موسوعة حديث الثقلين - ج ٣

مركز الأبحاث العقائديّة

موسوعة حديث الثقلين - ج ٣

المؤلف:

مركز الأبحاث العقائديّة


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-65-2
ISBN الدورة:
978-600-5213-62-1

الصفحات: ٦٨٩
  الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤

ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة : عندي أنّ المراد أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) إنّما قال : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما ، وهما الخليفتان من بعدي » فجعلهما الإمامين لعباد الله تعالى إلى يوم القيامة (١).

الحادي عشر : قال : ومن كتاب الناصر للحق ( عليه السلام ) رواه أبو سعيد الخدري ، قال : لمّا مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرضه الذي توفّي فيه ، أخرجه علي والعباس يصلّي ، فوضعاه على المنبر ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه فقال : « يا أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين ، لن تعمى قلوبكم ، ولن تزل أقدامكم ، ولن تقصر أيديكم أبداً ما أخذتم بهما : كتاب الله سبب بينكم وبين الله ، فأحلّوا حلاله وحرّموا حرامه » فعظّم من كتاب الله ما شاء أن يعظّم ، ثمّ سكت ، فقام عمر وقال : هذا أحدهما قد أعلمتنا به فأعلمنا بالآخر فقال : « إنّي لم أذكره إلاّ وأنا أريد أن أخبركم به غير أنّي أجد في ... (٢) فلم أستطع أن أتكلّم ، ألا وعترتي ألا وعترتي ألا وعترتي ـ ثلاثاً ـ فوالله لا يبعث الله رجلا يحبّهم إلاّ أعطاه الله تعالى نوراً يوم القيامة ، ولا يبعث الله رجلاً يبغضهم إلاّ احتجب عنه يوم القيامة » ثمّ حملاه إلى فراشه محتضراً (٣).

الثاني عشر : قال : وقد روي أنّ الضحاك سأل أبا سعيد الخدري عمّا اختلف فيه الناس بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) فقال : والله ما أدري ما الذي اختلفوا فيه ، ولكنّي أحدّثكم حديثاً سمعته أذناي ووعاه قلبي ، فلا تخالجني فيه الظنون : إنّ

____________

١ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٢ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ كلمة غير مقروءة في الأصل.

٣ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٣ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٣٦١

النبي ( صلى الله عليه وآله ) خطبنا على منبره قبل موته في مرضه الذي توفّي فيه لم يخطبنا بعده ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ، ثم قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ثمّ سكت ، فقام إليه عمر بن الخطاب فقال : ما هذان الثقلان؟ فغضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى أحمرّ وجهه فقال : « ما ذكرتهما إلاّ وأنا أريد أن أخبركم بهما ولكنّي أضرّ بي وجع فامتنعت عن الكلام ، أمّا أحدهما فهو الثقل الأكبر كتاب الله سبب بينكم وبين الله تعالى طرف بيده وطرف بأيديكم ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي عليّ وذرّيّته ، والله إنّ في أصلاب المشركين لمن هو أرضى من كثير منكم » (١).

الثالث عشر : قال : ورواية أسلافنا وحفّاظ أهل مذهبنا واسعة في هذا الباب ، وكذلك مايرويه غيرنا من ذلك واسع مستفيض ، ونحن نذكر منه ما روينا عن المنصور بالله ( عليه السلام ) في كتاب الشافي ، وهو يرويه عن كتبهم المشهورة ، قال ( عليه السلام ) : فصل في قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « خلّفت فيكم الثقلين » وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « خلفت فيكم خليفتين » من مسند ابن حنبل بإسناد رفعه إلى علي بن ربيعة ، قال : لقد لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده فقلت له : سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين » قال : نعم (٢).

الرابع عشر : قال : قال في كتاب الشافي : وبالإسناد عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى

____________

١ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٣ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٣ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٣٦٢

الأرض وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » قال نمير : قال بعض أصحابنا : عن الأعمش ، قال : « انظروا كيف تخلفوني فيهما » (١).

الخامس عشر : قال : قال في كتاب الشافي : وبالإسناد عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض » أو « ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٢).

السادس عشر : قال : قال في كتاب الشافي : ومن صحيح مسلم في الجزء الرابع منه من أجزاء ستّة في آخر الكّراس الثانية من أوّله بالإسناد قال : حدّثني زهير بن حرب وشجاع ابن ... (٣) جميعاً عن ابن علية ، قال زهير : حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدّثنا أبو حيّان ، حدّثني يزيد بن حيّان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه قال له حصين : لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً ، رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه وصلّيت ، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً ، حدّثنا يازيد ما سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال يابن أخي ، والله لقد كبرت سنّي ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فما حدّثتكم فاقبلوا ، وما لا فلا تكلّفونيه ، ثمّ قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك

____________

١ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٣ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٣ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ كلمة غير مقروءة في المتن.

٣٦٣

فيكم الثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه النور ، فخذو بكتاب الله واستمسكوا به » فحثّ على كتاب الله تعالى ورغّب فيه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي » فقال حصين : ومن أهل بيته يازيد ، أليس نساؤه من أهل بيته؟ فقال : ليس نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة عليه (١).

السابع عشر : قال : قال في كتاب الشافي : وبالإسناد ، قال : حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، حدّثنا محمّد بن فضيل وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا جرير كلاهما عن أبي حيّان ، بهذا الإسناد نحو حديث إسماعيل ، وزاد في حديث جرير : « كتاب الله فيه الهدى والنور ، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن أخطأه ضلّ » (٢).

الثامن عشر : قال : قال في كتاب الشافي : وبالإسناد ، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، قال : دخلنا عليه فقلنا له : لقد صاحبت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وصلّيت خلفه ، وساق الحديث بنحو حديث أبي حيّان غير أنّه قال : « ألا وإنّي تارك فيكم ثقلين : أحدهما كتاب الله هو حبل الله من اتّبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة » وفيه : فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا ، وأيم الله إنّ المرأة لتكون مع الرجل الدهر ، ثمّ يطلّقها فترجع إلى أهلها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرّم الصدقة عليهم (٣).

التاسع عشر : قال : قال في كتاب الشافي : من تفسير الثعلبي من الجزء الثاني في تفسير سورة آل عمران في قوله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ

____________

١ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٣ ـ ٢٦٤ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٤ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٤ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٣٦٤

جَمِيعاً ) وبالإسناد ، قال حدّثنا الحسن بن محمّد بن حبيب ، قال : وجدت في كتاب جدّي بخطّه ، قال : حدّثنا أحمد بن الأعجم القاضي المروزي ، حدّثنا الفضل بن موسى الشيباني ، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض » أو قال : « إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١).

العشرون : قال : قال في كتاب الشافي : ومن مناقب ابن المغازلي بالإسناد عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما » (٢).

الحادي والعشرون : قال : قال في كتاب الشافي : ومن الجمع بين الصحاح الستّة لرزين العبدري من الجزء الثالث من أجزاء أربعة من صحيح أبي داود السجستاني ، وهو كتاب السنن ، ومن صحيح الترمذي عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أحدهما أعظم من الآخر وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني في عترتي » (٣).

____________

١ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٤ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٤ ـ ٢٦٥ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٥ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٣٦٥

الثاني عشر : قال : وفي الكتاب المنير أيضاً وهذه رواية أخرى : وذلك أنّ أصحاب الشورى وهم ستّة منهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمّا اجتمعوا انفرد كل بصاحبه بأخيه (١) ، وقام عبد الرحمن بن عوف إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فخلا به ، فقال عبد الرحمن : يا أبا الحسن ، ما تقول ، تقوم بهذا الأمر بعهد الله وميثاقه على أن تسير بسيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأن تعمل بكتاب الله وسنّة نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) بالعهود والمواثيق ، وعلى أن لا يأخذك بالله لومة لائم؟ فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « أمّا كون أعطيك أيماناً فاللّه أجل في عيني وأهيب في نفسي وأعظم في صدري من أن أعطيك ما ذكرت رغبة فيما أنتم فيه ، وهذا الذي ذكرت من غير أيمان هو الواجب عليّ » ثمّ قال : « أما إنّكم تعرفون من أولى الناس بهذا الأمر قديماً وحديثاً ، وما منكم من أحد إلاّ وقد سمع ما سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( ... ) ثمّ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي سأخلّف فيكم الثقلين : الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، فأمّا الثقل الأكبر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، وأمّا الثقل الأصغر فهؤلاء عترتي ، لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهم ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وحوضي سعته ما بين بصرى وصنعا فيه أكواب عدد نجوم السماء » (٢).

الثالث والعشرون : قال : وروينا من كتاب السفينة عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رجع من سفره وهو متغيّر اللون ، فخطب خطبة بليغة ، وهو يبكي ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي قد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي

____________

١ ـ كذا في الأصل.

٢ ـ أنوار اليقين ٢ : ٤٠٤ ، مخطوط مصوّر.

٣٦٦

وأرومتي ، ولن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، ألا وإنّي أنتظرهما ، ألا وإنّي سايل يوم القيامة في ذلك ، ألا إنّه سيرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمّة : راية سوداء فتقف فأقول : من أنتم؟ فينسون ذكري ، ويقولون : نحن أهل التوحيد من العرب ، فأقول : أنا محمّد نبيّ العرب والعجم ، فيقولون : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في عترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فضيّعنا ، أمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم ، فأولّي وجهي عنهم ، فيصدرون عطاشا قد اسودّت وجوههم ، ثمّ ترد راية أخرى أشدّ سواداً من الأُولى ، فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون : كالقول الأوّل : نحن من أهل التوحيد من العرب ، فإذا ذكرت اسمي ، قالوا : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في الثقلين : كتاب ربّي وعترتي؟ فيقولون : أمّا الكتاب فخالفنا ، وأمّا العترة فخذلنا ومزقناهم كلّ ممزّق ، فأقول لهم : إليكم عنّي ، فيصدرون عطاشا مسودّة وجوههم ، ثمّ ترد راية أخرى تلمع نوراً ، فأقول : من أنتم ، فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن أمّة محمّد ، ونحن بقيّة أهل الحق ، حملنا كتاب ربّنا فأحللنا حلاله وحرّمنا حرامه ، وأجبنا ذريّة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) فنصرناهم من كلّ ما نصرنا به أنفسنا ، وقاتلنا معهم وقتلنا من ناواهم ، فأقول لهم : أبشروا فأنا نبيّكم محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ولقد كنتم كما وصفتم ، ثمّ أسقيهم من حوضي فيصدرون رواء » (١).

المنصور بالله الحسن بن بدر الدين محمّد بن أحمد الحسني :

قال الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت ٨٢٢ هـ ) في كاشفة الغمّة : وأمّا الإمام الحسن بن محمّد ( عليه السلام ) فإنّه كان فاضلاً عالماً في الفنون ، طويل الباع في العلوم

____________

١ ـ أنوار اليقين ٢ : ٤٣٧ ، فضل شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٣٦٧

كلّها ، وتصانيفه تشهد له بذلك في الأصول الكلاميّة والفروع الفقهيّة والأبواب العربيّة ، وكانت مدّة خلافته وانتصابه للأمر قدر أربعة عشر سنة ، إلى أن قال : فأنشأ صنوه الإمام ، وهو الأمير الناصر للحق الحسين بن محمّد رسالة بليغة سيّرها في الآفاق ، وأثنى فيها على صنوه الإمام المنصور بالله الحسن بن محمّد ثنائاً رايقاً ، وتكلّم فيها كلاماً فايقاً ، وحكى صورة قيام أخيه وما هي دعوته ، وأنّه قصد المحاماة عن حوزة الإسلام والذبّ عن بيضة مذاهب الأئمّة ، ثمّ قال : وكان أكبر سنّاً من صنوه الحسين ، وهما فرقدا سماء ، خلا أنّ الحسين أوسع علماً في الفقه ، والحسن أبدع منه في الأصول (١).

قال محمد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : الإمام المنصور الحسن بن بدر الدين ، وقد تقدّم ذكر أبيه ، كان الحسن هذا من أعيان العترة علماً وفصاحة ، وخطابه وتصنيفاً ، وله تصانيف في أصول الدين ، وكتب العربيّة وأجوبة ورسائل.

إلى أن قال : وكانت دعوة هذا الإمام الحسن بعد استشهاد الإمام المهدي أحمد بن الحسين ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : ودعى الإمام الحسن يوم خامس وعشرين من شهر شوّال سنة سبع وخمسين وستّمائة ، ودعى وهو ابن إحدى وستّين سنة ، وظاهر الكلام أنّه قد كان بايع بن وهّاس ثمّ عارضه.

ثمّ قال : وكانت وفاته ( عليه السلام ) سنة خمس وسبعين وستّمائة في هجرة تاج الدين برغافة ، وقبره الشامي من الثلاثة القبور التي في المسجد ، قال حي السيد العلاّمة صلاح بن جلال : وأظنّ أنّ عمره يقارب الثمانين (٢).

____________

١ ـ كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : ٤٩.

٢ ـ مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار ٢ : ٨٨٧.

٣٦٨

قال أحمد الشرفي ( ت ١٠٥٥ هـ ) في اللآلي المضيّة : وكانت وفاة الإمام الحسن بن بدر الدين ( عليه السلام ) سنة سبعين وستّمائة في هجرة تاج الدين ، إلى أن قال : وكانت وفاة أخيه الحسين بن محمّد قبل وفاته ، وذلك بعد قيام أخيه بخمس أو ست سنين (١).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : الحسن بن بدر الدين محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى صنو الأمير الحسين بن محمّد صاحب الشفاء ، الإمام السيد العلاّمة سمع كتاب الشافي للمنصور بالله عبد الله بن حمزة على مؤلّفه ( عليه السلام ) والظاهر أنّه سمع عليه في غيره ، وسمع الرسالة لزيد بن علي ( عليه السلام ) على يحيى بن عطيّة إجازة عن حميد المحلّي بطرقه ، وغير ذلك ، وأخذ عنه السيّد صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين وغيره ، إلى أن قال : ولم يزل آمراً ناهياً حتّى توفّي سنة سبعين وستّمائة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة (٢).

أنوار اليقين في شرح فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأول من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : وممّا صنّفه : كتاب ( أنوار اليقين في شرح فضائل أمير المؤمنين ) فإنّه

____________

١ ـ اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة ٢ : ٤٦٤.

٢ ـ طبقات الزيديّة ١ : ٣٢٧ ، الطبقة الثالثة.

وانظر في ترجمته أيضاً : الجواهر المضيّة : ٣٤ ، مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمّال : ٢٤٨ ، التحف شرح الزلف : ١٧٧ ، مؤلّفات الزيديّة ١ : ١٧٦ ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٣١٠ ، هجر العلم ومعاقله ٢ : ٨٩٤ ، الأعلام ٢ : ٢١٥ ، هديّة العارفين ١ : ٢٨١ ، الذريعة ٢ : ٤٤٨ ، معجم المؤلّفين ٣ : ٢٧٥ ، مجلّة تراثنا ٢ : ٤٧ ، ١٩ : ١٨١ ، الإرشاد إلى سبيل الرشاد : ٩٠ ، تحقيق سالم عزان ، في الهامش.

٣٦٩

من أبلغ المصنّفات في هذا الشأن ، وهو شرح على منظومة له ، ذكر فيها أشياء عجيبة ومناقب جمّة دالّة على تقدّم علي ( عليه السلام ) وأولوّيته بالخلافة على من تقدّمه ، وأسلوبه في أنوار اليقين يميل إلى ما يسترجحه المرتضى والرضي الموسويان وغيرهما من الأشراف الحسينيين من أنّ الخطأ من المتقدّمين على علي ( عليه السلام ) كان كبيرة ، وأنّ النص على إمامته صريح ، وقد قال بذلك جماعة من أوائل الزيديّة (١).

قال أحمد الشرفي ( ت ١٠٥٥ هـ ) في اللآلي المضيّة : ومن مصنّفاته كتاب ( أنوار اليقين في شرح فضائل أمير المؤمنين ) ثمّ قال : سلك في ذلك مذهب الجاروديّة وغيرهم من المتقدّمين من أنّ الخطأ من المتقدّمين على علي ( عليه السلام ) كان كبيرة ، وأنّ النص على إمامته ( كرم الله وجهه ) صريح ، وهو قول جماهير أئمّة الزيديّة ( عليهم السلام ) (٢).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : وممّا صنّف كتاب : ( أنوار اليقين شرح فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ) فإنّه من أبلغ المصنّفات ، وهو شرح على منظومة له (٣).

ونسبه إليه أيضاً أكثر من ترجم له (٤).

قال الأكوع في هجر العلم ومعاقله : قال أحد العلماء : إنّ كتاب أنوار اليقين غير معمول به ; لأنّه من مرويّات الإماميّة ، وكتب العلاّمة المعاصر قاسم ابن حسين العزي بحثاً يؤكّد من وجهة نظره أنّه للإمام الحسن بن محمّد ،

____________

١ ـ مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار ٢ : ٨٨٧.

٢ ـ اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة ٢ : ٤٦٠.

٣ ـ طبقات الزيديّة ١ : ٣٢٨ ، الطبقة الثالثة.

٤ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٣٧٠

وعندي منه نسخة (١).

أقول : إنّ ممّا تقدّم ذكره يعلم نسبة الكتاب إلى مؤلّفه ، بل لم نجد ولا مصدر يشكّك في هذا النسبة غير ما ذكره الأكوع ونقله التشكيك عن أحد العلماء الذين لم يسمّهم وكل الظن أنّه أراد التشكيك لا أكثر ، وإلاّ لو كان هناك عالماً واقعاً لذكره ، هذا وأنّ من يطّلع على كتاب أنوار اليقين ، ولو المقدّمة فقط لا يبقى له أيّ شكّ أو شبهة بأنّ الكتاب من أمّهات كتب الزيديّة في العقائد.

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : أنوار اليقين في فضائل أمير المؤمنين ، شرح أرجوزة المؤلّف الطويلة التي سبق ذكرها بعنوان « الأنوار » وتسمّى أيضاً « المربعة » ويستعرض في الشرح جملة من أصول الدين ويذكر المناقب ويأتي بفوائد جمّة ، وذكر في آخره الدعاة من العترة إلى زمنه ، ثمّ فصلاً في إبطال حجج المخالفين على إثبات إمامة القوم بعنوان الموضع الرابع ، وهو في مجلّد كبير ، فرغ من تأليفه سنة ٦٣٨ (٢).

وقد ذكر عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة عدّة نسخ للكتاب في عدّة مكتبات ، وقال : شرح منظومة للمؤلّف في فضائل أمير المؤمنين ، أودع فيه من أحاديث الفضائل ومباحث الكلام الكثير الطيب ، يقوم بتحقيقه الأخ عبد الله بن عبد الله الحوثي (٣).

____________

١ ـ هجر العلم ومعاقله ٢ : ٨٩٤.

٢ ـ مؤلّفات الزيديّة ١ : ١٧٦ ..

٣ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٣١٠.

٣٧١
٣٧٢

مؤلّفات حميدان بن يحيى بن حميدان ( القرن السابع )

( ٧١ ) التصريح بالمذهب الصحيح

الحديث :

الأوّل : قال : ورواية الإمام المنصور بالله أمير المؤمنين عبد الله بن حمزة ( عليه السلام ) عنه ( صلى الله عليه وآله ) في الشافي وغيره ، أنّه قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١).

الثاني : قال ـ عن المنصور بالله أيضاً ـ : قال : قال ( صلى الله عليه وآله ) : « أيّها الناس ، إنّي خلّفت فيكم كتاب الله وسنّتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب الله كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أمّا إنّ ذلك لن يفترقا حتّى اللقا على الحوض » (٢).

الثالث : قال ـ عن المنصور بالله أيضاً ـ : قال : وممّا روى بالإسناد إلى الحاكم ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : « أيّها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن أدعى فأجيب ، ألا إنّي تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله ، وهو حبل الله ومن اتّبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على الضلالة ، ثمّ أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي » (٣).

____________

١ ـ التصريح بالمذهب الصحيح : ١٣٥ ، ضمن مجموع السيد حميدان.

٢ ـ التصريح بالمذهب الصحيح : ١٣٥ ، ضمن مجموع السيد حميدان.

٣ ـ التصريح بالمذهب الصحيح : ١٣٧ ، ضمن مجموع السيد حميدان.

٣٧٣

الرابع : قال : ولأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو لا ينطق عن الهوى ، قد قرن العترة بالكتاب ، وأمر بالتمسّك به وبهم معاً ، فدلّ بذلك على أنّه لا يصحّ دعوى التمسّك بالكتاب مع رفضهم ، كما لا يصحّ دعوى التمسّك بهم مع رفض الكتاب (١).

الخامس : قال : وحكى الحاكم عن زيد بن علي ( عليهما السلام ) أنّه قال : الردّ إلينا نحن والكتاب الثقلان (٢).

السادس : قال : وبيان قبح التفريق بينهم ظاهر في الكتاب والسنّة وأقوال الأئمّة ، ثمّ قال : وأمّا السنّة : فنحو إخبار النبي ( صلى الله عليه وآله ) على الجملة بأنّ عترته مع الكتاب لا يفارقهم ولا يفارقونه ، وذلك دليل الاتّفاق على موافقة الكتاب (٣).

السابع : قال : وقول القاسم بن علي ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : وقول ابنه الحسين ( عليهما السلام ) في كتاب تثبيت إمامة أبيه : فكيف ، إلاّ أنّه قد قال بإجماعهم ـ لو انتفعوا بقلوبهم وأسماعهم ـ : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٤).

الثامن : قال : وقول الإمام المنصور بالله ( عليه السلام ) في الشافي : وقد شهد لهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالاستقامة بقوله : « لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٥).

التاسع : قال : وقول الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) في جوابه

____________

١ ـ التصريح بالمذهب الصحيح : ١٥٤ ، ضمن مجموع السيد حميدان.

٢ ـ التصريح بالمذهب الصحيح : ١٥٦ ، ضمن مجموع السيد حميدان.

٣ ـ التصريح بالمذهب الصحيح : ١٥٨ ، ضمن مجموع السيد حميدان.

٤ ـ التصريح بالمذهب الصحيح : ١٥٩ ، ضمن مجموع السيد حميدان.

٥ ـ التصريح بالمذهب الصحيح : ١٥٩ ، ضمن مجموع السيد حميدان.

٣٧٤

لأهل صنعاء : وإنّي متمسّك بأهل بيت النبوّة ومعدن العلم ، إلى أن قال : ولذلك حثّ عليهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بقوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين لن يفترقا حتّى يردا على الحوض كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (١).

العاشر : قال : ومن معاني أدلّة السيد أبي عبد الله ( عليه السلام ) مقارنة النبي ( صلى الله عليه وآله ) للعترة بالكتاب ، ونفيه لافتراقهما ، وتسميته لهما باسم واحد وهو الثقل ، فدلّ بذلك على كونهم حجّة كالكتاب (٢).

أبو عبد الله حميدان بن يحيى بن حميدان :

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : السيد العلاّمة الإمام الكبير البليغ المتكلّم الأصولي لسان العترة نور الدين أبو عبد الله حميدان بن يحيى بن حميدان بن القاسم بن الحسن بن إبراهيم بن سليمان ، هذا هو الصحيح ـ وقد جعله بعضهم من ولد جعفر بن القاسم وهو غلط ـ ابن القاسم ابن علي بن عبد الله بن محمّد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، صاحب التصانيف في علم الكلام ، والمترجم عن أهل البيت المصرّح بمذهبهم ، قال السيد الهادي بن إبراهيم الصغير : هو ممّن عاصر حي الإمام المهدي أحمد بن الحسين ( عليهم السلام ) ، وكان علاّمة في الكلام ومطّلعاً على أقوال أهله.

إلى أن قال : وتوفّي ( رحمه الله ) بهجرة الظهراوين من أعمال شطب في نهر (٣).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : قال الشارح السيد

____________

١ ـ التصريح بالمذهب الصحيح : ١٩٩ ، ضمن مجموع السيد حميدان.

٢ ـ التصريح بالمذهب الصحيح : ١٧٢ ، ضمن مجموع السيد حميدان.

٣ ـ مطلع البدور ٢ : ١٥٠.

٣٧٥

محمّد بن يحيى القاسمي (١) : يريد بذلك الإمام زينة الأنام ، تاج آل طه ( عليه السلام ) ، مغنى الأسامي والحقائق ، دامي مهمات السوابق واللواحق ، مجود جودة المعالي ، مستخرج دقائق الجواهر واللاليء المقتصد والعالم المجتهد محيي رسوم آل الرحمن أبو عبد الله حميدان (٢).

قال المؤيّدي في التحف : وفي عصره (٣) السيد الإمام حامي علوم الآل وماحي رسوم الضلال أبو عبد الله حميدان بن يحيى بن حميدان ، إلى أن قال : واستشهد الإمام المهدي ( عليه السلام ) سنة ست وخمسين وستمائة ومشهده بذيبين (٤).

وقد ذكر عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين أنّ وفاته في القرن السابع (٥) ، وكذا فعل غيره. فهو في النصف الثاني من القرن السابع.

قال أحمد صبحي في كتابه الزيديّة : كان لابدّ أن يثير موقف المعتزلة من الإمامة ثائرة بعض الزيديّة ، وأن يثبتوا استقلال الزيديّة عن المعتزلة في أصول الدين ، بل مخالفتهم لهم في كثير من مسائله ، والإمام حميدان بن يحيى بن حميدان الذي ينتهي نسبه إلى القاسم الرسي ، ثمّ الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رفع راية التمرّد على المعتزلة مبيّناً مخالفة أئمّة الزيديّة لأقوالهم (٦).

____________

١ ـ في كتاب اللآلي الدريّة شرح الأبيات الفخريّة.

٢ ـ طبقات الزيديّة ١ : ٤١٣ ، الطبقة الثالثة.

٣ ـ المهدي أحمد بن الحسين.

٤ ـ التحف شرح الزلف : ١٧٥.

٥ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٤١٠.

٦ ـ الزيديّة : ٤٨٥.

وانظر في ترجمته أيضاً : الجواهر المضيّة : ٤٣ ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، الإرشاد إلى سبيل الرشاد : ٩٣ ، مجلّة تراثنا ١٦ : ١٠٥ ، ٢٨ : ١١١ ، هجر العلم ومعاقله ٣ : ١١٤٣ ، الذريعة ٣ : ١٧٦ ، ٤ : ١٩٧ ، ٧ : ٥٢ ، لوامع الأنوار : ٦٦.

٣٧٦

التصريح بالمذهب الصحيح

قال السيد حميدان في ديباجة كتابه هذا ( التصريح بالمذهب الصحيح ) : وبعد ، فإنّ الغرض بهذا المختصر وتأليفه والإرب الذي دعا إلى جمعه وتصنيفه هو : التقرب إلى الله سبحانه بتصريح الحق وتعريفه ، وكشف لبس من لبسه بمغالط تأويلاته ، إلى أن قال : الذي أدّعت المعتزلة أنهم استنبطوه بثواقب العقول (١).

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : ومجموعات السيّد حميدان فيها يقول الأئمّة ، روى السيّد العلاّمة محمّد بن إبراهيم ، عن الإمام أحمد بن الحسين ، والإمام المنصور باللّه الحسن بن بدر الدين ، والإمام المتوكّل على اللّه المطهّر بن يحيى ، وابنه محمّد المطهّر ، أنّهم كتبوا على مجموعه (رض) أنّه معتقدهم ، إلاّ أنّ الإمام محمّد بن المطهّر استثنى الجوهر ، وقال : إنّ لي فيه نظراً ، والإمام الحسن بن بدر الدين استثنى الإرادة (٢).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : ومجموع السيد حميدان مشهور ينقل منه أئمّتنا المتأخّرون بعده في كتبهم ، ويعتمدون نقله.

وقال أيضاً : ومجموعات السيد حميدان يذكر فيها مذاهب الأئمّة ، إلى أن قال : وقال القاضي أحمد بن صالح الدواري : هذا السيد حميدان مصنّف هذه المجموعات المذكورة من أكابر علماء العترة النبويّة وأفاضلهم ومتمسّكاً بحقائق عقائدهم ومذاهبهم ، وكان معاصراً للإمام أحمد بن الحسين وللإمام المطهّر بن يحيى ، وقال في بعض كتبه : إنّ الإمام المهدي أحمد بن الحسين

____________

١ ـ التصريح بالمذهب الصحيح : ٩٨ ، ضمن مجموعة السيّد حميدان.

٢ ـ مطلع البدور ٢ : ١٥١.

٣٧٧

وقف على بعضها ، فقال : مذهب العترة ( عليهم السلام ) (١).

قال السيد المؤيّدي في مقدّمة المجموع : فهذا الكتاب العظيم مجموع السيد حميدان ، تأليف السيد الإمام حامي علوم الآل وماحي رسوم الضلال ، أبي عبد الله حميدان بن يحيى القاسمي (٢).

قال محققا المجموع أحمد أحسن علي الحمزي وهادي حسن هادي الجمري : وقد اشتمل هذا المجموع المبارك على أكثر مؤلّفاته ( عليه السلام ) ، وهي على النحو التالي :

١ ـ تنبيه الغافلين على مغالط المتوهّمين.

٢ ـ التصريح بالمذهب الصحيح.

٣ ـ المسائل الباحثة عن معاني الأقوال الحادثة.

٤ ـ المنتزع الأوّل من أقوال الأئمّة.

٥ ـ المنتزع الثاني من أقوال الأئمّة.

٦ ـ تذكرة تشتمل على أربع مسائل من كلامه.

٧ ـ الفصل السابع من سبعة أصول من كتاب التطريف.

٨ ـ تنبيه أولي الألباب على تنزيه ورثة الكتاب.

٩ ـ بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال.

١٠ ـ حكاية الأقوال العاصمة من الاعتزال مما انتزع وجمع من كتب الإمام المنصور بالله ( عليه السلام ).

١١ ـ جواب المسائل الشتوية والشبه الحشوية.

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ١ : ٤١٣.

٢ ـ مجموع حميدان : ٥ ، وانظر أيضاً فيمن نسب المجموع له أو بعض ما تضمّنه المجموع ما قدّمنا ذكره من مصادر في هامش ترجمته.

٣٧٨

١٢ ـ خبر خولة الحنفيّة.

١٣ ـ سؤال وجواب.

١٤ ـ الرسالة المزلزلة لأعضاء المعتزلة ( شعر ) (١).

وقالا أيضاً : وهذا الكتاب مشهور في أوساط الزيديّة ، ونحن نروي هذا المجموع المبارك عن الإمام الأعظم والبحر الخضم ، نقطة البيكار ودرّة التقصار الولي بن الولي مجد الدين بن محمّد بن منصور المؤيّدي ـ أيّده الله تعالى ـ إجازة فيه وفي غيره ممّا صحّت له روايته وما ثبت عنه رواية ودراية وتأليف بأسانيده المسطّرة في كتابه العظيم ( لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار وتراجم أولي العلم والأنظار ) وكتابه ( الجامعة المهمّة لأسانيد كتب الأئمّة ) (٢).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : التصريح بالمذهب الصحيح ، تأليف أبي عبد الله حميدان بن يحيى بن حميدان القاسمي ، مسائل مهمّة من التوحيد والإمامة وما يتفرّع عليهما اختلف فيها الزيديّة والمعتزلة ، ومال بعض علماء الزيديّة فيها إلى الاعتزال ، استعرضها المؤلّف مع بيان المذهب الحق فيها ، وما يذهب إليه الأئمّة من أهل البيت ، وهو في خمسة مواضع فيها فصول (٣).

____________

١ ـ مجموع حميدان : ١٢ ، مقدّمة التحقيق.

٢ ـ مجموع السيد حميدان : ١٨ ، مقدّمة التحقيق.

٣ ـ مؤلّفات الزيديّة ١ : ٢٨٩.

٣٧٩
٣٨٠