مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]

مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٦٥

وجلّ ـ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) قال : الله ورسوله ، والّذين آمنوا : عليّ بن أبي طالب (١).

٣٥٦ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان إذنا : أنّ أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب حدّثهم قال : حدّثنا أبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد السّلام ، حدّثنا محمّد بن عمر بن بشير العسقلانيّ ، حدّثنا مطّلب بن زياد ، عن السّدّي ، عن أبي عيسى ، عن ابن عبّاس قال : مرّ سائل بالنبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وفي يده خاتم فقال : من أعطاك هذا الخاتم؟ قال : ذاك الراكع! وكان عليّ يصلّي ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحمد لله الّذي جعلها فيّ وفي أهل بيتي (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية ، وكان على خاتمه الّذي تصدّق به «سبحان من فخري بأنّي له عبد» (٢).

٣٥٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان ، أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا محمّد بن أحمد العسكريّ الدقّاق ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا عبادة ، حدّثنا عمر بن ثابت ، عن محمّد بن السائب ، عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس قال : كان عليّ راكعا فجاءه مسكين فأعطاه خاتمه فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أعطاك هذا؟ فقال : أعطاني هذا الرّاكع ، فأنزلت هذه الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) إلى آخر الآية (٣).

__________________

(١) أخرجه أبو الشيخ في تفسيره ، وابن مردويه بالإسناد عن علي (عليه‌السلام) كما في الدر المنثور ٢ / ٢٩٣ ، كنز العمال ٦ / ٤٠٥ ، وأخرجه الحاكم في علوم الحديث ص ١٠٢ من رواية عيسى ابن عبد الله بن عمر بن علي عن أبيه ، عن جده ، عن علي (عليه‌السلام) ؛ وخرّجه عنه ابن حجر العسقلاني في الكاف الشاف ٥٦ ، وهكذا خرّجه ابن كثير الدمشقي في تفسيره ٢ / ٧١ ، وما بين المعكوفتين في العمدة لابن البطريق ٦٠.

(٢) أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق بالإسناد إلى مطلب بن زياد عن السدي بعين السند ، وخرّجه عنه السيوطي في الدر المنثور ٢ / ٢٩٣ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ٦ / ٣٩١ ، وفي منتخبه ٥ / ٣٨ ، والشوكاني في فتح القدير ٢ / ٥٠ ، وأخرجه الثعلبي في تفسيره بهذا السند كما في التذكرة لسبط ابن الجوزي ص ٩ ، وفي الباب حديث عبد الله بن سلام رواه ابن الأثير في جامع الأصول ٩ / ٤٧٨ عن الجمع بين الصحاح الست للعبدري.

(٣) أخرجه العلامة الكنجي في كفاية الطالب ٢٥٠ ط الأميني بالإسناد إلى محمّد بن السائب بعين السند وقال: هكذا ذكره حافظ العراقين ، وهكذا أخرجه ابن مردويه بعين السند ، كما خرجه عنه ـ

٢٦١

٣٥٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان إذنا : أنّ أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب أخبرهم قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد العسكريّ ، حدّثنا محمّد بن عثمان ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، حدّثنا عليّ بن عابس قال : دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء قال أبو مريم : حدّث عليا بالحديث الّذي حدّثتني عن أبي جعفر ، قال : كنت عند أبي جعفر جالسا إذ مرّ عليه ابن عبد الله بن سلام ، قلت : جعلني الله فداك هذا ابن الّذي عنده علم من الكتاب؟ قال : لا ، ولكنّه صاحبكم عليّ بن أبي طالب الّذي نزلت فيه آيات من كتاب الله ـ عزوجل ـ (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) ، (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) ، و (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية (١).

قوله تعالى : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) [محمّد : ٣٠] :

٣٥٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إذنا ، أخبرنا أبو أحمد عمر ابن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير ـ وهو الخلديّ ـ حدّثنا عبد الله بن أيّوب بن زادان الخزاز ، حدّثنا زكريا بن يحيى ، حدّثنا عليّ بن قادم ، عن رجل ، عن أبي هارون العبديّ ، عن أبي سعيد الخدريّ ، في قوله ـ عزوجل ـ : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) قال : ببغضهم عليّ بن أبي طالب (٢).

__________________

ـ في الدر المنثور ٢ / ٢٩٣ ، لباب النقول ٩٠ ، وأخرجه الواحدي في أسباب النزول ١٤٨.

(١) أخرجه العلامة القرطبي في تفسيره ٩ / ٣٣٦ بالإسناد إلى عبد الله بن عطاء بعين السند واللفظ ، وأخرجه العلامة القندوزي في ينابيع المودة ٢٠٢ من طريق مؤلفنا ابن المغازلي.

وأخرجه الثعلبي في تفسيره بالإسناد عن أبي مريم ، عن ابن عطاء ، كما في العمدة لابن البطريق ١٥٢.

وفي الباب حديث ابن جبير أنه سئل عن هذه الآية (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) أهو عبد الله بن سلام؟ قال ؛ كيف وهذه السورة مكية ، رواه السيوطي في الدر المنثور ٤ / ٦٩ وقال : أخرجه سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والنحاس في ناسخه ، وقال : أخرج ابن المنذر عن المنذر عن الشعبي قال : ما نزل في عبد الله بن سلام شيء من القرآن.

(٢) أخرجه الحافظ الكنجي في كفاية الطالب ٢٣٥ ط الأميني بالإسناد إلى الخليل بن لطيف عن أبي هارون العبدي بعين السند واللفظ وقال : ذكره ابن عساكر في ترجمة علي بطرق شتى كما أخرجناه سواء ، وخرّجه السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٦٦ وقال : أخرجه ابن مردويه وابن عساكر.

٢٦٢

قوله تعالى : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ...) [الشورى ٢٣] :

٣٦٠ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إجازة : أنّ أبا أحمد عمر ابن عبد الله بن شوذب أخبرهم قال : حدّثنا عثمان بن أحمد الدقّاق ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي العوّام ، حدّثنا ابن الصّباح الدّولابيّ ، حدّثنا الحكم بن ظهير عن السّدّيّ في قوله ـ عزوجل ـ (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) قال : المودّة في آل الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ، وفي قوله تعالى :(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) قال : رضي محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله) أن يدخلوا أهل بيته الجنّة (١).

قوله تعالى : (كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ...) [النور : ٣٥] :

٣٦١ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إجازة : أنّ أبا أحمد عمر ابن عبد الله بن شوذب أخبرهم قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن زياد ، حدّثنا أحمد بن الخليل ببلخ ، حدّثني محمّد بن أبي محمود ، حدّثنا يحيى بن أبي معروف ، حدّثنا محمّد بن سهل البغداديّ ، عن موسى بن القاسم ، عن عليّ بن جعفر ، قال : سألت [أبا] الحسن عليه‌السلام عن قول الله ـ عزوجل ـ : (كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) قال : «المشكاة» فاطمة ، «والمصباح» الحسن ، والحسين «الزّجاجة». (كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ) قال : كانت فاطمة كوكبا درّيا من

__________________

وفي الباب حديث أبي هارون العبدي أيضا عن أبي سعيد الخدري قال : إن كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب ، أخرجه الترمذي في جامعه الصحيح ٥ / ٢٩٨ بالرقم المسلسل ٣٨٠٠ وقال : هذا غريب وقد روي هذا عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد.

أقول : رواه بهذا السند الإمام ابن حنبل في فضائله ٧٣ مخطوط.

(١) أخرجه القرطبي في تفسيره عن السدي بعين لفظه على ما خرّجه الهيتمي الأنصاري في الصواعق المحرقة ١٥٧ ، وأخرجه الثعلبي في تفسيره بالإسناد إلى الحكم بن ظهير ، عن السدي ، عن ابن مالك ، عن ابن عباس ، وأخرجه السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٧ ، وفي مسالك الحنفاء ١٣ ، الحاوي للفتاوي ٢ / ٢٠٧ ، السبل الجلية ٦ ، وهكذا أخرجه ابن كثير الدمشقي في تفسيره بهامش فتح البيان ١٠ / ١٤٦.

وقد مر ما يتعلق بالآية الأولى ذيل الرقم ٣٥٢.

٢٦٣

نساء العالمين : (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) الشّجرة المباركة إبراهيم ، (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) : لا يهوديّة ولا نصرانيّة ، (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ) قال : يكاد العلم أن ينطق منها ، (وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ). (نُورٌ عَلى نُورٍ) قال : فيها إمام بعد إمام ، (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) قال : يهدي الله ـ عزوجل ـ لولايتنا من يشاء (١).

قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) [النساء : ٢٩] :

٣٦٢ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إجازة : أنّ أبا أحمد عمر ابن عبد الله بن شوذب أخبرهم قال : حدّثنا جعفر بن محمّد الجلوديّ ، حدّثنا قاسم بن محمّد بن حمّاد ، حدّثنا جندل بن والق عن محمّد بن عثمان المازنيّ ، عن الكلبيّ ، عن كامل بن العلاء ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس في قول الله ـ عزوجل ـ : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) قال : لا تقتلوا أهل بيت نبيّكم إنّ الله ـ عزوجل ـ يقول في كتابه : (تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ).

قال : كان أبناء هذه الأمة الحسن والحسين ، وكان نساؤها فاطمة ، وأنفسهم النبيّ وعليّ (٢).

قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) [الحاقة : ١٢] :

٣٦٣ ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبيد الله بن القصّاب ، حدّثنا أبو بكر

__________________

(١) أخرجه الحضرمي في رشفة الصادي ٢٩ ، ومن أعلام الإمامية القاضي الشهيد في إحقاق الحق ٣ / ٤٥٩ ، كلاهما من طريق مؤلفنا ابن المغازلي الشافعي. وعلي بن جعفر هو علي بن جعفر ابن محمّد الصادق ـ عليه‌السلام ـ روى عن أبي الحسن موسى بن جعفر أخيه ، وقد توهم أن علي بن جعفر روى الحديث عن الحسن البصري ، والحق ما جعلناه في الصلب كما استظهره العلامة المجلسي في بحار الأنوار ٢٣ / ٣١٦ ونص عليه الدزفولي في كفاية الخصام ٤٠٤.

(٢) كأن ابن عباس تأول الآية على أن الدعوة كانت بين الواقدين من أمة عيسى وأمة محمد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) بأن يدعو كل واحد أبناءها ونساءها وأنفسها ، فدعا رسول الله عليا وفاطمة والحسنين على أنهم أنفس الأمة ونساؤها وأبناؤها ، فيكون علي عليه‌السلام نفس الأمة كما كان النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم).

٢٦٤

محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد ، حدّثنا الأشجّ (١) ، قال : سمعت عليّ بن أبي طالب (عليه‌السلام) يقول : لمّا نزلت (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال لي النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : سألت الله أن يجعلها أذنك يا عليّ.

٣٦٤ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إجازة ، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا أبي ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن عامر ، حدّثنا بشر ابن آدم ، حدّثنا [عبد الله والد] أبي أحمد الزّبيريّ ، حدّثنا صالح بن رستم ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) لعليّ : أمرت أن أدنيك ولا أقصيك ، وأن تعي وحقّ لك أن تعي ، فأنزلت : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (٢).

قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ...) [الواقعة : ١٠] :

٣٦٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إجازة ، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن منصور ، حدّثنا أحمد بن الحسين ، حدّثنا زكريا ، حدّثنا أبو صالح بن الضحّاك ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس في قول الله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال : سبق يوشع بن نون إلى موسى ، وسبق صاحب يس إلى عيسى ، وسبق عليّ إلى محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله) (٣).

__________________

(١) تحقيق السند ذيل الرقم ٢٢٧.

(٢) أخرجه الواحدي في أسباب النزول بالإسناد إلى بشر بن آدم بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه الطبري في تفسيره جامع البيان ٢٩ / ٣١ ، والحافظ الكنجي في كفاية الطالب ١١٠ ب ١٧ وص ٢٣٧ ب ٦٢ بعين السند ، وقال : هذا سياق حافظ العراق ، وتابعه محدث الشام ؛ وأخرجه الحافظ ابن كثير الدمشقي في تفسيره ٤ / ٤١٣ بالإسناد عن ابن أبي حاتم ، عن جعفر بن محمد ابن عامر بعين السند ، وخرّجه السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٢٦٠ ، ولباب النقول ٢٢٥ عن ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والواحدي ، وابن عساكر ، وابن النجار ، وقد تقدم تحت الرقم ٣١٢ بسند آخر.

(٣) أخرجه أبو جعفر الإسكافي في النقض على العثمانية كما في عثمانية الجاحظ ٢٨٧ ، إلى سفيان ابن عيينة بعين السند واللفظ ، وأخرجه العلامة ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ١ / ٢٣١ ، وفي تفسيره المطبوع بهامش فتح البيان ٩ / ٣٦٧ و ٨ / ٢١٩ من طريق الطبراني ، وفي ٤ / ٢٨٣ من طريق ابن أبي حاتم بعين السند ؛ وأخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٥٣٦ بالرقم ٢٠٠٣ ، والخطيب الخوارزمي في المناقب ٣٢ ، والهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٢ من طريق الطبراني.

٢٦٥

قوله تعالى : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ ...) الآية [الزخرف : ٤١] :

٣٦٦ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد إجازة ، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن زياد ، حدّثنا يوسف بن عاصم ، حدّثنا أحمد بن صبيح ، حدّثنا يحيى بن يعلى ، عن عمر بن عيسى ، عن جابر قال : لمّا نزلت على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) قال : بعليّ بن أبي طالب (١).

قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ ...) الآية [براءة : ١٩] :

٣٦٧ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن حيّويه الخزّاز إذنا ، حدّثنا محمّد بن حمدويه المروزيّ ، قال : حدّثنا أبو الموجّه ، حدّثنا عبدان عن أبي حمزة ، عن إسماعيل ، عن عامر قال : نزلت هذه الآية : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) في عليّ والعبّاس (٢).

٣٦٨ ـ أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ـ رحمه‌الله ـ أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ السّقطيّ ، حدّثنا أبو محمّد يوسف بن سهل ابن الحسين القاضي ، حدّثنا الحضرميّ ، حدّثنا هنّاد بن أبي زياد ، أخبرنا موسى ابن عبيدة الرّبذيّ ، عن عبد الله بن عبيدة الرّبذيّ ، قال : قال عليّ للعبّاس : يا عمّ لو هاجرت إلى المدينة قال : أولست في أفضل من الهجرة ، ألست أسقي حاجّ بيت الله ، وأعمر المسجد الحرام؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) الآية (٣).

__________________

(١) مر بسند آخر بالرقم ٣٢١.

(٢) أخرجه العلامة الطبري في تفسيره ١٠ / ٦٠ من طريق عبد الرزاق بالإسناد إلى سفيان بن عيينة ، عن إسماعيل ، عن عامر الشعبي ، وهكذا أخرجه الواحدي في أسباب النزول ، وابن كثير الدمشقي في تفسيره ٢ / ٢٤١ ، ورواه السيوطي في الدر المنثور ٣ / ٢١٨ ، لباب النقول ١١٥ قال : أخرجه عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه عن الشعبي.

(٣) أخرجه ابن أبي شيبة ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه عن عبد الله بن عبيدة ، بعين السند واللفظ ، كما في الدر المنثور ٣ / ٢١٨ ، وفي الباب حديث محمّد بن كعب القرظي والسدي وأنس ، راجع المصادر المتقدمة ، وأضف إلى ذلك جامع الأصول ٩ / ٤٧٧ ، كفاية الكنجي ٢٣٧.

٢٦٦

قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ...) [الفتح : ٢٩] :

٣٦٩ ـ أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى ، حدّثنا هلال بن محمّد ، حدّثنا إسماعيل بن علي بن عليّ بن رزين بن عثمان ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أخي دعبل بن عليّ ، حدّثنا مجاشع عن عمر بن ميسرة بن عبد الكريم الجزريّ ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس أنّه سئل عن قول الله ـ عزوجل ـ (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) قال : سأل قوم النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) فقالوا : فيمن نزلت هذه الآية يا نبيّ الله؟ قال : إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ، فإذا مناد : ليقم سيّد المؤمنين ومعه الّذين آمنوا بعد بعث محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، فيقوم عليّ بن أبي طالب فيعطى اللّواء من النّور الأبيض بيده ، تحته جميع السّابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار لا يخالطهم غيرهم ، حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة ، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا ، فيعطى أجره ونوره ، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم : قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنّة ، إنّ ربّكم يقول : عندي مغفرة وأجر عظيم ـ يعني الجنّة ـ فيقوم عليّ والقوم تحت لوائه معهم حتّى يدخل بهم الجنّة ، ثمّ يرجع إلى منبره فلا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنّة وينزل أقواما إلى النّار ، فذلك قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) يعني السّابقين الأوّلين [من] المؤمنين وأهل الولاية له ، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) يعني بالولاية بحقّ عليّ وحقّ عليّ الواجب على العالمين (١).

__________________

(١) أخرجه من أعلام الإمامية الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه ١ / ٣٨٧ بالإسناد إلى هلال بن محمّد الحفار بعين السند واللفظ ، وأخرجه القاضي الشهيد في إحقاق الحق ٣ / ٤٧١ مرسلا.

٢٦٧

قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً ...) [السجدة : ١٨] :

٣٧٠ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى الطّحان الواسطيّ إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطيّ ، حدّثنا إسحاق بن ميمون ، حدّثنا عفّان ، عن حمّاد بن سلمة ، عن الكلبيّ ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : أنّ الوليد بن عقبة قال لعليّ بن أبي طالب : أنا أبسط منك لسانا ، وأحدّ منك سنانا ، وأملأ للكتيبة منك [حشوا] ، فقال عليّ : اسكت! أنت فاسق فنزل القرآن : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (١).

٣٧١ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إذنا ، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا محمّد بن جعفر العسكريّ ، حدّثنا محمّد بن عثمان ، حدّثنا عبادة بن زياد ، حدّثنا عمرو بن ثابت ، عن محمّد بن السّائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس قال : وقع بين عليّ بن أبي طالب وبين الوليد ابن عقبة كلام ، فقال له عليّ : يا فاسق! فردّ عليه ، فأنزل الله : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (٢).

قوله تعالى : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) [المجادلة : ١٢] :

٣٧٢ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن حيّويه الخزّاز إذنا ، حدّثنا أبو عبيد بن حربويه ، حدّثنا الحسين بن محمّد الزّعفرانيّ، حدّثنا عليّ بن عبيد الله ، حدّثنا يحيى بن آدم ، حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن الأشجعيّ ، عن سفيان بن سعيد ، عن عثمان بن

__________________

(١) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في الفضائل بالإسناد إلى حماد بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه ١٣ / ٣٢١.

(٢) قال السيوطي في الدر المنثور ٥ / ١٧٨ : أخرجه أبو الفرج في الأغاني ، والواحدي ، وابن عدي ، وابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر ، من طرق عن ابن عباس ، وفي الباب عن عطاء ابن يسار ، والسدي ، وابن أبي ليلى ، راجع أسباب النزول ٢٦٣ ، تفسير الطبري ٢١ / ٦١ ، تفسير ابن كثير ٣ / ٤٦٢.

٢٦٨

المغيرة الثّقفيّ ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن عليّ بن علقمة ، عن عليّ بن أبي طالب قال : لمّا نزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) قال لي رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : كم ترى؟ دينارا؟ قلت : لا يطيقون ، قال : فكم ترى؟ قلت: شعيرة ، قال : إنّك لزهيد ، قال : فنزلت : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) الآية. قال: فبي خفّف الله عن الأمّة (١).

٣٧٣ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد إذنا ، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا أحمد بن إسحاق الطّيبيّ ، حدّثنا محمّد بن أبي العوّام ، حدّثنا سعيد بن سليمان ، حدّثنا أبو شهاب ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : قال عليّ بن أبي طالب : آية في كتاب الله ما عمل بها أحد من النّاس غيري : النّجوي ، كان لي دينار بعته بعشرة دراهم ، فكلّما أردت أن أناجي النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) تصدّقت بدرهم ، ما عمل بها أحد قبلي ولا بعدي (٢).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) [مريم : ٩٦] :

٣٧٤ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان إذنا ، حدّثنا أبو عمر يوسف بن يعقوب بن

__________________

(١) أخرجه الحافظ النسائي في خصائص أمير المؤمنين ٣٩ بالإسناد إلى سفيان بعين السند واللفظ ، وأخرجه العلامة الطبري في تفسيره ٢٨ / ١٤ ، وخرّجه عنه ابن كثير في تفسيره ٤ / ٣٢٦.

وأخرجه الحافظ الترمذي في جامعه الصحيح ٥ / ٨٠ بالرقم ٣٣٥٥ بالإسناد إلى أبي عبد الرحمن عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي بعين السند وقال : هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه ، ومعنى قوله : «شعيرة» يعني وزن شعيرة من ذهب.

وهكذا أخرجه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال ٣ / ١٤٦ عن العقيلي بعين السند ، وقال : حسنه الترمذي وأخرجه الكنجي في كفاية الطالب ١٣٥ وزاد بعده : قال علي : وما عمل بها أحد غيري.

(٢) أخرجه العلامة الطبري في تفسيره ٢٨ / ١٤ ، وعنه ابن كثير في تفسيره ٤ / ٣٢٦ من طريق ليث ، وابن أبي نجيح ، وابن إدريس عن مجاهد بعين السند واللفظ ؛ وأخرجه الجصاص في أحكام القرآن ٣ / ٥٢٦ من طريق أيوب عن مجاهد ، وأخرجه الحاكم في مستدركه ٢ / ٤٨١ من طريق منصور عن مجاهد عن ابن أبي ليلى.

٢٦٩

يوسف ، حدّثنا محمّد بن الحارث ، حدّثنا إسحاق بن بشر ، حدّثنا خالد بن يزيد ، عن حمزة الزّيّات ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : «يا عليّ قل اللهمّ اجعل لي عندك عهدا واجعل لي عندك ودّا واجعل لي في صدور المؤمنين مودّة» فنزلت : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) نزلت في عليّ بن أبي طالب (عليه‌السلام) (١).

٣٧٥ ـ أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن غسّان بن النعمان الكازرونيّ إجازة: أنّ عمر بن محمّد بن يوسف حدّثهم قال : حدّثنا أبو إسحاق المدينيّ ، حدّثنا أحمد بن موسى الحرامي ، حدّثنا الحسين بن ثابت المدنيّ ـ خادم موسى بن جعفر ـ حدّثني أبي عن شعبة ، عن الحكم ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : أخذ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) بيدي وأخذ بيد عليّ فصلّى أربع ركعات ، ثمّ رفع يده إلى السّماء فقال : «اللهمّ سألك موسى بن عمران ، وإنّ محمّدا سألك أن تشرح لي صدري ، وتيسّر لي أمري ، وتحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به أزري وأشركه في أمري».

قال ابن عبّاس : فسمعت مناديا ينادي : يا أحمد! قد أوتيت ما سألت.

فقال النبيّ : يا أبا الحسن ارفع يدك إلى السّماء وادع ربّك وسله يعطيك ، فرفع عليّ يده إلى السّماء وهو يقول : «اللهمّ اجعل لي عندك عهدا واجعل لي عندك ودّا» ، فأنزل الله على نبيّه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) فتلاها النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) على أصحابه فعجبوا من ذلك عجبا شديدا ، فقال النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : ممّ تعجبون؟ إنّ القرآن أربعة أرباع : فربع فينا أهل البيت خاصّة ، [وربع في أعدائنا] ، وربع حلال

__________________

(١) أخرجه الثعلبي في تفسيره بالإسناد إلى إسحاق بن بشر الكوفي بعين السند كما في العمدة لابن البطريق ١٥١ ، تذكرة سبط ابن الجوزي ١٠ ط إيران ، ورواه السيوطي في الدر المنثور ٤ / ٢٨٧ وقال : أخرجه ابن مردويه والديلمي ، ثم ذكر للحديث طرقا أخرى.

٢٧٠

وحرام ، وربع فرائض وأحكام ، والله أنزل في عليّ كرائم القرآن (١).

تزويج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خديجة ونسبها :

٣٧٦ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان ، أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطيّ الحافظ إذنا ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ العدل ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثنا الوليد بن شجاع ، حدّثنا شعيب عن الليث بن سعيد ، عن عقيل ، عن ابن شهاب قال : تزوّج رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) بخديجة بنت خويلد قال عقيل : في الجاهليّة ، وقال يونس بن يزيد : بمكّة فيما حدّثني أبي قال : أخبرنا أبو صفوان الأمويّ عن يونس بن يزيد.

وهي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، وأمّها فاطمة بنت زائدة بن الأصمّ بن [هرم بن] رواحة بن حجر بن [عبد بن] معيص ابن عامر بن لؤيّ.

قال ابن أبي خيثمة : أخبرني بهذا النسب الفضل بن حاتم عن سلمة بن الفضل عن محمّد بن إسحاق (٢).

٣٧٧ ـ وبهذا الإسناد قال محمّد بن إسحاق : وكانت خديجة بنت خويلد ابن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ امرأة تاجرة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال في مالها ، تضار بهم إيّاه بشيء تجعله لهم منه ، وكانت قريش قوما تجّارا ، فلمّا بلغها عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ما بلغها من صدق حديثه وعقله ، وأمانته (٣) ، وكرم أخلاقه ، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام

__________________

(١) أخرجه الحافظ أبو نعيم في «ما نزل من القرآن في علي» بالإسناد إلى أحمد بن موسى بن إسحاق الحرامي بعين السند واللفظ على ما ذكره العلامة المجلسي في البحار ٣٥ / ٣٥٩ ، وهكذا أخرجه فرات بن ابراهيم الكوفي ـ من أعيان الإمامية ـ في تفسيره ٨٩ ، بالإسناد إلى أحمد بن موسى الحرامي بعين السند واللفظ.

(٢) راجع أسد الغابة ٥ / ٤٣٤ ، الطبقات الكبرى ٨ / ٨ و ١ ق ١ / ٨٥ ط ليدن ، سيرة ابن هشام ١ / ١٨٩ ، مجمع الزوائد ٩ / ٢١٨ ، أنساب الأشراف ٣٩٦.

(٣) وعظم أمانته : سيرة ابن هشام ـ تاريخ الطبري.

٢٧١

تاجرا ، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التّجار مع غلام لها يقال له ميسرة.

فقبله منها رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فخرج في مالها [ذلك] ، وخرج معه غلامها ميسرة حتّى قدم الشام ، فنزل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرّهبان فأطلع الرّاهب إلى ميسرة فقال : من هذا الرّجل الّذي نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال له ميسرة : هذا رجل من قريش من أهل الحرم ، فقال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشّجرة قطّ إلّا نبيّ.

فقال : ثمّ باع رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) سلعته الّتي خرج بها واشترى ما أراد ، ثمّ أقبل قافلا إلى مكّة معه ميسرة ، وكان ميسرة ـ فيما يزعمون ـ إذا كانت الهاجرة واشتدّ الحرّ ، يرى ملكين يظلّانه من الشمس وهو يسير على بعيره.

فلمّا قدم [مكّة] على خديجة بمالها ، باعت ما جاء به فأضعف أو قريبا من ذلك ، وحدّثها ميسرة عن قول الرّاهب ، وعمّا كان يرى من إظلال الملكين إيّاه ، وكانت خديجة امرأة حازمة ، [لبيبة] ، شريفة مع ما أراد الله بها من كرامته ، فلمّا أخبرنا ميسرة بما أخبرها به ، بعثت إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) فقالت له ـ فيما يذكرون ـ يا بن عمّ إنّي قد رغبت [فيك] لقرابتك ، ووسطتك في قومك ، وأمانتك ، وحسن خلقك ، وصدق حديثك ، ثمّ عرضت نفسها عليه ، وكانت خديجة يومئذ أوسط قريش وأعظمهم نسبا وأكثرهم مالا ، كلّ قومها كان حريصا على ذلك منها [لو يقدر عليها].

فلمّا قالت ذلك لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، ذكر ذلك لأعمامه فخرج معه حمزة بن عبد المطّلب حتّى دخلوا على خويلد بن أسد فخطبها فتزوّجها (١).

٣٧٨ ـ قال : وحدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : حدّثنا أبو سلمة ، حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عمّار بن أبي عمّار ، عن ابن عبّاس ـ فيما يحسب حمّاد ـ أنّ

__________________

(١) سيرة ابن هشام ١ / ١٨٩ ـ ١٩١ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٨٠ ط دار المعارف ، أسد الغابة ٥ / ٤٣٥ ، طبقات ابن سعد ٨ / ٩ ط ليدن.

٢٧٢

رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ذكر خديجة بنت خويلد وكان أبوها يرغب في تزويجه ، فصنعت طعاما وشرابا ، فدعت أباها ونفرا من قريش فطعموا وشربوا حتّى ثملوا ، فقالت خديجة : إنّ محمّد بن عبد الله يخطبني ، فزوّجها إياه ، فخلقته وألبسته حلّة ، وكذلك كانوا يفعلون بالآباء إذا زوّجوا بناتهم ، فلمّا سري عنه السّكر ، فإذا هو مخلّق وعليه حلّة ، فقال : ما شأني؟ قالت خديجة : زوّجتني من محمّد بن عبد الله ، قال : أنا أزوّج يتيم أبي طالب؟ لا لعمرو الله ، فقالت خديجة : ألا تستحيي ، تريد أن تسفّه نفسك عند قريش ، تخبر النّاس :أنك كنت سكران؟ فلم تزل به حتّى أقرّ (١).

وقال أبو عبيدة : تزوّج خديجة وهو ابن خمس وعشرين.

خطبة أبي طالب لما تزوج رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ :

٣٧٩ ـ أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ـ رحمه‌الله ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن منصور الحلبيّ الأخباريّ ـ رحمه‌الله ـ أخبرنا عليّ ابن محمّد العدويّ الشّمشاطيّ ، حدّثنا عليّ بن سليمان ، حدّثنا محمّد بن يزيد ، حدّثنا أبو عثمان المازنيّ ، حدّثنا أبو زيد الأنصاريّ ، قال : ذكر يونس أنّ أبا طالب بن عبد المطّلب خطب لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) في تزويجه خديجة بنت خويلد فقال :

الحمد لله الذّي جعلنا من ذرّيّة إبراهيم ، وزرع إسماعيل ، وجعل لنا بلدا حراما وبيتا محجوجا ، وجعلنا الحكّام على النّاس ، ثمّ إنّ محمّد بن عبد الله ابن أخي لا يوازن به فتى من قريش إلّا رجح به ، برا ، وفضلا ، وكرما ، وعقلا ،

__________________

(١) أخرجه الإمام ابن حنبل في مسنده ١ / ٣١٢ بالإسناد إلى حماد بن سلمة بعين السند واللفظ بطرق ، وهكذا أخرجه الطبراني في معجمه ، وخرّجه عنه الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٢٠ وقال : رواه أحمد والطبراني ، ورجال أحمد والطبراني رجال الصحيح.

وأخرج الطبري في تاريخه ٢ / ٢٨٢ ، وابن سعد في الطبقات ١ / ق ١ / ٨٥ نقلا عن الواقدي مثله ، ونقلا عن الواقدي أنه قال : وهذا غلط ، والثبت عندنا المحفوظ من حديث أهل العلم (يعني حديث محمّد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن أبيه ، عن محمّد بن جبير بن مطعم ، وحديث ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس) أن عمها عمرو بن أسد زوجها رسول الله وأن أباها مات قبل الفجار.

٢٧٣

ومجدا ، ونبلا. وإن كان في المال قلّ ، فإنّما المال ظلّ زائل وعارية مسترجعة. وله في خديجة بنت خويلد رغبة ، ولها فيه مثل ذلك ، وما أحببتم من الصّداق فعليّ. فهذه الخطبة من أفضل خطب الجاهليّة (١).

وفاتها (عليها‌السلام) :

٣٨٠ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب ، أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطيّ الحافظ ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ العدل ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثنا أحمد بن المقدام ، حدّثنا زهير بن العلاء ، حدّثنا سعيد عن قتادة قال : توفّيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين.

وأمّا أبو عبيدة معمر بن المثنّى فقال : ماتت خديجة بمكّة قبل الهجرة بخمس سنين ، ويقال بأربع سنين ، ماتت قبل تزويج النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) عائشة (٢).

من قال أول من أسلم خديجة :

٣٨١ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد قال : أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ الخيوطيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثنا الحزاميّ عن محمّد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن الزّهريّ ـ وتابع قتادة والزّهريّ ـ [عن] عبد الله بن محمّد بن جعيل قال : كانت أوّل النّاس إيمانا بما أنزل على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) يعني خديجة ـ (٣).

٣٨٢ ـ قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثنا الحسن بن حمّاد ، قال : حدّثنا عليّ بن هاشم ـ إن شاء الله ـ عن محمّد بن عبد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه قال : صلّى النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) أوّل يوم الاثنين ، وصلّت

__________________

(١) أخرجه أبو العباس المبرد في كتابه الكامل ٤ / ١١٧ وفيه : وهذه الخطبة من اقصد خطب الجاهلية ، وهكذا أخرجه سبط ابن الجوزي في تذكرته ١٧٠ ط إيران أسنده عن علماء السير.

(٢) راجع الطبقات الكبرى ٨ / ١١ ، أسد الغابة ٥ / ٤٣٩ ، أنساب الأشراف ٤٠٦.

(٣) راجع أنساب الأشراف ١ / ١١٢ ، أسد الغابة ٥ / ٤٣٦ ، تاريخ الطبري ٢ / ٣٠٧ ، سيرة ابن هشام ١ / ٢٤٠.

٢٧٤

خديجة آخر يوم الاثنين (١).

ذكرى وفاتها من طريق أخرى :

٣٨٣ ـ قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثنا الوليد بن شجاع ، حدّثنا شعيب بن اللّيث عن الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب قال : أنزل الله على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) القرآن والهدى وعنده خديجة ، ثمّ توفّيت قبل الهجرة رضي الله عنها وصلواته عليها.

٣٨٤ ـ قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثنا مصعب بن عبد الله ، حدّثني عبد الله بن معاوية عن هشام بن عروة : أنّ عروة كتب إلى عبد الملك ابن مروان أو غيره : أمّا بعد فإنك كتبت إليّ تسألني عن خديجة بنت خويلد متى توفّيت؟ وإنّها توفّيت قبل مخرج رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) من مكّة بثلاث سنين.

قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : بشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب :

٣٨٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد ، أخبرنا أحمد بن عليّ بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثنا أبي ، حدّثنا جرير عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن ابن أبي أوفى قال : بشّر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب (٢).

٣٨٦ ـ قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عبد الله بن معاذ ، قال : قال معمر : قال الزّهريّ : فأخبرني عروة بن الزبير أنّ خديجة توفّيت فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : رأيت لخديجة بيتا في الجنّة لا صخب فيه

__________________

(١) أخرجه أخطب خوارزم في المناقب ٣٣٠ بالإسناد إلى علي بن هاشم بعين السند ، وهكذا أخرجه ابن سيد الناس في عيون الأثر ١ / ٩٢ ، والهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٣ قال : رواه الطبراني والبزار ، وأخرجه القندوزي في ينابيع المودة ٦٠ من طريق الحمويني والخطيب الخوارزمي.

(٢) أخرجه مسلم في صحيحه فضائل الصحابة بالرقم ٧٢ ص ١٨٨٧ ، بالإسناد إلى جرير وغيره ، عن إسماعيل بن أبي خالد بعين السند ، وهكذا أخرجه البخاري في كتاب العمرة ١١ ج ٣ ص ٨ وفي فضائل الأنصار ٢٠ ج ٥ ص ٤٨ ، وأخرجه في مسنده ٤ / ٣٥٥ و ٣٥٦ و ٣٨١.

٢٧٥

ولا نصب ، وهو من قصب اللؤلؤ (١).

تبشير جبرئيل (عليه‌السلام) لها بهذا البيت :

٣٨٧ ـ قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثنا موسى بن إسماعيل ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، أخبرنا ثابت عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى : أنّ جبريل كان مع رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فجاءت خديجة فقال : يا جبريل هذه خديجة فقال : أقرئها من الله السّلام ومنّي.

قال : وجاءت ذات يوم فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : يا جبريل هذه خديجة فقال : بشّرها ببيت في الجنّة من قصب ، لا يسمع فيه أذى ولا صخب (٢).

٣٨٨ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان البغداديّ ، أخبرنا محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ ، حدّثنا الباغنديّ ، حدّثنا سويد ، حدّثنا محمّد بن عمر عن مجاهد ، والضحّاك عن ابن عمر قال : نزل جبريل (عليه‌السلام) على النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فقصّ عليه ما أرسل به ، وجلس يحدّث رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : إذ مرّت خديجة فقال جبريل : من هذه يا محمّد؟ قال : هذه صدّيقة أمّتي ؛ قال جبريل : إنّ معي إليها رسالة من الربّ ـ عزوجل ـ تقرئها السّلام وتبشّرها ببيت في الجنّة من قصب بعيد من اللهب ، لا لغب فيه ولا وصب. فقالت : الله السّلام ، ومنه السّلام وعليك السّلام ، قيل : يا رسول الله ما ذلك البيت قال : لؤلؤة جوفا بين بيت مريم وبيت آسية بنت مزاحم ، وهما من أزواجي في الجنّة (٣).

__________________

(١) أخرجه مسلم في صحيحه فضائل الصحابة بالرقم ٧٣ ص ١٨٨٨ بالإسناد إلى هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير ، عن عائشة ؛ وهكذا أخرجه الترمذي في كتاب المناقب ٦١ ج ٥ ص ٣٦٦ بالرقم ٣٩٧٩ ؛ وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ٢٠٥.

(٢) أخرجه بهذا السند واللفظ الحافظ الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٢٥ وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

(٣) أخرجه ابن هشام في السيرة ١ / ٢٤١ ، وأخرجه البخاري في صحيحه فضائل الأنصار ٢٠ ج ٥ ص ٤٨ مثله ، وهكذا أخرجه مسلم في صحيحه ١٨٨٨ كتاب الفضائل بالرقم ١٧ ، والإمام أحمد ابن حنبل ٢ / ٢٣١.

٢٧٦

٣٨٩ ـ قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن حازم ، حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه ، عن عائشة قالت : ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ، وما لي أن أكون أدركتها ، ولكن ذلك لكثرة ذكر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) إيّاها ، وإنّه كان ليذبح الشّاة يتبع بها صدائق خديجة يهديها لهنّ (١).

٣٩٠ ـ أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ـ رحمه‌الله ـ إذنا ، أخبرني أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميميّ ، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن الحسن الصّواف ، حدّثنا محمّد بن هارون الهاشميّ ، حدّثنا جدّي ، حدّثنا يحيى الحمّاني ، حدّثنا قيس بن الرّبيع الأسديّ ، عن أبي هارون العبديّ ، عن أبي سعيد الخدريّ ، في قوله ـ عزوجل ـ : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) قال : عليّ وفاطمة ، (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) قال : محمّد ، (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) قال : الحسن والحسين (عليهما‌السلام) (٢).

فضائل فاطمة صلّى الله عليها وعلى أبيها ، نسبها :

٣٩١ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب ، أخبرنا أحمد بن علي ابن جعفر ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، أخبرنا مصعب قال : فاطمة بنت محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك

__________________

(١) أخرجه الحافظ البخاري في صحيحه فضائل الأنصار بالرقم ٢٠ ج ٥ ص ٤٨ من طرق ، بالإسناد إلى هشام بن عروة بعين السند واللفظ ، وزاد بعده : فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلّا خديجة ، فيقول : إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد ، وأخرجه بهذا السند في النكاح ١٠٨ ج ٧ / ٤٧ ، كتاب الأدب ٢٣ ج ٨ ص ١٠ من دون الزيادة ، وهكذا أخرجه مسلم في ١٨٨٨ فضائل الصحابة بالرقم ٤٧ ، والترمذي في جامعه ٥ / ٣٦٦ بالرقم المسلسل ٣٩٧٧ ، وابن ماجة في النكاح ٥٦ ج ١ / ٦٤٣ ط فؤاد. وأخرجه الإمام ابن حنبل في مسنده ٦ / ٥٨ و ٢٠٢ و ٢٧٩.

(٢) أخرجه القندوزي في ينابيع المودة ١١٨ بهذا السند ، وأخرجه من أعلام الإمامية الشيخ الكراجكي في كنز الفوائد ٣٦٦ بالإسناد إلى يحيى بن عبد الحميد الحماني بعين السند واللفظ ، وفي الباب عن ابن عباس وأنس بن مالك أخرجه الثعلبي وابن مردويه راجع الدر المنثور ٦ / ١٤٢ ، مقتل الحسين للخوارزمي ١١٢ ، تذكرة خواص الأمة ٢٤٥ ط النجف.

٢٧٧

ابن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان بن أدد بن الهميسع بن يشجب بن نبت بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم ـ صلّى الله عليهما ـ (١).

كنيتها :

٣٩٢ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إذنا ، أخبرنا أبو أحمد عمر ابن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا الحسن بن عليّ بن منصور ، حدّثنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل ، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا بعض أصحابنا عن كثير ابن يزيد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه قال : كنية فاطمة بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) أمّ أبيها (٢).

تزويج فاطمة بعلي عليه‌السلام :

٣٩٣ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعيّ ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزني ـ الملقّب بابن السّقاء ـ الحافظ الواسطيّ ، حدّثنا عليّ بن العبّاس البجليّ ، حدّثنا عليّ بن المثنّى الطّهويّ ، حدّثنا زيد بن الحباب ، حدّثنا ابن لهيعة ـ وهو عبد الله بن لهيعة بن عقبة ـ حدّثنا أبو الزّبير عن جابر بن عبد الله ، قال : دخلت أمّ أيمن على النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) وهي تبكي ، فقال لها النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : ما يبكيك لا أبكى الله عينيك؟

قالت : بكيت يا رسول الله لأنّي دخلت منزل رجل من الأنصار وقد زوّج ابنته رجلا من الأنصار ، فنثر على رءوسهم لوزا وسكّرا ، فذكرت تزويجك فاطمة من علي ولم تنثر عليها شيئا فقال النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : لا تبكي يا أمّ أيمن فو الّذي بعثني بالكرامة واستخصّني بالرّسالة ما أنا زوّجته ولكنّ الله تبارك وتعالى زوّجه من فوق عرشه ، وما رضيت حتّى رضي عليّ ، وما رضي

__________________

(١) راجع في ذلك نسب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) في سيرة ابن هشام ١ / ١ ، الطبقات الكبرى ١ / ٢٧ ـ ٢٨.

(٢) راجع تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٤٠ ، أسد الغابة ٥ / ٥٢٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ٢١١ قال : رواه الطبراني ، وأخرجه العلامة الطبري في المنتخب من الذيل المذيل ٦ ط مصر.

٢٧٨

عليّ حتّى رضيت ، وما رضيت حتّى رضيت فاطمة ، وما رضيت فاطمة حتّى رضي الله ربّ العالمين.

يا أمّ أيمن لمّا زوّج الله تبارك وتعالى فاطمة من عليّ أمر الملائكة المقرّبين أن يحدقوا بالعرش ، وفيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، فأحدقوا بالعرش. وأمر الحور العين أن يتزيّن ، وأمر الجنان أن يزخرف ، فكان الخاطب الله تبارك وتعالى ، والشّهود الملائكة. ثمّ أمر الله شجرة طوبى أن ينثر عليهم فنثرت اللّؤلؤ الرّطب مع الدّرّ الأخضر ، مع الياقوت الأحمر ، مع الدّرّ الأبيض ، فتبادرت الحور العين يلتقطن من الحليّ والحلل ويقلن : هذا من نثار فاطمة بنت محمّد (عليهما‌السلام) (١).

أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن زيد بن مروان ـ سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة ـ حدّثنا محمّد بن عليّ بن شاذان ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا زيد بن الحباب قال : حدّثنا ابن لهيعة ، حدّثنا أبو الزّبير عن جابر مثله.

٣٩٤ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى الطحّان إجازة ، عن القاضي أبي الفرج أحمد بن عليّ الخيوطيّ ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن نوح ، حدّثنا أحمد بن هارون الكرخيّ الضّرير ، حدّثنا كامل بن طلحة ، حدّثنا ابن لهيعة عن أبي الزّبير محمّد بن مسلم بن تدرس ، عن جابر ، لمّا تزوّج عليّ فاطمة زوّجه الله إيّاها من فوق سبع سماوات ، وكان الخاطب جبرئيل ، وكان ميكائيل وإسرافيل في سبعين ألفا من شهودها ، فأوحى الله تعالى إلى شجرة طوبى أن انثري ما فيك من الدّرّ والجوهر ففعلت ، وأوحى الله تعالى إلى الحور العين أن القطن ، فلقطن فهنّ يتهادين بينهنّ إلى يوم القيامة (٢).

__________________

(١) أخرجه بلفظه العلامة الصفوري في نزهة المجالس ٢ / ٢٢٣ بالإسناد عن جابر ، وأخرجه العلامة عبد الله الشافعي في مناقبه المخطوط ١٨٤ من طريق مؤلفنا ابن المغازلي.

(٢) أخرجه الشيخ عبد الله الشافعي في مناقبه ١٨٤ مخطوط ، من طريق مؤلفنا ابن المغازلي ، عن كتابه الذي بين يديك ، وفي الباب حديث ابن مسعود ، أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٥ / ٥٩ ، وأخرجه الخطيب في تاريخه ٤ / ١٢٨ ، وخرّجه الخوارزمي من طريق أبي نعيم في المناقب ٢٣٥ ، وأخرجه الحافظ الكنجي في كفاية الطالب ٣٠١ ط الأميني قال : رواه أبو علي ـ

٢٧٩

٣٩٥ ـ قال : وحدّثنا عليّ بن أحمد بن نوح ، حدّثنا عليّ بن محمّد بن بشّار القاضي ، حدّثنا نصر بن شعيب ، حدّثنا موسى بن إبراهيم ، حدّثنا موسى ابن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن جدّه ، عن جابر بن عبد الله قال : لمّا زوّج النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) عليّا من فاطمة أتت قريش فقالوا : يا رسول الله زوّجت فاطمة عليّا بمهر خسيس! فقال النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : ما زوّجت فاطمة من عليّ ولكنّ الله زوّجها عند شجرة طوبى ، وحضر تزويجها الملائكة ، وأمر الله شجرة طوبى : لتنثرين ما عليك من الثمار. فنثرت الدّرّ والياقوت والزّبرجد الأخضر ، وابتدر الحور العين يلتقطن فهنّ يتهادين ويتفاخرن به إلى يوم القيامة ، ويقلن : هذا من نثار فاطمة بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله).

فلمّا كان ليلة زفافها أمر رسول الله بقطيفة فثنّاها على بغلته ، وأمر فاطمة أن تركب البغلة ، وأمر سلمان أن يقود البلغة ، وأمر بلالا أن يسوق البغلة ، فبينما هم في الطّريق إذ سمعوا حسّا فالتفت النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فإذا هو بجبرئيل وميكائيل (عليهما‌السلام) مع سبعين ألفا من الملائكة. فقال لهم النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : ما الّذي أحضركم؟ قالوا : جئنا لنزفّ فاطمة بنت رسول الله إلى زوجها عليّ بن أبي طالب. فكبّر جبرئيل ، وكبّر ميكائيل ، وكبّرت الملائكة ، وكبّر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، فوقع التكبير على العرائس من تلك اللّيلة (١).

٣٩٦ ـ حدّثنا القاضي أبو الحسن محمّد بن عليّ ـ المعروف بابن الراسبي ـ الشافعيّ إملاء في جامع واسط ، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن تميم القاضي ، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن الحسين ، حدّثنا عمر بن الرّبيع ، حدّثني

__________________

ـ ابن شاذان في مشيخته الصغرى ، وفي الباب أيضا حديث جابر بن سمرة ، أخرجه الحافظ الكنجي أيضا في الكفاية ٣٠٠. وحديث بلال بن حمامة أخرجه الخطيب في تاريخه ٤ / ٢١٠ ، وابن الأثير في أسد الغابة ١ / ٢٠٦.

(١) في الباب حديث جعفر بن محمّد الصادق (عليه‌السلام). أخرجه الحافظ الكنجي في كفايته ص ٣٠٣ ، ولفظه يشبه ما في الصلب ، ومثله حديث ابن عباس ، أخرجه الخطيب في تاريخه ٥ / ٧ ، وخرّجه عنه الخطيب الخوارزمي في المناقب ٢٣٩ ، مقتل الحسين ٦٦ ، وأخرجه المحب الطبري في الذخائر ٣٢ من طريق ابن عساكر.

٢٨٠