أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الإصفهاني
المحقق: عبدالرزاق محمّد حسين حرز الدين
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٢
ISBN: 964-7489-08-0
الصفحات: ٤٢٣
«(اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) (١) و (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٢)». (٣)
٢٨٣. ابن مردويه ، أخبرنا عثمان بن محمّد البصري ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، سمعت الحسن بن عبد العزيز ، سمعت عبيد الله القواريري يقول : اختلف أصحابنا ـ يعني : يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ـ في عائشة وفاطمة أيتهما أفضل؟ فأرسلوني إلى عبد الله بن داوود الخريبي ، فسألته فقال : أمّا فاطمة فإن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «إنّما فاطمة بضعة منّي» ، ولم أكن أفضّل على بضعة من رسول الله أحدا. (٤)
ه. خطبتها عليهالسلام في مجلس أبي بكر
٢٨٤. ابن مردويه ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق ، أخبرنا محمّد بن عبيد ، أخبرنا محمّد ابن زياد ، أخبرنا شرقي بن قطامي ، عن صالح بن كيسان ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة أنّها قالت : لمّا بلغ فاطمة أنّ أبا بكر أظهر منعها فدكا ،
__________________
(١) سورة الأنعام ، الآية ١٢٤.
(٢) سورة آل عمران ، الآية ٣٤.
(٣) مقتل الحسين ، ج ١ ، ص ٦٩ ، قال الخوارزمي : وأخبرني أبو النجيب فيما كتب إليّ بإسناده عن الحافظ أبي بكر بن مردويه ...
(٤) المصدر السابق ، قال : وبهذا الإسناد [أي : إسناد الحديث المتقدم] عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ...
أقول : والحديث صحيح ثابت عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، مخرّج في الصحاح والسنن بألفاظ مختلفة منها : قوله صلىاللهعليهوآله :«فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها ، وينصبني ما أنصبها». رواه أحمد في المسند (ج ٤ ، ص ٥) والترمذي في صحيحه (ج ١٣ ، ص ٢٤٧) والحاكم في المستدرك (ج ٣ ، ص ١٥٩) وقوله صلىاللهعليهوآله : «فاطمة بضعة منّي يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها».
رواه مسلم في صحيحه (ج ٧ ، ص ١٤٠) والنسائي في خصائص أمير المؤمنين (ص ٢٤٥ ، ح ١٣٣).
وقوله صلىاللهعليهوآله : «فاطمة شجنة منّي ، يبسطني ما يبسطها ، ويقبضني ما يقبضها».
رواه الحاكم في المستدرك (ج ٣ ، ص ١٥٤) والهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٩ ، ص ٢٠٣).
لاثت خمارها على رأسها ، واشتملت بجلبابها ، وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها ، تطأ ذيولها ، ما تخرم مشية رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فنيطت دونها ملاءة ، ثمّ أنّت أنّه أجهش لها القوم بالبكاء ، ثمّ أمهلت هنيهة حتّى إذا سكنت فورتهم افتتحت كلامها بحمد الله ، والثناء عليه ، ثمّ قالت : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (١) فإن تعزوه تجدوه أبي دون نسائكم ، وأخا ابن عمّي ، دون رجالكم ، فبلّغ الرسالة ، صادعا بالنذارة ، مائلا عن مدرجة المشركين ، ضاربا لحدتهم ، يجذ الأصنام ، وينكث الهام ، ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة ، حتّى تفرّى الليل عن صبحه ، وأسفر الحق عن محضه ، ونطق زعيم الدين ، وخرست شقاشق الشياطين ، وتمّت كلمة الإخلاص (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ) (٢) ، نهزة الطامع ، ومذقة الشارب ، وقبسة العجلان ، وموطئ الأقدام ، تشربون الطرق ، وتقتاتون القد ، أذلّة خاسئين ، حتّى استنقذكم الله ورسوله بعد اللتيا والّتي ، وبعد أن مني ببهم الرجال ، وذؤبان العرب ، ومردة أهل الكتاب ، كلّما أوقدوا نارا للحرب ، وفغرت فاغرة ، قذف أخاه في لهواتها فلا ينكفي حتّى يطأ صماخها بأخمصه ، ويطفئ عادية لهبها بسيفه ، وأنتم في رفاهيّة آمنون وادعون ، حتّى إذا اختار الله لنبيّه دار أنبيائه ، أطلع الشيطان رأسه ، فدعاكم فألقاكم لدعوته مستجيبين ، وللغرة ملاحظين ، ثمّ استنهضكم فوجدكم غضابا ، فوسمتم غير إبلكم ، ووردتم غير شربكم ، هذا والعهد قريب ، والكلم رحيب ، والجرح لمّا
__________________
(١) سورة التوبة ، الآية ١٢٨.
(٢) سورة آل عمران ، الآية ١٠٣.
يندمل ، إنّما زعمتم خوف الفتنة (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) (١) ، ثمّ لم تلبثوا حيث تسرون حسوا في ارتغاء ، ونصبر منكم على مثل حز المدى ، وأنتم تزعمون أن لا إرث لنا ، (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (٢) ، يا معشر المسلمين ، أأبتز إرث أبي؟! أبى الله أن ترث أباك ولا أرث أبي! لقد جئت شيئا فريّا ، فدونكها مرحولة مخطومة ، تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، والزعيم محمّد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون.
ثمّ انكفأت إلى قبر أبيها تقول :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب |
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها |
|
واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا |
فلمّا فرغت من مقالتها ، حمد الله أبو بكر وصلى على نبيّه ثمّ قال : يا خير النساء ، ويا ابنة خير الأنبياء ، والله ما تجاوزت رأي أبيك رسول الله ، ولا خالفت أمره ، إنّ الرائد لا يكذب أهله ، إنّي أشهد الله وكفى به شهيدا أنّي سمعت رسول الله يقول : «إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث ذهبا ولا فضة ولا دارا ولا عقارا ، وإنّما نورّث الكتاب والحكمة والنبوة». (٣)
__________________
(١) سورة التوبة ، الآية ٤٩.
(٢) سورة المائدة ، الآية ٥٠.
(٣) بقيّة الحديث مزيدة ، ففي السند شرقي بن قطامي ، طعن فيه ابن حجر في ميزان الاعتدال (ج ٢ ، ص ٢٦٨) ، وقال : ضعّفه ابن زكريا الساجي ، وذكره ابن عدي في كامله.
وقد روى البخاري في صحيحه (ج ٨ ، كتاب الفرائض ، باب قول النبيّ صلىاللهعليهوآله لا نورّث ، ص ٣) : أنّ فاطمة عليهاالسلام هجرت أبا بكر ولم تكلّمه حتّى توفيت.
كما روى هذه الخطبة ـ بغير الزيادة ـ أبو الفضل ابن طيفور في بلاغات النساء (ص ١٢ ، ص ١٤). وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج ١٦ ، ص ٢١١).
قالت : فلمّا سمعت فاطمة ذلك رضيت وانصرفت.
قالوا : ولمّا أفضى الأمر إلى عليّ عليهالسلام تكلّم معه أن يردّ فدكا ، فقال : «معاذ الله ، إنّي لأستحيي أن أردّ شيئا منع منه أبو بكر وأمضاه عمر» ، وأبى أن يردّها. (١)
و. وفاتها عليهاالسلام
٢٨٥. ابن مردويه ، عن جابر ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعليّ قبل موته بثلاثة أيّام : «سلام الله عليك يا أبا الريحانتين ، اوصيك بريحانتي من الدنيا ، فعن قليل ينهدّ ركناك ، والله خليفتي عليك» ، فلمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال عليّ :«هذا أحد ركني الّذي قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم» ، قال : فلمّا ماتت فاطمة قال عليّ : «هذا الركن الثاني الّذي قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم». (٢)
٢٨٦. ابن مردويه ، عن أمّ حبيبة ، قالت : لمّا نزلت : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) (٣) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله لم يبعث نبيّا إلّا عمّر في امّته شطر ما عمّر النبيّ الماضي قبله ، وأن عيسى بن مريم كان أربعين سنة في بني إسرائيل ، وهذه لي عشرون سنة وأنا ميت في هذه السنة» ، فبكت فاطمة ـ رضي الله تعالى
__________________
(١) مقتل الحسين ، ج ١ ، ص ٧٧ ، قال الخوارزمي : وبهذا الإسناد [أي : إسناد الحديث المتقدم في كتابه ، قال :أخبرني أبو النجيب فيما كتب إليّ بإسناده عن الحافظ أبي بكر بن مردويه ...]
(٢) مفتاح النجا ، ص ٥٠.
ورواه ابن مردويه على ما رواه الأمر تسري في أرجح المطالب (ص ١٢).
وابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب (ج ٣ ، ص ١٣٦) ، وليس فيه : بثلاثة أيّام.
ورواه أبو نعيم في حليلة الأولياء (ج ٣ ، ص ٢٠١) ، قال : حدّثنا أبو بكر بن خلّاد وأبو محمّد بن الحسن ، قالا :حدّثنا محمّد بن يونس الشامي ، حدّثنا حمّاد بن عيسى الجهني ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعليّ بن أبي طالب ـ رضي الله تعالى عنه ـ : «سلام عليك أبا الريحانتين أوصيك بريحانتي من الدنيا خيرا ، فعن قليل ينهدّ ركناك ، والله خليفتي عليك». قال : فلمّا قبض النبيّ صلىاللهعليهوسلم : قال عليّ : هذا أحد الركنين الّذي قال النّبي صلىاللهعليهوسلم ، فلمّا ماتت فاطمة ـ رضي الله تعالى عنها ـ قال عليّ رضي الله عنه : هذا الركن الّذي قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١١ ، ص ٦٢٥ ، ح ٣٣٠٤٤).
(٣) سورة النصر ، الآية ١.
عنها ـ ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «أنت أوّل أهلي بي لحوقا» ، فتبسمت. (١)
٢٨٧. ابن مردويه ، من رواية هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، قال : لمّا نزلت : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله فاطمة فقال لها : «إنّه قد نعيت إليّ نفسي» ، فبكت ، فقال لها : «اصبري ، فانّك أوّل أهلي لحوقا بي». فقال لها بعض أزواج النبيّ صلىاللهعليهوآله ... الحديث. (٢)
٢٨٨. ابن مردويه ، بإسناده عن سفيان ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عائشة ، قالت :توفيت فاطمة ، فدفنها عليّ عليهالسلام ليلا وصلّى عليها ، ولم يأذن أبا بكر. (٣)
__________________
(١) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ٤٠٦.
ورواه ابن مردويه كما في الفتح والبيان (ج ١٠ ، ص ٣٥٤).
روى الدارمي في سننه (ج ١ ، ص ٣٧) ، قال : أخبرنا سعيد بن سليمان ، عن عباد بن العوام ، عن هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : لمّا نزلت (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاطمة فقال : «قد نعيت إلى نفسي» فبكت ، فقال : «لا تبكي ، فإنّك أوّل أهلي لحاقا بي» فضحكت ، فرآها بعض أزواج النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقلن : يا فاطمة ، رأيناك بكيت ثمّ ضحكت ، قالت : «إنّه أخبرني أنه قد نعيت إليه نفسه ، فبكيت ، فقال لي : لا تبكي فإنّك أوّل أهلي لا حق بيّ ، فضحكت».
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٩ ، ص ٢٣).
(٢) الكافي الشاف ، ج ٤ ، ص ٨١٢ ، قال : أخرج البيهقي في أواخر الدلائل ، وابن مردويه من رواية هلال بن خباب ... ، ثمّ قال : وشاهده في الصحيحين من حديث عائشة ، من رواية مسروق عنها مطوّلا.
في صحيح مسلم (ج ٧ ، ص ١٤٢) ، قال : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وحدّثنا عبد الله بن نمير ، عن زكريّا ، ح ، وحدّثنا ابن نمير ، حدّثنا أبي ، حدّثنا زكريّا ، عن فراس ، عن عامر ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : اجتمع نساء النبيّ صلىاللهعليهوسلم فلم يغادر منهن امرأة ، فجاءت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مشية رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «مرحبا بابنتي» ، فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثمّ إنّه أسرّ إليها حديثا ، فبكت فاطمة ، ثمّ إنّه سارّها فضحكت أيضا.
فقلت لها : ما يبكيك؟ فقالت : ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن ، فقلت لها حين بكت : أخصّك رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحديثه دوننا ثمّ تبكين ، وسألتها عما قال ، فقالت : ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم. حتّى إذا قبض سألتها ، فقالت : إنّه كان حدّثني أنّ جبريل كان يعارضه بالقرآن كلّ عام مرّة ، وإنّه عارضه به في العام مرتين ، ولا أراني إلّا قد حضر أجلي ، وإنّك أوّل أهلي لحقوا بي ، ونعم السلف أنا لك ، فبكيت لذلك ، ثمّ إنّه سارّني ، فقال : ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين ، أو سيّدة نساء هذه الامّة ، فضحكت لذلك.
(٣) مثالب النواصب ، ج ١ ، ص ١٦٢.
__________________
ورواه البخاري في صحيحه (ج ٥ ، كتاب المغازي ، باب غزوة خيبر ، ص ٨٢) ، قال : حدّثنا يحيى بن بكير ، حدّثنا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة ، أنّ فاطمة عليهاالسلام بنت النبيّ صلىاللهعليهوسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ممّا أفاء الله عليه بالمدينة وفدك ، وما بقي من خمس خيبر ـ إلى أن قال : ـ فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا ، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك ، فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفيت ، وعاشت بعد النبيّ صلىاللهعليهوسلم ستة أشهر فلمّا توفيت دفنها زوجها عليّ ليلا ، ولم يؤذن بها أبا بكر ...
ورواه البيهقي في السنن الكبرى (ج ٦ ، كتاب قسم الفيء والغنيمة ، باب بيان مصرف أربعة أخماس الفيء بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ص ٣٠٠).
ورواه ابن جرير الطبري في تاريخه (ج ٢ ، ص ٤٤٨).
الفصل الحادي والعشرون
فضائل الحسن والحسين عليهماالسلام
أ. حبّ النبيّ صلىاللهعليهوآله إيّاهما
٢٨٩. ابن مردويه ، عن بريدة رضي الله عنه ، قال : كان النبيّ صلىاللهعليهوسلم يخطب ، فأقبل الحسن والحسين ـ رضي الله عنهما ـ عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم من المنبر ، فحملهما واحدا من ذا الشق وواحدا من ذا الشق ، ثمّ صعد المنبر فقال : «صدق الله! قال : (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) (١) ، إنّي لمّا نظرت إلى هذين الغلامين يمشيان ويعثران ، لم أصبر أن قطعت كلامي ونزلت إليهما». (٢)
٢٩٠. ابن مردويه ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بينما هو يخطب الناس على المنبر خرج الحسين بن عليّ رضي الله عنه ، فوطأ في ثوب كان عليه فسقط فبكى ، فنزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن المنبر ، فلمّا رأى الناس ، أسرعوا إلى الحسين رضي الله عنه يتعاطونه ، يعطيه بعضهم بعضا حتّى وقع في يد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ،
__________________
(١) سورة التغابن ، الآية ١٥.
(٢) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ٢٢٨ ، قال فيه : أخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وأبو داوود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ، والحاكم ، وابن مردويه ، عن بريدة ...
فقال : «قاتل الله الشيطان ، إنّ الولد لفتنة ، والّذي نفسي بيده ما دريت أنّي نزلت عن منبري». (١)
ب. فضائل لهما شتّى
٢٩١. ابن مردويه ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن القرشي الكوفي ، أنبأنا إبراهيم ابن إسحاق بن أبي العنس الزهري ، أنبأنا محمّد بن كناسة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي جحيفة قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم والحسن بن عليّ يشبهه. (٢)
٢٩٢. ابن مردويه ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ، أخبرنا أحمد بن عليّ ، حدّثنا أبو خيثمة ، حدّثنا ابن عيينة ، عن أبي موسى ، عن الحسن ، عن أبي بكرة رضي الله عنه ، قال : سمعت النبيّ صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ ابني هذا سيّد ، ولعلّ الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين». قال أبو خيثمة : يعني الحسن رضي
الله عنه. (٣)
٢٩٣. ابن مردويه ، بإسناده عن ابن عباس ، قال : كنت مع عليّ بن أبي طالب في
__________________
(١) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ٢٢٨.
ورواه ابن مردويه كما في الفتح والبيان (ج ٩ ، ص ٣٨٨).
(٢) ترجمة الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من تاريخ دمشق ، ص ٣٢ ، قال : أخبرنا أبو عمرو عثمان بن طلحة الصالحاني ، وأبو طاهر عبد المنعم بن أحمد بن إبراهيم الصالحاني ، وأبو الفتوح زكريا ، وأبو مطيع لوطا ابنا عليّ بن محمّد بن عمر الباغبان ، وأبو إسحاق إبراهيم بن سهل بن محمّد بن عثمان بن مندويه الصباغ ، وأمّ الضياء عنتمة بنت إسماعيل بن عبد الرزاق ، قالوا : أنبأنا أبو مطيع محمّد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري ، أنبأنا أحمد بن موسى بن مردويه إملاء ...
ورواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج ٤ ، ص ٣٠٧) ، قال : حدّثنا يزيد ، أخبرنا إسماعيل ـ يعني : ابن أبي خالد ـ ، حدّثني أبو جحيفة ، أنّه رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان أشبه الناس به الحسن بن عليّ.
(٣) دلائل النبوة ، ص ١١٢ ، قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن عليّ ، أخبرنا أبو بكر بن مردويه ...
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من تاريخ دمشق (ص ٨٣) ، قال : أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أنبأنا أبو نصر بن موسى ، أنبأنا أبو زكريا الجويني [الحربي] ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن الحسن ، أنبأنا عبد الله بن هاشم ، أنبأنا وكيع ، أنبأنا سفيان ، عن داوود بن أبي هند ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم للحسن بن عليّ : «إنّ ابني هذا سيّد ، ويصلح الله به بين فئتين من المسلمين».
خروجه إلى صفين ، فلمّا نزل بنينوى ـ وهو شط الفرات ـ قال بأعلى صوته :يا ابن عباس أتعرف هذا الموضع؟ قلت : نعم. قال : لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتّى تبكي كبكائي. قال : فبكى طويلا حتّى اخضلّت لحيته ، وسالت الدموع على صدره ، وبكينا معه ، وهو يقول : أوه أوه! مالي ولآل أبي سفيان؟ مالي ولآل حرب! حزب الشيطان ، وأولياء الكفر ، صبرا أبا عبد الله ، فقد لقى أبوك مثل الّذي تلقى منهم.
ثمّ دعا بماء ، فتوضأ وضوء الصلاة ، فصلّى ما شاء الله أن يصلّي ، ثمّ ذكر نحو كلامه الأوّل ، إلّا أنّه نعس عند انقضاء صلاته ساعة ، ثمّ انتبه فقال : يا ابن عباس ، فقلت : ها أنا ذا.
قال : ألا أحدّثك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟
قلت : نامت عيناك ورأيت خيرا ، قال : رأيت كأنّي برجال بيض قد نزلوا من السماء ، معهم أعلام بيض قد تقلّدوا سيوفهم وهي بيض تلمع ، وقد خطّوا حول هذه الأرض خطّة ، ثمّ رأيت كأنّ هذه النخيل وقد ضربت بأغصانها الأرض ، وهي تضطرب بدم عبيط ، وكأنّي بالحسين سخلي وفرخي وبضعتي ، قد غرق فيه ، يستغيث فلا يغاث ، وكأنّ الرجال البيض الّذين نزلوا من السماء ينادونه ، ويقولون : صبرا آل الرسول فانّكم تقتلون على أيدي شرار الناس ، وهذه الجنّة يا أبا عبد الله ، إليك مشتاقة ، ثمّ يعزّونني ويقولون :يا أبا الحسن ، أبشر فقد أقرّ الله به عينك يوم القيامة ، يوم يقوم الناس لربّ العالمين. ثمّ انتبهت هكذا ، والّذي نفسي بيده ، لقد حدّثني الصادق المصدّق أبو القاسم صلىاللهعليهوآله أنّي سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا. وهذه أرض كرب وبلاء يدفن فيها الحسين وسبعة عشر رجلا كلّهم من ولدي وولد فاطمة ، وأنّها لفي السماوات معروفة ، تذكر أرض كرب وبلاء كما تذكر بقعة الحرمين ، وبقعة بيت المقدس.
ثمّ قال : يا ابن عباس ، اطلب لي حولنا بعر الظباء ، فو الله ما كذبت ولا كذبت ولا كذبني قط ، وهي مصفرّة ، لونها لون الزعفران.
قال ابن عباس : فطلبتها فوجدتها مجتمعة ، فناديته : يا أمير المؤمنين قد أصبتها على الصفة الّتي وصفتها. فقال عليّ : صدق الله وصدق رسوله. ثمّ قام يهرول إلينا فحملها وشمّها ، فقال : هي هي بعينها ، أتعلم يا ابن عبّاس ما هذه الأباعر؟ هذه قد شمّها عيسى بن مريم ، وقال : هذا الطيب لمكان حشيشها ـ وتكلّم بكلّ ما قدمناه إلى أن قال : ـ اللهمّ فابقها أبدا حتّى يشمّها أبوه فتكون له عزاء.
قال : فبقيت إلى يوم الناس هذا ، ثمّ قال عليّ : اللهمّ يا ربّ عيسى بن مريم ، لا تبارك في قتلته ، والحامل عليه ، والمعين عليه ، والخاذل له. ثمّ بكى طويلا ، فبكينا معه حتّى سقط لوجهه مغشيّا عليه.
ثمّ أفاق وأخذ البعر وصرّه في ردائه ، وأمرني أن أصرّها كذلك. ثمّ قال : إذا رأيتها تنفجر دما عبيطا فاعلم أنّ أبا عبد الله قد قتل بها ودفن.
قال ابن عباس : لقد كنت أحفظها ، ولا أحلّها من طرف كمّي ، فبينا أنا في البيت نائم وقد خلا عشر المحرم إذ انتبهت فإذا تسيل دما ، فجلست وأنا باك فقلت : قتل الحسين ، وذلك عند الفجر ، فرأيت المدينة كأنّها ضباب ، ثمّ طلعت الشمس وكأنّها منكسفة ، وكأنّ على الجدران دما ، فسمعت صوتا يقول وأنا باك :
اصبروا آل الرسول |
|
قتل الفرخ البجول |
نزل الروح الأمين |
|
ببكاء وعويل |
ثمّ بكى وبكيت ، ثمّ حدّثت الّذين كانوا مع الحسين ، فقالوا :
لقد سمعنا ما سمعت ونحن في المعركة. فكنّا نرى أنّه الخضر عليهالسلام. (١)
__________________
(١) الخرائج والجرائح ، ج ٣ ، ص ١١٤٤.
روى الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٩ ، ص ١٨٧) ، قال : وعن نجي الحضرمي ، أنّه سار مع عليّ رضي الله عنه ، وكان صاحب مطهرته ، فلمّا حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى عليّ : اصبر أبا عبد الله ، اصبر أبا عبد الله بشطّ الفرات.
قلت : وما ذاك. قال : دخلت على النبيّ صلىاللهعليهوسلم ذات يوم وإذا عيناه تذرفان. قلت : يا نبي الله ، أغضبك أحد! ما شأن عينيك تفيضان؟ قال : «بل قام من عندي جبريل عليهالسلام» ، قال : «فحدّثني أنّ الحسين يقتل بشط الفرات». قال :فقال : هل لك أن أشمّك من تربته؟ قلت : «نعم». قال : «فمدّ يده ، فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا».
رواه أحمد وأبو يعلى ، والبزاز ، والطبراني ، ورجاله ثقات ولم ينفرد نجي بهذا.
وروى نصر بن مزاحم المنقري في وقعة صفين (ص ١٤٠) ، قال : حدّثني مصعب بن سلام ، قال أبو حيّان التميمي ، عن أبي عبيدة ، عن هرثمة بن سليم ، قال : غزونا مع عليّ بن أبي طالب غزوة صفين ، فلمّا نزلنا بكربلاء صلّى بنا صلاة ، فلمّا سلّم ، رفع إليه من تربتها فشمّها ، ثمّ قال : واها لك أيّتها التربة! ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنّة بغير حساب.
وروى نصر (ص ١٤١) ، قال : مصعب بن سلام ، قال : حدّثنا الأجلح بن عبد الله الكندي ، عن أبي جحيفة قال :جاء عروة البارقي إلى سعيد بن وهب ، فسأله وأنا أسمع ، فقال : حديث حدثتنيه عن عليّ بن أبي طالب. قال :نعم ، بعثني مخنف بن سليم إلى عليّ ، فأتيته بكربلاء ، فوجدته يشير بيده ويقول : هاهنا هاهنا ، فقال له رجل :وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال : ثقل لآل محمّد ينزل هاهنا ، فويل لهم منكم! وويل لكم منهم! فقال له الرجل :ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟ قال : ويل لهم منكم تقتلونهم. وويل لكم منهم يدخلكم الله بقتلهم إلى النّار.
الفصل الثاني والعشرون
فضائل أهل البيت عليهمالسلام
٢٩٤. ابن مردويه ، عن عليّ ـ قال على المنبر ـ : نحن أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يقاس بنا أحد. (١)
٢٩٥. ابن مردويه ، أن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «خمسة منّا معصومون : أنا ، وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين». (٢)
٢٩٦. ابن مردويه ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، حدّثنا جندل بن والق ، حدّثنا محمّد بن حبيب عن إبراهيم بن حسن ، عن زياد بن المنذر ، عن عبد الرحمن بن مسعود ، عن عويم ، عن سلمان ، قال :انزلوا آل محمّد بمنزلة الرأس من الجسد وبمنزلة العين من الرأس ، فإنّ
__________________
(١) أرجح المطالب ، ص ٣٣٠.
ورواه محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص ١٧). قال : عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد». أخرجه الملّا.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج ١٢ ، ص ١٠٤ ، ح ٣٤٢٠١).
(٢) تحفة الأبرار ، ص ٧٩ ، ١٣٠.
روى القندوزي في ينابيع المودة (ص ٤٤٥ ، ٤٨٧) ، قال : وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أنا وعليّ والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون». أخرجه الحمويني.
ورواه الهمداني في مودّة ذوي القربى (ص ٩٥).
الجسد لا يهتدي إلّا بالرأس ، وإنّ الرأس لا يهتدي إلّا بالعين. (١)
٢٩٧. ابن مردويه ، من حديث عليّ وابن عباس ، أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق». (٢)
٢٩٨. ابن مردويه ، عن عبّاد بن عبد الله الأسدي ، عن عليّ : والله ، إنّ مثلنا في هذه الامة كمثل سفينة نوح في قوم نوح ، وإن مثلنا في هذه الامة كمثل باب حطة في بني إسرائيل. (٣)
__________________
(١) مقتل الحسين ، ج ١ ، ص ١١١ ، قال : وبهذا الإسناد [أي : إسناد الحديث المتقدم في كتابه ص ١١٠ ، قال :أخبرنا شهاب الإسلام أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرنا سليمان بن إبراهيم الحافظ ـ فيما كتب إليّ من أصبهان ـ ، حدّثنا الحافظ أبو بكر بن مردويه].
ورواه الشيخ محمّد بن عليّ الحنفي المصري في إتحاف أهل الإسلام ، على ما في ملحقات إحقاق الحق (ج ١٨ ، ص ٥٤٢) ، قال : عن أبي ذر ، وسمعته يقول : «اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ، ومكان العينين من الرأس ، ولا يهتدي الرأس إلّا بالعينين».
(٢) الأساس في مناقب بني العباس (مخطوط) على ما في خلاصة عبقات الأنوار (ج ٤ ، ص ٨٢).
ورواه السيوطي في ذيل الآية من تفسيره الدرّ المنثور (ج ٣ ، ص ٣٣٤) ، قال : أخرج الحاكم ، عن أبي ذر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق».
(٣) القول المستحسن في فخر الحسن ، ص ٣٤٢.
ما نزل من القرآن في عليّ
لملك الحفّاظ
الإمام أبي بكر أحمد بن موسى
ابن مردويه الأصفهاني
المتوفّى سنة ٤١٠ ه
جمعه ورتّبه وقدّم له
عبد الرّزاق محمّد حسين حرز الدّين
ما نزل من القرآن في عليّ عليهالسلام
٢٩٩. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال : ما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل في عليّ. (١)
٣٠٠. ابن مردويه ، عن ابن عباس : نزلت في عليّ ثلاثمائة آية. (٢)
٣٠١. ابن مردويه ، عن مجاهد ، قال : نزل في عليّ سبعون آية. (٣)
__________________
(١) مفتاح النجا في مناقب آل العبا ، ص ٣٧.
ورواه ابن مردويه كما في درّ بحر المناقب (ص ٧٩) ومناقب سيّدنا عليّ (ص ٤٨) وأرجح المطالب (ص ٥١) وكشف اليقين (ص ٣٦) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٤).
ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة (ص ١٢٧) ، قال : أخرج ابن عساكر عن ابن عباس ، قال : ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في عليّ.
ورواه السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص ١٧١).
(٢) مناقب مرتضوي ، ص ٣٢.
ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة (ص ١٢٧) ، قال : أخرج ابن عساكر عن ابن عباس ، قال : نزل في عليّ ثلاثمائة آية.
ورواه السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص ١٧٢).
(٣) مفتاح النجا ، ص ٣٧.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص ٥١) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٤) وكشف اليقين (ص ٣٦٠).
ورواه الطالقاني ـ على ما في البحار (ج ٣٦ ، ص ٩٢) ـ عن الجلودي ، عن المغيرة بن محمّد ، عن عبد العزيز بن الخطاب ، عن بليد بن سليمان ، عن ليث ، عن مجاهد قال : نزلت في عليّ عليهالسلام سبعون آية ، ما شركه في فضلها أحد.
٣٠٢. ابن مردويه ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال عليّ : أنزل القرآن أرباعا ، فربع فينا ، وربع في عدوّنا ، وربع سير وأمثال ، وربع فرائض وأحكام ، ولنا كرائم القرآن. (١)
__________________
(١) توضيح الدلائل ، ص ١٥٢.
ورواه ابن مردويه كما في درّ بحر المناقب (ص ٧٩) وكما في مفتاح النجا (ص ٦) وأرجح المطالب (ص ٥١) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٤) وكشف اليقين (ص ٣٥٩).
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٤٣ ، ح ٥٨) ، قال : أخبرنا أبو القاسم الفارسي ، أخبرنا أبي ، أخبرنا أبو الحسن الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله المحاربي ، أخبرنا محمّد بن الحسن السلولي ، عن صالح بن أبي الأسود ، عن حميد [جميل] بن عبد الله النخعي ، عن زكريا بن ميسرة ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال عليّ عليهالسلام : نزل القرآن أرباعا : فربع فينا ، وربع في عدونا ، وربع تفسير سنن وأمثال ، وربع فرائض وأحكام ، فلنا كرائم القرآن.
ورواه الحكم بن الحسين الحبري في تفسيره (ص ٢٣٣ ، ح ٢) ، وفيه : «حلال وحرام» بدل «سير وأمثال».
ورواه القندوزي في ينابيع المودة (ص ١٢٦) ، قال : وفي المناقب عن الأصبغ بن نباتة ، وذكر مثله سواء.
[يا أيّها الّذين آمنوا]
١ / قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) ٣٠٣. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال : ما في القرآن آية وفيها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا وعليّ رأسها وقائدها. (١)
٣٠٤. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال : ما نزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا وعليّ أميرها وشريفها. (٢)
٣٠٥. ابن مردويه ، عن ابن عباس : ما ذكر الله في القرآن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا وعليّ شريفها وأميرها ، ولقد عاتب الله أصحاب محمّد في آي من القرآن ، وما ذكر عليّا إلّا بخير ، ولقد أمرنا بالاستغفار له. (٣)
٣٠٦. ابن مردويه ، عن ابن عباس : ما ذكر الله في القرآن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا
__________________
(١) مفتاح النجا ، ص ٣٧.
ورواه ابن مردويه كما في درّ بحر المناقب (ص ٧٩) وكما في كشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٧) وكشف اليقين (ص ٣٥٩).
(٢) توضيح الدلائل ، ص ١٥٢.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٧).
(٣) كشف اليقين ، ص ٥٧٦.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٧) ، وليس فيه «ولقد أمرنا بالاستغفار له».
روى ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من تاريخ دمشق (ج ٢ ، ص ٤٣٠ ، ح ٩٣٩) ، قال :أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو بكر الشامي ، أنبأنا أبو الحسن العتيقي ، أنبأنا أبو يعقوب بن الدخيل ، أنبأنا أبو جعفر العقيلي ، أنبأنا محمّد بن موسى ، أنبأنا عليّ بن عبد الله الدهان ، أنبأنا عيسى بن راشد ، عن عليّ ابن بذيمة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : ما ذكر الله في القرآن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا وعليّ شريفها وأميرها ، ولقد عاتب الله أصحاب محمّد في آي من القرآن ، وما ذكر عليّا إلّا بخير.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج ٩ ، ص ١١٢) وابن حجر في الصواعق المحرقة (ص ١٢٧) والسيوطي في تاريخ الخلفاء (ص ١٧١).
كان عليّ رأسها وأميرها ، ولقد أمرنا بالاستغفار له. (١)
٣٠٧. ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال : ليس من آية في القرآن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا وعليّ رأسها وأميرها وشريفها ، ولقد عاتب الله أصحاب محمّد في القرآن ، وما ذكر عليّا إلّا بخير. (٢)
٣٠٨. ابن مردويه ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : ما نزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا كان عليّ لبّها ولبابها. (٣)
٣٠٩. ابن مردويه ، عن مجاهد : ما نزل في القرآن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا ولعليّ سابقة ذلك ؛ لأنّه سبقهم إلى الإسلام. (٤)
__________________
(١) درّ بحر المناقب ، ص ٧٩.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٧).
(٢) توضيح الدلائل ، ص ١٥٢.
ورواه ابن مردويه كما في درّ بحر المناقب (ص ٧٩).
ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص ٨٩) قال : وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : ليس من آية في القرآن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا وعليّ رأسها وأميرها وشريفها ، فلقد عاتب الله أصحاب محمّد في القرآن وما ذكر عليّا إلّا بخير. ذكره أحمد في المناقب.
(٣) توضيح الدلائل ، ص ١٥٢.
ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص ٣٧) وكما في درّ بحر المناقب (ص ٨٩) وأرجح المطالب (ص ٥١) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٧).
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٤٨ ، ح ٦٧) ، قال : حدّثناه أبو زكريا بن إسحاق ، حدّثنا عبد الله بن إسحاق ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي العوام ، قال : حدّثني أبي نوح بن محمّد القرشي ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن حذيفة أنّ اناسا تذاكروا فقالوا : ما نزلت آية في القرآن [فيها] : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا كان في أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآله ، فقال حذيفة : ما نزلت في القرآن : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا كان لعليّ لبّها ولبابها.
ورواه الحاكم بإسنادين آخرين وذكر مثله سواء.
(٤) توضيح الدلائل ، ص ١٥٢.
ورواه ابن مردويه كما في درّ بحر المناقب (ص ٨٩) وكشف الغمّة (ج ١ ، ص ٣١٧).
روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج ١ ، ص ٥٤ ، ح ٨٤) ، قال : أخبرني أبو بكر الحافظ ، قال : أخبرنا أبو محمّد الحافظ [أحمد (خ)] الحافظ ، قال : أخبرنا محمّد بن الحسين الخثعمي ، عن عبد الله بن سعيد ، عن