديث ) هكذا جاء في طبقات الزيديّة الكبرى ، وأثبت على النسخة ( أ ) ، ويسمّيه البعض ( الفلك الدوّار في العلوم والآثار ) وقد اشتهر عند جماعة بهذا الاسم ، أمّا النسخة ( ب ) فقد كتب عليها : ( كتاب السيد العلاّمة الإمام الفهّامة صارم الدين ) ولم يذكر له عنواناً ، إلاّ أنّه كتب في رأس الصفحة بخط آخر واسمه : ( مطامح الآمال في قواعد الحديث والمحدّثين ومستندات الآل ).

وقد رأيت تسميته بـ ( الفلك الدوّار في علوم الحديث والفقه والآثار ) لتناسبه مع محتواه ، ولأنّه جامع لكلّ التسميات (٣).

____________

١ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٧٠.

٢ ـ مؤلّفات الزيديّة ٢ : ٣٢٨.

٣ ـ الفلك الدوّار : ٣ : ٣٤.

٥٥٩
٥٦٠