أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٦٥
صلىاللهعليهوآلهوسلم فجعل النبيّ صلىاللهعليهوآله يتلثّمه ويقبّله (١).
قول فاطمة للنبي ـ صلّى الله عليه وعليها ـ : إن الحسن والحسين خرجا من عندي ... الحديث :
٤٢٦ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا محمّد بن زيد بن مروان بالكوفة ، أخبرنا إسحاق بن محمّد بن مروان ، حدّثنا أبي ، حدّثنا إسحاق ابن زيد ، عن سهل بن سليمان ، عن أبي هارون العبديّ ، عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : كنّا نتحدّث عند رسول الله صلىاللهعليهوآله يميل مرّة عن يمينه ومرّة عن شماله ، فلمّا رأينا ذلك قمنا عنه.
فلمّا خرجنا إلى الباب إذا نحن بفاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال لها عليّ : يا فاطمة ما أزعجك هذه السّاعة من رحلك؟ قالت : إنّ الحسن والحسين فقدتهما منذ أصبحت ، فلم أحسستهما وما كنت أظنّهما إلّا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال عليّ : هما عند رسول الله صلىاللهعليهوآله فارجعي ولا تؤذين رسول الله صلىاللهعليهوآله فإنّها ليست بساعة إذن.
فسمع رسول الله صلىاللهعليهوآله كلام عليّ وفاطمة فخرج في إزار ليس عليه غيره ، فقال : ما أزعجك هذه السّاعة من رحلك؟ فقالت : يا رسول الله ابناك الحسن والحسين خرجا من عندي ، فلم أرهما حتّى الساعة ، وكنت أحسبهما عندك ، وقد دخلني وجل شديد ، قال : فقال رسول الله صلّى الله
__________________
(١) بقية الحديث : فقال له الملك أتحبه؟ قال : نعم ، قال : إن أمتك ستقتله وإن شئت أريك المكان الذي يقتل به ، فأراه فجاء بسهلة أو تراب أحمر ، فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها ، قال ثابت : فكنا نقول : إنها كربلاء.
أخرجه الإمام ابن حنبل في مسنده ٣ / ٢٤٢ و ٢٦٥ بالإسناد إلى عمارة بن زاذان بعين السند ، وهكذا أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة ٤٨٥ ، والحافظ الطبراني في الكبير ١٤٤ نسخة جامعة طهران ، والمحب الطبري في ذخائر العقبى ١٤٦ قال : خرّجه البغوي في معجمه ، وخرّجه أبو حاتم في صحيحه ، وأحمد في مسنده. وحديث أم سلمة أخرجه الطبراني في الكبير ١٤٥ وقد مر بالرقم ١١٧ ، وطرق الحديث مجموعة في كتاب سيرتنا وسنتنا للشيخ الأميني ـ رضوان الله عليه ـ.
عليه وآله : يا فاطمة إنّ الله ـ عزوجل ـ وليّهما وحافظهما ، ليس عليهما ضيعة إن شاء الله ، ارجعي يا بنيّة فنحن أحقّ بالطّلب.
فرجعت فاطمة إلى بيتها ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله في وجه ، وعليّ في وجه ، فابتغياهما فانتهيا إليهما وهما في أصل حائط قد أحرقتهما الشّمس ، وأحدهما متستّر بصاحبه ، فلمّا رآهما على تلك الحال ، خنقته العبرة وأكبّ عليهما يقبّلهما ، ثمّ حمل الحسن على منكبه الأيمن ، وحمل الحسين على منكبه الأيسر ، ثمّ أقبل بهما رسول الله صلىاللهعليهوآله يرفع قدما ويضع أخرى ممّا يكابد من حرّ الرّمضاء ، وكره أن يمشيا فيصيبهما ما أصابه فوقاهما بنفسه.
قوله صلىاللهعليهوآله
سمى هارون ابنيه شبرا وشبيرا. الحديث
٤٢٧ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو بكر أحمد ابن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزّاز إذنا ، حدّثنا عمرو بن حريث عن زرعة ابن عبد الرّحمن ، عن أبي الخليل ، عن سلمان ، قال : قال رسول الله (صلىاللهعليهوآله) : سمّى هارون ابنيه شبّرا وشبّيرا وإنّي سمّيت ابنيّ الحسن والحسين بما سمّي به هارون ابنيه شبّرا وشبّيرا (١).
قول فاطمة للنبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ :
ما أصبح في بيت عليّ طعام. الحديث
٤٢٨ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن حيّوية الخزّاز إذنا ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن الحسين
__________________
(١) أخرجه الطبراني في الكبير ١٤٣ نسخة جامعة طهران بالإسناد إلى عمرو بن حريث بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه البخاري في التاريخ الكبير ١ / ١٤٧ ، والأمير أبو نصر بن ماكولا الإكمال ٤ / ٣٧٨ ، وأخرجه المتقي الهندي في كنز العمال ١٣ / ١٠٢ ، ومنتخبه ٥ / ١٠٦ قال : خرّجه البغوي وعبد الغني في الإيضاح وابن عساكر.
الأسديّ الدّهّان ، حدّثنا عليّ بن الحسين البزّار ، حدّثنا إسماعيل بن صبيح ، حدّثنا يحيى بن مسور ، عن عليّ بن حزوّر ، عن الأصبغ ، عن أبي سعيد الخدريّ ، يرفع الحديث أنّ فاطمة (عليهاالسلام) أتت النبيّ (صلىاللهعليهوآله) فقالت : عليك السّلام يا رسول الله! قال : وعليك السّلام يا بنيّة ، فقالت : والله ما أصبح ـ يا نبيّ الله ـ في بيت عليّ طعام ، ولا دخل بين شفتي طعام منذ خمس ، ولا لنا ثاغية ولا راعية ، ولا أصبح في بيته سفّة ، قال لها : ادني منّي ، فدنت فقال : أدخلي يدك بين ظهري ، فهوت فإذا هي بحجر بين كتفي النبيّ (صلىاللهعليهوآله) مربوطا بعمامته إلى صدره ـ فصاحت فاطمة صيحة شديدة ـ وقال : ما أوقد في دار محمّد نار منذ شهر.
ثمّ قال لها : أما تدرين ما منزلة عليّ منّي؟ كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، وضرب بين يديّ بالسّيف وهو ابن ستّ عشرة سنة ، وقاتل الأبطال وهو بن سبع عشرة سنة ، وفرّج همومي وهو ابن اثنتين وعشرين سنة وحده ، وكان من معه خمسون رجلا.
فأشرق وجه فاطمة (عليهاالسلام) ولم تزل قدماها من مكانها حتّى أتت عليا ـ عليهالسلام ـ فإذا البيت قد أنار بنور وجهها ، وقال لها عليّ (عليهالسلام) : يا بنت محمّد لقد خرجت من عندي وجهك على غير هذا الحال؟ فقالت : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أخبرني بفضلك.
قوله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : فاطمة بضعة مني
٤٢٩ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزنيّ ـ الملقّب بابن السّقّاء ـ الحافظ ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن الأشعث قال : حدّثني موسى بن إسماعيل ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين ، [عن أبيه ، عن جدّه علي (عليهالسلام)] : أنّ فاطمة بنت رسول الله (صلىاللهعليهوآله) استأذن عليها أعمى فحجبته ، فقال لها النبيّ (صلىاللهعليهوآله) : لم حجبتيه وهو لا يراك؟ فقالت : يا رسول الله إن لم يكن يراني فأنا أراه ، وهو يشمّ
الرّيح ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : أشهد أنّك بضعة منّي (١).
٤٣٠ ـ وبإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه : أنّ فاطمة بنت رسول الله ـ صلّى الله عليها ـ دخل عليها عليّ (عليهالسلام) وبه كآبة شديدة ، فقالت ما هذه الكآبة؟ فقال : سألنا رسول الله صلىاللهعليهوآله عن مسألة لم يكن عندنا لها جواب ، فقالت وما المسألة؟ قال : سألنا عن المرأة ما هي؟ قلنا : عورة ، قال : فمتى تكون أدنا من ربّها؟ فلم ندر [ما نقول] قالت : ارجع إليه فأعلمه أنّ أدنا ما تكون من ربّها أن تلزم قعر بيتها ، فانطلق فأخبر النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : ما ذا من تلقاء نفسك يا عليّ. فأخبره أنّ فاطمة (عليهاالسلام) أخبرته ، فقال (صلىاللهعليهوآله) : صدقت إنّ فاطمة بضعة منّي (عليهاالسلام) (٢).
٤٣١ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد إجازة ، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا أحمد بن عيسى ، حدّثنا إبراهيم بن الهيثم ، حدّثنا أبو الأزهر ، حدّثنا عبد الرزّاق عن معمر ، عن الزّهريّ ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عبّاس ، قال : نظر النبيّ (صلىاللهعليهوآله) إلى عليّ فقال : أنت سيّد في الدّنيا سيّد في الآخرة ، عدوّك عدوّي ، وعدوّي عدوّ الله ، ومبغضك مبغضي ، ومبغضي مبغض الله ، ويل لمن أبغضك من بعدي (٣).
٤٣٢ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان ، أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطيّ ، وأخبرنا القاضي أبو عليّ إسماعيل بن محمّد بن أحمد بن الطيّب بن كماري الفقيه الغرافي ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري ، وأخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسين الجاذريّ ، قالوا : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عثمان بن سمعان المعدّل ،
__________________
(١) أخرجه السيد فضل الله الراوندي في كتابه النوادر ص ١٤ بهذا السند واللفظ.
(٢) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٢ / ٤٠ عن أنس ، وعن سعيد بن المسيب ، عن عليّ (عليهالسلام) ولفظه : «فقالت : هلا قلت : خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يرونهن» وهكذا أخرجه الخوارزمي في مقتل الحسين ٦٣ ، وابن الأثير في مناقب الأخيار ٥٦ ، والذهبي في الكبائر ٧١ ، وأخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٠٢ و ٤ / ٢٥٥ قال : رواه البزار.
(٣) قد مر الحديث تحت الرقم ١٤٥ بمثل السند باختلاف يسير في اللفظ.
حدّثنا أسلم بن سهل بن أسلم ، حدّثنا وهب بن بقيّة ، أخبرنا خالد بن حصين عن أبي جميلة : أنّ الحسن بن عليّ (عليهالسلام) حين قتل عليّ (عليهالسلام) استخلف فبينا هو يصلّي بالنّاس ، إذ وثب عليه رجل فطعنه ، فوقع في وركه فمرض منها شهرا ثمّ قام على المنبر فقال: يا أهل العراق اتّقوا الله فينا! فإنّا أمراؤكم! وضيفانكم! وإنّا أهل البيت الّذين قال الله تعالى فيهم : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فما زال يتكلّم حتّى ما رأيت أحدا في المسجد إلّا باكيا (١).
٤٣٣ ـ قال : حدّثنا أسلم ، حدّثنا زكريّا بن يحيى بن صبيح ، حدّثنا هشيم قال : أخبرنا زاذن أبو منصور قال : رأيت الحسين بن عليّ (عليهالسلام) مخضوب الرّأس واللّحية (٢).
٤٣٤ ـ قال : حدّثنا أسلم ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، حدّثنا يزيد بن هارون ، حدّثتني أمّي عن جدّها قال : أدركت قتل الحسين بن عليّ (عليهالسلام) ، فلمّا قتل خرج أناس إلى إبل كانت معه فانتهبوها ، فلمّا كان اللّيل رأيت فيها النيران فاحترق كلّ ما أخذ من عسكره (٣).
__________________
(١) أخرجه الحافظ الطبراني في معجمه الكبير ١٤٢ نسخة جامعة طهران ، بالإسناد إلى وهب بن بقية بعين السند واللفظ ، وخرّجه عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٨٠ ، والهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٧٢ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٢ / ١٤ ، ولم نجده في تاريخ واسط.
(٢) تاريخ واسط لأسلم بن سهل بن أسلم المعروف ببحشل الواسطي ص ٨٩.
(٣) لم نجده في تاريخ واسط مع أن الظاهر أن المؤلف ابن المغازلي إنما يستخرج هذه الأحاديث عن أصل كتابه بهذا السند ، ومن العجب أن ما استخرجه المؤلف في كتابه هذا وفيها منقبة لعلي (عليهالسلام) لا يوجد في المطبوع من تاريخ واسط (قد طبع ببغداد في مطبعة المعارف عام ١٣٨٧) ، مثل حديث الخوارج الذي مر بالرقم ٨٦ ، وحديث الطير الذي مرّ بالرقم ١٩٠ و ٢٠٩ ، ولكن يوجد فيه ما مرّ بعين السند بالرقم ١٥٣ وفيه منقبة! لعمر بن الخطاب في إلحاحه على علي (عليهالسلام) في تزويج ابنته أم كلثوم.
وكيف كان ، في الباب حديث جميل بن مرة أخرجه الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام ٢ / ٣٤٨ ، وفي سير أعلام النبلاء ٣ / ٢١١ ، والحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب ٢ / ٣٥٣ ، والسيوطي في الخصائص الكبرى ٢ / ١٢٦ ، تاريخ الخلفاء ٨٠.
وحديث سفيان بن عيينة وفيه : «صار اللحم نارا وصار الورس أسود» ، أخرجه الإمام ابن حنبل في علل الحديث ١ / ١٥٠ ، والطبراني في معجمه الكبير ١٤٧ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ٢١١ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٣٤٨ ؛ وابن حجر في تهذيب التهذيب ٢ / ٣٥٣ ؛ وأخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٩٧ من طريق الطبراني وقال : رجاله رجال الصحيح.
٤٣٥ ـ قال : حدّثنا أسلم قال : حدّثنا أحمد بن إسماعيل بن عمر ، حدّثنا سليمان بن منصور ، حدّثنا عليّ بن عاصم عن حصين قال : كنت بالكوفة فجاءنا قتل الحسين بن عليّ (عليهماالسلام) ، فمكثنا ثلاثا كأنّ وجوهنا طليت رمادا.
قال عليّ بن عاصم : قلت لحصين : مثل ما كنت يومئذ؟ قال : رجل متأهّل (١).
٤٣٦ ـ أخبرنا القاضي أبو الحسن عليّ بن خضر الأزديّ إجازة : أنّ أبا يعقوب يوسف بن يعقوب النّجيرميّ حدّثهم قال : حدّثنا أبو يحيى الساجيّ ، حدّثنا إسماعيل ابن بنت السّدّي ، حدّثنا دويد الجعفيّ ، عن أبيه ، قال : لمّا قتل الحسين (عليهالسلام) انتهبت جزور من عسكره فلمّا طبخت إذا هي دم فأكفوها (٢).
٤٣٧ ـ أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النّحويّ إذنا : أنّ أبا القاسم عليّ بن طلحة بن كردان أخبرهم قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباريّ ، أخبرنا محمّد بن أبي يعقوب الدينوريّ ، حدّثنا عليّ بن الحسن الساميّ ، حدّثنا نصر بن منصور قال : لمّا ورد على الأمراء ما أمروا به من لعن عليّ (عليهالسلام) على المنابر ، أحضر كثيّر بن عبد الرّحمن (٣) ليتكلّم فيمن تكلّم بمكّة ، وأصعد منبرا فتعلّق بأستار الكعبة وقال :
طبت بيتا وطاب أهلك أهلا |
|
أهل بيت النبيّ والإسلام |
تأمن الطير والحمام ولا يأ |
|
من أهل النبيّ عند المقام |
لعن الله من يسبّ عليّا |
|
وبنيه من سوقة أو إمام |
أيسبّ المطهّرون أبا وجدّا |
|
والكرام الأخوال والأعمام |
__________________
(١) تاريخ واسط لبحشل ١١٠.
(٢) أخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ١٤٧ نسخة جامعة طهران ، بالإسناد إلى زكريا بن يحيى الساجي بعين السند واللفظ ، وخرّجه عنه الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٩٦ وقال : رجاله ثقاة.
(٣) هو أبو صخر كثير بن عبد الرحمن صاحب عزة بنت جميل ، له ترجمة في الأغاني ٩ ص ٣٨ ـ ٣ ط دار الكتب ، وفيات الأعيان ٣ / ٢٦٥ بالرقم ٥١٩ ، مات ١٠٥ ، وحضر جنازته أبو جعفر الباقر (عليهالسلام) على ما قيل.
رحمة الله والسّلام عليهم |
|
كلّما قام قائم بسلام |
قال : فأثخنوه ضربا بالأيدي والنعال.
فأنشأ يقول :
إنّ امرأ كانت مساويه |
|
حبّ النبيّ لغير ذي عتب |
وبني أبي حسن ووالدهم |
|
من طاب في الأرحام والصّلب |
أيرون ذنبا أن أحبّهم |
|
بل حبّهم كفّارة الذّنب |
من كان ذا ذنب فلست به |
|
في الحبل نيط بحبّهم قلبي |
٤٣٨ ـ قال : حدّثنا محمّد بن القاسم قال : أنشدني أبي قال : أنشدنا أحمد بن عبيد لخزيمة بن ثابت الأنصاري ـ ذي الشّهادتين ـ يمدح عليّ بن أبي طالب (عليهالسلام) ، فسطع رسول الله صلىاللهعليهوآله به وجهه :
ويلكم إنّه الدّليل على الل |
|
ه وداعية الهدى وأمينه |
وابن عمّ النبيّ قد علم النّ |
|
اس جميعا وصنوه وخدينه |
كلّ خير يزينهم هو فيه |
|
وله دونهم خصال يزينه |
ثمّ ويل لمن يبارز في الرّو |
|
ع إذا ضمّت الحسام يمينه |
ثمّ نادى : أنا أبو الحسن ال |
|
قرم فلا بدّ أن يطيح قرينه |
٤٣٩ ـ قال : حدّثنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن وقّار المدينيّ أبو عليّ الجهبذ ، حدّثنا أبو الفضل الرّبعي الهاشميّ ، حدّثنا محمّد بن أبي السّريّ ، حدّثنا هشام بن الكلبيّ ، عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس : أنّه ذكر عنده عليّ (عليهالسلام) فضرب بيده على فخذه وبكى حتّى اخضلّت لحيته ثمّ قال : كان والله عليّ أمير المؤمنين يشبه القمر الزّاهر ، والليث الخادر ، والفرات الزاخر ، والرّبيع الباكر ؛ أشبه من القمر ضوءه وسناه ، ومن اللّيث شجاعته ومضاه ، ومن الفرات جوده وسخاه ، ومن الرّبيع خصبه وبهاه.
٤٤٠ ـ قال : حدّثنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا أحمد بن سعيد بن عبد الله ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال : لمّا [أتى أهل المدينة مقتل الحسين] ، خرجت زينب بنت عقيل بن أبي طالب ـ وهي زينب الصّغرى ـ ترثي أهلها ، ومن قتل
بالطّفّ ، وهي تقول :
ما ذا تقولون إن قال النبيّ لكم |
|
ما ذا صنعتم وأنتم آخر الأمم |
بأهل بيتي وأنصاري وذي رحمي |
|
منهم أسارى ومنهم ضرّجوا بدم |
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم |
|
أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي(١) |
٤٤١ ـ سمعت أبا منصور عبد العزيز يقول بإسناد لست أحفظه قال : سئل الشّبليّ عن عليّ (عليهالسلام) فقال : سمسار التوحيد وروناس الحكمة ، سبكت فيه الأمّة فخرجوا لا شيء ، وسأله سائل عنه فقال له : تلقاني في الطريق ثمّ سأله فقال : خلّده وتعال.
٤٤٢ ـ قال : وجلس أبو نعيم الطلحيّ ببغداد يملي الحديث ، فقام إليه رجل أظنّه من خراسان فقال : الشيخ يتشيّع ، فأدار بوجهه ثمّ جاءه من الجانب الآخر ، فأدار بوجهه وقال له : أيّ ريح هبّت بك إليّ؟
ثم أنشأ يقول :
وما زال كتمانيك حتّى كأنّني |
|
لرجع جواب السائلي عنك أعجم |
لأسلم من قول الوشاة وتسلمي |
|
سلمت وهل حيّ من النّاس يسلم |
وهو يكرّر عليه القول ، فقال : حدّثني صالح بن حيّ قال : سمعت جعفر ابن محمّد يقول : «حبّ عليّ عبادة» وأفضل العبادة ما كتم.
٤٤٣ ـ أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النّحويّ ـ رحمهالله ـ حدّثنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميميّ ، حدّثنا القاضي أبو بكر محمّد بن [عمر الجعابي ، حدّثنا] سريّ بن منصور بن عمّار ، حدّثنا أبي ، عن أبي لهيعة ، عن أبي قبيل ، قال : لمّا قتل الحسين بن عليّ (عليهماالسلام) أخذوا الرأس وأسرّوا به ، فلمّا صار اللّيل قعدوا يشربون ويتحيّون بالرأس ، فخرجت عليهم كفّ من حائط فيها قلم من حديد وكتبت سطرا بدم :
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٤٦٧ ، كفاية الطالب ٤٤١ عن ابن عساكر ، تذكرة خواص الأمة ٢٦٧ ط الغري ، ١٥١ ط إيران نقلا عن الواقدي.
أترجو أمّة قتلت حسينا |
|
شفاعة جدّه يوم الحساب(١) |
٤٤٤ ـ حدّثني أبو منصور عبد العزيز قال : سئل الشّبليّ عن عليّ بن أبي طالب (عليهالسلام) فقال في حلقته للسائل : القني في الطّريق تسمع الجواب للمسألة ، فقال : أريد هاهنا ، فقال : صاحب العلم في الدّنيا ، فكشفنا لك القناع وقلنا : نعم نعم. وصاحب العلم في الآخرة والدّنيا ، فقال : أريد أبين من هذا ، فقال : مرّ خلّده وتعال.
٤٤٥ ـ حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد الصّمد بن عبد الله بن القاسم الهاشميّ ـ سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ـ حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد ـ المعروف بابن الكاتب ـ البغداديّ قال : حدّثنا عليّ بن محمّد المصريّ ، حدّثنا أبو علاثة القارضي بمصر ، حدّثنا جدّي ، حدّثني عبد الله بن محمّد المصريّ ، حدّثنا ابن وهب قال : سمعت اللّيث بن سعد يقول : حججت سنة ثلاث عشرة ومائة فطفت بالبيت ، وسعيت بين الصّفا والمروة ، ورقيت أبا قبيس ، فوجدت رجلا يدعو وهو يقول : «يا ربّ يا ربّ» حتّى انطفا نفسه ثمّ قال : «يا ذا الجلال والإكرام» حتّى انطفا نفسه ثمّ قال «أي ربّ أي ربّ» حتّى انطفا نفسه ، ثمّ قال اللهمّ إنّ برديّ قد خلقا فاكسني ، وأنا جائع فأطعمني ، فما شعرت إلّا بسلّة عنب لا عجم له ، وبردين ملقاءين فخرجت إليه وجلست لآكل معه ، فقال لي ؛ مه! قلت له : أنا شريكك في هذا الخير ، فقال : بما ذا؟ قلت : كنت تدعو وأنا أؤمّن على دعائك ، فقال لي : كل ولا تدّخر شيئا ، فأكلنا ، وليس في البلد إذ ذاك عنب ، ثمّ انصرفنا عن ريّ ، ولم ينقص من السلّة شيء ، ثمّ قال : خذ أحد البردين إليك ، فقلت : أنا عنهما غنيّ ، فقال لي : فتوار عنّي حتّى ألبسهما ، فتواريت فلبسهما وأخذ الأخلاق بيده ، ونزل فاتّبعته ، فلقيه سائل فقال له : اكسني كساك الله يا بن رسول الله ، فأعطاه الأخلاق ، فاتّبعت السائل
__________________
(١) أخرجه العلامة الطبراني في المعجم الكبير ١٤٧ نسخة جامعة طهران ، بالإسناد عن شيخه زكريا ابن يحيى الساجي عن محمّد بن عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، عن سري بن منصور بعين السند واللفظ ، وخرّجه عنه الحافظ الكنجي في الكفاية ٢٩١ ط و ٤٣٩ ط ، والحافظ الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٩٩ ، والحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام ٣ / ١٣ ، والحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى ٢ / ١٢٧ ، وأخرجه المحب الطبري في الذخائر ١٤٥ وقال : خرجه ابن منصور بن عمار.
فقلت : من هذا؟ فقال لي : هذا جعفر بن محمّد الصادق (عليهالسلام) (١).
٤٤٦ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان أبو بكر ، حدّثنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطيّ الحافظ ، وأخبرنا القاضي أبو علي إسماعيل بن محمّد بن أحمد الطيّب بن كماريّ الفقيه الحنفي ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيريّ ، وأخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النّحويّ ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن الجاذريّ الطحّان ، قالوا : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عثمان بن سمعان المعدّل الحافظ ، حدّثنا أبو الحسن أسلم بن سهل بن أسلم بن حبيب الرزّاز الحافظ ، حدّثنا أحمد بن زكريا بن سفيان ، حدّثنا سعيد بن طهمان الفقرائي ، قال : سمعت هشيما ـ وهو أبو معاوية هشيم بن بشير الواسطيّ ـ يقول : أدركت خطباء أهل الشام بواسط في زمن بني أميّة ، كان إذا مات لهم ميّت قام خطيبهم فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ ذكر عليّ بن أبي طالب فسبّه ، فحضرتهم يوما وقد مات لهم ميّت ، فقام خطيبهم فحمد الله وأثنى عليه وذكر عليا (عليهالسلام) فسبّه فجاء ثور فوضع قرنيه في ثدييه وألزقه بالحائط فعصره حتّى قتله ، ثمّ رجع يشقّ النّاس يمينا وشمالا لا يهيج أحدا ولا يؤذيه.
قال أسلم : وحدّثنا إبراهيم بن منصور بن قادم الخبّاز الخطيب الأعور قال : حدّثنا سعيد بن طهمان الفقرائيّ قال : سمعت هشيما يقول هذا الحديث (٢).
أخبرها أبو عليّ إسماعيل بن محمّد بن أحمد بن الطيّب الفقيه الحنفيّ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيريّ ، وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان ، أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطيّ ، وأخبرنا أبو غالب محمّد بن
__________________
(١) أخرجه الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في صفة الصفوة ٤ / ٩٧ بعين السند وأخرجه الأربلي في كشف الغمة ٢ / ٣٧٦ من طريق محمّد بن طلحة الشافعي ثم قال : حديث الليث مشهور وقد ذكره جماعة الرواة ونقلة الحديث ، وأول ما رأيته في كتاب المستغيثين تأليف أبي القاسم خلف ابن عبد الملك ابن بشكوال.
(٢) تاريخ واسط لأسلم الرزاز ٢١٢.
أحمد بن سهل النحويّ ، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسن الجاذريّ الطّحان قالوا : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عثمان بن سمعان المعدّل ، حدّثنا أسلم ، حدّثنا حرميّ بن يونس ، حدّثنا يحيى بن أيّوب قال : سمعت نصر بن بسّام قال : أتيت معروفا ـ يعني الكرخيّ ـ فسمعته يقول : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله في النّوم وهو يقول : جزى الله هشيما عن أمّتي خيرا.
قال : حدّثنا أسلم ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة قال : سمعت سعيد بن منصور يقول : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله في النّوم فقلت له : ألزم هشيما أو أبا يوسف؟ قال : الزم هشيما.
قال : حدّثنا أسلم ، حدّثنا زكريا بن يحيى بن صبيح قال : سمعت عمران ابن أبان يقول : سمعت شعبة يقول : إن حدّثكم هشيم عن عيسى ابن مريم فصدّقوه.
هذا مبالغة في صدقه وصحّة حديثه.
قال : حدّثنا أسلم ، حدّثنا يحيى بن إسحاق الواسطيّ قال : سمعت عمرو ابن عون يقول : مكث هشيم عشرين سنة قبل موته يصلّي العشاء والفجر بوضوء واحد (١).
٤٤٧ ـ أخبرنا أبو محمّد الحسن بن موسى الغندجانيّ قال : أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن [محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضيّ حدّثنا] محمّد بن يحيى الصّولي ، حدّثنا محمّد بن زكريّا ، حدّثنا ابن عائشة ، عن أبيه ، قال : حجّ هشام بن عبد الملك في خلافة الوليد ، فكان إذا أراد استلام الحجر زوحم عليه وحجّ عليّ بن الحسين (عليهالسلام) فكان إذا دنا من الحجر يفرق عنه النّاس إجلالا له ، فوجم لذلك هشام وقال : من هذا فما أعرفه؟ وكان الفرزدق واقفا
__________________
(١) تاريخ واسط لأسلم الرزاز ١٥٢ ـ ١٥٣ ، وهشيم ابن بشير هو أبو معاوية السلمي وثقه ابن حبان البستي في المشاهير ١٧٧ ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٩ / ١١٥ ، والخطيب في تاريخه ١٤ / ٨٥ ، وابن حجر في تهذيب التهذيب ١١ / ٥٩ ، وأوردوا فيه هذه الأحاديث ، وقد أكثر عنه الإمام ابن حنبل في كتابه علل الحديث راجعه.
فأقبل على هشام فقال :
هذا الّذي تعرف البطحاء وطأته |
|
والبيت يعرفه والحلّ والحرم |
هذا ابن خير عباد الله كلّهم |
|
هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهر العلم |
إذا رأته قريش قال قائلها |
|
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم |
يكاد يمسكه عرفان راحته |
|
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم |
في كفّه خيزران ريحه عبق |
|
من كفّ أروع في عرنينه شمم |
يغضي حياء ويغضى من مهابته |
|
فما يكلّم إلّا حين يبتسم |
فليس قولك «من هذا»؟ بضائره |
|
العرب يعرف من أنكرت والعجم(١) |
٤٤٨ ـ أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد البزّار ، وأبو الفرج محمّد ابن هارون بن الحسين الفقيه المالكيّ ـ رحمهماالله ـ قالا : أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن العبّاس بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، حدّثنا أبي وعمّاي أبو القاسم وأبو الحسن وأبو عبد الله جعفر ومحمّد ومحمّد قالوا : قرىء على جدّنا العبّاس بن عبد الواحد بن جعفر ونحن حضور نسمع قال : حدّثني عمّي يعقوب بن جعفر بن سليمان بن عليّ قال : حدّثني أبي ، عن أبيه ، [عن أبيه] قال : كنت مع عبد الله بن العبّاس وسعيد بن جبير يقوده ، فمرّ على ضفّة زمزم ، فإذا بقوم من أهل الشام يسبّون عليا (عليهالسلام) فقال لسعيد : ردّني إليهم ، فوقف عليهم فقال : أيّكم السّابّ لله ـ عزوجل ـ؟ قالوا : سبحان الله ما فينا أحد يسبّ الله ـ عزوجل ـ! قال : فأيّكم السّابّ رسول الله (صلىاللهعليهوآله)؟ قالوا : سبحان الله ما فينا أحد يسبّ رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، قال : فأيّكم السّابّ عليّ بن أبي طالب؟ قالوا : أمّا هذا فقد
__________________
(١) ديوان الفرزدق ط بيروت ٢ / ١٧٨ ، وله إسناد منها طريق الصولي كما أخرجه أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في رجاله على ما في منتخبه لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي ص ٢٩ بالرقم ٢٠٧ ط المصطفوي ، بالإسناد إلى الغلابي محمّد بن زكريا بعين السند ، وهكذا أخرجه السيد الأجل الشريف المرتضى في أماليه ١ / ٦٧ ، وأبو الفرج الأصبهاني في الاغاني ١٥ / ٣٢٦ ط دار الكتب.
راجع أيضا : الأغاني ٢١ / ٣٧٦ ط دار الكتب ، حلية الأولياء ٣ / ١٣٩ ، صفة الصفوة ٢ / ٥٤ ، طبقات الشافعية ١ / ١٥٣ ، شذرات الذهب ١ / ١٤٢ ، وفيات الأعيان ٥ / ١٤٥ ترجمة همام بن غالب الفرزدق ، حياة الحيوان ١ / ٩ (الاسد) ، البداية والنهاية ٩ / ١٠٨ ، شرح الحماسة للتبريزي ٢ / ٢٨.
كان؟ قال فأشهد على رسول الله صلىاللهعليهوآله سمعته أذناي ووعاه قلبي يقول لعليّ بن أبي طالب (عليهالسلام) : يا عليّ من سبّك فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله عزوجل ـ ومن سبّ الله ـ عزوجل ـ كبّه الله على منخريه في النّار ، ثمّ ولّى عنهم ، ثمّ قال : يا بنيّ ما ذا رأيتهم صنعوا؟ فقلت له : يا أبه.
نظروا إليك بأعين محمرّة |
|
نظر التّيوس إلى شفار الجازر |
فقال : زدني فداك أبوك! فقلت :
خزر العيون نواكس أبصارهم |
|
نظر الذّليل إلى العزيز القاهر |
قال : زدني فداك أبوك! قلت : ليس عندي مزيد ، فقال : لكن عندي فداك أبوك :
أحياؤهم عار على أمواتهم |
|
والميّتون مسبّة للغابر(١) |
٤٤٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان البزّاز قراءة علينا من لفظه في جامع واسط سنة خمس وثلاثين وأربعمائة ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن يحيى بن موسى النصيبيّ ، حدّثنا حميد بن مسبّح ، حدّثنا أبو الطيّب أحمد بن عبيد الله الدّاريّ بأنطاكيّة ، حدّثنا يمان بن سعيد ، حدّثنا خالد بن يزيد البجليّ ، عن محمّد بن إبراهيم الهاشميّ ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كيف تهلك أمّة أنا في أوّلها ، وعيسى ابن مريم في آخرها ، والمهديّ من ولدي في وسطها (٢).
٤٥٠ ـ وبالإسناد عن الحسن قال : سمعت جابرا يقول : أرسل النبيّ صلىاللهعليهوآله بعليّ بن أبي طالب أميرا على سريّة وكان في السّريّة الزّبير ابن العوّام فنزل عليّ (عليهالسلام) على حصن من حصون العدوّ ، فوصف له
__________________
(١) أخرجه الحافظ الكنجي في كفاية الطالب ٨٢ الباب ١٠ ، بالإسناد إلى القاضي أبي عمر الهاشمي بعين السند واللفظ ، وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٦٦ من طريق الملا في سيرته ، وهكذا أخرجه أخطب خوارزم في المناقب ٨١ ، والعلامة الزرندي في نظم درر السمطين ١٠٥ ، وأخرجه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي الشيخ عبد الله الشافعي في مناقبه المخطوط ٤٧.
(٢) أخرجه أبو نعيم في أخبار المهدي ، وخرّجه عنه الحافظ الكنجي في كتاب البيان الباب ١٢ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ٧ / ١٨٧ ، و ٨ / ٢١٨ ، ومنتخبه ٦ / ٣٠ ، بالإسناد إلى خالد بن يزيد القسري البجلي بعين السند واللفظ.
جارية في إحدى الحصنين ، فتشوّقت نفسه إليها ، فقال للزّبير : قف على الحصن مقيما إلى أن أمضي وأفتح ذلك الحصن وأعود.
فمضى (عليهالسلام) وتخلّف الزّبير مقيما على الحصن ، فاستعجل الزّبير ففتح الحصن قبل ورود عليّ (عليهالسلام) ، وأخرج أهل الحصن الجارية فدفعوها إلى الزّبير ، فأخذها الزّبير ومضى إلى عليّ (عليهالسلام) ، فوجده قد فتح الحصن وهو في حصاره ، فصعد إليه وناداه : السّلام عليك يا أبا الحسن! فسمع عنده كلام امرأة فخرج إليه وهو ضاحك ، فقال له الزّبير : هذه الجارية الّتي وصفت لك يا أبا الحسن قد أتيتك بها ، فإذا بقائلة تقول : يا زبير تريد أن تفرّق بيني وبين ابن عمّي؟ فعجب الزّبير من ذلك عجبا شديدا ، فقالت : والله لو أنّي بالمشرق وعليّ بالمغرب حتّى همّ بي أو هممت به ، لجمع الله بيننا أسرع من الجفن ، فإذا هي فاطمة عليهاالسلام.
٤٥١ ـ وبالإسناد حدّثنا الرّبعيّ حدّثنا فضيل بن يسار قال : قيل لأبي عبد الله عليهالسلام : أيّ قبور الشّهداء أفضل؟ قال : أو ليس أفضل الشهداء عندك الحسين عليهالسلام؟ فو الّذي نفسي بيده إنّ حول قبره أربعين ألف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة (١).
٤٥٢ ـ قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، عن عبد الله بن نجيّ ، عن أبيه : أنّه سافر مع عليّ (عليهالسلام) وكان صاحب مطهرته ـ فلمّا جاء نينوى وهو منطلق إلى صفّين : فإذا عليّ (عليهالسلام) يقول : صبرا أبا عبد الله! صبرا أبا عبد الله بشطّ الفرات ، قلت : من ذا أبو عبد الله؟ قال عليّ (عليهالسلام) : دخلت على النبيّ صلىاللهعليهوآله وعيناه تفيضان فقلت : يا نبيّ الله أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال : قام من عندي جبرئيل (عليهالسلام) فحدّثني أنّ الحسين يقتل بشطّ الفرات ، وقال : هل لك أن أشمك من تربته؟ فقلت : نعم ، فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عينيّ أن فاضتا (٢).
__________________
(١) راجع كامل الزيارات لأبي القاسم بن قولويه القمي ـ المتوفى ٣٦٧ ـ ص ١٠٩ و ١٥٩.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ٨٥ بالإسناد عن محمّد بن عبيد ، عن شرحبيل بن ـ
٤٥٣ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسين بن يعقوب الواسطيّ ، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن الحسين بن جهضم الهمدانيّ ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن عليّ بن خالد بن سعيد الرّقيّ البزّاز ، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلوانيّ ، حدّثنا عبد الله بن داهر ، عن عمرو بن جميع ، عن عروة بن عبيد ، عن الحسن بن [أبي] الحسن ، عن عمران بن حصين ، قال : أتيت النبيّ صلىاللهعليهوآله فسلّمت عليه ، فقال : يا عمران إنّ لك منّا منزلة وجاها ، فهل لك في عيادة فاطمة؟ قلت : نعم يا رسول الله بأبي أنت وأمّي ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقمت معه حتّى وقف على باب فاطمة فقال : السّلام عليك يا بنيّة أدخل؟ فقالت : ادخل يا رسول الله بأبي أنت وأمّي ، قال : أنا ومن معي؟ قالت : ومن معك يا رسول الله؟ قال : معي عمران بن الحصين الخزاعيّ قالت : والّذي بعثك بالحقّ نبيّا ما عليّ إلّا عباءة لي ، فقال : يا بنيّة اصنعي بهذا هكذا وهكذا ، وأشار بيده ، فقالت : يا رسول الله بأبي أنت وأمّي هذا جسدي قد واريته فكيف لي برأسي؟ فألقى إليها ملاءة له خلقة فقال : شدّي هذه على رأسك ، ثمّ أذنت له فدخل معه ، فقال : كيف أصبحت أي بنيّة؟ قالت : أصبحت والله وجعة يا رسول الله وزادني على ما بي من الوجع الجوع ، لست أقدر على طعام آكله ، فقد أهلكني الجوع ، فبكى رسول الله صلىاللهعليهوآله وبكت فاطمة معه ، ثمّ قال : أبشري يا فاطمة وقرّي عينا ولا تحزني ، فو الّذي بعثني بالنبوّة حقّا إن كنت ذقت طعاما منذ ثلاث وإنّي لأكرم على الله منك ، ولو شئت أن أظلّ عند ربّي يطعمني ويسقيني لفعلت ، ولكنّي آثرت الآخرة على الدّنيا ، يا بنيّة لا تجزعي فو الّذي بعثني بالنبوّة حقّا إنّك سيّدة نساء العالمين ، فوضعت يدها على رأسها وقالت : يا أبه! فأين آسية بنت مزاحم امرأة فرعون؟ ومريم بنت عمران؟ فقال صلىاللهعليهوآله : آسية سيّدة نساء
__________________
ـ مدرك ، عن عبد الله بن نجي بعين السند واللفظ ، وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ١٤٤ نسخة جامعة طهران بالإسناد عن شيخه محمّد بن عبد الله الحضرمي ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن محمّد بن عبيد بعين السند واللفظ ، وأخرجه العلامة الذهبي في تاريخ الإسلام ٣ / ٩ تارة من طريق أحمد ، وأخرى من ابن سعد ، عن المدائني ، عن يحيى بن زكريا ، عن رجل ، عن الشعبي ، وأخرجه ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ٢ / ٣٤٦ ، والسيوطي في الخصائص الكبرى ٢ / ١٢٦ قال : أخرجه أبو نعيم عن نجي الحضرمي ، وفي الجامع الصغير قال : أخرجه ابن سعد.
عالمها ، ومريم سيّدة نساء عالمها ، وخديجة سيّدة نساء عالمها ، وأنت فاطمة سيّدة نساء عالمك ، إنكنّ في بيوت من قصب ، لا أذى فيه ولا نصب ، قلت : يا رسول الله وما بيوت من قصب؟ قال : درّ مجوّف من قصب لا أذى فيه ولا صخب ، قال : ثمّ ضرب بيده على منكبها وقال : يا بنيّة والّذي بعثني بالحقّ نبيّا لقد زوّجتك سيّدا في الدّنيا وسيّدا في الآخرة (١).
٤٥٤ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أبي نصر ، حدّثنا أبو زكريّا عبد الرّحيم بن أحمد بن نصر الأزديّ الحافظ ، حدّثنا أبو محمّد عبد الغنيّ بن سعيد الأزديّ الحافظ ، حدّثنا يوسف بن القاسم الميانجيّ عن عليّ بن العبّاس المقانعيّ ، عن محمّد بن مروان ، عن إبراهيم بن الحكم ، عن أبيه ، عن أبي مالك ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنا وعليّ من شجرة واحدة والناس من أشجار شتّى (٢).
٤٥٥ ـ قال : وحدّثنا عبد الغنيّ ، حدّثنا الحسين بن عبد الله القرشيّ ، حدّثنا الباهليّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن خالد ، حدّثنا معاوية بن هشام ، حدّثنا زياد بن المنذر ، عن عقيصا ـ وهو أبو سعيد دينار ـ قال : سمعت الحسين عليهالسلام يقول : من أحبّنا نفعه الله بحبّنا ، وإن كان أسيرا في الدّيلم ، وإنّ حبّنا لتساقط الذّنوب كما تساقط الرّيح الورق (٣).
٤٥٦ ـ أخبرنا أبو إسحاق بن غسّان الدقّاق البصريّ ـ فيما كتب به إليّ ـ حدّثنا أبو عليّ الحسين بن أحمد بن محمّد ، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن
__________________
(١) أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ٢ / ٤٢ عن عمران بن حصين وهكذا أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب ٢ / ٧٥٠ ، وأخرجه العلامة الطحاوي في مشكل الآثار ١ / ٤٨ بالإسناد إلى الحسن ، وأخرجه المحب الطبري في ذخائر العقبى ٤٣ وقال : خرّجه أبو عمر ، قال : وخرّجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في فضل فاطمة عن عمران مستوفى.
(٢) راجع الرقم ١٣٣ ص ١٢٢.
(٣) أخرجه العلامة القندوزي في ينابيع المودة ٢٧٦ من طريق جمال الدين الزرندي ، وأخرجه العلامة الكازروني في شرف النبي مخطوط على ما في ذيل إحقاق الحق ٨ / ٤١٧.
ورواه أيضا الطبراني قبيل «ما أسند الحسين (عليهالسلام) عن جده» من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ١٤٠ / وفي ط ١ : ج ٣ ص ...
أحمد بن عامر الطائي ، حدّثنا أبي ، حدّثني أبو الحسن عليّ بن موسى الرّضا ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب (عليهمالسلام) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ إنّ الله ـ عزوجل ـ قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك فأبشر فإنّك الأنزع البطين : المنزوع من الشّرك البطين من العلم (١).
٤٥٧ ـ وبإسناده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لمّا أسري بي إلى السّماء أخذ جبريل (عليهالسلام) بيدي وأقعدني على درنوك من درانيك الجنّة ، ثمّ ناولني سفرجلة فأنا أقبلها إذا انفلقت فخرجت جارية حوراء لم أر أحسن منها ، فقالت : السّلام عليك يا محمّد! فقلت: من أنت؟ قالت : أنا الراضية المرضيّة ، خلقني الجبّار من ثلاثة أصناف : أسفلي من مسك ، ووسطي من كافور ، وأعلاي من عنبر ، عجنني بماء الحيوان ، قال لي الجبّار : كوني فكنت! خلقني لأخيك ولابن عمّك عليّ بن أبي طالب (عليهالسلام) (٢).
٤٥٨ ـ وروى عليّ بن موسى الرّضا عن أبيه ، عن آبائه ، عن عليّ (عليهالسلام) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : تحشر ابنتي فاطمة (عليهاالسلام) وعليها حلّة الكرامة ، قد عجنت بماء الحيوان ، فينظر إليها الخلائق فيعجبون منها ، ثمّ تكسى أيضا حلّة من حلل الجنّة ، وهي ألف حلّة مكتوب على كلّ حلّة بخطّ أخضر : «أدخلوا بنت محمّد الجنّة على أحسن الصّور وأحسن الكرامة وأحسن منظر» فتزفّ كما تزفّ العروس إلى زوجها ، ويوكّل بها
__________________
(١) أخرجه الخطيب الخوارزمي في المناقب ومن أعلام الإمامية الشيخ أبو جعفر الطوسي في الأمالي ١ / ٣٠٠ من طريق أبي محمّد بن الفحام.
(٢) أخرجه العلامة الزمخشري في ربيع الأبرار ٤٤ مخطوط بعين السند واللفظ ، وخرّجه عنه ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ٢ / ٤٨٨ ، والعلامة الصفوري في نزهة المجالس ٢ / ٢١٠ ، وأخرجه العلامة القندوزي من طريق أخطب خوارزم ص ١٣٦ ، وأخرجه الشيخ عبد الله الشافعي في مناقبه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي الشافعي ، وفي الباب حديث أنس بن مالك كما في الرياض النضرة ٢ / ٢١١ ولفظه كما في الصلب.
سبعون ألف جارية (١).
[٩٤ ـ مكرّر] وبإسناده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الويل لظالمي أهل بيتي عذابهم مع المنافقين في الدرك الأسفل من النّار (٢).
[٩٥ ـ مكرّر] وبإسناده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ قاتل الحسين (عليهالسلام) في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النّار ، وقد شدّ يداه ورجلاه بسلاسل من نار ، منكّس في النّار حتّى يقع في نار جهنّم ، وله ريح يتعوّذ أهل النّار إلى ربّهم ـ عزوجل ـ من شدّة ريح نتنه ، وهو فيها خالد ذائق العذاب العظيم ، كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودا غيرها حتّى يذوقوا العذاب الأليم ، لا يفترّ عنهم ساعة ، وسقوا من حميم جهنّم ، الويل لهم من
__________________
(١) أخرجه الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين ٥٢ بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه العلامة المحب الطبري في ذخائر العقبى ٤٨ وقال : خرّجه علي بن موسى الرضا (عليهالسلام).
أقول : عنون الخطيب في تاريخه ٧ / ٣٨٥ : عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي أبا القاسم وقال : روى عن أبيه ، عن علي بن موسى الرضا ، عن آبائه نسخة حدث عنه أبو بكر بن الجعابي ، وأبو بكر بن شاذان ، وابن شاهين ، وإسماعيل بن محمّد بن زنجي ، وأبو الحسن بن الجنيد ، وأخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشي ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدثنا عبد الله ابن أحمد الطائي ، حدثني أبي سنة ٢٦٠ ، حدثنا علي الرضا سنة ١٩٤ ... ولم يذكره بقدح إلّا ما نقله عن أبي محمّد البصري من أن الطائي هذا ليس بمرضي ، كما أنه عنون أباه أحمد بن عامر في تاريخه ٤ / ٣٣٦ من دون غمز وقال : سكن سر من رأى وحدث بها عن علي بن موسى.
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ٣٩٠ : عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه ، عن علي الرضا ، عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه مات سنة ٣٢٤ انتهى.
أقول : هذا تحاكم منه عليه فإن النسخة مروية من غير طريقهما أيضا ، فقد تابعه داوود بن سليمان الجرجاني الغازي كما أخرجه ابن عساكر بالإسناد إلى علي بن مهرويه القزويني الصدوق عنه ، عن علي بن موسى الرضا ، على ما في ذيل اللآلي ١٦٠ للعلامة السيوطي ، ميزان الاعتدال ٢ / ٤١٧ للعلامة الذهبي نفسه ، لسان الميزان ٢ / ٤١٧ لابن حجر العسقلاني. وتابعه أيضا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن غياث الخراساني ، عن أحمد بن عامر ، كما أخرجه المتقي الهندي في منتخب كنز العمال ٥ / ٥٠ ، ثم قال : قال الشيخ جلال الدين السيوطي : هكذا وقع لنا في هذا الإسناد أحمد بن عامر من رواية غير ابنه ، وقد قال الذهبي : عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه ، عن أهل البيت ، له نسخة باطلة ، فما اتهم إلّا الابن دون الأب ، وهذا الطريق من رواية غير الابن ، والأب موثق.
(٢) أخرجه الخوارزمي في مقتل الحسين ٢ / ٨٣ ، والقندوزي في ينابيع المودة ٢٦١ ، والعلامة الحضرمي في رشفة الصادي ٦٠ ط مصر ، وقد مر ص ١٠٦.
عذاب الله ـ عزوجل ـ (١).
٤٥٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان إذنا ، حدّثنا أبو الحسين أحمد ابن الحسين قال : أنشدني أبو محمّد لؤلؤ بن عبد الله قال : قرأت على أبي عمر الزاهد لأمير المؤمنين (عليهالسلام) لله درّ القائل :
محمّد النبيّ أخي وصنوي |
|
وحمزة سيّد الشّهداء عمّي |
وجعفر الّذي يمسي ويضحي |
|
يطير مع الملائكة ابن أمّي |
وبنت محمّد سكني وعرسي |
|
مسوط لحمها بدمي ولحمي |
وسبطا أحمد ولداي منها |
|
فأيّكم له سهم كسهمي |
سبقتكم إلى الإسلام طفلا |
|
غلاما ما بلغت أوان حلمي |
وأوجب بالولاية لي عليكم |
|
رسول الله يوم غدير خمّ |
فويل ثمّ ويل ثمّ ويل |
|
لمن يلقى الإله غدا بظلمي(٢) |
٤٦٠ ـ أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى ، أخبرنا أبو أحمد عبيد الله ابن أبي مسلم الفرضيّ ، أخبرنا محمّد بن القاسم الأنباريّ النحويّ ، حدّثنا موسى ابن إسحاق الأنصاريّ ، حدّثنا هارون بن حاتم ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّاد ، عن ثابت بن إسماعيل ، عن أبي النّضر الحرميّ ، قال : رأيت رجلا سمج العمى فسألته عن سبب ذهاب بصره فقال : كنت فيمن حضر عسكر عمر ابن سعد ، فلمّا جاء اللّيل رقدت فرأيت رسول الله (صلىاللهعليهوآله) في المنام
__________________
(١) راجع ص ٦٧ من هذا الكتاب.
(٢) أخرج ابن عساكر بالإسناد إلى أبي عبيدة قال : كتب معاوية إلى علي بن أبي طالب : يا أبا الحسن إن لي فضائل كثيرة وكان أبي سيدا في الجاهلية ، وصرت ملكا في الإسلام ، وأنا صهر رسول الله وخال المؤمنين وكاتب الوحي! فقال علي : أبا الفضل يفخر عليّ ابن آكلة الأكباد؟ ثم قال : اكتب يا غلام! ... فأنشد الأبيات ، ولما بلغ إليه الكتاب قال معاوية : اخفوا هذا الكتاب لا يقرأه أهل الشام فيميلوا إلى ابن أبي طالب.
راجع كنز العمال ٦ / ٣٩٢ ، منتخب كنز العمال ٥ / ٤١ ، البداية والنهاية ٨ / ٨ ، معجم الأدباء ٥ / ٢٦٦ ط مرجليوث ، المجتنى لتاج الدين الكندي ٣٩ ، مطالب السؤل ١١ ، تذكرة خواص الأمة ٦٢ ، الفصول المهمة ١٦.
وأخرجه من أصحابنا الإمامية الشيخ المفيد في العيون والمحاسن كما في الفصول المختارة منه ص ٢٢٦ وفي ط ٢ / ٧٨ ، وأبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد ١٢٢ ، وابن شهرآشوب في المناقب ٢ / ١٧٠ ط قم ، والعلامة المجلسي في بحار الأنوار ٣٨ / ٢٣٨.
راجع في ذلك الغدير ٢ / ٢٥ ـ ٣٣.
وبين يديه طشت فيها دم وريشة في الدّم ، وهو يؤتى بأصحاب عمر بن سعد ، فيأخذ الرّيشة فيخطّ بها أعينهم ، فأتي بي فقلت : يا رسول الله! والله ما ضربت بسيف ، ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم ، فقال : أفلم تكثر عدوّنا؟ فأدخل إصبعيه في الدّم السّبّابة والوسطى وأهوى بها إلى عينيّ فأصبحت وقد ذهب بصري (١).
قصة الخوارج
٤٦١ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر العطّار الفقيه الشّافعيّ ـ رحمهالله ـ أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان ـ الملقّب بابن السقّاء ـ الحافظ الواسطي ـ رحمهالله ـ إجازة : أنّ أبا العبّاس سهل بن أحمد عثمان ابن مخلد الأسلميّ حدّثهم من أصل كتابه قال: حدّثنا أبو الخطّاب زياد بن يحيى ابن كنانة ، حدّثنا داود بن الفضل ، حدّثني الأسود بن رزين ، حدّثنا عبيدة بن بشر الخثعميّ ، عن أبيه ، قال : خرج عليّ بن أبي طالب ـ عليهالسلام ـ يريد الخوارج إذ أقبل رجل يركض حتّى انتهى إلى أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين البشرى! قال : هات ما بشراك؟ قال : قد عبر القوم النهروان لما بلغهم عنك ، وقد منحك الله أكتافهم ، فقال : الله لأنت رأيتهم قد عبروا؟ فقال : والله لأنا رأيتهم حين عبروا ، فحلّفه ثلاث مرّات في كلّ ذلك يحلف له ، فقال له أمير المؤمنين : كذبت والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة ما عبروا النهروان ، ولن يبلغوا الأثلاث ولا قصر بوران ، حتّى يقتلهم الله على يديّ ، لا ينجو منهم تمام عشرة ، ولا يقتل منّا عشرة ، عهدا معهودا ، وقدرا مقدورا ، وقضاء مقضيّا ، وقد خاب من افترى.
ثمّ أقبل أيضا آخر حتّى جاءه ثلاثة كلّهم يقولون مقالة الأوّل ، ويقول لهم مثل ذلك ، ثمّ ركب فأجال في ظهر بغلته ونهض الشابّ وأجال في ظهر فرسه ،
__________________
(١) أخرجه الخوارزمي في مقتل الحسين ٢ / ١٠٤ ، بالإسناد إلى عبد الله بن رماح القاضي ، وأخرجه بلفظ آخر وقال : أورده مجد الأئمة السرخسكي عن أبي عبد الله الحداد ، عن الفقيه أبي جعفر الهندواني ، عن عبد الله بن رماح ، وهكذا أخرجه سبط ابن الجوزي في التذكرة ٢٩١ ط الغري و ١٥٩ ط إيران قال : حكاه الواقدي عن ابن رماح ، وللحديث ذكر في نور الأبصار ١٢٣ ، الصواعق المحرقة ١١٧ ، ينابيع المودة ٣٢٣.