مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]

مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٦٥

وهو يقول في نفسه : والله لأنطلقنّ مع عليّ فإن كان القوم قد عبروا لأكوننّ من أشدّ الناس على عليّ (عليه‌السلام) ، فلمّا انتهى إلى النهروان أصابوا القوم قد كسروا جفون سيوفهم ، وعرقبوا دوابّهم ، وجثوا على ركبهم وحكّموا بحكم رجل واحد ، واستقبلوا عليّا بصدور الرّماح ، فقال عليّ (عليه‌السلام) : حكم الله أنتظر فيكم ، فنزل إليه الشّابّ فقال : يا أمير المؤمنين إنّي قد كنت شككت في قتال القوم فاغفر ذلك لي ، فقال عليّ بل يغفر الله الذّنوب فاستغفره.

ثمّ نادى عليّ عليه‌السلام قنبر فقال : يا قنبر ناد القوم ما نقمتم على أمير المؤمنين؟ ألم يعدل في قسمتكم ، ويقسط في حكمكم ، ويرحم مسترحمكم؟ لم يتّخذ مالكم دولا ، ولم يأخذ منكم إلّا السّهمين اللّذين جعلهما الله : سهما في الخاصّة وسهما في العامّة ، فقالت الخوارج : يا قنبر إنّ مولاك رجل جدل ، ورجل خصم ، وقد قال الله تعالى : (بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) وهو منهم ، وقد ردّنا بكلامه الحلو في غير موطن ، وجعلوا يقولون : والله لا نرجع حتّى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.

قال عليّ عليه‌السلام : يا بن عبّاس انهض إلى القوم فادعهم بمثل الّذي دعاهم به قنبر ، فإنّي أرجو أن يجيبوك ، فقال ابن عبّاس : يا أمير المؤمنين ألقي عليّ حلّتي ، وألبس عليّ سلاحي؟ فإنّي أخافهم على نفسي ، قال : بلى فانهض إليهم في حلّتك ، فمن أيّ يوميك من الموت تفرّ؟ يوم لم يقدر أو يوم قد قدر؟

قال : فنهض ابن عبّاس إليهم ، وناداهم بمثل الّذي أمره به ، فقالت طائفة : والله لا نجيبه حتّى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.

وقال أصحاب الحجج في أنفسهم منهم : والله لنجيبنّه ولنخصمنّه ولنكفّرنّه وصاحبه لا ينكر ذلك.

فقالوا : ننقم عليه خصالا كلّها موبقة مكفرة ، أمّا أوّلهنّ : فإنّه محا اسمه «من أمير المؤمنين» حيث كتب إلى معاوية ، فإن لم يكن أمير المؤمنين فإنّه أمير الكافرين ، لأنّه ليس بينهما منزلة ، ونحن مؤمنون وليس نرضى أن يكون علينا أميرا. ونقمنا عليه أن قسم علينا يوم البصرة ما حوى العسكر ، وقد سفك الدّماء ومنعنا النّساء والذّراري ، فلعمري إن كان حلّ هذا فما حرّم هذا. ونقمنا عليه

٣٢١

يوم صفّين أنّه أحبّ الحياة وركن إلى الدّنيا ، جبنا منعنا أن نقاتل معه وأن ننصره ، حيث رفعت لنا المصاحف ، فهلّا ثبت وحرّض على قتال القوم ، وضرب بسيفه حتّى يرجع إلى أمر الله ونقاتلهم ، والله يقول : (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) وننقم عليه أنّه حكّم الحكمين فحكما بجور لزمه وزره. ونقمنا عليه أنّه ولّى الحكم غيره ، وهو عندنا من أحكم النّاس. ونقمنا عليه أنّه شكّ في نفسه حين أمر الحكمين أن ينظرا في كتاب الله ، فإن كان معاوية أولى بالأمر ولّوه ، فإن شكّ في نفسه فنحن أعظم فيه شكّا. ونقمنا عليه أنّه كان وصيّا فضيّع الوصيّة. ونقمنا عليك يا بن عبّاس حيث جئت ترفل إلينا في حلّة حسنة تدعونا إليه.

فقال ابن عبّاس : يا أمير المؤمنين قد سمعت ما قال القوم ، وأنت أولى بالجواب منّي! فقال عليّ (عليه‌السلام) : لا ترتابنّ ظفرت بهم ، والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة نادهم : ألستم ترضون بما أنبّئكم به من كتاب الله لا تجهلون به وسنّة رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) لا تنكرونه؟ قالوا : اللهمّ بلى ، قال : أبدأ بما بدأتم به ، عليّ مدار الأمر ، أنا كاتب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث كتبت بسم الله الرّحمن الرّحيم من محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى سهيل بن عمرو وصخر بن حرب ومن قبلهما من المشركين عهدا إلى مدّة. فكتب المشركون : إنّا لو علمنا أنّك رسول الله ما قاتلناك ، فاكتب إلينا باسمك اللهمّ فإنّه الّذي نعرف ، وأكتب إلينا ابن عبد الله ؛ فأمرني فمحوت رسول الله وكتبت ابن عبد الله ، وكتبت إلى معاوية من عليّ أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومن قبلهما من النّاكثين عهدا إلى مدّة ، فكتبوا : إنّا لو علمنا أنك أمير المؤمنين ما قاتلناك فاكتب إلينا من عليّ بن أبي طالب نجبك ، فمحوت أمير المؤمنين وكتبت ابن أبي طالب ، كما محا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكما كتب ، فإن كنتم تلغون بسم الله الرّحمن الرّحيم أن محاها ، وتلغون رسول الله أن محاها ، ولا تثبتونه. فالغوني ولا تثبتوني ، وإن أثبتّموه ، فإنّ الله تعالى قال : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وقال : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) فاستننت برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قالوا : صدقت هذه بحجّتنا هذه.

٣٢٢

قال : وأمّا قولكم : إنّي قسمت بينكم ما حوى العسكر يوم البصرة فأحللت الدّماء ومنعتكم النّساء والذّريّة ، فإنّي مننت على أهل البصرة لمّا افتتحتها وهم يدّعون الإسلام ، كما منّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على أهل مكّة وهم مشركون لمّا افتتحها ، وكانوا أولادهم ولدوا على الفطرة قبل الفرقة بدينهم ، وإن عدوا علينا أخذناهم بذنوبهم ، فلم نأخذ صغيرا بذنب كبير ، وقد قال الله تعالى في كتابه : (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ) وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو أنّ رجلا غلّ عقالا من الحرب لأتى يوم القيامة وهو مغلول به ، حتّى يؤدّيه ، وكانت أمّ المؤمنين أثقل من عقال ، فلو غللتها وقسمت سوى ذلك فإنّه غلول ، ولو قسمتها لكم وهي أمّكم لاستحلّ منها ما حرّم الله ، فأيّكم كان يأخذ أمّ المؤمنين في سهمه وهي أمّه؟ قالوا : لا أحد ، وهذه بحجّتنا هذه.

قال : وأمّا قولكم إنّي حكّمت الحكمين ، فقد عرفتم كراهتي لهما إلّا أن تكذبوا ، وقولي لكم ولّوها رجلا من قريش ، فإنّ قريش لا تخدع ، فأبيتم إلّا أن ولّيتموها من وليتم ، فإن قلتم : سكتّ حيث فعلنا ولم تنكر ... فانّما جعل الله الإقرار على النّساء في بيوتهنّ ولم يجعله على الرّجال في بيوتهم. فإن كذبتم وقلتم : أنت حكمت ورضيت ، فإنّ الله قد حكّم في دينه الرّجال وهو أحكم الحاكمين ، فقال (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ) وقال : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها) فإمّا على الإنسان الاجتهاد في استصلاح الحكمين ، فإن عدلا كان العدل فيما أرياه أولى ، وإن لم يعدلا فيه وجارا ، كان الوزر عليهما (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) قالوا : صدقت وهذه بحجتنا هذه.

قال وأمّا قولكم : إنّي حكّمت وأنا أولى النّاس بالحكم ، فقد حكّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سعد بن معاذ يوم اليهود ، فحكم بقتل مقاتليهم وسبي ذراريهم ، وجعل أموالهم للمهاجرين دون الأنصار ، فقالوا : صدقت وهذه بحجّتنا هذه.

٣٢٣

قال : وأمّا قولكم : إنّي قلت للحكمين : انظروا في كتاب الله فإن كان معاوية أحقّ بها منّي فأثبتوه ، وإن كنت أولى بها فأثبتوني فلو أنّ الحكمين اتّقيا الله ونظرا في القرآن ، عرفا أنّي كنت من السّابقين بإسلامي قبل معاوية ، ومعاوية مشرك ، وعرفت أنّهم إذا نظروا في كتاب الله وجدوني يجب لي على معاوية الاستغفار ، لأنّي سبقته بالإيمان ، ولا يجب لمعاوية عليّ الاستغفار ، ووجدوني يجب لي على معاوية خمس ما غنمتم ، لأنّ الله تبارك وتعالى أمر بذلك إذ يقول (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) الآية ، فإذا حكما بما أنزل الله أثبتوني. ولو قلت : احكموا وأثبتوني ، أبي معاوية لكنّي أظهرت لهم النّصفة حتّى رضي ، كما أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لو قال : أجعل لعنة الله عليكم ، أبوا أن يباهلوا ، ولكن جعل لعنة الله على الكاذبين ، فهم الكاذبون ، واللّعنة عليهم ، ولكن أظهر لهم النّصفة ، فقبلوا ، قالوا : صدقت هذه بحجّتنا هذه.

قال : وأمّا قولكم : إن كان معاوية أهدى منّي فأثبتوه. فإنّني قد عرفت أنّهم لا يجدونه أهدى منّي ، وقد قال تعالى لنبيّه (قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ) فقد عرفتم أنّهم لا يأتون بكتاب من عند الله هو أهدى من القرآن ، فكذلك عرفت أنّهم لا يجدون معاوية أهدى منّي.

وأمّا قولكم : إنّ الحكمين كانا رجلا سوء فلم حكّمتهما؟ فإنّهما لو حكما بالعدل لدخلا فيما نحن فيه ، وخرجا من سوئهما ، كما أنّ أهل الكتاب لو حكموا بما أمر الله حيث يقول : (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِما أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ) خرجوا من كفرهم إلى ديننا ، قالوا صدقت وهذه بحجّتنا هذه.

قال : وأمّا قولكم : إنّي كنت وصيّا فضيّعت الوصيّة ، فإنّ الله تعالى قال في كتابه : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) ولو ترك الحجّ من استطاع إليه سبيلا كفر ، ولم يكن البيت ليكفر ولو تركه النّاس لا يأتونه ، ولكن كان يكفر من كان يستطيع إليه السبيل فلا يأتيه ، وكذلك أنا : إن أكن وصيّا فإنّكم كفرتم بي ، لا أنا كفرت بكم بما تركتموني ، قالوا : صدقت هذه بحجّتنا هذه.

٣٢٤

قال : وأمّا قولكم : إنّ ابن عبّاس جاء يرفل في حلّة حسنة يدعوكم إلى ما يدعوكم إليه ، فقد رأيت أحسن منها على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم حرب.

فرجع إليه من الخوارج أكثر من أربعة آلاف ، وثبت على قباله أربعة آلاف ، وأقبلوا يحكّمون ، فقال عليّ : حكم الله أنتظر فيكم يا هؤلاء؟ أيّكم قتل عبد الله بن خبّاب بن الأرتّ وزوجته وابنته يظهر لي أقتله بهم وأنصرف ، عهدا إلى مدّة حكم الله أنتظر فيكم. فنادوا كلّنا قتل ابن خبّاب وزوجته وابنته وأشرك في دمائهم ؛ فناداهم أمير المؤمنين : أظهروا لي كتائب وشافهوني بذلك ، فإنّي أكره أن يقرّ به بعضكم في الضّوضاء ولا يقرّ بعض ، ولا أعرف ذلك في الضّوضاء ولا أستحلّ قتل من لم يقرّ بقتل من أقرّ ، لكم الأمان حتّى ترجعوا إلى مراكزكم كما كنتم ، ففعلوا وجعلوا كلّما جاء كتيبة سألهم عن ذلك ، فإذا أقرّوا عزلهم ذات اليمين حتّى أتى على آخرهم ، ثمّ قال : ارجعوا إلى مراكزكم. فلمّا رجعوا ناداهم ثلاث مرّات رجعتم كما كنتم قبل الأمان من صفوفكم؟ فنادوا كلّهم : نعم!

فالتفت إلى النّاس فقال : الله أكبر! الله أكبر! والله لو أقرّ بقتلهم أهل الدّنيا وأقدر على قتلهم لقتلتهم ، شدّوا عليهم ، فأنا أوّل من شدّ عليهم وعزل بسيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث مرّات ، كلّ ذلك يسوّيه على ركبتيه من اعوجاجه ثمّ شدّ النّاس معه فقتلوهم فلم ينج منهم تمام عشرة.

فقال : آتوني بذي الثّديّة فإنّه في القوم ، فقلب النّاس القتلى فلم يقدروا عليه ، فأتي فأخبر بذلك فقال : الله أكبر! والله ما كذبت ولا كذبت وإنّه لفي القوم ، ثمّ قال : ائتوني بالبغلة فإنّها هادية مهديّة ؛ فركبها ثمّ انطلق حتّى وقف على قليب ثمّ قال : قلّبوا فقلبوا سبعة من القتلى فوجدوه ثامنهم. فقال : الله أكبر! هذا ذو الثّديّة الّذي خبّرني رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) أنّه يقتل مع شرّ خيل ، ثمّ قال : تفرّقوا فلم يقاتل معه الّذين كانوا اعتزلوا ، كانوا وقوفا في عسكره على حدة (١).

__________________

(١) احتجاج علي (عليه‌السلام) مع الخوارج ، وهكذا احتجاج ابن عباس لهم مشهورة رواها النسائي ـ

٣٢٥

٤٦٢ ـ أخبرنا أحمد بن المظفّر بن أحمد ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عثمان الحافظ إجازة : أنّ أبا عبد الله محمود بن محمّد ، وجعفر بن أحمد بن سنان الواسطيّين حدّثاه ، قالا : حدّثنا القاسم بن عيسى الطائي ، حدّثنا أبو سلمة عيسى بن ميمون الخوّاص ، عن العوّام بن حوشب ، عن أبيه ، عن جدّه يزيد بن رويم ، قال : كنت عاملا لعليّ بن أبي طالب (عليه‌السلام) على باروسما ونهر الملك ، فأتاه من أخبره أنّ الخوارج الّذين قتلوا عبد الله بن الخبّاب قد عبروا النّهروان ، فقال له عليّ (عليه‌السلام) : لم يعبروا ولن يعبروا ، وإن عبروا لم ينج منهم عشرة ، ولن يقتل منكم عشرة ، قال ثمّ جاء القوم فبرز إليهم فقال : يا يزيد ابن رويم اقطع أربعة آلاف خشبة أو قصبة ، قال : فقطع له ثمّ أوقفهم قال : فقاتلهم فلمّا فرغ من قتالهم قال لي : يا يزيد اطرح على كلّ قتيل خشبة أو قصبة ، قال : فركب بغلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأناس بين يديه ونحن على ظهر نهر ، لا يمرّ بقتيل إلّا طرحت عليه خشبة أو قصبة قال : حتّى بقيت في يدي واحدة ، قال : فنظرت إليه فإذا وجهه أربد وهو يقول : والله ما كذبت ولا كذبت. قال : فبينا أنا أمرّ بين يديه إذا خرير ماء عند موضع دالية فقلت : يا أمير المؤمنين هذا خرير ماء ، قال : فقال لي : فتّشه ففتّشته فإذا رجل قد صارت في يدي ، فقلت : هذه رجل فنزل إليّ فأخذنا الرّجل الأخرى وجرّها وجررت ، فإذا رجل ، قال : فقال لي مدّ يده ، فمددتها فاستوت قال : ثمّ قال : خلّها ، فخلّيتها ، فإذا هي كأنّها الثدي في صدره (١).

__________________

ـ في الخصائص ٤٨ ـ ٥٠ ، والمحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٤٠ مقتصرا على ثلاث حجج منها.

وأخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٦ / ٢٣٦ من طريق أبي يعلى قال : ورجاله ثقاة ، وفي ص ٢٣٧ من طريق أبي يعلى أيضا وقال : رجاله رجال الصحيح ، وفي ص ٢٣٨ و ٢٣٩ من طريق أبي يعلى والبزار وقال : رجال أبي يعلى ثقاة ، ومن طريق الطبراني وأحمد وقال : رجالهما رجال الصحيح.

وهكذا ذكره أبو العباس المبرد في كتابه الكامل ٩٤٢ ـ ٩٤٥ ، وخرّجه عنه الشارح المعتزلي في شرح النهج ١ / ٢٠٤ ، وأخرجه من أعلام الإمامية أبو منصور الطبرسي في الاحتجاج ٩٩ ـ ١٠٠ ، وألفاظه أشبه بما رواه المؤلف في الصلب ، وأخرجه أبو جعفر السروي في مناقب آل أبي طالب ٣ / ١٨٨ ـ ١٨٩ بغير هذا اللفظ.

(١) أخرجه أسلم بن سهل الواسطي في تاريخ واسط كما مر تحت الرقم ٨٦ راجعه.

٣٢٦

٤٦٣ ـ أخبرنا أحمد بن المظفّر ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عثمان الحافظ الواسطيّ إجازة : أنّ أحمد بن هارون بن أبي موسى حدّثهم قال : حدّثنا أبو بكر بن محمّد ، حدّثنا وكيع ـ وهو ابن الجرّاح ـ عن جرير بن حازم ، وأبي عمرو بن المعلّى ، عن محمّد بن سيرين ، عن عبيدة السّلمانيّ قال : ذكر عليّ (عليه‌السلام) الخوارج فقال : فيهم رجل مخدج اليد أو مثدّن اليد ، فقال : لو لا أن تبطروا لأخبرتكم بما وعد الله على لسان نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله لمن قتلهم ، فقلت لعليّ : أسمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : إي وربّ الكعبة ، إي وربّ الكعبة ، إي وربّ الكعبة.

وفي حديث ابن موسى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سيخرج قوم فيهم رجل مخدج اليد ، أو مودون اليد ، أو مثدون اليد ، وذكر مثله (١).

٤٦٤ ـ أخبرنا أبو القاسم عمر بن عليّ الميمونيّ الواسطيّ ـ رحمه‌الله ـ أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطيّ الواسطيّ ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن أبي العوّام قال : حدّثنا أبي ، حدّثنا عبد الله بن زيد الكلبيّ أبو عثمان ، قال : حدّثني الأوزاعيّ ، عن عبد الله بن أبي أمامة ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ لله أقواما يخصّهم بالنعم لمنافع العباد ، يقرّها فيهم ما بذلوها ، فإذا منعوها نزعها منهم فحوّلها إلى غيرهم (٢).

٤٦٥ ـ قال : وأخبرنا أحمد بن محمّد ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوريّ حدّثنا حسين بن عبد الأوّل ، حدّثنا وكيع بن الجرّاح بن مليح ، حدّثنا سفيان عن صالح مولى التّوأمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من نسي الصّلاة عليّ خطّئ به طريق الجنّة. ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ أبدا (٣).

__________________

(١) مر بالرقم ٨٦ و ٨٠ مختصرا وفي الذيل تخريجه.

(٢) أخرجه الطبراني في الأوسط والكبير على ما في مجمع الزوائد ٨ / ١٩٢ وأخرجه المتقي الهندي في منتخب كنز العمال ٢ / ٥١٠ ، وقال : رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج ، وخرّجه الطبراني في معجمه ، وأبو نعيم في حليته.

(٣) أخرجه الحافظ ابن ماجة في سننه ص ٢٩٤ ط محمّد فؤاد بالرقم المسلسل ٩٠٨ من ـ

٣٢٧

٤٦٦ ـ قال : وحدّثنا أحمد بن محمّد ، حدّثنا صالح بن عمران الدّعاء ، حدّثنا نصر بن عليّ الجهضميّ ، حدّثنا النعمان بن عبد الله ، عن أبي ظلال ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خرج جبرئيل (عليه‌السلام) من عندي آنفا يخبرني عن ربّه ـ عزوجل ـ ما على الأرض مسلم صلّى عليك مرّة واحدة إلّا صلّيت أنا وملائكتي عليه عشرا. فأكثروا من الصّلاة عليّ يوم الجمعة ، فإذا صلّيتم فصلّوا على المرسلين ، فإنّي رجل من المرسلين (١).

٤٦٧ ـ أخبرنا عمر بن عليّ الميمونيّ قال : حدّثنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطيّ الحافظ الواسطيّ ، حدّثنا عليّ بن عبد الله بن مبشّر ، حدّثنا أبو الأشعث محمّد بن بكر ، حدّثنا عمر ابن محمّد بن صبهان قال : حدّثني زيد بن أسلم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله أجعل شطر صلاتي دعاء لك؟ قال : نعم [إن شئت ، قال :] فأجعل ثلثي صلاتي [دعاء لك؟ قال : نعم ، قال : فأجعل صلاتي] كلّها دعاء لك؟ قال : إذا يكفيك الله ـ عزوجل ـ همّ الدّنيا والآخرة (٢).

٤٦٨ ـ أخبرنا عمر بن عليّ الميمونيّ ، أخبرنا أحمد بن عليّ بن جعفر ، حدّثنا أبو أميّة عبد الله بن [محمّد بن] خلّاد الواسطيّ ، حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا سفيان الثّوريّ ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال : كان من دعاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «اللهمّ إنّي أسألك الهدى والتّقى ،

__________________

ـ حديث ابن عباس ، وأخرجه الطبراني من حديث حسين بن علي كما في مجمع الزوائد ١٠ / ١٦٤.

(١) راجع مسند الإمام ابن حنبل ٢ / ١٦٨ ، صحيح مسلم ٢٨٨ ط محمّد فؤاد ، جامع الترمذي ٥ / ٢٤٧ ، سنن أبي داوود كتاب الصلاة بالرقم ٣٦ ، سنن النسائي كتاب الاذان ٣٧ ، مجمع الزوائد ١٠ / ١٦٠.

(٢) أخرجه البزار بهذا السند واللفظ على ما خرّجه عنه الهيتمي في مجمع الزوائد ١٠ / ١٦٠ ، وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ٥ / ١٣٦ من حديث الطفيل بن أبي كعب عن أبيه مقتصرا على آخر الحديث ، وأخرجه بهذا السند الحافظ الترمذي في جامعه الصحيح ٤ / ٥٣ بالرقم المسلسل ٢٥٧٤ ، وأخرجه الطبراني من حديث محمّد بن يحيى بن حبان ، عن أبيه ، عن جده ، كما في مجمع الزوائد ١٠ / ١٦٠ ، منتخب كنز العمال ١ / ٣٥٢.

٣٢٨

والعفّة والغنى» (١).

صورة ما في آخر النسخة

تمت المناقب والحمد لله ربّ العالمين مستحق الحمد والثناء وصلواته على سيّدنا محمّد وآله وسلامه.

قال في الأمّ : قال في نسخة بهاء الدّين عليّ بن أحمد الأكوع : فرغ من نسخها أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الحسن بن أبي نزار بن الشرفيّة بواسط العراق في ثاني عشر من شوّال من سنة خمس وثمانين وخمسمائة قال : في مدّة اثنتي عشرة ليلة ليلا فتعذّر من خلل والله وليّ التوفيق.

ثمّ قال في الأمّ : وفرغت من نسخها في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وعشرين وستمائة. وكتب عمران بن الحسن بن ناصر بن يعقوب العذريّ الزّيديّ (٢) ختم الله له بخير.

__________________

(١) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ٤٣٤ بالإسناد إلى سفيان ، وفي ١ / ٤٤٣ و ٣٨٩ بالإسناد إلى أبي إسحاق بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الذكر بالرقم ٧٢ ص ٢٠٨٧ ؛ وأخرجه ابن ماجة في سننه كتاب الدعاء الباب ٢ بالرقم المسلسل ٣٨٣٢ ص ١٢٦٠ بالإسناد إلى سفيان ؛ وأخرجه الترمذي أيضا في كتاب الدعوات ٧٣ ج ٥ ص ١٨٤ بالرقم المسلسل ٣٥٥٥.

(٢) جاء في هامش الأصل ما لفظه :

وذكر الإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحيى عليه‌السلام في سيرة الإمام محمّد بن سليمان ابن داوود قال : ولم يعده الحاكم ، ولا أبو طالب ، ولا الفقيه حميد في حديقتهما ، وقد أجله الفقيهان العالمان : عمران بن الحسن بن ناصر ، وأحمد بن الحسين الأكوع فلا بد من القول بإمامته.

ثم جاء فيما يليه :

هذا عمران بن الحسن بن ناصر من علماء الزيدية في زمن الإمام المنصور بالله ، ذكره السيد العلامة الهادي بن إبراهيم في كاشفة الغمة ما لفظه :

وقال الفقيه العلامة عمران بن الحسن بن ناصر ـ رحمه‌الله ـ في رسالته الموسومة بالهادية إلى الصواب في رد شيء من الاعتراضات وتبيين ما التبس من الأمور المعترضات ودبج رسالته تفتيحا لها بذكر المنصور بالله.

وكذلك الفقيه العلامة حسام الدين حميد بن أحمد المحلي ، ذكره في كتابه المسمى : بمحاسن الأزهار ما لفظه : وأخبرنا الفقيه الأجل العالم الحافظ جمال الدين عمران بن الحسن ابن ناصر أسعده الله قراءة عليه ... إلى تمام الحديث.

٣٢٩

قال (١) : وفرغت أنا من تحصيل هذه النسخة يوم التاسع عشر من شهر المحرّم الحرام من سنة إحدى وتسعين وتسعمائة بمدينة محروس ثلا ، حماها الله بالصّالحين من عباده.

وكان الفراغ من رقم هذه النسخة المباركة بعد العصر من يوم الخميس السادس عشر من ذي الحجّة الحرام سنة ١٠٤٥ بحمد الله ومنّه ولطفه وتيسيره.

[وجاء معلقا :]

وانتسخت هذه النسخة للعبد الفقير إلى عفو الله الراجي رضوانه عبد الله ابن ...

[وجاء معلّقا :]

الحمد لله ـ بلغت مقابلة واملاء بحمد الله على نسخة صحيحة قديمة قال فيها : فرغ من نساختها في يوم الاثنين ذو أجل ثمانية عشر من المحرّم سنة اثنتي عشرة وستمائة.

ثمّ قال فيها :

بلغ معارضة على نسخة مصحّحة بخط الشيخ العالم ... محيي الدين محمّد بن أحمد ـ رحمه‌الله ـ وذلك بتاريخ جمادى الآخرة من شهور سنة خمس وثلاثين وستمائة.

ثمّ قال فيها ما لفظه :

الله حسبي ـ قد أجزت للأمير الأجل البدر الأمير نظام الدّين وليّ أمير المؤمنين المفضل بن علي بن المظفر العلوي العباسي كتاب المناقب لابن

__________________

ثم جاء فيما يليه :

الحسن بن ناصر هو أحد مشايخ الإمام المنصور بالله ، اغتاله وردسان ، فأمر من قتله بناحية السيد يعسوب وقبره هنالك.

(١) القائل هو كاتب هذه النسخة ، ظفر بنسخة الأم ـ نسخة عمران بن الحسن العذري ـ في سنة ٩٩١ ، ثم انتسخ منها هذه النسخة في سنة ١٠٤٥ لأحد علماء اليمن.

٣٣٠

المغازلي ، أن يرويه عنّي على الوجه الصحيح بشروط السّماع ، وناولته ذلك ، وكتبه عليّ بن أحمد بن الحسين الأكوع في شهر ذي الحجّة من شهور اثنتي عشرة وستمائة.

وكذلك أجزت ذلك للقاضي الأجل منصور بن إسماعيل بن قاسم الطائي على الوجه الصحيح في الوقت المؤرّخ والسّلام. وصلّى الله على محمّد وآله.

وفيها أيضا ما لفظه لخطّ السيّد العلّامة صلاح بن أحمد الوزير (رحمه‌الله) : نظر فيه الفقير إلى رحمة الله تعالى وتوفيقه صلاح بن أحمد بن عبد الله في تاسع شهر جمادى الأولى من سنة ثمان وتسعين وتسعمائة أحسن الله بفيضها.

[وبعده معلّقا عليه :]

نعم ـ وكان هذا في ليلة الجمعة المباركة ... سابع عشر شهر رجب سنة سبع وسبعين ...

٣٣١
٣٣٢

٣٣٣
٣٣٤

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ بخاموش (١) إجازة أخبرنا الشيخ الرئيس أونصر أحمد بن محمد بن صاعده (٢) ، قراءة عليه في الرابع عشر من صفر سنة ثمانين وأربعمائة قال : أخبرنا السيّد أبو طالب حمزة بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسن الجعفري (٣) ـ رضي الله عنه ـ قراءة عليه قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الوهّاب بن الحسن ابن الوليد الكلابي (٤) بدمشق قراءة عليه قال حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان القرشي قال : حدّثنا ابراهيم بن أبي داود البرلسي قال : :] محمد بن عبيد الله [بن أبي رافع ، عن ، أبيه ، عن ابي رافع قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، لعليّ بن أبي طالب (عليه‌السلام) قبل موته تبرىء ذّمتي

__________________

(١) هكذا وجدناه في الاصل والمعروف بخاموش هو الحافظ أبو حاتم احمد بن الحسن الرازي (راجع تبصير المشتبه ٥٢٤).

(٢) أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد الصاعدي أبونصر الحنفي رئيس نيسابور وقاضيها وكبيرها ، وكان له شيخ الإسلام توفى سنة ٤٨٢ ، له ذكر في تذكرة الحفاظ ١١٩٤ ، شذرات الذهب ٣ / ٣٦٦ ، ميزان الاعتدال ١ / ١٤٠ ، لسان الميزان ١ / ٢٦٧ ، المنتظم ٩ / ٥٠.

(٣) عنونه الشيخ منتجب الدين في فهرسه من علماء الشيعة الإمية وقال : فقيه دين. كتاب الإجازات للعلامة المجلسي ج ١٠٥ / ٢٢٨ ، جامع الرواة ١ / ٢٨٣ ، أمل الامل ٥٢.

(٤) أبو الحسين الكلابي محدث دمشق ومسندها ، يعرف بأخي تبوك (٣٩٦ ـ ٣٠٦) ، وقد كان ثقة ، نبيلاً ، مأموناً ، على ما في شذرات الذهب ٣ / ١٤٧ ، وإبراهيم بن عبد الملك بن مروان القرشي الدمشقي أبو اسحاق الحافظ ، محدث رجال ، روى عنه عبد الوهاب بن الحسن الكلابي كما في تذكرة الحفاظ ٨٠٥ ، مات في رجب سنة ٣١٩.

وأبو إسحاق إبراهيم بن سليمان بن داوود يعرف بابن أبي داوود البرلسي الأسدي ـ أسد خزيمة ـ من أهل العلم والحديث ، كان لزم البرلس مولده بصور ، وكان ثقة من حفاظ الحديث. توفي بمصر سنة ٢٧٢ على ما في الانساب ٢ / ١٨٠.

٣٣٥

وتقتل على سنتي (١)

٢ ـ حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن قال : حدثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة قال : حدّثنا أبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه (٢).

٣ ـ حدثنا أبو الأغرّ أحمد بن جعفر الملطي ـ قدم علينا في سنة سبع وعشرين وثلاثمائه قال : حدّثنا محمّد بن اللّيث بالجوهري قال : حدَّثنا محمّد بن الطَّفيل قال : حدَّثنا شريك بن عبد الله قال : كنت عند الأعمش وهوعليل فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة وابن ليلى فقالوا : يا أبا محمّد إنّك في آخرأيّام الدنيا وأول أيام الآخرة ، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث ، فتب إلى الله منها! قال : أسندوني! أسندوني! فأسند فقال : حدثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : إذا كان يوم القيامة قال الله تبارك وتعالى لي ولعلي ألقيا في النّار من أبغضكما وادخلا في الجنّة من أحبَّكما! فذلك قوله تعالى : (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) قال : فقال أبو حنيفة للقوم : قوموا لا يجىء بشيء أشدّ من هذا (٣)

__________________

(١) أخرجه النقيب أبو جعفر الاسكافي في الرد على العثمانية ص ٢٩٠ بهذا السند قال : أتيت أبا ذّر بالربذة أودعه ، فلما أردت الانصراف قال لي ولأناس معي : ستكون فتنة فاتقوا الله ، وعليكم بالشيخ علي بن أبي طالب فاتبعوه ، فإني سمعت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) یقول له : أنت أول من آمن بی ، وأقول من يصافحني يوم القيامة ، وأنت الصديق الأكير ، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين ، وأنت أخي ووزيري وخيرمن أترك بعدي : تقضي ديني وتنجز موعودي.

(٢) مر بهذا السند تحت الرقم ١٢٤ في مناقب ابن المغازلي الشافعي.

(٣) أخرجه أب وجعفر الطوسي في أماليه ١ / ٢٩٦ ، بالإسناد إلى أبي محمد الفحام ... عن ركيع ، عن الاعمش مقتصرا على ذيل الحديث ، وأخرجه في ٢ / ٢٤٢ بالإسناد إلى أبي المفضل الشيباني ... عن الحسن بن سعيد النخعي ابن عم شريك عنه بعين السند وفيه ذكر الحديث «أنا قسيم النار» وقد مر تحت الرقم ٩٧ ، وبعده الحديث المذكور في الصلب ، وهكذا أخرجه أبوجعفر السروي في المناقب ٢ / ١٥٧ مرسلاً عن شريك وعبدالله بن حماد الانصاري ، وفيه ذكرالحديثين ، واخرجه البحراني في غاية المرام ٣٩٠ عن صاحب الأربعين عن الأربعين.

٣٣٦

٤ ـ حدَّثنا محمد بن يوسف بن بشر قال : حدثنا عبد الله بن بركة قال : حدّثنا عبد الرزاق قال : اخبرنا معمر عن سهيل ، عن ابن طاووس ، عن المطلب ابن عبد الله بن حنطب قال : لمّا قدم وفد ثقيف على النبيَّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : لتسلمنَّ اولايعثنّ إليكم رجلاً منّي او كنفسي فليضربنَّ اعناقكم ، وليأخذنّ أموالكم ، وليسببنَّ ذراريكم! قال عمر : فجعلت أنصب صدري وأقوم على أطراف أصابعي رجاء أن يقول هوهذا ،] فالتفت إلى عليّ فأخذ بيده وقال : هو هذا [هذا (١).

٥ ـ حدَّثنا أحمد بن جعفر عن عمر السُّوسيَّ قال : حدَّثني أسباط ابن ـ محمّد ، عن نعيم بن حكيم ، عن أبي مريم ، عن عليَّ (عليه‌السلام) قال : انطلقت أنا ورسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) حتّى أتينا الكعبة فقال لي رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : اجلس لي! فصعد على منكبي فذهبت أنهض به فرآنی من ضعفي ، فنزل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) وجلس لي وقال :اصعد على منكبي ، قال : فنهض بي فإنّه يخيَّل إلى لو شئت لنلت افق السماء حتّى صعدت على البيت ،وعليه تمثال صفر أو نحاس ، فجعلت أزيله عن يمينه ، وعن شماله ومن بين يديه ، ومن خلفه حتّى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : أقذف به! فقذفته فتكسَّر كما تنكسر القوارير ، فنزلت فانطلق أنا

__________________

(١) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في المناقب ٢ / ١١٠ مخطوط ، وابن عبد البر في الاستيعاب ٢ / ٤٦٤ بالاسناد إلى عبد الرزاق عن معمره ، عن ابن طاووس ، وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٦٤ / ذخائر العقبى ٦٤ وقال : أخرجه عبد الرزاق في جامعه ، وأبوعمر النمري ، واين السعان.

وهذا الحديث مرفوع بهذا السند ، مسند في طريقآخر أخرجه أبوجعفر الطوسي في اماليه ٢ / ١١٧ بالاسناد الى أبي المفضل الشيباني ... طلحة بن جبر المكي ، عن المطلب بن عبد الله عن مصعب بن عبد الرحمان بن عوف ، عن أبيه ، وحديث عبد الرحمان بن عوف هذا أخرجه البزاز من طريق طلحة بن جبر كما في مجمع الزوائد ٩ / ١٦٣ وابو يعلي كما فيه ٩ / ١٣٤ وقال : طلحة بن جبر وثقة ابن معين ، وضعفه الجوزجاني ، وبقية رجاله ثقاة.

وفي الباب حديث زيد بن يشيع أخرجه أحمد في المناقب ٢/ ١١٠ مخطوط ، والنسائي في الخصائص ١٩ ، والمحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٦٤ ، وحديث عبدالله بن شداد بن الهاد أخرجه أحمد أيضاً في المناقب ٢ / ١١٠.

وفي الباب حديث ربعي بن حراش كما يأتي تحت الرقم ٢٤ و ٢٥ ص ٣٤٤.

٣٣٧

ورسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) وسلّم نستبق حتّى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد منهم (١).

٦ ـ حدَّثنا أحمد بن إبراهيم بن عبادل قال : حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدَّثنا عبدالله بن داوود الخريبي عن بسام الصيرفي عن أبي الطفيل قال : قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ على المنبر : سلوني قبل ان لا تسألوني ، ولن تسألوا بعدي مثلي ، قال : فقام إليه ابن الكواء فقال : ما الذّاريات ذرواً؟ قال : الريح ، قال : فما الحاملات وقرا؟ قال : السحاب ، قال : فما الجاريات يسراً؟ قال : السفن ، قال فما المقسمات امرأ؟ قال الملائكة (٢).

٧ ـ حدّثنا ابو الحسين عثمان بن محمد بن علان البغدادي الذهبي قال : حدّثنا محمّد بن يونس بن موسى الكديمي قال : حدّثنا عبدالله بن داوود الخريبي ... قال : وسمعته يقول : متعّت بك حسبك بعلي علماً.

٨ ـ حدّثنا عثمان بن محمّد بن عَلان قال : حدّثنا الكديمي قال : حدّثنا عبدالله بن داوود ، حدّثنا هُرمز بن حوران ، عن أبي عون ، عن أبي صالح الحنفي ، عن عليّ (عليه‌السلام) قال : قلت يا رسول الله أوصِني! قال : قل ربّي الله ثمّ استقم ّ قال : قلت ربَّي الله عليه توكلّت وإليه اُنيب ، ليهنك العلم أبا الحسن لقد شربت العلم شرباً ونَغَبته نغبا (٣).

__________________

(١) مرّ ذبل الرقم ٢٤٠ في مناقب ابن المغازلي بعين السند.

(٢) أخرجه الحاكم في مستدركه ٢ / ٤٦٦ بالإسناد إلى بسام بن عبد الرحمان بعين السند واللفظ ، وأخرجه ابن كثير في تفسير القرآن ٩ / ٣٠٦ من هامش فتح البیان ، وابن حجر في الكاف الشاف من أحاديث الكشاف ١٥٩ ، وشطره الأول في الطبقات الكبرى لابن سعد ٢ / ٣٣٨ ط مصر ، والاستيعاب لأبي عمر ٢ / ١٩٨ ، ذخائر العقبى له ٨٣ ، ورواه السيوطي في الدر المنثور ٦ / ١١١ قال : أخرجه عبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد بن منصور ، والحارث بني أبي أسامة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن الأنباري في المصاحف ، والحاكم وصححه ، والبيهقي في شعب الايمان من طرق.

(٣) أخرجه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ١/ ٦٥ بالإسناد إلى محمد بن يونس الكديمي بعين السند واللفظ وفيه : نهلته نهلا. وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٢١ قال : خرجه الرازي والبختري ، وأخرجه الخطيب الخوارزمي في المناقب ٥٠ من طريق أبي نعيم كما في إحقاق الحق : ج ٦ ص ٤٤ و ٩١٩ من ابن عساكر.

٣٣٨

٩ ـ حدّثنا عثمان بن محمّد قال : حدّثنا محمد بن غالب قال :حدّثنا زكريا بن يحيى قال : حدّثنا عليّ بن القاسم ، عن المعلّى بن عرفان ، عن شقيق ، عن عبد الله قال : رأيت النبيَّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) أخذ بيد عليّ (عليه‌السلام) وهو يقول الله وليي وأنا وليّك ، ومعادي من عاداك ، ومسالم من سالمك (١).

١٠ ـ حدّثنا عثمان بن محمّد قال : حدّثنا محمد بن يونس بن موسى الكديمي قال: حدثنا محمّد بن عبد الله بن حبّان قال : حدّثنا يحيى بن يمان عن سيفان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم الكندي عن أولها إسلاماً علي بن أبي طالب (عليه‌السلام) (٢).

١١ ـ حدّثنا ابراهيم بن عبد الرَّحمان بن عبد الملك بن مروان ، حدّثنا يزيد بن سنان البصري قال : حدَّثنا يحيى بن سعيد القطّان قال : حدَّثنا سليمان التيميَّ ،عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، عن عليّ ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّي لأول من يجثو للخصومة بين يدي الله تبارك وتعالى (٣).

١٢ ـ حدَّثنا إبراهيم بن مروان قال : حدَّثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير قال:حدَّثني أبي قال : حدَّثني أبي قال : حدَّثني بكَار بن زكريّا ، عن الأجلح بن عبد الله الكندي ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : دعا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) وهو محاصر للطائف عليّا (عليه‌السلام) فناجاه ، فقال أناس من أصحابه : قد طالت

__________________

(١) مر تحت الرقم ٣٢٣ بعين السند واللفظ في مناقب ابن المغازلي.

(٢) مر تحت الرقم ٢٢ بعين السند في مناقب ابن المغازلي ، وأخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب ٢ / ٤٥٧.

(٣) مر تحت الرقم ٣١١ من مناقب ابن المغازلي بعين السند في الذيل ، نقلاً عن مشكل الاثار ٢ / ٢٦٨ ، عن يزيد بن سنان ، عن يوسف بن يعقوب السدوسي ، عن سليمان التيمي ، عن لاحق بن حميد أبي مجلز ، ونقلاً عن المستدرك ٢ / ٣٨٦ قال : وقد تابع سليمان النيمي أبا هاشم الرماني على روايته عن ابي مجلز ، وهكذا وقع في بعض طرق الواحدي في اسباب النزول ٢٣٠.

٣٣٩

مناجاته منذ اليوم! قال : فسمعهم رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فقال : ما أنا ناجيته ولكن الله انتجاه (١).

١٣ ـ حدَّثنا أبوبكر الخضر بن محمّد بن عريب قال : حدثنا بحر بن نصر قال : حدَّثنا ابن وهب قال : أخبرني سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي جعفر ، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقّاص ، عن أبيه ، قال دخل علي بن أبي طالب (عليه‌السلام) على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله) وعنده أناس فخرجوا يقولون :] بم [امرنا رسول الله أن نخرج؟ فدخلوا وذكروا ذلك للنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ فقال : ما أدخلته وأخرجتكم ، ولكن الله أدخله وأخرجكم (٢).

١٤ ـ حدَّثنا الخضر بن محمّد بن عريب قال : حدَّثنا بحر بن نصر قال : حدَّثنا عبدالله بن وهب قال : حدَّثني يعقوب ـ يعني ابن عبد الرّحمان ـ عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد السّاعدي ، قال : دخل رسول الله (صلي الله عليه وآله) على فاطمة ابنته فقال : أين ابن عمّك؟ فقالت : يا رسول الله كان بيني وبينه شيء فخرج ، فطلبه النبي (صلى الله عليه آله) فوجده مضطجعاً في المسجد ، وإذ ثوبه قد سقط عن ظهره وامتلأ ظهره ترابا ، فطفق النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) بمسحه بيده ويقول ، قم أبا تراب! قال : فما كان لعليّ (عليه‌السلام) اسم أحبّ إليه من ذلك الاسم (٣).

١٥ ـ حدَّثنا أبو القاسم علي بن محمد بن كاس النخعي القاضي قال : حدًّثنا محمّد بن عبيد الله بن المنادي قال : حدَّثنا شبابة بن سوار قال : حدَّثنا قيس بن الربيع ، عن الحجّاج بن أرطاة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن

__________________

(١) مرَ تحت الرقم ١٦٢ ـ ١٦٦ ، وبعين السند تحت الرقم ١٦٥.

(٢) اخرجه الهيثمي بعين السند واللفظ في مجمع الزوائد ٩ / ١١٥ (باب فتح بابه الذي في المسجد) وقال : رواه البزاز ورجاله ثقاة ، وقد مر ما يناسبه في مناقب ابن المغازلي تحت الرقم ٣٠٣ ـ ٣٠٩.

(٣) أخرجه الحافظ البخاري في صحيحه ٥ / ٢٣ و ٨ / ٧٧ ، بالإسناد إلى أبي حازم بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة بالرقم ٣٨ / ١٨٧٤ ط محمد فؤاد ، وأخرجه الدولابي في الأسماء والكنى ١ / ٨ ، والطبري في تاريخه ٢ / ٤٠٩ ، والعلامة أبو الفرج الاصبهاني في مقاتل الطالبيين ٢٥ ، ٢٦ ، والحاكم النيسابوري في معرفة علوم الحديث ٢١١ ، وقد مرفي مناقب ابن المغازلي تحت الرقم ٦ و ٧ ، ومثله ذيل الرقم ٣٤١ راجعه.

٣٤٠