مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]

مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٦٥

تضلّوا ولن تهلكوا؟ قالوا : بلى يا رسول الله! قال : هو هذا ـ وأشار إلى عليّ بن أبي طالب (عليه‌السلام) ثمّ قال : واخوه ووازروه واصدقوه وانصحوه! فانّ جبريل عليه‌السلام أخبرني بما قلت لكم. ـ

قوله عليه‌السلام : الصديقون ثلاثة ...

٢٩٣ ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب ـ سنة ثماني وثلاثين وأربعمائة ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعيّ ، حدّثنا محمّد بن يونس أبو العبّاس الكديميّ ، حدّثنا الحسن بن عبد الرحمن الأنصاريّ ، حدّثنا عمرو بن جميع ، عن [محمّد بن عبد الرحمن بن] أبي ليلى ، عن أخيه عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصّدّيقون ثلاثة : حبيب بن موسى النّجار مؤمن آل يس ، وخربيل مؤمن آل فرعون ، وعليّ بن أبي طالب وهو أفضلهم (١).

٢٩٤ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إذنا ، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا محمّد بن سمعان العدل الواسطيّ الحافظ ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة وأحمد بن عمّار بن خالد ، قالا : حدّثنا الحسن

__________________

(١) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في الحديث : (١٩٤ ، و ٢٣٩) من كتاب المناقب تارة ص ١٩٣ ، وأخرى ص ١٥٦ مخطوط ، بالإسناد إلى الحسن بن عبد الرحمن [بن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى المكفوف] الأنصاري [أبي حصين] بعين السند واللفظ ؛ وهكذا أخرجه الحافظ الكنجي في كفاية الطالب الباب ٢٤ ص ١٢٣ بعين السند ولفظه «سباق الأمم ثلاثة وهم الصديقون» ثم قال : هذا سند اعتمد عليه الدارقطني واحتج به وأخرجه في ص ١٢٤ بعين السند واللفظ ثم قال : هكذا رواه أبو نعيم في حلية الأولياء في ترجمة علي (عليه‌السلام).

أقول : الحديث لا يوجد في حلية الأولياء ، وإنما يوجد في كتاب المعرفة لأبي نعيم ، كما أخرجه حسام الدين الهندي في منتخب كنز العمال ٥ / ٣١ ، والسيوطي في الجامع الصغير ٢ / ٨٣ ، وابن حجر الهيتمي في الصواعق ٧٥ ، والقندوزي في ينابيع المودة ١٢٦.

وقد أخرج الحديث من طريق أحمد : ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ٢ / ٤٥١ ، والمحب الطبري في ذخائر العقبى ٥٩ ، وأخرجه القندوزي في ينابيع المودة ص ١٢٦ و ٢٠٢ من طريق أحمد ، والخوارزمي ، وابن المغازلي مصنف هذا الكتاب ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه بهذا السند واللفظ كما في الجامع الصغير ٢ / ٨٣ ، منتخب كنز العمال ٥ / ٣١ ، وسيجيء حديث ابن عباس بالرقم ٣٦٥.

٢٢١

ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، حدّثنا عمرو بن جميع البصريّ ، عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أخيه ، عن أبي عيسى عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن النبيّ ، قال : الصّدّيقون ثلاثة : حبيب النجّار مؤمن آل يس الّذي قال : «يا قوم اتّبعوا المرسلين» ، وخربيل مؤمن آل فرعون الّذي قال :«أتقتلون رجلا أن يقول ربّي الله» ، وعليّ بن أبي طالب وهو أفضلهم.

قوله عليه‌السلام : في الجنة درجة تسمى الوسيلة ...

٢٩٥ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى الطحان إجازة ، أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ الخيوطيّ إذنا ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا مصر بن محمّد ، حدّثنا عبد الحميد أبو سعيد ـ وهو ابن بحر ـ [حدّثنا] شريك عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في الجنّة درجة تسمّى الوسيلة وهي لنبيّ وأرجو أن أكون أنا ، فإذا سألتموها فاسألوها لي ، فقالوا : من يسكن معك فيها يا رسول الله؟ قال : فاطمة وبعلها والحسن والحسين (عليهم‌السلام) (١).

تعليمه صلّى الله عليه إياه القضاء :

٢٩٦ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الأزهريّ : أنّ أبا بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار أخبرهم إذنا قال :حدّثنا إسماعيل بن سعدان ، أخبرنا أبي ، حدّثنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشي ، عن عليّ (عليه‌السلام) قال :بعثني رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) إلى اليمن فقلت : يا رسول الله تبعثني إلى قوم شيوخ ذوي أسنان ، وانّي أخاف أن لا أصيب؟! فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : إنّ الله سيثبت لسانك ويهدي قلبك (٢).

__________________

(١) أخرجه أخطب خوارزم في مقتل الحسين ٦٦ من طريق أبي بكر بن مردويه ، بالإسناد إلى عبد الحميد بن بحر ، وهكذا أخرجه من طريق ابن مردويه : الحافظ ابن كثير الدمشقي في تفسيره ج ٣ / ٣٤١ المطبوع بهامش فتح البيان ، والمتقي الهندي في منتخب كنز العمال ٥ / ٩٤.

(٢) أخرجه الحافظ كاتب الواقدي في طبقاته ٢ / ٣٣٧ ط مصر ، و ٢ ق ٢ / ١٠١ ط ليدن ، بالإسناد عن عبيد الله بن موسى العبسي بعين السند واللفظ ؛ وأخرجه العلامة النسائي في خصائص مولانا أمير المؤمنين ص ١٢ ، بالإسناد إلى شيبان عن أبي إسحاق ، وجعله تابعا لحديث ـ

٢٢٢

٢٩٧ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إذنا ، حدّثنا أحمد بن الفضل القاضي المنقريّ قدم علينا ، حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلا ، حدّثنا محمّد عن معاوية ، عن شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن حبشيّ ، عن عليّ (عليه‌السلام) ، قال : بعثني النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) إلى أهل اليمن فقلت : يا رسول الله إنّك تبعثني إلى قوم شيوخ ذوي أسنان وإنّي أخاف أن لا أصيب ، قال : إنّ الله سيهدي قلبك ويثبّت لسانك (١).

٢٩٨ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن حيّويه الخزّاز إذنا ، حدّثنا أبو عبيد بن حربويه ، حدّثنا الحسن بن الصّباح ، حدّثنا أبو معاوية الضرير ، حدّثنا الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن أبي البختريّ ، عن عليّ (عليه‌السلام) قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن لأقضي بينهم ، قال : فقلت : يا رسول الله إنّي لا علم لي بالقضاء ، فضرب يده على صدري وقال : اللهمّ اهد قلبه ، وثبّت لسانه ، قال : فما شككت في قضاء بين اثنين حتّى جلست مجلسي هذا (٢).

__________________

ـ إسرائيل بن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب ، عن عليّ عليه‌السلام ؛ وحديث ابن المضرب أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ٨٨ و ١ / ١٥٦ ، وابن سعد في الطبقات ٢ / ٣٣٧ ط مصر و ٢ ق ٢ ص ١٠١ ط ليدن.

(١) أخرجه الحافظ النسائي في خصائص أمير المؤمنين ص ١٢ باب ذكر الاختلاف عن أبي إسحاق في هذا الحديث بالإسناد إلى أبي كريب ، [عن محمّد بن أبي عبيدة ـ عبد الملك ـ بن معين الهذلي المسعودي] عن معاوية بن هشام ، عن شيبان النحوي بعين السند واللفظ.

(٢) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ٨٣ بالإسناد عن الأعمش بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه كاتب الواقدي في طبقاته ٢ / ٣٣٧ ط مصر ، و ٢ ق ٢ / ١٠١ ط ليدن ، والعلامة النسائي في الخصائص ١١ وقال في ص ١٢ : هذا حديث سمعته من عمرو بن مرة عن أبي البختري قال : أخبرني من سمع عليا ، ثم قال : أبو البختري لم يسمع من علي شيئا.

وأخرجه الحافظ ابن ماجة القزويني في سننه ٢ / ٤٨ كتاب الاحكام بالرقم ١ بالاسناد إلى أبي معاوية الضرير.

وهكذا أخرجه أبو نعيم في الحلية ٤ / ٣٨١ وقال : رواه أبو معاوية الضرير وجرير ، وابن نمير ، ويحيى بن سعيد عن الأعمش ، ورواه شعبة عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري قال : حدثني من سمع عليا يقول مثله.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٨٦ ، تارة بالإسناد عن الأعمش ، وأخرى عن شعبة ، ـ

٢٢٣

٢٩٩ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إذنا ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص ، حدّثنا عليّ بن المثنّى الطّهويّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن حمّاد ، حدّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن مرّة ، عن أبي البختري ، عن عليّ (عليه‌السلام) قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن فقلت : يا رسول الله تبعثني إلى قوم جفاة أقضي بينهم ولا علم لي بالقضاء؟ قال : فضرب بيده في صدري وقال : إنّ الله هاد قلبك ومثبّت لسانك. قال : فو الله ما شككت في قضاء بين اثنين حتّى الساعة (١).

٣٠٠ ـ أخبرنا أبو عمر الحسن بن عليّ بن غسّان البصريّ إجازة : أنّ أبا الحسن عليّ بن القاسم بن الحسن النجاد حدّثهم قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ ابن إسحاق المادرائيّ ، حدّثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد ، حدّثنا أبو غسّان ، حدّثنا شريك ، عن سماك ، عن حنش ، عن عليّ ، قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض للأوّل حتّى تسمع من الآخر. قال : فما زلت قاضيا (٢).

__________________

ـ عن عمرو بن مرة ؛ وأخرجه الحاكم في مستدركه على الصحيحين ٣ / ١٣٥ بالإسناد إلى الأعمش وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وأقره الذهبي في تلخيص المستدرك بذيله بعد ما رواه ملخصا.

(١) أخرجه الإمام ابن حنبل في مسنده ١ / ١٣٦ بالإسناد عن شعبة ، عن عمرو بن مرة قال : سمعت أبا البختري الطائي قال : أخبرني من سمع عليا يقول ... وذكر الحديث بلفظه.

(٢) هذا ذيل حديث القضاء وصدره عين ما مرّ عن عمرو بن حبشي وأبي البختري وغيره ، وقد أخرجه مقتصرا على ذيله : الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ١٥٠ بالإسناد إلى زائدة عن سماك ، عن حنش ، وأخرجه كاملا في ١ / ١٤٩ و ١ / ١١١ بالإسناد إلى شريك من طريقين ، وأخرجه الحافظ محمّد بن سعد في الطبقات ٢ / ٣٣٧ ط مصر ، و ٢ ق ٢ / ١٠٠ ط ليدن ، بالإسناد إلى شريك بعين السند واللفظ كاملا وفي آخره (فما زلت قاضيا ـ أو ـ ما شككت في قضاء بعد) ، وأخرجه الحافظ أبو داوود الطيالسي في مسنده ١٩ بالإسناد إلى سماك ، وهكذا أبو داوود صاحب السنن في كتاب القضاء الباب ٦ بالإسناد عن عمرو بن عون ، عن شريك ، والعلامة النسائي في الخصائص ١٢ بالإسناد عن شريك ، وهكذا الحافظ البيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ١٤٠ و ١٠ / ١٤١ من طريقين ؛ وأخرجه ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٥ / ١٠٧ ط مصر من طريق المسند وقال : رواه أحمد وأبو داوود من طرق عن شريك ، والترمذي من حديث زائدة ، كلاهما عن سماك بن حرب ، عن حنش بن المعتمر ، وقيل ابن ربيعة الكناني الكوفي.

٢٢٤

قوله (عليه‌السلام) : إنّ الله أوحى إلى موسى أن ابن لي مسجدا ... الحديث :

٣٠١ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد إجازة قال : حدّثنا عمر بن شوذب ، حدّثنا أحمد بن عيسى بن الهيثم ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، حدّثنا عليّ بن عيّاش ، عن الحارث بن حصيرة ، عن عديّ بن ثابت ، قال : خرج رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) إلى المسجد فقال : إنّ الله أوحى إلى نبيّه موسى أن ابن لي مسجدا طاهرا لا يسكنه إلّا موسى وهارون وابنا هارون ، وإنّ الله أوحى إليّ أن أبني مسجدا طاهرا لا يسكنه إلّا أنا وعليّ وابنا علي (١).

إملاؤه (صلى‌الله‌عليه‌وآله) على علي (عليه‌السلام) :

٣٠٢ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الدّبثائيّ الصّيرفي ، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي ، حدّثنا عليّ بن الحسن بن سليمان ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، حدّثنا حسين بن محمّد ، عن سليمان بن قرم ، عن عبد الجبّار بن العبّاس ، عن عمّار الدّهنيّ ، عن [ابن أبي] عقرب ، عن أمّ سلمة قالت : كان

__________________

(١) أخرجه الشيخ عبد الله الشافعي في مناقبه المخطوط ، وأخرجه الشيخ عبيد الله الحنفي الامرستاري في أرجح المطالب ٤١٦ ط لاهور بعين السند واللفظ ، كلاهما من طريق مؤلفنا ابن المغازلي الشافعي ، وأخرجه العلامة السيوطي في الخصائص ٢ / ٢٤٣ بالإسناد عن أبي حازم الأشجعي وسيأتي بالرقم ٣٤٣.

وأخرج ابن عساكر مثله عن أبي رافع ولفظه : أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) خطب فقال : إن الله أمر موسى وهارون أن يتبوّءا لقومهما بيوتا ، وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب ، ولا يقربوا فيه النساء إلّا هارون وذريته ، ولا يحل لأحد أن يقرب النساء في مسجدي هذا ولا يبيت فيه جنب إلّا علي وذريته ، رواه العلامة السيوطي في الدر المنثور ٣ / ٣١٤ ذيل الآية ٨٧ من سورة يونس.

وهكذا أخرجه الحافظ الكنجي في كفاية الطالب ٢٨٤ من طريق الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، ومثله في تاريخ المدينة للسمهودي ج ١ ص ٣٣٨ و ٣٣٩. وسيجيء مثله تحت الرقم ٣٤٣ بسند آخر.

٢٢٥

جبريل يملّ على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ورسول الله يملّ على عليّ (١).

حديث سد الأبواب :

٣٠٣ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الرّبيع ، حدّثنا جعفر بن عبد الله بن محمّد أبو عبد الله ، حدّثنا إسماعيل بن أبان ، حدّثنا سلّام بن أبي عمرة ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطّفيل ، عن حذيفة بن أسيد الغفاريّ ، قال : لمّا قدم أصحاب النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) المدينة لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها ، فكانوا يبيتون في المسجد ، فقال لهم النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا.

ثمّ إنّ القوم بنوا بيوتا حول المسجد وجعلوا أبوابها إلى المسجد ، وإنّ النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) بعث إليهم معاذ بن جبل فنادى أبا بكر فقال : إنّ رسول الله يأمرك أن تخرج من المسجد فقال : سمعا وطاعة فسدّ بابه وخرج من المسجد ، ثمّ أرسل إلى عمر ، فقال : إنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) يأمرك أن تسدّ بابك الّذي في المسجد وتخرج منه ، فقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله غير أنّي أرغب إلى الله في خوخة في المسجد ، فأبلغه معاذ ما قال عمر ، ثمّ أرسل إلى عثمان وعنده رقيّة فقال : سمعا وطاعة فسدّ بابه وخرج من المسجد ، ثمّ أرسل إلى حمزة فسدّ بابه وقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله ، وعليّ على ذلك يتردّد لا يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج ، وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله) قد بنى له بيتا في المسجد بين أبياته ، فقال له النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : اسكن طاهرا مطهّرا! فبلغ حمزة قول النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) لعليّ فقال : يا محمّد تخرجه وتمسك غلمان بني عبد المطّلب؟ فقال له نبيّ الله : لا ، لو كان الأمر لي ، ما جعلت من دونكم من أحد ، والله ما أعطاه إيّاه إلّا

__________________

(١) في اللسان : أمل الشيء : قاله فكتب ، وأملاه : كأمله على تحويل التضعيف ، وفي التنزيل : (فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ) وهذا من أمل ، وفيه : (فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) وهذا من أملى ، وقال الفراء : أمللت لغة أهل الحجاز وبني أسد ، وأمليت لغة بني تميم وقيس.

٢٢٦

الله ، وإنّك لعلي خير من الله ورسوله أبشر! فبشّره النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) فقتل يوم أحد شهيدا.

ونفس ذلك رجال على عليّ فوجدوا في أنفسهم وتبين فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فبلغ ذلك النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فقام خطيبا فقال : إنّ رجالا يجدون في أنفسهم في أنّي أسكنت عليّا في المسجد. والله ما أخرجتهم ولا أسكنته : إنّ الله ـ عزوجل ـ أوحى إلى موسى وأخيه (أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) ، وأمر موسى أن لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه ولا يدخله إلّا هارون وذرّيته ، وإنّ عليا منّي بمنزلة هارون من موسى ، وهو أخي دون أهلي ، ولا يحلّ مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلّا عليّ وذرّيّته فمن ساءه فهاهنا ـ وأومأ بيده نحو الشأم (١).

٣٠٤ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الأزهريّ ، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ ، أخبرنا أبو القاسم عمرو بن عثمان بن حيّان بن أبي حيّان ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليماميّ ، حدّثنا النضر بن محمّد ، حدّثنا أبو أويس ، حدّثنا الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، حدّثني خارجة بن سعد ، حدّثني سعد ابن أبي وقّاص ، قال : كانت لعليّ (عليه‌السلام) مناقب لم يكن لأحد: كان يبيت في المسجد ، وأعطاه الرّاية يوم خيبر ، وسدّ الأبواب إلّا باب عليّ (٢).

__________________

(١) أخرجه من أعلام الإمامية الشيخ الصدوق ابن بابويه ـ المتوفى ٣٨١ ـ في كتابه علل الشرائع ١ / ١٩٢ ط قم ، و ٧٨ ط حجر ، بالإسناد إلى إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة بعين السند ولفظه مختصر ، وأخرجه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي : ابن البطريق في عمدته ٩١ ، وابن طاوس في الطرائف ١٦ ، وبهاء الدين الأربلي في كشف الغمة ٩٨ ط حجر ، و ١ / ٤٥ ط الإسلامية ، وقد أخرجوا جميع ما في الباب.

(٢) خارجة بن سعد في هذا الحديث هو ابن سعد بن أبي وقاص ، وقد أخرج البزار حديثا له عن أبيه بهذا السند على ما في مجمع الزوائد ٩ / ١١٥ ، تاريخ الخلفاء ٦٦ ، ينابيع المودة ٢٨٢ ، قال : قال رسول الله لعلي : لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك ، قال الهيتمي : وخارجة بن سعد لم أعرفه وبقية رجاله ثقاة.

وقد روى تلك المقالة عن سعد سائر أبنائه كمصعب بن سعد ، وقد أخرجه الإمام أحمد بن حنبل ، والنسائي ، والطبراني في الأوسط على ما ذكره ابن حجر في القول المسدد ١٧ ، فتح ـ

٢٢٧

٣٠٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن الحسين العلويّ العدل ، حدّثنا عليّ بن عبد الله بن مبشّر ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الرّحيم بن دنوقا ، حدّثنا هوذة بن خليفة عن ميمون أبي عبد الله ، عن البراء بن عازب ، قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) أبواب شارعة في المسجد ، وإنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) قال : سدّوا الأبواب غير باب عليّ. قال : فتكلّم في ذلك ناس قال : فقام رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أمّا بعد فإنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ فقال فيه قائلكم ، وإنّي والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكنّي أمرت بشيء فاتّبعته (١).

٣٠٦ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد ، أخبرنا الحسين بن محمّد العدل ، حدّثنا محمّد بن محمود ، حدّثنا الحسين بن سلّام السّوّاق ، حدّثنا عبيد الله بن موسى ، حدّثنا فطر بن خليفة ، عن عبد الله بن شريك ، عن عبد الله بن الرقيم ، عن سعد أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ أمر بسدّ الأبواب فسدّت وترك باب عليّ فأتاه العبّاس فقال : يا رسول الله سددت أبوابنا وتركت باب عليّ؟ قال : ما

__________________

ـ الباري ٧ / ١١ ، وأخرجه القسطلاني في إرشاد الساري ٦ / ٨١ ، وقال : وقع عند أحمد والنسائي إسناد قوي ، وفي رواية الطبراني برجال ثقاة ، وهكذا أخرجه البزار من طريق معلى بن شعبة على ما في نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص ١٠٨ ط مطبعة القضاء.

ورواه ابراهيم بن سعد كما أخرجه النسائي في الخصائص ١٣ من طريق أبي جعفر محمّد بن عليّ (عليه‌السلام) وصوبه ، وأخرجه البزار أيضا ، ورجاله ثقاة ، على ما في مجمع الزوائد ٩ / ١١٥.

ورواه عن سعد سائر الناس كخيثمة بن عبد الرحمن ، وقد أخرج حديثه الحاكم في مستدركه ٣ / ١١٦ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٤١ ، والحارث بن مالك ، كما أخرجه النسائي في الخصائص ١٣ ، وسيأتي تتمة الكلام ذيل الرقم ٣٠٦.

(١) أخرجه الحافظ ابن كثير الدمشقي في تاريخه البداية والنهاية ٧ / ٣٤١ بعين السند واللفظ من طريق الأشهب ، وأخرجه من طريق مؤلفنا عبد الله الشافعي في مناقبه ١٤٠ مخطوط.

وقد روى ميمون أبي عبد الله هذا الحديث بلفظه عن زيد بن أرقم أيضا ، كما أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ٤ / ٣٦٩ ، والحافظ النسائي في خصائصه ١٢ ، والحاكم النيسابوري في مستدركه ٣ / ١٢٥ ، والضياء المقدسي في المختارة على ما في منتخب كنز العمال ٥ / ٢٩ ، الصواعق المحرقة ٧٤.

٢٢٨

أنا فتحتها ولا أنا سددتها (١).

٣٠٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب ، أخبرنا الحسين بن محمّد العدل ، حدّثنا أحمد بن عيسى بن السّكين البلديّ ، حدّثنا الرّماديّ ، حدّثنا يحيى بن حمّاد ، حدّثنا أبو عوانة ، حدّثنا أبو بلج ، حدّثنا عمرو بن ميمون ، عن ابن عبّاس أنّ النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) سدّ أبواب المسجد غير باب عليّ (٢).

__________________

(١) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ١٧٥ بالإسناد إلى فطر بن خليفة بعين السند إلى قوله : «وترك باب علي» ، وأخرجه الحافظ الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٤ وقال : رواه أحمد ، وأبو يعلى ، والبزار ، والطبراني في الأوسط ، وزاد ... يعني تتمة الحديث ثم قال : وإسناد أحمد حسن.

وأخرجه الحافظ النسائي في خصائصه ص ١٣ بالإسناد إلى إسرائيل ، عن عبد الله بن شريك ، عن الحارث بن مالك ، ثم ذكر حديث فطر عن عبد الله بن شريك ، عن عبد الله بن الرقيم الكناني ، وأشار إلى الحديث ابن حجر في تهذيب التهذيب ٢ / ١٥٦ ولفظه : قال النسائي قد اختلف في الحارث بن مالك على عبد الله بن شريك فقال إسرائيل عنه هكذا ... وقال فطر عنه عن عبد الله بن الرقيم ، عن سعد ، وقال جابر بن الحر عن الحارث بن ثعلبة ، عن سعد ، والمحفوظ حديث فطر.

(٢) هذا ذيل حديث طويل لابن عباس وفيه بضع عشرة فضائل ليست لأحد غير أمير المؤمنين ، أخرجه الحفاظ الأثبات بهذا السند وصححوه ؛ أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ٣٣١ بالإسناد إلى يحيى بن حماد تارة ، وأخرى بالإسناد إلى أبي مالك كثير بن يحيى عن أبي عوانة ، وهكذا أخرجه في كتاب الفضائل ٢ / ٢٤٠ مخطوط.

وأخرجه الحاكم النيسابوري في مستدركه على الصحيحين ٣ / ١٣٢ من طريق ابن حنبل وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة ، وأخرجه الذهبي في تلخيصه المطبوع بذيل المستدرك واعترف بصحته.

وأخرجه الحافظ النسائي في الخصائص ص ٨ بالإسناد إلى ميمون بن المثنى ، عن الوضاح ـ أبي عوانة ـ بطوله ، وأخرجه أيضا في ص ١٤ بعين السند مقتصرا على ما يناسب الباب.

وأخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في ترجمة عمرو بن ميمون الأودي حلية الأولياء ٤ / ١٥٣ بالإسناد إلى يحيى بن عبد الحميد عن أبي عوانة بعين السند ، ولفظه مختصر كما في الصلب. وأخرجه الحافظ بن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٧ / ٣٣٧ ، والخطيب الخوارزمي في مناقبه ٧٤ كلاهما من طريق أحمد ، وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٠٣ ، ذخائر العقبى ٨٦ وقال في ص ٨٨ : أخرجه بتمامه أحمد وأبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، وأخرج النسائي بعضه يعني ما خرجه في ص ١٤.

وأخرجه الحافظ الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٩ وقال : رواه أحمد ، والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ، ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة فيه لين.

٢٢٩

٣٠٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب قال : أخبرنا الحسين بن محمّد العدل ، حدّثنا حبير بن محمّد [قال : حدّثنا أبو حاتم ، وأخبرنا أحمد بن محمّد قال : أخبرنا الحسين بن محمّد العدل ، حدّثنا عمر بن الحسن قالا :] حدّثنا موسى بن موسى الختليّ ، قال : حدّثنا ابن نفيل الحرّانيّ أبو جعفر الثقة المأمون ، حدّثنا مسكين بن بكير ، حدّثنا شعبة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عبّاس : أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) أمر بسدّ الأبواب كلّها فسدّت إلّا باب عليّ (١).

٣٠٩ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الفقيه الشّافعيّ ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزنيّ ـ الملقّب بابن السقّاء ـ الحافظ ، حدّثنا عليّ بن العبّاس البجليّ بالكوفة ، حدّثنا حسين بن نصر ابن مزاحم ، حدّثنا خالد بن عيسى العكليّ ، حدّثنا حصين بن مخارق ، حدّثنا جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن نافع مولى ابن عمر ، قال : قلت لابن عمر : من خير النّاس بعد رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله)؟ قال : ما أنت وذاك لا أمّ لك ،

__________________

وأخرجه الكنجي في كفايته ٢٤٢ من طريق ابن عساكر ، وأنه قال في الأربعين الطوال : هذا حديث غريب تفرد به أبو بلج عن عمرو بن ميمون ، أخرج الترمذي عنه ذكر سد الأبواب وذكر أول من صلّى ... ثم قال : وهذا الحديث بطوله وإن لم يخرج في الصحيحين بهذا السياق لكن أكثر ألفاظه متفق على صحتها.

(١) أخرجه الحافظ الترمذي في جامعه الصحيح ج ١٣ ص ١٧٣ ط الصاوي بمصر ، وج ٥ ص ٣٠٥ ط المدينة بالرقم المسلسل ٣٨١٥ ، بالإسناد إلى شعبة ، وأخرجه الحافظ النسائي في خصائصه ص ١٣ بالإسناد إلى مسكين بن بكير.

وأخرجه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء ٤ / ١٥٣ ، والأربعين بالإسناد إلى أبي جعفر النفيلي عبد الله بن محمّد بن علي بن نفيل بعين السند واللفظ.

ولفظ الحديث : قال عمرو بن ميمون الأودي : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا أبا عباس إمّا أن تقوم معنا ، وإمّا أن تخلونا هؤلاء ، قال : فقال ابن عباس : بل أقوم معكم قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال : فانتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر ... ثم ذكر حديث :

١ ـ اعطاء الراية ، ٢ ـ إرساله بسورة براءة ، ٣ ـ حديث بيعة العشيرة يوم الدار ، ٤ ـ أنه أول من أسلم ، ٥ ـ نزول آية التطهير ، ٦ ـ مبيته على فراش النبي ، ٧ ـ حديث المنزلة (وقد مر بهذا السند تحت الرقم السادس والستين) ، ٨ ـ حديث سد الأبواب (وهو هذا الحديث) ، ٩ ـ حديث الغدير والموالاة ، ١٠ ـ شهوده بدرا.

٢٣٠

ثمّ قال : أستغفر الله! خيرهم بعده من كان يحلّ له ما كان يحلّ له ، ويحرم عليه ما كان يحرم عليه ، قلت : من هو؟ قال : عليّ ، سدّ أبواب المسجد وترك باب عليّ وقال له : لك في هذا المسجد ما لي وعليك فيه ما عليّ ، وأنت وارثي ووصيّي ، تقضي ديني وتنجز عداتي ، وتقتل على سنّتي ، كذب من زعم أنّه يبغضك ويحبّني (١).

حديث المباهلة :

٣١٠ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال : أخبرنا محمّد بن إسماعيل الورّاق إذنا ، حدّثنا أبو بكر بن أبي داوود ، حدّثنا يحيى بن حاتم العسكريّ ، حدّثنا بشر بن مهران ، حدّثنا محمّد بن دينار ، عن داوود بن أبي هند ، عن الشّعبي ، عن جابر بن عبد الله ، قال: قدم وفد نجران على النبيّ (صلّى الله عليه

__________________

(١) لم أظفر أنا بلفظ الحديث ، ولكن للحديث شواهد مختلفة : روى الحافظ أبو عبد الله البخاري في صحيحه ٥ / ١٩ ط الأميرية بالإسناد إلى سعد بن عبيدة قال : جاء رجل إلى ابن عمر يسأله عن علي فذكر محاسن عمله ، قال : هو ذاك بيته وسط بيوت النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ثم قال : لعل ذاك يسوؤك؟ قال : أجل. قال : فأرغم الله بأنفك ، انطلق فاجهد على جهدك.

وروى الحافظ النسائي في الخصائص ٢٨ بالإسناد إلى سعيد بن عبيد قال : جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن علي ، قال : لا أحدثك عنه ، ولكن انظر إلى بيته من بيوت رسول الله قال : فإني أبغضه ، قال : به أبغضك الله. وروي أيضا بطرق مختلفة عن العلاء بن العرار أنه قال : سألت عبد الله بن عمر قلت : ألا تحدثني عن علي وعثمان؟ قال : أما علي فهذا بيته من بيوت رسول الله ، ما في المسجد بيت غير بيته.

وأخرجه ابن حجر في لسان الميزان ٤ / ١٦٥ من حديث أبي إسحاق عن العلاء ابن عرار ولفظه «قال : تسأل عن علي وقد رأيت مكانه من رسول الله أنه سد أبواب المسجد إلّا باب علي» ، وهكذا أخرجه الحافظ الطبراني في معجمه الأوسط على ما في مجمع الزوائد ٩ / ١١٥.

وروى الترمذي في جامعه الصحيح ٥ / ٣٠٣ بالرقم المسلسل ٣٨١١ وط الصاوي ١٣ / ١٧٤ عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله لعلي : يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك ، وروى ابن وكيع في أخبار القضاة ٣ / ١٤٩ عن أبي سعيد الخدري أنه قال : لما سدت أبواب المسجد ذهب علي ليخرج فأخذ النبي بيده فقال : إن هذا المسجد لا يحل لأحد أن يجنب فيه غيري وغيرك.

وروى البيهقي في سننه ٧ / ٦٥ عن أم سلمة قالت : قال رسول الله ألا إنّ مسجدي حرام على كل حائض من النساء ، وكل جنب من الرجال ، إلّا على محمّد وأهل بيته : علي وفاطمة والحسن والحسين ، وفي لفظ : ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا لحائض إلا لرسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، ألا قد بينت لكم الأسماء أن لا تضلوا.

٢٣١

وآله وسلّم) : العاقب والطيّب فدعاهما إلى الإسلام فقالا : أسلمنا يا محمّد قبلك ، قال : كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام؟ قالا : فهات أنبئنا! قال : حبّ الصّليب ، وشرب الخمر ، وأكل الخنزير ، فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه أن يغادياه بالغداة ، فغدا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ فأخذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين ثمّ أرسل إليهما ، فأبيا أن يعيباه وأقرّا له بالخراج ، فقال النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : والّذي بعثني بالحقّ نبيّا لو فعلا لأمطر عليهما الوادي نارا.

قال جابر : فيهم نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) الآية ، قال الشّعبيّ : أبناءنا : الحسن والحسين ، ونساءنا فاطمة ، وأنفسنا عليّ ابن أبي طالب (عليه‌السلام) (١).

قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) الآية ـ [الحج : ١٩] :

٣١١ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان إجازة ، أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا محمّد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن بشر الأرطبانيّ ،

__________________

(١) أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في نزول القرآن مخطوط ، وفي دلائل النبوة ٢٩٧ بالإسناد إلى بشر بن مهران الخصاف بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه الحافظ ابن كثير الدمشقي في تفسيره ١ / ٣٧٠ من طريق ابن مردويه بعين السند ، وأخرجه الحافظ السيوطي في لباب النقول في أسباب النزول ٧٥ ، بالإسناد إلى أبي بكر بن أبي داوود سليمان بن الأشعث الحافظ بعين السند ، وقال في دره المنثور ٤ / ٣٨ : أخرجه الحاكم وصححه ، وابن مردويه ، وأبو نعيم عن جابر ، وأخرج ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم عن الشعبي وساق الحديث بمثله.

وفي الباب حديث سعد بن أبي وقاص أخرجه مسلم في صحيحه ٧ / ١٢٠ ط صبيح و ١٨٧١ ط محمّد فؤاد ، والترمذي في جامعه الصحيح ٤ / ٢٩٣ بالرقم المسلسل ٤٠٨٥ ذيل الآية ٦١ من سورة آل عمران ، وأحمد في مسنده ١ / ١٨٥ ، والبيهقي في سننه ٧ / ٦٣ ، والحاكم في مستدركه ٣ / ١٥٠ ، وصححه وابن حجر العسقلاني في الإصابة ٢ / ٥٠٣ وقواه ، وذكره السيوطي في دره المنثور ٤ / ٣٨ وقال : أخرجه مسلم والترمذي وابن المنذر والحاكم والبيهقي في سننه. وحديث ابن عباس أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة ٢٩٨ ، والحاكم في معرفة علوم الحديث ٥٠ ، والسيوطي في الدر المنثور ٤ / ٣٨.

٢٣٢

حدّثنا أبو حاتم السجستانيّ ، حدّثنا أبو عبيدة ، حدّثنا يونس بن حبيب ، قال : سألت مجاهدا فقال : سألت ابن عبّاس فقال : نزلت هذه الثلاث الآيات بالمدينة : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) في حمزة وعبيدة وعليّ ، وعتبة وشيبة والوليد (١).

٣١٢ ـ أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ السّقطيّ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يعقوب القصباني ، حدّثنا هارون الحارثيّ ، حدّثنا الحسن ، حدّثنا الوليد قراءة على الرّبيع بن نافع أبي توبة ، عن عليّ بن حوشب ، عن مكحول قال : لما نزلت : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهمّ اجعلها أذن عليّ ، قال عليّ (عليه‌السلام) : فما سمعت بأذني شيئا فنسيته (٢).

قوله (عليه‌السلام) : انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة بعدي ، وقوله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) :

٣١٣ ـ أخبرنا أبو البركات إبراهيم بن محمّد بن خلف الجمّاريّ السّقطيّ ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد ، حدّثنا أبو الفتح أحمد بن الحسن بن سهل المالكيّ المصريّ الواعظ بواسط في القراطيسيّين ، حدّثنا

__________________

(١) حديث مشهور رواه الحفاظ الأثبات ، وفي الباب حديث قيس بن عباد عن أبي ذر ، أخرجه الحافظ البخاري في صحيحه ٥ / ٩٥ كتاب المغازي بالرقم ٨ و ٦ / ١٢٤ كتاب التفسير (سورة الحج الآيات ١٩ ـ ٢١) ، وفي ذيله : قال قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ، وهكذا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب التفسير بالرقم ٣٤ ص ٢٣٢٣ ط محمّد فؤاد ، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ٢ / ٢٦٨ ، والحاكم في مستدركه ٢ / ٣٨٦ ، والواحدي في أسباب النزول ٢٣٠ ، وذكره السيوطي في الدر المنثور ٤ / ٣٤٨ وقال : أخرجه سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وابن ماجة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل عن أبي ذر.

(٢) أخرجه العلامة الطبري في تفسيره ذيل الآية الكريمة ١٢ من سورة الحاقة ج ٢٩ ص ٣١ ، بالإسناد إلى علي بن حوشب عن مكحول ، وأخرجه الحافظ ابن كثير الدمشقي في تفسيره ٤ / ٤١٣ من طريق ابن أبي حاتم ، والطبري ؛ وقال السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٢٦٠ : أخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن مكحول ، وذكر الحديث بلفظه ؛ وسيجيء بسندين آخرين بالرقم ٣٦٣ و ٣٦٣.

٢٣٣

سليمان بن أحمد المالكيّ ، قال : حدّثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمّد الطائي ، حدّثنا ثوبان ذي النون ، حدّثنا مالك بن غسّان النهشليّ ، حدّثنا ثابت ، عن أنس ، قال : انقضّ كوكب على عهد رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقضّ في داره فهو الخليفة من بعدي ؛ فنظروا فإذا هو قد انقضّ في منزل عليّ ، فأنزل الله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (١).

قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) الآية [النساء : ٥٤] :

٣١٤ ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن الطيّب الواسطيّ إذنا ، حدّثنا أبو القاسم الصفّار ، حدّثنا عمر بن أحمد بن هارون ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ ، حدّثنا يعقوب بن يوسف ، حدّثنا أبو غسّان ، حدّثنا مسعود بن سعد ، عن جابر ، عن أبي جعفر ـ يعني محمّد بن علي الباقر ـ (عليه‌السلام) في قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) قال : نحن النّاس (٢).

قوله تعالى : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) [الرعد : ٢٩] :

٣١٥ ـ أخبرنا عليّ بن الحسين بن الطيّب إذنا ، حدّثنا أبو عليّ الحسن ابن شاذان الواسطيّ ، حدّثنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخلديّ ، حدّثنا عبيد بن خلف البزّار ، حدّثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم البلخيّ ،

__________________

(١) أخرجه العلامة الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ٤٥ بالرقم ٢٧٥٦ من طريق الجوزجاني بهذا السند ، وأورده ابن حجر العسقلاني في ميزانه ٢ / ٤٤٩ ، وفي الباب حديث ابن عباس وسيجيء تحت الرقم ٣٥٣.

(٢) اخرجه العلامة ابن حجر الهيتمي في الصواعق ١٥٠ ، والشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة ١٢١ كلاهما من طريق ابن المغازلي نقلا من مناقبه الذي بين يديك ، وهكذا العلامة الحضرمي في رشفة الصادي ص ٣٧ ط مصر ، قال : أخرجه أبو الحسن ابن المغازلي.

وأخرجه من أعلام الإمامية شيخ الطائفة أبو جعفر في أماليه ١٧١ ط حجر ، و ١ / ٢٧٨ ط نجف ، بالإسناد إلى ابن عقدة الحافظ بعين السند واللفظ.

٢٣٤

حدّثنا عليّ بن ثابت القرشيّ ، حدّثنا أبو قتيبة تميم بن ثابت عن محمّد بن سيرين في قوله تعالى : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) قال : طوبى شجرة في الجنّة أصلها في حجرة عليّ بن أبي طالب ليس في الجنّة حجرة إلّا فيها غصن من أغصانها (١).

قوله تعالى : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) [التحريم : ٤] :

٣١٦ ـ أخبرنا عليّ بن الحسين بن الطيّب إذنا ، حدّثنا عليّ بن محمّد بن أحمد بن عمر الختّلي الخبّاز ، حدّثنا عبد الله بن محمّد الحافظ ، حدّثنا الحسين ابن عليّ بن الحسين السلوليّ أبو عبد الله بالكوفة ، حدّثنا محمّد بن الحسن السّلوليّ ، حدّثنا عمر بن سعيد عن ليث ، عن مجاهد في قوله تعالى : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال : صالح المؤمنين عليّ بن أبي طالب (٢).

قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ) الآية [الزمر : ٣٣] :

٣١٧ ـ أخبرنا عليّ بن الحسين إذنا قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن أحمد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد الحافظ ، حدّثنا الحسين بن عليّ ، حدّثنا محمّد بن الحسن ، حدّثنا عمر بن سعيد عن ليث ، عن مجاهد في قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) قال : جاء به محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) أخرجه ابن أبي حاتم بعين السند واللفظ كما في الدر المنثور ٤ / ٥٩ ، وأخرجه من أعلام الإمامية أبو النضر محمّد بن مسعود العياشي السمرقندي بعين السند واللفظ كما في تلخيصه ٢ / ٢١٢ تحت الرقم ٤٨ من سورة الرعد ، وفي الباب حديث ابن عباس ولفظه كما في الصلب ، وحديث الإمام محمّد بن علي الباقر قال : سئل رسول الله عن الآية فقال : هي شجرة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة فقيل : يا رسول الله سألناك عنها فقلت هي شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفاطمة وفرعها على أهل الجنة؟ فقال : إن داري ودار علي وفاطمة واحد غدا في مكان واحد ، وهي شجرة غرسها الله تبارك وتعالى بيده ، ونفخ فيها من روحه ، تنبت الحلي والحلل ، راجع تفسير القرطبي ٩ / ٣١٧ ، ينابيع المودة ١٣١.

(٢) أخرجه الحافظ ابن كثير الدمشقي في تفسيره ٤ / ٣٨٩ بالإسناد إلى ليث بن أبي سليم عن مجاهد ، وهكذا أخرجه العلامة الأندلسي أبو حيان في تفسيره البحر المحيط ٨ / ٢٩١ ، وفي الباب حديث ابن عباس وأسماء بنت عميس أخرجه ابن مردويه وابن عساكر كما في الدر المنثور ٦ / ٢٤٤ ، كفاية الكنجي ١٣٧ في الباب ٣٠.

٢٣٥

وصدّق به عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (١).

قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) [هود : ١٧] :

٣١٨ ـ أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن محمّد البيّع مكاتبة ، حدّثنا أبو أحمد بن أبي مسلم الفرضيّ ، حدّثنا أبو العبّاس بن عقدة الحافظ ، حدّثنا يحيى بن زكريّا ، حدّثنا عليّ بن يوسف بن عمير ، حدّثنا أبي قال : أخبرني الوليد بن المسيّب عن أبيه ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبّاد بن عبد الله ، قال : سمعت عليّا يقول : ما نزلت آية في كتاب الله جلّ وعزّ إلّا وقد علمت متى نزلت؟ وفيم أنزلت؟ وما من قريش رجل إلّا قد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى جنّة أو نار ، فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين فما نزلت فيك؟ فقال : لو لا أنّك سألتني على رءوس الملأ ما حدّثتك ، أمّا تقرأ : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على بيّنة من ربّه وأنا الشّاهد منه أتلوه وأتبعه ، والله لأن تعلمون ما خصّنا الله عزوجل به أهل البيت أحبّ إليّ ممّا على الأرض من ذهبة حمراء أو فضّة بيضاء (٢).

قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) الآية [الأعراف : ١٧٢] :

٣١٩ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر العطّار ، حدّثنا أبو عبد الله

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ، ورواه عن جماعة من أهل التفسير بطرقه كما في كفاية الكنجي ٢٣٣ ، وأورده القرطبي في تفسيره ١٥ / ٢٥٦ ، وأبو حيان الأندلسي في البحر المحيط ٧ / ٤٢٨ عن مجاهد ، وفي الباب حديث أبي هريرة أخرجه ابن مردويه كما في الدر المنثور ٥ / ٣٢٨.

(٢) أخرجه القندوزي في ينابيع المودة ٩٩ من طريق مؤلفنا ابن المغازلي الشافعي بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في المعرفة كما في الدر المنثور ٣ / ٣٢٤ ، ومثله في شرح النهج لابن أبي الحديد ١ / ٢٠٨ بالإسناد إلى المنهال بن عمرو ، عن عبد الله بن الحارث ، وفي الباب حديث جابر بن يزيد الجعفي عن عبد الله بن يحيى الحضرمي ، أخرجه العلامة الطبري في تفسيره ١٢ / ١٠ ، وهكذا الثعلبي في تفسيره على ما في تذكرة السبط ص ٢٠ ط نجف وص ١٠ ط إيران.

وأما صدر الحديث ، فقد أخرجه كاتب الواقدي في الطبقات الكبرى ٢ / ٣٣٨ ط مصر ، وج ٢ ق ٢ ص ١٠١ ط ليدن ، وهكذا أخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٦٧.

٢٣٦

الحسين بن خلف بن محمّد الداودي ، حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد التلعكبريّ ، قال : حدّثنا طاهر بن سليمان بن زميل الناقد قال : حدّثنا أبو عليّ الحسين بن إبراهيم قال : حدّثنا الحسن بن عليّ ، حدّثنا الحسن بن حسن السّكّريّ ، حدّثنا ابن هند عن ابن سماعة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه ، أنّه قرأ عليه أصبغ بن نباتة : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) قال : فبكى عليّ (عليه‌السلام) وقال : إنّي لأذكر الوقت الّذي أخذ الله تعالى عليّ فيه الميثاق.

قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ ...) (١)

٣٢٠ ـ أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن محمّد البيّع ، أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الله بن خالد الكاتب ، حدّثنا أحمد بن جعفر ابن محمّد بن سلم الختّليّ ، حدّثني عمر بن أحمد ، قال : قرأت على أمّي

__________________

(١) هذه السورة نازلة بمكة ـ زادها الله شرفا ـ على ما يشهد به سياق آياتها صدرا وذيلا ـ إلا أنها تذكر في أوصاف الأبرار ما لا يمكن تطبيقها وتحقيقها والإذعان بتحققها إلّا في العترة الطاهرة أهل بيت النبي الأقدس ، وذلك أنه لم يوجد في الأمة الإسلامية ـ جماعة من الأبرار يكون إخلاص طويتهم وشدة إيمانهم وكمال حبهم لله والخوف من جلاله جل جلاله ـ بهذه المثابة التي تصفها الآيات الكريمة. اللهم إلا بعد برهة تشكل أهل بيت الوحي بالمدينة الطيبة فتحققت تلك الأوصاف الشريفة وتجمعت فيهم.

فالمراد بنزول السورة فيهم ، أن الله ـ عزوجل ـ حيث أطلق هذه الأوصاف الكاملة للابرار من خليقته ، لم يكن ليعطف نظره الأقدس إلى غير هؤلاء الأبرار الأطيبين من عترة محمد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) لعلمه بعدم تحقق الأوصاف إلّا فيهم.

فكأنه ـ عزوجل ـ يقول في هذه السورة تسلية لنبيه الأكرم : إني أعلم ما لا يعلمون : خلقت بشرا من نطفة أمشاج (ـ ذات أخلاط من الجن (LMEG (عليها يتحقق شاكلته وبها يتجهز للكفاح في بيئة الدهر ـ) ليتم ابتلاؤه بالحسنات والسيئات ، ومع ذلك هديناه سبيل الإيمان والكفر ومنهج الخير والشر ، بإنزال الكتب وإرسال الأنبياء ليميز الشاكر منهم من الكافر وقليل من عبادي الشكور.

لكني لست أبالي بكفر الكافرين وكثرتهم ـ وإن كنت أعددت لهم سلاسل وأغلالا وسعيرا ـ بعد ما سيتحقق فيهم أبرار من أوصافهم كذا وكذا ... فاصبر ـ يا محمد ـ لحكم ربك ولا تطع من هؤلاء آثما أو كفورا ، إلى آخر السورة الشريفة ... (مقتبس مما علقناه على البحار ج ٢٨ ص ٢٤٨ ـ ٢٥٠).

٢٣٧

فاطمة بنت محمّد بن شعيب بن أبي مدين الزيّات قالت : سمعت أباك أحمد بن روح يقول : حدّثني موسى بن بهلول ، حدّثنا محمّد بن مروان ، عن ليث بن أبي سليم ، عن طاوس في هذه الآية : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) الآية نزلت في عليّ بن أبي طالب ، وذلك أنّهم صاموا وفاطمة وخادمتهم ، فلمّا كان عند الإفطار ، وكانت عندهم ثلاثة أرغفة قال : فجلسوا ليأكلوا فأتاهم سائل فقال : أطعموني فإنّي مسكين! فقام عليّ (عليه‌السلام) فأعطاه رغيفه ، ثمّ جاء سائل فقال : أطعموا اليتيم! فأعطته فاطمة الرّغيف ، ثمّ جاء سائل فقال : أطعموا الأسير! فقامت الخادمة فأعطته الرّغيف ، وباتوا ليلتهم طاوين ، فشكر الله لهم فأنزل فيهم هذه الآيات (١).

قوله تعالى : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) [الزخرف : ٤١] :

٣٢١ ـ أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الغندجانيّ ، حدّثنا هلال بن محمّد الحفّار ، حدّثنا إسماعيل بن علي ، حدّثنا أبي عليّ ، حدّثنا عليّ بن موسى الرّضا ، حدّثنا أبي موسى ، حدّثنا أبي جعفر ، حدّثنا أبي محمّد بن عليّ الباقر عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : وإنّي لأدناهم في حجّة الوداع بمنى ، حتّى قال : لا ألفينّكم ترجعون بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، وايم الله إن فعلتموها لتعرفنّي في

__________________

(١) أخرجه أرباب التفاسير ذيل هذه السورة الكريمة من حديث ليث عن مجاهد ، عن ابن عباس ، كما في الكشاف ٤ / ١٦٩ ، أسباب النزول ٣٣١ ، تفسير القرطبي ج ١٩ ، الدر المنثور ٦ / ٢٩٩ ، البحر المحيط ٨ / ٣٩٥.

وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة ٥ / ٥٣٠ ترجمة فضة النوبيّة جارية فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، وقال : أخرجه أبو موسى ، وهكذا أخرجه الحافظ ابن حجر في الإصابة ٤ / ٣٧٦ ، والخطيب الخوارزمي في المناقب ١٧٩ من طريق الثعلبي ، وأخرجه البغوي في تفسيره معالم التنزيل ٧ / ١٥٩ ، وخرّجه عنه سبط ابن الجوزي في تذكرته ١٧٧ ط إيران ، و ٣٢٢ ط النجف ، وأخرجه الكنجي في كفايته ٢٠١ في ط ، و ٣٤٥ ط آخر في قصة مطولة ، ثم قال : هكذا رواه الحافظ أبو عبد الله الحميدى في فوائده ، وما رويناه إلّا من هذا الوجه ، ورواه الحاكم أبو عبد الله في مناقب فاطمة (عليها‌السلام) ، ورواه ابن جرير الطبري أطول من هذا في سبب نزول هل أتى.

٢٣٨

الكتيبة الّتي تضاربكم ، ثمّ التفت إلى خلفه ثمّ قال : أو عليّ أو عليّ ثلاثا ، فرأينا أنّ جبريل غمزه وأنزل الله ـ عزوجل ـ على أثر ذلك : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) بعليّ بن أبي طالب (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ) ثم نزلت : (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَرَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ثمّ نزلت (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) وإنّ عليّا لعلم للسّاعة (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) عن عليّ بن أبي طالب (١).

قوله تعالى : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ..) [البقرة : ١٢٤] :

٣٢٢ ـ أخبرنا أبو أحمد الحسن بن أحمد بن موسى الغندجانيّ ، أخبرنا أبو الفتح هلال أبو محمّد الحفّار ، حدّثنا إسماعيل بن عليّ بن رزين قال : حدّثني أبي وإسحاق بن إبراهيم الدّبريّ قالا : حدّثنا عبد الرزّاق قال : حدّثني أبي ، عن مينا مولى عبد الرّحمن بن عوف ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : أنا دعوة أبي إبراهيم ، قلنا : يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ قال : أوحى الله ـ عزوجل ـ إلى إبراهيم : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) فاستخفّ إبراهيم الفرح قال : يا ربّ! ومن ذرّيّتي أئمّة

__________________

(١) صدر الحديث مجمع عليه رواه البخاري في صحيحه كتاب العلم بالرقم ٤٣ ، وفي الأضاحي بالرقم ٥ ، ورواه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان بالرقم ١١٨ ـ ١٢٠ (ص ٨٢ ط محمّد فؤاد) ، وفي كتاب القسامة بالرقم ٢٩ (ص ١٣٠٥ ط محمّد فؤاد) ، وأبو داوود في كتاب السنة ١٥ ، والترمذي في الفتن ٢٨ ، والدارمي في المناسك ٧٦ ، والإمام أحمد بن حنبل في مسنده ٢ / ٨٥ و ٨٧ و ١٠٤ و ٥ / ٣٧ و ٣٩ و ٤٤ و ٤٥ و ٤٩ و ٦٨ ، وتراه في مجمع الزوائد ٣ / ٢٦٥ ـ ٢٧٤ ، خرّجه من المعاجم الحديثية.

وأما غمز جبرائيل له (عليهما الصلاة والسّلام) ، فقد روى الحاكم في مستدركه ٣ / ١٢٦ أنه قال في خطبة خطبها في حجة الوداع : «لأقاتلن العمالقة (يعني المتجبرين من أمته) في كتيبة» فقال له جبريل : أو علي. قال : أو علي بن أبي طالب.

وأما ذيل الحديث فقد أخرجه ابن مردويه من حديث جابر بن عبد الله ، كما خرّجه السيوطي في الدر المنثور ٦ / ١٨.

وأخرجه من أعلام الإمامية أمين الإسلام الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان ٩ / ٤٩ ، بعين لفظ الحديث كما في الصلب. والآيات في سورة الزخرف ٤١ ـ ٤٤ ، المؤمنون ٩٣ ـ ٩٤ ، وسيأتي ذيل الحديث بالرقم ٣٦٥ بطريق آخر.

٢٣٩

مثلي! فأوحى الله إليه أن يا إبراهيم إنّي لا أعطيك عهدا لا أفي لك به ، قال : يا ربّ ما العهد الّذي لا تفي لي به؟ قال : لا أعطيك لظالم من ذرّيّتك ، قال إبراهيم عندها : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) قال النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : فانتهت الدّعوة إليّ وإلى عليّ لم يسجد أحد منّا لصنم قطّ ، فاتّخذني الله نبيّا واتّخذ عليّا وصيّا (١).

قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) لعلي : هذا وليي وأنا وليه :

٣٢٣ ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسين الصوفيّ إذنا ، قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ السّقطي ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ قال : حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور ، قال : حدّثنا إسحاق بن بشر قال : حدّثنا جعفر بن سعيد الكاهليّ عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : رأيت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) آخذا بيد عليّ (عليه‌السلام) وهو يقول : هذا وليّي وأنا وليّه ، سالمت من سالم وعاديت من عادى (٢).

__________________

(١) أخرجه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي في تفسير اللوامع ١ / ٦٢٩ ط لاهور ، ورواه الحميدي من حديث ابن مسعود على ما في المناقب المرتضوي ٤١ ط بمبئي.

(٢) أخرجه العلامة الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ٧٥ بالرقم ٢٨٩٠ نقلا عن مسند أبي يعلى الموصلي قال : حدثنا زكريا بن يحيى الكسائي ، حدثنا علي بن القاسم عن معلى بن عرفان ، عن شقيق ، عن عبد الله بن مسعود قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آخذا بيد علي وهو يقول : الله وليي وأنا وليك ومعاد من عاداك ومسالم من سالمت ، وهكذا خرجه ابن حجر العسقلاني في لسانه ٢ / ٤٨٣ تارة ، وأخرى في ٤ / ٢٤٩ ترجمة علي بن القاسم نقلا عن ابن عدي.

وقد ورد الحديث بألفاظ متشابهة في موارد مختلفة كما مر بعض ذلك بالرقم ٧٣ و ٢٨٥ من هذا الكتاب ، وقال ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ج ٤ ص ٢٢١ قاله رسول الله لعلي في ألف مقام.

ولا يذهب عليك أن كلام الرسول الأعظم «يا علي أنا حرب لمن حاربت وسلم لمن سالمت» يعرب عن كمال الاتحاد بينهما ـ صلوات الله عليهما ـ كما مر شطر من ذلك في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «علي مني وأنا من علي» وكل ذلك يبتني على ما انعقد بينهما في صدر البعثة ـ يوم إنذار العشيرة ـ فقال (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) «أيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم» فلم يجبه أحد إلّا علي فأخذ برقبته ثم قال : «إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا» راجع في ذلك مسند الإمام ابن حنبل ١ / ١٥٩ و ١١١ ، تفسير الطبري ١٩ / ٦٨ ، تاريخه ٢ / ٣٢١ ط دار المعارف بسندين ، الطبقات الكبرى لابن سعد ١ / ١٨٧ ط مصر و ١ ق ١ ق ١ ص ١٢٥ ط ليدن ، شرح النهج ٣ / ٢٥٤ وفي ـ

٢٤٠