موسوعة حديث الثقلين - ج ٣

مركز الأبحاث العقائديّة

موسوعة حديث الثقلين - ج ٣

المؤلف:

مركز الأبحاث العقائديّة


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-65-2
ISBN الدورة:
978-600-5213-62-1

الصفحات: ٦٨٩
  الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤

مؤلّفات المحسن بن كرامة الجشمي البيهقي ( ت ٤٩٢ هـ )

( ٣٥ ) تنبيه الغافلين في فضائل الطالبيين

الحديث :

الأوّل : ثمّ أكّد ذلك عند انتقاله إلى رحمة ربّه وكريم ثوابه ، فمرّة ذكر في خطبة الوداع حين نعى إليهم نفسه وأعلمهم ارتحاله ، وأخرى في مرض موته حين تيقّن انتقاله ، فخرج يتهادى بين اثنين ووصّاهم بالتمسّك بالثقلين ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١).

الثاني : وبإسناده (٢) عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي ، قال : « لمّا ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه ، والبيت غاصّ بمن فيه ، قال : أدعوا لي الحسن والحسين ، فجعل يلثمهما حتّى أغمي عليه ، قال : فجعل علي يرفعهما عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : ففتح عينيه ، وقال : دعهما يتمتّعان منّي ، وأتمتّع منهما ، فإنّهما سيصبهما بعدنا إثر ، ثمّ قال : يا أيّها الناس إنّي خلّفت فيكم كتاب الله وسنّتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب الله كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أما إنّ ذلك لن يفترقا حتّى يلتقيا على الحوض » (٣).

____________

١ ـ تنبيه الغافلين : ١٦ ، مقدّمة المؤلّف ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ السيد الإمام أبو طالب.

٣ ـ تنبيه الغافلين : ٤٣.

٢٠١

الثالث : قال : وروى أبو سعيد الخدري ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « يا أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وقد روى هذا الخبر جماعة منهم : زيد بن ثابت ، وزيد بن أرقم ، وأبو ذر ، وغيرهم ، وذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذلك في مواضع كثيرة (١).

الرابع : قال : وعن أبي سعيد الخدري : لمّا مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرضه الذي توفّي فيه ، أخرجه علي والعبّاس حتّى وضعاه على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين ، لن تعمى قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم أبداً ما أخذتم بهما ، كتاب الله سبب بينكم وبين الله ، فأحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه » ، قال : فعظّم من كتاب الله ما شاء ، ثمّ سكت ، حتّى رأينا أنّه لا يذكر شيئاً ، فقام عمر فقال : يا نبي الله هذا أحدهما ، قد أعلمتنا به ، فأعلمنا الآخر ، فقال : « إنّي لم أذكره إلاّ وأريد أن أخبركم به ، غير أنّي أخذني الريق ، فلم أستطع أن أتكلّم الا عترتي الا عترتي الا عترتي ـ ثلاث مرّات ـ والله لا يبعث رجل بحبّهم إلاّ أعطاه الله نوراً حتّى يرد علي الحوض يوم القيامة ولا يبعث الله رجلاً يبغضهم إلاّ حجب الله عنه يوم القيامة » ثمّ إنّهما حملاه على فراشه ، في حديث طويل (٢).

الخامس : قال : وقد اختلف المفسّرون في أولي الأمر ، ثمّ قال : وقالت الشيعة : المراد علي بن أبي طالب والأئمّة من أولاده ، ونظير هذا قوله : « إنّي

____________

١ ـ تنبيه الغافلين : ٤٤ ، في حديثه عن آية ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ).

٢ ـ تنبيه الغافلين : ٤٥.

٢٠٢

تارك فيكم الثقلين » الخبر (١).

السادس : قال : وروى الناصر للحق بإسناده ، عن سعيد بن خيثم ، قال : سألت زيد بن علي ( عليه السلام ) عن هذه الآية ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ ) فقال : عليكم الرد علينا ، نحن والكتاب الثقلان ، فالردّ منه وإلينا.

قال الناصر : ويؤيّد ذلك أنّه قرن طاعته بطاعة الرسول ، فوجب أن تكون في الصفة مثله ، فالردّ إلى الرسول ردّ إلى سنّته ، والردّ إلى أولي الأمر ردّ إلى ذرّيّته ; لأنّه قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي » (٢).

السابع : قال : وعن زيد بن أرقم ، قال : لمّا رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ، ونزل غدير خم أمر دوحات فقممن ، ثمّ قال : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

ثمّ قال : الله تعالى مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن ، ثمّ أخذ بيد علي ، ثمّ قال : من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه. قال أبو الطفيل : قلت لزيد : أنت سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله )؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلاّ وقد رأى بعينه وسمع بأذنه (٣).

الثامن : قال : وعن أبي الطفيل قال : إنّ قوماً جاؤا من اليمن إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقالوا : يا مولانا ، قال : أنا مولاكم عتاقه؟!

____________

١ ـ تنبيه الغافلين : ٤٨.

٢ ـ تنبيه الغافلين : ٤٩ ، ٥٠.

٣ ـ تنبيه الغافلين : ٦٥.

٢٠٣

قالوا : إنّما نحن قوم من العرب ، سمعنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهمّ والي من والاه وعاد من عاداه ، قال : فهاجه ذلك ، فنادى في الناس ، فاجتمعوا حتّى امتلأت الرحبة ، فقام فحمد الله ، وأثنى عليه ، وصلّى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ قال : أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلاّ قام ، ولا يقوم إلاّ رجل سمع أذنه ووعا قلبه ، فقام اثنى عشر رجلاً ، ثمانية من الأنصار ، ورجل من قريش ، ورجل من خزاعة ، ثمّ قال لهم : اصطفّوا فاصطفّوا ، فقال : هاتوا ما سمعتم من رسول الله صلّى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

قالوا : نشهد أنّا أقبلنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجّة الوداع ، حتّى إذا كنّا بغدير خمّ نزل ونزلنا ، وصلّينا الظهر معه ، ثمّ قام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي أوشك أن أُدعى فأجيب ، وإنّي مسؤول ، وإنّكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون؟ ».

قالوا : نقول : اللهمّ قد بلغت ، قال : « اللهمّ اشهد بك » ، ثلاث مرّات.

ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وأهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فسألت الله ذلك لهما فأعطانيه » (١).

التاسع : قال : قوله تعالى : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) قيل : هم المهاجرون والأنصار ، عن عطاء ، وقيل العلماء ، وقيل هم أهل البيت ، وعن الربيع بن أنس ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « إنّ من أمّتي قوماً على الحق حتّى ينزل عيسى بن مريم » ولقد يوافق قوله : « لن يفترقا حتّى يردا عليّ

____________

١ ـ تنبيه الغافلين : ٦٦.

٢٠٤

الحوض » يعني كتاب الله وعترة رسوله ( صلى الله عليه وآله ) (١).

العاشر : قال : وروى الناصر للحق بإسناده في حديث طويل : لمّا قدم علي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعد فتح خيبر ، إلى أن قال : ويدلّ عليه قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٢).

الحادي عشر : قال : وعن زيد بن أرقم ، قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بواد بين مكّة والمدينة يُدعى ( حمد ) (٣) فقال : « إنّما أنا بشر يوشك أن أُدعى فأجيب ، ألا وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما كتاب الله ، وهو حبل الله من اتّبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على الضلالة ، ثمّ أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي » قالها ثلاث مرّات (٤).

أبو سعيد المحسن بن محمّد بن كرامة الجشمي :

قال أحمد بن حابس ( ت ١٠٦١ هـ ) في المقصد الحسن : الشيخ الإمام الحاكم أبو سعيد المحسن بن كرامة الجشمي البيهقي ، المقتول بمكّة في شهر رجب سنة ٤٩٤ ، وكان مبلغ عمره ٦١ ، وكان مولده في شهر رمضان سنة ٤٣١ (٥).

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : الشيخ الإمام ، أستاذ العلاّمة الزمخشري ، الحاكم أبو سعيد المحسن بن محمّد بن كرامة الجشمي

____________

١ ـ تنبيه الغافلين : ٧٣.

٢ ـ تنبيه الغافلين : ١١٧.

٣ ـ كذا في الأصل.

٤ ـ تنبيه الغافلين : ١٣٨.

٥ ـ المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : ٤٧.

٢٠٥

البيهقي ، كان إماماً عالماً صادعاً بالحق ، له جملة كتب. ثمّ قال : وقُتل بمكّة غيلة في سنة خمس وأربعين وخمسمائة ، وعمره إحدى وستّون سنة ، وأتّهم بقتله أخواله وجماعة من الجبريّة بسبب رسالته المسمّاة برسالة الشيخ أبي مرّة ، كان حنفياً ، وانتقل إلى مذهب الزيديّة (١).

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : المحسن بن محمّد ابن كرامة البيهقي ، الإمام الحاكم أبو سعد الجشمي ، وجشم بالجيم وشين معجمة ، قبيلة من خراسان ، وبيهق أكبر مدن خراسان ، كان حنفياً (٢) ، وانتقل إلى مذهب الزيديّة ، سمع أبا حامد أحمد بن محمّد بن إسحاق النجّار ، وأبا الحسين أحمد بن علي بن أحمد قاضي الحرمين ، وأبا يعلي الحسين بن محمّد الترمذي ، وأبا محمّد قاضي القضاة عبد الله بن الحسن سمع عليه في شوّال سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة.

ثمّ قال : وروى عنه ولده محمّد ، وكان سماعه عليه سنة اثنين وخمسين وأربعمائة ، قال القاضي الحافظ ولد الحاكم : ... وتوفّي شهيداً في رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، ومثله ذكر عمران بن الحسن وصاحب المقصد الحسن ، عن إحدى وستّين سنة ، وقال القاضي : سنّة خمس وأربعين وخمسمائة ، قلت : والأوّل أصحّ (٣).

قال محقّق كتاب تنبيه الغافلين : أمّا ما قاله أحمد بن صالح بن محمّد بن أبي الرجال في كتابه مطلع البدور ومجمع البحور من أنّه قتل في سنة خمس

____________

١ ـ مطلع البدور ٤ : ٢١٥.

٢ ـ قال المؤيّدي في اللوامع ٢ : ١٢ ، تعليقاً على هذا الكلام ، يعني : في الفروع ، وكان معتزلياً في الأصول.

٣ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٣٤.

٢٠٦

وأربعين وخمسمائة ، وعمره إحدى وستّون سنة ، فهو غير صحيح ، وقد صحّحها القاضي حسين بن أحمد السياعي (١).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : المحسن بن محمّد ابن كرامة الحاكم ، الجشمي البيهقي ، ينتهي نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أبو سعد الحاكم ، أحد أعلام الفكر الإسلامي وأئمّة الكلام والتفسير ، أصولي معتزلي زيدي.

وذكر أنّ ولادته ٤١٣ هـ ، ووفاته ٤٩٤ هـ ، (٢).

تنبيه الغافلين في فضائل الطالبيين :

نسبه إليه أحمد بن حابس في المقصد الحسن (٣) ، وأحمد بن صالح بن أبي الرجال في مطلع البدور (٤) ، وإبراهيم بن القاسم بن المؤيّد في طبقات الزيديّة الكبرى (٥) ، وغيرهم (٦).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : تنبيه الغافلين في فضائل الطالبيين ـ خ ـ منه نسخة في الغربية ضمن مجموعي ٣٢ ، ٢٨٧ ،

____________

١ ـ تنبيه الغافلين : ١٠ ، مقدّمة المحقق ، وانظر في ترجمته أيضاً : إيضاح الاشتباه : ٢٥٨ ، جامع الرواة ٢ : ٣٠ ، معجم رجال الحديث ٥ : ١١٦ ، الذريعة ٢ : ٣٤١ ، ٥ : ١٢٢ ، معجم المؤلّفين ٨ : ١٨٧ ، الأعلام ٥ : ٢٨٩ ، لوامع الأنوار ١ : ٤٥٥ ، ٢ : ١٢ ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، الزيديّة لأحمد صبحي : ٢٦٤ ، معالم العلماء : ٩٣ ، أمل الآمل ٢ : ٢٢١ ، الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : ٧٩ ، الزيديّة في موكب التاريخ : ٤٠٧.

٢ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٨١٩.

٣ ـ المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : ٤٧.

٤ ـ مطلع البدور ٤ : ٢١٥.

٥ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٣٤.

٦ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٢٠٧

ونسختان في الأوقاف رقم ٧٧٥ ، ٧٢٥ ، أخرى مكتبة آل الهاشمي ضمن المجموع السابق ( وهي في الآيات النازلة في فضائل أهل البيت ، مرتّبة على حسب السور ) (١).

قال مجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار : يروي المفتقر إلى الله مجد الدين بن محمّد المؤيّدي ـ عفا الله عنهما ـ جميع مؤلّفات الحاكم المحسن بن محمّد سماعاً فيما سمعت منها ، وإجازة عامّة في جميعها ، عن والدي العلاّمة الولي محمّد بن منصور المؤيّدي ( رضي الله عنهما ) بالإسانيد السابقة في سند المجموع وسند الشافي ، وهي ثلاث طرق إلى الإمام الحجّة عبد الله بن حمزة ، عن العلاّمة عمر بن جميل النهدي ، عن شيخه السيد الإمام يحيى بن إسماعيل ، عن عمّه السيد الإمام الحسن بن علي الجويني ، عن المؤلّف الحاكم الشهيد ( رضي الله عنهم ).

وأروي جميع مؤلّفاته أيضاً بالأسانيد السابقة إلى الإمام المتوكّل على الله يحيى شرف الدين (٢).

طبع الكتاب مؤخّراً بتحقيق السيد تحسين آل شبيب.

____________

١ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٨٢٠.

٢ ـ لوامع الأنوار ٢ : ١٣.

٢٠٨

( ٣٦ ) السفينة الجامعة للعلوم

الحديث :

قال حميد المحلي في الحدائق الوردية والحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين (١) : وروى الحاكم ( رحمه الله ) في كتاب السفينة من كتاب الفتوح لابن أعثم ، عن ابن عبّاس ( رضي الله عنه ) أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رجع من سفر له ، وهو متغيّر اللون ، فخطب خطبة بليغة ، وهو يبكي ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي قد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي وأرومتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وإنّي أنتظرهما ، ألا وإنّي أسألكم يوم القيامة في ذلك عند الحوض ، ألا وإنّه سيرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمّة : راية سوداء فتقف ، فأقول : من أنتم؟ فينسون ذكري فيقولون : نحن أهل التوحيد من العرب فأقول : أنا محمّد نبيّ العرب والعجم ، فيقولون : نحن من أمّتك فأقول : كيف خلفتموني في عترتي ، وكتاب ربّي؟ فيقولون : أمّا كتاب الله فضيّعناه وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم ، فأوّلي وجهي عنهم ، فيصدرون عطاشا ، قد اسودّت وجوههم ، ثمّ ترد راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون كالقول الأوّل : نحن من أهل التوحيد ، فإذا ذكرت اسمي قالوا : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في الثقلين : كتاب الله وعترتي ، فيقولون : أمّا الكتاب فخالفنا ، وأمّا العترة فخذلناهم ومزّقناهم كلّ ممزّق ، فأقول لهم :

____________

١ ـ لم نعثر على كتاب السفينة للحاكم أبي سعيد ، فنقلنا ما وجدناه في الحدائق الورديّة وأنوار اليقين.

٢٠٩

إليكم عنّي ، فيصدرون عطاشا ، مسودّة وجوههم ، ثمّ ترد عليّ راية أُخرى تلمع نوراً ، فأقول من أنتم؟ فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن أمّة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن بقيّة أهل الحق ، حملنا كتاب ربّنا ، فأحللنا حلاله ، وحرّمنا حرامه ، وأحببنا ذرّيّة محمّد ، فنصرناهم من كلّ ما نصرنا به أنفسنا ، وقاتلنا معهم ، وقتلنا من ناوأهم فأقول لهم أبشروا ... » (١).

كتاب السفينة الجامعة للعلوم :

نسبه إليه حميد المحلي في الحدائق الورديّة ، ونقل عنه (٢) ، وكذا الحسن ابن بدر الدين في أنوار اليقين (٣).

قال أحمد بن حابس ( ت ١٠٦١ هـ ) في المقصد الحسن : وله السفينة المشهورة (٤).

ونسبه إليه ابن أبي الرجال في مطلع البدور (٥) ، وإبراهيم بن المؤيّد في الطبقات (٦) ، والسيد عبد الله القاسمي في الجواهر المضيّة (٧) ، وغيرهم (٨). وقد تقدّم إسناد المؤيّدي لجميع كتب الحاكم الجشمي (٩).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : السفينة الجامعة لأنواع

____________

١ ـ الحدائق الورديّة ١ : ٢٣ ، أنوار اليقين ٢ : ٤٣٧.

٢ ـ انظر : الحدائق الورديّة ١ : ٢٣.

٣ ـ انظر : أنوار اليقين : ٤٣٧.

٤ ـ المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : ٤٧.

٥ ـ مطلع البدور ٤ : ٢١٦.

٦ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ٨٩٣ ، الطبقة الثالثة.

٧ ـ الجواهر المضيّة : ٧٩.

٨ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٩ ـ تقدّم عند الكلام عن كتاب تنبيه الغافلين للمصنّف.

٢١٠

العلوم ، تأليف : الحاكم أبي سعيد محسن بن محمّد بن كرامة الجشمي ، جمع فيها بين الزهد والفقه ، والتاريخ لسيرة الأنبياء السابقين ، ونبيّنا ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة إلى عصره ، وذكر من اتّفق على إمامته ، ومن اختلف فيه ، وفيها فنون أخرى من العلم ، وهو في أربع مجلّدات (١).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : السفينة الجامعة لأنواع العلوم ( في التاريخ إلى زمنه ) أربع مجلّدات كبار ، ثمّ قال : وتوجد ( رسالة حلية الأبرار المصطفين الأخيار ) منتزعة منها ، ثمّ ذكر عدّة نسخ للكتاب في عدّة مكتبات ، إلى أن قال : وقد جمع فيها سيرة الأنبياء والأئمّة ، وسيرة النبي ، وأحوال الصحابة ، والعترة إلى زمانه ، وقد نقل عنها أحمد بن يحيى حابس في المقصد الحسن ، والديلمي في قواعد عقائد آل محمّد ، وابن المظفّر في الترجمان ، وغيرهم (٢).

____________

١ ـ مؤلّفات الزيديّة ٢ : ٩٣.

٢ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٨٢٢.

٢١١
٢١٢

( ٣٧ ) رسالة إبليس إلى اخوانه المناحيس

الحديث :

قال : رووا في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) آيات وأخباراً وآثاراً ، كقوله تعالى : ( ... ) ، وكقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ... ) ، وكقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (١).

رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس ، وتسمّى رسالة أبي مرّة :

نسبها إليه ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور ، وقال : وقتل غيلة ، إلى أن قال : واتّهم بقتله أخواله وجماعة من الجبرية ، بسبب رسالته المسمّاة برسالة الشيخ أبي مرّة (٢).

وقال إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : وله رسالة تسمّى رسالة الشيخ أبي مرّة ، كانت السبب في قتله (٣).

ونسبها إليه أيضاً : ابن شهر آشوب في معالم العلماء (٤) ، والعلاّمة الحلّي في إيضاح الاشتباه (٥) ، وغيرهم (٦).

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : رسالة إبليس إلى

____________

١ ـ رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس : ١٠٩ ، الباب العاشر.

٢ ـ مطلع البدور ٤ : ٢١٦.

٣ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٣٤.

٤ ـ معالم العلماء : ٩٣.

٥ ـ إيضاح الاشتباه : ٢٥٨. انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في ترجمة المصنّف في الهامش.

٦ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في ترجمة المصنّف في الهامش.

٢١٣

إخوانه المناحيس ، ويسمّى أيضاً : رسالة أبي مرّة إلى إخوانه المجبّرة من أشهر كتبه في أصول الدين على شكل حوار بين إبليس والمخالفين ، كان الكتاب سبباً في مقتل المؤلّف ( طبع مراراً ) منها طبعة سنة ١٤١٤ هـ بتحقيق حسين المدرّسي الطباطبائي ، ونسخه الخطيّة كثيرة ، منها نسخة بعنوان ( درّة أبي مرّة ) رقم ٥٨ ( كلام ) غربية ، وأخرى مصوّرة مكتبة محمّد عبد العظيم الهادي ، وفي عدد من المكتبات الخاصّة انظر ( مصادر التراث في المكتبات الخاصّة (١) (٢).

جاء في مجلّة تراثنا : رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس.

وقد ردّ الحاكم الجشمي فيه على الأشاعرة ، وضعه على لسان إبليس ، ويسمّى « رسالة أبي مرّة إلى إخوانه المجبّرة » أو « الدرّة على لسان أبي مرّة » وهو من الكتب الكلاميّة لمعتزلة القرن الخامس (٣) ، وهذا الكتاب هو الذي سبّب قتل صاحبه (٤).

وقد تقدّم إسناد مجد الدين المؤيّدي إلى جميع كتب الحاكم (٥).

____________

١ ـ وهو كتاب في مجلّدين صدر لعبد السلام الوجيه يذكر فيه الكتب الموجودة في المكتبات الخاصّة في اليمن.

٢ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٨٢١.

٣ ـ يظهر من هذا الكلام أنّ الحاكم كتب هذا الكتاب عندما كان معتزلياً وقبل أن يصير زيديّاً.

٤ ـ مجلّة تراثنا العدد الأوّل ٦ : ٢١٧ ، مقالة تحت عنوان من أنباء التراث.

٥ ـ انظر ترجمة كتاب تنبيه الغافلين المتقدّمة.

٢١٤

( ٣٨ ) جلاء الأبصار

الحديث :

قال : وروى زيد بن أرقم أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال يوم غدير خم : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » ، ثمّ أخذ بيد علي ، وقال : « من كنت وليّه فهذا وليّه » في حديث طويل ، وروى نحوه أبو سعيد الخدري (١).

جلاء الأبصار :

نسبه إليه ابن شهر آشوب في معالم العلماء (٢) ، والعلاّمة في إيضاح الاشتباه (٣) ، والشيخ الحرّ في أمل الآمل (٤) ، ومجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار (٥) ، وعبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة (٦) ، وغيرهم (٧).

قال مجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار : وله كتاب جلاء الأبصار في تأويل الأخبار ، وقد رسمت الطرق إلى مؤلّفاته في صدر النسخة المنسوخة حال إملائه على جماعة من طلبة العلم الكرام نفع الله بهم ، في رجب عام

____________

١ ـ جلاء الأبصار : ٢٦٨.

٢ ـ معالم العلماء : ٩٣.

٣ ـ إيضاح الاشتباه : ٢٥٨.

٤ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٢١.

٥ ـ لوامع الأنوار ٢ : ١٢.

٦ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٨٢٠.

٧ ـ انظر ما قدّمناه ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٢١٥

سبعين وثلاث مائة وألف (١).

وقد ذكر عبد السلام الوجيه في كتابه مصادر التراث أنّه رأى عدّة نسخ لكتاب جلاء الأبصار ، وذكر مشخّصاتها (٢) ، ومن ضمن تلك النسخ نسخة في أوّلها سند أحمد بن سعد الدين المسوري إلى الكتاب (٣).

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : جلاء الأبصار في متون الأخبار ، تأليف : الحاكم أبي سعيد محسن بن محمّد بن كرامة الجشمي ، أمالي في الحديث في ستّين مجلساً ، أوّلها بتاريخ يوم الجمعة ١٣ رمضان ٤٧٨ ، وآخرها بتاريخ ٤٨١ ، وقد شرح كثيراً من الأخبار بشروح أدبيّة جيّدة (٤).

____________

١ ـ لوامع الأنوار ١٣ : ٢

٢ ـ انظر : مصادر التراث في المكتبات الخاصة في اليمن : انظر الفهرست

٣ ـ انظر : مصادر التراث في المكتبات الخاصة في اليمن : ٢١٦ : ١

٤ ـ مؤلفات الزيدية ٣٦١ : ١

٢١٦

( ٣٩ ) تحكيم العقول في علم الأصول

الحديث :

قال : فإن قيل : فما قولكم في إجماع أهل البيت ( عليهم السلام )؟

قال : قلنا : عند الزيديّة هو حجّة ، واستدلّوا بقوله تعالى ( ... ) وبقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » (١).

تحكيم العقول في تصحيح الأصول :

قال الحاكم في مقدّمة كتابه هذا : جمعت في كتابي هداية للمسترشدين ورياضة للمتدبّرين ، مسائل لابدّ من معرفتها ، إلى أن قال : وسمّيته : تحكيم العقول في تصحيح الأصول (٢).

نسبه إليه ابن شهر آشوب في معالم العلماء (٣) ، والعلاّمة الحلّي في إيضاح الاشتباه (٤) ، وأحمد بن حابس في المقصد الحسن (٥) ، وأحمد بن أبي الرجال في مطلع البدور (٦) ، وإبراهيم بن المؤيّد في طبقات الزيديّة (٧) ،

____________

١ ـ تحكيم العقول : ٣٦.

٢ ـ تحكيم العقول : ٣٠ ، مقدّمة المؤلّف.

٣ ـ معالم العلماء : ٩٣.

٤ ـ إيضاح الاشتباه : ٢٥٨.

٥ ـ المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : ٤٧.

٦ ـ مطلع البدور ٤ : ٢١٥.

٧ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٣٤.

٢١٧

وغيرهم (١).

قال عبد السلام الوجيه في مصادر التراث : تحكيم العقول في علم الأصول نادر ، وهو تحت الطبع بتحقيقنا (٢).

وقد صدر الكتاب عن مؤسّسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) بتحقيق عبد السلام الوجيه.

وقد تقدّم إسناد مجد الدين المؤيّدي إلى جميع كتب الحاكم (٣).

____________

١ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٢ ـ مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : ٦١٤.

٣ ـ تقدّم عند ترجمة كتاب تنبيه الغافلين.

٢١٨

( ٤٠ ) المحيط بالإمامة

أبو الحسن علي بن الحسين بن محمّد الزيدي ( القرن الخامس )

الحديث :

الأوّل : قال : والمشهور عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة » ثمّ قال : وقال الناصر للحق ( عليه السلام ) : الحقّ عندي ما قالوه هو أنّ المراد بهذا الخبر ما قالوه : إنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لأمّته : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به من بعدي لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وهما الخليفتان من بعدي ». فجعلهما الإمامين لعباد الله إلى يوم القيامة (١).

الثاني : قال : قالوا : الدليل على أنّ الإمامة تصلح في ساير أولاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي » (٢).

الثالث : قال : روى الناصر للحق ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا أحمد بن طي ، قال : حدّثنا أبو الصلت الهروي وإبراهيم بن إسحاق ، قالا : حدّثنا أبو أحمد الزبيري ، قال : حدّثنا شريك بن عبد الله ، عن الركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسّان ، عن زيد بن ثابت الأنصاري ، قال : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وهما الخليفتان من بعدي ، وإنّهما

____________

١ ـ المحيط بالإمامة : ٧ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ المحيط بالإمامة : ٣٦ ، مخطوط مصوّر.

٢١٩

لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فدلّ الخبر على أنّ الخلافة في أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يتجاوز إلى من سواهم وهذا الخبر مشهور ومقطوع به (١).

الرابع : قال : فصل آخر على صحّة الخبر المذكور في الشورى ، يدلّ على ذلك : تظاهرت به الرواية من احتجاج أميرالمؤمنن ( عليه السلام ) في الشورى على الحاضرين في جملة ما عدّوه من فضايله ، حين قال : « أنشدكم بالله » ، وأنا أذكر هذا الخبر بإسناد لي ، ثمّ أتكلّم عليه بعد ذلك ، أخبرني والدي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا الشريف أبو يعلى حمزة بن أبي سليمان بقزوين ، قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز إسحاق ، المعروف بابن البقّال ، قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن الحسين بن الحسن ، قال : حدّثنا محمّد بن علي بن خلف ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن محمّد بن ربيعة بن حملان ، عن معونة بن عبد الله ابن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي رافع ، قال : لمّا جمع عمر أصحاب الشورى ، وهم ستّة منهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فلمّا دخلوا انفرد كلّ واحد منهم بصاحبه ، وقام عبد الرحمن بن عوف إلى علي ( عليه السلام ) ، فخلي به ، وقال له عبد الرحمن : يا أبا الحسن ، ما تقول ، تقوم بهذا الأمر بعهد الله وميثاقه ، وعلى أن تسير سيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلى أن تعمل بكتاب الله تعالى وسنّة نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) ... ، فقال له علي ( عليه السلام ) : ... ، قال : « أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ... ، ثمّ قال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي سأخلّف فيكم الثقلين : الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، فأمّا الثقل الأكبر فكتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فأمّا الثقل الأصغر فهؤلاء عترتي أهل بيتي ، لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وحوض

____________

١ ـ المحيط بالإمامة : ٣٧ ، مخطوط مصوّر.

٢٢٠