موسوعة حديث الثقلين - ج ٣

مركز الأبحاث العقائديّة

موسوعة حديث الثقلين - ج ٣

المؤلف:

مركز الأبحاث العقائديّة


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-65-2
ISBN الدورة:
978-600-5213-62-1

الصفحات: ٦٨٩
  الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤

وانتصابه للأمر ـ : وكان جامعاً لخصال الإمامة ، وله في الحروب مقامات مشهورة.

ثمّ قال : وله كتب مشهورة موجودة في العلم في الأصول والفروع (١).

قال حميد المحلّي ( ت ٦٥٢ هـ ) في الحدائق ـ بعد أن ذكر اسمه ونسبه ـ : كان قد نشأ على طريقة التقوى واليقين متحلّياً بآداب الأئمّة الهادين.

ثمّ قال : وكان انتهى به الحال إلى أن أخذ أسيراً في بعض الحروب ، فأقام مدّة في ناحية بيت بوس ، حتّى لطف الله عزّ وجلّ له بالخلاص ، وله أشعار كثيرة ، كتبها لوالده حال حبسه ، وهي موجودة.

ثمّ قال : ثمّ بايعه الناس غرّة المحرّم سنة تسع وتسعين ومائتين ، وأقام بصعدة وفي يده بلد حمدان وخولان ونجران.

ثمّ قال : واستقامت له الأمور حتّى كان يوم الخميس لأحدى وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة من السنة المذكورة ، جمع ( عليه السلام ) وجوه العشائر قبله فعاب عليهم أشياء كرهها منهم وعزم على الاعتزال والتخلّي من الأمر.

ثمّ قال : وكانت مدّة انتصاب المرتضى ( عليه السلام ) نحو سنتين (٢).

وتوفّي ( عليه السلام ) بصعدة سنة عشر وثلاثمائة ، وله اثنتان وثلاثون سنة ، ذكره السيّد أبو طالب (٣).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات ـ بعد أن ذكر اسمه ونسبه ـ : ولد سنة ثمان وسبعين ومائتين ، نشأ في حجر أبيه ، أخذ العلم عنه ، فما رواه عنه كتابه الأحكام ، وسمعه عليه محمد بن الفتح ، وكان سماع ابن

____________

١ ـ الشافي ١ : ٣١٩.

٢ ـ هذا خلاف ما ذكره أبو طالب ، وأيضاً العبارة المتقدّمة من أنّه عزم الاعتزال في نفس السنة ، تؤيّد ما ذكره أبو طالب في الإفادة.

٣ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ٨٠ ـ ٨٧.

٨١

الفتح في ربيع سنة ثلاث وثلاث مائة ، ورواه عنه أيضاً ولده الحسين بن محمّد المرتضى (١).

قال عبد الكريم أحمد جدبان ـ محقّق مجموع كتب ورسائل المرتضى ـ : في تاريخ مولده إشكال ; لأنّ في سيرة أبيه الهادي أنّه في سنة ( ٢٨٠ هـ ) وصل إلى اليمن ، ثمّ رجع إلى الحجاز غاضباً لما لم يجد الأنصار (٢).

ثمّ قال : فعلى هذا يكون عمره ، وهو يرافقه في هذا السفر الشاق سنتين!!

وفي سنة ( ٢٨٥ هـ ) كان قائداً وفارساً في معركة مع الدعام (٣).

ثمّ قال : فالأمر بحاجة إلى تحقيق (٤).

كتاب الأصول :

نسبه إليه عبد الله بن حمزة ( ت ١١٤ هـ ) في الشافي ، وقال : وله كتب مشهورة موجودة في العلم في الأصول والفروع منها : كتاب الأصول في

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ٣٢٨.

٢ ـ سيرة الهادي : ٣٨.

٣ ـ سيرة الهادي : ١٠٢.

٤ ـ مجموع كتب ورسائل المرتضى ١ : ١٠ ، مقدّمة المحقّق.

وانظر في ترجمته أيضاً : أنوار اليقين : ٣٤١ ، كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : ٣١ ، مآثر الأبرار ٢ : ٦٣٥ ، ٦٤٢ ، التحفة العنبريّة في المجدّدين من أبناء خير البريّة : ١٢٩ ، اللآلي المضيّة ٢ : ٢٧ ، المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : ٤٦ ، مطمح الآمال : ٢٢٧ ، التحف شرح الزلف : ١١٩ ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١٠١٣ ، مؤلّفات الزيديّة ١ : ١٢٦ ، مواضع أُخرى ، انظر الفهرست ، الزيديّة في موكب التاريخ للسبحاني : ٤٠٢ ، هامش الفلك الدّوار : ١٦ ، تحقيق محمّد يحيى سالم عزّان ، الزيديّة لأحمد محمود صبحي : ٧٤٥ ، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان القسم الثاني : ٣٥٥ ، الأعلام ٧ : ١٣٥ ، معجم المؤلّفين ٢ : ١٠١.

٨٢

التوحيد والعدل (١).

قال حميد المحلّي ( ت ٦٥٢ هـ ) في الحدائق : وله العلوم الحسنة والتصانيف المستحسنة وهي ظاهرة مشهورة في أصول الدين وفروع الفقه ، وعلوم القرآن فمنها : كتاب الأصول في التوحيد والعدل (٢).

ونسبه إليه أيضاً : الهادي بن إبراهيم الوزير في كاشفة الغمّة (٣) ، ومحمد ابن عبد الله في التحفة العنبريّة (٤) ، وأحمد الشرفي في اللآلي المضيّة (٥) ، ونسبه إليه أحمد بن يحيى حابس في المقصد الحسن ، وقال : وللمرتضى الكتاب الموسوم بأصول الدين ، وهو الذي حكى عنه المؤيّد بالله في الزيادات والست المائة ، وهو الذي نقل عنه في الشفاء (٦).

ونسبه إليه أيضاً : المؤيّدي في التحف (٧) ، وعبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة (٨) ، وغيرهم (٩).

طبع الكتاب مؤخّراً مع مجموع كتب ورسائل الإمام محمّد بن يحيى الهادي بتحقيق عبد الكريم أحمد جدبان.

قال عبد الكريم أحمد جدبان ـ محقّق المجموع ـ : كتب ورسائل الإمام

____________

١ ـ الشافي ١ : ٣١٩.

٢ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ٨٠.

٣ ـ كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : ٣١

٤ ـ التحفة العنبريّة : ١٣٠.

٥ ـ اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة ٢ : ٢٧.

٦ ـ المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : ٤٦.

٧ ـ التحف شرح الزلف : ١١٩.

٨ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١٠١٣.

٩ ـ انظر مصادر ترجمته المتقدمّة في الهامش.

٨٣

محمّد بن يحيى الهادي من أشهر الكتب في أوساط الزيديّة سواء في ذلك زيديّة الجيل والديلم ، أو زيديّة اليمن ، فهي ليست بحاجة إلى توثيق ، ومع هذا فأنا أرويها بعشر طرق عن مشايخي بطريق الإجازة الأولى ... ، إلى آخر ما يذكره (١).

____________

١ ـ مجموع كتب ورسائل المرتضى ١ : ٥٠ ، مقدّمة المحقّق.

٨٤

( ١٦ ) الكامل المنير

إبراهيم بن محمّد ( القرن الرابع )

الحديث :

قال : وحديث أبي أحمد ، قال : حدّثني من أثق به عن الحكم بن ظهير ، عن ابنه وعبد الله بن حكيم بن جبير ، وهؤلاء المخالفين لنا ولكم ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : لمّا فرغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع أنزل الله ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) خرج مذعوراً نحو المدينة ، وأصحابه معه ، حتّى قدم الجحفة ، فنزل على غدير خم ، ونهى أصحابه عن سمرات في البطحاء متقاربات ، فنزل تحتها ، وهي شجرات عظام ، فلمّا نزل القوم في سواهن أرسل إليهم سبعين رجلاً من العرب والموالي والسودان ، فشك شوكهن ، وقمّ ما تحتهن ، ثمّ أمر بالصلاة جامعة ، فاجتمع المسلمون ، وفيمن حضر يومئذ علي بن أبي طالب ، والحسن والحسين ابنا علي ، والعباس ، وولده عبد الله ، والفضل ، وفيهم أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، ومعاوية ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقّاص ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وسعيد بن زيد بن نفيل ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، والمقداد بن الأسود ، وعمّار بن ياسر ، وعمرو بن العاص ، والبراء بن عازب ، وأنس بن مالك ، وأبو هريرة ، وأبو حمراء مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعبد الله بن مسعود ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وعامّة قريش ، ووجوه أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

٨٥

من عقبي ومهاجري وأنصاري ، وغيرهم من بدوي وحضري ، حتّى امتلأ الدوح ، وبقي أكثر الناس في الشمس ، يقي قدميه بردائه من شدّة الرمض ، فصلّى صلوات الله عليه وآله تحتهن ركعتين ، ثمّ قام خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « ... » ، ثمّ قال : « من كنت أولى به من نفسه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ... » فقال رجل من القوم : ما بال محمّد يرفع بضبع ابن عمّه؟!

فسمعه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فتغيّر لذلك وجهه ، فلمّا رأى ذلك الرجل أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد علم به ، واشتدّ عليه ، أقبل على علي فقال له : هنيئاً يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

ثمّ أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد علي الثانية فقال : « يا أيّها الناس ، اسمعوا ما أقول لكم : إنّي فرطكم على الحوض ، وإنّكم واردون عليّ الحوض ، حوضاً أعرض ما بين صنعاء إلى أيلة ، فيه عدد نجوم السماء أقداح ، إنّي مصادفكم على الحوض يوم القيامة ، ألا وإنّي مستنقذ رجالاً ، ويخلج دوني آخرون ، وأقول : ياربّ ، أصحابي أصحابي ، فيقال : إنّهم أحدثوا وغيّروا بعدك ، وإنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

قالوا : وما الثقلان يارسول الله؟

قال : « الأكبر منهما كتاب الله سبب ما بين السماء والأرض ، طرف بيد الله وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تضلّوا ولا تبدّلوا ، والأصغر منهما عترتي أهل بيتي ، فقد نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، فلا تعلّموا أهل بيتي فإنّهم أعلم منكم ، ولا تسبقوهم فتمرقوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تتولّوا غيرهم فتضلّوا (١) ».

____________

١ ـ الكامل المنير : ٨٣ ، حديث الغدير.

٨٦

إبراهيم بن محمّد وكتابه الكامل المنير :

يعدّ هذا الكتاب من الكتب العقائدية السديدة في الاستدلال والبرهان ، فإنّه يستدلّ تارة ببرهان عقلي وأخرى نقلي ، فيذكر آية ويسندها برواية ، ولا يذكر حديثاً إلاّ وقد رواه أبناء العامّة ، فيستدلّ بمثل : حديث الثقلين والغدير والسفينة والمنزلة وأمثالها من الأخبار التي تواترت ، أو اشتهرت عند جميع فرق المسلمين ، وأيضاً اعتمد في استدلاله على طريقة تحليلية بأخذه واقعة تاريخيّة مسلّمة ، ثمّ يحلّلها فيخرج بنتائج عديدة مفيدة مؤيّدة أو مثبتة لما يريد بيانه من الحقيقة.

وقد جاء هذا الكتاب رداً على كتاب الخوارج الذي طعنوا فيه على أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وأنكروا الوصيّة له ( عليه السلام ) ، وذكروا شواهد على أنّ أبا بكر هو الخليفة ، وذمّوا الشيعة ، ونسبوهم إلى الكذب ، وألصقوا بهم منكرات عديدة ، فيرد عليهم صاحب هذا الكتاب بأدلّة وبراهين علميّة وموضوعيّة ، تكشف عن عقيدة صاحب هذا الكتاب الراسخة في أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وعن سعة اطّلاع المؤلّف وعلمه الكثير.

نسبة الكتاب :

لم نجد ترجمة أو ذكراً لهذا الكتاب ومؤلّفه في كتب التراجم والسير عند الإمامية والعامّة ، نعم ، الكتاب مذكور في بعض مصادر الزيديّة ، بل وحفظ لنا مع تراثهم الضخم ، ولعلّ أوّل من ذكر الكتاب ونقل عنه في مواضع متعدّدة ونسبه إلى مؤلّفه ، هو الحسن بن بدر الدين ( ت ٦٧٠ هـ ) في كتابه أنوار اليقين ، قال : وهذه رواية أخرى رواها إبراهيم بن محمّد بن حران في كتاب

٨٧

الكامل المنير (١) ، من دون تنقيط كلمة ( حران ) ولكن ما موجود على الصفحة الأولى من المخطوطة (٢) هكذا : ( وجد في الأمّ التي نقل منها هذا الكتاب أنّ مصنّفه محمّد بن خيران ، ذكره الإمام الحسن بن الأمير بدر الدين محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى ( عليه السلام ) في كتاب أنوار اليقين ).

لكن قد عرفت أنّ هذا النقل غير صحيح ; لأنّ ما موجود في كتاب أنوار اليقين هو أنّ اسم المؤلف إبراهيم بن محمّد بن حران ، من دون تنقيط كلمة ( حران ) ، وما موجود على أوّل المخطوطة هو الذي أدّى إلى اشتباه الأمر على بعض مؤلّفي الزيديّة فنسبه إلى محمّد بن خيران كما في مصادر التراث لعبد السلام الوجيه (٣).

وممّن نقل عن كتاب الكامل المنير واشتبه في نسبة الكتاب إلى مؤلّفه هو القاسم بن محمّد ( ت ١٠٢٩ هـ ) في كتابه الاعتصام بحبل الله المتين ، فإنّه نسب الكتاب إلى القاسم بن إبراهيم (٤).

وكذا كرر هذا الاشتباه أيضاً عبد الله بن أحمد الشرفي ( ت ١٠٦٢ هـ ) في كتابه المصابيح الساطعة (٥).

والظاهر أنّ الباعث على اشتباههم هو العبارة الموجودة في أوّل المجموع الذي فيه هذه المخطوطة فإنّه يوجد هكذا ( الذي يحتوي عليه هذا المجلّد ما نذكر هنا ، كتاب الكامل المنير ... (٦) ، ورسالة لمولانا القاسم بن إبراهيم ( عليه السلام ) فيها

____________

١ ـ أنوار اليقين : ١٩٨ ، خبر الشورى.

٢ ـ مخطوط مصوّر في مركز إحياء التراث في قم المقدّسة.

٣ ـ مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ٢ : ٥٣٩.

٤ ـ الاعتصام بحبل الله المتين ١ : ٣٥.

٥ ـ المصابيح الساطعة ٤ : ٣٤٧.

٦ ـ الظاهر يوجد سقط في العبارة وكلمة غير واضحة ، وهو يؤيّد ما اثبتناه في المتن من

٨٨

الحجّة على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكتاب موعظة وآداب لمحمّد بن سليمان الكوفي ونبذة (١) ) فظنّوا أنّ كتاب الكامل المنير من تأليفات القاسم بن محمّد ، وهو كما ترى ، فإنّ الرسالة وحدها للقاسم الرسّي ; لأنّ بنفس هذه الصفحة التي فيها هذه العبارة من المخطوطة توجد العبارة المتقدّمة من نسبة الكتاب لمحمّد بن خيران بنفس الخطّ ، فلا يمكن أن يكون قصد الناسخ أنّ كتاب الكامل المنير للقاسم بن إبراهيم أيضاً ، وتعارض نسبة الكتاب المتقدّمة في أنوار اليقين حيث نسبه هناك لإبراهيم بن محمّد بن حران ، وهذه النسبة مقدّمة كما لا يخفى.

ولا يقال : إنّه يمكن أن يكون الكتاب متعدّداً بنفس العنوان فواحد للقاسم بن إبراهيم وآخر لإبراهيم بن محمّد بن حران ; لأنّه يقال : إنّ الكتاب الموجود الآن هو نفسه الكتاب الذي نقل عنه في أنوار اليقين ، وكذا هو نفسه الكتاب الذي نقل عنه في الاعتصام وفي المصابيح الساطعة ; لوحدة النصوص المنقولة مع مطابقتها لما موجود الآن ، فالكتاب واحد لا متعدّد.

وقد كرّر اشتباه القاسم بن محمّد ـ صاحب الاعتصام ـ والشرفي ـ صاحب المصابيح ـ غير واحد من كتّاب الزيديّة ، فنسبوا الكتاب إلى القاسم ابن إبراهيم الرسّي (٢) ، والظاهر هو اعتماد من تأخّر منهم على كلام صاحب الاعتصام وصاحب المصابيح ، بل وقد طبع الكتاب بتحقيق عبد الولي يحيى الهادي ناسباً الكتاب إلى القاسم الرسّي من دون أن يذكر أيّ دليل أو مؤيّد لذلك.

____________

أنّ نسبة الكامل المنير ليست للقاسم بن إبراهيم.

١ ـ كذا في المخطوطة.

٢ ـ انظر : مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ١ : ١٩٥ ، ٤٤٠ ، وأعلام المؤلّفين الزيديّة : ٧٦٢.

٨٩

وقد عرفت أنّ نسبة الكتاب لمحمّد بن خيران غير صحيحة ، والاشتباه فيها بيّن ، وكذا قد عرفت أنّ نسبة الكتاب للقاسم الرسّي غير ثابتة ، بل هي اشتباه أيضاً ، بل ثبت أنّ نسبة الكتاب لإبراهيم بن محمّد بن حران ـ من دون نقاط ـ ، بالإضافة إلى هذا سوف نثبت أنّ الكتاب ليس من كتب الزيديّة أصلاً ، فضلاً عن أن يكون للقاسم الرسّي ، وذلك من خلال دراسة نصّ الكتاب ، فإنّه سيتّضح لك من خلال دراسة ما موجود في الكتاب مع مقارنته بالعقائد والأفكار الزيديّة أنّ مؤلّف الكتاب ليس زيديّاً ، بل هو إمامي.

تاريخ وفاة المؤلّف :

قبل الخوض في دراسة نصّ الكتاب نريد أن نقرّب تاريخ وفاة المؤلّف ، والزمن الذي عاش فيه ، وذلك من خلال مراجعة بعض نصوص الكتاب ; لأنّه لا يوجد مصدر ذكر تاريخ هذا الكتاب ومؤلّفه ولو تقديراً ، قال في الكامل المنير حدّثني من لا أتّهمه عن أحمد بن داود ، عن عبد الرزّاق بن همام (١).

ومن المعروف والثابت أنّ عبد الرزّاق بن همام توفّي سنة ٢١١ هـ ، وقد نقل عنه صاحب الكتاب بواسطتين فإذا كانت الواسطة طولية فأقصاه هو أن يكون عصر صاحب الكتاب في أوائل القرن الرابع أو أواخر القرن الثالث ، وهذا أيضاً يؤيّد أنّ الكتاب ليس للقاسم بن إبراهيم ; لأنّ القاسم بن إبراهيم الرسّي توفّي سنة ٢٤٦ هـ.

وقفة مع بعض نصوص الكتاب :

سنذكر عدّة نصوص من الكتاب تثبت أنّ صاحب هذا الكتاب ليس

____________

١ ـ الكامل المنير : ٤٩.

٩٠

زيديّاً أصلاً ، فضلاً عن أن يكون الكتاب للقاسم بن إبراهيم الرسّي ، بل إنّ صاحب الكتاب إمامي.

النصّ الأوّل :

قال في الكامل المنير : وسأوضّح لك من الإمامة وعظم شأن خطرها ، وكبر قدرها ، وعلوّ منزلتها ، ما تتصاغر الأشياء عنها عند من فهم وعقل ، إن شاء الله ، وذلك أنّ إبراهيم خليل الله ( عليه السلام ) اتّخذه الله خليلاً من قبل أن يتّخذه نبيّاً ، فلمّا رأى ما في الخلّة من الفضل عظمت في عينه ، ثمّ اتّخذه نبيّاً من قبل أن يتّخذه رسولاً ، فكانت النبوّة أعظم عند الله من الخلّة ، وكانت الرسالة أعظم عنده من النبّوة ، فلّما أكمل الله له الخلّة والنبوّة والرسالة ، قال الله ـ تبارك وتعالى ـ ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) (١) ، فعلم إبراهيم أنّه لا شيء أفضل من الإمامة ; لأنّ الإمام يقتدى ويهتدى به ، على أنّه لا يوحى إليه ، فما فعل من شيء جاز ذلك الشيء ; لأنّه لا يعمل إلاّ بأمر الله وهديه ، فعند ذلك قال إبراهيم ( عليه السلام ) إذ قال الله له ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) قال إبراهيم ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) قال : ( لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) أي أنّ الإمامة عهد الله ، ولا ينال عهد الله ظالم ، والظالم المشرك بالله ; لأنّ الله يقول ( لا تُشْرِكْ بِاللّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) (٢) فلا ينال عهده من أشرك به ، وحجّ لغيره ، وعَبَد الأصنام ، واستقسم بالأزلام ، وكذلك النبي عليه وآله السلام ، وكذلك الأنبياء ( عليهم السلام ) مطهّرون معصومون بالهداية من الله والتأديب ، ولم يجز عليهم شرك ، ولم يحجّوا لغير الله ، ولا استقسموا بالأزلام ، ولم يعبدوا الأصنام ، وكذلك الأئمّة

____________

١ ـ البقرة : ١٢٤.

٢ ـ لقمان : ١٣.

٩١

بمنزلتهم ، لهم ما لهم ، وعليهم ما عليهم ، إلاّ أنّه لا يوحى إليهم (١).

فهذا النصّ يدلّ على أمور لم تلتزم بها الزيديّة بل أثبتوا خلافها ، منها :

أوّلاً : إنّ الإمامة أفضل منزلة وأعلى رتبة من النبوّة والرسالة.

فهذا أمر لم تلتزم به الزيديّة ، بل شنّعوا على من قال به ، وهذا هو القاسم الرسّي ( ت ٢٤٦ هـ ) الذي نسبوا إليه هذا الكتاب يرفض هذا الأمر رفضاً باتّاً ، قال في كتابه الردّ على الروافض : إنّ الأنبياء أعطوا ما لم يعط غيرهم من الأئمّة ، ممّا بانوا من سواهم من الخلايق ، إلى أن قال ـ رادّاً على الروافض ـ : فتحتجّون علينا بحجّة الأنبياء ، وتساوون صاحبكم بالأنبياء (٢).

فهذا النصّ بيّن لنا موقف القاسم الرسّي بخصوص هذه القضيّة ، وهو كما ترى فإنّه خلاف ما موجود في هذا الكتاب تماماً ، وكذا رأى علماء كثير من الزيديّة بهذا الخصوص.

أما رأي الإمامية فهو نفسه رأي صاحب الكتاب ، وخصوصاً في تفسير هذه الآية التي فسّرها صاحب كتاب الكامل المنير ، وإن كان يوجد بعض الاختلاف اليسير ، انظر مثلاً : الكافي (٣) ، عيون أخبار الرضا (٤) ، كمال الدين وتمام النعمة (٥) ، بصائر الدرجات (٦) ، تفسير كنز الدقائق (٧) ، تفسير الميزان (٨) ، وغيرها من المصادر.

____________

١ ـ الكامل المنير : ٢٨.

٢ ـ الردّ على الروافض : ٢٦١ ، ضمن مجموع القاسم الرسّي ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ الكافي ١ : ١٧٥.

٤ ـ عيون أخبار الرضا ١ : ١٩٥.

٥ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٦٧٦.

٦ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٩.

٧ ـ كنز الدقائق ٢ : ١٣٨.

٨ ـ الميزان ١ : ٢٧٦.

٩٢

ثانياً : يدلّ هذا النصّ على أنّ من حاز مرتبة الإمامة فهو معصوم ، ولا يعمل إلاّ بهدي الله وأمره ، فهو ناظر إلى العصمة التي لا يجتمع معها إي ذنب أو معصيّة أو خطأ يخالف أمر الله تعالى وهديه ، وهذا المعنى لا تثبته الزيديّة للأنبياء ( عليهم السلام ) فضلاً عن الأئمّة ( عليهم السلام ) ، قال الهادي إلى الحق ( ت ٢٩٨ هـ ) في كتابه الجملة : وأنّ الأنبياء لم تزل مستحقّة لثواب الله منذ بعثها الله وأنّها لم تكفر قط ، ولم تفسق ، ولم تقم على شيء من الذنوب بعلم ولا بعمد وربّما أذنبت على الظنّ وطريق النسيان ، وأنّ ذنوبها صغائر مغفورة ، وأنّها لا تأتي الكبائر (١).

وقال أحمد الشرفي ( ت ١٠٥٥ هـ ) في عدّة الأكياس : ولا يجوز على الأنبياء صلوات الله عليهم السهو فيما أمروا بتبليغه من الشرائع ; لعصمة لهم ثابتة من الله تعالى ; لأنّ من شأن الحكيم حراسة خطابه من الغلط (٢).

وهذا نصّ واضح في أنّ العصمة في التبليغ فقط.

وقال يحيى بن حمزة ( ت ٧٤٩ هـ ) في المعالم : أمّا العصمة فمذهبنا تجويز الصغائر عليهم ، والمنع من وقوع الكبائر منهم ، والتقصير في آداء ما لزمهم آداءه من كذب وسهو وغلط (٣).

فهذه هي آراء الزيديّة في العصمة ، فهي لا تثبت ما أثبته صاحب الكتاب ، على أنّ هذه النصوص ذكروها في خصوص الأنبياء ( عليهم السلام ) فضلاً عن الأئمّة.

ولكنّنا نجد أنّ رأي صاحب الكتاب متوافق مع رأي الإماميّة في العصمة ، فقد أقاموا أدلّة كثيرة لإثبات هذا المعنى بحيث شحنت بها كتبهم الكلاميّة وغيرها.

____________

١ ـ الجملة : ١٨٦ ، ضمن مجموع الهادي إلى الحق.

٢ ـ عدّة الأكياس ٢ : ٨٣.

٣ ـ المعالم الدينيّة في العقائد الإلهيّة : ٩٥.

٩٣

ثالثاً : يدلّ هذا النصّ على حجّيّة الأئمّة بأقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم.

وهذا أمر لا تقبله الزيديّة بتاتاً ، وعدم قبولهم هذا الأمر من بديهيّات مذهبهم ، ولعلّها من القضايا المعدودة التي اتّفقوا عليها ، بينما نجد أنّ هذا الاعتقاد في الأئمّة من بديهيّات الإماميّة التي اتّفقوا عليها جميعاً.

النصّ الثاني :

قال ـ عند ذمّه لأصحاب الرأي ـ : فأقاموا أضداداً وأنداداً لله ولرسوله ، يفزعون إليهم في هذا كلّه على أنّهم متفرّقون بأقاويلهم ، مستحسنون لآرائهم ، مختلفون بأهوائهم ، فصار هذا يحلّ نازلة يحرّمها هذا ، ويحلّ هذا فرجاً يحرّمه هذا ، ويحلّ هذا دماً يحرّمه هذا ، ويحلّ هذا ما لا يحرّمه هذا ، بلا كتاب في ذلك نزل من الله عليهم ، ولا أمر من رسول الله قصد به إليهم ، وقد نهاهم الله ـ تبارك وتعالى ـ عن ذلك فقال : (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ)(١) كأبي حنفية وابن أبي ليلى وزفر ومحمّد بن الحسن وجميع من قال برأيه ، ثمّ رووا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الروايات الزور ، وأحاديث الفجور بالمدخول عليهم فيها ; لتقوم بذلك رياستهم ، فزعموا أنّ رسول الله ـ عليه وآله السلام ـ أمر بما نهى الله عنه ، وذلك أنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ نهى عن الاختلاف ، وزعموا أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمر به ، إذ قال ـ زعموا ـ : « أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم » (٢).

وهذا النصّ واضح وصريح في ذمّ أصحاب الرأي ، ومدرسة القياس والاستحسان ، وذمّ لكبار هذه المدرسة ومؤسّسيها.

____________

١ ـ النحل : ١١٦.

٢ ـ الكامل المنير : ٣٤.

٩٤

ومن المعلوم والثابت عند الزيديّة أنّهم يعتمدون القياس والاستحسان ، وهو أحد ركائز الاجتهاد عندهم (١) ، بل ألّفوا كتباً بعنوان القياس كما فعل الهادي يحيى بن الحسين ( ت ٢٩٨ هـ ).

وأمّا الأشخاص الذين ذكرهم صاحب الكتاب ، وذمّهم بشدّة وهم : أبو حنيفة ، وابن أبي ليلى ، وزفر ، ومحمّد بن الحسن ، فإنّ الزيديّة تجلّهم ، وتقدّرهم ، وتعتمد عليهم ، فأمّا أبو حنيفة فمقامه معروف عند الزيديّة حتّى أنّهم نُسبوا إليه في الفقه ، قال إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات في مدح أبي حنيفة : الإمام الأعظم ، فقيه العراق ، ثمّ ذكر ثناء العلماء عليه وتمجيدهم له ، ثمّ قال : وروي أنّه مات مسموماً بسبب موالاته أهل البيت (٢).

وأمّا ابن أبي ليلى وهو عبد الرحمن ، فقد عدّوه من الثقات ، قال إبراهيم ابن المؤيّد في الطبقات : قال الثوري في تهذيب الأسماء واللغات : اتّفقوا على توثيقه وجلالته ، ثم قال : ذكره السيد صارم الدين في ثقات محدّثي الإمامية (٣).

وكذلك زفر الذي هو زفر بن هذيل بن قيس العنبري ، ومحمّد بن الحسن ، فإنّ الزيديّة تجلّهم وتروي عنهم (٤).

أمّا الإماميّة فموقفهم واضح وصريح اتجاه مدرسة الرأي وكبار دعاتها ومؤسّسيها ، فإنّهم لم يقتصروا على رفضها ، بل سعوا جاهدين لبيان بطلانها ، وأنّها تخالف الدين والشريعة ; لأنّه عمل بالرأي والذوق البشري ، وهو ما لا تجيزه الشريعة الإسلاميّة ، فموقف صاحب الكتاب منسجم تماماً مع موقف

____________

١ ـ انظر : المنتزع المختار من الغيث المدرار المعروف بـ ( شرح الأزهار ) ١ : ١٨٠ ، مقدّمة البحر الزّخار : ١٨٧ ، الفصول اللؤلؤية : ٣١٩ ، باب القياس.

٢ ـ طبقات الزيديّة : ٣٨٨ ، الطبقة الثانية ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ طبقات الزيديّة : ٢١ ، الطبقة الثانية ، مخطوط مصوّر.

٤ ـ انظر : طبقات الزيديّة : ٣٠٣ ، الطبقة الثانية ، مخطوط مصوّر.

٩٥

الإماميّة ، ومخالف لما ترتأيه الزيديّة ، وتعمل على وفقه.

النصّ الثالث :

قال ـ بعد أن ذكر رواية في سندها أبو الجاورد ـ : وهؤلاء المخالفون لنا ولكم (١).

فهو يعدّ أبا الجارود من المخالفين له ، ومن المعروف بين جميع الفرق والطوائف أنّ أبا الجارود وهو زياد بن المنذر زيديّ ، بل هو رأس الزيديّة الجاروديّة ، وهذا ما نصّت عليه كتب الزيديّة (٢) والإماميّة (٣) ، فصاحب الكامل المنير أبا الجارود يعتبر الزيديّ مخالفاً له ، فلا يمكن أن يكون هو زيديّاً.

فهذه النصوص تثبت أنّ صاحب هذا الكتاب ليس زيديّاً ، بل هو إمامي ، وهناك نصوص عديدة أخرى تثبت هذا المعنى كما في حديثه عن الخليفة الأوّل والثاني ، ونقله (٤) حديثاً يثبت أنّ الإمامة النصّيّة تجاوزت الأئمّة الثلاث ( عليهم السلام ) الى من بعدهم (٥) ، وهناك نصوص أخرى تثبت ما ادّعيناه.

فهذا الكتاب وإن حفظ لنا مع التراث الزيديّ الضخم إلاّ أنّه ليس زيديّاً ، بل إماميّاً اثني عشرياً.

____________

١ ـ الكامل المنير : ١٧٤.

٢ ـ انظر : طبقات الزيديّة : ٣١١ ، الطبقة الثانية ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ انظر : رجال الطوسي : ١٣٥ ] ١٤٠٩ [ ، رجال النجاشي : ١٧٠ ] ٤٤٨ [.

٤ ـ الكامل المنير : ١٠١.

٥ ـ الكامل المنير : ٤٩.

٩٦

( ١٧ ) مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام )

محمّد بن سليمان الكوفي ( ت بعد ٣٢٠ هـ )

الحديث :

الأوّل : الباب السادس والخمسون [ باب ما ذكر في أهل البيت ] محمّد بن سليمان ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن عفان العامري ، قال : حدّثنا محمّد بن الصلت ، قال : حدّثنا محمّد بن طلحة بن مصرف ، عن الأعمش ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (١).

الثاني : [ حدّثنا ] أحمد بن السري ، قال : حدّثنا أحمد بن حمّاد ، عن مصعب بن سلام ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ، الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء والأرض (٢) ، وعترتي أهل بيتي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٣).

____________

١ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ٩٨ ، ح٥٨٤.

٢ ـ كذا في الأصل.

٣ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١٠٥ ، ح٥٩٣.

٩٧

الثالث : حدّثنا أحمد بن علي ، قال : حدّثنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا علي بن حكيم الأودي ، قال : أخبرنا محمّد بن فضيل بن غزوان ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، وعن حبيب بن أبي ثابت ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي كأن قد دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي ، فإنّهما لن يزالا جميعاً حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (١).

الرابع : [ حدّثنا ] أحمد بن علي ، قال : حدّثنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا علي بن حكيم ، عن محمّد بن عبد الملك ، عن عطيّة ، قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « أيّها الناس ، قد تركت فيكم ما إن أخذتم به فلن تضلّوا الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٢).

الخامس : [ حدّثنا ] أحمد بن علي ، قال : حدّثنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا علي ، قال : أخبرنا محمّد عن أبي حيّان التيمي ، عن يزيد بن حيّان [ التيمي ] قال : انطلقت أنا وحصين بن عقبة إلى زيد بن أرقم ، فجلسنا إليه ، فقال له حصين : يا زيد ، قد أكرمك الله ورأيت خيراً ، حدّثنا يا زيد ، ما سمعت عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال زيد : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً فخطبنا بماء يدعى بـ « خم » بين مكّة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثم قال : « أمّا

____________

١ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١١٢ ، ح٦٠٤.

٢ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١١٤ ، ح٦٠٥.

٩٨

بعد أيّها الناس ، إنّما [ أنا بشر ] أنتظر أن يأتي رسول ربّي فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما كتاب الله فيه الهدى والنور فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به » فرغّب في كتاب الله وحثّ عليه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي » [ قالها ] ثلاث مرّات ، فقال له حصين : يا زيد ، من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : إنّ نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرّم [ عليهم ] الصدقة بعده.

فقال له حصين : من هم يازيد؟ قال : هم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العبّاس ، فقال له حصين ، أكلّ هؤلاء حرّم [ عليهم ] الصدقة [ بعده؟ ] قال : نعم (١).

السادس : [ حدّثنا ] عثمان بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد بن حميد الرازي ، قال : حدّثنا جرير ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن مسلم بن صبيح ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » (٢).

السابع : عثمان بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد [ بن حميد ] الرازي ، قال : حدّثنا جرير ، عن أبي حيّان التيمي ، عن يزيد ابن حيّان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فجلسنا إليه فقال [ له حصين ] : يا زيد ، لقد أصبت خيراً [ كثيراً ] ، أخبرني يا زيد ما سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وما شهدت معه ، قال [ زيد ] :

____________

١ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١١٦ ـ ١١٧ ، ح٦٠٦.

٢ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١٣٥ ، ح٦٢٠.

٩٩

يابن أخي ، لقد قدم العهد ، وكبرت سنّي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فما حدّثتكموه فاقبلوه ، وما لم أحدّثكم فلا تكلّفوني ، ] ثمّ [ قال : قام فينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً خطيباً بمكان يدعى « خمّاً » فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد أيّها الناس ، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول الله فأجيبه ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به ، وأخذ به كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة ، وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ».

قال حصين : من أهل بيته يازيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : بلى ، ولكن أهل بيته من حرّم الصدقة ] عليهم [. قال : مَن هم؟ قال : آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العبّاس ، قال حصين : فكلّ هؤلاء حرّم الصدقة ] عليهم [؟ قال : نعم. (١)

الثامن : قال : حدّثنا عثمان ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنا عبد الرحمان ، قال : حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن أخذتم بهما لن تضلّوا من بعدي ، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ] وعترتي أهل بيتي [ وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٢).

التاسع : حدّثنا عثمان ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثني سهل ابن يحيى السفطي ، قال : حدّثنا الحسن بن هارون ، قال : حدّثنا معروف بن

____________

١ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١٣٥ ـ ١٣٦ ، ح٦٢١.

٢ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١٤٠ ، ح٦٢٢.

١٠٠